قاموس الكتاب المقدس
حرف و
ونيا
ابن باني تزوج بامرأة غريبة فأقنعه عزرا بطردها (عز10: 36).
وادي مصر
يعرف اليوم بوادي العريش، وهو الوادي المنحدر إليه ماء التيه. وكان يكون وادي كنعان الجنوبية الغربية (عد34: 5 و1 مل 8: 65 و2 مل 24: 7). وآخر حدود سبط يهوذا الجنوبية (يش15: 4 و47 (، مصبه عند العريش على بعد 40 ميلا إلى الجنوب الغربي من غزة ولا يسيل فيه ماء إلا في فصل الشتاء (قابل (فاران)). وورد اسم هذا الوادي بصورة (نهر مصر) في بعض الترجمات في 2 مل 24: 7.
وجوه آسيا
الاسم اليوناني المفرد (أسيارخيس) ومعناه (رئيس آسيا). وكان هؤلاء الموظفون يعينون بواسطة المدن الواقعة في المقاطعة الرومانية آسيا، وكانت مهمتهم الأشراف على الأعياد والمواسم السنوية وكذلك كانوا ينظمون الألعاب الرياضية العامة تكريما للأمبراطور الروماني. وكان أناس من وجوه آسيا أصدقاء لبولس (أع19: 31).
وبأ
الوبأ هو مرض معد عام ورد ذكره في الكتاب المقدس افتقادا إلهيا وعقابا ضد العصاة والأشرار (خر9: 15 ولا26: 25 وعد11: 33، 14: 37 وتث28: 21 و1 صم6: 4 ومز91: 3 وإر21: 6).
وأما أسباب ظهور الوبأ في الكتاب المقدس فهي ثانوية. وأغلب أنواع العقاب، التي يتوعد الله بها هي: السيف، والمجاعة، والوبأ. وقد ذكرت هذه في هذا الترتيب في (حز6: 11). وهناك سبب يدعو إلى هذا الترتيب. فالحرب تندلع نيرانها ولا يتمكن سكان البلاد المغزوة أن يفلحوا حقولهم ويزرعوها. فإذا فعلوا ذلك فإن الغزاة يحصدون غلات الأرض أو يتلفونها. ثم يغير الغزاة على المدن المفتوحة ويتعمدون قطع الزاد عنها لإكراهها على التسليم، فتحدث مجاعة في المدن والبلاد. وقد تسبب المجاعات، والمجازر، والأحوال غير الصحية في المدن المحاصرة وبأ قد ينتشر بسرعة ويهلك كثيرين قبل التمكن من إيقافه واستئصاله (اطلب (طب، ضربة)).
وبر، وبار
حيوان صغير، حذر، يسكن بين الصخور (مز104: 18 وأم30: 24 و26). والوبار مجتر، ولكنه غير مشقوق الظلف (تث14: 7). وهو يشبه الأرنب، غير أنه من فصيلة الكركدن واسمه العلمي Hyrax Syriacus ويحرك فكه السفلي كالحيوانات
المجترة. فلذلك عد بين المجترات في الشريعة الموسوية، (لا11: 5 وتث14: 7). وليس له ظلف حقيقي، بل لليدين أربعة أصابع وللرجلين ثلاثة. وأظافر اليدين مدورة وظفر الأصبع الأنسي لكل من القدمين عبارة عن مخلب حاد منحن يشبه الظلف. أسنانه حادة، وفراؤه أعفر وله بقعة صفراء على ظهره. يسكن شقوق الصخور بيد أنه يحفر وكرا. وتضع أنثاه من أربعة إلى خمسة أجراء في كل حمل وتمد لها فراشا من عشب وفرو. ويعض من يحاول القبض عليه عضا مؤذيا. والوبار حكيم (أم30: 26) ويتعذر صيده. ويعيش جماعات صغيرة تجعل له حارسا في مكان مرتفع لتعطي إنذارا إذا ما حاق بها الخطر. ويكاد لا يرى إلا عند الصباح أو المساء عندما يخرج باحثا عن طعامه. ويتخذ فراؤه لون الأرض التي يعيش فيها حتى تتعذر رؤيته. ويعيش في بلاد العرب وعلى الأخص في سوريا والأردن، ويوجد بكثرة في منطقة البحر الميت.
وتد، أوتاد
وهو اسم:
1 – آلة للحفر لا تعرف هيئتها وشكلها تماما (تث23: 13).
2 – قطعة معروفة من الخشب تثبت فيها حبال الخيمة (خر27: 19 وقض4: 21 وإش22: 23، 33: 20). وكانت الأوتاد التي تستعمل لشد ستائر خيمة الاجتماع وتمكينها من نحاس (خر27: 19).
3 – خشبة كانت تمكن السدى بالنول (قض16: 14).
4 – وردت لفظة وتد مجازا بمعنى رئيس (زك10: 4).).
ميتدة
(قض4: 21) وهي آلة من خشب شبيهة بالمطرقة تدق بها أوتاد الخيمة.
وتر، أوتار
وهو اسم:
1 – طرف العضلة الدقيق وهو مؤلف من نسيج ليفي متين (قض16: 7).
2 – خيوط آلات الطرب كالقيثار والرباب. وهي مكونة من أمعاء الحيوانات. ووردت عبارة ذوات الأوتار بالأصل العبري (نفينوث) في عدة مزامير (مز4 و6 و54 و55 و61 و67 و76). وفي حب3: 19. والآلة (ذات عشر أوتار) (مز92: 3) هي نوع من القيثار. ومن ذوات الأوتار العود، والقانون، والكمنجة، والرباب، والجتية (مز8 و81 و84) والأوتار (مز150: 4). والسنطور (دا3: 5 و10). أما عبارة (ضرب الأوتار)) مز9: 16) بالأصل العبري (هجايون) فهي اصطلاح أو عبارة موسيقية لا يعرف معناها تماما. وقد تترجم (بهذيذ) وترجمت (بفكر) أو (بلهج) في (مز19: 14). أو (بعزف)) مز92: 3) أو (بأغنية) في مرا3: 63.
