الأُسبوع الأول من زمن الصليب
الإنجيل الأسبوعي
الأحد: فصل من رسالة القدِّيس بولس الرَسول الثانية إلى تلميذِهِ طيموتاوس، وبارك يا سيِّد
(2 طيم 2/ 1-10)
يا إِخوتي، أَنتَ يا ابْنِي، تَشَدَّدْ بِالنِّعْمَةِ الَّتي في الـمَسِيحِ يَسُوع. ومَا سَمِعْتَهُ مِنِّي بِحُضُورِ شُهُودٍ كَثِيرِين، إِسْتَودِعْهُ أُنَاسًا أُمَنَاء، جَدِيرِينَ هُم أَيْضًا بِأَنْ يُعَلِّمُوا غَيْرَهُم. شَارِكْنِي في احْتِمَالِ الـمَشَقَّاتِ كَجُنْدِيٍّ صَالِحٍ لِلمَسِيحِ يَسُوع. ومَا مِنْ جُنْدِيٍّ يَنْهَمِكُ في الأُمُورِ الـمَعِيشِيَّة، إِذا أَرادَ أَنْ يُرْضِيَ مَنْ جَنَّدَهُ. ومَنْ يُصَارِعُ لا يَنَالُ إِكْلِيلاً إِلاَّ إِذا صَارَعَ بِحَسَبِ الأُصُول. والـحَارِثُ الَّذي يَتْعَبُ لَهُ الـحَقُّ بالنَّصِيبِ الأَوَّلِ مِنَ الثَّمَر. تأَمَّلْ في مَا أَقُول: والرَّبُّ سَيُعْطِيكَ فَهْمًا في كُلِّ شَيْء! تَذَكَّرْ يَسُوعَ الـمَسِيحَ الَّذي قَامَ مِنْ بَينِ الأَمْوَات، وهُوَ مِنْ نَسْلِ دَاوُد، بِحَسَبِ إِنْجِيلِي.
والتَّسبيحُ للهِ دَائِمًا.
الأحد: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ مرقس الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (مر 10/ 35-45)
قالَ مَرْقُسُ البَشِير: دَنَا مِنْ يَسُوعَ يَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا، ابْنَا زَبَدَى ، وقَالا لَهُ: “يَا مُعَلِّم، نُرِيدُ أَنْ تَصْنَعَ لَنَا كُلَّ ما نَسْأَلُكَ”. فقَالَ لَهُمَا: “مَاذَا تُرِيدَانِ أَنْ أَصْنَعَ لَكُمَا؟”. قالا لَهُ: “أَعْطِنَا أَنْ نَجْلِسَ في مَجْدِكَ، واحِدٌ عَن يَمِينِكَ، ووَاحِدٌ عَنْ يَسَارِكَ”. فقَالَ لَهُمَا يَسُوع: “إِنَّكُمَا لا تَعْلَمَانِ مَا تَطْلُبَان: هَلْ تَسْتَطِيعَانِ أَنْ تَشْرَبَا الكَأْسَ الَّتي أَشْرَبُها أَنَا؟ أَو أَنْ تَتَعَمَّدَا بِالـمَعْمُودِيَّةِ الَّتي أَتَعَمَّدُ بِهَا أَنَا؟”. قالا لَهُ: “نَسْتَطِيع”. فَقَالَ لَهُمَا يَسُوع: “أَلْكَأْسُ الَّتي أَنَا أَشْرَبُها سَتَشْرَبَانِها، والـمَعْمُودِيَّةُ الَّتي أَنَا أَتَعَمَّدُ بِهَا ستَتَعَمَّدَانِ بِهَا. أَمَّا الـجُلُوسُ عَنْ يَمِينِي أَوْ عَنْ يَسَارِي، فلَيْسَ لِي أَنْ أَمْنَحَهُ إِلاَّ لِلَّذينَ أُعِدَّ لَهُم”. ولَمَّا سَمِعَ العَشَرَةُ الآخَرُون، بَدَأُوا يَغْتَاظُونَ مِنْ يَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا. فدَعَاهُم يَسُوعُ إِلَيْهِ وقَالَ لَهُم: “تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذينَ يُعْتَبَرُونَ رُؤَسَاءَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُم، وَعُظَمَاءَ هُم يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِم. أَمَّا أَنْتُم فلَيْسَ الأَمْرُ بَيْنَكُم هـكَذا، بَلْ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُم عَظِيمًا، فلْيَكُنْ لَكُم خَادِمًا. ومَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ الأَوَّلَ بيْنَكُم، فَلْيَكُنْ عَبْدًا لِلْجَمِيع؛ لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ أَيْضًا لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَم، بَلْ لِيَخْدُم، ويَبْذُلَ نَفْسَهُ فِداءً عَنْ كَثِيرين”. وقالَ لَهُم يَسُوع: “أَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّ بَعْضًا مِنَ القَائِمِينَ هُنا لَنْ يَذُوقُوا الـمَوْت، حَتَّى يَرَوا مَلَكُوتَ اللهِ وقَدْ أَتَى بِقُوَّة”.
