الفصل الرابع تفسير الكتاب المقدَّس
س- من يفسِّر؟ وكيف يفسِّر؟ وماذا يفسِّر؟.
تفسير الكتاب المقدس هو علم مقدس له قواعده المعينة، مستندة بالأساس على يسوع المسيح المفسِّر الأول للكتاب المقدٍّس، ونلاحظ ذلك في (لوقا عندما يتحدَّث عن القائم من الموت)، فيسوع يعلِّمنا كيفية فهم الكتاب، أي تفسير الكتاب بالكتاب؛ أما الإستناد الثاني فهو التقاليد الكنسية وتعاليم آباء الكنيسة؛ وأخيراً كل الدارسين المختصين، ومن ثمَّ المؤمنين حسب الدارسين وتعليم الكنيسة ويسوع.
كلمة Hermenutigue (تفسير): لفظة يونانية تعني فن التفسير، وتعني أيضاً الترجمة من لغة غريبة إلى لغة سهلة الألفاظ، وتعني أيضاً التعبير في أسلوب.
والمرادف لكلمة تفسير Exeger (شرح) تعني الشرح، الإشارة إلى مراجع من الكتاب المقدَّس، وتعني تحليل النص الكتابي، وتعني أيضاً ماذا يريد أن يقول لنا النص.
Hermenutigue (التفسير): إعطاء معنى النص ورسالته.
Exeger (الشرح): تحليل النص بحدِّ ذاته.
ونلاحظ أنَّ الكتاب المقدَّس مثله مثل سائر الكتب القديمة يجب أن ندرسها لنفهمها من ناحية اللغة والأسلوب والتفكير والزمن الذي كتب فيه، والهدف هو الوصول إلى الرسالة الإلهية التي يجب على المسيحي الإيمان بها.
1- معنى الكتاب المقدَّس:
المعنى هو إعطاء إثبات وتأكيد للمقصود، أي ما هو المقصود من النص وماذا يريد أن يقول لنا. إنه يعني التعبير واللغة والتي يمكن من خلالهما توصيل المضمون وبالتالي لنصل إلى جوهر الكتاب المقدَّس. كما أنه يمكن التعبير عنه بأساليب مختلفة، مثلاً: عن طريق الإعلان الشفهي الذي يهدف إلى إيصال الرسالة والذي يعبِّر عن قصد معيَّن؛ ويجب أن نأخذ بعين الإعتبار أنَّ الكتاب المقدَّس هو كلمة إلهية في كلمة بشرية، والهدف منه هو معرفة تدخُّل الله في حياة الإنسان لأجل خلاصه (و.ل). فالكتاب المقدَّس ملهم إلهياً ولكنه بأسلوب بشري.
أ- المعنى الحرفي الخاص:
المفردات تؤخذ بمعناها حسب المعنى الأولي لها، وأحياناً يستعملها الكاتب بشكل مصطنع (هذا الرجل كالأسد).
ب- المعنى الحرفي المجازي:
بعد أن نأخذ النص ونفهم كل كلمة حرفياً أي ماذا تعني (عادة تُدرس باللغة الأصلية)، حينئذٍ ننتقل من المعنى الحرفي الخاص إلى المعنى المجازي.
في المعنى المجازي لا تؤخذ الكلمات حسب معناها الأولي فقط، لب حسب معنى يأتي من المعنى الأولي، ملائم للمعنى الأولي، فيه تشابه وتوافق مع المعنى الحرفي، وله عدة أنواع:
– الإستعارة: “أنتم نور العالم” (متى5)، من خلالنا العالم يجب أن يرى يسوع، فبقدر ما نتَّحد بيسوع نصبح نوراً للعالم، أما الهدف من الكلمة فهو الإتحاد بيسوع.
– التورية: “يسوع الراعي الصالح” (يو10-11)، يسوع هو الذي يرعى شعبه ويهتم بهم ويؤمِّن لهم كل ما يحتاجون إليه ويحميهم من كل شيء. “الكرمة والأغصان”.
