الأسبوع الثالث من زمن الصليب
الإنجيل الأسبوعي
الأحد: فصل من رسالة القدِّيس بولس الرَّسول إلى أهل فيلبّي، وبارك يا سيِّد (فل 3/ 17-4/ 1)
يا إِخوتي، إِقْتَدُوا بِي، وانْظُرُوا إِلى الَّذِينَ يَسْلُكُونَ على مِثَالِنَا. فَكَثِيرٌ مِنْ أُولـئِكَ الَّذِينَ كُنْتُ أُكَلِّمُكُم عَنْهُم مِرَارًا، وأُكَلِّمُكُم عَنْهُمُ الآنَ باكِيًا، يَسْلُكُونَ كأَعْدَاءٍ لِصَلِيبِ الـمَسِيح، أُولـئِكَ الَّذِينَ عَاقِبَتُهُمُ الـهَلاك، أُولـئِكَ الَّذينَ إِلـهُهُم بَطْنُهُم، ومَجْدُهُم في عَارِهِم، وفي أُمُورِ الأَرْضِ هُمُّهُم. أَمَّا نَحْنُ فمَدِينَتُنَا في السَّمَاوَات، ومِنْهَا نَنْتَظِرُ الرَّبَّ يَسُوعَ الـمَسِيحَ مُخَلِّصًا. وهوَ سَيُغَيِّرُ جَسَدَ هَوَانِنَا، فيَجْعَلُهُ على صُورَةِ جَسَدِ مَجْدِهِ، وَفْقًا لِعَمَلِ قُدْرَتِهِ، الَّتي بِهَا يُخْضِعُ لِنَفْسِهِ كُلَّ شَيء. إِذًا، يَا إِخْوَتِي، الَّذِينَ أُحِبُّهُم وأَشْتَاقُ إِلَيْهِم، وأَنْتُم فَرَحِي وإِكْلِيلي، أُثْبُتُوا هـكذَا في الرَّبّ، أَيُّهَا الأَحِبَّاء.
والتَّسبيحُ للهِ دائِمًا.
الأحد: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ متَّى الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (متَّى 24/ 23-31)
قالَ الرَبُّ يَسُوع: “إِنْ قَالَ لَكُم أَحَد: هُوَذَا الـمَسِيحُ هُنَا أَوْ هُنَاك! فَلا تُصَدِّقُوا. فَسَوْفَ يَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وأَنْبِيَاءُ كَذَبَة، ويَأْتُونَ بِآيَاتٍ عَظِيمَةٍ وخَوارِق، لِيُضِلُّوا الـمُخْتَارِينَ أَنْفُسَهُم، لَو قَدِرُوا. هَا إِنِّي قَدْ أَنْبَأْتُكُم! فَإِنْ قَالُوا لَكُم: هَا هُوَ في البَرِّيَّة! فلا تَخْرُجُوا، أَو: هَا هُوَ في دَاخِلِ البَيْت! فَلا تُصَدِّقُوا. فكَمَا أَنَّ البَرْقَ يُومِضُ مِنَ الـمَشَارِق، ويَسْطَعُ حَتَّى الـمَغَارِب، هـكَذَا يَكُونُ مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَان. حَيْثُ تَكُونُ الـجُثَّةُ هُنَاكَ تَجْتَمِعُ النُّسُور. وحَالاً بَعْدَ ضِيقِ تِلْكَ الأَيَّام، أَلشَّمْسُ تُظْلِم، والقَمَرُ لا يُعْطِي ضَوءَ هُ، والنُّجُومُ تَتَسَاقَطُ مِنَ السَّمَاء، وقُوَّاتُ السَّمَاوَاتِ تَتَزَعْزَع. وحينَئِذٍ تَظْهَرُ في السَّمَاءِ عَلامَةُ ابْنِ الإِنْسَان، فَتَنْتَحِبُ قَبَائِلُ الأَرْضِ كُلُّها، وتَرَى ابْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا على سُحُبِ السَّمَاءِ بِقُدْرَةٍ ومَجْدٍ عَظِيم. ويُرْسِلُ مَلائِكَتَهُ يَنْفُخُونَ في بُوقٍ عَظِيم، فيَجْمَعُونَ مُخْتَارِيهِ مِنَ الرِّيَاحِ الأَرْبَع، مِنْ أَقَاصي السَّمَاوَاتِ إِلى أَقَاصِيهَا”.
حقًّا والأمانُ لجميعكم.
