كتاب
الإقتداء بمريم
لمؤلف مجهول
الكتاب الثاني:
الفصل الخامس عشر
عن كيف وأين يجب أن نفتش على يسوع بعد أن يكون الحظ قد أتعسنا بفقده
ما إن شعرت مريم بفقد يسوع حتى بادرت مجدة في التفتيش عليه، أولاً بين الأقارب، وثم في أورشليم حيث أسعدها الحظ في أن تجده. وكان فرحها في رؤيته موازياً للاضطراب الذي سببه لها فقده. يا نفسي: إنك قد فقدت يسوع مراراً، فاقتفي أثر هذه الام الحنون باسراعك في ترك كل شيئ على مثالها لتجديه. اطلبيه بتحسراتك ودموعك من الخلائق كلها، من السماء والأرض، من نور النهار وظلمات الليل. يفتش الإنسان على يسوع، وغالباً لا يجده لأنه لا يفتش عليه كما يجب. ويظهر من طريقة التفتيش عليه كأن الذي يفتش عليه لا يروق له أن يجده. إن استعدادك للتفتيش عليه واجتهادك في أن تجده يجب أن يكون إعراباً صحيحاً عن ألمك الناجم عن فقده. ولكن: أين ستجده؟ هل في وسط العالم؟ إن يسوع هو عدوه الألد.
لاتظن منخدعاً بأن اللحم والدم سيساعدانك على أن تجده. إن مريم لم تجد يسوع عن الأهل والأقارب راجع كلام الإنجيل. اسأل القديسين، أطلب من خدام الرب، وهم يقولون لك أين ينوجد. إنك تجد يسوع حيث وجدته مريم، في الهيكل، في بيت الصلاة، في وسط الخدمات الدينية، بصحبة خدام الرب وعبيده، تجده أيضاً في الخلوة، وخاصة في خلوة القلب أعني في هدوء الأميال والتأمل. أي هناك يدعوك هو بذاته لتسمع صوته وكلمات الحياة الخارجة من فمه. هناك فتش ولازال يفتش عليه كل الذين أرادوا الدنو منه بإرادة صادقة، سواء كان ذلك بعد أن ابتعدوا عنه بتيه حياة أثيمة أوبعد أن فقدوه بتراخيهم وتشتيت أفكارهم الارادي. ويا ما أعظم حلاوة السلام الذي ستشعرين به يا نفسي حين تجدينه! وهل في الإمكان أن نشعر بسعادة ما حين نكون بعيدين عن يسوع؟ من وجد يسوع بعد فقده تحقق باختباره على أنه كان يساوي التعب في التفتيش على كنز كذا عظيم.
No Result
View All Result
Discussion about this post