حقًّا والأمانُ لجميعكم.
الإثنين: فصل من رؤيا القدِّيس يوحنَّا، وبارك يا سيِّد (رؤ 1/1-8)
يا إِخوتي، وَحْيُ يَسُوعَ الـمَسِيح، الَّذي آتَاهُ اللهُ إِيَّاه، لِيَكْشِفَ لِعِبَادِهِ ما لا بُدَّ مِن حُدُوثِهِ عاجِلاً، وقَد أَرْسَلَ فَبَيَّنَهُ عَلَى يَدِ مَلاكِهِ لِعَبْدِهِ يُوحَنَّا. ويُوحَنَّا شَهِدَ بِكُلِّ مَا رَآه، أَي بِكَلِمَةِ اللهِ وَبِشَهَادَةِ يَسُوعَ الـمَسِيح. طُوبَى لِلَّذِي يَقْرَأُ كَلِمَاتِ هـذِهِ النُّبُوءَ ة، وَلِلَّذِينَ يَسْمَعُونَها وَيَحْفَظُونَ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِيها، لأَنَّ الوَقْتَ قَرِيب! مِنْ يُوحَنَّا إِلى الكَنَائِسِ السَّبْعِ الَّتِي في آسِيَا: أَلنِّعْمَةُ لَكُم والسَّلامُ مِنَ الكَائِنِ، والَّذِي كَان، والآتِي، وَمِنَ الأَرْوَاحِ السَّبْعَةِ الَّذِينَ أَمَامَ عَرْشِهِ، وَمِنْ يَسُوعَ الـمَسِيح، الشَّاهِدِ الأَمِين، بِكْرِ الأَمْوَات، وَرَئِيسِ مُلُوكِ الأَرْض! فَلِلَّذِي يُحِبُّنَا، وَقَدْ أَعْتَقَنَا بِدَمِهِ مِنْ خَطايَانَا، وجَعَلَنَا مَمْلَكَةً، كَهَنَةً للهِ أَبِيه، لَهُ الـمَجْدُ والقُدْرَةُ إِلى أَبَدِ الآبِدِين. آمين. هَا هُوَ يَأْتِي عَلَى السُّحُب، وَسَتَرَاهُ كُلُّ عَين، وأَيْضًا الَّذِينَ طَعَنُوه، فَتَنْتَحِبُ عَلَيهِ قَبَائِلُ الأَرْضِ كُلُّهَا. أَجَل! آمين. أَنا هُوَ الأَلِفُ واليَاء، يَقُولُ الرَّبُّ الإِلـه، الكَائِن، والَّذي كَان، والآتي، الضَّابِطُ الكُلّ.
والتَّسبيحُ للهِ دَائِمًا.
الإثنين: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ مرقس الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (مر 8/ 34-9 /1)
قالَ مَرْقُسُ البَشِير: دَعَا يَسُوعُ الـجَمْعَ وتَلامِيذَهُ، وقَالَ لَهُم: “مَنْ أَرَادَ أَنْ يَتْبَعَنِي فَلْيَكْفُرْ بِنَفْسِهِ ويَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي، لأَنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يَفْقِدُها، ومَنْ فَقَدَ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي وَمِنْ أَجْلِ الإِنْجِيلِ يُخَلِّصُها. فمَاذَا يَنْفَعُ الإِنْسَانَ لَو رَبِحَ العَالَمَ كُلَّهُ وخَسِرَ نَفْسَهُ؟ ومَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ بَدَلاً عَنْ نَفْسِهِ؟ مَنْ يَسْتَحِي بِي وَبِكلامِي، في هـذَا الـجِيلِ الزَّانِي الـخَاطِئ، يَسْتَحِي بِهِ ابْنُ الإِنْسَانِ عِنْدَمَا يَأْتِي في مَجْدِ أَبْيهِ مَعَ مَلائِكَتِهِ القِدِّيسِين”. وقالَ لَهُم يَسُوع: “أَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّ بَعْضًا مِنَ القَائِمِينَ هُنا لَنْ يَذُوقُوا الـمَوْت، حَتَّى يَرَوا مَلَكُوتَ اللهِ وقَدْ أَتَى بِقُوَّة”.
