كتاب الإكرام الحقيقي للعذراء مريم
القديس لويس ماري غرينيون دي مونفورت
1– في ضرورة تكريم العذراء مريم
أَقُرُّ مع الكنيسة جمعاء بأن مريمَ هي خليقةٌ محضة، صدرَتْ عن يدي العلي وتظل أقلَّ من ذرَّة، أو بالأَحرى هي لا شيء إذا ما قارّناها مع جلاله غير المتناهي، لأنَّه هو وحده هو «ذاك الذي هو» (خروج 3: 14) وبالنتيجة، إنَّ هذا الربَ العظيمَ المستقلَّ دائماً الكافي لذاتِه، لم يحتاجْ ولن يحتاجَ مطلقاً الى مريم لإنجاز إرادتِه وإظهارِ مجدِه يَكفيه أَنْ يريدَ ليعمَلَ كلَّ شيءٍ. ومع ذلك فبافتراض الأمورِ في واقع حالِها، أَقولُ ما دامَ الله قد إرادَ بدءَ أعماله الكبرى وإنجازَها بواسطةِ مريمَ منذ خَلقِها، لنسلَّمَ بأنَّه لن يُغيَّرَ خطتَه الى الأبد، لأنه إلهٌ، لا يغيّر شعائرَه أبداً.
No Result
View All Result
Discussion about this post