الفصل الثاني: نص الكتاب المقدَّس
1- المقدِّمة:
1- الكتابة القديمة:
إنَّ دراسة الكتاب المقدَّس كنص، لا تختلف عن دراسة أيَّ كتاب قديم؛ ففي جميع الكتب القديمة نلاحظ وجود مشاكل عديدة لدراستها. فالكتاب المقدَّس ليس مختلفاً كثيراً عن الكتب المختلفة عنه. الكتاب المقدَّس بدأ يُكتب كنصوص بعهد موسى ومن بعده الأنبياء، ولم يصل إلينا نصٌّ متكامل إلاَّ في عهد عزرا ونحميا. والهدف من دراسة هذا الجزء هو إيجاد حلول للكثير من الغموض، من التناقض، وكلمات غير مفهومة أو غير واضحة. ونحن نؤكِّد أنَّ النص حُفظ بأمانة أقلَّه بالجوهر، فجوهر الكتاب المقدَّس لم يتغير ولم يتحرَّف.
2- طريقة استعمال البردي:
ابتدأت الكتابة على أوراق البردي، وأول ما كتب هو (جمل، بركات، وصايا…)، وكانت الكتابة بالحبر والريشة بشكل غرز. ومن ثمَّ صاروا يكتبون على جلود الحيوانات أو على النسيج لأنها كانت تتحمَّل أكثر، وكانوا يحافظون عليها بواسطة ملفات (الكتابة على الورقة من وجه واحد)، وبعد ذلك أصبحوا يستخدمون الورقة ذاتها ولكن على الوجهين، ويضعون الأوراق فوق بعضها ومن ثمَّ يلفُّونها بخيط.
3- مشكلة النسخ:
إنَّ النصوص كانت موجودة على ورق غير مجمَّع، وبما أنَّ النصوص هي كلمة الله ويجب المحافظة عليها؛ هذا أدَّى إلى جعل الكتَّاب ينسخون نصوص الكتاب المقدَّس. ومن هذه النسخ ظهرت لدينا عدة مشاكل بالرغم من الدقة التي كان يقوم بها الناسخون عن قصد أم عن غير قصد.
– أما من ناحية المفردات فقد كانوا ينقلون الكلمة خطأ، أو لا يفهمون هذه االكلمة، وهذا ما جعلهم يستخدمون كلمات قريبة من المعنى.
– مشكلة الرموز: كان الكاتب يكتب بالمختصرات، فلكل كلمة رموزها الخاصة، وذلك بسبب قلَّة الورق وقلَّة الحبر وقلَّة الوقت. . فالذي كان ينسخ كان لا يفهم دائماً الرموز المكتوبة، ومن أجل ذلك كان يبحث عن كلمة بحسب الوحي ليعبِّر عنها بالنص.
– التغيير الإرادي (عن قصد): بمعنى أنَّ الكاتب وهو يقرأ كان يرى أنَّ هذه الكلمة غير مناسبة لعصره فكان يغيِّر حرفية الكلمة وإنما الجوهر يبقى ثابتاً؛ وبرجوعنا إلى النص الأصلي نرى أنَّ التناقض غير موجود.
4- الهدف من الدراسة النقدية:
الهدف من هذه الدراسة النقدية هو إعادة بناء ممَّا تشوَّه من النصوص إما بسبب العوامل الجغرافية أو التاريخية أو الطبيعية، أو أنها اهترأت على مدى الزمن؛ ولكي يتمُّوا هذا العمل كانوا يجمعون كل النسخ الممكن جمعها ليستطيعوا تركيب النص، وهكذا أصبح لدينا التقليد الكتابي والذي مهَّد لوجود التقاليد الأربعة.