– التهكم: “فقد شبعتم وقد اغتنيتم، بغيرنا صرتم ملوكاً، ويا ليتكم ملوك فنشاطركم الحكم” (1كور4/8).
– الإسم المزوَّر: يضع سفر الجامعة كل الأقوال على لسان سليمان النبي، والكاتب يعطي الإسم المزوَّر ليعطينا قيمة وسلطة لهذا الإسم.
– المبالغة: (يو21/25).
– الكناية: “بعرق جبينك تأكل خبزك” (تك3/15).
ج- وحدة المعنى الحرفي:
نبتدئ بالمعنى الحرفي الخاص ونفهم منه المعنى المجازي، لنصل للمعنى الجوهري، ونوحِّد المعنيين.
د- المعنى المسيحي الشامل:
ليس لكل كتاب معنى مسيحي، ولا معنى شامل؛ والكتاب المقدَّس ذو عمقٍ مستند عليه، ولكي نصل إلى هذا المعنى لا بدَّ من القيام بعملين:
– تقسيم الكتاب المقدَّس إلى عهد قديم وعهد جديد.
– الإجتهاد النهيوي.
أما الهدف الرئيسي من هذين العملين فهو الوصول إلى الحياة الأخيرة مع يسوع.
2- الرمز في الكتاب المقدَّس:
إنَّ الرمز في الكتاب المقدَّس واضح جداً، كما أنه يمكن التعبير عن حقيقة من خلال حقيقة أخرى تمثلها. ومن الممكن أيضاً أن يكون الرمز طبيعياً، أو مخترعاً من الكاتب (الرمز في سفر الرؤيا عندما يتكلَّم عن التنين…)، وهذا الرمز غير طبيعي. أما عندما يتكلَّم عن تصدُّع الصخور، فهذا رمزٌ طبيعي.
– “لنكسر قيودهما ولنلقِ عنَّا نيرهما” (مز2/3)، النير هنا يعني التسلط.
– “سأعطيك مفاتيح السماوات” (متى16/19)، المفتاح هنا يعني القدرة.
– “من أراد أن يتبعني…” المسيحي مطالب بتحمُّل الآلام والأوجاع وعليه أن يصبر أيضاً.
– (1ملو11/29)، يرمز إلى تقسيم المملكة إلى 12 سبط.
– (إرميا19/1-11).
هذا يعني أنَّ الكاتب الملهم لا يعبِّر عن الرمز بالكلام وإنما بأحداث حياته، أي أنَّ حياته ذاتها تصبح حدثاً رمزياً للرسالة الإلهية.
– (حز37/1-14) (حزقيال وقصة العظام اليابسة)، هذه العظام تعني أنَّ الشعب اليهودي سيقوم من جديد بعد موته…
– بيلاطس يغسل يديه معبِّراً عن براءته…
– حلم بطرس (أعمال الرسل)…
+ رموز بأسماء الأنبياء:
– (أش7/3، 8/3): فالله يقول لأشعيا بأن يسمِّي ابنه شقر يشوب أي البقية ستعود. وابنه الثاني ماهير شالال حاش باز أي سلب سريع نهب قريب، بمعنى أنه سيأتي إلى بابل وآشور ويقضي على أرض كنعان.
– أبراهام: أب لشعوب ثانية.
– يزراعيل: ابنة لهوشع، وتعني عقاب الله لبيت ياهو.
– غير مرحومة: ابنة هوشع، أي الله لن يغفر لإسرائيل.
+ رموز بالأرقام:
(3)…الألوهة
(5)…الشمولية
(6)…عدم الكمال
(7)…الكمال
(12)…عدد أسباط إسرائيل
3- تقسيم الكتاب المقدَّس:
قسَّمت الكنيسة الكتاب المقدَّس إلى عهدين، لأنه يعبِّر عن تواصل الحقائق؛ فالله يواصل كلامه مع الإنسان منذ بداية الخلق إلى حين رجوع المسيح الثاني، والكنيسة تكمِّل هنا عمل المسيح.
