حزيران
قراءات الأعياد الثابتة
2 حزيران
الإنجيليّون الأربعة (ر)
القارئ: فصلٌ من رسالةِ القدّيس بولس الرَسُول الأولى إلى أهلِ تسالونيكي، وباركْ يا سيِّد (1 تس 2/ 1-8)
يا إخوتي، وأَنْتُم أَنْفُسُكُم تَعْلَمُونَ، أَيُّها الإِخْوَة، أَنَّ دُخُولَنَا إِلَيْكُم لَمْ يَكُنْ باطِلاً. وَلَكِنْ، كَمَا تَعلَمُون، بَعْدَ أَنْ تأَلَّمْنَا وشُتِمْنَا في فِيلِيبِّي، تَجَرَّأْنَا بإِلَهِنَا أَنْ نُكَلِّمَكُم بإِنْجِيلِ الله، في جِهَادٍ كَثِير. وَلَم يَكُنْ وَعْظُنَا عَنْ ضَلال، ولا عَنْ نَجَاسَةٍ، ولا بِمَكْر، بَلْ كَمَا اخْتَبَرَنَا الله فَأَمَّنَنَا على الإِنْجيل، هَكَذَا نَتَكَلَّم، لا إِرْضَاءً لِلنَاسِ بَلْ لله الَّذي يَخْتَبِرُ قُلُوبَنَا. فَإِنَّنَا ولا مَرَّةً أَتَيْنَاكُم بِكَلِمَةِ تَمَلُّق، كَمَا تَعْلَمُون، ولا بِدَافِعِ طَمَع، والله شَاهِد، ولا طَلَبْنَا مَجْدًا مِنْ بَشَر، لا مِنْكُم ولا مِنْ غَيرِكُم، معَ أَنَّنَا قادِرُونَ أَنْ نَكُونَ ذَوِي وَقَار، كَرُسُلٍ لِلمَسِيح، لَكِنَّنَا صِرْنَا بَيْنَكُم ذَوِي لُطْف، كَمُرْضِعٍ تَحْتَضِنُ أَوْلادَهَا. وهَكَذَا فَإِنَّنَا مِنْ شِدَّةِ الحَنِينِ إِلَيْكُم، نَرْتَضِي أَنْ نُعْطِيكُم لا إِنْجِيلَ الله وحَسْب، بل أَنْفُسَنَا أَيْضًا، لأَنَّكُم صِرْتُم لَنَا أَحِبَّاء.وإِنَّكُم تَتَذَكَّرُون، أَيُّها الإِخْوَة، تَعَبَنَا وكَدَّنَا: فَلَقَد بَشَّرْنَاكُم بإِنْجِيلِ الله، ونَحْنُ نَعْمَلُ لَيْلَ نَهَار، لِئَلاَّ نُثَقِّلَ عَلى أَحَدٍ مِنْكُم.
وَالتَسبيحُ للهِ دائمًا.
مِنْ إِنْجِيلِ رَبِّنَا يَسوعَ المَسيحِ للقدِّيسِ مرقس الَّذي بَشَّرَ العالَم بالحياة. فَلْنُصْغِ إِلى بِشارَةِ الحَياةِ والخَلاصِ لِنُفوسِنا (مر 16/ 15-20)
قالَ مَرقس البشير: ثُمَّ قَالَ لَهُم:”إِذْهَبُوا إِلى العَالَمِ كُلِّهِ، واكْرِزُوا بِالإنْجيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا. فَمَنْ آمَنَ واعْتَمَدَ يَخْلُص، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ فَسَوْفَ يُدَان. وهَذِهِ الآيَاتُ تَتْبَعُ المُؤْمِنِين: بِاسْمِي يُخْرِجُونَ الشَيَاطِين، ويَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ جَدِيدَة، ويُمْسِكُونَ الْحَيَّات، وَإِنْ شَرِبُوا سُمًّا مُمِيتًا فَلا يُؤْذِيهِم، ويَضَعُونَ أَيْدِيَهُم على المَرْضَى فَيَتَعَافَوْن”. وبَعْدَمَا كَلَّمُهُم الرَبُّ يَسُوع، رُفِعَ إلى السَمَاء، وجَلَسَ عَنْ يَمِينِ الله. أَمَّا هُم فَخَرَجُوا وَكَرَزُوا في كُلِّ مَكَان، والرَبُّ يَعْمَلُ مَعَهُم وَيُؤَيِّدُ الكَلِمَةَ بِمَا يَصْحَبُها مِنَ الآيَات.
حقًّا والأَمانُ لجَميعِكُم.
3 حزيران
مار أوتل (م)
القارئ: فصلٌ من رسالةِ القدّيس بولس الرَسُول الأولى إلى أهلِ قورنتس، وباركْ يا سيِّد (1 قور 1/ 1-10)
يا إخوتي، مِنْ بُولُسَ الْمَدْعُوِّ بِمَشِيئَةِ الله لِيَكُونَ رَسُولَ يَسُوعَ المَسِيح، ومِنْ سُوسْتَانِيسَ الأَخ، إِلى كَنِيسَةِ الله الَّتي في قُورِنْتُس، إِلى المُقَدَّسِينَ في المَسِيح يَسُوع، المَدْعُوِّينَ لِيَكُونُوا قِدِّيسينَ، معَ جَميعِ الَّذينَ يَدْعُونَ في كُلِّ مَكَانٍ اسْمَ رَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيح، وهُوَ رَبُّهُم ورَبُّنَا: أَلْنِعْمَةُ لَكُم والسَلامُ مِنَ الله أَبينَا والرَبِّ يَسُوعَ المَسِيح ! إِنِّي أَشْكُرُ إِلَهي دَائِمًا مِنْ أَجْلِكُم، على نِعْمَةِ الله الَّتي وُهِبَتْ لَكُم في المَسِيحِ يَسُوع، لأَنَّكُم فيه اغْتَنَيْتُم بِكُلِّ شَيء، بِكُلِّ كَلِمَةٍ وَكُلِّ مَعْرِفَة، على قَدْرِ مَا تَرَسَّخَتْ فيكُم شَهَادَةُ المَسِيح، حَتَّى لَم يَعُدْ يُعْوِزُكُم أَيُّ مَوْهِبَة، وأَنْتُم تَنْتَظِرُونَ ظُهُورَ رَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيح. وهُوَ يُثَبِّتُكُم إِلى النِهَايَة، لِتَكُونُوا بِلا لَوْمٍ في يَوْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيح. أَمِينٌ هُوَ الَّذي دَعَاكُم إلى الشَرِكَةِ مَعَ ابْنِهِ يَسُوعَ المَسِيحِ رَبِّنَا. أُنَاشِدُكُم، أَيُّها الإِخْوَة، بِاسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيح، أَنْ تَقُولُوا جَمِيعُكُم قَوْلاً وَاحِدًا، وأَنْ لا يَكُونَ بَيْنُكُم انْقِسَامات، بَلْ تَكُونُوا مُلْتَئِمِينَ بِفِكْرٍ وَاحِدٍ ورَأْيٍ وَاحِد.
