الحكم رميّاً بالرصاص
يُحكى أن رجلاً إنجليزياً كان يسكن في الولايات المتحدة الأمريكية ثم ذهب إلى كوبا. فلما نشبت الحرب في كوبا قُبض عليه كجاسوس، وأوقعوا عليه أقصى العقوبات، وهو الحكم بالإعدام رمياً بالرصاص. وكان قرار الضباط الأسبان أنه حوكم أمام محاكمنا وثُبتت إدانته فلا بد من تنفيذ الحكم.
فأخذوه إلى موضع تنفيذ الحكم، وحفروا قبره، ووضعوا كفنه بجواره، واستعد الجنديان المنوطان بتنفيذ الحكم لإطلاق النار، ولم يبق إلا صدور الأمر بإطلاق الرصاص. كانت عينا المتهم مغطات في الوقت الذي وصلت فيه على وجه السرعة عربة قنصلي إنجلترا والولايات المتحدة الأمريكية اللذين ما ان نزلا منها حتى أسرعا إلى المكان، وبسرعة البرق لفا المتهم بعلمي إنجلترا وأمريكا، ثم التفتا إلى الحكام الأسبان المنوطين بأمره قائلين:
– هيا أطلقوا عليه الرصاص إن كان بإمكانكم هذا. هيا أطلقوا الرصاص إن تجاسرتم!! هل لديكم الجرأة؟ فلم يتجاسروا لأن وراء هذين العلمين حكومتان كبيرتان من الدول العظمى. وأفرجوا عن الرجل خوفاً من نشوب حرب كبيرة لا تُحمد عقباها.
قارئي العزيز: تخيل أن الشيطان لا يتجاسر أن يشن حرباً عليك مادمت متمسكاً بإلهك. وحتى إن شن حرباً عليك وسقطت في خطيئة ما. فإلهك لا يتخلى عنك. فحتماً سيبسط عليك رايته أي صليبه المحيي، فيخاف الشيطان إذ يراه ناراً تحرقه. أنت محمي بدم المسيح، ومهما سقطت فثق إن دم المسيح يطهر من كل خطية. ومهما كانت خطاياك ومهما عظمت فدم المسيح أعظم منها. فقط أسرع وقم من سقطتك. وارتمي في أحضانه. وإن جريت إليه لا يستطيع الشيطان أن يمسك بسوء.
“…لاَ تَشْمَتِي بِي يَا عَدُوَّتِي، إِذَا سَقَطْتُ أَقُومُ. إِذَا جَلَسْتُ فِي الظُّلْمَةِ فَالرَّبُّ نُورٌ لِي ” (مي ٨:٧).
Discussion about this post