إرادات الله – القديس يوحنا الذهبي الفم
الرسول بولس عرف أسراراً خفية كثيرة وصعد حتى السما الثالثة، عندما كان يدرس مشيئات اللهوأحكامه، شعر بدواركأنه كان ينظر إلى هاوية.وعندما كان يحاول البحث عن عمق حكمة الله ومعرفته اندهش وأوقف البحث فوراً صارخاً:“من عرف فكر الرب؟ماأبعد أحكامه عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء!”(رو34:11و33).
إن واجه الرسول مشيئات الله هكذا،فلماذا نتعب نحن عبثاً محاولين البحث عما لا يبحث فيه واستقصاء ما لا يستقصى؟ أرجو منكم ألا نصل إلى مثل هذا الهذيان. لكن في كل تساؤل لنا، ونكرر قول المزمور:”أحكامك العادلة هي كهوة سحيقة”(مز7:35). يقول داود أيضاً: “أحمدك من أجل أني قد جبلت عجباً مخيفاً(مز14:139).
ما معنى مخيفاً؟ نحن الناس نعجب بأشياء كثيرة على سبيل المثال أعمدة أنيقة، ولوحات مرسومة رائعة ،وأجساد نضرة، لكن إعجابنا لا يرافقه الخوف. نعجب أيضاً للبحر الواسع ولجته العميقة، لكننا عندما ننحني لنرى هذا القعر، ينتابنا الخوف. خوف مماثل إذاً تسلط على النبي،عندما انحنى ليرى لجة حكمة الله العميقة والتي لا نهاية لها.
تعجب وأصابه الدوار وارتعب ورجع إلى الوراء صارخاً:“أحمدك من أجل أني قد أمتزجت عجباً،وعجيبة هي أعمالك”(مز14:139)وحول نظره إلى نفسه وصرخ:”عجيبة هي هذه المعرفة بالنسبة لي ، متسامية لا أدركها”(مز6:139)
No Result
View All Result
Discussion about this post