الأسبوع الثامن عشر بعد العنصرة
الإنجيل الأسبوعي
ثمر الكلمة محبّة الأعداء (مثل الكرّامين القتلة)
الأحد: فصل من رسالة القدِّيس بطرس الأولى، وبارك يا سيِّد (1بط 1/ 22-25)
يا إِخوتي: والآن، بَعْدَ أَنْ طَهَّرْتُم أَنْفُسَكُم بِالطَّاعَةِ لِلحَقّ، مِنْ أَجْلِ مَـحَبَّةٍ أَخَوِيَّةٍ لا رِيَاءَ فِيهَا، أَحِبُّوا بَعضُكُم بَعْضًا بقَلْبٍ طَاهِرٍ حُبًّا ثَابِتًا. إِنَّكُم وُلِدْتُم وِلادَةً جَدِيدَة، لا مِن زَرْعٍ فَاسِد، بَلْ مِنْ زَرْعٍ غَيرِ فَاسِد، بكَلِمَةِ اللهِ الـحَيَّةِ البَاقيَة. فَالكِتَابُ يَقُول: “كُلُّ بَشَرٍ كَالعُشْب، وكُلُّ مَجْدِهِ كَزَهْرِ العُشْب. العُشْبُ قَد يَبِسَ والزَّهرُ قَد سَقَط. أَمَّا كلِمَةُ الرَبّ فَتَبْقَى إِلى الأَبَد”. هـذِهِ هِيَ الكَلِمَةُ الَّتي بُشِّرْتُم بِهَا.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
ثمر الكلمة محبّة الأعداء (مثل الكرّامين القتلة)
الأَحد: مِن إِنجيلِ ربِّنا يسوعَ الْمَسيحِ للقدِّيس مرقس الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلنُصْغِ إِلى بِشَارَةِ الْحَياةِ والْخَلاصِ لنفُوسِنَا (مر 12/ 1-12)
قالَ مَرقُسُ البَشير: بَدَأَ يَسُوعُ يُكَلِّمُهُم بِأَمْثَال: “رَجُلٌ غَرَسَ كَرْمًا، وسَيَّجَهُ، وحَفَرَ مَعْصَرَةً، وبَنَى بُرْجًا، ثُمَّ أَجَّرَهُ إِلى كَرَّامِين، وسَافَر. ولَمَّا حَانَ الأَوَان، أَرْسَلَ عَبْدًا إِلى الكَرَّامِين، لِيَأْخُذَ مِنْهُم حِصَّتَهُ مِنْ ثَمَرِ الكَرْم. فقَبَضُوا عَلَيْهِ وضَرَبُوه، ورَدُّوهُ فَارِغَ اليَدَيْن. وعَادَ رَبُّ الكَرْمِ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِم عَبْدًا آخَر، وهـذَا أَيْضًا شَجُّوا رَأْسَهُ وأَهَانُوه. وأَرْسَلَ آخَر، وهـذَا أَيْضًا قَتَلُوه. ثُمَّ أَرْسَلَ غَيْرَهُم كَثِيريِن، فضَرَبُوا بَعْضًا، وقَتَلُوا بَعْضًا. وبَقِيَ لَهُ وَاحِد، هُوَ ابْنُهُ الـحَبِيب، فَأَرْسَلَهُ أَخِيرًا إِلَيْهِم وقَال: سَيَهَابُونَ ابْنِي. ولـكِنَّ أُوْلـئِكَ الكَرَّامِينَ قَالُوا فِيمَا بَيْنَهُم: هـذَا هُوَ الوَارِث! تَعَالَوْا نَقْتُلُهُ، فَيَكُونَ الـمِيرَاثُ لَنَا. فقَبَضُوا عَلَيْه، وقَتَلُوه، وأَخْرَجُوهُ مِنَ الكَرْم. فمَاذَا يَفْعَلُ رَبُّ الكَرْم؟ سَيَأْتِي ويُهْلِكُ الكَرَّامِين، ثُمَّ يُسَلِّمُ الكَرْمَ إِلى آخَرين. أَمَا قَرَأْتُم هـذِهِ الآيَة: الـحَجَرُ الَّذي رَذَلَهُ البَنَّاؤُونَ هُوَ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَة؛ مِنْ لَدُنِ الرَّبِّ كانَ هـذَا، وهُوَ عَجِيبٌ في عُيُونِنَا؟”. وكَانُوا يُحَاوِلُونَ أَنْ يُمْسِكُوه، لأَنَّهُم أَدْرَكُوا أَنَّهُ قَالَ هـذَا الـمَثَلَ عَلَيْهِم. ولـكِنَّهُم خَافُوا مِنَ الـجَمْع، فَتَرَكُوهُ ومَضَوا.
حقًّا والأمانُ لجميعكم.