2- النص العبراني والآرامي للعهد القديم بالإضافة إلى النص اليوناني:
1- إنَّ لغات نص العهد القديم هي العبرانية:
وبهذه اللغة كُتب كل العهد القديم ما عدا أجزاء كُتبت باللغة الآرامية؛ فالآرامية هي لغة أرض كنعان والتي تبنَّاها اليهود بعد خروجهم من مصر. فحتى ولو كان هناك تقاليد شفهية آرامية فالكتابة كانت بالعبرية. ونتأكد من ذلك بما وجدناه من مخطوطات في رأس شمرا وتل العبرانية (تمَّ اكتشاف هذه المخطوطات بيين سنة 1800-1928-1945).
– اللغة الآرامية: هي لغة قريبة من اللغة العبرية، وحديثاً صار اسمها اللغة السريانية، كما أصبحت لغة اليهود بعد الرجوع من السبي؛ ولكن اللغة العبرية هي التي ظلَّت اللغة الرسمية، لغة القراءة والكتابة والدراسة. ونحن عندما نفتح الكتاب المقدَّس لا نرى فيه أجزاء مختلفة اللغات بل كل الأجزاء هي بالعبرية، فكانوا يتكلَّمون الآرامية ويكتبون بالعبرية.
– اللغة اليونانية: عندنا سبع أسفار كتبت باللغة اليونانية (الهلِّينية، لغة المستعمرات)، وهي: سفر الحكمة، سفري المكابيين، سفر يهوديت، سفر طوبيا، سفر باروك، سفرسيراخ، أجزاء من دانيال، أجزاء من أستير.
2- حقبات تكوين الكتاب المقدَّس:
الحقبة الأولى: من بداية الكتابة في القرن 13 قبل الميلاد – القرن الأول قبل المسيح. كان عندنا النسخ والإختلافات والإضافات والحذف، وكانت تنسب الإختلافات إما إلى حرية الكاتب أو إلى الخطأ.
الحقبة الثانية: من بداية القرن الأول قبل المسيح – القرن الخامس بعد المسيح. بهذه الحقبة صار عندنا تركيب نص التوراة وسفر أشعيا وملف الأنبياء الإثني عشر، وبعد ذلك بدأ عندنا نسخ الأحرف الصوتية من الحروف اليونانية والآرامية وتركيبها على الأحرف (العبرانية)، وبعد ذلك تمَّ تحريك الأحرف، فأتوا بالحركات من اللغة الآرامية المأخوذة من اليونانية.
الحقبة الثالثة: من القرن الخامس بعد المسيح تقريباً – إلى القرن التاسع بعد المسيح. تثبَّت النص العبراني الآرامي في هذه الحقبة بشكله الأخير، وابتدأ عندنا شيء اسمه النص الماسوري؛ وقبل ذلك كان النص العبراني غير المحرَّك هو السائد والمستعمل. ويعود الفضل بالتحريك إلى الماسوريين أي (التقليديين)، ففي سنة 700م تقريباً ظهر عندنا أشخاص دعوا بالماسوريين من فعل (ماسار) أي (نقل)، وبمعنى آخر هم الذين ينقلون التقاليد الشفهية والكتابية؛ فبعد تجميع الوثائق والأسفار قالوا بوجود أخطاء في القراءة والفهم. ففي سنة 700م تقريباً بدأوا بوضع النقاط على الحروف حتى يكون اللفظ ثابت. فمن سنة 700م تقريباً – 900م تقريباً تمَّ تثبيت الأحرف الصوتية ونشأ عندنا النص الماسوري (العبراني المشكَّل).
ملاحظة: النص الماسوري لم يتضمَّن السبع الكتب القانونية.
