47- الكاثاريون
نبدأ في التعرف عليهم بقراءة جزء من رسالة كتبها عام 1147 افرينوس عميد كاتدرائية ستينفيلد بالقرب من كولون Cologne إلى برنارد رئيس دير كليرفو Bernard of Clairvaux حيث قال (لقد اكتشفنا بيننا جماعة من الهراطقة. وقف اثنان منهم في أحد الاجتماعات وراحا يرددان بعضًا من أقوال السيد المسيح والرسل، وهؤلاء الناس يدعون أنهم وحدهم الكنيسة الحقيقية لأنهم دون سواهم، يسلكون بحسب تعاليم المسيح ورسله، وهم يستخدمون الصلاة الربانية فقط في الذبيحة، ثم يتناولون جسد المسيح ودمه وبالإضافة إلى معمودية الماء يتظاهر هؤلاء بأنهم يعتمدون بالروح القدس ونار، مشيرين بهذا إلى شهادة يوحنا المعمدان وهم ينادون بأن كل واحد من المتمتارين يمكنه أيضًا أن يعمد الآخرين، كما أن كل مؤمن بوسعه أن يصلي على عنصري الذبيحة المقدسة كما أنهم لا يقرون الزواج، (ولا ادري لهذا سببًا).
كما كتب افرينوس أيضًا عن جماعة أخرى يقول (إنهم لا يعترفون بمعمودية الأطفال، وينكرون، الموضوع على المذبح هو جسد المسيح الحقيقي، مدعين أن الكهنة قد فقدوا قدرتهم على التقديس، كما أنهم يشجعون الزواج بأكثر من زوجه واحدة كما أنهم لا يؤمنون بشفاعة القديسين ولا بالصيام، ويقولون أن التوبة هي وحدها طريق الخلاص والغفران، وأنه لا وجود للمطهر لأن نفوس الراقدين تمضي فور موتهم أما إلي الراحة وأما إلي العذاب وقد زاد عدد هؤلاء زيادة عظيمة وانضم إليهم عدد كبير من الكهنة والرهبان).
أما برنارد فكان يكتب ضد العنف ويقول (أنا أشجع غيرة الناس على الكنيسة وتعاليمها وأحيي فيهم تحمسهم في توقيع العقوبات على الخارجين عليها ولكني أرى أن أفضل السبل لمقاومة هذه الحركات هو حث الناس وتحريضهم على طريق التعليم الصحيح ومنه إلي العودة إلي أحضان الكنيسة، أما استخدام القوة أو العنف ضدهم فأنا لا أوافق عليه). وفي وصفه لأولئك القوم كتب برنارد يقول (لو سألتهم عن إيمانهم أجابوك إجابات مسيحية سليمة وعندما يحدثونك لا تسمع عنهم شتيمة أو كلمه نابيه، هم يعملون بأيديهم ليكسبوا قوت يومهم……ومن ثمارهم تعرفونهم، لقد ترك الرجال نساءهم والنساء تركن رجالهن والكهنة الذين اتبعوا تعليمهم تركوا كنائسهم)
وهكذا كان برنارد يشير إلى جماعة كاثاري الذين كانت منهم جماعه في كولون ولم يعترف هؤلاء بسلطان الكهنة أو بالتقليد الكنسي، كما كانوا يعترضون بشدة على زيادة الأضرحة والأماكن المقدسة وعبادة الصور والقديسين، وكانوا في تعليمهم يركزون على الأعمال الصالحة، وبعضهم لم يقر شرعية الحرب والقسم، وكانوا يجوبون الأسواق يعظون التجار ويعلمونهم، وكانوا يحيون حياة مشتركة على نفس أسلوب الكنيسة الأولى وفي عام 1160 توجه فريق منهم من ألمانيا إلى إنجلترا وراحوا ينشرون تعاليمهم هناك.
No Result
View All Result
Discussion about this post