الإثنين: فصل من رسالة القِّديس بولس الرَسول الأولى إلى تلميذه طيموتاوس، وبارك يا سيِّد (1طيم 5/ 1-10)
يا إِخوتي: لا تُعَنِّفْ شَيْخًا، بَلْ عِظْهُ كَأَبٍ لَكَ، والفِتْيانَ كَإِخْوَة، والعَجائِزَ كَأُمَّهَات، والفَتَيَاتِ كَأَخَوَات، بِكُلِّ عَفَاف. أَكْرِمِ الأَرَامِلَ اللَّواتِي هُنَّ في الـحَقِيقَةِ أَرامِل. أَمَّا إِذا كَانَ لِلأَرمَلَةِ أَولادٌ أَو أَحْفَاد، فَلْيَتَعَلَّمُوا أَوَّلاً أَنْ يَبَرُّوا بِأَهْلِ بَيتِهِم، ويُوفُوا مَا عَلَيْهِم لِوالِدِيهِم، فهـذَا مَقْبُولٌ أَمَامَ الله. أَمَّا الَّتي هِيَ في الـحَقِيقَةِ أَرمَلَة، وهِيَ وَحْدَهَا، فقَدْ جَعَلَتْ رَجاءَهَا في الله، مُواظِبَةً على الطِّلْبَاتِ والصَّلَواتِ لَيْلَ نَهَار. أَمَّا الأَرْمَلَةُ العَائِشَةُ في التَّرَفِ فَإِنَّهَا مَيْتَةٌ وهِيَ حَيَّة. فأَوْصِهِنَّ بِذلِكَ، لِيَكُنَّ بِلا لَوم. أَمَّا إِذَا كَانَ أَحَدٌ لا يَعْتَنِي بِذَوِيه، ولا سِيَّمَا أَهْلِ بَيْتِهِ، فقَدْ أَنْكَرَ الإِيْمَان، وهُوَ شَرٌّ مِن كافِر. لا تُسَجِّلْ بَينَ الأَرامِلِ إِلاَّ تِلْكَ الَّتي بَلَغَتِ السِّتِّينَ سَنَة، وقَد تَزَوَّجَتْ مَرَّةً واحِدة، وشُهِدَ لَهَا بِالأَعْمَالِ الصَّالِحَة، وقَد رَبَّتْ أَولادَهَا، واسْتَضَافَتِ الغُرَبَاء، وغَسَلَتْ أَقدَامَ القِدِّيسِين، وسَاعَدَتِ الـمُتَضايِقِين، وسَعَتْ إِلى كُلِّ عَمَلٍ صَالِح. أَمَّا الأَرامِلُ الفَتِيَّات، فَارْفُضْهُنَّ، لأَنَّهُنَّ، مَا إِنْ تَصْرِفُهُنَّ الشَّهوَةُ عنِ الْمَسِيح، حَتَّى يَرْغَبْنَ في الزَّوَاج، فيَسْتَوجِبْنَ الدَّينُونَةَ لأَنَّهُنَّ نَقَضْنَ الأَمَانَةَ الأُولى. زِدْ على ذـلِكَ أَنَّهُنَّ يتَعَلَّمْنَ البَطالَةَ والتَّنَقُّلَ مِنْ بيتٍ إِلى بَيْت، ولا يَتعَلَّمْنَ البَطَالةَ فَحَسْب، بلِ الثَّرثَرَة، والعَمَلَ بِمَا لا يَعْنِيهِنَّ، والتَّحَدُّثَ بِمَا لا يَليق. إِذًا فَأُريدُ أَنْ تَتَزَوَّجَ الأَرامِلُ الفَتِيَّات، ويَلِدْنَ الأَولاد، ولا يُعْطِينَ العَدُوَّ أَيَّ سَبيلٍ لِلطَّعْنِ بِسُلُوكِهِنَّ. فإِنَّ بَعضَهُنَّ قَدِ انْحَرَفْنَ ورَاءَ الشَّيطَان. إِذَا كانَ لإِحدَى الـمُؤْمِنَاتِ أَرَامِل، فَلْتُسَاعِدْهُنَّ، ولا تُثَقِّلْ عَلى الكَنِيسَة، حتَّى تُسَاعِدَ الكَنِيسَةُ تِلكَ اللَّوَاتي هُنَّ في الـحَقِيقَةِ أَرَامِل.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الإثنين: مِن إِنجيلِ ربِّنا يسوعَ الْمَسيحِ للقدِّيس لوقا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلنُصْغِ إِلى بِشَارَةِ الْحَياةِ والْخَلاصِ لنفُوسِنَا (مر 11/ 27-33)
قالَ مَرقُسُ البَشير: وعَادُوا إِلى أُورَشَليم. وفِيمَا هُوَ يَتَمَشَّى في الْهَيْكَل، تَقَدَّمَ إِلَيْهِ الأَحْبَارُ والكَتَبَةُ والشُّيُوخ، وقَالُوا لَهُ: “بِأَيِّ سُلْطَانٍ تَفْعَلُ هـذَا ! بَلْ مَنْ أَعْطَاكَ هـذَا السُّلْطَانَ لِتَفْعَلَ هـكذَا؟”. فقَالَ لَهُم يَسُوع: “أَسْأَلُكُمْ سُؤَالاً وَاحِدًا، فَأَجِيبُونِي. ثُمَّ أَقُولُ لَكُم بِأَيِّ سُلْطَانٍ أَفْعَلُ هـذا: مَعْمُودِيَّةُ يُوحَنَّا، مِنَ السَّمَاءِ كَانَتْ أَمْ مِنَ النَّاس؟ أَجِيبُونِي!”. فأَخَذُوا يُفَكِّرُونَ فِيمَا بَيْنَهُم قَائِلين: “إِنْ قُلْنَا: مِنَ السَّمَاء، يَقُول: فلِمَاذَا لَمْ تُؤمِنُوا بِهِ؟ وإِنْ قُلْنَا: مِنَ النَّاس…؟”. لـكنَّهُم كَانُوا يَخَافُونَ مِنَ الْجَمْع، لأَنَّ الـجَمْعَ كُلَّهُ يَعْتَبِرُ يُوحَنَّا نَبِيًّا حَقًّا. لِذلِكَ أَجَابُوا وقَالُوا لِيَسُوع: “لا نَعْلَم!”. فقالَ لَهُم يَسُوع: “ولا أَنَا أَقُولُ لَكُم بِأَيِّ سُلْطَانٍ أَفْعَلُ هـذَا!”.