الإثنين: فصل من رؤيا القدِّيس يوحنَّا، وبارك يا سيِّد (رؤ 7/ 9-17)
يا إِخوتي، رَأَيْتُ فَإِذَا جَمْعٌ غَفِير، مَا كَانَ أَحَدٌ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُحْصِيَهُ، مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ وقَبِيلَةٍ وشَعْبٍ وَلِسَان، واقِفُونَ أَمامَ العَرْشِ وأَمَامَ الـحَمَل، مُوَشَّحُونَ بِالـحُلَلِ البَيْضاء، وَبِأَيْدِيهم سَعَفُ النَّخْل، وهُمْ يَهْتِفُونَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قائِلِين: “أَلـخَلاصُ لإِلـهِنَا الـجَـالِسِ عَلَى العَرْشِ وَلِلْحَمَل!”. وكانَ جَمِيعُ الـمَلائِكَةِ واقِفِينَ حَوْلَ العَرْشِ والشُّيُوخِ والأَحْياءِ الأَرْبَعَة، فَسَقَطُوا عَلى وُجُوهِهِمْ أَمَام العَرْشِ وَسَجَدُوا للهِ قَائِلِين: “آمِين! أَلبَرَكَةُ والـمَجْدُ والـحِكْمَةُ والشُّكْرُ والكَرامَةُ والقُوَّةُ والقُدْرَةُ لإِلـهِنا إِلى أَبَدِ الآبِدِين. آمين”. فأَجابَ وَاحِدٌ مِنَ الشُّيوخِ وقَالَ لي: “هـؤُلاءِ الـمُوَشَّحُونَ بِالـحُلَلِ البَيْضاء، مَنْ هُمْ؟ ومِنْ أَيْنَ أَتَوا؟”. فقُلْتُ لَهُ: “سَيِّدي، أَنْتَ تَعْلَم!”. فَقَالَ لي: “هـؤُلاءِ هُمُ الآتُونَ مِنَ الضِّيقِ الشَّدِيد، وقَدْ غَسَلُوا حُلَلَهُمْ وبَيَّضُوها بِدَمِ الـحَمَل! لِذلِكَ هُمْ أَمَامَ عَرْشِ الله، يَعْبُدُونَهُ في هَيْكَلِهِ نَهَارًا ولَيْلاً، والْجَالِسُ عَلَى العَرْشِ سَيُظَلِّلُهُمْ بِخَيْمَتِهِ، فلا يَجُوعُونَ بَعْدُ، ولا يَعْطَشُونَ بَعْدُ، ولا تَلْفَحُهُمُ الشَّمْسُ ولا شَيْءٌ مِنَ الـحَرّ، لأَنَّ الـحَمَلَ الَّذي في وَسَطِ العَرْشِ سَيَرْعَاهُم، ويُورِدُهُمْ إِلى يَنَابِيعِ مِيَاهِ الْحَيَاة، وسَيَمْسَحُ اللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِم”.
والتَّسبِيحُ للهِ دائِمًا.
الإثنين: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ متَّى الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (متَّى 24/ 32-44)
قالَ الرَبُّ يَسُوع: “مِنَ التِّينَةِ تَعلَّمُوا الـمَثَل: فَحِين تَلِينُ أَغْصَانُهَا، وتَنبُتُ أَوْرَاقُهَا، تَعْلَمُونَ أَنَّ الصَّيفَ قَرِيْب. هـكَذَا أَنْتُم أَيْضًا، مَتَى رَأَيْتُم هـذَا كُلَّهُ، فَاعْلَمُوا أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَرِيب، عَلى الأَبْوَاب. أَلـحَقَّ أَقُولُ لَكُم: لَنْ يَزُولَ هـذَا الـجِيلُ حَتَّى يَحْدُثَ هـذَا كُلُّهُ. أَلسَّمَاءُ والأَرْضُ تَزُولان، وكَلامِي لَنْ يَزُول. أَمَّا ذـلِكَ اليَوْمُ وتِلْكَ السَّاعَةُ فلا يَعْرِفُهُمَا أَحَد، ولا مَلائِكَةُ السَّمَاوَات، إِلاَّ الآبُ وَحْدَهُ. وكَمَا كَانَتْ أَيَّامُ نُوح، كَذلِكَ يَكُونُ مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَان: فَكَمَا كَانَ النَّاس، في الأَيَّامِ الَّتي سَبَقَتِ الطُّوفَان، يَأْكُلُونَ ويَشْرَبُون، يَتَزَوَّجُونَ ويُزَوِّجُون، إِلى يَوْمَ دَخَلَ نُوحٌ السَّفِينَة، ومَا عَلِمُوا بِشَيءٍ حَتَّى جَاءَ الطُّوفَان، وجَرَفَهُم أَجْمَعِين، كَذلِكَ يَكُونُ مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَان. حِينَئِذٍ يَكُونُ اثْنَانِ في الـحَقل؛ يُؤْخَذُ الوَاحِدُ ويُتْرَكُ الآخَر. وامْرَأَتَانِ تَطْحَنَانِ عَلى الرَّحَى؛ تُؤْخَذُ الوَاحِدَةُ وتُتْرَكُ الأُخْرَى. إِسْهَرُوا إِذًا، لأَنَّكُم لا تَعْلَمُونَ في أَيِّ يَوْمٍ يَجِيءُ رَبُّكُم. واعْلَمُوا هـذَا: لَو عَرَفَ رَبُّ البَيْتِ في أَيِّ سَاعَةٍ مِنَ اللَّيلِ يَأْتِي السَّارِق، لَسَهِرَ ولَمْ يَدَعْ بَيتَهُ يُنْقَب. لِذلِكَ كُونُوا أَنْتُم أَيْضًا مُسْتَعِدِّين، لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يَجِيءُ في سَاعَةٍ لا تَخَالُونَهَا”.