حقًّا والأمانُ لجميعكم.
الثلاثاء: فصل من رؤيا القدِّيس يوحنَّا، وبارك يا سيِّد (رؤ 1/ 9-20)
يا إِخوتي، أَنَا يُوحَنَّا أَخَاكُم وَشَرِيكَكُم في الضِّيقِ والْمَلَكُوتِ والثَّبَاتِ في يَسُوع، كُنْتُ في الْجَزِيرَةِ الْمَدْعُوَّةِ بَطْمُس، مِنْ أَجْلِ كَلِمَةِ اللهِ وَشَهادَةِ يَسُوع. فانْتَقَلْتُ بالرُّوحِ يَومَ الرَّبّ، وَسَمِعْتُ وَرَائي صَوْتًا عَظِيمًا كَصَوْتِ بُوقٍ يَقُول: “ما تَرَاهُ اكْتُبْ فيهِ كِتَابًا، وَأَرْسِلْهُ إِلى الكَنَائِسِ السَّبْع: إِلى أَفَسُس، وإِلى إِزْمِير، وإِلى بِرْغَامُس، وإِلى طِيَاطِيرَة، وإِلى سَرْدِيس، وإِلى فِيلادِلْفيَة، وإِلى لَوْدِقِيَّة”. فَالْتَفَتُّ لأَنْظُرَ الصَّوتَ الَّذي كانَ يُكَلِّمُنِي، وإِذِ الـْتَفَتُّ، رَأَيْتُ سَبْعَ مَنَائِرَ مِنْ ذَهَب، وفي وَسَطِ الْمَنَائِرِ شِبْهَ ابْنِ إِنْسَانٍ لابِسٍ ثَوْبًا طَوِيلاً إِلى قَدَمَيْهِ، وَمُتَمَنْطِقٍ عِنْدَ صَدْرِهِ بِحِزَامٍ مِنْ ذَهَب. أَمَّا رَأْسُهُ وشَعْرُهُ فَأَبْيَضُ كَالصُّوفِ الأَبْيَض، كالثَّلْج، وَعَيناهُ كَلَهِيبِ نَار، وَرِجْلاهُ أَشْبَهُ بِنُحَاسٍ خَالِصٍ كَأَنَّهُ صُفِّيَ في أَتُّون، وصَوتُهُ كَصَوتِ مِيَاهٍ غَزِيرَة. وفي يَدِهِ اليُمْنَى سَبْعَـةُ كَوَاكِب، ومِنْ فَمِهِ يَخْرُجُ سَيْفٌ مَاضٍ ذُو حَدَّين، ووَجْهُهُ كالشَّمْسِ وهِيَ تَسْطَعُ في أَشَدِّ وَهْجِهَا. فلمَّا رَأَيْتُهُ، سَقَطْتُ عِنْدَ رِجْـلَيهِ كالْمَيْت، فَوَضَعَ يَدَهُ اليُمْنَى عَليَّ قَائِلاً: “لا تَخَفْ! أَنَا هُوَ الأَوَّلُ والآخِر؛ أَنا الْحَيّ، وقَدْ أَمْسَيْتُ مَيْتًا، وهَا إِنِّي حَيٌّ إِلى أَبَدِ الآبِدِين. وَلي مَفَاتِيحُ الْمَوتِ والْجَحِيم. فَاكْتُب إِذًا مَا رأَيْتَ، وَمَا هُوَ الآن، ومَا هُوَ مُزْمِعٌ أَنْ يَحْدُثَ بَعْدَ ذلِكَ. وهـذا هُوَ سِرُّ الكَوَاكِبِ السَّبْعَة، الَّتي رأَيْتَها في يَدِي اليُمْنَى، والْمَنَائِرِ السَّبْعِ الذَّهَبِيَّة: فَالكَواكِبُ السَّبْعَةُ هِيَ مَلائِكَةُ الكَنَائِسِ السَّبْع، والْمَنَائِرُ السَّبْعُ هِيَ الكَنَائِسُ السَّبْع”.
والتَّسبيحُ للهِ دَائِمًا.
