الأسبوع الرابع بعد القيامة
الإنجيل الأسبوعي – زمن القيامة
(ظهور يسوع للرسل على البحيرة)
الأحد: فصْلٌ مِنْ الرِسالَةِ إلى العِبرانِيِّين، وبارِكْ يا سيِّد (عب 13/ 18-25)
يا إخوتي، صَلُّوا مِن أَجْلِنَا، فَإِنَّنا واثِقُونَ أَنَّ ضَميرَنَا صَالِح، ونَحْنُ نُرِيدُ أَنْ نَسْلُكَ مَسْلَكًا حَسَنًا في كُلِّ شيء. وأَطْلُبُ إِلَيكُم بإِلْحَاحٍ أَنْ تَفْعَلُوا ذَلِكَ، حَتَّى يَرُدَّنِي اللهُ إِلَيكُم سَرِيعًا ! وإِلَهُ السَلام، الَّذي أَصْعَدَ مِنْ بَينِ الأَمْوَاتِ رَبَّنَا يَسُوع، رَاعِيَ الخِرَافِ العَظِيمَ بِدَمِ عَهْدٍ أَبَدِيّ، هُوَ يَجْعَلُكُم كَامِلينَ في كُلِّ صَلاح، لِتَعْمَلُوا بِمَشيئَتِهِ، وهُوَ يَعْمَلُ فينا مَا هُوَ مَرْضِيٌّ في عَيْنَيه، بيَسُوعَ المَسِيح، لَهُ المَجْدُ إلى أَبَدِ الآبِدين. آمين. وأُناشِدُكُم، أَيُّهَا الإِخْوَة، أَنْ تَحْتَمِلُوا كَلامَ التَشجيع، فَإِنِّي كَتَبْتُ إِلَيكُم بإِيْجاز ! إِعْلَمُوا أَنَّ أَخَانَا طِيمُوتَاوُسَ قد أُخْلِيَ سَبيلُهُ. فَإِنْ أَسْرَعَ في مَجيئِهِ، سَأَذهَبُ مَعَهُ وأَراكُم. سَلِّمُوا على جَميعِ مُدَبِّريكُم وجَميعِ القِدِّيسين. يُسَلِّمُ عَلَيكُم الإِخْوَةُ الَّذين في إِيطاليا. أَلنِعْمَةُ مَعَكُم أَجْمَعين!
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الأحد: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ يوحنَّا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (يو 21/ 1-14)
قالَ يُوحنَّا الرَسُول: ظَهَرَ يَسُوعُ لِتَلامِيذِهِ مَرَّةً أُخْرَى عَلى بُحَيْرَةِ طَبَرَيَّة، وهـكَذَا ظَهَر: كَانَ سِمْعَانُ بُطْرُس، وتُومَا الـمُلَقَّبُ بِالتَّوْأَم، ونَتَنَائِيلُ الَّذي مِنْ قَانَا الـجَلِيل، وابْنَا زَبَدَى، وتِلْمِيذَانِ آخَرَانِ مِنْ تَلامِيذِ يَسُوع، مُجْتَمِعِينَ مَعًا. قَالَ لَهُم سِمْعَانُ بُطْرُس: “أَنَا ذَاهِبٌ أَصْطَادُ سَمَكًا”. قَالُوا لَهُ: “ونَحْنُ أَيْضًا نَأْتِي مَعَكَ”. فَخَرَجُوا وَرَكِبُوا السَّفِينَة، فَمَا أَصَابُوا في تِلْكَ اللَّيْلَةِ شَيْئًا. ولَمَّا طَلَعَ الفَجْر، وَقَفَ يَسُوعُ عَلى الشَّاطِئ، ولـكِنَّ التَّلامِيذَ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ يَسُوع. فَقَالَ لَهُم يَسوع:”يا فِتْيَان، أَمَا عِنْدَكُم شَيءٌ يُؤْكَل ؟”. فَقَالَ لَهُم:”أَلقُوا الشَبَكَةَ إِلى يَمينِ السَفِينَةِ تَجِدُوا”. وأَلقَوها، فَمَا قَدِروا على اجتذابِها مِنْ كَثْرَةِ السَمَك. فقالَ ذلِكَ التِلْميذُ الَّذي كانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ لِبُطرُس:”إنَّهُ الرَبّ”. فلمَّا سَمِعَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ أَنَّهُ الرَبّ، إِتَّزَرَ بِثَوْبِهِ، لأَنَّهُ كانَ عُريانًا، وأَلْقَى بِنَفْسِهِ في البُحَيرَة. أَمَّا التلاميذُ الآخَرونَ فَجَاؤوا بالسَفينَة، وهُمْ يَسْحَبُونَ الشَبَكَةَ المَمْلُوءَ ةَ سَمَكًا، ومَا كانوا بَعِيدينَ عَن البَرِّ إلاَّ نَحوَ مِئَتَي ذِرَاع. وَلَمَّا نَزَلُوا إلى البَرّ، رَأَوا جَمْرًا وَسَمَكًا على الجَمْر، وخُبْزًا. قالَ لَهُم يَسُوع:”هَاتُوا مِنَ السَمَكِ الَّذي أَصَبْتُمُوهُ الآن”. فصَعِدَ سِمْعَانُ بُطرُسُ إلى السفينَة، وجَذَبَ الشَبَكَةَ إلى البَرّ، وهِيَ مَمْلوءَ ةٌ سَمَكًا كَبيرًا، مِئَةً وثَلاثًا وخَمْسين. ومَعَ هَذِهِ الكَثْرَةِ لَمْ تَتَمَزَّقِ الشَبَكة. قالَ لَهُم يَسُوع:”هَلُمُّوا تغدَّوا”. ولم يَجْرُؤْ أَحَدٌ مِنَ التَلاميذِ أَنْ يَسْأَلَهُ:”مَنْ أَنْت ؟”، لأَنَّهُم عَلِمُوا أَنَّهُ الرَبّ. وتَقَدَّمَ يَسُوعُ وأَخَذَ الخُبْزَ ونَاوَلَهُم. ثُمَّ فَعَلَ كذلِكَ بالسَمَك. هذِهِ مَرَّةٌ ثالِثَةٌ ظَهَرَ فيها يَسُوعُ لَلتَلاميذِ بَعْدَ أَنْ قامَ مِنْ بَينِ الأَمْوات.