وَالتَسبيحُ للهِ دائمًا.
مِنْ إِنْجِيلِ رَبِّنَا يَسوعَ المَسيحِ للقدِّيسِ لوقا الَّذي بَشَّرَ العالَم بالحياة. فَلْنُصْغِ إِلى بِشارَةِ الحَياةِ والخَلاصِ لِنُفوسِنا (لو 12/ 22-26)
قالَ لوقَا البَشير: وَقَالَ يَسُوعُ لِتَلامِيذِهِ:”لِهَذَا أَقُولُ لَكُم: لا تَهْتَمُّوا لِنَفْسِكُم بِمَا تَأْكُلُون، ولا لِجَسَدِكُم بِمَا تَلْبَسُون. فَالنَفْسُ أَهَمُّ مِنَ الطَعَام، وَالجَسَدُ أَهَمُّ مِنَ اللِبَاس. تَأَمَّلُوا الغِرْبَان، فَهيَ لا تَزْرَعُ ولا تَحْصُد، ولَيْسَ لَهَا مَخَازِنُ وَأَهْرَاء، والله يَقُوتُها. فَكَمْ أَنْتُم بِالحَرِيِّ أَفْضَلُ مِنَ الطُيُور ؟ وَمَنْ مِنْكُم، إِذَا اهْتَمَّ، يَسْتَطِيعُ أَنْ يُطِيلَ عُمْرَهُ مِقْدَارَ ذِرَاع ؟ فَإِنْ كُنْتُم لا تَسْتَطِيعُونَ القَلِيل، فَلِمَاذَا تَهْتَمُّونَ بالبَاقِي ؟
حقًّا والأَمانُ لجَميعِكُم.
6 حزيران
مار دوروتاوس أسقف صور (ش)
القارئ: فصلٌ من الرسالةِ القدّيس إلى أهلِ العبرانيّين، وباركْ يا سيِّد (عب 12/ 28-13/ 7)
يا إخوتي، لِذلِكَ، فَبِمَا أَنَّنَا حَصَلْنَا على مَلَكُوتٍ لا يَتَزَعْزَع، فَلْنَتَمَسَّكْ بِهَذِهِ النِعْمَة، وَلْنَعْتُدْ بِهَا عِبَادَةً مَرْضِيَّة، بتَقْوَى وخُشُوع. فَإِنَّ إِلَهَنَا نَارٌ آكِلَة ! فَلْتَثْبُتْ فيكُمُ الْمَحَبَّةُ الأَخَوِيَّة، ولا تَنْسَوا ضِيَافَةَ الغُرَبَاء، فَإِنَّ بِهَا أُنَاسًا أَضَافُوا المَلائِكَةَ وهُم لا يَدْرُون. أُذْكُرُوا الأَسْرى كأَنَّكُم مَعَهُم مأْسُورُون، والْمُضَايَقِينَ كَأَنَّكُم أَنْتُم في جَسَدِكُم مُضَايَقُون. لِيَكُنِ الزَواجُ مُكَرَّمًا عِندَ الْجَمِيع، والفِرَاشُ الزَوجِيُّ نَقِيًّا، لأَنَّ الله سَيَدِينُ الفُجَّارَ والزُنَاة. لِيَكُنْ تَصَرُّفُكُم مُنَزَّهًا عَنْ حُبِّ المَال، واكْتَفُوا بِمَا عِنْدَكُم، لأَنَّ الله نَفْسَهُ قَال:”لَنْ أُهْمِلَكَ، لَنْ أَتْرُكَكَ !”. فَنَقُولُ واثِقِين:”أَلرَبُّ عَونٌ لِي، لَنْ أَخَاف: مَاذا يَصْنَعُ بِيَ البَشَر ؟”. تَذَكَّرُوا مُدَبِّرِيكُمُ الَّذِينَ خاطَبُوكُم بِكَلِمَةِ الله، وتَأَمَّلُوا بِمَا انْتَهَتْ إِلَيهِ سِيرَتُهُم، واقْتَدُوا بإِيْمَانِهِم.
وَالتَسبيحُ للهِ دائمًا.
مِنْ إِنْجِيلِ رَبِّنَا يَسوعَ المَسيحِ للقدِّيسِ متَّى الَّذي بَشَّرَ العالَم بالحياة. فَلْنُصْغِ إِلى بِشارَةِ الحَياةِ والخَلاصِ لِنُفوسِنا (متَّى 18/ 1-10)
قالَ متَّى الرَسُول: في تِلكَ السَاعة، دَنَا التَلاميذُ مِنْ يَسُوعَ وَقَالُوا:”مَنْ هُوَ الأَعْظَمُ في مَلَكُوتِ السَمَاوَات ؟”. فَدَعَا يَسُوعُ طِفْلاً، وأَقَامَهُ في وَسَطِهِم، وَقَال:”أَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنْ لَمْ تَعُودُوا فَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَطْفَال، لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَمَاوَات. فَمَنْ وَاضَعَ نَفْسَهُ مِثْلَ هَذَا الطِفْلِ هُوَ الأَعْظَمُ في مَلَكُوتِ السَمَاوَات. ومَنْ قَبِلَ بِاسْمِي طِفْلاً وَاحِدًا مِثْلَ هذَا فَقَدْ قَبِلَني. ومَنْ شَكَّكَ وَاحِدًا مِنْ هَؤُلاءِ الصِغَارِ المُؤْمِنِينَ بي، فَخَيرٌ لَهُ أَنْ يُعَلِّقَ في عُنُقِهِ رَحَى الحِمار، وَيُزَجَّ بِهِ في عُمْقِ البَحْر. أَلوَيلُ لِلْعَالَمِ مِنَ الشُكُوك ! فلا بُدَّ أَنْ تَقَعَ الشُكُوك، ولَكِنِ الوَيْلُ لِمَنْ تَقَعُ الشُكُوكُ بِسَبَبِهِ. فَإِنْ كَانَتْ يَدُكَ أَو رِجْلُكَ سَبَبَ عَثْرَةٍ لَكَ، فاقْطَعْهَا وأَلْقِهَا عَنْكَ، فَخَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ الحَيَاةَ وَأَنْتَ أَقْطَعُ أَو أَعْرَج، مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ يَدَانِ أَو رِجْلانِ وتُلْقَى في النَارِ الأَبَدِيَّة. وإِنْ كَانَتْ عَينُكَ سَبَبَ عَثْرَةٍ لَكَ، فَاقْلَعْهَا وأَلْقِهَا عَنْكَ، فَخَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ الحَيَاةَ بِعَيْنٍ وَاحِدَة، مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ عَيْنَانِ وتُلْقَى في جَهَنَّمِ النَار.أُنْظُرُوا، لا تَحْتَقِرُوا أَحَدًا مِنْ هَؤُلاءِ الصِغَار، فَإِنِّي أَقُولُ لَكُم: إِنَّ مَلائِكَتَهُم في السَمَاوَاتِ يُشَاهِدُونَ كُلَّ حِينٍ وَجْهَ أَبِي الَّذي في السَمَاوَات.
