كيف يجب ان نصلّي بدون تشتت
للقديس إسحق السرياني
أتريد أن تتنعّم بتلاوة المزامير والصلوات وتحصل على فهم أقوال الروح التي تقرأها؟ لا تكترث للكميّة أبداً، ولا تهتم لمعرفة الأوزان والألحان، بل اتلُها كما تتلو الصلاة واترك استظهارها الذي اعتدت عليه.
وافهم ما أقوله لك وما قيل قديماً: صلِّ كما تقرأ كتب من أرشدهم الله. وليكن ذهنك منتبهاً للتأمّل في الآيات، حتى تستيقظ نفسك بمعانيها العظيمة مندهشة من تدبير الله، فتندفع إما إلى تمجيده أو إلى حزن مفيد لك.
وإذا وجدت فيها ما هو مناسب للصلاة فاتخذه لأنه عندما يثبت الذهن فيه يزول عنك الغمام، فلا سلام للذهن في عمل العبودية ولا تشويش ولا اضطراب في حرية الأبناء.
إن التشويش من شأنه أن يزيل تذوّق الفهم والإدراك ويسلب الصلوات معانيها كالعلقة التي تمتص الدماء من الأجساد فتقضي عليها. لهذا نستطيع أن نسمّي التشويش مركبة الشيطان.
فهو، كالفارس، يمتطي الذهن دائماً ويمسك المقود ويدخل النفس التعيسة حاملاً إليها كل أصناف الأهواء ويغرقها في التشويش،
وأمرٌ آخر يجب أن تنتبه إليه: لا تتلُ المزامير والصلوات كمن يملي على آخر، حتى لا تظن أن مطالعتك تزداد باستمرار، فيبتعد عنك التخشع والفرح.
كنْ كمن يتفوّه بكلماته الخاصة فتصير طلبتك مفعمة بالخشوع والفهم والتمييز، مثل الذي يتقن عمله جيداً.
No Result
View All Result
Discussion about this post