أقوال في تجارب المؤمنين
القديس نيقولاوس فيليميروفيتش
نقلها إلى العربية الأب أنطوان ملكي
لمَ يسمح الله بالاعتداء على الكنيسة؟
لماذا يسمح الله الطيّب بالاعتداء وبالآلام للإيمان الصحيح بينما تتمتع الهرطقات والوثنية بالهدوء؟
لماذا؟ يتساءل القديس يوحنا الذهبي الفم ويجيب مباشرة: “حتى تعرفوا ضعفهم (أي ضعف الهرطقات والوثنية) عندما ترون أنّهم يتفسخون من ذواتهم من دون أي إقلاق ولكي تقتنعوا بقوة الإيمان الذي يحتمل المصاعب وحتّى أنه يتضاعف من خلال مناوئيه…
لهذا، إذا تشاجرنا مع الوثنيين أو اليهود التعساء، يكفي أن نشدد، كدليل، على القوة الإلهية التي في الإيمان (المسيحي) التي خضعت لصراعات لا تُحصى واحتفظت بالنصر” حتى عندما وقف العالم بأجمعه في وجه الكنيسة.
يقول القديس إسحق السرياني:
“يتعرّف الإنسان على محبة الله المدهِشة عندما يكون في المصائب التي تبيد رجاءه. هنا، يظهِر الله قوته لخلاص الإنسان. فالإنسان لا يعرف قوة الله في الرخاء والحرية”.
الألم والإنسان الروحي
الخوف في الألم والخوف من الألم هما الخوف نفسه وهو يعني خوف الإنسان الروحي من أن يكون الله قد ابتعد عنه.
عندما عانَت القديسة كاترينا عذابات كثيرة وصعبة، ظهر لها ربنا فسألَته: “أين كنتَ إلى الآن، أيها السيد، لتريحين من الآلام الكثيرة؟”
فأجابها الرب: “كنتُ هنا في قلبك”.
لكن الخوف الأعظم عند الإنسان الروحي هو عندما لا تعترضه الآلام لوقت طويل.
دخل راهب في إحدى المرات كنيسة في الإسكندرية ورأى امرأة راكعة أمام أيقونة المخلّص وتصرخ إلى السيد: “لقد تخليت عني أيها السيد، أيها الرحوم ارحمني”.
عند سماع الراهب لهذه الصلاة سألها: “مَن أخطأ إليكِ حتى أنّك تتشكين بهذه المرارة إلى الله؟”
فأجابت المرأة: “إلى الآن لم يخطأ إليّ أحد، ولهذا أنا أبكي لأن الله قد هجرني لثلاث سنوات ولم يزرني بأي ألم. خلال هذه السنوات، لم يصبني أي مرض، لا أنا ولا ولدي، حتّى ماشيتي لم ينفق منها أي واحد”.
الإيمان الحقيقي والاضطهاد في هذا العالم
ينبغي أن يُضطَهَد الإيمان الحقيقي في هذا العالم. المخلص بنفسه قال هذا الكلام بوضوح وصراحة لرسله.
يقول القديس أبوليناريوس أسقف ييرابوليس، في كتابته ضد المونتانيين الهراطقة:
“فليقولوا لنا أمام الله مَن من كل أنبيائهم، بدءً بمونتانوس وزوجاته، اضطهده اليهود وقتله الأثمة؟ لا أحد. مَن من هؤلاء أبعِد من أجل اسم المسيح وصًُلِب على الصليب؟ أيضاً لا أحد. هل ضُرِبَت أي من تلك النساء بالسياط أو رُجمَت في المجامع اليهودية؟ أبداً ولا”.
ومع ذلك، يريد القديس الأرثوذكسي أن يقول أنه ينبغي بالإيمان الحقيقي أن يُضطَهَد في هذا العالم. الهرطقات بشكل عام أقرب إلى روح العالم الشيطانية، ولهذا السبب العالم والشيطان لا يضطهدان خاصتهما. الاضطهاد بشكل مستمر، خمع استراحات قصيرة بين الاضطهاد والآخر، هو من ميزات الإيمان والكنيسة الأرثوذكسيين.
هذا الاضطهاد موجود عبر التاريخ، من الداخل والخارج، أي من غير المؤمنين في الخارج ومن الهرطقات في الداخل.
No Result
View All Result
Discussion about this post