وثاق، وثق
الوثاق قيد أو حبل كانت تشد اليدان به (قض15: 14). ويشير بولس إلى وثقه وقيوده في أع20: 23 وفي1: 7 و13 و16 كعلامة لرسوليته ونتيجة لتكريسه نفسه. وقد ورد بمعنى منطقة لشد الحقوين (أي12: 18).
ميثاق
الميثاق هو عهد أو اتفاق (إش28: 15 و18) ويكون بين شخصين أو أكثر، أو في الكتاب المقدس بين الله والناس.
1 – المواثيق بين الناس: إبراهيم والأموريون (تك14: 13 (، إبراهيم وأبي مالك) تك21: 27 (، لابان ويعقوب (تك31: 44 (، يوناثان وداود (1 صم 18: 3 (، سليمان وحيرام) 1 مل 5: 2 – 6). وقد يراد بالميثاق الفريضة أو التذكار (لا24: 7 – 9). وقديما كانت تختم العهود بمص قطرة دم يمصها شخص من دم شخص آخر. وقد ارتقت هذه العادة وأخذت الشكل الذي ذكر في إر34: 18 إلخ. أو القبض على اليدين أو إقامة أعمدة من الحجر) تك31: 44 – 48). أو بعقد ميثاق ملح (عد18: 19). وميثاق الملح يرمز إلى حسن الضيافة والإكرام ودوام العهد لأن الملح يحفظ الطعام. ولذلك يقال (ميثاق ملح دهريا) ومن المشهور أن أكل الخبز والملح عند العرب يقضي على المضيف أن يحمي ضيفه مادام في بيته.
2 – المواثيق بين يهوه والناس: عهد الله مع نوح المشار إليه بقوس القزح) تك9: 13). عهد الله مع إبراهيم المرموز إليه بالختان (تك15: 18 – 21، 17: 4 – 14).
3 – المواثيق بين الله وبني إسرائيل: العهد الذي قطعه الله مع بني إسرائيل في حوريب، وجدد في أرض موآب (تث29: 1 (، وختم بالفرائض المذكورة في خر24: 1 – 8. وبالعهد السينائي أدرك بنو إسرائيل أن الله خصه بضمانات شعبية سوف يحميه ويدفع عنه الخطر بمقتضاها. وقد تعهد الشعب أن يعبد يهوه وحده (خر34: 14). وتعهد يهوه أن يقود شعبه إلى كنعان (خر34: 11). وقد أصبح هذان الميثاقان فيما بعد جزءا هاما عرف (بالوصايا الشعائرية القديمة) (خر34: 10 – 26، 22: 29 و30، 23: 12 و15 – 19 (، ونواة لشريعة العهد.
شريعة العهد
أو كتاب العهد (خر24: 7). يعلمنا الكتاب المقدس أن الشريعة أعطيت بوحي من الله لموسى وإن كان هناك بعض التشابه بينها وبين الشرائع الأخرى كشريعة حمورابي حوالي سنة 1690 ق. م. والشرائع الأشورية والحثية حوالي 1350 ق. م. وتنطوي شريعة العهد على أحكام قضائية كالأحكام المتعلقة بالقتل (خر21: 12 – 15 (، أو إلحاق الضرر بالمواشي (خر21: 23 – 36 (، أو نكث العهد (خر21: 7 – 13 (، وعلى وصايا مختصة بمعاملة الغرباء (خر22: 21 (، وتقديم باكورة الغلال (خر22: 29 (، والسبت) خر23: 10 – 12). وأما عهد الأنبياء الجديد فقد نشأ في العصور اللاحقة. وبسبب ما عانى الشعب من محن وآلام استيقظ فيهم الشعور بضرورة الخلاص. لقد نقض بنو إسرائيل العهد الإلهي، ولكن الله أراد أن يكتب في قلوبهم عهدا جديدا (إر31: 31 ألخ (، عاما يشمل الجميع (إش49: 6) وقد قرن حزقيال هذا العهد بترقب المسيا) حز37: 26).
وميثاق العهد الجديد (1 كو 11: 25) يرينا المسيح، حمل الفصح، كعهد أخير بين الله وشعبه. وكلما مارس المسيحيون اليوم العشاء الرباني يشتركون في (العهد الجديد) في دم المسيح المسفوك لمغفرة الخطايا (لأن المسيح هو وسيط عهد جديد) (عب7: 22،
و8: 8 – 10، 9: 15).
وجه
وهو يعني:
1 – مستقبل الرأس أو المحيا (تك3: 19، 4: 14).
2 – مقدم كل شيء (خر26: 9 ألخ).
3 – سطح كل شيء (تك1: 2 وعد22: 11).
4 – وجه الرب يشير إلى حضرته (1 صم 26: 20 وإش65: 3 (، وبهائه (خر3: 6، 33: 20، قابل مت17: 2 (، ونعمته (2 أخ 30: 9 ومز31: 16، 80: 7 ودا9: 17). وغضبه) تث7: 10 ومز34: 16).
وجه المسيح يعني مظهر صفات الله) 2 كو 4: 6). ومظهر قوة المسيح (رؤ20: 11).
وجوه الجليل
( مر6: 21). أعيان الشعب فيها.
وجوه آسيا
( أع19: 31). كانوا فئة في مستعمرات رومية الأسيوية وظيفتهم الترؤس على الشعائر الدينية، والألعاب العمومية. وكانوا يدفعون نفقات تلك الشعائر والاحتفالات. وكان يختلف اسم الوظيفة حسب المستعمرة، فالذي كان في كارية مثلا سمي كاريارخ والذي في ميسية ميسيارخ وهلم جرا. والاسم العام لآسيا آسيارخ أي وجوه آسيا. كان أولئك الذين أشاروا على بولس بعدم تعرضه للشعب أحباءه، وليس من الضرورة أنهم كانوا مسيحيين.
وحدانية الروح أو وحدة الروح
رباط السلام الذي يربط من هم جسد المسيح) أف4: 3).