حقًّا والأمانُ لجميعكم.
الإثنين: فصْلٌ مِنْ رِسالَةِ القدّيس بولس الرَسول الأولى إلى أَهلِ تسالونيكي، وبارِكْ يا سيِّد (1 تس 1/ 1-10)
يا إخوتي، مِنْ بُولُسَ وسِلْوَانُسَ وطِيمُوتَاوُسَ إلى كنِيسَةِ التَسَالُونِيكيِّينَ الَّتي في اللهِ الآبِ والرَبِّ يَسُوعَ المَسيح: أَلنِعْمَةُ لَكُم والسَلام ! نَشْكُرُ اللهَ دائِمًا مِنْ أَجلِكُم جَمِيعًا، ونَذْكُرُكُم في صَلَوَاتِنا بِغَيْرِ انْقِطَاع. ونَتَذَكَّرُ في حَضْرَةِ إِلَهِنَا وأَبينا عَمَلَ إِيْمَانِكُم، وتَعَبَ مَحَبَّتِكُم، وثَبَاتَ رَجَائِكُم، كَمَا في رَبِّنَا يَسُوعَ المَسيح، ونَعْلَم، أَيُّها الإِخْوَة، أَحِبَّاءُ الله، أَنَّ اللهَ اختارَكُم؛ لأنَّ إِنْجِيلَنَا لَمْ يَصِرْ إِلَيكُم بالكَلامِ وَحَسب، بَلْ أَيضًا بالقُوَّةِ وبِالرُوحِ القُدُسِ وَبِمِلءِ اليَقين، وَأَنتُم تَعْلَمُونَ كَيْفَ كُنَّا بَيْنَكُم مِنْ أَجْلِكُم. فَقَدْ صِرْتُم تَقْتَدُونَ بِنَا وبِالرَبِّ، إِذ قَبِلْتُمُ الكَلِمَة، في وَسَطِ ضِيقَاتٍ كَثيرَة، بَفَرَحِ الرُوحِ القُدُس، حتَّى صِرْتُم مِثَالاً لجميعِ المؤمِنين في مَقدُونيَةَ وأَخائية؛ لأَنَّها مِنكُم ذاعَتْ كَلِمَةُ الرَبّ، لا في مَقْدُونيَة وأَخائية وَحَسب، بل في كُلِّ مَكَانٍ انْتَشَرَ إِيمانُكُمُ بالله، حَتَّى لَمْ يَعُدْ بِنَا حَاجَةٌ إِلى أَنْ نَقُولَ في ذَلِكَ شَيْئًا. فَهُم أَنْفُسُهُم يُخْبِرُونَ عَنَّا كَيْفَ كَانَ دُخُولُنَا إِلَيْكُم، وكَيْفَ رَجَعْتُم عَنِ الأَوثَانِ إِلى الله، لِكَي تَعْبُدُوا اللهَ الحَيَّ الحَقّ، وتَنتَظِرُوا مِنَ السَمَاواتِ ابنَهُ، الَّذي أَقَامَهُ مِنْ بَينِ الأَمْوَات، يَسُوع، مُنَجِّينَا مِنَ الغَضَبِ الآتي.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الإثنين: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ لوقا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (لو 5/ 1-11)
قالَ لُوقَا البَشِير: فيمَا كانَ الـجَمْعُ مُزْدَحِمًا على يَسُوعَ يُصْغِي إِلىكَلِمَةِ الله، وكَانَ يَسُوعُ واقِفًا على شَاطِئِ بُحَيْرَةِ جِنَّاشَر، رأَى سَفِينَتَيْنِ راسِيَتَيْنِ عِنْدَ الشَّاطِئ، وقَدْ نَزَلَ مِنْهُمَا الصَّـيَّادُونَ يَغْسِلُونَ الشِّبَاك. فَصَعِدَ إِلى إِحْدَى السَّفينَتَيْن، وكَانَتْ لِسِمْعَان، وسَأَلَهُ أَنْ يَبتَعِدَ قَليلاً عَنِ البَرّ، ثُمَّ جَلَسَ يُعَلِّمُ الـجُمُوعَ مِنَ السَّفِينَة. ولَمَّا فَرَغَ مِنَ الكَلام، قالَ لِسِمْعَان: “إِبْتَعِدْ إِلى العُمْق، وأَلْقُوا شِباكَكُم لِلصَّيْد”. فأَجَابَ سِمْعَانُ وقَالَ لَهُ: “يا مُعَلِّم، قَدْ تَعِبْنَا اللَّيْلَ كُلَّهَ ولَمْ نُصِبْ شَيْئًا! وَلـكِنْ لأَجْلِ كَلِمَتِكَ أُلْقِي الشِّبَاك”. ولَمَّا فَعَلُوا ذلِكَ ضَبَطُوا سَمَكًا كَثيرًا جِدًّا، وأَخَذَتْ شِبَاكُهُم تَتَمَزَّق. فأَشَارُوا إِلى شُرَكائِهِم في السَّفِينَةِ الأُخْرَى، لِيَأْتُوا وَيُسَاعِدُوهُم. فَأَتَوا وَمَلأُوا السَّفينَتَيْنِ حَتَّى أَخَذَتَا تَغْرَقَان. وَرأَى ذلِكَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ فارْتَمَى عِنْدَ رُكْبَتَي يَسُوعَ قائِلاً: “تبَاعَدْ عَنِّي، يا رَبّ، فَإنِّي رَجُلٌ خَاطِئ!”؛ لأَنَّ الذُّهُولَ كانَ اعْتَرَاهُ هُوَ وجَمِيعَ مَنْ مَعَهُ، لِمَا أَصَابُوهُ مِنْ صَيْدِ السَّمَك. وهـكذَا كانَ لِيَعْقُوبَ ويُوحَنَّا ابنَي زَبَدَى، اللَّذَينِ كانَا شَريكَيْنِ لِسِمْعَان. فقَالَ يَسُوعُ لِسِمْعَان: “لا تَخَفْ! مِنَ الآنَ تَكُونُ صَيَّادًا لِلنَّاس”. ولَمَّا عَادُوا بِالسَّفينَتَينِ إِلى البَرّ، تَرَكُوا كُلَّ شَيء، وتَبِعُوا يَسُوع.
حقًّا والأمانُ لجميعكم.
الثلاثاء: فصْلٌ مِنْ رِسالَةِ القدّيس بولس الرَسول الأولى إلى أَهلِ تسالونيكي، وبارِكْ يا سيِّد (1 تس 2/ 1-12)
يا إخوتي، أنْتُم أَنْفُسُكُم تَعْلَمُونَ، أَيُّها الإِخْوَة، أَنَّ دُخُولَنَا إِلَيكُم لَمْ يَكُنْ باطِلاً. ولَكِنْ، كَمَا تَعلَمُون، بَعْدَ أَنْ تأَلَّمْنَا وشُتِمْنَا في فِيلِبِّي، تَجَرَّأْنَا بإِلَهِنَا أَنْ نُكَلِّمَكُم بإِنْجِيلِ الله، في جِهَادٍ كَثِير. ولَمْ يَكُنْ وَعْظُنَا عَنْ ضَلال، ولا عَنْ نَجَاسَة، ولا بِمَكْر، بَلْ كَمَا اخْتَبَرَنَا اللهُ فَأَمَّنَنَا على الإِنْجِيل، هكَذَا نَتَكَلَّم، لا إِرْضَاءً لِلنَّاسِ بَلْ للهِ الَّذي يَخْتَبِرُ قُلُوبَنَا. فَإِنَّنا ولا مَرَّةً أَتَيْنَاكُم بِكَلِمَةِ تَمَلُّق، كَمَا تَعْلَمُون، ولا بِدَافِعِ طَمَع، واللهُ شَاهِد، ولا طَلَبْنَا مَجْدًا مِنْ بَشَر، لا مِنْكُم ولا مِنْ غَيرِكُم، معَ أَنَّنَا قادِرُونَ أَنْ نَكُونَ ذَوِي وَقَار، كَرُسُلٍ لِلمَسِيح، لَكِنَّنَا صِرْنَا بَيْنَكُم ذَوِي لُطْف، كَمُرْضِعٍ تَحْتَضِنُ أَوْلادَهَا. وهَكَذَا فَإِنَّنَا مِنْ شِدَّةِ الـحَنِينِ إِلَيْكُم، نَرْتَضِي أَنْ نُعْطِيَكُم لا إِنْجِيلَ اللهِ وحَسْب، بَلْ أَنْفُسَنَا أَيْضًا، لأَنَّكُم صِرْتُم لَنَا أَحِبَّاء. وإِنَّكُم تَتَذكَّرُون، أَيُّهَا الإِخْوَة، تَعَبَنَا وكَدَّنَا: فَلَقَد بَشَّرْنَاكُم بِإِنْجيلِ الله، ونَحْنُ نَعْمَلُ لَيْلَ نَهَار، لِئَلاَّ نُثَقِّلَ عَلى أَحَدٍ مِنْكُم. أَنْتُم شُهُود، واللهُ شَاهِد، كَيْفَ كُنَّا مَعَكُم، أَنْتُمُ الـمُؤْمِنِين، في نَقَاوَةٍ وبِرٍّ وبِغَيرِ لَوم، نُعامِلُ كُلاًّ مِنْكُم، كَمَا تَعْلَمُون، مُعَامَلَةَ الأَبِ لأَوْلادِهِ. وكُنَّا نُنَاشِدُكُم، ونُشَجِّعُكُم، ونَحُثُّكُم على أَنْ تَسْلُكُوا مَسْلَكًا يَلِيقُ بالله، الَّذي يَدْعُوكُم إِلى مَلَكُوتِهِ ومَجْدِهِ.