حقًّا والأَمانُ لجَميعِكُم.
11 حزيران
الرسول برتلماوس من 12 (ر)
القارئ: فصلٌ من رسالةِ القدّيس بولس الرَسُول الأولى إلى أهل قورنتس، وباركْ يا سيِّد (1 قور 12/ 28-13/ 7)
يا إخوتي، فَقَدْ وَضَعَ الله في الكَنِيسَةِ الرُسُلَ أَوَّلاً، والأَنْبِياءَ ثَانِيًا، والمُعَلِّمِينَ ثَالِثًا، ثُمَّ الأَعْمَالَ القَدِيرَة، ثُمَّ مَوَاهِبَ الشِفَاء، وَإِعَانَةَ الآخَرِين، وحُسْنَ التَدْبِير، وأَنْوَاعَ الأَلسُن. أَلَعَلَّ الجَمِيعَ رُسُل ؟ أَلعَلَّ الجَمِيعَ أَنبِياء ؟ أَلَعَلَّ الجَمِيعَ مُعَلِّمُون ؟ أَلَعَلَّ الجَمِيعَ صانِعُوا أَعْمَالٍ قَدِيرة ؟ أَلَعَلَّ للجَمِيعِ مَواهِبَ الشِفاء ؟ أَلَعَلَّ الجَمِيعَ يَتَكَلَّمُونَ بِالأَلسُن ؟ أَلَعَلَّ الجَمِيعَ يُتَرجِمُونَ الأَلْسُن ؟ إِطْمَحُوا إِلى المَواهِبِ العُظْمَى. وأَنَا أُرِيكُم طَرِيقًا أَفضَل. لَوْ كُنْتُ أَنْطِقُ بِأَلْسِنَةِ النَاسِ وَالمَلائِكَة، ولَمْ تَكُنْ فِيَّ المَحَبَّة، فَإِنَّمَا أَنَا نُحاسٌ يَطِنّ، أَوْ صَنْجٌ يَرِنّ. وَلَوْ كُانَتْ لِيَ النُبُوءَ ة، وَكُنْتُ أَعْلَمُ جَمِيعَ الأَسْرَارِ وَالعِلْمَ كُلَّهُ، وَلَو كانَ لِيَ الإِيْمَانُ كُلُّهُ حَتَّى أَنْقُلَ الْجِبَال، ولَمْ تَكُنْ فِيَّ المَحَبَّة، فلَسْتُ بِشَيء. وَلَو بَذَلْتُ جَمِيعَ أَمْوَالِي لإِطْعَامِ المَسَاكِين، وأَسْلَمْتُ جَسَدِي لأُحْرَق، ولَمْ تَكُنْ فِيَّ المَحَبَّة، فلا أَنْتَفِعُ شَيْئًا. الْمَحَبَّةُ تَتَأَنَّى وتَرْفُق. الْمَحَبَّةُ لا تَحْسُد، ولا تَتَباهى، ولا تَنْتَفِخ، ولا تَأْتِي قَبَاحة، ولا تَلْتَمِسُ مَا هُوَ لَهَا، ولا تَحْتَدُّ، ولا تَظُنُّ السُوء، ولا تَفْرَحُ بالظُلْم، بَلْ تَفْرَحُ بِالْحَقّ، وتَحْتَمِلُ كُلَّ شَيء، وتَحْتَمِلُ كُلَّ شَيء، وتُصَدِّقُ كُلَّ شَيء، وتَرْجُو كُلَّ شَيء، وَتَصْبِرُ على كُلِّ شَيء.
وَالتَسبيحُ للهِ دائمًا.
مِنْ إِنْجِيلِ رَبِّنَا يَسوعَ المَسيحِ للقدِّيسِ لوقا الَّذي بَشَّرَ العالَم بالحياة. فَلْنُصْغِ إِلى بِشارَةِ الحَياةِ والخَلاصِ لِنُفوسِنا (لو 6/ 12-19)
قالَ لوقَا البَشير: وفي تِلكَ الأَيَّام، خَرَجَ يَسُوعُ إلى الجَبَلِ لِيُصَلِّي، وَأَمْضَى اللَيْلَ في الصَلاةِ إِلى الله. ولَمَّا كانَ النَهَار، دَعَا تَلاميذَهُ وَاخْتَارَ مِنهُمُ اثنَي عَشَرَ وَسَمَّاهُم رُسُلاً، وَهُم: سِمْعانُ الَّذي سَمَّاهُ بُطرُس، وأَنْدرَاوُس أَخُوه، ويَعْقُوب، وَيُوحَنَّا، وَفيلِبُّس، وبَرْتُلْمَاوُس، ومَتَّى، وَتُومَا، وَيَعْقُوبُ بنُ حَلفَى، وسِمْعَانُ المُلَقَّبُ بِالغَيُور، ويَهُوذَا بنُ يَعقوب، ويَهوذا الإسْخَريوطيُّ الّذي صَارَ خائِنًا. وَنَزَلَ يَسُوعُ مَعَ رُسُلِه، ووَقَفَ في مَكانٍ سَهْل، وكانَ هُناكَ جَمْعٌ كَثيرٌ مِن تَلاميذِه، وَجُمْهُورٌ غَفيرٌ مِنَ الشَعب، مِن كُلِّ اليَهُودِيَّة، وأُورَشَليم، وساحِلِ صُورَ وصَيدا، جَاؤُوا لِيَسْمَعُوه، ويُشْفَوا مِن أَمراضِهِم. والمُعَذَّبُونَ بالأَرواحِ النَجِسَةِ كانُوا هُم أَيضًا يُبرَأُون. وكانَ الجَمْعُ كُلُّهُ يَطْلُبُ أَنْ يَلْمُسَه، لأَنَّ قُوَّةُ كانَتْ تَخْرُجُ مِنْهُ وَتَشْفي الجَميع.
حقًّا والأَمانُ لجَميعِكُم.