وهي عطية الله (إر32: 39 (، ومؤسسة على المحبة (يو17: 21 (، واجتذاب القلوب) أع4: 32). وهي من النعم المسيحية الخيرة
(2 كو 13: 11). ولا يمكن أن تكون نتيجة ضغط وأكراه أو اضطهاد أو حرم. ولا تختص بوحدانية الحكم أو التأليف، بل يمكن وجودها مع الاختلاف الكلي في أمور ظاهرة (1 كو 12) وتكون على أشدها عندما ينظر الإنسان إلى محاسن غيره ويغض النظر عن مساوئه ومعائبه، وعندما يفتش أيضا عن أعمال روح الله في غيره. ولا يعظم الاختلافات غير الجوهرية التي لا بد منها في العالم، أذ من السخف وقصر النظر أن يتباعد المسيحيون بسبب آراء لاهوتية ووجهات نظر متباينة في العقيدة الواحدة، لأنهم متفقون في الجوهر، وفي الغاية. وحدانية الروح هي روح، وقلب، وقوة، وحياة. وهي أقوى من صوت الجنس، والدم، واللون، واللغة. وترتفع فوق الاختلافات العقائدية والمذهبية. فعلى المرء أن يجتهد ليفوز بها ويكتسبها.
وحيدة
وردت هذه الكلمة في مز22: 20، 35: 17 ويراد بها النفس أو الحياة باعتبارها فريدة الإنسان وجوهره، وأثمن ما يملكه.
وحش، وحوش
يراد بالوحش أحيانا الوحش البري من أكلة العشب (مز80: 13). لكن الغالب أطلق الاسم على ما كان من الضواري (تك37: 20). وقد ميزت الوحوش عن الحيوانات المستأنسة (لا26: 22 وإش13: 21 و22، 34: 14 وإر50: 39 ومر1: 13). وقد يكون الوحش نجسا أو طاهرا حسب الشريعة الموسوية (لا5: 2، 17: 13). وربما يكون وحش القصب (مز68: 30) هو فرس البحر. وتستعمل لفظة الوحش مقرونا بحمار للدلالة على الحمار البري أو ببقر للدلالة على الرئم (مز22: 21، 29: 6، 92: 10 وإش34: 7). وهو الثور الوحشي (أي39: 9 – 12). ويراد به الثور الأصلي Bos Primigenius وتستعمل للحية (أع28: 4).
أما لفظة وحش فقد تستعمل لجميع الحيوانات (تك9: 10). أو الحيوانات البرية) تك3: 14). وإذا قيل البهائم والوحوش (تك7: 21 (أريد الحيوانات المستأنسة والبرية. والوحوش الرديئة (تك37: 33 ولا26: 6) هي الضواري. وإذا قيل الوحوش والطيور (يع3: 7) أريد به الحيوانات الساكنة على وجه الأرض بخلاف الطائرة في الجو. وتطلق كلمة وحش على القوى التي من شأنها التخريب والتدمير والاستبداد بالشر والتسلط عليهم. وبهذا المعنى رمز في الإصحاح السابع من سفر دانيال إلى ممالك أربع متعاقبة كانت أولاها مملكة بابل. والوحوش الأربعة مجتمعة في وحش مشترك تمثل السلطة العالمية، وقد ظهر بطش هذه القوة الوثنية في أشد صورة في اضطهاد أنطيوخس أبيفانيس – وظهر أيضا في الإمبراطورية الرومانية – التي كانت في رأي كتبة الوحي تمثل بابل قديما (رؤ13: 1 – 10، 17: 3 – 18). والوحش الذي له قرون خروف هو صورة للأنبياء الكذبة (رؤ13: 11 – 18، 16: 13، 19: 20، 20: 10). الذين يرتدون ثياب الحملان وهم ذئاب خاطفة (مت7: 15). هؤلاء يلبسون ثوب البراءة والبساطة، ولكنهم يبطنون المكر والخداع والرياء.
وحي
الوحي هو إبلاغ الحق الإلهي للبشر بواسطة البشر. وهو عمل روح الله، أو بعبارة أدق عمل الروح القدس. فالروح القدس يعمل في أفكار أشخاص مختارين وفي قلوبهم، ويجعلهم أداة للوحي الإلهي.
أما اللفظة (موحى به) Theopneustos فهي نفس اللفظة التي يعبر بها عن التنفس. فيكون معناها الحرفي (متنفس به، أو مستمد نفسه من الله) (2 تي 3: 16). وقد جاء في 1 بط 1: 11 (سبق روح المسيح، فشهد بالآلام التي للمسيح، والأمجاد التي بعدها) وفي 2 بط 1: 21 (تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس)، وفي إر1: 9 (ومد الرب يده، ولمس فمي. وقال الرب لي: ها قد جعلت كلامي في فمك) (قابل تث18: 18). وكان على بلعام أن ينطق بما وضعه الله في فمه) عد24: 3 و13 و15 و16). من هنا علينا أن نفهم إسلوب الأنبياء عندما كانوا يتكلمون: (هكذا يقول الرب). وبولس يعتقد أنه يتكلم من روح الله (1 كو 7: 40). وقد أخبر الكنيسة بأنه يقدم لها (وصايا الرب) (1 كو 14: 37). وقال في مجمع الرسل إن ما اعتزم عمله هو بإرشاد الروح القدس (أع15: 28). وكثيرا ما يستند العهد الجديد على الوحي المباشر فيقتبس أقوالا من العهد القديم باعتبار أنها أقوال الله نفسه) مت4: 4 إلخ ورو9: 15 و17 و25 إلخ) فالوحي يعني أن الله هو مصدر الكتاب المقدس، وإن أشخاص الكتاب المقدس لم يتكلموا باسمهم الشخصي، ولم ينهلوا من نبع معرفتهم الشخصية، ولم يعلنوا للناس أفكارهم وآراءهم الخاصة (فإنه لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان، بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس) (2 بط 1: 21) وبولس يشكر الله لأن أهل تسالونيكي لم يقبلوا الكرازة (ككلمة بشر) بل (ككلمة الله) وهذه هي الحقيقة (1 تس 2: 13).