النص السبعيني: (الترجمة السبعينية): في القرن الثالث ق.م كان ملك الإسكندرية ينظِّم مكتبة كبيرة في مملكته، فأرسل بطلب شيوخ أرض كنعان للمجيء إليه، وذلك لكي يترجموا له الأسفار التشريعية (تكوين، خروج، عدد، أحبار، تثنية). فقام المسؤولون اليهود وأرسلوا 72 شيخاً إلى الإسكندرية، وهنالك بدأوا بترجمة كل الكتاب المقدَّس لأنهم رأوا أنَّ معظم اليهود الشتات لم يفهموا الكتاب المقدَّس كما هو. فترجموا الكتاب المقدَّس من العبرانية والآرامية إلى اليونانية، وانتهوا من ترجمتهم خلال 72 يوماً، وكانت الترجمة قريبة ومطابقة وبوحي من الله واعتبرت ترجمةً مقدَّسةً، وقد استعمل تلك الترجمة كل يهود الشتات. وبعد ذلك أُكمل العمل على الترجمة السبعينية 300ق.م – 100ق.م، ونشأ عندنا سبعة كتب كُتبت بالإسكندرية بالللغة اليونانية وهي الكتب القانونية.
فالإلهام والوحي لم ينتهِ في فلسطين، بل الله أكمل وحيه وإلهامه في الإسكندرية أيضاً، وكان آخر كتاب كُتب هو سفر يشوع بن سيراخ 120ق.م تقريباً.
3- الكودكس والطبعات:
CODEX (مخطوطات قديمة يمكن أن تشمل الملف والكودكس). إنَّ الكنيسة درست 2000 مخطوط أو كودكس من عشرات الألوف، ومعظم الكودكسات التي درستها تعود إلى القرن الربع عشر ب.م. وأهم تلك المخطوطات “الكودكسات”:
– مخطوط الأنبياء: وجد هذا المخطوط في مصر، في مدرسة موسى بن أشير، وكتب سنة 895.
– مخطوط حلب: يوجد فيه كل العهد القديم، وكتب في منتصف القرن العاشر 950 تقريباً، واستخدمه اليهود ليصلحوا كتابهم المقدَّس المستعمل حالياً في الجامعة العبرية بالقدس.
– مخطوط الأنبياء الثاني: :ُكتب سنة 916م تقريباً، الحروف في هذا المخطوط مشكَّلة ولكن على الطريقة البابلية (التحريك من فوق). – مخطوطات الجيزة في مصر:
– اكتشافات قمران: وفيها كل العهد القديم ما عدا سفر أستير الذي كُتب ما بين القرن الثالث ق.م والقرن الأول ق.م. أما أهم الطبعات للنص الماسوري فهي “الكتيل” Kittel، وهو موجود في شتوتفارت بألمانيا.
أمَّا أهم الكودكسات فهي:
1- الكودكس الفاتيكاني: رمزه (B)، موجود في المكتبة الفاتيكانية، ويعود إلى القرن الرابع الميلادي.
2- الكودكس السينائي: رمزه (S)، موجود في دير القديسة كاترين في سيناء، وموجود أيضاً في المتحف البريطاني، كتب في بداية القرن الرابع الميلادي.
3- الكودكس الإسكندري: رمزه (A)، وهو من القرن الخامس، يحتوي معظم أسفار العهد القديم، وموجود في المتحف البريطاني في لندن.
4- كودكس مار أفرام: رمزه (C)، من القرن الخامس، يحتوي على بعض الأجزاء الحكمية من العهد القديم، وانتقل من الشرق إلى إيطاليا في القرن السادس عشر، ومن ثمَّ نُقل إلى المكتبة الوطنية في باريس.
3- ترجمات الكتاب المقدَّس:
1- الترجمة السبعينية:
تعتبر هذا الترجمة مقدَّسة ملهمة وموحى بها من قِبَلِ الله، أهمية هذه الترجمة: أنها نقلت كتب الشريعة بأمانة ودقة تامتين، أما بالنسبة للكتب التاريخية فأحياناً نرى فيها المعنى الجوهري أكثر من الترجمة الحرفية، فترجمة أسفار المزامير والجامعة ونشيد الأناشيد والأنبياء، يسمُّونها أو تدعى ترجمة خدمة الشعب ولكن فيها بعض الغموض. ونلاحظ في كلٍّ من سفر أيوب والأمثال الكثير من الحرية المقصودة بالترجمة. وهذه الترجمة مهمة بالنسبة لنا لأنها:
– ظلَّت لزمنٍ طويل النص الوحيد المستعمل لليهود والهلِّينيين (اليهود الموجودين في المستعمرات اليونانية).