حقًّا والأمانُ لجميعكم.
الثلاثاء: فصل من رؤيا القدِّيس يوحنَّا، وبارك يا سيِّد (رؤ 10/ 1-11)
يا إِخوتي، رَأَيْتُ مَلاكًا آخَرَ قَوِيًّا نَازِلاً مِنَ السَّماء، مُوَشَّحًا بِغَمَامَة، وعَلى رَأْسِهِ قَوْسُ القُزَح، ووَجْهُهُ كَالشَّمْس، ورِجْلاهُ كَعَمُودَينِ مِنْ نَار، وفي يَدِهِ كُتَيِّبٌ صَغِيرٌ مَفْتُوح. فوَضَعَ رِجْلَهُ اليُمْنَى عَلى البَحْر، واليُسْرَى عَلى البَرّ. وهَتَفَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ كأَسَدٍ يَزْأَر. وعِنْدَما هَتَفَ، تَكَلَّمَتِ الرُّعُودُ السَّبْعَةُ بِأَصْوَاتِها. وَلَمَّا تَكَلَّمَتِ الرُّعُودُ السَّبْعَة، هَمَمْتُ بِأَنْ أَكْتُب، فَسَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّماءِ يَقُول: “إِخْتِمْ على ما تَكَلَّمَتْ بِهِ الرُّعُودُ السَّبْعَة، ولا تَكْتُبْهُ!”. والـمَلاكُ الَّذي رَأَيْتُهُ واقِفًا على البَحْرِ وَعَلى البَرّ، رَفَعَ يَدَهُ اليُمْنَى إِلى السَّمَاء، وحَلَفَ بِالـحَيِّ إِلى أَبَدِ الآبِدِين، الَّذي خَلَقَ السَّماءَ ومَا فِيهَا، والأَرْضَ وَما فِيهَا، والبَحْرَ ومَا فِيه، أَنَّهُ لَنْ يَكُونَ زَمانٌ بَعْد. وَلـكِنْ في الأَيَّام الَّتي سَيُسْمَعُ فِيهَا صَوْتُ الـمَلاكِ السَّابِع، عِنْدَمَا يَنْفُخُ في بُوقِهِ، يَكُونُ قَد تَمَّ سِرُّ الله، كمَا بَشَّرَ بِهِ عَبِيدَهُ الأَنْبِيَاء. ثُمَّ إِنَّ الصَّوتَ الَّذي سَمِعْتُهُ مِنَ السَّمَاءِ خَاطَبَنِي ثانِيَةً وقَال: “إِذْهَبْ، خُذِ الكِتَابَ الـمَفْتُوحَ في يَدِ الـمَلاكِ الوَاقِفِ عَلى البَحْرِ وَعَلى البَرّ”. فَذَهَبْتُ إِلى الـمَلاكِ أَقُولُ لَهُ أَنْ يُعْطِيَنِي الكُتَيِّبَ الصَّغِير، فَقَالَ لي: “خُذْهُ وَابْتَلِعْهُ، فهُوَ يَمْلأُ جَوفَكَ مَرَارَة، أَمَّا في فَمِكَ فيَكُونُ حُلْوًا كَالعَسَل”. فَأَخَذْتُ الكُتَيِّبَ الصَّغِيرَ مِنْ يَدِ الـمَلاكِ وَابْتَلَعْتُهُ، فَكانَ في فَمِي حُلوًا كَالعَسَل، ولَمَّا ابْتَلَعْتُهُ مَلأَ جَوْفي مَرَارَة. وَقِيلَ لي: “يَجِبُ أَن تَتَنَبَّأَ ثَانِيَةً عَلى شُعُوبٍ وأُمَمٍ وأَلْسِنَةٍ ومُلُوكٍ كَثِيرِين”.
والتَّسبيحُ للهِ دَائِمًا.
