المؤمن المحِـب
للقديس غريغوريوس النيزينزي
مغبوطٌ هوالإنسان الذي يحوي في ذاته المحبة لأنه يحوي الله في ذاته، فإن الله محبة. من يثبت في المحبة يثبت في الله. من حوى المحبة لا يرفض أحداً البتة لا صغيراً ولا كبيراً، لا شريفاً ولا وضيعاً، ولا يتامخ، ولا يعاتب أحداً.
من له المحبة لا يسلك بغش، ولا يعرقل أخاه. لا يغار، ولا يحسد، لا ينافس، ولا يفرح بسقوط الآخرين. من له المحبة لا يحسب أحداً غريباً، بل يعتبر الجميع أهله وأقاربه.
لذلك أيها القوي والغني ساعدا المريض والفقير، وأنت أيها الواقف أسعف الواقع والمكسور، وأنت أيها المتفائل أسند المتشائم، وأنت أيها الناجح شجع الفاشل. أظهر لله شكرك على أنك بين القادرين على صنع الخير.
كن أخاً للفقير في تشبهك برحمة الله، فما من شيء يقتبسه الإنسان من الله مثل الرحمة. كل إنسان ذي جسد هو عرضة للأمراض الطبيعية، وخصوصاً إذا سار متطاولاً، لا ينظر إلى المطروحين أمامه على الأرض.
فمد يدك إلى من يغرق، مادامت الريح مؤاتية لك، وأحسن إلى البائس ما دمت ميسوراً ناجحاً.
تعلّم من شقاء غيرك، تعلم أن تعطي المحتاج قليلاً. فلا قليل عند من لا يملك شيئاً، ولا عند الله، إذا كان العطاء على قدر المستطاع. وإن لم يكن لديك ما تعطي، فأعطِ من نشاطك، اعطِ وقتك، أعطِ وقتك، فذلك أعظم تفريج لغمّ المعذب أن يجد قلباً يعطف عليه، ويخفف شيئاً من شقائه.
No Result
View All Result
Discussion about this post