أ- الإجتهاد بتخطي المعنى القديم الحرفي:
يجب أن ندرسه بالمعنى والإيمان المسيحيين، فنتخطَّى المعنى الحرفي للعهد القديم لنصل بالتالي إلى العهد الجديد.
ب- العهد القديم:
يمثِّل تاريخ الخلاص الذي يمهِّد لمجيء يسوع والكمال فيه، كلمة الله أصبح جسداً، هو ذاته الكلمة التي تكلَّمت في العهد القديم (عبرانيين).
ج- قراءة العهد القديم:
تعني إيجاد المعنى المسيحي فيه، يسوع تكلَّم في العهد القديم ولكن بشخص الآب وروح الآب، بمعنى الروح الإلهي.
د- الهدف من العهد والشريعة:
هو تكوين شعب بقيادة الله، ولهذا الشعب علاقة مع المسيح يسوع، فالعلاقة مع يسوع لم تنشأ فجأة بل مهِّد لها دائماً.
ه- قيمة العهد القديم:
هو صورة مسبقة للعهد الجديد ولكل الحقائق الخلاصية، كما أنه الطريق للعهد الجديد.
4- المراحل التي مرَّ بها كلام الله لشعبه:
– منذ البدء وحتى زمن ابراهيم: الزمن البدائي للإيمان.
– من ابراهيم حتى يسوع: زمن العهد القديم هو زمن وقتي.
– من يسوع إلى آخر الدهر: لم ينتهِ ولا ندري متى سينتهي، فهو إذاً ليس وقتياً.
فالإجتهاد النهيوي لا يبتدئ بآخر الدنيا، بل يبتدئ من لحظة وجود يسوع حتى نهاية الدهر.
5- المعنى الروحاني:
يُقصد به التذكير أنَّ كل ما حدث، كل ما قيل، كل ما سرد في الكتاب المقدَّس هو عمل الروح القدس (الوحي) وإلهامه، هو الذي يكمِّل عمله (الروح القدس) في تغذية الحياة الروحية للمؤمن. لا يجب أن يمحي المعنى الروحاني المعنى الحرفي، وإنَّما يجب الإنتقال دائماً من المعنى الحرفي للوصول إلى المعنى الروحاني.
6- المرجع الثابت للكتاب المقدَّس:
أ- مقياس أدبي:
النص هو عمل أدبي، عبِّر عنه بواسطة الكاتب من خلال قصة أو قانون أو كلام نبوي…أو وصية من أجل خلاص الشعب.
ب- المقياس الكوني:
الذي كتب لم يكن خارجاً عن الكون، لذلك هناك حقائق تاريخية تأكَّد منها شرَّاح الكتاب المقدَّس. فهنالك حقائق نفسية فمثلاً: في أيام الجلاء الذي كتب وهو يرعى غنمه غير الذي كتب وهو هارب أو…؛ وتوجد حقائق دينية، أي ما هي الأديان الموجودة؛ بالإضافة إلى وجود ظواهر طبيعية مثلاً: عند غياب الشمس الجميع كان يخاف…
ج- مقياس حياتي وجودي:
يتعلَّق بحياة الإنسان، ويهدف إلى حمل البشرية إلى الخلاص، إلى تعليمها شريعة الله، إلى تغيير البشرية وتوبتها.
7- معنى النص وإدراك المؤلِّف (الملهم):
هل المؤلِّف يدرك ما يكتب؟ مثلاً: ما ورد في أشعيا “ها إنَّ العذراء تحبل وتلد ابناً…” فهل كان أشعيا يقصد بهذا القول العذراء مريم أم البشرية جمعاء؟.