الثلاثاء: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ لوقا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (لو 6/ 20-26)
قالَ لُوقَا البَشِير: رَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيهِ نَحْوَ تَلامِيذِهِ وقَال: “طُوبَى لَكُم، أَيُّهَا الـمَسَاكين، لأَنَّ لَكُم مَلَكُوتَ الله. طُوبَى لَكُم، أَيُّهَا الـجِيَاعُ الآن، لأَنَّكُم سَتُشْبَعُون. طُوبَى لَكُم، أَيُّهَا البَاكُونَ الآن، لأَنَّكُم سَتَضْحَكُون. طُوبَى لَكُم حِينَ يُبغِضُكُمُ النَّاس، وحِينَ يَرْذُلونَكُم، وَيُعَيِّرُونَكُم، وَيَنْبِذُونَ اسْمَكُم كأَنَّهُ شِرِّيرٌ مِنْ أَجْلِ ابْنِ الإِنْسَان. إِفْرَحوا في ذلِكَ اليَومِ وَتَهَلَّلُوا، فَها إِنَّ أَجْرَكُم عَظِيمٌ في السَّمَاء، فَهـكَذا كَانَ آبَاؤُهُم يَفْعَلُونَ بِالأَنْبِيَاء. ولـكِنِ الوَيْلُ لَكُم، أَيُّها الأَغْنِياء، لأَنَّكُم نِلْتُمْ عَزاءَكُم. أَلوَيْلُ لَكُم، أَيُّها الـمُتْخَمُونَ الآن، لأَنَّكُم سَتَجوعُون. أَلوَيْلُ لَكُم، أَيُّهَا الضَّاحِكُونَ الآن، لأَنَّكُم سَتَحْزَنُونَ وَتَبْكُون. أَلوَيْلُ لَكُم حِينَ يَمْدَحُكُم جَمِيعُ النَّاس، فهـكذَا كانَ آبَاؤُهُم يَفْعَلُونَ بِالأَنْبِياءِ الكَذَّابين”.
حقًّا والأمانُ لجميعكم.
الأربعاء: فصل من رؤيا القدِّيس يوحنَّا، وبارك يا سيِّد (رؤ 11/ 1-12)
يا إِخوتي، أُعْطِيتُ قَصَبَةً أَشْبَهَ بِالعَصَا، وَقِيلَ لي: “قُمْ وَقِسْ هَيْكَلَ اللهِ وَالـمَذْبَح، وَعُدَّ السَّاجِدِينَ فِيه. أَمَّا الدَّارُ الَّتِي في خَارِجِ الـهَيْكَلِ فَاطْرَحْهَا خَارِجًا وَلا تَقِسْهَا، لأَنَّهَا أُعْطِيَتْ لِلأُمَم، وهُم سَيَدُوسُونَ الـمَدِينَةَ الـمُقَدَّسَةَ اثْنَينِ وأَرْبَعِينَ شَهْرًا. وسَأُعْطِي شَاهِدَيَّ فيَتَنَبَّآنِ وهُمَا مُوَشَّحَانِ بِالـمِسْح، أَلْفًا ومِئَتَيْنِ وسِتِّينَ يَوْمًا”. فهـذَانِ هُمَا الزَّيْتُونَتَانِ والـمَنَارَتَانِ القَائِمَتَانِ أَمَامَ رَبِّ الأَرْض. فَإِنْ شَاءَ أَحَدٌ أَنْ يُؤْذِيَهُمَا، تَخْرُجُ نَارٌ مِنْ فَمِهِمَا فَتَلْتَهِمُ أَعْدَاءَهُمَا. وإِنْ شَاءَ أَحَدٌ أَنْ يُؤْذِيَهُمَا، فَهـكذَا يَنْبَغِي أَنْ يُقْتَل. وهـذَانِ لَهُمَا السُّلْطَانُ أَنْ يَحْبِسَا السَّماء، حَتَّى لا يَنْزِلَ الـمَطَرُ في أَيَّامِ نُبُوءَتِهِمَا. ولَهُمَا سُلْطانٌ على الـمِيَاهِ أَنْ يُحَوِّلاهَا إِلى دَم، وأَنْ يَضْرِبَا الأَرْضَ بِكُلِّ ضَرْبَة، كُلَّمَا أَرَادَا. وَحِينَ يُتِمَّانِ شَهَادَتَهُما، يَشُنُّ الوَحْشُ الطَّالِعُ مِنَ الْهَاوِيَةِ الـحَرْبَ عَلَيْهِما، فَيَغْلِبُهُمَا وَيَقْتُلُهُما. وَتَبْقَى جُثَّتَاهُمَا في سَاحَةِ الـمَدِينَةِ العَظِيمَة، الَّتي تُدْعَى عَلى سَبِيلِ الرَّمْزِ سَدُومَ وَمِصْر، حَيْثُ صُلِبَ رَبُّهُما أَيْضًا. ويَنْظُرُ إِلى جُثَّتَيْهِما أُناسٌ مِن مُخْتَلِفِ الشُّعُوبِ والقَبائِلِ والأَلْسِنَة والأُمَم، مُدَّةَ ثَلاثَةِ أيَّام ونِصْفِ يَوْم، ولا يَدَعُون جُثَّتَهُما تُدْفَنُ في قَبْر. ويَشْمَتُ بِهِما القَاطِنُونَ في الأَرْض ويَتَهَلَّلُون، ويَتَبَادَلُونَ الـهَدَايا، لأَنَّ هـذَينِ النَّبِيَّينِ قَدْ عَذَّبَا القَاطِنينَ في الأَرْض. وَبَعْدَ الأَيَّامِ الثَّلاثَةِ ونِصْفِ اليَوْم، دَخَلَ فيهِما رُوحُ حَياةٍ مِنَ الله، فَوَقَفا على أَرْجُلِهِما، فَوَقَعَ على الَّذِينَ شاهَدُوهُما خَوْفٌ شَدِيد. وَسَمِعا صَوتًا عَظِيمًا مِنَ السَّماءِ يَقُولُ لَهُما: “إِصْعَدا إِلى هُنَا!”. فَصَعِدا في الغَمَامَةِ إِلى السَّمَاء، وشَاهَدَهُما أَعْدَاؤُهُما.