حقًّا والأمانُ لجميعكم.
الثلاثاء: فصل من رسالة القِّديس بولس الرَسول الأولى إلى تلميذه طيموتاوس، وبارك يا سيِّد (1 طيم 5/ 17-25)
يا إِخوتي: أَمَّا الكَهَنَةُ الـَّذِينَ أَحْسَنُوا التَّدْبِير، فَلْيُحْسَبُوا أَهْلاً لِكَرَامَةٍ مُضَاعَفَة، لا سِيَّمَا أُولـئِكَ الَّذِينَ يَتْعَبُونَ في الكَلِمَةِ والتَّعْليم. فالكِتَابُ يَقُول: “لا تَكُمَّ الثَّوْرَ وهُوَ يَدْرُسُ الـحِنْطَة”، ويَقُولُ أَيْضًا: “أَلفَاعِلُ يَسْتَحِقُّ أُجْرَتَهُ”. لا تَقْبَلْ شَكْوَى على كاهِنٍ إِلاَّ بِشَهَادَةِ اثْنَينِ أَو ثَلاثَة. والَّذِينَ يَخطَأُونَ وَبِّخْهُم أَمَامَ الـجَمِيع، حَتَّى يَخَافَ البَاقُون. أُنَاشِدُكَ أَمَامَ اللهِ والـمَسِيحِ يَسُوع، والـمَلائِكَةِ الـمُخْتَارِين، أَنْ تُحَافِظَ عَلى هـذِهِ التَّوصِيَات بِدونِ أَحكَامٍ مُسْبَقَة، ولا تَفْعَلَ شَيْئًا بِتَحَيُّز. لا تَتَسَرَّعْ في وَضْعِ يَدَيْكِ على أَحَد، ولا تُشَارِكْ في خَطايَا غَيرِكَ، وَاحْفَظْ نَفْسَكَ عَفِيفًا. لا تَقْتَصِرْ بَعْدَ اليَومِ عَلى شُرْبِ الـمَاء، بَلِ اشْرَبْ قَليلاً مِنَ الـخَمْر، مِنْ أَجلِ مَعِدَتِكَ وأَسْقَامِكَ الكَثِيرَة. مِنَ الـنَّاسِ مَنْ تَكُونُ خَطَايَاهُم وَاضِحَةً قَبْلَ الـحُكمِ فِيهَا، ومِنهُم مَنْ لا تَكُونُ واضِحَةً إِلاَّ بَعْدَهُ. كذلِكَ فَإِنَّ الأَعْمَالَ الصَّالِحَةَ هِيَ أَيضًا وَاضِحَة، والَّتي هيَ غَيرُ واضِحَةٍ فَلا يُمْكِنُ أَنْ تَبْقَى خَفِيَّة.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الثلاثاء: مِن إِنجيلِ ربِّنا يسوعَ الْمَسيحِ للقدِّيس مرقس الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلنُصْغِ إِلى بِشَارَةِ الْحَياةِ والْخَلاصِ لنفُوسِنَا (مر 12/ 13-17)
قالَ مَرقُسُ البَشير: ثُمَّ أَرْسَلُوا إِلَيْهِ بَعضًا مِنَ الفَرِّيسِيِّينَ وَالـهِيرُودُوسِيِّين، لِكَيْ يَصْطَادُوهُ بِكَلِمَة. فَجَاؤُوا وقَالُوا لَهُ: “يا مُعَلِّم، نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّكَ صَادِق، ولا تُبَالِي بِأَحَد، لأَنَّكَ لا تُحَابِي وُجُوهَ النَّاس، بَلْ تُعَلِّمُ طَرِيقَ اللهِ بِالـحَقّ: هَلْ يَجُوزُ أَنْ نُؤَدِّيَ الـجِزْيَةَ إِلى قَيْصَرَ أَمْ لا؟ هَلْ نُؤَدِّي أَمْ لا نُؤَدِّي؟”. وعَلِمَ يَسُوعُ رِيَاءَهُم، فقَالَ لَهُم: “لِمَاذَا تُجَرِّبُوني؟ ائْتُونِي بِدِينَارٍ لأَرَاه”. فَأَتَوْهُ بِهِ. فقَالَ لَهُم: “لِمَنْ هـذِهِ الصُّورَةُ وَالكِتَابَة؟”. فَقَالُوا لَهُ: “لِقَيْصَر”. فقَالَ لَهُم يَسُوع: “أَدُّوا مَا لِقَيْصَرَ إِلى قَيْصَر، ومَا للهِ إِلى الله”. فتَعَجَّبُوا مِنْهُ.