ورد في المجمع الفاتيكاني الثاني (ول 12): “ولمَّا كان الله يتكلَّم في الكتاب المقدَّس بواسطة البشر وعلى طريقتهم، وجب على شارح هذا الكتاب أن يتنبَّه إلى ما كان في نية الكتَّاب، وإلى ما راق الله إيصاله لهم”. نية الكتَّاب: أي ما استلموه بالإلهام.
ما راق: المضمون…الوحي.
لدى التفسير لا بدَّ من معرفة أنَّ الحقائق واحدة لكنَّ الطرق تختلف. الكاتب يتابع الأحداث، أي أنه يربط أحداث العهد القديم بأحداث العهد الجديد. أمَّا يسوع فإنه يأتي ويقوم بكسرٍ وتفوُّق على العهد القديم.
1- المعنى الواسع:
الكاتب يكتب عن معنى معيَّن وفي ظرف معيَّن ولكنه يشمل سائر العصور، وبهذا فإنه يتخطَّى الظرف والمكان الذي يُكتب فيه النص. فأشعيا عندما كتب “ها إنَّ العذراء تحبل…” هذا المعنى واسع ويشمل كل الكون، كل البشرية، كل الظروف؛ فالنص لا ينحدُّ في مكان معيَّن، والكاتب لا يدرك إلاَّ الظرف الذي يعيش فيه، ونحن بواسطة الإلهام نستطيع أن نفهم ما يعنيه الكاتب في أيامنا هذه…
2- المعنى النموذجي:
هو المعنى الذي يجعل من أحداث في العهد القديم صورة مسبقة شبيهة أو محضِّرة للعهد الجديد، ولكنه حقيقة فعلية. هنالك ثلاثة أسس لقهم هذا المعنى:
أ- وجود حقيقة مسبقة في الكتاب المقدَّس، وتسمَّى النموذج، ولها معنى نموذجي فعلي (بالفعل يوجد شيء اسمه آدم).
ب- وجود حقيقة أخرى مستقبلية وُجدت قبلاً في النموذج (آدم ويسوع مثلاً). (1كور10/6) و (رو5/14) و (1بط3/21).
ج- الرغبة الإلهية أو النية الإلهية أو الإرادة الإلهية، والتي رتَّبت الحقيقة الموصوفة المتحدَّث عنها في الحقيقة المستقبلية، بمعنى أنه توجد حقيقة محتَّمة من هذا الحدث.
بعض المراجع: ول4، 15، 17: كل تلك النصوص تؤكِّد سواء أكان يوجد نموذج أم لا يوجد فيسوع هو مركز كل شيء وكمال كل المعاني. ول16:
يتكلَّم عن التعليم الكنسي، عن المعنى النموذجي…
أمثلة عن المعنى النموذجي:
(متى2/15) عودة الشعب من مصر مثل عودة يسوع من مصر
(متى12/39-40) يونان في بطن الحوت مثل يسوع في بطن الأرض
(1كور10/1) اليهود والعقاب في الصحراء مثل نعمة المسيحيين ومعاقبة الأشرار
(غلا4/24) قصة هاجر وسارة لفهم العهد القديم والعهد الجديد
(رو5/4) آدم ويسوع
(2بط3/20) مياه الطوفان مثل المعمودية
(يو6/49) المن مثل الإفخارستيا
(يو3/14) الحية مثل الصليب وارتفاع يسوع
3- المعنى التام أو الممتلئ (الحاوي كل شيء):
إنَّ المعنى النموذجي استعملته الكنيسة وآباء الكنيسة، وذلك ليفهمونا من هو يسوع، فالمعنى النموذجي ليس عقيدة كنسية.
المعنى التام هو الذي يشمل تمام وكمال وملء المعاني والتفسير، أي بعد دراسة المعاني السابقة نصل إلى معنى شامل وليس إلى معنى ضيِّق. هذا الملء يكون بوحي من الله، أي مثلما يوجد عندنا كاتب ملهم ومترجم ملهم كذلك وجب وجود مفسِّر ملهم من قِبَلِ الله، وأن يشرح تحت عنايته ووحيه، وان يفهم المعنى الحقيقي ويتكلَّم بروح الله.