والتَّسبيحُ للهِ دَائِمًا.
الأربعاء: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ لوقا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (لو 5/ 33-39)
قاَل لُوقَا البَشِير: قَالَ الفَرِّيسِيُّونَ والكَتَبَةُ لِيَسُوع: “تَلاميذُ يُوحَنَّا يَصُومُونَ كَثيرًا وَيَرْفَعُونَ الطِّلْبَات، ومِثْلُهُم تَلامِيذُ الفَرِّيسييِّن، أَمَّا تَلاميذُكَ فَيَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُون”. فَقَالَ لَـهُم يَسُوع: “هَلْ تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَجْعَلُوا بَنِي العُرْسِ يَصُومُون، والعَريسُ مَعَهُم؟ ولـكِنْ سَتَأْتي أَيَّامٌ يَكُونُ فيهَا العَرِيسُ قَدْ رُفِعَ مِنْ بَيْنِهِم، حيِنَئِذٍ في تِلْكَ الأَيَّامِ يَصُومُون. لا أَحَدَ يَقْتَطِعُ رُقْعَةً مِنْ ثَوْبٍ جَدِيد، وَيَرْقَعُ بِهَا ثَوبًا بَالِيًا، وإِلاَّ فَإِنَّهُ يُمَزِّقُ الـجَديد، وَالرُّقْعَةُ الَّتي يَقْتَطِعُها مِنْهُ لا تَتَلاءَمُ مَعَ الثَّوبِ البَالي. ولا أَحَدَ يَضَعُ خَمْرَةً جَدِيدَةً في زِقَاقٍ عَتِيقَة، وإِلاَّ فَالـخَمْرَةُ الـجَدِيدَةُ تَشُقُّ الزِّقَاق، فَتُرَاقُ الـخَمْرَة، وَتُتْلَفُ الزِّقَاق، بَلْ يَجِبُ أَنْ تُوضَعَ الـخَمْرَةُ الـجَديدَةُ في زِقَاقٍ جَديدَة. ولا أَحَدَ يَشْرَبُ خَمْرَةً مُعَتَّقَة، وَيَبْتَغي خَمْرَةً جَـدِيدَة، بَلْ يَـقُول: أَلـمُعَتَّقَةُ أَطْيَب!”.
حقًّا والأمانُ لجميعكم.
الخميس: فصل من رؤيا القدِّيس يوحنَّا، وبارك يا سيِّد (رؤ 12/ 1-12)
يا إِخوتي، ظَهَرَتْ آيَةٌ عَظِيمَةٌ في السَّماء، امْرَأَةٌ مُوَشَّحَةٌ بالشَّمْس، وتَحْتَ رِجْلَيْهَا القَمَر، وعَلى رَأْسِها إِكْلِيلٌ مِنِ اثْنَي عَشَر كَوْكَبًا، وَهِيَ حُبْلَى تَصْرُخُ مُتَمَخِّضَةً مُتَوَجِّعَةً لِتَلِد. وَظَهَرَتْ آيَةٌ أُخْرَى في السَّمَاء، فَإِذا تِنِّينٌ أَحْمَرُ عَظِيم، لَهُ سَبْعَةُ رُؤُوسٍ وعَشَرةُ قُرُون، وعلى رُؤُوسِهِ سَبْعَةُ تِيجَان. وَذَنَبُهُ يَجُرُّ ثُلْثَ كَوَاكِبِ السَّمَاء، فأَلقَاهَا على الأَرْض. ووَقَفَ التِّنِّينُ أَمَامَ الْمَرْأَةِ الـمُشْرِفَةِ عَلى الوِلادَة، لِيَبْتَلِعَ وَلَدَهَا حِينَ تَلِدُهُ. وَوَلَدَتِ ابْنًا ذَكَرًا، وهُوَ الـمُزْمِعُ أَن يَرْعَى جَمِيعَ الأُمَمِ بِعَصًا مِنْ حَدِيد، فَخُطِفَ وَلَدُهَا إِلى الله وإِلى عَرْشِهِ. وَهَرَبَتِ الـمَرْأَةُ إِلى البَرِّيَّة، حَيْثُ أَعَدَّ لَهَا اللهُ مَوْضِعًا، لِكَي يَقُوتَها هُنَاكَ أَلْفًا ومِئَتَيْنِ وَسِتِّينَ يَومًا. وَحَدَثَتْ حَرْبٌ في السَّماء، مِيخَائِيلُ وَمَلائِكَتُهُ يُحَارِبُونَ التِّنِّين. والتِّنِّينُ وَمَلائِكَتُهُ حَارَبُوا فَمَا قَدِرُوا، ولا وُجِدَ لَهُم مَوْضِعٌ بَعْدُ في