حقًّا والأمانُ لجميعكم.
الأربعاء: فصل من رسالة القِّديس بولس الرَسول الأولى إلى تلميذه طيموتاوس، وبارك يا سيِّد (1طيم 6/ 1-10)
يا إِخوتي: على جَمِيعِ الَّذِينَ تَحْتَ نِيرِ العُبُودِيَّةِ أَنْ يَحْسَبُوا أَسْيَادَهُم أَهْلاً لِكُلِّ كَرَامَة، لِئَلاَّ يُجَدَّفَ عَلى اسْمِ اللهِ وتَعْلِيمِهِ. أَمَّا الَّذِينَ لَهُم أَسْيَادٌ مُؤْمِنُونَ فلا يَسْتَهِينُوا بِهِم، لأَنَّهُم إِخْوَة، بَلْ بِالأَحْرَى فَلْيَخْدُمُوهُم، لأَنَّ الـمُسْتَفِيدِينَ مِن خَدْمَتِهِم الطَّيِّبَةِ هُم مُؤْمِنُونَ وأَحِبَّاء، ذلِكَ مَا يَجِبُ أَنْ تُعَلِّمَهُ وتَعِظَ بِهِ. فَإِنْ كَانَ أَحدٌ يُعَلِّمُ تَعْلِيمًا مُخَالِفًا، ولا يَتَمَسَّكُ بالكَلامِ الصَّحِيح، كَلامِ ربِّنَا يَسُوعَ الـمَسِيح، وبِالتَّعْلِيمِ الـمُوَافِقِ للتَّقْوى، فهُوَ إِنسَانٌ أَعْمَتْهُ الكِبْرِيَاء، لا يَفْهَمُ شَيْئًا، بَلْ مُصَابٌ بَمَرَضِ الـمُجادلاتِ والـمُمَاحَكَات، الَّتي يَنْشَأُ عَنْهَا الـحَسَدُ والـخِصَامُ والتَّجْدِيفُ وسُوءُ الظَّنّ، والـمُشَاجَرَاتُ بينَ أُنَاسٍ فَاسِدِي العَقْل، زَائِفِينَ عَنِ الـحَقّ، يَظُنُّونَ أَنَّ التَّقْوى وَسيلَةٌ لِلرِّبْح. أَجَل، إِنَّ التَّقْوَى مَعَ القَنَاعَةِ رِبْحٌ عَظِيم. فإِنَّنا لَمْ نُدْخِلْ إِلى العَالَمِ شَيْئًا، ولا نَسْتَطيعُ أَنْ نُخْرِجَ مِنْهُ شَيئًا. لِذلِكَ يَكْفِينَا القُوتُ والكُسْوَة. أَمَّا الَّذِينَ يُرِيدُونَ الغِنَى فيَقَعُونَ في التَّجْرِبَةِ والفَخِّ وفي كَثِيرٍ مِنَ الشَّهَوَاتِ الغَبِيَّةِ الـمُضِرَّة، الَّتي تُغْرِقُ الـنَّاسَ في الدَّمَارِ والـهَلاك. فإِنَّ أَصْلَ كُلِّ الشُّرُورِ هُوَ حُبُّ الـمَال، وقَد طَمَحَ إِلَيهِ أُنَاسٌ فَشَرَدُوا عنِ الإِيْمَان، وطَعَنُوا أَنفُسَهُم بِأَوْجَاعٍ شَتَّى.