وهناك بون شاسع بين الوحي الذي يعلن الله للبشر إعلانا كاملا والإلهام الذي يوقظ العبقرية البشرية. ولذا وجب ألا نخلط بين وحي إشعياء أو وحي بولس الذي له ميزته وخطورته في عالم العقيدة الدينية، وإلهام شكسبير مثلا في عالم الشعر والأدب، أو مندلسون في عالم الموسيقى، أو أفلاطون في عالم الفلسفة.
وعلينا كذلك أن نميز الوحي الإلهي نفسه لأنه لم يسر على نفس الطريقة في جميع العصور، بل سار تدريجيا. فالوحي هو إعلان الله نفسه أو كلمته بواسطة البشر مستخدما في ذلك اختباراتهم وطاقتهم العقلية واستجابتهم للغاية الإلهية. إن الله يعلن حقه للإنسان في كل جيل بقدر ما يتناسب وذلك الجيل. هذا هو المعنى المقصود (بالأنواع المتعددة والطرق الكثيرة) للوحي الإلهي (عب1: 1 إلخ). وقد بلغ الوحي ذروته في (الابن)، كلمة الله المتجسد الذي أرسله الله (لما جاء ملء الزمان)) غلا4: 4). ومن الأدلة الدامغة على صدق الوحي في الكتاب المقدس شهادة الكتبة أنفسهم: (هكذا يقول الرب) ووحدة الغرض مع اختلاف الكتبة وأزمنتهم وأماكنهم، والمعجزات، والنبوات التي تحققت وشهادة الرب يسوع المسيح. يحاول الروح القدس دائما تعليم البشر الحق الإلهي، كما يقول بولس في أع14: 17 وقابل رؤ1: 18 – 20. ولكنه يفعل ذلك بإسلوبه الخاص وحسب الغاية التي يهدف إليها. وهذا الفارق يؤيده الكتاب المقدس نفسه. فهناك فارق بين ديانة العهد القديم والعهد الجديد. وهناك تباين أيضا في العهد القديم نفسه. فالديانة التي نقابلها في سفر القضاة تمهد الطريق لتلك التي نقابلها في بعض أسفار الأنبياء، وبخاصة المزامير (قابل قض17 – 20 وإش6: 1 – 13 وإر31: 31 – 34 ومز34 و51 و103). وهذا التباين راجع بالأكثر إلى ما يعتقده الإنسان في الله. وهو بدوره ينم عن إعلان كمال الله من جهة، ودرجة أعلى من الوحي من الجهة الأخرى. وهذه الفوارق تظهر بجلاء في العهد القديم، لأن العهد القديم هو شهادة لمعاملة الله لشعب بني إسرائيل، ولرد الفعل من جانب هذا الشعب لهذه المعاملة.
العهد الجديد يؤيد العهد القديم، ويكمله. وقد وجد لغاية واحدة وهي إعلان شخصية المسيح وإيمان البشرية. وقد وجد فيه الروح القدس أخيرا وسيلة كاملة. وقد ورد ذكر السبب في ذلك بإيجاز في إنجيل يو1: 14 حيث يقول أن المسيح هو الكلمة الأزلي الممجد الذي لم يكن رسولا غير كامل، وإنما كان الرسالة الكاملة وبه تكامل الوحي والإعلان منسجمين واتحد الروح القدس بالكلمة الحية.
بيد أن ذلك لم يكن كافيا، لأن الله لم يقف عند حد إعلان ذاته للبشر فحسب، بل بحث عن وسيلة يمكن بها الإنسان من إدراكه. وكان على الروح القدس أن يقوم بهذه المهمة. وقد أكد المسيح لتلاميذه هذه الحقيقة إذ قال (أن الروح القدس سوف يعلمكم كل شيء) (ويرشدكم إلى جميع الحق) (يو14: 26، 16: 13 ألخ).
إن العهد الجديد هو شهادة لما حل في أذهان وقلوب البشر الذين آمنوا بالمسيح بفعل الروح القدس. فقد ألهمهم لإدراك ما أعلنه الله ذاته بابنه. والعهد الجديد يوضح لنا نتيجة ذلك الوحي وهذا يعني أن الروح القدس أوحى لكتاب الأسفار المقدسة ما كتبوا وأرشدهم فيما كتبوا ولكن الروح لم يمح شخصياتهم بل كتب كل بإسلوبه
ودان
) حز27: 19). ورد هذا الاسم في بعض الترجمات وربما يشير إلى ودان بين مكة والمدينة وبعضهم يفسرونه بالقول و) المدينة) دان.
وادي ابن هنوم ووادي بركة ألخ
انظر الأسماء المضافة إلى (وادي).
وارث، ميراث
لعبت الوراثة دورا خطيرا في الحياة العائلية والجنسية العبرانية.
وأما قانون زواج الرجل بزوجة أخيه بعد موته إذا لم يكن له ابن يرثه) تث25: 5 – 10). فإنه مشابه لنصوص القانون الأشوري والحثي. وقصة راعوث تصف الإجراءات التي يجب أن تتخذها العائلة لفك أرضها والاحتفاظ بها) را4: 1 – 12 قابل إر32: 6 – 14).
وهناك لوائح طويلة للإنسان تثبت حق الأرض. وقانون يثبت حق البنات في الأرض. ويستند هذا القانون إلى مطالبة بنات صلفحاد بنقل إرث أبيهن إليهن إذ لم يكن لصلفحاد أبناء (عد27: 1 – 11 وقابل يش17: 3 – 6). ولكن حالات كهذه كانت تلزم البنات بالتزوج من سبطهن وكانت البنات يرثن أحيانا كالبنين (أي42: 15).
وكان من حق الابن الأكبر أن يأخذ نصيب اثنين سواء كان ابن زوجة محبوبة أو زوجة مكروهة (تث21: 15 – 17). وعلى الأرجح أن أخذ البكر نصيبين راجع أصلا إلى النفقات الخاصة التي كان يتكبدها الابن الأكبر في إقامة الولائم العائلية واستقبال الأشخاص الذين كانوا يحلون ضيوفا على العائلة في خيمته، وفي تقديم الهدايا الباهظة أحيانا، بصفته ممثلا للعائلة كلها ونائبا عنها. ولذلك فقد كان للابن البكر مكانة ممتازة في ذلك العصر.