13 حزيران
أكويلينا الشهيدة الجبيليّة (ش)
القارئ: فصلٌ من رسالةِ القدّيس بولس الرَسُول الأولى إلى أهلِ قورنتس، وباركْ يا سيِّد (1 قور 4/ 9-16)
يا إخوتي، فإِنِّي أَرَى أنَّ الله قَدْ أَظْهَرَنَا نَحْنُ الرُسُلَ أَدْنَى النَاس، كأَنَّنَا مَحْكُومٌ عَلَيْنَا بِالْمَوت، لأَنَّنَا صِرْنَا مَشْهَدًا لِلعَالَمِ والمَلائِكَةِ والبَشَر. نَحْنُ حَمْقَى مِنْ أَجْلِ المَسِيح، وأَنْتُم عُقَلاءُ في المَسِيح ! نَحْنُ ضُعَفَاء، وأَنْتُم أَقْوِياء ! أَنْتُم مُكَرَّمُون، وَنَحْنُ مُهَانُون ! ولا نَزَالُ حَتَّى هَذِهِ السَاعَةِ نَجُوعُ، ونَعْطَشُ، ونُعَرَّى، ونُلْطَمُ، ونُشَرَّدُ، ونَتْعَبُ عَامِلِينَ بِأَيْدِينَا ! وحَتَّى الآنَ نُشْتَمُ فَنُبَارِك، نُضْطَهَدُ فَنَحْتَمِل، يُفْتَرَى عَلَيْنَا فَنُعَزِّي ! لَقَدْ صِرْنَا مِثْلَ أَقْذَارِ العَالَم، وَنِفَايَةِ النَاسِ أَجْمَعِين !لَسْتُ أَكْتُبُ إِلَيْكُم بِذَلِكَ لأُخْجِلكُم، بَلْ لأَنْصَحَكُم كَأَوْلادِي الأَحِبَّاء ! ولَو كَانَ لَكُم عَشَرَاتُ الآلافِ مِنَ المُرَبِّينَ في المَسيح، فَلَيسَ لَكُم آبَاءٌ كَثيرُون، لأَنِّي أَنَا وَلَدْتُكُم بِبِشَارَةِ الإِنْجيل في المَسِيح يَسُوع. أُنَاشِدُكُم إذًا أَنْ تَقْتَدُوا بي.
وَالتَسبيحُ للهِ دائمًا.
مِنْ إِنْجِيلِ رَبِّنَا يَسوعَ المَسيحِ للقدِّيسِ لوقا الَّذي بَشَّرَ العالَم بالحياة. فَلْنُصْغِ إِلى بِشارَةِ الحَياةِ والخَلاصِ لِنُفوسِنا (لو 12/ 35-44)
قالَ لوقَا البَشير: لِتَكُنْ أَوْسَاطُكُم مَشْدُودَة، وَسُرْجُكُم مُوقَدَة. وَكُونُوا مِثْلَ أُنَاسٍ يَنْتَظِرُونَ سَيِّدَهُم مَتَى يَعُودُ مِنَ العُرْس، حَتَّى إِذا جَاءَ وَقَرَع، يَفْتَحُونَ لَهُ حَالاً. طُوبَى لأُولَئِكَ العَبِيدِ الَّذينَ، مَتَى جَاءَ سَيِّدُهُم، يَجِدُهُم مُتَيَقِّظِين. أَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ يَشُدُّ وَسْطَهُ، وَيُجْلِسُهُم لِلطَعَام، ويَدُورُ يَخْدُمُهُم. وَإِنْ جَاءَ في الْهَجْعَةِ الثَانِيَةِ أَوِ الثَالِثَة، وَوَجَدَهُم هَكذا، فَطُوبَى لَهُم ! واعْلَمُوا هَذَا: إِنَّهُ لَوْ عَرَفَ رَبُّ البَيْتِ في أيِّ سَاعَةٍ يَأَتي السَارِق، لَمَا تَرَكَ بَيْتَهُ يُنقَب. فَكُونُوا أَنْتُم أَيْضًا مُسْتَعِدِّين، لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يَجِيءُ في سَاعَةٍ لا تَخَالُونَها !”. فَقَالَ بُطرُس:”يـا رَبّ، أَلَنَا تَقُولُ هَـذَا المَثَل، أَمْ لِلْجَمِيع ؟”. فقَالَ الرَبّ:”مَن تُرَاهُ الوكِيلُ الأَمِنُ الحَكِيمُ الَّذي يُقِيمُهُ سَيِّدُهُ على خَدَمِهِ، لِيُعْطِيَهُم حِصَّتَهُم مِنَ الطَعَامِ في حِينِهَا ؟ طُوبَى لِذَلِكَ العَبْدِ الَّذي، مَتَى جَاءَ سَيِّدُهُ، يَجِدُهُ فَاعِلاً هكذَا ! حَقًّا أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ يُقِيمُهُ على جَميعِ مُقْتَنَياتِهِ.
حقًّا والأَمانُ لجَميعِكُم.
19 حزيران
الرسول تدّاوس أو يهوذا أو لابي (ر)
القارئ: فصلٌ من رسالةِ القدّيس بولس الرَسُول إلى أهل أفسس، وباركْ يا سيِّد (أف 2/ 11-21)
يا إخوتي، لِذلِكَ تَذَكَّرُوا، أَنْتُمُ الوَثَنِيِّينَ في الجَسَدِ سَابِقًا، أَلمَدْعُوِّينَ أَهْلَ عَدَمِ الخِتَانَةِ عِنْدَ المَدْعُوِّينَ أَهْلَ الخِتَانَة، بِفِعْلِ اليَدِ في الجَسَد، تَذَكَّرُوا أَنَّكُم كُنْتُمْ في ذلِكَ الوَقْتِ بِدُونِ مَسِيح، مُبْعَدِينَ عَنْ رَعِيَّةِ إِسْرَائِيل، وغُرَبَاءَ عنِ عُهُودِ الوَعْد، لا رَجَاءَ لَكُم في العَالَمِ ولا إِلَه؛ أَمَّا الآَنَ فَفِي المَسِيحِ يَسُوعَ أَنْتُمُ الَّذِينَ كُنْتُم مِنْ قَبْلُ بَعِيدين، صِرْتُم بِدَمِ المَسِيحِ قَرِيبِين. فَإِنَّهُ هُوَ سَلامُنَا، هُوَ جَعَلَ الاثْنَيْنِ واحِدًا، وفي جَسَدِهِ نَقَضَ الجِدَار الفَاصِل بَيْنَهُمَا، أَي العَدَاوة، وأَبْطَلَ شَرِيعَةَ الوَصَايَا بِمَا فِيهَا مِنْ فَرائِض، لِيَخْلُقَ الاثْنَينِ في شَخْصِهِ إِنْسَانًا وَاحِدًا جَديدًا، بإِحْلالِهِ السَلامَ بَيْنَهُمَا، ويُصَالِحَهُمَا مَعَ الله، كِلَيْهِما في جَسَدٍ واحِد، بالصَليب، قَاتِلاً فيهِ العَدَاوَةَ بَيْنَهُمَا. فَلَمَّا جَاءَ بَشَّرَكُم بالسَلامِ أَنْتُمُ البَعِيدين، وبَشَّرَ بالسَلامِ القَرِيبين، لأَنَّنَا بهِ نِلْنَا نَحْنُ الاثْنَينْ في رُوحٍ وَاحِدٍ الوُصُولَ إلى الآب. إِذًا فَلَسْتُم بَعْدُ غُرَبَاءَ ولا نُزَلاء، بَلْ أَنْتُم أَهْلُ مَدِينَةِ القِدِّيسينَ وأَهْلُ بَيْتِ الله، بُنِيتُمْ على أَسَاسِ الرُسُلِ والأَنْبِياء، والمَسِيحُ يَسُوعُ نَفْسُه هُوَ حَجَرُ الزاوِيَة. فيهِ يَتَمَاسَكُ البِنَاءُ كُلُّه، فَيَرْتَفِعُ هَيكلاً مُقَدَّسًا في الرَبّ.