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الأربعاء: مِن إِنجيلِ ربِّنا يسوعَ الْمَسيحِ للقدِّيس مرقس الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلنُصْغِ إِلى بِشَارَةِ الْحَياةِ والْخَلاصِ لنفُوسِنَا (مر 12/ 18-27)
قالَ مَرقُسُ البَشير: أَتَى صَدُّوقِيُّون إِلَى يَسُوعَ – وَهُمُ الَّذينَ يَقُولُونَ أَنْ لا قِيَامَةَ لِلأَمْوَات – فَسَأَلُوهُ قَائِلِين: “يَا مُعَلِّم، كَتَبَ لَنَا مُوسَى: إِنْ مَاتَ أَحَدٌ وتَرَكَ امْرَأَةً، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَد، فَلْيَأْخُذْ أَخُوهُ الْمَرْأَة، ويُقِمْ نَسْلاً لأَخِيه. وكانَ سَبْعَةُ إِخْوَة، فَأَخَذَ الأَوَّلُ امْرَأَةً، ومَاتَ ولَمْ يَتْرُكْ نَسْلاً. وأَخَذَهَا الثَّانِي وَمَات، وَلَمْ يَتْرُكْ نَسْلاً. وهـكذَا الثَّالِث. فَالسَّبْعَةُ أَخَذُوهَا ولَمْ يَتْرُكُوا نَسْلاً. وَمِنْ بَعْدِهِم جَميِعًا مَاتَتِ الـمَرْأَةُ أَيْضًا. في القِيَامَة، حِينَ يَقُومُون، لأَيٍّ مِنْهُم تَكُونُ زَوجَة؟ لأَنَّ السَّبْعَةَ تَزَوَّجُوها. قالَ لَهُم يَسُوع: أَلَسْتُم لِهـذَا تَضِلُّون، لأَنَّكُم لا تَعْرِفُونَ الكُتُبَ ولا قُدْرَةَ الله؟ فَحِينَ يَقُومُونَ مِنْ بَينِ الأَمْوَات، لا يَتَزَوَّجُونَ ولا يُزَوِّجُون، بَلْ يَكُونُونَ مِثْلَ مَلائِكَةٍ في السَّمَاوَات. أَمَّا عَنِ الأَمْوَاتِ وَقِيَامَتِهِم، أَفَمَا قَرَأْتُم في كِتَابِ مُوسَى، في رِوَايَةِ العُلَّيْقَة، كَيْفَ خَاطَبَهُ اللهُ قَائِلاً: أَنَا إِلـهُ إِبْرَاهِيم، وَإِلـهُ إِسْحـق، وإِلـهُ يَعْقُوب؟ لَيْسَ اللهُ إِلـهَ أَمْوَاتٍ بَلْ إِلـهُ أَحْيَاء. فَأَنْتُم في ضَلالٍ كَبِير”.
حقًّا والأمانُ لجميعكم.
الخميس: فصل من رسالة القِّديس بولس الرَسول الأولى إلى تلميذه طيموتاوس، وبارك يا سيِّد (1طيم 6/ 11-21)
يا إِخوتي: أَمَّا أَنْتَ، يا رجُلَ الله، فَاهْرُبْ مِن تِلْكَ الأُمُور، وَاتْبَعِ البِرَّ والتَّقْوَى والإِيْمَانَ والـمحَبَّةَ والثَّباتَ والوَدَاعَة. جَاهِدِ الـجِهَادَ الـحَسَنَ في سَبِيلِ الإِيْمَان، وأَحْرِزِ الـحَيَاةَ الأَبَدِيَّة، الَّتي دُعِيْتَ إِلَيْهَا، وقدِ اعْتَرَفْتَ الاعْتِرافَ الـحَسَنَ في حَضْرةِ شُهُودٍ كَثِيِرين. أُوصِيكَ في حَضْرةِ اللهِ مُحْييِ الكُلّ، والـمَسِيحِ يَسُوعَ الَّذي شَهِدَ بِالاعْتِرافِ الـحَسَن، في عَهْدِ بُنطُسَ بِيلاطُس، أَنْ تَحْفَظَ الوَصِيَّة، وأَنْتَ مُنَزَّهٌ عَنِ العَيْبِ بِلا لَوْم، حَتَّى ظُهُورِ رَبِّنَا يَسُوعَ الـمَسِيح، الَّذي سَيُعْلِنُهُ في وَقْتِهِ اللهُ القَدِيرُ السَّعِيدُ الأَوْحَد، مَلِكُ الـمُلُوك، ورَبُّ الأَربَاب، غَيرُ الـمَائِتِ وَحْدَهُ، السَّاكِنُ في نُورٍ لا يُدْنَى مِنهُ، الـَّذي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ الـنَّاس، ولا يَسْتَطيعُ أَنْ يَرَاه، لهُ الكَرَامَةُ والقُدْرَةُ الأَبَدِيَّة، آمين. أَوْصِ أَغْنِيَاءَ هـذَا العَالَمِ أَلاَّ يتَشَامَخُوا، ولا يَجْعَلُوا رَجَاءَهُم في الغِنَى الزَّائِل، بَلْ في اللهِ الَّذي يُغْنِينَا بكُلِّ شَيءٍ لِنَنْعَمَ بِهِ، وأَنْ يَعْمَلُوا الـخَير، ويَغْتَنُوا بِالأَعْمَالِ الصَّالِحَة، ويَكُونُوا مِعْطائِينَ أَسْخِيَاء، ومُحِبِّينَ لِلمُشَارَكَة، فيَدَّخِرُوا بِذلِكَ لأَنْفُسِهِم رَأْسَ مَالٍ ثابِتًا لِلمُسْتَقبَل، لِكَي يُحْرِزُوا الـحَياةَ الـحَقِيقِيَّة. يا طِيمُوتَاوُس، إِحْفَظِ الوَدِيعَة، وتَجَنَّبِ الكَلامَ الفَارِغَ والتَّافِه، والتَّناقُضَاتِ النَّاتِجَةَ عَن مَعْرِفَةٍ كَاذِبَة، وقدِ اعْتَنَقَهَا أُنَاسٌ فَزَاغُوا عَنِ الإِيْمَان. أَلنِّعْمَةُ مَعَكُم!