وهناك حالات خاصة حرم فيها الابن الأكبر من حصته، وفي العصور المتأخرة من العرش أيضا نجترئ على ذكر بعض منها: أسحاق وإسماعيل (تك21: 10 (، عيسو ويعقوب) 27: 37 (، ومنسى وأفرايم (تك48: 8 – 20)، رأوبين ويوسف (1 أخ 5: 1) أليآب وداود (1 صم 16: 6 و7 و2 صم 2: 4).
وإذا لم يكن للمورث بنون أو بنات أعطي ميراثه لإخوته. وإذا لم يكن له إخوة أعطي الملك لنسيبه الأقرب من عشيرته (عد27: 8 – 11). وهناك ما يحملنا على الاعتقاد أن انتقال العرش إلى زوج الابنة أو الصهر كان جائزا كما في حادثة داود زوج ميكال ابنة شاول.
وكان الميراث، فضلا عن الأرض، يشمل العبيد وكل ما يملكه أهل البيت والآبار) تث21: 16). وأحيانا كان الملك يرث زوجات أبيه ما خلا أمه (1 مل 2: 13 ألخ). ولكن كانت هذه العادة محرمة على الأشخاص العاديين باعتبار أنها عادة قبيحة (لا18: 8، 20: 11 وتث27: 20).
وبإدخال القانون اليوناني والروماني دخلت عوائد جديدة وصارت الوصية والموصي أمرا مألوفا شائعا بين اليهود (عب9: 16 و17). والمؤمنون هم ورثة الله ووارثون مع المسيح (رو8: 17) وميراثهم الخلاص (عب1: 14) و) الملكوت ( (يع2: 5).
ورع
الكلمة اليونانية التي ترجمت (ورع) يمكن أن تترجم (على مقتضى الحشمة)) 1 تي 2: 9).
ورق
وهو اسم:
1 – ورق النبات أو الشجر، وبه يتم التنفس النباتي. ويرمز بالورق الأخضر إلى النجاح (مز1: 3 وإر17: 8). وبالورق الذابل إلى الخسارة والخذلان (إش1: 30، 64: 6 وإر8: 13 وحز17: 9). جاء في (لا26: 36) أن مخالفي الشريعة هم من الجبن بمكان بحيث يخافون من ورقة مندفعة. وجاء في إش34: 4 أن جند السماء ينتثر كانتثار الورق. ويستدل من خروج ورق التين قدوم الصيف (مر13: 28). وأما ورق شجرة الحياة فهو لشفاء الأمم (رؤ22: 2).
2 – هو الكاغد أو القرطاس أو الصحف التي يكتب عليها (2 يو 12). أول نوع من الورق اكتشفه المصريون القدماء وسموه (فافرعا) أي (مِلك فرعون) ومن الاسم المصري أخذ الاسم اليوناني (بابيروس) وكانوا يصنعونه من نبات البردي وهو أشبه بالقصب. وفي سنة 105 م. اكتشف الصينيون صناعة الورق الحقيقي. ونشر العرب صناعته وتعلمها الإفرنج عنهم.
ورل
وهو طائفة من الزحافات Monitoridae ومنه ورل الأرض (لا11: 30) Psammosaurus Scincus ويكثر في جنوب فلسطين وشبه جزيرة سيناء ومصر وطوله من 4 – 5 أقدام. وله خرطوم طويل وأسنان حادة بارزة وذنب طويل مستدق الطرف. لونه من فوق أسمر فاتح تتخلله بقع مربعة صفراء ضاربة إلى الخضار، وزرد أصفر على ذنبه، ومن تحت أصفر كلون الرمل.
وورل البحر (أي نهر النيل) Hydrosaurus niloticus وطوله من 5 – 6 أقدام وله أسنان حادة بارزة ويتميز عن ورل الأرض بعرف عال على طول ذنبه. لونه أصفر قاتم ضارب إلى الخضرة ومرقط ببقع وأضلاع جميلة وكل من النوعين يقتات على الحراذين واليرابيع، وبالأخص على بيض التماسيح. وكان المصريون يحترمونها من أجل ذلك. وكل من النوعين أيضا شديد العداء للحيات. وكان الورل نجسا حسب الشريعة الموسوية (لا11: 30). والبعض يأكلون لحمه ما عدا الرأس والذنب.
وزغة
ضرب من الزحافات يشتمل على أنواع كثيرة كالجراذين والحربايات وغيرها. وجميعها موصوفة بسرعة حركتها. وتأوي إلى أوكار تحت الأرض أو في الجدران والصخور. وكانت نجسة حسب الشريعة الموسوية (لا11: 30).
وزن
كانت المبيعات في العهد القديم تعد بعملة جائزة على سبيل الوزن دون العدد. فإن إبراهيم عندما ابتاع مغارة المكفيلة من عفرون الحثي وزن له ثمنها أربعمائة شاقل فضة جائزة عند التجار (تك23: 16). وكذلك إرميا عندما دفع ثمن حقل حنمئيل وزن له سبعة عشر شاقلا من الفضة (إر32: 9 و10).
أما الأوزان التي كانت مستعملة فهي:
1 – الجيرة أي القمحة: وهي جزء من عشرين من الشاقل (خر30: 13). قيل أنها تعادل ستة عشر حبة شعير ثقلا (لا27: 25). أو خمس عشرة حبة قمح تقريبا أي نحو 571 من الجرام.
2 – البقع: وهو نصف شاقل أو عشر جيرات 5,812 جرام (تك24: 22 وخر38: 26).
3 – الشاقل: وهو مشتق من الفعل العبراني (شقل) ومعناه كما في العربية وزن، وأهم اسم عيار لوزن الأشياء الثمينة وغيرها، ونوع من النقود الذهب والفضة غير المسكوكة) تك23: 15 و16). وكانت جميع العيارات والنقود تحسب بالنسبة إليه. وهو أنواع:
(ا) شاقل القدس: للوزن ويساوي عشرين جيرة أي 11,424 جرام (خر30: 13 ولا5: 15 وعد3: 47، 18: 16 وحز45: 12).