وَالتَسبيحُ للهِ دائمًا.
مِنْ إِنْجِيلِ رَبِّنَا يَسوعَ المَسيحِ للقدِّيسِ يوحنَّا الَّذي بَشَّرَ العالَم بالحياة. فَلْنُصْغِ إِلى بِشارَةِ الحَياةِ والخَلاصِ لِنُفوسِنا (يو 14/ 15-26)
قالَ يوحَنَّا الرَسُول: إِنْ تُحِبُّونِي تَحْفَظُوا وَصَايَاي. وأَنَا أَسْأَلُ الآبَ فَيُعْطِيكُم بَرَقْلِيطًا آخَرَ مُؤَيِّدًا يَكُونُ مَعَكُم إلى الأبد. هُوَ رُوحُ الْحَقِّ الَّذي لا يَقْدِرُ العَالَمُ أَنْ يَقْبَلَهُ، لأَنَّهُ لا يَرَاه، ولا يَعْرِفُهُ. أَمَّا أَنْتُم فَتَعْرِفُونَهُ، لأَنَّهُ مُقيمٌ عِنْدَكُم، وهُوَ فيكُم. لَنْ أَتْرُكَكُم يَتَامَى. إِنِّي آتِي إلَيْكُم. عَمَّا قَليلٍ لَنْ يَرانيَ العَالَم، أَمَّا أَنْتُم فَتَرَونَنِي، لأَنِّي أنَا حَيٌّ وأَنْتُم سَتَحْيَون. في ذلِكَ اليَومِ تَعْرِفُونَ أَنِّي أنَا في أَبي، وأَنْتُم فِيَّ، وأَنا فِيكُم. مَنْ كَانَتْ لَدَيهِ وَصَايَاي وَيَحْفَظُهَا، هُوَ الَّذي يُحِبُّني. وَمَنْ يُحِبُّنِي يُحِبُّهُ أَبِي، وأَنَا أُحِبُّهُ وأُظْهِرُ لَهُ ذَاتِي “. قَالَ لَهُ يَهُوذَا، لا ذَاكَ الإسْخَرْيُوطِيّ:”يا رَبّ، مَاذَا جَرَى حَتَّى تُظْهِرَ ذَاتَكَ لَنَا، لا لِلعَالَم ؟”. أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ:”مَنْ يُحِبُّني يَحْفَظُ كَلِمَتي، وأَبي يُحِبُّهُ وإِلَيْهِ نَأْتِي، وعِنْدَهُ نَجْعَلُ لَنَا مَنْزِلاً.مَنْ لا يُحِبُّنِي لا يَحْفَظُ كَلِمَتي. والكَلِمَةُ الَّتي تَسْمَعُونَهَا لَيْسَتْ كَلِمَتي، بَلْ كَلِمَةُ الآبِ الَّذي أَرْسَلَني. كَلَّمْتُكُم بِهَذَا، وأَنَا مُقِيمٌ عِنْدَكُم. لَكِنَّ البَرَقليط، الرُوحَ القُدُس، الَّذي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي، هُوَ يُعَلِّمُكُم كُلَّ شَيء، ويُذَكِّرُكُم بِكُلِّ ما قُلْتُهُ لَكُم.
حقًّا والأَمانُ لجَميعِكُم.
21 حزيران
مار لويس غونزاغا (م)
القارئ: فصلٌ من رسالةِ القدّيس بولس الرَسُول الثانية إلى أهلِ قورنتس، وباركْ يا سيِّد (2 قور 8/ 9-17)
يا إخوتي، وَأَنْتُم تَعْرِفُونَ نِعْمَةَ رَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيح: فإِنَّهُ، وهُوَ الغَنِيُّ، قَد افْتَقَرَ مِنْ أَجْلِكُم، لِتَغْتَنُوا أَنْتُم بِفَقْرِهِ. وأَنَا أُبْدِي لَكُم رَأْيِي في هَذَا الأَمْر، فهوَ يَنْفَعُكُم، أَنْتُمُ الَّذِينَ كُنْتُم مُنْذُ العامِ المَاضِي أوَّلَ مَن ابْتَدَأَ بِهَذَا العَمَل، بَلْ أَوَّلَ مَنْ رَغِبَ فيه. فَكَمَّلُوا الآنَ أَيْضًا هَذَا العَمَل: وكَمَا كانَتْ لَكُم الرَغْبَةُ في أَنْ تُرِيدُوا، كَذلِكَ أَيْضًا فَلْتَكُنْ لَكُمُ الرَغْبَةُ في أَنْ تَعْمَلُوا، بِقَدْرِ مَا عِنْدَكُم؛ ومَتَى وُحِدَتِ الرَغْبَة، فإِنَّهَا تَكُونُ مَقْبُولَةً بِقَدْرِ مَا عِنْدَ الإِنْسَان، لا بِقَدْرِ مَا لَيْسَ عِنْدَهُ. ولَيسَ ذَلِكَ لِتَكُونَ الرَاحَةُ لِغَيْرِكُم، والضِيقُ عَلَيْكُم، بَلْ لِتَكُونَ المُسَاوَاةُ بَيْنَكُم. فَلْيَكُنْ مَا يَفْضُلُ عَنْكُم، في الوَقْتِ الحَاضِر، لِسَدِّ عَوَزِ أُولَئِكَ، لِكَيْ يَكُونَ أَيْضًا مَا يَفْضُلُ عَنْ أُولَئِكَ لِسَدِّ عَوَزِكُم، فَتَكُونَ المُسَاوَاةُ بَينَكُم؛ كَمَا هُوَ مَكْتُوب:”إنَّ الَّذي أَخَذَ كَثِيرًا لَمْ يَفْضُلْ عَنْهُ، والَّذي أَخَذَ قَلِيلاً لَمْ يُعْوِزْهُ شَيء “. فَالشُكْرُ لله الَّذي جَعَلَ في قَلْبِ طِيطُسَ هَذَا الاجْتِهادَ في سَبيلِكُم. فقَدْ لَبَّى طَلَبَنا، وبِاجْتِهادٍ كَثيرٍ ذَهَبَ إِلَيْكُم مِنْ تِلقَاءِ نَفْسِهِ.
وَالتَسبيحُ للهِ دائمًا.
