أقوال متفرّقة للقدّيس سيرافيم ساروفسكي
إعداد راهبات دير مار يعقوب الفارسي المقطّع، دده الكورة
*علينا أن نتقبّل كلّ أنواع الإزعاجات من الإخوة دون اضطراب أو ثرثرة، فالراهب الحقيقيّ هو ذاك الذي يصبح كحذاء يستعمله الجميع بقسوة.
*لا توجد خطيئة مميتة أكثر من الثرثرة والإدانة وعدم الطاعة
*تتقدّم الطاعة على الصوم والصلاة.
*أسرع إلى المطالعة الروحيّة حالما تلازم قلاّيتك، واقرأ كلّ مقطع مرّات عديدة لكي يحفظه عقلك، ولكن إن دُعيت إلى أداء خدمة ما، فاذهب حالاً.
*تنير قراءة الكتاب المقدّس العقل، وتغيّره بقوّة إلهيّة.
*يسكب الربّ رحمته علينا بفيض متى وجدنا نغوص في قراءة الكتاب المقدّس.
*علينا بالصبر الجزيل على نقائصنا، وعدم كمال الآخرين شرط أن لا نكون متراخين، بل نحثّ أنفسنا نحو الأفضل دوماً.
*لا تضطرب، يا أخي، من إزعاجات الآخرين، بل اعتبرها موجّهة لغيرك، فتملك السلام في قلبك سريعاً. أمّا إن كان من المستحيل عدم الاضطراب، فعلى الأقلّ اضبط لسانك مردّداً مع المرنّم: “اضطربت، ولكنّي لم أتكلّم” (مز 4:76).
*إن رغبت في اقتناء السلام الداخليّ، تجنّب اليأس، واسلك بروح مرحة.
فأوّل تجربة تواجه المجاهد هي اليأس والكآبة والفتور، وعليه أن يكون مستعدّاً لها. فمن اليأس والفتور يتولّد الغضب، اللوم، التذمّر، الأفكار الدنسة، عدم تحمّل الآخرين.
ويصبح المجاهد إمّا راغباً في الثرثرة المتواصلة، أو منطوياً على نفسه معتبراً الجميع السبب في حالته الروحيّة الكئيبة واليائسة. واعلم أنّ الكآبة واليأس يتولّدان من الجبن والبطالة والأحاديث التافهة.
لذلك فمواجهة هذا المرض تتمّ بتواضع القلب، والابتعاد عن الثرثرة، والعمل المستمرّ بحسب طاقة الإنسان، والإنعكاف على قراءة الكتاب المقدّس، والتأمّل بكلام الله، والصبر، وأهمّ من هذا كلّه الطاعة الكاملة والدقيقة. فعندما تطيع لا يعود لديك المتّسع من الوقت للضجر، لأنّ الإنسان المتضجّر هو إنسان فوضويّ لا يخضع لنظام محدَّد.
ومجمل القول إنّ من استطاع التحكّم بأهوائه يستطيع السيطرة على روح الضجر. كان القدّيس سيرافيم يردّد هذا المقطع من براكليسي العذراء:
“املأي قلوبنا سروراً يا من قبلت ملء الفرح، وأزيلي عنّا حزن الخطيئة” و “أطلعي لي نوراً مفرِّحاً”.
*المرح ليس خطيئة، إنّه يُبعِد التعب الذي يولّد الفتور، وهل هناك أسوأ من الفتور؟
*الجسد عبد، ومن رحمة الله الفائقة أن يتلف الجسد بالمرض، إذ به تضعف الأهواء وتفتر العواطف. ولكن انتبه فقد يكون المرض نتيجة الأهواء، لذا عليك أن تجاهد ضدّ الخطيئة.
*تتولّد التوبة والاتضاع من الوحدة والصمت.
*ابقَ في قلاّيتك بانتباه وصمت، وحاول التقرّب من الله بكلّ الوسائل الممكنة، وعندها سيحوّلك الربّ إلى ملاك.
*احترس أن تتكلّم داخل الهيكل مهما كلّف الأمر، لأنّ السيّد نفسه حاضر هناك تحيط به كلّ القوّات العلويّة.
*مهما كان الإنسان مجرَّحاً بالخطايا، فإنّ السيّد يخلّصه بواسطة الاشتراك في الأسرار المقدّسة شرط أن يتقدّم بتواضع واعياً أنّه خاطئ بجملته.
*إن تقدّم أحد أفراد العائلة لتناول الأسرار المقدّسة بانتباه وتواضع، فإنّ الله يسبغ نعمته ورحمته على العائلة كلّها.
*طغى أحدَ الرهبان شعورٌ عارم باليأس وبعدم استحقاقه للاشتراك بالقدسات، فاستدعاه القدّيس سيرافيم وقال له: “حتى ولو ملأنا المحيط من دموعنا، فلن يكون كافياً لإرضاء السيّد الذي منحنا جسده ودمه الطاهرين. فتقدّم إذن إلى المناولة غير مرتاب البتّة. آمن فقط بأنّ هذا هو جسد ودم الربّ يسوع المسيح المقدَّميْن لشفائنا من كلّ خطايانا”.
*تفاخر أحد الرهبان، أمام القدّيس سيرافيم، بطريقة نسك بعض القدّيسين الذين كانوا يلبسون المسح، ويحملون السلاسل الحديديّة على أجسادهم،
فأبدى القدّيس حركة من يده وكأنّه يهمّ بضرب الراهب قائلا: “إذا ضربك أحدهم على وجهك، واحتملت الضربة بصبر، فسيكون هذا بمثابة نسك أكثر روحانيّة من حمل السلاسل”.
ثمّ تظاهر أيضاً وكأنّه مزمع أن يبصق في وجهه وقال: “وإذا احتملت من يبصق عليك بشكر، فسيكون هذا بمثابة لبس المسوح. فاحتمل إذن بامتنان ما يعترضك. إنّ أولئك الآباء الذين لبسوا المسح،
وتقلّدوا السلاسل كانوا حكماء وكاملي السيرة الروحيّة، وقد فعلوا ذلك محبّة بالله، ورغبة منهم في إذلال أجسادهم، وقمع أهوائهم، وإخضاعها للروح، ولكنّ هذا لا يوافق الأطفال بالروح، لأنّ الأهواء ما تزال كامنة قويّة في أجسادهم، فهم لا يحتملون أيّة ملاحظة من الآخرين أو من الرئيس، ويحسدون بعضهم بعضاً،
ولدى أوّل ضيقة أو تجربة يفكّرون في نكس عهودهم، والرجوع إلى الوراء، أو ترك الدير والذهاب إلى حيث يحلو لهم، ويطالبون بعد ذلك بالنسك!!!
Discussion about this post