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الخميس: مِن إِنجيلِ ربِّنا يسوعَ الْمَسيحِ للقدِّيس مرقس الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلنُصْغِ إِلى بِشَارَةِ الْحَياةِ والْخَلاصِ لنفُوسِنَا (مر 12/ 28-34)
قالَ مَرقُسُ البَشير: دَنَا إِلَى يَسُوعَ أَحَدُ الكَتَبَة، وكَانَ قَدْ سَمِعَهُم يُجَادِلُونَهُ، ورَأَى أَنَّهُ أَحْسَنَ الرَّدَّ عَلَيْهِم، فَسَأَلَهُ: “أَيُّ وَصِيَّةٍ هِي أُولَى الوَصَايَا كُلِّهَا؟”. أَجَابَ يَسُوع: “أَلوَصِيَّةُ الأُولَى هِيَ: إِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيل، الرَبُّ إِلـهُنَا هُوَ رَبٌّ وَاحِد. فَأَحْبِبِ الرَبَّ إِلـهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وكُلِّ نَفْسِكَ، وكُلِّ فِكْرِكَ، وكُلِّ قُوَّتِكَ. والثَّانِيَةُ هِيَ هـذِهِ: أَحْبِبْ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ! ولا وَصِيَّةَ أُخْرَى أَعْظَمُ مِنْ هَاتَينِ الوَصِيَّتَين”. فقالَ لَهُ الكَاتِب: “أَحْسَنْتَ يَا مُعَلِّم، بِحَقٍّ قُلْتَ: وَاحِدٌ هُوَ الله، لا إِلـهَ آخَرَ سِوَاه. وحُبُّ اللهِ مِنْ كُلِّ القَلْب، وكُلِّ العَقْل، وكُلِّ القُوَّة، وحُبُّ القَريبِ كَالنَّفْس، هُمَا أَفْضَلُ مِنْ كُلِّ الذَّبَائِحِ والْمُحْرَقَات”. ورَأَى يَسُوعُ أَنَّ الكَاتِبَ أَجَابَ بَحِكْمَة، فقَالَ لَهُ: “لَسْتَ بَعِيدًا مِنْ مَلَكُوتِ الله”. ومَا عَادَ أَحَدٌ يَجْرُؤُ أَنْ يَسْأَلَهُ عَنْ شَيء.
حقًّا والأمانُ لجميعكم.
الجمعة: فصل من رسالة القدِّيس بولس الرَسول إلى تلميذه طيطس، وبارك يا سيِّد (طي 3/ 1-15)
يا إِخوتي: ذَكِّرْهُم أَنْ يَخْضَعُوا لِلرِّئَاسَاتِ والسَّلاطِين، ويُطِيعُوهُم، ويَكُونُوا مُسْتَعِدِّينَ لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِح، ولا يُجَدِّفُوا على أَحَد، ويَكُونُوا غَيْرَ مُمَاحِكِين، حُلَمَاء، مُظْهِرِينَ كُلَّ ودَاعَةٍ لِجَميعِ النَّاس. فَنَحْنُ أَيْضًا كُنَّا مِنْ قَبْلُ أَغبِيَاء، عَاقِّين، ضَالِّين، مُسْتَعْبَدِينَ لِشَهَواتٍ ولَذَّاتٍ شَتَّى، سَالِكِينَ في الشَّرِّ والـحَسَد، مَمْقُوتِين، مُبْغِضِينَ بَعْضُنَا بَعْضًا. ولـكِنْ لـَمَّا تَجَلَّى لُطْفُ اللهِ مُخَلِّصِنَا، ومَحَبَّتُهُ لِلبَشَر، خَلَّصَنَا، لا بِأَعْمَالِ بِرٍّ عَمِلْنَاهَا، بَلْ وَفْقَ رَحْمَتِهِ، بِغَسْلِ الـمِيلادِ الثَّاني، وتَجْدِيدِ الرُّوحِ القُدُس، الَّذي أَفَاضَهُ اللهُ عَلينَا بِغَزَارَة، بِيَسُوعَ الـمَسِيحِ مُخَلِّصِنَا. فإِذا تَبَرَّرْنَا بِنِعْمَتِهِ، نَصِيرُ وَارِثِينَ وَفْقًا لِرَجَاءِ الـحَياةِ الأَبَدِيَّة. صَادِقَةٌ هيَ الكَلِمَة. وأُرِيدُ أَنْ تَكُونَ حَازِمًا في هـذِهِ الأُمُور، لِيَهْتَمَّ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ أَنْ يَعْمَلُوا الأَعْمَالَ الصَّالِحَة. فَذلِكَ حَسَنٌ ونَافِعٌ لِلنَّاس. أَمَّا الـمُجَادَلاتُ الغَبِيَّة، والأَنْسَاب، والـمُخَاصَمَات، والـمُمَاحَكَاتُ حَوْلَ الشَّرِيعَة، فَتَجَنَّبْهَا، لأَنَّهَا غَيْرُ نَافِعَةٍ وبَاطِلَة. أَمَّا صَاحِبُ البِدَعِ فَأَعْرِضْ عَنْهُ، بَعْدَ أَنْ تُنْذِرَهُ مَرَّةً واثْنَتَيْن. وَاعْلَمْ أَنَّ مِثْلَ هـذَا الرَّجُلِ فَاسِد، خَاطِئ، قَدْ حَكَمَ على نَفْسِهِ. ومَتَى أَرْسَلْتُ إِلَيْكَ أَرْتِمَاسَ أَو طِيخِيكُسَ، فَاجْتَهِدْ أَنْ تَأْتِيَ إِلَيَّ إِلى نِيقُوبُولِي، لأَنِّي عَزَمْتُ أَنْ أَقْضِيَ فَصْلَ الشِّتَاءِ هُنَاك. أَمَّا زِينَاسُ، مُعَلِّمُ الشَّرِيعَة، وأَبُلُّوس، فَجَهِّزْهُمَا بِاعْتِنَاءٍ لِلسَّفَر، حَتَّى لا يَنْقُصَهُمَا شَيء. وَلْيَتَعَلَّمِ الـمُؤمِنُونَ أَنْ يَقُومُوا بِالأَعْمَالِ الصَّالِحَة، لِيَسُدُّوا الـحَاجَاتِ الضَّرُورِيَّة، لِئَلاَّ يَكُونُوا بِلا ثَمَر. يُسَلِّمُ عَلَيكَ جَمِيعُ الَّذِينَ مَعِي. سَلِّمْ على الَّذِينَ يُحِبُّونَنَا في الإِيْمَان. أَلنِّعْمَةُ مَعَكُم أَجْمَعِين!