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الثلاثاء: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ لوقا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (لو 8/ 22-25)
قالَ لُوقَا البَشِير: في أَحَدِ الأَيَّامِ رَكِبَ يَسُوعُ سَفِينَةً هُوَ وَتَلامِيذُهُ، وَقَالَ لَهُم: “لِنَعْبُرْ إِلى الضَّفَّةِ الأُخْرَى مِنَ البُحَيْرَة”. فَأَقْلَعُوا. وَفِيما هُمْ مُبْحِرُون، نَامَ يَسُوع. وَهَبَّتْ عَاصِفَةُ رِيحٍ عَلى البُحَيْرَة، وَكادَتِ الـمِيَاهُ تَغْمُرُهُم، وَصَارُوا في خَطَر. فَدَنَا التَلامِيذُ مِنْ يَسُوعَ وَأَيْقَظُوهُ قَائِلين: “يَا مُعَلِّم، يَا مُعَلِّم،نَحْنُ نَهْلِك!”. فَاسْتَيْقَظَ يَسُوع، وَزَجَرَ الرِّيحَ وَالأَمْواجَ فَسَكنَتْ، وَحَدَثَ هُدُوء. ثُمَّ قَالَ لَهُم: “أَيْنَ إِيْمَانُكُم؟”. فَخَافُوا وَتَعَجَّبُوا، وَقالَ بَعْضُهُم لِبَعْض: “فَمَنْ هُوَ هـذَا، حَتَّى يَأْمُرَ الرِّيَاحَ نَفْسَهَا وَالـمِيَاهَ فَتُطيعَهُ؟”.
حقًّا والأمانُ لجميعكم.
الأربعاء: فصْلٌ مِنْ رِسالَةِ القدّيس بولس الرَسول الأولى إلى أَهلِ تسالونيكي، وبارِكْ يا سيِّد (1 تس 2/ 13-20)
يا إِخْوَتي، نَشكُرُ اللهَ بغيرِ انْقِطَاع، لأَنَّكُم لَمَّا تَلَقَّيْتُم كَلِمَةَ الله الَّتي سَمِعْتُمُوهَا مِنَّا، قَبِلْتُمُوهَا لا بِأَنَّهَا كَلِمَةُ بَشَر، بَلْ بِأَنَّهَا حَقًّا كَلِمَةُ الله. وإِنَّهَا لَفَاعِلَةٌ فيكُم، أَيُّهَا الـمُؤْمِنُون. فأَنْتُم، أَيُّهَا الإِخْوَة، قَدِ اقْتَدَيْتُم بِكَنَائِسِ اللهِ في الـمَسِيحِ يَسُوع، الَّتي هِيَ في اليَهُودِيَّة، لأَنَّكُمُ احْتَمَلْتُم أَنْتُم أَيْضًا مِنْ بَنِي أُمَّتِكُم، ما احْتَمَلُوهُ هُم مِنَ اليَهُود، الَّذِينَ قَتَلُوا الرَبّ يَسُوع، والأَنْبِيَاء، واضْطَهَدُونَا نَحْنُ أَيْضًا، وهُم لا يُرْضُونَ الله، ويُعادُونَ كُلَّ الـنَّاس، ويَمْنَعُونَنَا مِنْ أَنْ نُكَلِّمَ الأُمَمَ فَيَنَالُوا الـخَلاص، وبِذَلِكَ يُطَفِّحُونَ على الدَّوامِ كَيْلَ آثَامِهِم. لَقَدْ حَلَّ الغَضَبُ عَلَيْهِم إِلى النِّهَايَة. أَمَّا نَحْنُ، أَيُّهَا الإِخْوَة، فَمَا أَنْ تَيَتَّمْنَا مِنْكُم مُدَّةَ سَاعَة، بِالوَجْهِ لا بِالقَلْب، حَتَّى بَذَلْنَا جَهْدًا شَدِيدًا، وَبِشَوقٍ كَبير، لِنَرى وَجْهَكُم. لِذَلِكَ أَرَدْنَا أَنْ نَأْتِيَ إِلَيكُم، أَنَا بُولُسَ على الأَخَصّ، مرَّةً وَاثْنَتَيْن، وَلَكِنْ عَاقَنَا الشَّيْطَان. فَمَا هوَ رَجَاؤُنَا أَو فَرَحُنَا أَو إِكْليلُ فَخْرِنَا، في حَضْرَةِ رَبِّنَا يَسُوع، عِنْدَ مَجِيئِهِ، أَفَلَسْتُم أَنْتُم أَيْضًا؟ بَلَى! أَنْتُم مَجْدُنَا وفَخْرُنَا.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الأربعاء: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ يوحنَّا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (يو 6/ 1-15)
قالَ يُوحنَّا الرَسُول: بَعْدَ ذلِك، عَبَرَ يَسُوعُ بَحْرَ الـجَليل، أَي بُحَيْرَةَ طَبَرَيَّة. وكَانَ يَتْبَعُهُ جَمْعٌ كَثِير، لأَنَّهُم شَاهَدُوا الآيَاتِ الَّتِي كَانَ يَصْنَعُهَا لِلمَرْضَى. وصَعِدَ يَسُوعُ إِلى الـجَبَل، وجَلَسَ هُنَاكَ مَعَ تَلامِيذِهِ. وكَانَ الفِصْحُ، عِيدُ اليَهُودِ، قَريبًا. ورَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْه، ورَأَى جَمْعًا كَثِيراً مُقْبِلاً إِلَيْه، فَقَالَ لِفِيلِبُّس: “مِنْ أَيْنَ نَشْتَرِي خُبْزًا لِيَأْكُلَ هـؤُلاء؟”. قَالَ يَسُوعُ هـذَا لِيَمْتَحِنَ فِيلِبُّسَ، لأَنَّهُ كَانَ يَعْلَمُ مَا سَوْفَ يَصْنَع. أَجَابَهُ فِيلِبُّس: “لا يَكْفِيهِم خُبْزٌ بِمِئَتَي دِينَار، لِيَحْصَلَ كُلٌّ مِنْهُم عَلى شَيءٍ قَلِيل”. قَالَ لَهُ وَاحِدٌ مِنْ تَلامِيذِهِ، وهُوَ أَنْدرَاوُس، أَخُو سِمْعَانَ بُطْرُس: “هُنَا صَبِيٌّ مَعَهُ خَمْسَةُ أَرْغِفَةٍ مِنْ شَعِيرٍ وسَمَكَتَان، ولـكِنْ مَا هـذَا لِكُلِّ هـؤُلاء؟”. قَالَ يَسُوع: “أَجْلِسُوا النَّاس”. وكَانَ في الـمَوضِعِ عُشْبٌ كَثِير. فَجَلَسَ الرِّجَال، وعَدَدُهُم نَحْوُ خَمْسَةِ آلاف. فَأَخَذَ يَسُوعُ الأَرْغِفَةَ وشَكَر، ثُمَّ وزَّعَهَا عَلى الـجَالِسِينَ بِقَدْرِ مَا شَاؤُوا. وكَذلِكَ فَعَلَ بِالسَّمَكَتَين. ولَمَّا شَبِعُوا، قَالَ يَسُوعُ لِتَلامِيذِهِ: “إِجْمَعُوا مَا فَضَلَ مِنْ كِسَرٍ، لِئَلاَّ يَضِيعَ شَيء”. فَجَمَعُوا مَا فَضَلَ عَنِ الآكِلينَ مِنْ كِسَرِ أَرْغِفَةِ الشَّعِيرِ الـخَمْسَة، ومَلأُوا اثْنَتَي عَشْرَة قُفَّة. فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ الآيَةَ الَّتِي صَنَعَهَا يَسُوع، أَخَذُوا يَقُولُون: “حَقًّا، هـذَا هُوَ النَّبِيُّ الآتِي إِلى العَالَم”. وعَرَفَ يَسُوعُ أَنَّهُم يَهُمُّونَ أَنْ يَأْتُوا ويَخْطَفُوه، لِيَجْعَلُوهُ مَلِكًا، فَعَادَ واعْتَزَلَ فِي الـجَبَلِ وَحْدَهُ.
حقًّا والأمانُ لجميعكم.