(ب) الشاقل المعتاد: لوزن الأشياء الثمينة كالذهب والفضة وغيرهما (تك23: 16 و1 صم 17: 5). قيل أن قيمة الشاقل المعتاد هي نصف قيمة شاقل القدس. وقيل أنه هو نفسه، وإنما أضيف إلى القدس للتعبير عن كونه تاما مضبوطا على الشاقل الصحيح المحفوظ في خيمة الاجتماع أو الهيكل.
(ج) شاقل الملك: قيل أنه كان أكبر من الشاقل المعتاد (2 صم 14: 26). وربما تشير العبارة إلى وزن كان محفوظا عند الملك.
(د) شاقل النقود للفضة والذهب: كان العبرانيون يستعملون شاقل الفضة وشاقل الذهب وهذا النوع الأخير من الشاقل يعتبرونه وزنا. وقد ضرب بعد السبي في عهد المكابيين) 1 مكابيين 15: 6). وهو المذكور في العهد الجديد باسم (الفضة) (مت26: 15).
4 – المن🙂 حز45: 12 ونح7: 71). وكان يستعمل لوزن الأشياء الثمينة كالذهب والفضة. فمن الذهب يساوي مئة شاقل كما يظهر من مقابلة 1 مل 10: 17 مع 2 أخ 9: 16 ومن الفضة يساوي ستين شاقلا (حز45: 12). وكان يستعمل أيضا في النقود.
5 – الوزنة: باليونانية (تلانتون) وبالعبرانية (ككار) وهي تعادل ثلاثة آلاف شاقل كما يتضح من خر38: 25 و26، 25: 39 وكان يوزن بها الأشياء الثمينة وغيرها كالذهب والفضة والنحاس والحديد والرصاص (انظر 1 أخ 29: 7 وزك5: 7). فوزنة الذهب تعادل ثلاثين منا ثقلا، ووزنة الفضة خمسين، لأن منا الذهب مئة شاقل ومنا الفضة ستون شاقلا كما مر بنا آنفا.
ميزان، موازين
استعمل العبرانيون الموازين والأوزان كما استعملها المصريون والبابليون. وكانوا يزنون النقود كما يزنون الأمتعة (إر32: 10). وكان التجار يحملون معهم ميزانا وعيارات، وكانت غالبا من حجر موضوعة في كيس. وأوصى موسى أن
يكون الميزان، والوازنات، والأيفة والهين حقا (لا19: 36). وكثيرا ما كان التجار يحملون موازين الشر وكيس معايير الغش (هو12: 7 ومي6: 11).
إن الأوزان الدقيقة المضبوطة لازمة في حياة الشعوب الاقتصادية (قابل تث25: 13 – 16 وأم11: 1، 20: 10). وكانت النقوش التي ينقشونها على العيارات قمينة بضبطها. ولكن معظم العيارات كانت بلا نقش. وهذه الأخيرة كانت أكثر استعمالا وتداولا من العيارات المنقوشة النموذجية. وكانت معظم الأوزان العبرية في عهدها الأول من حجر. وقد عثروا في لخيش على عيارات حجرية مختلفة في حجمها يرجع معظمها إلى نهاية القرن السابع أو بداية القرن السادس ق. م. ووجدوا كذلك عيارات طبية لوزن العقاقير وأوزان للمثمنات، بيد أن جميع تلك الأوزان لم تكن دقيقة مضبوطة كالأوزان العصرية.
وكان الأقدمون يضعون في الكفة الواحدة من الميزان حلقة معدنية ذات قيمة معروفة أو قطعة معدنية سك عليها وزن معين يحمل شكل حجر أو خنزير أو غزال أو بط أو حيوان آخر. وكثيرا ما رسمت صور الموازين على جدران الهياكل المصرية.
وقبل سك النقود كانوا يثمنون الأشياء الثمينة حسب وزنها، فالستمائة شاقل دفعها داود لأرنان ثمن بيدره كان ذهبا موزونا
) 1 أخ 21: 25). والعبارة الواردة في دا5: 27 (وزنت بالموازين فوجدت ناقصا) تعبر أفضل تعبير عن (كتاب الأموات) المصري حيث كانوا يضعون القلب البشري في الكفة الواحدة، والعدل في الكفة الأخرى (قابل مز62: 9).
وسادة
وهي اسم:
1 – مسند يوضع تحت رأس النائم (قابل تك28: 11 و1 صم 19: 13).
2 – مرفق للأيدي (حز13: 18 و20).
3 – مخدة للرأس (مر4: 38).
وساطة
الوساطة هي التوسط أو التدخل في أمر. وهي لا تنحصر في عمل الكاهن إذ هناك وساطة عامة. ولدينا في الكتاب المقدس أمثلة كثيرة على هذا النوع من الوساطة:
1 – الوساطة التي غايتها دعم السلام، وإزالة سوء التفاهم والخصام ووقف التنافر والعداء يقوم بها أناس ظرفاء شرفاء مسالمون غايتهم نشر السلام والوئام بين الآخرين، والعهد القديم يضرب لنا مثلا على ذلك في موقف عبد الملك، الخصي الحبشي الذي دفعه عطفه إلى التوسل إلى الملك ليخرج إرميا من الجب (إر38: 7 – 13). والعهد الجديد يرينا مثل هذه الوساطة التي بعث بها بولس إلى فليمون موصيا إياه بأنسيموس عبده الهارب.
2 – الوساطة التي يقوم بها من حصل على امتياز خاص، كشعب بني إسرائيل الذي اختاره الله ليعلن حقه الإلهي للجنس البشري كله. ولشد ما أخفق هذا الشعب في تأدية هذه الرسالة العظيمة. وسفر يونان لم يكتب إلا للدلالة على هذا العجز والقصور وتوبيخه. إن يونان يمثل صلف بني إسرائيل واستئثاره بنفسه، أما نينوى فإنها تمثل حاجة سائر البشر. إن كل امتياز يحمل معه مسؤولية.