مِنْ إِنْجِيلِ رَبِّنَا يَسوعَ المَسيحِ للقدِّيسِ لوقا الَّذي بَشَّرَ العالَم بالحياة. فَلْنُصْغِ إِلى بِشارَةِ الحَياةِ والخَلاصِ لِنُفوسِنا (لو 16/ 10-17)
قالَ لوقَا البَشير: الأَمِينُ في القَليلِ أَمينٌ في الكَثير. والخَائِنُ في القَليلِ خَائِنٌ أَيْضًا في الكَثير. إِنْ لَمْ تَكُونُوا أُمَنَاءَ في المَالِ الخَائِن، فَمَنْ يَأْتَمِنُكُم على الخَيْرِ الحَقِيقِيّ ؟ وَإِنْ لَمْ تَكُونُوا أُمَنَاءَ في مَا لَيْسَ لَكُم، فَمَنْ يُعْطِيكُم مَا هُوَ لَكُم ؟ لا يَقْدِرُ عَبْدٌ أَنْ يَعْبُدَ رَبَّين. فَإِمَّا يُبْغِضُ الوَاحِدَ وَيُحِبُّ الآخَر، أَو يُلازِمُ الوَاحِدَ وَيَرْذُلُ الآخَر. لا تَقْدِرُون أَنْ تَعْبُدُوا الله وَالمَال “. وكَانَ الفَرِّيسيُّون، وَهُمْ مُحِبُّونَ لِلْمَال، يَسْمَعُونَ هَذَا كُلَّهُ، وَيَتَهَكَّمُونَ عَلَيْه. فَقَالَ لَهُم:”أَنْتُم تَتَظَاهَرُونَ بِالبِرِّ أَمَامَ النَاس، وَلَكِنَّ الله يَعْرِفُ قُلُوبُكُم؛ لأَنَّ الرَفِيعَ عِنْدَ النَاسِ هُوَ رَجَاسَةٌ أَمَامَ الله. دَامَتِ التَوْرَاةُ والأَنْبِياءُ حَتَّى يُوحَنَّا. وَمِنْ ذلِكَ الحِينِ يُبَشِّرُ بِمَلَكُوتِ الله، وَكُلُّ إِنْسَانٍ يَغْصِبُ نَفْسَهُ لِيَدْخُلَهُ. وَلَكِنْ لأَسْهَلُ أَنْ تَزُولَ السَمَاءُ والأَرْضُ مِنْ أَنْ تَسْقُطَ نُقْطَةُ وَاحِدَةٌ مِنَ التَورَاة. كُلُّ مَنْ يُطَلِّقُ امْرَأَتَهُ وَيَتَزَوَّجُ أُخْرَى يَزْنِي، وَمَنْ يَتَزَوَّجُ مُطَلَّقَةً يَزْنِي.
حقًّا والأَمانُ لجَميعِكُم.
22 حزيران
مار أوسابيوس (مار حوشب) (م)
القارئ: فصلٌ من رسالةِ القدّيس بولس الرَسُول إلى أهل أفسس، وباركْ يا سيِّد (أف 4/ 25-5/ 2)
يا إخوتي، لِذلِكَ انْبِذُوا الكَذِب، وكَلِّمُوا كُلُّ واحِدٍ قَريبَهُ بالحَقّ، لأَنَّنَا أَعضَاءٌ بَعْضُنَا لِبَعْض. إِغْضَبُوا ولا تَخْطَأُوا. لا تَغْرُبِ الشَمسُ على غَضَبِكُم. ولا تُفْسحُوا لإِبْلِيسَ مَكانًا. مَنْ كَانَ يَسْرِقُ فَلْيُكُفَّ عنِ السَرِقَة، بَلْ بالأَحْرَى فَلْيَتْعَبْ عَامِلاً بيَدَيهِ مَا هُوَ صَالِح، حتَّى يَقْدِرَ أَنْ يُعْطِيَ المُحْتَاج. لا تَخْرُجَنَّ مِنْ فَمِكُم أَيُّ كَلِمَةٍ خَبِيثَة، بَلْ عِنْدَ الحَاجَةِ كُلُّ كَلِمَةٍ صَالِحَةٍ لِلبُنْيَان، لِتُعْطِيَ نِعْمَةً لِلسَامِعِين. ولا تُحْزِنُوا رُوحَ الله القُدُّوس، الَّذي بِهِ خُتِمْتُم لِيَومِ الفِدَاء. لِيُنْزَعْ مِنْكُم كُلُّ مَرارَةٍ وسُخْطٍ وغَضَبٍ وصُرَاخٍ وتَجْدِيف، وكُلُّ سُوء. كُونُوا لُطَفَاءَ بَعْضُكُم نَحْوَ بَعْض، رُحَمَاء، صَافِحيِنَ بَعضُكُم عَنْ بَعْض، كَمَا صَفَحَ الله عَنْكُم في المَسِيح. كُونُوا إذًا مُقْتَدِينَ بالله كأَوْلادٍ أَحِبَّاء. واسْلُكُوا في المَحَبَّةِ كَمَا المَسِيحُ أَيْضًا أَحَبَّنَا، فَبَذَلَ نَفْسَهُ عَنَّا قُربَانًا وذَبيحَةً لله، طِيبًا ذَكِيَّ الرائِحَة.
وَالتَسبيحُ للهِ دائمًا.
مِنْ إِنْجِيلِ رَبِّنَا يَسوعَ المَسيحِ للقدِّيسِ مرقس الَّذي بَشَّرَ العالَم بالحياة. فَلْنُصْغِ إِلى بِشارَةِ الحَياةِ والخَلاصِ لِنُفوسِنا (مر 11/ 24-26)
قالَ مَرقس البشير: لِهَذَا أَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَا تَسْأَلُونَهُ في الصَلاة، آمِنُوا أَنَّكُم نِلْتُمُوهُ، فَيَكُونَ لَكُم. وإِذَا قُمْتُم لِلصَلاة، وكَانَ لَكُم على أَحَدٍ شَيء، فَاغْفِرُوا لَهُ لِكَي يَغْفِرَ لَكُم أَيْضًا أَبُوكُمُ الَّذي في السَمَاوَاتِ زَلاَّتِكُم “.
حقًّا والأَمانُ لجَميعِكُم.