المفسِّر هو الواسطة التي من خلالها الله يشرح، ولذلك فيسوع المسيح هو الشارح الوحيد. التفسير، أي تفسير الكتاب المقدَّس يتم بالكتاب المقدَّس.
8- العوامل الأساسية المساعدة (في تفسير الكتاب المقدَّس):
هي العوامل التي تساعد على فهم تفكير المؤلِّف ونيته في التعبير.
يوجد عدَّة عوامل أساسية ولكننا سنرى عشرة عوامل منها فقط:
1- العامل النحوي:
فهم الأسماء، الأفعال، الظروف، الحروف، الزمن، وذلك باللغة الأصلية وليس باللغة المترجمة.
2- علم تركيب الكلام:
كيفية استعمال القواعد وتركيبها، وربط الفقرات ببعضها البعض.
3- العامل اللغوي:
الألفاظ التي نستعملها (خرج أو راح)، (قَدِمَ أو أتى)، وهذا العامل يتضمَّن المفردات بجذورها واستعمالاتها المختلفة.
أ- معرفة أصل الألفاظ وتركيبها.
ب- معرفة إطار النص المنطقي.
ج- معرفة إطار النص الأدبي.
4- معرفة النصوص الموازية:
مثلاً ألوهية يسوع المسيح وإنسانيته. فمتَّى ينتقل من الطبيعة الإلهية للوصول أخيراً إلى الطبيعة البشرية، أما لوقا فإنه ينتقل من الطبيعة البشرية للوصول إلى الطبيعة الإلهية، وأما يوحنا الإنجيلي فإنه أيضاً يتكلَّم عن هاتين الطبيعتين حيث يقول في مقدمة إنجيله: “في البدء كان الكلمة وكان الكلمة عند الله، وكان الكلمة الله (…) والكلمة أصبح بشراً وحلَّ بيننا”.
5- معرفة التعابير المحلية:
الكتاب المقدَّس أتى من شعب كان يتكلَّم. فالإنتقال من التقليد الشفهي إلى التقليد الكتابي ساعد على إدخال الكثير من التعابير المحلية والمثال على ذلك (مز118) “إنَّ روحي في يدي” وهذا يعني التعبير عن خطر الموت.
6- عوامل إنشائية كتابية:
لكل نص أسلوب معيَّن، ويختلف عن سواه في التعبير، بمعنى أنَّ الكاتب تسلَّم الوحي وكتبه بأسلوبه الشخصي.
7- عامل الفنون الأدبية:
– فن تأريخ أصل الإنسان (علم الأصول):
وهو واردٌ في سفر التكوين، ويتكلَّم عن اصل الجنس البشري وكيفية خلقه.
– فن التأريخ:
تدوين الأحداث التي يرى فيها شعب إسرائيل تدخُّل الله في حياته، بمعنى أنَّ الكتب التأريخية من سفر يشوع إلى المكابيين، كتبت الأحداث التي فيها تدخُّل إلهي فقط؛ أمَّا هدف هذا الفن فهو العِبَرْ والبرهان أكثر من هدفه سرد وقائع.
– فن الروايات:
هدفه التذكير بالماضي لإعطاء عقلية مشتركة للجميع، فمثلاً ابراهيم أبو الآباء هو أب للشرق والغرب. أمَّا أسفار راعوت، طوبيا، أستير، فجميعها فنون روائية.
– الفن الملحمي:
إنَّ لهذا الفن هدفين: مدني وديني. الهدف المدني غايته إثارة الحمية (الحماس)، والإشادة بالأبطال؛ أمَّا الهدف الديني فإنه يروي أهم أحداث الخلاص، وذلك ليثبت محبة الله لشعبه.
