القيود -قصة وعبرة-

القيود

في قديم الزمان، كان هناك حداد، وكان يتقن مهنته بذكاء. غضب منه الملك يوماً، فوضعه في السجن بدون أي ذنب. فأدخلوه الزنزانة ليلاً وربطوا يديه بسلسلة من حديد. فأخذ الحداد يتفحّص السلسلة الحديدية في الليل، علّه يرى عيبا فيها فيستطيع كسرها. وكان متاكداً من انه سيكتشف نقطة ضعف فيها فيكسرها ويستخدمها للهرب. ولكن، عندما طلع النهار وراى الحداد السلسلة بوضوح، تأكد من انه لن يستطيع قطع السلسلة بكل شطارته وذكائه. لان هذا الحداد الشاطر هو من صنع هذه السلسلة الحديدية واعطاها للملك.

قارئي العزيز: هنالك الكثير من القيود والسلاسل التي تكبل حياتنا من: عادات، تقاليد، طقوس، قوانين، انظمة. علينا ان نتعلم كيف نكون احراراً امامها، لا ان نكون عبيد لها، فكل هذه الامور وجدت لتخدم الانسان لا لتستعبد الانسان فالسبت وجد للانسان وليس الانسان للسبت. لقد ولدنا احراراً وعلينا أن نتعلم كيف نعيش احراراً أيضاً. يا ليتنا ننظر عن قرب بكل ما يكبلنا، ونتفحص سلاسلنا عقدة عقدة. فمن الممكن ان نكتشف باننا نحن الذين صنعنا السلاسل وقيّدنا ايادينا بها.