24 حزيران
مولد يوحنّا المعمدان (م)
القارئ: فصلٌ من رسالةِ القدّيس بولس الرَسُول إلى أهلِ غلاطية، وباركْ يا سيِّد (غل 4/ 21-5/ 1)
يا إخوتي، قُولُوا لي، أَنتُمُ الَّذِينَ تُرِيدُونَ أَنْ تَكُونُوا في حُكْمِ الشَرِيعَة، أَمَّا تَسْمَعُونَ الشَرِيعَة ؟ فإِنَّهُ مَكْتُوب: كَانَ لإِبْرَاهيمَ ابْنَان، واحِدٌ مِنَ الجَاريَة، ووَاحِدٌ مِنَ الحُرَّة. أَمَّا الَّذي مِنَ الجَارِيَةِ فقَدْ وُلِدَ بِحَسَبِ الجَسَد، وَأَمَّا الَّذي مِنَ الحُرَّةِ فَبِقُوَّةِ الوَعْد. وفي ذلِكَ رَمْزٌ: فإنَّ سَارَةَ وهَاجَرَ تُمَثِّلانِ عَهْدَين، عَهْدًا مِنْ جَبَلِ سِينَاءَ يَلِدُ لِلعُبُودِيَّة، وهُوَ هَاجَر؛ لأَنَّ هَاجَرَ هيَ جَبَلُ سِينَاءَ الَّذي في بِلادِ العَرَب، وتُوافِقُ أُورَشَليمَ الحَالِيَّة، لأَنَّهَا في العُبُودِيَّةِ هيَ وأَوْلادُهَا. أَمَّا أُورَشَليمُ العُلْيَا فَهِيَ حُرَّة، وهِيَ أُمُّنَا؛ لأَنَّهُ مَكْتُوب:”إِفْرَحِي، أَيَّتُها العَاقِرُ الَّتي لَمْ تَلِدْ؛ إِنْدَفِعِي بِالتَرنِيمِ وَاصْرُخِي، أَيَّتُهَا الَّتي لَمْ تَتَمَخَّضْ؛ لأَنَّ أَولادَ المَهْجُورَةِ أَكْثَرُ مِنْ أَوْلادِ المُتَزَوِّجَة”. أَمَّا أَنتُم، أَيُّها الإِخْوَة، فإِنَّكُم أَوْلادُ الوَعْدِ مِثلُ إِسْحَق. ولَكِن، كَمَا كَانَ حِينَئِذٍ المَولُودُ بِحَسَبِ الجَسَدِ يَضطَهِدُ الْمَولُودَ بِحَسَبِ الرُوح، فَكَذلِكَ الآنَ أيضًا. وَلَكِن مَاذا يقولُ الكِتاب ؟ أُطْرُدِ الجارِيَةَ وابنَهَا، لأَن ابْنَ الجَارِيَةِ لا يَرِثُ مَعَ ابْنِ الحُرَّة”. إذًا، أيُّها الإخْوَة، لَسْنَا أَوْلادَ جَارِيَة، بَلْ أَولادُ الحُرَّة. إِنَّ المَسِيحَ قَدْ حَرَّرَنَا لِنَبْقَى أَحرارًا. فَاثْبُتُوا إذًا ولا تَعُودُوا تَخْضَعُونَ لِنيرِ العُبُودِيَّة.
وَالتَسبيحُ للهِ دائمًا.
مِنْ إِنْجِيلِ رَبِّنَا يَسوعَ المَسيحِ للقدِّيسِ لوقا الَّذي بَشَّرَ العالَم بالحياة. فَلْنُصْغِ إِلى بِشارَةِ الحَياةِ والخَلاصِ لِنُفوسِنا (لو 1/ 57-66)
قالَ لوقَا البَشير: تَمَّ زَمَانُ إِليصَابَاتَ لِتَلِد، فَوَلَدَتِ ابْنًا. وسَمِعُ جِيرانُهَا وأَقَارِبُها أَنَّ الرَبّ قَدْ عَظَّمَ رَحْمَتَهُ لَهَا، فَفَرِحُوا مَعَهَا. وفي اليَوْمِ الثَّامِنِ جَاؤُوا لِيَخْتِنُوا الصَّبِيّ، وسَمَّوْهُ باسْمِ أَبِيهِ زَكَريَّا. فأَجَابَتْ أُمُّهُ وَقالَتْ: “لا ! بَلْ يُسَمَّى يُوحَنَّا !”. فقَالُوا لَهَا: “لا أَحَدَ في قَرابَتِكِ يُدْعَى بِهَذَا الاسْم”. وأَشَارُوا إِلى أَبِيهِ مَاذَا يُريدُ أَنْ يُسَمِّيَهُ. فطَلَبَ لَوْحًا وكَتَب: “إِسْمُهُ يُوحَنَّا !”. فَتَعَجَّبُوا جَمِيعُهُم. وانْفَتَحَ فَجْأَةً فَمُ زَكَرِيَّا، وانْطَلَقَ لِسَانُهُ، وَجَعَلَ يَتَكَلَّمُ ويُبَارِكُ الله، فَاسْتَولى الـخَوْفُ على جَمِيعِ جِيرانِهِم، وتَحَدَّثَ النَّاسُ بِكُلِّ هَذِهِ الأُمُورِ في كُلِّ جَبَلِ اليَهُودِيَّة. وكانَ كُلُّ مَنْ سَمِعَ بذَلِكَ يَحْفَظُهُ في قَلْبِهِ قَائِلاً: “ما عَسَى هـذَا الطِّفْلُ أَنْ يَكُون ؟”. وكانَتْ يَدُ الرَبّ حَقًّا مَعَهُ.
حقًّا والأَمانُ لجَميعِكُم.
29 حزيران
الرسولان بطرس وبولس (ر)
القارئ: فصلٌ من رسالةِ القدّيس بولس الرَسُول الأولى إلى أهل قورنتس، وباركْ يا سيِّد (1 قور 11/ 21-30)
يا إخوتي، بَلْ إنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُم يُبَادِرُ إلى تَنَاوُلِ عَشَائِهِ الخَاصّ، فَيَجُوعُ بَعْضُكُم ويَسْكَرُ البَعْضُ الآخَر ! أمَا لَكُم بُيُوتٌ تَأْكُلُونَ فيها وتَشْرَبُون ؟ أَمْ إِنَّكُم تَحْتَقِرُونَ كَنِيسَةَ الله، وتُهينُونَ الَّذِينَ لا شَيءَ عِنْدَهُم ؟ فَمَاذَا أَقُولُ لَكُم ؟ هَلْ أَمْدَحُكُم ؟ لا، في هَذَا الأَمْرِ لا أَمْدَحُكُم ! فأَنَا تَسَلَّمْتُ مِنَ الرَبِّ ما سَلَّمْتُهُ إِلَيكُم، وهُوَ أَنَّ الرَبَّ يَسُوع، في الليلَةِ الَّتي أُسْلِمَ فيهَا، أَخَذَ خُبْزًا، وشَكَرَ وَكَسَرَ وَقَال:” هَذَا هُوَ جَسَدِي الَّذي يُكْسَرُ مِنْ أَجْلِكُم. إِصْنَعُوا هَذَا لِذِكْرِي”. كَذلِكَ بَعْدَ العَشَاء، أَخَذَ الكَأْسَ أَيْضًا وَقَال:”هَذِهِ الكَأسُ هِيَ العَهْدُ الجَدِيدُ بِدَمي. فَكُلَّما شَرِبتُم مِنهَا، إِصْنَعُوا هَذَا لِذِكْري”. فَكُلَّمَا أَكَلْتُم هَذَا الخُبْز، وشَرِبْتُم هَذِهِ الكَأْس، تُبَشِّرُونَ بِمَوْتِ الرَبِّ حَتَّى مَجِيئِهِ. إذًا فَمَنْ يأْكُلُ خُبْزَ الرَبِّ ويَشْرَبُ كَأْسَهُ، بِدُونِ استِحْقَاق، يَكُونُ مُذْنِبًا إلى جِسَدِ الرَبِّ ودَمِهِ. فَلْيَمْتَحِنْ كُلُّ إِنْسَانٍ نَفْسَهُ، ثُمَّ فَلْيَأكُلْ مِنْ هَذَا الخُبزِ ويَشْرَبْ مِنْ هَذِهِ الكأْس. فَمَنْ يَأْكُلُ وَيَشْرَب، وهُوَ لا يُمَيِّزُ جَسَدَ الرَبّ، يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ دَيْنُونَةً لِنَفْسِهِ. ولِهَذَا السَبَبِ كَثُرَ بَيْنَكُمُ المَرْضَى والضُعَفَاء، ورَقَدَ الكَثِيرُون.
