كتاب امجاد مريم البتول
القديس ألفونس دي ليكوري
الممارسات المتنوعة لتكريم مريم البتول
التكريم السادس: في العبادة للبتول الكلية القداسة بحمل ثوبها في عنق المتعبد له
إنه كما أن الأنام الإشراف المتقدمين في الوظائف المدنية يفتخرون في أن خدامهم يتردون بتلك الأثواب الحاوية علامات شرفهم أم وظائفهم، فهكذا والدة الإله تسر بأن عبيدها وخدامها يحملون أثوابها المكرسة معلقةً في أعناقهم ، علامةً لتكريمها وللتعبد لها مشرفين في خدمتها. فالأراتقة المحدثون حسب عادتهم يستهزئون بهذه العبادة، ولكن الكنيسة المقدسة قد أثبتت عبادة ثوب السيدة بمراسيم ومناشير رسولية عديدة ذات أنعاماتٍ وغفراناتٍ سخية. فالأب كراسات، ومثله لاتسانا يخبران بتكلمهما عن ثوب سيدة الكرمل، بأنه نحو سنة 1251 قد ظهرت والدة الإله للطوباوي سمعان سطوكيوس، الذي من بلاد انكلترا، وإذ أعطته ثوبها بالصورة المصنوع بموجبها ثوب السيدة، قد قالت له أن أولئك الذين يحملون في أعناقهم هذا الثوب ستخلص أنفسهم من الهلاك الأبدي. وهذه ألفاظها عينها هي:” أقتبل مني يا ابني العزيز هذا الثوب الذي هو الأسكيم، علامة لأخويتي التي هي رهبنتك، وهو أختصاصٌ لك ولجميع الرهبان الكرمليتانيين. فكل من يموت وهو حاملٌ في عنقه هذا الثوب، فلا يحترق في النيران الأبدية”. ثم أن الأب كراسات عينه يبرهن، بأن هذه السيدة المجيدة قد ظهرت مرةً أخرى للحبر الأعظم يوحنا الثاني والعشرين، وأمرته بأن يعرف أولئك الذين يحملون ثوبها المذكور، بأن أنفسهم عتيدةٌ أن تخلص من العذابات المطهرية، في نهار السبت الأول الذي يأتي بعد موتهم. حسبما أوضح ذلك هذا الحبر الروماني نفسه في منشوره الرسولي الذي أشهره بعد هذه الرؤيا، المثبت فيما بعد من الباباوات ألكسندروس الخامس، وأكليمنضوس السابع وغيرهما. ونحن قد أوردنا في الوجه 265 من هذا الكتاب كيف أن الحبر الأعظم بولس الخامس يشير الى جميع ما تقدم عنه القول، وكأنه يفسر مراسيم سلفائه بشرحه الشروط التي بموجبها تكتسب الغفرانات الممنوحة لهذه العبادة، وهي حفظ العفة بقدر استطاعة كل إنسانٍ في دعوته، وتلاوة الفرض الوجيز المختص بوالدة الإله، وأن الذي لا يمكنه أن يتلو هذا الفرض، فيحفظ قلما يكون صيامات الكنيسة، ممتنعاً عن أكل اللحم نهار الأربعاء. وأما الغفرانات الممنوحة لأولئك الذين يحملون ثوب سيدة الكرمل، ومثله ثوب أحزان العذراء، وثوب سيدة النجاة، وخاصةً ثوب الحبل بها بلا دنس. فهي غفرانات لا تحصى عدداً، كاملةً وغير كاملةٍ، يوميةً وشهريةً وسنويةً، في مدة الحياة وساعة الموت. وأنا أتعزى بأني مشتركٌ في هذه الأثواب كلها. ويلزم أن أنبه هنا، بأن الثوب المختص بالحبل بهذه السيدة البريء من الدنس، الذي يبارك من كهنة جمعية التياتيين، فما عدا الغفرانات الخصوصية الممنوحة له، توجد أيضاً معطاةً للذين يحملون هذا الثوب المبارك منهم الغفرانات الأخرى كلها، الموهوبة لجميع الرهبنات، ولسائر أمكنة التقوى، ولكل الأشخاص مجملاً ومفرداً، لا سيما إذ تلى حاملون هذه الأثواب الست مراتٍ: أبانا الذي: والسلام لك: والمجد للآب: تكريماً للثالوث الأقدس، وللحبل بالعذراء البريء من الدنس، فيكتسبون كل الغفرانات المعطاة من مدن روميه، وأسيزي، وأورشليم، وغاليتسيا. وهذه تبلغ إلى أربعماية وثلاث وثلاثين غفراناً كاملاً، ما عدا الغفرانات الغير الكاملة الفائقة الإحصاء، فهذا كله أخذناه عن صكٍ مطبوع من هؤلاء الآباء التياتيين. حيث تورد فيه هذه الغفرانات بالتفصيل.*
Discussion about this post