كتاب
الإقتداء بمريم
لمؤلف مجهول
الكتاب الثالث:
الفصل الحادي عشر
عن أنه وإن كانت التسلية تتبع المحنة إلا أنه يجب أن نعرف كيف نتألم بلا تسلية
العبد
افرحي يا سلطانة السماء لأن الأبن الذي استحقيت أن تحمليه في أحشائك، وموته سبب لك كل هذه الدموع، لقد قام كما قال! ألأ أهنئي بمحادثاته الباطنية التي سيمتعك بها حتى اليوم الذي فيه يصعد إلى السماء. حقاً أنه لمن العدل أن تشتركي بثمار قيامته أكثر من أي شخص آخر، لأنك أكثر من أي شخص آخر قد أشتركت بآلامه. كم كان فرحك وعزاؤك عظيمين عندما رأيته في أبهى مجده ولاهوته! ها إن دموعك قد جفت، واندمل قلبك العميق، وزالت أحزانك المؤلمة.
مريم
يابني: إن الرب مع أصدقائه في الشدة ليقويهم بوسم نعمته ويعقب الشدة عندما يريد بالعزاء والسلوان، والمرارة بالحلاوة. وقد جرب ذلك الملك والنبي داؤود فصرخ قائلاً: بسبب كثرة أوجاع قلبي قد أنقذت تعازيك نفسي. ويؤكد أيضاً بأن الرب إذا أسلم الرجل البار للعاصفة فسرعان ما يعيد إليه السلام.
العبد
إنك يامريم القديسة عارفة بالآلام التي أكابدها منذ زمن طويل، ومع ذلك فلم أجد تعزية أوتسلية.
مريم
يابني: أنك لست عارياً عن كل تسلية لمجرد أنك لاتشعر بتسلية حسية. أوليست تسلية قوية لك أن تفكر بأن الشدة تجعلك شبيهاً بيسوع وتضعك على طريق السماء؟ إن لله مقاصده الخاصة عندما يجعل عبيه يتألمون دون ان يتذوقوا العزآء الذي تنشده أنت، ومن القديسين من قد عبر في براري يابسة ماحلة دون أن يجد قطرة واحدة من هذا ندة التسلية! لا يليق بأحباء يسوع أن يتشبهوا بأحباء العالم الذين لا يتحملون في سبيل أصدقائهم ألا بقدر ما يؤملون المكافأة منهم. أتكل في كل شيئ على العناية الآلهية التي لا تبخل عليك بالتعازي متى كان ذلك ضرورياً أومفيداً لك. لك في الآمك نعمة يسوع المقوية، ونعمته تكفيك.
إن القديسين الذين كان يسوع يتركهم يتألمون بلا تعازي حسية كانوا يتسلون مفكرين بأن حرمانهم من هذه التعازي الحسية ينقي محبتهم أكثر فأكثر من أي غرض. فأنتظر قليلاً يابني: انتظر قليلاً مفاعيل وعود يسوع للمتألمين. إنه يعد لك في السماء فيض كل الحلاوات وكل الخيرات. وثم، هل لخاطئ مثلك أن يطلب التعزية؟ أنه لمن أعظم المسليات للخاطئ أن يفكر بأنه حين يتألم بلا عزاء يتمكن من أن يكفر أكثر فأكثر عن خطاياه.
No Result
View All Result
Discussion about this post