الخميس: فصْلٌ مِنْ رِسالَةِ القدّيس بولس الرَسول الأولى إلى أَهلِ تسالونيكي، وبارِكْ يا سيِّد (1 تس 3/ 1-13)
يا إِخْوَتي، لَمَّا لَمْ نَعُدْ نُطِيقُ الانْتِظَار، إِرْتَضَيْنَا أَنْ نَبْقى وَحْدَنَا في أَثينَا، وأَرْسَلْنَا إِلَيْكُم طِيمُوتَاوُس، أَخانَا، ومُعَاوِنَ اللهِ في إِنْجِيلِ الْمَسِيح، لِيُثَبِّتَكُم في إِيْمَانِكُم ويَعِظَكُم، فلا يَتَزَعْزَعَ أَحَدٌ في هذِهِ الضِّيقَات، وأَنْتُم أَنْفُسُكُم تَعْلَمُونَ أَنَّنَا جُعِلْنَا لِذلِكَ. ولَمَّا كُنَّا عِنْدَكُم، كُنَّا نُنْبِئُكُم أَنَّنَا سَنُعَاني الضِّيقات، وهذَا مَا حَدَث، كَمَا تَعْلَمُون. لِذلِكَ، أَنا أَيضًا، إِذْ لَمْ أَعُدْ أُطِيقُ الانْتِظَار، أَرْسَلْتُ أَسْتَخْبِرُ عَنْ إِيْمَانِكُم، لِئَلاَّ يَكُونَ الـمُجَرِّبُ قَدْ جَرَّبَكُم، ويَذْهَبَ تَعَبُنَا بَاطِلاً. أَمَّا الآنَ فقَدْ عَادَ طِيمُوتَاوُسُ مِنْ عِنْدِكُم إِلَيْنَا، وبَشَّرَنَا بإِيْمِانِكُم ومَحَبَّتِكُم، وبِأَنَّكُم تَذكُرُونَنَا عَلى الدَّوَامِ ذِكْرًا طيِّبًا، وَأَنَّكُم مُشْتَاقُونَ إِلى رُؤْيَتِنَا كَما أَنَّنَا نَحْنُ مُشْتَاقُونَ إِلى رُؤْيَتِكُم. لذلِكَ تَعَزَّيْنَا بِكُم، أَيُّهَا الإِخْوَة، في شِدَّتِنَا وضِيقِنَا، بِفَضْلِ إِيْمَانِكُم. وإِنَّنَا الآنَ نَحْيَا، بِمَا أَنَّكُم أَنْتُم ثَابِتُونَ في الرَبّ. فَأَيَّ شُكْرٍ نَسْتَطيعُ أَنْ نُؤَدِّيَ إِلى اللهِ مِنْ أَجلِكُم، عَنْ كُلِّ الفَرَحِ الَّذي نَفْرَحُهُ بِكُم، في حَضْرَةِ إلَهِنا ونَحنُ نَطلُبُ إِلَيهِ بإِلْحَاحٍ لَيْلَ نَهَار، أَنْ نَرَى وَجْهَكُم، ونُكَمِّلَ مَا نَقَصَ مِنْ إِيْمَانِكُم. عَسَى أَنْ يُقَوِّمَ طَرِيقَنَا إِلَيكُمُ اللهُ أَبُونَا نَفْسُهُ، ورَبُّنَا يَسُوع! وَلْيَجْعَلْكُمُ الرَبّ تَزِيدُونَ وتَفِيْضُونَ مَحَبَّةً بَعضُكُم لِبَعْضٍ وَلِلجَمِيع، كَما نَحْنُ نُحِبُّكُم! وَلْيُثَبِّتْ قُلُوبَكُم في القَدَاسَةِ بِغَيرِ لَوْم، في حَضْرَةِ إِلَهِنا وأَبِينَا، عِندَ مَجِيءِ رَبِّنَا يَسُوع في صُحْبَةِ جَميعِ قِدِّيسِيه!
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الخميس: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ يوحنَّا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (يو 6/ 16-21)
قالَ يُوحنَّا الرَسُول: لَمَّا حَلَّ الْمَسَاء، نَزَلَ التَّلامِيذُ إِلى البَحر. فَرَكِبُوا سَفِينَةً لِيَعْبُرُوا البَحْرَ إِلى كَفَرْنَاحُوم. وخَيَّمَ الظَّلامُ ولَمْ يَكُنْ يَسُوعُ قَد لَحِقَ بِهِم. وهَبَّتْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ فَهَاجَ البَحْر. وبَعْدَمَا جَذَّفُوا نَحْوَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ غَلْوَةً أَو ثَلاثِين، شَاهَدُوا يَسُوعَ مَاشِيًا عَلى البَحْرِ مُقْتَرِبًا مِـنَ السَفِينَة، فَخَافُـوا. فَقَالَ لَهُم يَسُوع: “أَنَـا هُـوَ، لا تَخَافُـوا”. فأَرَادُوا أَنْ يُصْعِدُوهُ إِلى السَّفِينَة، وإِذَا بِالسَّفِينَةِ تَصِلُ إِلى الأَرْضِ الَّتِي كَانُوا ذَاهِبينَ إِلَيْهَا.
حقًّا والأمانُ لجميعكم.