السَّمَاء. وأُلْقِيَ التِّنِّينُ العَظِيم، الْحَيَّةُ القَدِيْمَة، الْمَدْعُوُّ إِبْلِيسَ والشَّيْطَان، مُضَلِّلُ الْمَسْكُونَةِ بِأَسْرِهَا، أُلْقِيَ إِلى الأَرْض، وأُلْقِيَ مَعَهُ مَلائِكَتُهُ. وَسَمِعْتُ صَوْتًا عَظِيمًا في السَّمَاءِ يَقُول: “أَلآنَ صَارَ لإِلـهِنَا الـخَلاصُ والقُدْرَةُ والـمَلَكُوتُ وَلِمَسِيحِهِ السُّلْطَان، لأَنَّ الَّذي يَشْكُو إِخْوَتَنا قَدْ أُلْقِيَ إِلى الأَرْض، ذَاكَ الَّذي كانَ يَشْكُوهُم أَمَامَ إِلـهِنَا نَهارًا ولَيْلاً. وهُم ظَفِرُوا عَلَيهِ بِدَمِ الـحَمَل، وَبِكَلِمَةِ شَهَادَتِهِم، وما فَضَّلُوا حَيَاتَهُم على الـمَوْت. لِذـلِكَ تَهَلَّلِي، أَيَّتُها السَّمَاوَات، ويَا أَيُّها الْسَّاكِنُونَ فيهَا. والوَيلُ للأَرْضِ والبَحْر، لأَنَّ إِبْلِيسَ هَبَطَ إِلَيْكُما، وَبِهِ سُخْطٌ شَدِيد، لِعِلْمِهِ أَنَّ لَهُ وَقْتًا قَلِيلاً”.
والتَّسبيحُ للهِ دَائِمًا.
الخميس: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ لوقا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (لو 21/ 34-38)
قَالَ الرَبُّ يَسُوع: إِحْذَرُوا لأَنْفُسِكُم لِئَلاَّ تَثْقُلَ قُلُوبُكُم في الْخَلاعَة، وَالسُّكْر، وَهُمُومِ الـحَيَاة، فَيُفَاجِئَكُم ذلِكَ اليَوم؛ لأَنَّهُ سَيُطْبِقُ مِثْلَ الفَخِّ عَلى جَمِيعِ الـمُقِيمِينَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ كُلِّهَا. فاسْهَرُوا في كُلِّ وَقْتٍ مُصَلِّينَ لِكَي تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَهْرُبُوا مِنْ كُلِّ هـذِهِ الأُمُورِ الـمُزْمِعَةِ أَنْ تَحْدُث، وَتَقِفُوا أَمَامَ ابْنِ الإِنْسَان”.وكانَ يَسُوعُ في النَّهَارِ يُعَلِّمُ في الـهَيْكَل، وَفي اللَّيْلِ يَخْرُجُ وَيَبِيتُ في الـجَبَلِ الـمَعْرُوفِ بِجَبَلِ الزَّيْتُون. وكانَ الشَّعْبُ كُلُّه يَأْتِي إِلَيْهِ عِنْدَ الفَجْرِ في الـهَيْكَلِ لِيَسْتَمِعَ إِلَيْه.
حقًّا والأمانُ لجميعكم.
الجمعة: فصل من رؤيا القدِّيس يوحنَّا، وبارك يا سيِّد (رؤ 13/ 1+2ب-4+6-7+11-12+15-18)
يا إِخوتي، رأَيتُ وَحْشًا طَالِعًا مِنَ البَحْر، لَهُ عَشَرَةُ قُرُونٍ وسَبْعَةُ رُؤُوس، وَعَلى قُرُونِهِ عَشَرَةُ تِيجَان، وعَلَى رُؤُوسِهِ أَسْمَاءُ تَجْدِيف، وأَعْطَاهُ التِّنيِّنُ قُوَّتَهُ وعَرْشَهُ وسُلْطانًا عَظِيمًا. وَرَأَيتُ أَحَدَ رُؤُوسِهِ كأَنَّهُ مَذْبُوحٌ ذَبْحًا مُمِيتًا، وقَدْ شُفِيَتْ ضَرْبَتُهُ الْمُمِيتَة. فتَعَّجَبَتِ الأَرْضُ بِأَسْرِها وسَارَتْ وَرَاءَ الوَحْش. وسَجَدُوا لِلتِّنيِّنِ لأَنَّهُ أَعْطَى الوَحْشَ سُلطَانَةُ، وسَجَدُوا لِلْوَحْشِ قائِلين: “مَنْ مِثْلُ الوَحْش؟ ومَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُحارِبَهُ؟”