الثلاثاء: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ مرقس الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (مر 9/ 33-37)
قالَ مَرْقُسُ البَشِير: وَصَلَ يَسُوعُ وتَلامِيذُهُ إِلى كَفَرْنَاحُوم، ولَمَّا دَخَلَ البَيْتَ سَأَلَهُم: “بِمَ كُنْتُم تَتَجَادَلُونَ في الطَّريق؟”. فَظَلُّوا صَامِتين، لأَنَّهُم تَجَادَلُوا في الطَّريقِ في مَنْ هُوَ الأَعْظَم. فجَلَسَ يَسُوع، ودَعَا الاثْنَي عَشَر، وقَالَ لَهُم: “إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَكُونَ الأَوَّل، فَلْيَكُنْ آخِرَ الـجَمِيعِ وخَادِمَ الـجَمِيع”. ثُمَّ أَخَذَ طِفْلاً وأَقَامَهُ في وَسَطِهِم، وضَمَّهُ بِذِرَاعَيْه، وقَالَ لَهُم: “مَنْ قَبِلَ باسْمِي وَاحِدًا مِنْ أَمْثَالِ هـؤُلاءِ الأَطْفَال، فَهُوَ يَقْبَلُنِي. ومَنْ يَقْبَلُنِي فلا يَقْبَلُنِي أَنَا بَلِ الَّذي أَرْسَلَنِي”. وقالَ لَهُم يَسُوع: “أَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّ بَعْضًا مِنَ القَائِمِينَ هُنا لَنْ يَذُوقُوا الـمَوْت، حَتَّى يَرَوا مَلَكُوتَ اللهِ وقَدْ أَتَى بِقُوَّة”.
حقًّا والأمانُ لجميعكم.
الأربعاء: فصل من رؤيا القدِّيس يوحنَّا، وبارك يا سيِّد (رؤ 2/ 1-7)
يا إِخوتي، قالَ ليَ ابْنُ الإِنسَان: “أُكْتُبْ إِلى مَلاَكِ الكَنِيسَةِ الَّتي في أَفَسُس: هـذَا ما يَقُولُهُ القَابِضُ بِيَدِهِ اليُمْنَى على الكَواكِبِ السَّبْعَة، الـمَاشِي في وَسَطِ الـمَنَائِرِ السَّبْعِ الذَّهَبِيَّة: إِنِّي عَالـِمٌ بأَعْمَالِكَ وتَعَبِكَ وَثَبَاتِكَ، وأَنَّكَ لا تُطِيقُ احْتِمَالَ الأَشْرَار، وقَدِ امْتَحَنْتَ الَّذِينَ يَزْعَمُونَ أَنَّهُم رُسُل، وَهُم لَيْسُوا بِرُسُل، فَوَجَدْتَهُم كَاذِبِين. فَإِنَّكَ ثَابِت، وقَدِ احْتَمَلْتَ مِنْ أَجْلِ اسْمِي، وَلَمْ تَتْعَبْ! ولـــكِنْ لي عَلَيْكَ أَنَّكَ تَرَكْتَ مَحَبَّتَكَ الأُولى. فَتَذَكَّرْ إِذًا مِنْ أَيْنَ سَقَطْتَ وَتُبْ، واعْمَلْ أَعْمَالَكَ الأُولى؛ وإِلاَّ فَإِنِّي آتِيك، وأُزَحْزِحُ مَنَارَتَكَ مِنْ مَوْضِعِها، إِنْ لَمْ تَتُبْ. وَلــكِنْ عِنْدَكَ هـذا أَنَّكَ تَمْقُتُ أَعْمَالَ النِّيقُولاوِيِّين، الَّتي أَنا أَيضًا أَمْقُتُها. مَنْ لَهُ أُذُنَانِ فَلْيَسْمَعْ ما يَقُولُهُ الرُّوحُ لِلْكَنَائِس: الظَّافِرُ أُعْطِيهِ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ شَجَرَةِ الـحَيَاة، الَّتي في فِرْدَوْسِ الله”.
والتَّسبيحُ للهِ دَائِمًا.
