كتاب
الإقتداء بمريم
لمؤلف مجهول
الكتاب الأول:
الفصل العشرون
عن الثمار الواجب إجتناؤها من التناول لفائدة الحياة
العبد
يا اُم المحبة النقية: إنكِ كنتِ قديسة منذ أول برهة وجودك.ولكن كم عظم تقدمك في القداسة منذ تجسد الكلمة في أحشائكِ! إن وجود يسوع في أحشائكِ لمدة تسعة أشهر ترك فيكِ آثار قداسة لازمتكِ طيلة الحياة. إن فكرة الإنعام السامي الذي جاد به الله عليكِ دفعكِ الى أن تهتمي حتى آخر أنفاسكِ في إيجاد الوسائط وإستخدام كل الفرص للأعراب عن شكرك ِ له عز وجل.
مريم
إن مثليّ يخزيك يا بني. إنك تقتبل إله كل القداسة بواسطة التناول، مع ذلك فكم أنت بعيد عن هذه القداسة تناول واحد هوكاف ليغمرك بحرارة كل القديسين، مع ذلك فتناولاتك تتركك دائماً في وسط رخاوتك. إنك لا زلت تستخدم التحفظات الكثيرة مع الله الذي يعاملك بهذه الطريقة حين يفيض عليك نعمه. نعم إن حضوره فيك أثناء تناولك إياه يثير فيك أشواقاً عظيمة نحوالفضيلة ويحرك فيك وعوداً بهذا الخصوص. ولكن سرعان ما تضمحل هذه الأشواق وهذه الوعود!
يابني! إنك لا تجسر أن تعامل هكذا عظماء الأرض الذين يشرفونك بزيارتهم. عندما يكون الإنسان متأثراً بإحسانات صديقه كم يكون مستعداً للإعراب عن شكره له، ولاتستقر المحبة مالم تجد الوسائط لذلك. أفهل ترضى بأن تفوتك هذه فرصة الفضيلة التي كان يستفيد منها القديسون بعد التناول ليعربوا ليسوع عن جزيل شكرهم عما حباهم من نعم غزيرة؟
إنه يطلب منك فوق كل شيئ سهراً على العواطف، فتجعلها كلها له دون إستثناء واحدة منها. إذا كنت يقظاً بإعتناء على ذاتك بعد التناول ستتمكن من المحافظة على حرارتك التي كانت لك أثناء التناول. وهذا السهر بعد كل تناول هو خير إستعداد يمكنك أن تفعله لتناول جديد.
العبد
أيتها العذراء القديسة مثال كل فضيلة: إنني أشعر بجزيل خزيي وأنا ماثل أمام قدميك ِ بسبب رخاوتي ونكراني الجميل! إستمدي لي من يسوع كي يتنازل فينظم حركات قلبي ويوجهها كلها نحوه كل مرة إحتل هذا القلب بواسطة التناول. لينزع مني هذا قلبي التعيس غير اللائق به، وليخلق في ّ قلباً جديداً! ليمنحني قلباً شبيهاً بقلبكِ، أعني قلباً سخياً ليناً أميناً معه، مثلما أن قلب يسوع أمين معنا.
No Result
View All Result
Discussion about this post