3 – الوساطة عن طريق الشهادة، وسفر أعمال الرسل، الذي يخبرنا عن تاريخ الكنيسة الأولى، يرينا تأثير الشهادة المسيحية ونتائجها. وقد كانت المعمودية التي أجراها بطرس لكرنيليوس وأهل بيته وشهادته الجريئة في عمله عملا هاما في نقض حائط السياج المتوسط (أف2: 14) بين المؤمنين من اليهود والعالم الأممي (أع10). وقد كان هذا موقف بولس وبرنابا، مما حمل قيادة الكنيسة في أورشليم على المجاهرة بأن الإنجيل هو في متناول الجميع بصرف النظر عن الجنس أو اللون، واللغة (أع15 وقابل غلا3: 28 ألخ وكو3: 11).
4 – الوساطة عن طريق الصلاة الشفاعية، وهذه وإن كانت في الدرجة الأولى تعني الكهنة فهي ليست وقفا عليهم، بل بابه مفتوح للجميع دون امتيازات خاصة. ونجترئ بذكر بعض أمثلة منها: صلاة إبراهيم من أجل سدوم وعمورة (تك18: 22 – 33) وصلاة موسى من أجل شعبه المتمرد الثائر (خر32: 30 – 33) وصلاة سليمان عند تدشينه الهيكل (1 مل 8: 22 – 53) وصلاة إرميا من أجل يهوذا (إر14: 1 – 9) وصلاة المرنم المشابهة لها) مز80 ( وصلاة يسوع الشفاعية (يو17). وقد ذكرت القاعدة التي يرتكز عليها هذا المبدأ في يع5: 16 انظر (وسيط).
وسيط
الوسيط على وجه العموم هو شخص يجمع بين الأشخاص المتنازعين بقصد حسم الخلاف وإصلاح ذات البين. ولكن لهذه الكلمة أهمية دينية خاصة وهي تعني غالبا وليس دائما، الذين يتقلدون الوظيفة الرعوية. وتعني بمعناها الديني شخصا يمثل الله أمام الناس، ويمثل الناس أمام الله، شخصا يعمل باسم الاثنين معا، مقدما لله الدليل على توبة الإنسان ضمانا لنعمة الله الغافرة.
والكتاب المقدس يصف لنا الطريق الطويل في معاملة الله للإنسان الخاطئ ومصالحته. وهذا الطريق قائم على مبدأ ديني ويفسر لنا عمل الوسيط وأهميته، فالوساطة بهذا المعنى هي فكرة دينية فائقة غايتها توطيد العلاقات بين الله والإنسان. والعهد القديم يرينا بوضوح إقامة عهود مختلفة بين الله وشعب إسرائيل. وكان العهد بمثابة رباط متبادل، واتفاق، وثقة متبادلة بين فريقين. وفي مقدمة هذه العهود عهد الوساطة على يد موسى في جبل سيناء (خر19 (، وتجديد هذا العهد بعد حادثة العجل الذهبي (خر34). وأمانة موسى الكهنوتية في تجديد العهد تظهر جليا في خر32: 25 – 35. وقد كان النبي أحيانا يقوم بعمل الوسيط في جمع الله والإنسان معا. وكان هذا الباعث على العمل الذي قام به هوشع في أنقاذ جومر، زوجته التي غدرت به، فقد حاول هوشع أن يجدد علاقة انقطع رباطها وانفصمت عراها) هو3: 1 – 5). وقد وصف إشعياء مبدأ الوسيط في إش53 أجل وصف بإشارته إلى العبد المتألم (الذي حمل خطايا كثيرين، وشفع في المذنبين).
وعرف الكاهن في العهد القديم بالوسيط. وكانت الوساطة نقطة الارتكاز في عمله. وحسب التقاليد اليهودية كان هارون مؤسس الكهنوت المتوارث (لا8: 1 – 9 وقابل عد17: 1، 18: 7). ولكن لما كان الاحتفاظ بالأمر الوراثي أمرا متعذرا كان يجب بحسب مقتضى الحال أن يضاف اللاويون وهم من سبط هارون – إلى السلك الكهنوتي (انظر عد4 وقابل تث10: 6 – 9، 33: 8 – 11). وكانت وظيفة الكاهن أن يخدم على المذبح ويقوم بتقديم الذبائح المتنوعة ولا سيما ذبيحة الإثم (انظر لا1 – 7). والصلوات الشفاعية (انظر البركة الكهنوتية عد6: 22 – 27) في حين كانت وظيفة اللاوي أن يقوم بأعمال بسيطة كممارسة الشعائر الدينية وخلافها. وكان رئيس الكهنة بصفة خاصة يمثل دور الوسيط في يوم الكفارة العظيم، الذي كانت فيه الذبائح العبرانية تبلغ قمتها وذروتها (لا16). إذ فيه كان يكفر عن جميع الخطايا التي اقترفها الشعب في خلال سنة كاملة (قابل عب9: 6 – 10).
إلا أن هذا كله لم يكن سوى استعداد لعمل (الوسيط الأوحد) بين الله والناس، الإنسان يسوع المسيح، الذي بذل نفسه فدية عن الجميع (1 تي 2: 5). يسوع المسيح هو (وسيط عهد أفضل) (عب8: 6). (وعهد جديد) (عب12: 24). فقد جمع بين الكاهن والذبيحة، وقدم نفسه ولم يقدم شيئا آخر في سبيل المصالحة. وليس يسوع المسيح وسيط جماعة معينة من الناس، بل هو وسيط الجميع وهو الوسيط الذي لم يكن في حاجة إلى وسيط آخر، كما كان يحتاج إليه رئيس الكهنة، لأنه بلا خطية (عب7: 26 – 28، 9: 7). وقام بمطاليب الشريعة اللاوية، إذ كان ذبيحة (بلا عيب) (لا22: 20 وعب4: 15، 9: 14). وقد استطاع ذلك لأنه ابن الله الذي لم يعرف خطيئة ولا وجد في فمه مكر (عب2: 9 – 18، 4: 14 و15، 7: 26 – 28 و1 بط 2: 22). وبسبب هذا قدم مرة واحدة (عب7: 27). وذبيحته دائمة لا تحتاج إلى أن تعاد وتكرر (عب10: 11 – 14). وذبيحته وحدها تستطيع أن تطهر الضمائر من الأعمال الميتة (عب9: 14 ألخ). وبه صار لنا الدخول إلى قدس الأقداس (عب10: 19 و20). لقد نطق الأنبياء بكلمة الله، ولكنها لم تكن كلمتهم، ولكن المسيح هو الكلمة المتجسد) يو1: 14). يمتاز العهد القديم بوساطته الملوكية، والكهنوتية، والنبوية، لأن هذه الوساطة الثلاثية ليست سوى رمز إلى المسيح. وكان معلمو الكنيسة متفقين مع الكتاب المقدس عندما رمزوا إلى وساطة يسوع المسيح بهذه الوظيفة الثلاثية، أي وظيفة يسوع كملك، وكاهن، ونبي.
