55- من المصلحون: 1) جون ويكليف (1328-1384)
كان John Wycliffe أحد خريجي جامعة اكسفورد وعين أستاذًا فيها، واختير لأن يكون مستشارًا دينيًا للملك في إحدى حفلات خريجي الجامعة اللاهوتية مع البابوية، فكانت هذه بداية عداء الكنيسة له فبدأ يكشف حادة الترف التي كان الإكليروس يحبونها وتورطهم في المشكلات السياسية التي لا شأن لهم بها، وكانت وسيلته في نقاشه معهم أفكار القديس اغسطينوس وفلسفته تعرض أيضًا للضرائب التي كانت تفرضها الكنيسة على الأمراء وذوى النفوذ بدعوى العشور وكان البلاد والملوك غير راضية عن هذا الأسلوب، وفي سنة 1377 طلبه أسقف لندن ليمثل أمامه ليحاكمه ولكن الأمراء والنبلاء وفروا له الحماية، إلا أن البابا أصدر أمر بالقبض عليه، إلا أن الملك حماه في قصره.
آراء جون ويكليف:
1 – هاجم البابا هجومًا عنيفًا ومباشرا عندما قال: إن الكنيسة ليست متمركزة في البابا والكرادلة لكن في شركة المؤمنين حيث يكون المسيح موجودا ورئيسا لها كما أنه ليس للبابا قوة في الربط والحل أكثر من أي كاهن، وعن مسألة الإيمان فإنه لا يجب على أي إنسان أن يتبع البابا أو حتى أحد القديسين إلا عندما يقتدي هؤلاء بالمسيح “لأنه بعد ذلك وصل به الأمر إلى أن وصف البابا بعدو المسيح!
2 – اختلف جون ويكلف مع الكاثوليك بالنسبة لسر الافخارستيا فالأصل هو استحالة الخبز والخمر لجسد الرب ودمه، أما هو فآمن بأن الجسد والدم كانا حاضرين حقًا، لكن لم يكن هناك تحويل وتغيير في الخبز والخمر، وكان هذا أساس فكر لوثر فيما بعد، ولهذا اشتدت معارضة البابا ورجال الاكليروس له. وفي سنة 1382 وقفكبير أساقفة كنتريرى ضد أفكار ويكلف، ومنعه من إلقاء محاضراته في جامعة اكسفورد لكن بسبب حماية أصدقائه له لم يستطيعوا مهاجمته، ومات سنة 1384 ترجم ويكليف الكتاب المقدس إلى اللغة الانجيلزية الدارِجة من لغة الفولجاتا اللاتينية لأن يبدو أنه لم يكن يجيد العبرية واليونانية، إلا أنه بهذا استطاع أن يوصل كلام الله لرجل الشارع والفقير والجاهل الذين كانوا محرومين منه، ولكن كانت المعارضة تصفه بأنه ألقى الدرر قدام الخنازير ” وما لبثت ترجمته هذه أن مُنِعَت في سنة 1408.
ومن كلماته عن الكتاب المقدس ” أنه لا شيء يجب الإيمان به ما لم يكن مؤسسا على هذا الكتاب، ولا يجب إضافة شيء لتعليمة… هذا الكتاب هو الحق الكامل الذي يجب أن ندرسه ويدرسه كل مسيحي، فهو نموذج لكل منظور، وإذا كان التكلف في أكسفورد يتغير في كثير من الأحيان إلا أن الأسفار المقدسة نعم نعم لا لا، فهي لا تتغير أبدا، لأن كلمة الله باقية إلى الأبد.
من جهود ويكليف في الإصلاح أيضًا:
نظم ويكليف فريقًا من “الكهنة الفقراء” الذين تجولوا كارزين في الأرياف، على مثال الوالدانيين، مرتدين أبسط الثياب، يمشون حفاة، وقد ازداد عددهم بعد موته، وأصبح لهم تأثير كبير مكنهم من تقديم مشروع قانون في البرلمان استنكروا فيه وأدانوا رذائل الكنيسة لكن بحلول عام 1401 قويت المعارضة حتى أجازوا قانونا يدين الولاديين باعتبارهم هراطقة فإذا قبض على أفراد منهم كان لابد من إعدامهم حرقا، فمات منهم عدد كبير بهذه الطريقة ومع ذلك بقيت الحركة لعديد من السنين.
Discussion about this post