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
الجمعة: مِن إِنجيلِ ربِّنا يسوعَ الْمَسيحِ للقدِّيس مرقس الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلنُصْغِ إِلى بِشَارَةِ الْحَياةِ والْخَلاصِ لنفُوسِنَا (مر 12/ 35-40)
قالَ مرقُسُ البَشير: فِيمَا كَانَ يَسُوعُ يُعَلِّمُ في الـهَيْكَلِ قَال: “كَيْفَ يَقُولُ الكَتَبَةُ إِنَّ الـمَسِيحَ هُوَ ابْنُ دَاوُد؟ ودَاوُدُ نَفْسُه قَالَ بِالرُّوحِ القُدُس: قَالَ الرَبُّ لِرَبِّي: إِجْلِسْ عَنْ يَمِيني، حَتَّى أَجْعَلَ أَعْدَاءَك مَوْطِئًا لِقَدَمَيْك! فدَاوُدُ نَفْسُهُ يَدْعُوهُ رَبًّا، فكَيْفَ يَكُونُ لَهُ ابْنًا؟”. وكانَ الـجَمْعُ الكَثِيرُ يُصْغِي إِلَيْهِ بِارْتِيَاح. وكَانَ يَقُولُ في تَعْلِيمِهِ: “إِحْذَرُوا الكَتَبَةَ الَّذينَ يَرْغَبُونَ التَّجْوَالَ بِالْحُلَلِ الفَضْفَاضَة، والتَّحِيَّاتِ فِي السَّاحَات، وصُدُورَ الـمَجَالِسِ في الـمَجَامِع، ومَقَاعِدَ الشَّرَفِ في الوَلائِم، ويَلْتَهِمُونَ بُيُوتَ الأَرَامِل، وَبِرِيَاءٍ يُطِيلُونَ الصَّلاة. هـؤُلاءِ سَيَنَالُونَ دَيْنُونَةً أَعْظَم!”.
حقًّا والأمانُ لجميعكم.
السبت: فصل من رسالة القِّديس بولس الرَسول إلى فيلمون، وبارك يا سيِّد (فيل 1-25)
يا إِخوتي: مِنْ بُولس، أَسِيرِ الـمَسِيحِ يَسُوع، وطِيمُوتَاوُسَ الأَخ، إِلى فِيلِمُون حَبِيبِنَا ومُعَاوِنِنَا، وإِلى أَبْفِيَةَ الأُخْت، وأَرخِبُّسَ رَفِيقِنَا في الـجُنْدِيَّة، وإِلى الكَنيسَةِ الـَّتي تَجْتَمِعُ في بَيتِكَ: أَلنِّعْمَةُ لَكُم والسَّلامُ مِنَ اللهِ أَبينَا، والرَبّ يَسُوعَ الـمَسِيح! أَشْكُرُ إِلـهِي عَلى الدَّوام، وأَذْكُرُكَ في صَلَواتِي، مُنْذُ سَمِعْتُ بإِيْمَانِكَ ومَحَبَّتِكَ لِلرَّبِّ يَسُوع، ولِجَميعِ الإِخْوَةِ القِدِّيسِين. عَسى أَنْ تَكُونَ مُشَارَكَتُكَ في الإِيْمَانِ فعَّالَة، لِكَي تَعْرِفَ كُلَّ الـخَيرِ الَّذي نَقْدِرُ أَنْ نَعْمَلَهُ مِن أَجْلِ الـمَسِيح. فقَدْ كانَ لي فَرَحٌ كَبيرٌ وتَعْزِيَةٌ بِمَحَبَّتِكَ، لأَنَّ قُلُوبَ القِدِّيسينَ قَدِ انْتَعَشَتْ بِكَ، أَيُّهَا الأَخ! لِذلِكَ فَمَعَ أَنَّ لي عَلَيكَ دَالَّةً كَبِيرَةً في الـمَسِيح، حَتَّى آمُرَكَ بِمَا هُوَ وَاجِب، فَقَدْ آثَرْتُ أَنْ أُنَاشِدَكَ باسْمِ الْمَحَبَّة، أَنَا بُولُسَ الشَّيخ، والآنَ أَسِيرَ الـمَسِيحِ يَسُوع! أُنَاشِدُكَ مِنْ أَجْلِ وَلَدِي أُونِسِيمَ الَّذي وَلَدْتُهُ في القُيُود. وكانَ في مَا مَضَى غَيْرَ نَافِعٍ لَكَ، أَمَّا الآنَ فَهُوَ نَافِعٌ لَكَ ولي. فأَنَا أَرُدُّهُ إِلَيْك، هُوَ فِلْذَةُ كَبِدِي! وكانَ بِوِدِّي أَنْ أَحْتَفِظَ بِهِ عِنْدِي، لِيَقُومَ مَقَامَكَ بِخِدْمَتِي في قُيُودِي مِن أَجْلِ الإِنْجِيل، غَيرَ أَنِّي لَمْ أَشَأْ أَنْ أَفْعَلَ شَيْئًا دُونَ مُوافَقَتِكَ، لِكَي يَكُونَ إِحْسَانُكَ طَوْعًا لا قَسْرًا. ورُبَّمَا فُصِلَ عَنْكَ إِلى حِين، لِكَي تَسْتَعِيدَهُ إِلى الأَبَد، لا كَعَبْدٍ، بَعْدَ اليَوم، بَلْ أَفْضَلَ مِنْ عَبْدٍ، كأَخٍ حَبِيب، خُصُوصًا إِليَّ، فَكَمْ بِالأَحْرَى إِلَيْك، كَأَخٍ في الـجَسَدِ وفي الرَبّ مَعًا! إِذًا إِنْ كُنْتَ تَحْسَبُنِي شَرِيكًا، فَاقْبَلْهُ كَمَا تَقْبَلُنِي. وإِنْ كَانَ قَد أَسَاءَ إِلَيْك، أَو كَانَ مَدْيُونًا لَكَ، فَاحْسُبْ ذلِكَ عَليَّ. أَنَا بُولسَ كَتَبْتُ هـذَا بِخَطِّ يَدِي، وأَنَا أَفِي بِكَلامي، ولا أَقُولُ لَكَ إِنَّكَ أَنْتَ مَدْيُونٌ لي حَتَّى بِنَفْسِكَ. أَجَلْ، يَا أَخِي، حَبَّذَا لَو خَدَمْتَنِي في الرَبّ، فأَنْعَشْتَ قَلْبِي في الـمَسِيح! كَتَبْتُ إِلَيْكَ وأَنَا وَاثِقٌ بِطَاعَتِكَ، عَالِمٌ أَنَّكَ سَتَفْعَلُ أَكْثَرَ مِمَّا أَقُول. عَلاوَةً عَلى ذلِك، أَعِدَّ لِي مَنْزِلاً، فَإِنِّي أَرْجُو بِصَلَواتِكُم أَنْ أُوهَبَ لَكُم. يُسَلِّمُ عَلَيكَ إِبَفْرَاس، رَفِيقِي في السِّجْن، في سَبِيلِ الـمَسِيحِ يَسُوع، ومَرقُسُ وأَرِسْتَرخُسُ ودِيْمَاسُ ولُوقَا مُعَاوِنِيَّ. نِعْمَةُ الرَبّ يَسُوعَ الـمَسِيحِ مَعَ رُوحِكُم!
والتَسبيحُ للهِ دائِمًا.
السبت: مِن إِنجيلِ ربِّنا يسوعَ الْمَسيحِ للقدِّيس مرقس الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلنُصْغِ إِلى بِشَارَةِ الْحَياةِ والْخَلاصِ لنفُوسِنَا (مر 12/ 41-44)
قالَ مَرقُسُ البَشير: جَلَسَ يَسُوعُ قُبَالَةَ خِزَانَةِ الْمَالِ يُراقِبُ الْجَمْعَ كَيْفَ يُلْقُونَ النُّقُودَ في الـخِزَانَة. وكَانَ أَغْنِيَاءٌ كَثِيرُون يُلْقُونَ نُقُودًا كَثِيرَة. وأَتَتْ أَرْمَلَةٌ فَقِيرَة، وَأَلْقَتْ نَحَاسَتَيْن، أَي رُبْعَ فَلْس. فَدَعَا يَسُوعُ تَلامِيذَهُ وَقَالَ لَهُم: “أَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّ هـذِهِ الأَرْمَلَةَ الفَقِيرَة، قَدْ أَلْقَتْ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ الَّذينَ أَلْقَوا في الْخِزَانَة؛ لأَنَّ جَمِيعَهُم أَلْقَوا مِمَّا فَضُلَ عِنْدَهُم، أَمَّا هـذِهِ فَقَدْ أَلْقَتْ مِنْ عَوَزِهَا كُلَّ مَا كَانَ عِنْدَهَا، كُلَّ مَعِيشَتِهَا”.
حقًّا والأمانُ لجميعكم.
Discussion about this post