. فَفَتَحَ فَمَهُ بِتَجَادِيفَ عَلى الله، فَجَدَّفَ عَلى اسْمِهِ ومَسْكِنِهِ، وعَلى السَّاكِنِينَ في السَّمَاء. وأُعْطِيَ أَن يَشُنَّ حَربًا عَلى القِدِّيسِينَ وَيَغْلِبَهُم، وأُعْطِيَ سُلطَانًا عَلى كُلِّ قَبيلةٍ وشَعْبٍ وَلِسَانٍ وأُمَّة. ورَأَيتُ وَحْشًا آخَرَ طَالِعًا مِنَ الأَرْض، وكَانَ لَهُ قَرْنَانِ كَالـحَمَل، ولـكِنَّهُ كانَ يَتَكَلَّمُ مِثْلَ التَّنيِّن. وهُوَ يَعْمَلُ بِكُلِّ سُلْطَانِ الوَحْشِ الأَوَّلِ وأَمَامَهُ، فَيَجْعَلُ الأَرْضَ والقَاطِنِينَ فيهَا يَسْجُدُونَ لِلوَحْشِ الأَوَّل، الَّذي شُفِيَتْ ضَرْبَتُهُ الـمُمِيتَة. وأُعْطِيَ لَهُ أَن يُعْطِيَ لصُورَةِ الوَحْشِ رُوحًا، حتَّى إِنَّ صُورَةَ الوَحْشِ تَكَلَّمَتْ، وجَعَلَتْ جَميعَ الَّذِينَ لا يَسْجدُوُنَ لِصُورةِ الوَحْشِ يُقْتَلُون. وَهْوَ يَجْعَلُ الـجَمِيع، الصِّغَارَ والكِبَار، والأَغْنِياءَ والفُقَرَاء، والأَحْرَارَ والعَبِيد، يَضَعُونَ سِمَةً عَلَى يَدِهِمِ اليُمْنَى أَو عَلى جَبْهَتِهِم، بِحَيْثُ لا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَشْتَريَ أَو يَبِيعَ إلاَّ مَنْ كَانَتْ عَلَيهِ السِّمَة، أَي اسْمُ الوَحْشِ أَو عَدَدُ اسْمِهِ. هُنَا الْحِكْمَة: مَنْ لَهُ الفَهْمُ فَلْيَحْسُبْ عَدَدَ الوَحْش، فَإِنَّه عَدَدُ إِنْسَان، وعَدَدُهُ سِتُّ مِئَةٍ وسِتَّةٌ وسِتُّون.
والتَّسبيحُ للهِ دَائِمًا.
الجمعة: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ يوحنَّا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (يو 5/ 17-23)
قَالَ الرَبُّ يَسُوع: “أَبِي مَا يَزَالُ يَعْمَلُ وأَنَا أَيْضًا أَعْمَل”. لِذلِكَ ازْدَادَ طَلَبُ اليَهُودِ لِقَتْلِهِ، لأَنَّهُ مَا كَانَ يَنْقُضُ السَّبْتَ فَحَسْب، بَلْ كَانَ أَيْضًا يَدْعُو اللهَ أَبَاهُ مُسَاوِيًا نَفْسَهُ بِالله. وكَانَ يَسُوعُ يُجِيبُهُم ويَقُول: “أَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُم، لا يَقْدِرُ الابْنُ أَنْ يَعْمَلَ شَيئًا مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ إِلاَّ مَا يَرَى الآبَ يَعْمَلُهُ. فَمَا يَعْمَلُهُ الآبُ يَعْمَلُهُ الابْنُ أَيْضًا مِثْلَهُ. فَالآبُ يُحِبُّ الابْنَ، ويُريهِ كُلَّ مَا يَعْمَل، وسَيُرِيهِ أَعْمَالاً أَعْظَمَ لِتَتَعَجَّبُوا. فَكَمَا أَنَّ الآبَ يُقِيمُ الـمَوتَى ويُحْيِيهِم، كَذـلِكَ الابْنُ أَيْضًا يُحْيِي مَنْ يَشَاء. فَالآبُ لا يَدِينُ أَحَدًا، بَلْ أَعْطَى الابْنَ أَنْ يَدِينَ الـجَمِيع، لِيُكَرِّمَ الـجَمِيعُ الابْنَ كَمَا يُكَرِّمُونَ الآب. مَنْ لا يُكَرِّمُ الابْنَ لا يُكَرِّمُ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَهُ”.
حقًّا والأمانُ لجميعكم.