الجمعة: فصْلٌ مِنْ رِسالَةِ القدّيس بولس الرَسول الأولى إلى أَهلِ تسالونيكي، وبـارِكْ يا سيِّد (1 تس 4/ 1-12)
يا إِخْوَتي، قَدْ تَعَلَّمْتُم مِنَّا كَيفَ يَجِبُ أَنْ تَسْلُكُوا وتُرْضُوا اللهَ، وهكذَا أَنْتُم سَالِكُون، لذلِكَ نَسْأَلُكُم ونُنَاشِدُكُم في الرَبّ يَسُوعَ أَنْ تَسْتَزِيدُوا أَكْثَرَ فأَكْثَر. فإِنَّكُم تَعْلَمُونَ أَيَّ وَصَايَا اسْتَودَعْنَاكُم بِالرَبّ يَسُوع. إِنَّ مشيئَةَ اللهِ هِيَ تَقْدِيسُكُم، أَيْ أَنْ تَمْتَنِعُوا عَنِ الفُجُور؛ وأَنْ يَعْرِفَ كُلُّ واحِدٍ مِنْكُم كَيْفَ يَصُونُ جَسَدَهُ في القَدَاسَةِ والكَرَامَة، لا في أَهْوَاءِ الشَّهْوَة، كَمَا يَفْعَلُ الأُمَمُ الَّذِينَ لا يَعْرِفُونَ الله؛ وأَلاَّ يتَعَدَّى أَحَدٌ عَلى أَخِيهِ ويَسْتَغِلَّهُ في هذا الأَمْر، لأَنَّ الرَبّ يُعَاقِبُ عَلى كُلِّ هذه الأُمُور، كَمَا سَبَقَ فَقُلْنَا لَكُم وَأَنْذَرْنَاكُم. فاللهُ مَا دعَانَا إِلى النَّجاسَة، بَلْ إِلى القَدَاسَة. إِذًا فَمَنْ يَحْتَقِرُ أَخَاهُ لا يَحْتَقِرُ إِنْسَانًا، بَلْ يَحْتَقِرُ اللهَ الَّذي يَمْنَحُكُم رُوحَهُ القُدُّوس. أَمَّا الْمَحَبَّةُ الأَخَوِيَّةُ فلا حَاجَةَ بِكُم إِلى أَنْ نَكْتُبَ إِلَيْكُم في شَأْنِهَا، فأَنْتُم أَنْفُسُكُم تَعَلَّمْتُم مِنَ اللهِ أَنْ تُحِبُّوا بِعْضُكُم بَعْضًا. وإِنَّكُم لَتَفْعَلُونَ ذلِكَ لِجَمِيعِ الإِخْوَةِ في مَقْدُونِيَةَ كُلِّهَا. فَنُنَاشِدُكُم، أَيُّهَا الإِخْوَة، أَنْ تَسْتَزِيدُوا أَكْثَرَ فأَكْثَر، وأَنْ تَحرَصُوا على أَنْ تَلزَمُوا الْهُدُوء، وتَهْتَمُّوا بأُمُورِكُمُ الْخَاصَّة، وتَعْمَلُوا بِأَيْدِيكُم، كَما أَوْصَيْنَاكُم، لِكَي تَسْلُكُوا سُلُوكًا كَرِيْمًا تُجَاهَ الَّذِينَ في خَارِجِ الْجَمَاعَة، ولا يَكُونَ بِكُم حَاجَةٌ إِلى أَحَد.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الجمعة: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ يوحنَّا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (يو 6/ 22-27)
قالَ يُوحنَّا الرَسُول: في الغَدِ، رَأَى الـجَمْعُ الَّذي بَقِيَ عَلى الضَّفَّةِ الأُخْرَى مِنَ البَحْر، أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ سِوَى سَفِينَةٍ وَاحِدَة، وأَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَدْخُلِ السَّفِينَةَ مَعَ تَلامِيذِهِ، بَلْ مَضَى التَّلامِيذُ وَحْدَهُم. وجَاءَ تْ سُفُنٌ أُخْرَى مِنْ طَبَرَيَّة، إِلى قُرْبِ الـمَوْضِعِ الَّذي أَكَلُوا فِيهِ الـخُبْزَ، بَعْدَ أَنْ شَكَرَ الرَبّ. فَلَمَّا رَأَى الـجَمْعُ أَنَّ يَسُوعَ لَيْسَ هُنَاك، ولا تَلامِيذُهُ، رَكِبُوا السُّفُن، وجَاؤُوا إِلى كَفَرْنَاحُومَ يَطْلُبُونَ يَسُوع. ولَمَّا وَجَدُوهُ عَلى الضَّفَّةِ الـمُقَابِلَة، قَالُوا لَهُ: “رَابِّي، مَتَى وَصَلْتَ إِلى هُنَا؟”. أَجَابَهُم يَسُوعُ وقَال: “أَلـحَقَّ الـحَقَّ أَقُولُ لَكُم: أَنْتُم تَطْلُبُونَنِي، لا لأَنَّكُم رَأَيْتُمُ الآيَات، بَلْ لأَنَّكُم أَكَلْتُم مِنَ الـخُبْزِ وشَبِعْتُم. إِعْمَلُوا، لا لِلطَّعَامِ الفَانِي، بَلْ لِلطَّعَامِ البَاقِي لِحَيَاةٍ أَبَدِيَّة، ذَاكَ الَّذي يُعْطِيكُم إِيَّاهُ ابْنُ الإِنْسَان، لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ هُوَ الَّذي خَتَمَهُ اللهُ الآب”.
حقًّا والأمانُ لجميعكم.
