أنت ساكن في قلبي
القديس اغسطينوس
كم كانت نفسي جزعة يا إلهي
وأنا كحمل ضال
حينما بحثت عنك بعيدا
بينما كنت أنت في داخلي
وكم جذبتني إليك
نفسي تواصل البحث عنك
بدوافع رغباتي
بينما أنت ساكن في قلبي
أخذت في البحث عنك
في كل مكان
في الأحياء
وفي الطرقات العامة
من مدينة هذا العالم
ولم اهتد !
نظرت من حولي في قصور وجهل
سألت رفاقي عن كنز مخبأ في قلبي !
وأطلقت لجميع حواسي العنان كرسل أوفياء
لتبحث عنك وتطاردك
وبقوتها لم تستطع أن تلحق بك وتدركك
قد تملكتها الدهشة
+ + +
كيف اقتحمت يا إلهي قلبي ودخلته !؟
ربي
اشرح لعبدك الذي يتوسل إلى رحمتك
عرفه من أين له حياته ؟
ألست أنت مصدرها ؟
أليس بك وحدك يحيا الإنسان ؟
ألست ينبوع الحياة وواهبها ؟
أنت خالقي
وأنا جُبلتك
يداك تفضلتا وصنعتاني وكونتاني
عاونتني على أن أعرفك وأعرف نفسي
وعندما عرفت نفسي عرفتك أيضا
لأن معرفتي لك نور لسبيلى
كما أن الشر حرمان من الخير
فإن الظلمة حرمان من النور
+ + +
ربى
أشكرك
لقد ملأت قلبي من أنوارك
ألست أنت مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ
الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ،
سَاكِناً فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ،
الَّذِي لَمْ يَرَهُ احَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ انْ يَرَاهُ،
الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ. (1تي 6: 15-16)
ألست أنت الإله العظيم المتجسد الذي ظهر فى صورة بشرية غير مدركة ؟
اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. (يو 1: 18)
كيف نعرف ما لم نكن قد رأيناه ؟
لَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُ الاِبْنَ إِلاَّ الآبُ وَلاَ أَحَدٌ يَعْرِفُ الآبَ إِلاَّ الاِبْنُ (مت 11: 27)
ثالوث في وحدانية تامة
في ذاته الكمال المطلق والمعرفة
قلت لنفسي : يا لي من إنسان شبيه بالعدم قد تجاسر وعرفك !
أليست هذه المعرفة إنعاما منك يا إلهي ؟
ليس من حمد يوفي نعمك ولا قدرة تصور جلالك
عظيم وعظمتك لا تقارن
لا بداية لك ولا نهاية
مسبح وممجد إلى الأبد
آمين
المصدر مدونة كتابات الآباء القديسين
Discussion about this post