باقة من أقوال القدّيس سلوان الآثوسي
عائلة الثالوث القدوس
إن السيد قدم لنا هدّية. أعطانا والدته الكلية القداسة. هذا عطاؤه لنا، فهي فرحنا وأملنا، وهي أمنا بحسب الروح، وهي قريبة منا بالطبيعة بحسب الجسد كإنسان وكل نفس مسيحية تنشدّ إليها بحب.
إن السيد الرب ليس مثلنا. هو مفرط الرقة، رحوم وطيب، وعندما تعرفه النفس تكون في دهش لا حد له.
نحن نتألم لأنه ليس لنا تواضع. إن الروح القدس يسكن في النفس المتواضعة ويمنحها الحرّية والسلام والحب والبركة ذا ما أغضبنا أحدهم فأحبّوه حتى لو كان ليس سهلاً علينا، وإذ يرى السيد جهدنا فهو يعيننا بنعمته.
وليس من عجيبة أكبر من حب الخاطىء في سقطته.
إن حب السيد حار مضطرم ولا يترك مجالاً لتذكّر الأرضيات والذي ذاق حب السيد يبحث عنه ليل نهار بلا هوادة. أما نحن فنضيّع هذا الحب بكبريائنا، بدينونة الأخ وبرفضه، وبالحسد.
ليس على الأرض إنسان أعذب وفيه ملء الحب مثل سيدنا يسوع المسيح. فيه فرحنا وحبورنا. فلنحبّه، لأنه سيُدخلنا إلى ملكوته وسنعاين مجده.
في نفسي شهوة كبيرة: أن تظلل رحمة السيد جميع البشر، حتى يدرك العالم بأسره ويعرف الناس بأي حنان يحبنا السيد…إنه يحبنا مثل أولاده الأعزاء جداً.
إن الشيء الأثمن في العالم هو معرفة الله ووعي مشيئته ولو جزئياً.
إذا منحتني أنا الخاطىء أن أعرفك بالروح القدس، فإني أستمحيك يا سيد أن إمنح كل شعوب الأرض أن يعرفوك هم أيضاً.
إن كان السيد “ملكنا”، “لنا”، إذاً كل شيء يكون لنا أيضاً…آه كم نحن أغنياء!
كل من يسلّم ذاته إلى المشيئة الإلهية يحيا في السلام، راضياً بمصيره، حتى لو كان مريضاً أو فقيراً أو معوزاً أو مقهوراً. يكون في هدوء وسكينة وسلام لأن نعمة الروح القدس تظلله وعذوبة الروح القدس تعزّيه ولا يغتمّ إلا لواحدة: أن يغضب سيده المحبوب جداً.
إن السيد يحبنا رغم خطايانا، شرط أن نملك التواضع وأن نحب أعداءنا.
أما أنت فتعرَّف إلى قانون الحياة الروحية: إن الهبات لا تعطى إلا للنفس البسيطة المتواضعة والمطيعة والإنسان الذي يحيا في الطاعة يبقى محفوظاً في كل شيء: في مأكله، في حديثه وفي حركته والسيد سيعطيه نعمة الصلاة وهو سيتممها ببساطة في قلبه.
No Result
View All Result
Discussion about this post