السبت: فصْلٌ مِنْ رِسالَةِ القدّيس بولس الرَسول الأولى إلى أَهلِ تسالونيكي، وبارِكْ يا سيِّد (1 تس 5/ 12-28)
يا إِخْوَتي، نَسْأَلُكُم أَنْ تُكْرِمُوا الَّذِينَ يَتْعَبُونَ بَيْنَكُم، ويَرْئِسُونَكُم في الرَبّ، وَيَنْصَحُونَكُم، وأَنْ تَحْتَرِمُوهُم بِمَحَبَّةٍ أَعْظَمَ احْتِرَام، كَرَامَةً لِعَمَلِهِم. كُونُوا مُسَالِمِينَ بَعْضُكُم بَعْضًا. ونُنَاشِدُكُم، أَيُّهَا الإِخْوَة: إِنْصَحُوا الْمُقْلِقِين، شَجِّعُوا الْخَائِفِين، أَسْنِدُوا الضُّعَفَاء، وتَأَنَّوا معَ الْجَمِيع. إِحْذَرُوا أَنْ تُبَادِلُوا شَرًّا بِشَرّ، بَلِ اتَّبِعُوا الْخَيرَ دائِمًا بَعْضُكُم لِبَعْضٍ وَلِلْجَمِيع. إِفْرَحُوا على الدَّوَام. صَلُّوا بِغَيْرِ انْقِطَاع. أُشْكُرُوا في كُلِّ شَيء. فَهذِهِ مَشِيئَةُ اللهِ إِلَيْكُم في الْمَسِيحِ يَسُوع. لا تُطْفِئُوا الرُّوح. لا تَحْتَقِرُوا النُّبُوءَات. بَلِ امْتَحِنُوا كُلَّ شَيء، وتَمَسَّكُوا بِمَا هُوَ حَسَن. إِمْتَنِعُوا عَنْ كُلِّ شِبْهِ شَرّ. لِيُقَدِّسْكُم إِلَهُ السَّلامِ نَفْسُهُ تَقْدِيسًا تَامًّا، وَيَحْفَظْ رُوحَكُم ونَفْسَكُم وجَسَدَكُم حِفْظًا كَامِلاً، بِغَيرِ لَوْم، عِنْدَ مَجيءِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيح! أَمِينٌ هُوَ الَّذي دَعَاكُم، وهُوَ الَّذي سَيَعْمَل. صَلُّوا أَيْضًا مِنْ أَجْلِنَا، أَيُّهَا الإِخْوَة. سَلِّمُوا عَلى جَمِيعِ الإِخْوَةِ بِقُبْلَةٍ مُقَدَّسَة. أَسْتَحْلِفُكُم بِالرَبّ: فَلْتُقْرَأْ هذِهِ الرِّسَالَةُ عَلى جَمِيعِ الإِخْوَة. نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَعَكُم!
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
السبت: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ متَّى الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (متَّى 14/ 22-33)
قالَ متَّى الرَسُول: في الـحَالِ أَلْزَمَ يَسُوعُ التَّلامِيْذَ أَنْ يَرْكَبُوا السَّفِيْنَةَ ويَسْبِقُوهُ إِلى الضَّفَّةِ الأُخْرَى، رَيْثَمَا يَصْرِفُ الـجُمُوع. وبَعْدَمَا صَرَفَ الـجُمُوعَ صَعِدَ إِلى الـجَبَلِ مُنْفَرِدًا لِيُصَلِّي. ولَمَّا كَانَ الـمَسَاء، بَقِيَ يَسُوعُ وَحْدَهُ هُنَاك. وكَانَتِ السَّفِيْنَةُ قَدْ أَصْبَحَتْ عَلى مَسَافَةِ غَلَوَاتٍ كَثِيْرَةٍ مِنَ اليَابِسَة، وكَانَتِ الأَمْوَاجُ تَلْطِمُهَا لأَنَّ الرِّيْحَ كَانَتْ مُخَالِفَةً لَهَا. وفي آخِرِ اللَّيْل، جَاءَ يَسُوعُ إِلى تَلامِيْذِهِ مَاشِيًا عَلى البُحَيْرَة. ورآهُ التَّلامِيْذُ مَاشِيًا عَلى البُحَيْرَةِ فَاضْطَرَبُوا وقَالُوا: “إِنَّهُ شَبَح!”. ومِنْ خَوْفِهِم صَرَخُوا. وفي الـحَالِ كَلَّمَهُم يَسُوعُ قَائِلاً: “ثِقُوا! أَنَا هُوَ، لا تَخَافُوا!”. فَأَجَابَهُ بُطْرُسُ وقَال: “يَا رَبّ، إِنْ كُنْتَ أَنْتَ هُوَ، فَمُرْنِي أَنْ آتِيَ إِلَيْكَ عَلى الـمِيَاه!”. فَقَال: “تَعَالَ!”. ونَزَلَ بُطْرُسُ مِنَ السَّفِيْنَةِ فَمَشَى عَلى الـمِيَاه، وذَهَبَ نَحْوَ يسُوع. ولَمَّا رَأَى الرِّيْحَ شَدِيْدَةً خَاف، وبَدَأَ يَغْرَق، فَصَرَخ قائِلاً: “يَا رَبّ، نَجِّنِي!”. وفي الـحَالِ مَدَّ يَسُوعُ يَدَهُ فَأَمْسَكَهُ وقَالَ لَهُ: “يَا قَلِيْلَ الإِيْمَان، لِمَاذَا شَكَكْت؟”. ولَمَّا صَعِدَ يَسُوعُ وبُطْرُسُ إِلى السَّفِيْنَةِ سَكَنَتِ الرِّيْح. فَسَجَدَ الَّذينَ هُمْ في السَّفِيْنَةِ لِيَسُوعَ وقَالُوا: “حَقًّا أَنْتَ ابْنُ الله!”.
حقًّا والأمانُ لجميعكم.
Discussion about this post