وَالتَسبيحُ للهِ دائمًا.
مِنْ إِنْجِيلِ رَبِّنَا يَسوعَ المَسيحِ للقدِّيسِ متَّى الَّذي بَشَّرَ العالَم بالحياة. فَلْنُصْغِ إِلى بِشارَةِ الحَياةِ والخَلاصِ لِنُفوسِنا (متَّى 16/ 13-20)
قالَ متَّى الرَسُول: “وجَاءَ يَسُوعُ إِلى نَواحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيْلِبُّسَ فَسَأَلَ تَـلامِيْذَهُ قَائِلاً: “مَنْ يَقُولُ النَاسُ إِنِّي أَنَا ابْنُ الإِنْسَان ؟”. فقَالُوا: “بَعْضُهُم يَقُولُون: يُوحَنَّا الـمَعْمَدَان؛ وآخَرُون: إِيْليَّا؛ وغَيْرُهُم: إِرْمِيَا أَو أَحَدُ الأَنْبِيَاء”. قَـالَ لَهُم: “وأَنْتُم مَـنْ تَقُولُونَ إِنِّـي أَنَا ؟”. فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وقَال: أَنْتَ هُوَ الـمَسِيحُ ابْنُ اللهِ الـحَيّ !”. فأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ: “طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بنَ يُونَا ! لأَنَّهُ لا لَحْمَ ولا دَمَ أَظْهَرَ لَكَ ذلِكَ، بَلْ أَبي الَّذي في السَمَاوَات. وأَنَا أَيْضًا أَقُولُ لَكَ: أَنْتَ هُوَ بُطْرُسُ، أَيِ الصَخْرَة، وعلى هـذِهِ الصَخْرَةِ سَأَبْنِي بِيْعَتِي، وأَبْوَابُ الـجَحِيْمِ لَنْ تَقْوى عَلَيْها. سَأُعْطِيكَ مَفَاتيحَ مَلَكُوتِ السَمَاوَات، فَكُلُّ مَا تَربُطُهُ على الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا في السَمَاوَات، ومَا تَحُلُّهُ على الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً في السَمَاوَات”. حينَئِذٍ أَوْصَى تَلامِيْذَهُ أَلاَّ يَقُولُوا لأَحَدٍ إِنَّهُ هُوَ الـمَسِيح.
حقًّا والأَمانُ لجَميعِكُم.
30 حزيران
الرسل الإثنا عشر (ر)
القارئ: فصلٌ من رسالةِ القدّيس بولس الرَسُول إلى أهلِ روما، وباركْ يا سيِّد (روم 10/ 12-21)
يا إخوتي، فَلا فَرْقَ بَيْنَ يَهُودِيٍّ ويُونَانِيّ، لأَنَّ الرَبَّ هُوَ نَفْسُهُ لِجَميعِهِم، يُفِيضُ غِنَاهُ عَلى جَميعِ الَّذِينَ يَدْعُونَهُ. إذًا فَكَيفَ يَدْعُونَ مَنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ ؟ وكَيْفَ يُؤْمِنُونَ بِمَنْ لَمْ يَسْمَعُوا بِهِ ؟ وكَيْفَ يَسْمَعُونَ بِهِ بِدُونِ مُبَشِّر ؟ وَكَيفَ يُبَشِّرُونَ إِنْ لَمْ يُرْسَلُوا ؟ كَمَا هُوَ مَكْتُوب:”مَا أَجْمَلَ أَقْدَامَ المُبَشِّرِينَ بِالخَير !”. وَلَكِنْ لَمْ يُطِيعُوا كُلُّهُم بِشَارَةَ الإِنْجِيل، لأَنَّ آشَعْيَا يَقُول:”يا رَبّ، مَنْ آمَنَ بِمَا سَمِعَ مِنَّا ؟”. إذًا فَالإِيْمَانُ هُوَ مِنَ السَمَاع، والسَمَاعُ هُوَ مِنَ التَبْشِيرِ بِكَلِمَةِ المَسِيح. لَكِنِّي أَقُول: أَلَعَلَّهُم لَمْ يَسْمَعُوا ؟ بَلَى ! “في الأَرْضِ كُلِّهَا ذَاعَ مَنْطِقُهُم، وفي أَقَاصِي المَسْكُونَةِ كَلامُهُم “. وأَقُول: أَلَعَلَّ إِسْرَائيلَ لَمْ يَعْلَم ؟ يَقُولُ مُوسَى أَوَّلاً: “أَنَا أُثِيرُ غَيرَتَكُم بِمَنْ لَيْسُوا شَعْبًا، وبِشَعْبٍ غَبِيٍّ أُثِيرُ غَضَبَكُم!”. أَمَّ آشِعيا فيَجْرُؤُ ويَقُول:”وجَدَني الَّذِينَ لَمْ يَطْلُبوني، واعْتَلَنْتُ لِلَّذِينَ لَمْ يَسأَلُوا عَنِّي”. أمَّا في شَأْنِ إِسْرَائيلَ فَيَقُول:”بَسَطْتُ يَدَيَّ النَهَارَ كُلَّهُ نَحْوَ شَعْبٍ عَاصٍ وَمُتَمَرِّد !”.
وَالتَسبيحُ للهِ دائمًا.
مِنْ إِنْجِيلِ رَبِّنَا يَسوعَ المَسيحِ للقدِّيسِ متَّى الَّذي بَشَّرَ العالَم بالحياة. فَلْنُصْغِ إِلى بِشارَةِ الحَياةِ والخَلاصِ لِنُفوسِنا (متَّى 9/ 36-38)
قالَ متَّى الرَسُول: ولَمَّا رَأَى الجُمُوعَ تَحَنَّنَ عَلَيهِم، لأَنَّهُم كَانُوا مَنْهُوكِين، مَطْرُوحِينَ مِثْلَ خِرَافٍ لا رَاعِيَ لَهَا. حِينَئِذٍ قَالَ لِتَلامِيْذِهِ:”إِنَّ الحِصَادَ كَثِيْر، أَمَّا الفَعَلَةُ فَقَلِيلُون. أُطْلُبُوا إِذًا مِنْ رَبِّ الحِصَادِ أَنْ يُخرِجَ فَعَلَةً إلى حِصَادِهِ “.
حقًّا والأَمانُ لجَميعِكُم.
No Result
View All Result
Discussion about this post