– تعتبر أكبر ترجمة في ذلك العصر.
– والأهمية الكبرى لهذه الترجمة هي أنَّ كل كتَّاب العهد استعملوا هذه الترجمة في استشهاداتهم، وكل الكنيسة الأولى كانت تستعمل النص السبعيني، وبعد ذلك كل آباء الكنيسة الذين كتبوا استخدموا باستشهاداتهم النص السبعيني؛ وفي الإحتفالات الليتورجية كان كتاب القراءات مأخوذ من النص عينه.
2- ترجمات من النص السبعيني:
1- اللاتينية القديمة: في بداية المسيحية وبعدَّة مراحل.
2- القبطية الجنوبية (الصعيدية).
3- القبطية الشمالية (البوحارية).
4- الأرمنية حوالي سنة 440 تقريباً.
5- السريانية (ترجمات عدَّة)، سريانية قديمة كانت مستعملة في آشور وبابل، وسريانية كانت مستعملة في فلسطين، من القرن السادس فالسابع حتى الثامن.
3- ترجمات أخرى للعهد القديم (من النص الأصلي، عبري، يوناني):
1- الترجوم.
2- السريانية.
3- الترجمات العربية.
4- الترجمات اللاتينية.
1- الترجوم:
هو الكتاب المقدَّس المترجم من العبراني للآرامي، ولا دخل له بالنص السبعيني. ترجم في القرن السادس قبل الميلاد، ويسمَّى الترجوم وليس الكتاب المقدَّس. يوجد لدينا ثلاث مجموعات بالترجوم:
– التوراة (الشريعة).
– الكتب التاريخية والأنبياء.
– الكتب التعليمية والشعرية.
2- الترجمة السريانية:
عندما تكوَّن الكتاب العبراني للعهد القديم تُرجم بسرعةٍ للسريانية، وذلك بسبب احتلال البابليين للمنطقة. وفي القرن الثاني للميلاد ظهرت لدينا وبشكل شبه كامل الترجمة السريانية المسماة (البشيتا)، وهي اللغة المستعملة في عصرنا هذا؛ والترجمة السريانية مأخوذة من النص العبراني ولكنها تأثرت كثيراً بالنص السبعيني، وكانوا يعتبرونه نصاً أصلياً لا نصاً مترجماً، لأنَّ فيه سبعة أسفار أصلية كتبت باليونانية مباشرةً.
3- الترجمات العربية:
في القرون الوسطى من 400م – 1500م تقريباً؛ ترجمت مباشرةً من اللغة العبرية أو اليونانية أو السريانية، وأهميتها تأتي من أنها أحدث نسبياً من الترجمات القديمة ففيها دقة أكثر في اختيار الكلمات والمصطلحات؛ فقد كان من الصعب قديماً تحديد الكلمات والمصطلحات بدقة.
4- الترجمات اللاتينية:
– الترجمة “اللاتينية القديمة” (Veturlatina): ترجمت بشكل مباشر من السبعينية، وانتهت هذه الترجمة في القرن الثاني الميلادي؛ أما أهم الترجمات فكانت في منطقتي شمال إفريقيا وإيطاليا.
– الترجمة “الشائعة” (Vulgata): انتهت رسمياً في القرن السادس عشر، كما أنَّ المجمع التريدنتيني المنعقد سنة 1564 قال بعدم وجود ترجمات لاتينية كثيرة، وبوجود ترجمة لاتينية واحدة هي “الشائعة”، والتي تستطيع فهمها جميع الشعوب. وكلمة شائعة تعني نشر الكلمة إلى كل العالم، كما أنَّ كل الترجمات الأجنبية الحديثة تستعمل وتستخدم ال Vulgata كنصٍّ أصلي.
