الجهاد الروحي
من تعاليم القديس نكتاريوس أسقف المدن الخمسة
إن هدف حياتنا هو أن نصير كاملين وقديسيين, أن نكون أولاد لله وارثين لملكوت السماوات. فلننتبه إذا, ربما بسبب فرح الحياة الحاضرة نهمل الحياة العتيدة , أو بسبب اهتماماتنا الحياتية نترك هدف حياتنا.
إن الصوم والسهر والصلاة لايجلبون وحدهم الثمار المرجوة, لأنهم ليسوا هدف حياتنا , لكنهم الوسائط التي تحقق لنا هذا الهدف.
زيّنوا مصابيحكم بالفضائل ، جاهدوا كي تنزعوا أهواء النفس، نقّوا قلوبكم من كل قذارة، حافظوا على الطهارة لكي يأتي الرب ويسكن فيكم، لكي تفيض الروح القدس عليكم بالعطايا الإلهية.
أولادي الأحباء، فلتكن تلك الأشياء مركز انشغالكم واهتمامكم، اجعلوها هدف حياتكم وعشقكم دون انقطاع ، لأجل هذا صلّوا لله.
اطلبوا الرب كل يوم ، داخل قلوبكم لا خارجها، وعندما تجدونه قفوا بخوف ورعدة كالشيروبيم والسيرافيم، لأن قلبكم صار عرشا لله.
ولكي تجدوا الرب عليكم أن تتضعوا حتى التراب ،لأن الرب يمقت المتكبرين ويحب متواضعي القلب.
إن كنت تجاهد الجهاد الحسن سيقوّيك الله.في الجهاد نعرف ضعفاتنا، نقصنا، وعيوننا . إنه المرآة لحالتنا الروحية. من لايجاهد لايعرف نفسه.
انتبهوا حتى إلى الأخطاء الصغيرة ، لو وقعتم بخطيئة ما عن عدم انتباه لا تيأسوا ، بل انهضوا بسرعة وسارعوا إلى الله القادر أن ينهضكم.
لكل منا ضعفاته، أهواؤه ونواقصه المتجذرة بعمق في نفوسنا، إنها كثيرة وموروثة. لانستطيع استئصالها مباشرة، باضطرابنا أو بحزننا الشديد، بل بالصبر والإصرار، بالجلد والاهتمام والانتباه.
الحزن الشديد يخفي داخله تكبرا، لهذا هو ضار وخطير، وفي كثير من الأحيان يضللنا به الشيطان ليقطع مسيرة جهادنا الروحي
إن الطريق الذي يقود إلى الكمال طويل جدا، تضرّعو الى الرب كي يقويكم ، كي تواجهوا بصبر سقطاتكم. انهضوا بسرعة، ولاتقفوا في المكان الذي سقطتم فيه باكين منتحبين كالأطفال ، فاقدين التعزية.
اسهروا وصلّوا كي لاتدخلوا في تجربة. لاتقنطوا إن سقطتم باستمرار في خطايا قديمة. كثير من هذه الخطايا قوي بطبيعتها أو بسبب العادة، لكنها ستغلب بمرور الوقت وبالمثابرة. لاتيأسوا من أي شي .
No Result
View All Result
Discussion about this post