الأربعاء: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ مرقس الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (مر 9/ 38-50)
قالَ مَرْقُسُ البَشِير: قالَ يُوحَنَّا ليَسُوع: “يَا مُعَلِّم، رَأَيْنَا رَجُلاً يُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ بِاسْمِكَ، وهُوَ لا يَتْبَعُنا. فمَنَعْنَاه، لأَنَّهُ لا يَتْبَعُنا”. فقالَ يَسُوع: “لا تَمْنَعُوه، فَمَا مِنْ أَحَدٍ يَصْنَعُ عَمَلاً قَدِيرًا بِاسْمِي، ويَقْدِرُ بَعْدَها أَنْ يَقُولَ فِيَّ سُوءًا؛ لأَنَّ مَنْ لَيْسَ عَلَيْنَا فَهُوَ مَعَنَا. ومَنْ سَقَاكُم كَأْسَ مَاءٍ بِاسْمِي عَلَى أَنَّكُم لِلْمَسِيح، فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ لَنْ يَفْقِدَ أَجْرَهُ. ومَنْ شَكَّكَ وَاحِدًا مِنْ هـؤُلاءِ الصِّغَارِ الـمُؤْمِنين، فَخَيْرٌ لَهُ أَنْ يُطَوَّقَ عُنُقُهُ بِرَحَى الـحِمَار، وَيُلْقَى في البَحْر. وإِنْ كَانَتْ يَدُكَ سبَبَ عَثْرَةٍ لَكَ فَاقْطَعْها. خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ الـحَيَاةَ وأَنْتَ أَقْطَع، مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ يَدَانِ وتَذْهَبَ إِلى جَهَنَّم، إِلى النَّارِ الَّتي لا تُطْفَأ. وإِنْ كَانَتْ رِجْلُكَ سَبَبَ عَثْرَةٍ لَكَ فَاقْطَعْها. خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ الـحَيَاةَ وَأَنْتَ أَعْرَج، مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ رِجْلانِ وَتُلْقَى في جَهَنَّم. وإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ سَبَبَ عَثْرَةٍ لَكَ فَاقْلَعْها. خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ وَأَنْتَ أَعْوَر، مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ عَيْنَانِ وتُلْقَى في جَهَنَّم، حَيْثُ دُودُهُم لا يَمُوت، ونَارُهُم لا تُطْفَأْ. فكُلُّ وَاحِدٍ سَيُمَلَّحُ بِالنَّار. جَيِّدٌ هُوَ الـمِلْح. ولـكِنْ إِذَا فَقَدَ الـمِلْحُ مُلُوحَتَهُ، فَبِمَاذَا تُعِيدُونَ إِلَيْهِ طَعْمَهُ؟ فَلْيَكُنْ فِيكُم مِلْحٌ وسَالِمُوا بَعْضُكُم بَعْضًا”.
حقًّا والأمانُ لجميعكم.
الخميس: فصل من رؤيا القدِّيس يوحنَّا، وبارك يا سيِّد (رؤ 2/ 8-11)
يا إِخوتي، قالَ ليَ ابْنُ الإِنسَان: “أُكْتُبْ إِلى مَلاكِ الكَنِيسَةِ الَّتِي في إِزْمِير: هـذَا مَا يَقُولُهُ الأَوَّلُ والآخِر، ذَاكَ الَّذي أَمْسَى مَيْتًا ثُمَّ عَادَ حَيًّا: إِنِّي عالـِمٌ بِمَا أَنْتَ عَلَيْهِ من ضِيقٍ وفَقْرٍ مَعَ أَنَّكَ غَنِيّ، وَعَالِمٌ أَيضًا بِتَجْدِيفِ الَّذِينَ يَزْعَمُونَ أَنَّهُم يَهُود، وَهُم لَيْسُوا بِيَهُود، بَلْ هُمْ مَجْمَعٌ لِلشَّيْطَان. فلا تَخَفِ البَتَّةَ مِمَّا سَتُعَاني مِنْ آلام. هَا إِنَّ إِبْلِيسَ مُزْمِعٌ أَنْ يُلْقِيَ بَعْضًا مِنْكُم في السِّجْن، لِيُجَرِّبَكُم، فَتُعَانُونَ الضِّيقَ عَشَرَةَ أَيَّام. فَكُنْ أَمِينًا حَتَّى الْمَوت، وأَنا أُعْطِيكَ إِكْلِيلَ الْحَياة. مَنْ لَهُ أُذُنَانِ فَلْيَسْمَعْ، ما يَقُولُهُ الرُّوحُ لِلكَنَائِس: أَلظَّافِرُ لَنْ يُؤْذِيَهُ الْمَوتُ الثَّاني”.
والتَّسبيحُ لله دائمًا.