4- نص العهد الجديد:
تؤكد الدراسات أنَّ إنجيل متى الأصلي كُتِبَ باللغة الآرامية، وبما أنه فُقِدَ تماماً فنعتبر نحن أنَّ النسخة اليونانية هي الأصلية، ونعتبر أيضاً أنَّ العهد الجديد بأكمله كتب باليونانية، وكل كتَّاب العهد الجديد مختفين تماماً؛ أي أننا لا نعرف بالتحديد من كتب هذا النص أو ذاك. فلا متى الذي كتب ولا لوقا ولا مرقص ولا يوحنا وإنما تلاميذهم هم الذين كتبوا، ويمكن أن نعتبر أيضاً أنَّ النسَّاخ كناسخٍ أصلي.
1- عدة شواهد مباشرة وغير مباشرة لنصوص العهد الجديد:
الشواهد المباشرة:
– الكودكسات البرغامية : (على جلود الحيوانات )، وهي شبه كاملة .
– الكودكسات على البردي : عددها يقارب81 ، وهي شبه كاملة .
– مجلَّد القراءات : (المستعمل بالليتورجيا ) .
– نثرات أو كسرات فخارية : (توجد عليها بصوص العهد الجديد ) .
الشواهد غير المباشرة:
– النصوص الموازية للنص المقدس :إستشهاد الكتَّاب القدماء بكلمة الله .
2- المخطوطات الرئيسية للعهد الجديد:
أ- مخطوطات البردي: ومعظمها من القرن الثاني والقرن الثالث بعد المسيح.
ب- المخطوطات البرغامية: ومعظمها من القرن الثالث والرابع بعد المسيح.
أ- مخطوطات البردي:
عدد مخطوطات البردي يبلغ الثمانين مخطوط تقريباً، سبعة منها قديمة جداً، وقد كُتبت في مصر. أما أهم المخطوطات فهي:
– مخطوط بردي ريلاند، رمزه (ب52)، اكتشف في أواسط مصر سنة 1920، وهو أقدم مخطوط إنجيلي وصل إلينا، كما أنَّ معظم الآيات التي فيه هي من إنجيل يوحنا. وهو محفوظٌ بمدينة مانشستر في بريطانيا.
– مخطوط بردي بودمر: رمزه (ب66)، اكتشف في مصر على شكل كودكس، ويعود تاريخه إلى سنة 150م تقريباً، كما أنه يحتوي على (14) فصل من إنجيل يوحنا، وبعض الأجزاء المتبقية من يوحنا محفوظة في جنيف.
– مخطوط بردي بودمر: رمزه (ب75)، اكتشف في مصر ، ويعود تاريخه إلى القرن الثالث تقريباً، وفيه حوالي (51) ورقة، يتضمَّن جزء من إنجيل لوقا وأول (14) فصل من إنجيل يوحنا، وهو محفوظٌ في جنيف.
– مخطوط بردي شستربيتي: رمزه (ب45) ، و (ب46)، اكتشف بالقرب من القاهرة، ويعود تاريخه إلى القرن الثالث تقريباً، كما أنه يحتوي على جزء كبير من الأناجيل وأعمال الرسل (ب45)، أما (ب46) فيحتوي على قسم كبير من رسائل الرسول بولس؛ وهذان المخطوطان موجودان في دبلن بإرلندا.
– مخطوط بردي ميشيفان: رمزه (ب37)، اكتشف سنة 1570م، ويعود تاريخه إلى القرن الثالث الميلادي تقريباً، يتضمَّن جزء من إنجيل متى؛ وهو محفوظٌ بميشيفان في أمريكا.
ب- المخطوطات البرغامية:
Discussion about this post