– فن سن القوانين:
هذا الفن موجود في كل الكتب التشريعية، وغايته سن القوانين والشرائع التي تنظِّم حياة الشعب؛ مثلاً خروج موسى مع الشعب من أرض مصر (هذا الشعب كان يفقد الحس بالحرية، ومع موسى استطاع أن ينظِّم ذاته بقيادة موسى، أي أنَّ موسى اضطرَّ أن يشرِّع قوانين تساعد هذا الشعب في حياته).
– الفن الليتورجي:
أو ما يسمَّى “الإحتفالات بالرتب”؛ هذا الفن موجود خاصة في سفر الأحبار، حتى أنَّ الرسول بولس يتطرَّق إلى هذا الفن وخاصة في رسالته إلى العبرانيين، وأيضاً يوحنا يذكر هذا الفن في سفر الرؤيا. الهدف من هذا الفن، هو العيش المشترك؛ أمَّا الهدف الآخر الليتورجي فهو إظهار الصلة بين الله والشعب.
– الفن الغنائي:
يشمل هذا الفن كل القصائد الواردة في الأسفار النبوية والأناشيد والمزامير حتى الأسفار التاريخية والتي تعبِّر عن مشاعر وأحاسيس الشعب تجاه الله.
– الفن الحكمي:
هذا الفن موجود في كافة أجزاء الكتاب المقدَّس، ولكنه موجود بشكل واضح في الأسفار الحكمية (حكمة، سيراخ، جامعة، أيوب). أهميته تأتي من التفكير بالمسائل الإنسانية الكبرى: الحياة، الموت، الألم، الحب، الخير… أمَّا هدفه: فهو أخذ العبرة، والفهم، والتفكير الرصين مع الإيمان.
– الفن التعليمي (المدراج):
من الممكن أن يكون هذا الفن قصة أو رواية، أو تعليماً للأنبياء والكهنة بشكل إرشاد، مثلاً: إنَّ سفر طوبيا رواية، ولكنه ممتلئ من التعليم الإلهي. ومن الممكن أيضاً أن يكون هذا الفن عن طريق الوعظ وحثِّ الشعب على الفضيلة والأخلاق والإيمان كما مع الرسول بولس.
– فن أقوال الأنبياء:
هذه الأقوال رسمية تُلفظ من قِبَلِ الله ذاته، “هذا قول الرب لي” هذا القول رسمي. هدف هذا الفن، لفت الإنتباه إلى الإيمان الصحيح؛ ومن الممكن أن يكون هذا الفن بشكل تنبيه أو تحذير أو وعد…
– الفن الرئيوي:
إنه أسلوب فيه الكثير من الخيال (الأسلوب خيالي وليست الرسالة الإلهية خيالية)، ويهدف إلى الكلام عن نتائج أمة معينة (إيجابية كانت أم سلبية). أمَّا أهم عناصره فهي: الحديث عن الإنسانية، الظواهر الطبيعية، أمور فظيعة على مستوى عالمي (حروب، مجاعات…) وأحياناً يتكلَّم عن الماضي ليخبِّر عن المستقبل. هذا الأسلوب موجود بشكل خاص في سفر الرؤيا وكذلك في بعض الأجزاء من سفر دانيال.
– الفن الرسائلي أو الخطابي:
الرسول بولس هو قائد هذا الفن، وهذا ظاهرٌ من خلال رسائله المتعددة.
8- العوامل التاريخية والأثرية:
إنَّ التاريخ موضوعه الدائم الأحداث السياسية والعسكرية مع ترتيبها التاريخي (الجلاء، السبي، الخروج…). أمَّا الآثار فإنها توضِّح لنا العادات الإجتماعية والدينية وسواها من العادات.
9- العوامل الجغرافية:
من المهم جداً معرفة الطرق التي اتُّبعت، مجاري المياه، طقس البلاد، التربة…
10- العوامل النفسية:
Discussion about this post