الخميس: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ مرقس الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (مر 10/ 17-27)
قالَ مَرْقُسُ البَشِير: أَسْرَعَ إِلَى يَسُوعَ رَجُلٌ وجَثَا أَمَامَهُ وسَأَلَهُ: “أَيُّها الـمُعَلِّمُ الصَّالِح، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الـحَيَاةَ الأَبَدِيَّة؟”. فقَالَ لَهُ يَسُوع: “لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحًا؟ لا أَحَدَ صَالِحٌ إِلاَّ وَاحِد، هُوَ الله! أَنْتَ تَعْرِفُ الوَصَايَا: لا تَقْتُلْ، لا تَزْنِ، لا تَسْرِقْ، لا تَشْهَدْ بِالزُّور، لا تَظْلِمْ، أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ”. فقَالَ لَهُ الرَّجُل: “يَا مُعَلِّم، هـذِهِ كُلُّها حَفِظْتُها مُنْذُ صِبَاي”. وحَدَّقَ إِلَيْهِ يَسُوعُ فَأَحَبَّهُ، وقَالَ لَهُ: “وَاحِدَةٌ تَنْقُصُكَ: إِذْهَبْ، وَبِعْ كُلَّ مَا لَكَ، وأَعْطِ الفُقَرَاء، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ في السَّمَاء، وتَعَالَ اتْبَعْنِي!”. فَاغْتَمَّ الرَّجُلُ لِهـذَا الكَلام، ومَضَى حَزِينًا، لأَنَّهُ كانَ صَاحِبَ مُقْتَنَياتٍ كَثِيرة. فأَجالَ يَسُوعُ نَظَرَهُ في مَنْ حَوْلَهُ وقَالَ لِتَلامِيذِهِ: “مَا أَصْعَبَ عَلَى الأَثْرِيَاءِ أَنْ يَدْخُلُوا مَلَكُوتَ الله!”. ودَهِشَ التَّلامِيذُ مِنْ كَلامِهِ، فَأَجَابَ يَسُوعُ ثَانِيَةً وقَالَ لَهُم: “يَا بَنِيَّ، مَا أَصْعَبَ الدُّخُولَ إِلى مَلَكُوتِ الله! إِنَّهُ لأَسْهَلُ أَنْ يَدْخُلَ جَمَلٌ في خِرْمِ الإِبْرَة، مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ مَلَكُوتَ الله”. فَبُهِتُوا جِدًّا وقَالُوا بَعْضُهُم لِبَعْض: “فَمَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَخْلُص؟”. فحَدَّقَ إِلَيْهِم يَسُوعُ وقَال: “هـذَا غَيْرُ مُمْكِنٍ عِنْدَ النَّاس، لا عِنْدَ الله، فَعِنْدَ اللهِ كُلُّ شَيءٍ مُمْكِن”.
حقًّا والأمانُ لجميعكم.
الجمعة: فصل من رؤيا القدِّيس يوحنَّا، وبارك يا سيِّد (رؤ 2/ 12-17)
يا إِخوتي، قالَ ليَ ابْنُ الإِنسَان: “أُكْتُبْ إِلى مَلاكِ الكَنِيسَةِ الَّتي في بِرْغَامُس: هـذَا ما يَقُولُهُ مَنْ لَهُ السَّيفُ الْمَاضي ذُو الـحَدَّين: إِنِّي عَالِمٌ أَيْنَ تَقْطُنُ، هُنَاكَ حَيْثُ عَرْشُ الشَّيطَان. إِلاَّ أَنَّكَ مُتَمَسِّكٌ بِاسْمِي، وما أَنْكَرْتَ إِيـمَانَكَ بي، حتَّى في أَيَّامِ أَنْتِيبَاسَ شَهِيدِي وأَمِينِي، الَّذي قُتِلَ عِنْدَكُم، حَيْثُ يَقْطُنُ الشَّيطَان. ولـكِنْ لي عَلَيكَ مَآخِذُ قَلِيلَة، وهِيَ أَنَّ عِنْدَكَ هُنَاكَ أُناسًا مُتَمَسِّكِينَ بِتَعْلِيمِ بِلْعَام، الَّذي كانَ يُعَلِّمُ بَالاقَ أَنْ يُلْقِيَ حَجَرَ عَثْرَةٍ أَمامَ بَنِي إِسْرَائِيل، لِيَأْكُلُوا مِن ذَبَائِحِ الأَوثَانِ وَيَزْنُوا. وهـكَذا أَنْتَ أَيْضًا عِنْدَكَ أُنَاسٌ مُتَمَسِّكُونَ بِتَعْلِيمِ النِّيقُولاويِّين. فَتُبْ إِذًا، وإِلاَّ فإِنِّي آتِيكَ عَاجِلاً، وأُحَارِبُهُم بِسَيْفِ فَمِي. مَنْ لَهُ أُذُنان فَلْيَسْمَعْ ما يَقُولُهُ الرُّوحُ لِلكَنَائِس: أَلظَّافِرُ أُعْطِيهِ مِنَ الـمَنِّ الـخَفِيّ، وأُعْطِيهِ أَيْضًا حَصَاةً بَيْضَاء، وَعَلَى الـحَصَاةِ اسْمٌ جَدِيدٌ مَكْتُوبٌ لا يَعْرِفُهُ أَحَدٌ غَيْرُ الَّذي يَأْخُذُهُ”.
