كتاب
الإقتداء بمريم
لمؤلف مجهول
الكتاب الرابع:
الفصل السابع
عن مقدرة العذراء مريم لدى الله لفائدة البشر
إن مريم هي ابنة الآب الأزلي المحبوبة وأم الابن وعروسة الروح القدس. تعمق ياهذا في فهم هذه الحقائق فتتكون لك عن مقدرة مريم أفكار وتصورات لا تقبل من مزيد. ماذا عسى أن تكون قدرتها على قلب الآب الأزلي هي ابنته التي لا عيب فيها والأكمل في نظره بين سائر المخلوقات متجمعة سوية؟ لقد خولها في السماء قدرة توازي ملئ النعم التي أغناها بها على الأرض. وهل يمكن ألا يستجيبها هي التي أضحت له أماً حقيقية على مثال ما لسائر الأمهات بالنسبة إلى البشر؟ إنها تقدر بصلواتها على ما يستطيعه الابن بقدرته الشخصية، هذا هوتعبير الآباء القديسين، والشك في قدرتها على نيلها لنا النعم الضرورية من الله معناه الشك فيما إذا يحترم الأبن أمه! إن سليمان كان يقول لبتشابع بأنه من العدل أن يصغي إليها مستجيباً لأنها أمه، أفهل يمكن لمريم أن تجد جواباً مخالفاً لهذا أمام منبر الله حيث لها من الحقوق المقدسة والعظيمة مايفوق بالآف المرات حقوق بتشابع؟ عندما نلتمس من الرب أن يمنحنا بشفاعة القديسين كي نحبه مثلما أحبوه هم فثقتنا بهم تحمل الرب على أن يكون مستجيباً. وأما عندما نطلب منه ذلك بشفاعة مريم فمرتبتها ودرجتها بصفتها أما ً له تتكلم عوضنا. إنه تعالى، بمشيئه غير المدركة، أراد أن يخضع لها حين كانت على الأرض، أفهل من الممكن أن يتناقص تقديره إياها الآن وهي تملك معه في السماوات؟ لقد أقامها على كافة خيراته ويريد ألا توزع علينا هذه الخيرات ألأ بواسطتها. وإذا كان لكل عروسة محبوبة تأثيرها العظيم على قلب عريسها، فمريم عروسة الروح القدس تقدر أن تلين قلب هذا العريس الإلهي نحونا وأن تنال لنا منه أعظم المواهب. لقد أقامها الرب ملكة على السماء والأرض، لذا زودها بسلطة تتناسب مع هذه المرتبة، فالملكة التي ليس في مقدروها إغاثة البؤساء وإسعاد الناس عبثاً تلقب باسم الملكة.
لقد فعل الرب كثيراً من المعجزات الباهرة إجابة إلى طلب القديسين، أفهل يصعب عليه عمل ذلك إجابة إلى طلب من هي ملكة القديسين؟ أيتها البتول المباركة، إنني أضع نفسي بكليتها تحت حمايتك واثقاً بمقدرتك لديه تعالى. إن هذه الحماية أكيدة ولن تخلف، وقديرة في التغلب على كل الصعوبات. وعامة شاملة لا يستثنى منها أحد. إنني أختارك لي وسيطة لدى ربي أنا الابن الذي أذنبت إلى أبي وأضحيت غير أهل لأن يصغي إلي من بعد الآن. فتنازلي يا أم ربي واسهري على سيرتي مسددة خطواتي دائماً وفي كل مكان، حيث أن الأخطار الزمنية والروحية تعترضني في كل زمان ومكان أيضاً. والتمس خاصة حمايتك لذلك اليوم المحتوم الذي لا زمن بعده ولانعمة ترجى من بعده، لتلك الساعة الحرجة الحاسمة التي ستضع ختاماً لسعيي وبداية لأبديتي. واتكالي عليك وثقتي بك لا يعنيان بأنني سأستسلم من الآن فصاعداً للتهاون الأثيم. أن هذا ليس من روح عبيدك. أريد أن أقدر عنايتك بي حق قدرها متكلاً في هذا على نعمة يسوع التي استمدها بشفاعتك، وأن أشتغل بالاتحاد معك لأتمكن من الوصول إلى هذا موطن السعادة الأبدية الذي تبتغينه لكافة عبيدك.
No Result
View All Result
Discussion about this post