السبت: فصل من رؤيا القدِّيس يوحنَّا، وبارك يا سيِّد (رؤ 14/ 1-8+13)
يا إِخوتي، رَأَيتُ فإِذا الْحَمَلُ واقِفٌ عَلَى جَبَلِ صِهْيُون، ومَعَهُ مِئَةٌ وأَرْبَعَةٌ وأَرْبَعُونَ أَلْفًا، يَحْمِلُونَ اسْمَهُ وَاسْمَ أَبيهِ مَكْتُوبًا عَلى جِبَاهِهِم. وسَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّماءِ كَصَوْتِ مِيَاهٍ غَزِيرَة، وكَصَوْتِ رَعْدٍ عَظِيم، والصَّوْتُ الَّذي سَمِعْتُهُ كَأَنَّهُ صَوْتُ عَازِفِينَ يَعْزِفُونَ عَلَى قِيثَاراتِهِم. وهُمْ يُرنِّمُونَ تَرْنيمةً جَدِيدَةً أَمامَ العَرْشِ وأَمَامَ الأَحْيَاءِ الأَرْبَعَةِ والشُّيُوخ. وَمَا كانَ أَحَدٌ يَسْتَطيعُ أَنْ يَتَعَلَّمَ التَّرْنِيمَةَ إلاَّ الْمِئةَ والأَرْبَعَةَ والأَرْبَعينَ أَلْفًا، الْمُفْتَدَيْنَ مِنَ الأَرْض. هـؤُلاءِ هُمُ الَّذِينَ لَمْ يَتَدنَّسُوا بِنِسَاءٍ لأَنَّهُم أَبْكَار. هـؤُلاءِ هُمُ الَّذِينَ يَتْبَعُونَ الـحَمَلَ أَيْنَمَا يَذْهَب. هـؤُلاءِ افْتُدُوا مِنْ بَيْنِ النَّاسِ بَاكُورةً للهِ ولِلْحَمَل. وَلَمْ يُوجَدْ في فَمِهِمْ كَذِب: إِنَّهُم لا عَيْبَ فِيهِم. وَرَأَيْتُ مَلاكًا آخَرَ طَائِرًا في كَبِدِ السَّمَاء، ومَعَهُ الإنْجِيلُ الأَبَدِيُّ ليُبَشِّرَ بِهِ القَاطِنِينَ في الأَرْض، وكُلَّ أُمَّةٍ وقَبِيلَةٍ ولِسَانٍ وشَعْب، قَائِلاً بِصَوْتٍ عَظِيم: “إتَّقُوا الله، ومَجِّدُوه، لأَنَّ سَاعَةَ دَينُونَتِهِ قَدْ أَتَتْ، واسْجُدُوا لِصَانِعِ السَّمَاءِ والأَرضِ والبَحْرِ ويَنَابِيعِ الـمِيَاه”. وَتَبِعَهُ مَلاكٌ ثَانٍ يَقُول: “سَقَطَتْ، سَقَطَتْ بَابِلُ العَظِيمَة، الَّتي سَقَتْ جَمِيعَ الأُمَم مِنْ خَمْرِ سُخْطِ فُجُورِها”. وَسَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ يَقُول: “أُكْتُبْ: طُوبَى، مُنْذُ الآن، لِلمَوْتى الَّذينَ يَمُوتُونَ في الرَّبّ! أَجَلْ، يَقُولُ الرُّوح، لِكَي يَستَريْحُوا مِنْ أَتْعَابِهِم، لأَنَّ أَعْمَالَهُم تَتْبَعُهُمْ”.
والتَّسبيحُ للهِ دَائِمًا.
السبت: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ يوحنَّا الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (يو 5/ 24-30)
قالَ الرَبُّ يَسُوع: “أَلـحَقَّ الـحَقَّ أَقُولُ لَكُم: مَنْ يَسْمَعُ كَلِمَتِي ويُؤْمِنُ بِمَنْ أَرْسَلَنِي، يَنَالُ حَيَاةً أَبَدِيَّة، ولا يَأْتِي إِلى دَيْنُونَة، بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الـمَوتِ إِلى الـحَيَاة. أَلـحَقَّ الـحَقَّ أَقُولُ لَكُم: تَأْتِي سَاعَةٌ، وهِيَ الآن، فيهَا يَسْمَعُ الأَمْوَاتُ صَوْتَ ابْنِ الله، ويَحْيَا الَّذِينَ يَسْمَعُون. فَكَمَا أَنَّ الآبَ لَهُ الـحَيَاةُ في ذَاتِهِ، كَذـلِكَ أَعْطَى الابْنَ أَيْضًا أَنْ تَكُونَ لَهُ الـحَيَاةُ فِي ذَاتِهِ. وأَعْطَاهُ سُلْطَانًا بِهِ يَدِين، لأَنَّهُ ابْنُ الإِنْسَان. لا تَتَعَجَّبُوا مِنْ هـذَا! إِنَّهَا تَأْتِي سَاعَة، فِيهَا يَسْمَعُ صَوْتَهُ كُلُّ مَنْ فِي القُبُور، فَيَخْرُجُ الَّذِينَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِلى قِيَامَةِ الـحَيَاة، والَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلى قِيَامَةِ الدَّيْنُونَة. أَنَا لا أَقْدِرُ أَنْ أَعْمَلَ شَيْئًا مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي: كَمَا أَسْمَعُ أَدِين، ودَيْنُونَتِي عَادِلَة، لأَنِّي لا أَطْلُبُ مَشيئَتِي، بَلْ مَشيئَةَ مَنْ أَرْسَلَنِي”.
حقًّا والأمانُ لجميعكم.
Discussion about this post