والتسبيح لله دائمًا.
الجمعة: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ مرقس الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (مر 10/ 28-31)
قالَ مَرْقُسُ البَشِير: بَدَأَ بُطْرُسُ يَقُولُ لِيَسُوع: “هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنا كُلَّ شَيءٍ وتَبِعْنَاك!”. قالَ يَسُوع: أَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُم: ما مِنْ أَحَدٍ تَرَكَ، مِنْ أَجْلِي ومِنْ أَجْلِ الإِنْجِيل، بَيْتًا، أَوْ إِخْوَةً، أَوْ أَخَوَاتٍ، أَوْ أُمًّا، أَوْ أَبًا، أَوْ أَوْلادًا، أَوْ حُقُولاً، إِلاَّ وَيَأْخُذُ مِئَةَ ضِعْفٍ، الآنَ في هـذَا الزَّمَان، بُيُوتًا، وَإِخْوَةً، وَأَخَوَاتٍ، وأُمَّهَاتٍ، وأَوْلادًا، وحُقُولاً، مَعَ اضْطِهَادَات، وفي الدَّهْرِ الآتِي حَيَاةً أَبَدِيَّة.كَثِيرُونَ أَوَّلُونَ يَصِيرُونَ آخِرِين، وآخِرُونَ يَصِيرُونَ أَوَّلِين”.
حقًّا والأمانُ لجميعكم.
السبت: فصل من رؤيا القدِّيس يوحنَّا، وبارك يا سيِّد (رؤ 2/ 18-29)
يا إِخوتي، قالَ ليَ ابْنُ الإِنسَان: “أُكْتُبْ إِلى مَلاكِ الكَنِيسَةِ الَّتي في طِيَاطِيرَة: هـذَا ما يَقُولُهُ ابْنُ الله، الَّذي لَهُ عَيْنَانِ كَلَهِيبِ نَار، وَرِجْلاهُ أَشْبَهُ بِنُحَاسٍ خَالِص: إِنِّي عَالِمٌ بِأَعْمَالِكَ، ومَحَبَّتِكَ، وإِيـمَانِكَ، وخِدْمَتِكَ، وَثَبَاتِكَ؛ وأَعْمَالُكَ الأَخيرةُ هِيَ أَكْثَرُ مِن الأُولَى. ولـكِنْ لي عَلَيْكَ أَنَّكَ تَتَغَاضَى عَنِ الـمَرْأَةِ إِيزَابِل، الَّتي تَزْعَمُ أَنَّهَا نَبِيَّة، وهِيَ تُعَلِّمُ وَتُضَلِّلُ عِبَادِي لِيَزْنُوا ويَأْكُلُوا مِنْ ذَبَائِحِ الأَوْثَان. وَقَدْ أَمْهَلْتُهَا وَقْتًا لِكَي تَتُوب، وهِيَ تَأْبَى أَن تَتُوبَ عَنْ زِنَاهَا. فَهَا إِنِّي أُلْقِيها على سَرِير، والَّذِينَ يَزْنُونَ مَعَها أُلْقِيهِمْ في ضِيقٍ شَدِيد، إِنْ لَمْ يَتُوبوا عَنْ أَعْمَالِهَا، وأَولادُها أَقْتُلُهُم قَتْلاً، فَتَعْرِفُ الكَنائِسُ كُلُّها أَنِّي أَنَا هُوَ فَاحِصُ الكُلَى والقُلُوب؛ وَسَأُعْطِيكُمْ، كُلَّ واحِدٍ مِنْكُم، وَفْقَ أَعْمالِكُم. أَمَّا أَنْتُمُ الباقِينَ الَّذِينَ في طِيَاطِيرَة، أَنْتُمُ الَّذِينَ لا تَأْخُذُونَ بِهـذا التَّعلِيم، والَّذِينَ ما عَرَفْتُم أَعْمَاقَ الشَّيطان، كمَا يَقُولون، فَلَكُمْ أَقُول: لَنْ أُلْقِيَ عَلَيْكُمْ ثِقْلاً آخَر. لـكِنْ تَمَسَّكُوا بِمَا لَدَيْكُمْ إِلى أَنْ أَجِيء. والظَّافِر، والـحَافِظُ أَعْمَالي إِلى النِّهايَة، أُعْطِيهِ سُلْطَانًا عَلى الأُمَم، فَيَرْعاهُم بِعَصًا مِن حَدِيد، وكَآنِيَةٍ مِن خَزَفٍ يُحَطَّمُون، كَما أَنِّي أَنا أَيْضًا أَخَذْتُ سُلْطَانًا مِنْ أَبي. وَسَأُعْطِيهِ كَوكَبَ الصَّبَاح. مَنْ لَهُ أُذُنانِ فَلْيَسْمَعْ ما يَقُولُهُ الرُّوحُ لِلكَنائِس”.
والتسبيح لله دائمًا.
السبت: مِنْ إِنجيلِ رَبِّنا يَسوعَ المَسِيح للقدِّيسِ متَّى الَّذي بَشَّرَ العالَمَ بالْحَياة، فَلْنُصْغِ إلى بِشَارَةِ الحياةِ والْخَلاصِ لنفوسِنَا (متى 20/ 1-16)
قالَ الرَبُّ يَسُوع: “يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ رَبَّ بَيْتٍ خَرَجَ مَعَ الفَجْرِ لِيَسْتَأْجِرَ فَعَلَةً لِكَرْمِهِ. واتَّفَقَ مَعَ الفَعَلَةِ عَلى دِينَارٍ في اليَوْمِ فَأَرْسَلَهُم إِلى كَرْمِهِ. ثُمَّ خَرَجَ نَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ فَرَأَى فَعَلَةً آخَرِينَ واقِفِينَ في السَّاحَةِ بَطَّالِين. فقَالَ لَهُم: إِذْهَبُوا أَنْتُم أَيْضًا إِلى الكَرْم، وسَأُعْطِيكُم مَا يَحِقُّ لَكُم. فَذَهَبُوا. وعَادَ فَخَرَجَ نَحْوَ الظُّهْر، ثُمَّ نَحْوَ السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ بَعْدَ الظُّهْر، وفَعَلَ كَذلِكَ. ثُمَّ خَرَجَ نَحْوَ السَّاعَةِ الـخَامِسَةِ مَسَاءً فَوَجَدَ فَعَلَةً آخَرِينَ واقِفِين، فَقَالَ لَهُم: لِمَاذَا تَقِفُونَ هُنَا طُولَ النَّهَارِ بَطَّالِين؟ قَالُوا لَهُ: “لأَنَّهُ لَمْ يَسْتَأْجِرْنَا أَحَد! قَالَ لَهُم: إِذْهَبُوا أَنْتُم أَيضًا إِلى الكَرْم. ولَمَّا كَانَ الـمَسَاء، قَالَ رَبُّ الكَرْمِ لِوَكِيلِهِ: أُدْعُ الفَعَلَة، وادْفَعْ لَهُم أَجْرَهُم مُبْتَدِئًا بِالآخِرِيْن، مُنْتَهِيًا بِالأَوَّلِين. وجَاءَ فَعَلَةُ السَّاعَةِ الـخَامِسَةِ مَسَاءً فَأَخَذَ كُلٌّ مِنْهُم دينَارًا. ولَمَّا جَاءَ الأَوَّلُون، ظَنُّوا أَنَّهُم سَيَأْخُذُونَ أَكْثَر. فَأَخَذَ كُلٌّ مِنْهُم أَيْضًا دينَارًا. ولَمَّا أَخَذُوا الدِّيْنَارَ بَدَأُوا يَتَذَمَّرُونَ على رَبِّ البَيْتِ، قَائِلين: هـؤُلاءِ الآخِرُونَ عَمِلُوا سَاعَةً واحِدَة، وأَنْتَ سَاوَيْتَهُم بِنَا نَحْنُ الَّذينَ احْتَمَلْنا ثِقَلَ النَّهَارِ وحَرَّهُ! فأَجَابَ وقَالَ لِوَاحِدٍ مِنْهُم: يَا صَاحِب، أَنَا مَا ظَلَمْتُكَ! أَمَا اتَّفَقْتَ مَعِي على دِينَار؟ خُذْ مَا هُوَ لَكَ واذْهَبْ. فَأَنَا أُريدُ أَنْ أُعْطِيَ هـذَا الأَخِيْر، كَمَا أَعْطَيْتُكَ. أَمَا يَحِقُّ لي أَنْ أَتَصَرَّفَ بِأَمْوَالي كَمَا أُريد؟ أَمْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةٌ لأَنِّي أَنَا صَالِح؟ هـكَذَا يَصِيرُ الآخِرُونَ أَوَّلِين، والأَوَّلُونَ آخِرِين”.
حقًّا والأمانُ لجميعكم.
Discussion about this post