موسى هو وسيط العهد القديم، والمسيح هو وسيط العهد الجديد. موسى هو وسيط الناموس الزائل، والمسيح هو وسيط الإنجيل. والفرق بينهما هو كالفرق بين الناموس والإنجيل. نعم أن الناموس مقدس، وعادل وصالح (رو7: 12) وهو من صنع الله، ولكن الكلمة الأخيرة ليست للناموس. يستطيع الناموس أن يطلب برا، ولكنه (لا يستطيع أن يبرر)) غلا3: 11). يستطيع الناموس أن يعرف الإنسان بأنه خاطئ، ولكنه لا يستطيع أن يمحو الخطيئة. التبرير هو بالإيمان بالمسيح وحده (رو3: 28). ولهذا فإن الخلاص المسيحي مؤسس على الإيمان البسيط لا على الأعمال الشكلية والمظاهر الخارجية، التي يقوم بها الإنسان نفسه. ومن أجل ذلك فإن المسيحي يصلي (باسم) المسيح (يو14: 13). وبسبب هذا يغفر له، ولكن لا عن جدارة فيه واستحقاق بل من (أجل المسيح) (يو1: 12).
وللعهد القديم أهميته لأنه يشير إلى وساطة المسيح، العبد المتألم) إش42: 1 – 4، 49: 1 – 5، 50: 4 – 9، 52: 13، 53: 12).
وشتي
اسم فارسي معناه بالفارسية القديمة (محبوبة) وبالفارسية الحديثة (جميلة) أو (بديعة) وهي ملكة فارس، طلقها أحشويرش، ونزع عنها تاج الملك، لأنها رفضت أمره وأبت أن تمثل، والتاج على رأسها، أمام ضيوفه في الوليمة التي أقامها في السنة الثالثة من ملكه، ليشاهد الحاضرون حسنها وجمالها (إس1: 3 و9 – 2: 1).
وشيعة
الوشيعة هي الحف أي المنسج وهي الخشبة التي يلف عليها المنسوج، أو هي النول. والإشارة في أي7: 6 هي إلى سرعة حركة النول في الحياكة.
وشني
هو كما جاء في 1 أخ 6: 28 بكر صموئيل، ونفس الشخص الوارد اسمه في 1 صم 8: 2 (وكان اسم ابن صموئيل البكر يوئيل واسم ثانيه أبيا). وورد اسم يوئيل ابن صموئيل أيضا في 1 أخ 6: 33. وهذه المعلومات تؤيد التفسير الصحيح لعدد 6 من 1 أخ 28 كما ورد في بعض النسخ اليونانية السبعينية وفي الترجمة السريانية البشيطا وهو: (وابنا صموئيل البكر يوئيل والثاني أبيا).
وصية
(الوصايا العشر) وتسمى دكالوك أي الكلمات العشر (خر34: 28 وتث4: 13، 10: 4). وهي ما نطق به الله في يناء، وكتبت على لوحي حجر (خر31: 18). يجب التمييز بينها وبين الوصايا الطقسية أو الشعائرية (خر34: 1 – 6، 22، 23). وتدعى أيضا كلمات العهد (تث29: 1)، ولوحي الشهادة (خر31: 18 (، و(الشهادة) (خر25: 16). وتنطوي على حكمة اجتماعية روحية اعتبرت من مميزات الشعب العبراني (تث4: 6 و8 وعز7: 25 (، وعلى توجيهات وإرشادات للحياة الصالحة، وهي موجز لكثير من تعاليم العهد القديم. وقد صيغت الوصايا الواردة في شكلين: الشكل الأول (خر20: 2 – 17). والشكل الثاني (تث5: 6 – 21). وتتباين الروايتان في إشارتهما إلى حفظ السبت. فبينما تشدد الرواية الواردة في تث5: 14 و15 على ضرورة استراحة العمال والبهائم اعترافا بخروج الشعب من أرض العبودية، تشدد الرواية الواردة في خر20: 11 على تقديس يوم الرب بالانقطاع عن العمل والاستراحة، لأن الله خلق العالم في ستة أيام واستراح في اليوم السابع. والوصايا كلها خلا وصيتين – وهما الوصيتان اللتان توصيان بحفظ السبت وإكرام الوالدين هي وصية سلبية. والوصايا الوحيدة التي لها وعد هي الوصية الخامسة.
وقد لقنت الوصايا حسب شهادة الكتاب المقدس لموسى، ثم كتبت (خر31: 18 – 32: 16 (على لوحي حجر، وعلى الوجهين. ولكن عندما نزل موسى من الجبل بعد أربعين يوما قضاها في حضرة الله، وعاد إلى المحلة، وجد الشعب يعبدون العجل، فاستشاط غيظا، وفي غيظه كسر اللوحين. ولكنه بعد أن طهر الشعب المتمرد على الله، صعد مرة أخرى إلى الجبل بناء على أمر الرب، وعاد حاملا لوحين جديدين كتبت عليهما وصايا الرب) خر34). وتلاها على الشعب والبرقع على وجهه، ووضعها في (تابوت العهد). وقد جرت العادة أن تقسم الوصايا، باعتبار الموضوع، إلى لوحين، يحتوي أولهما على أربع وصايا، والثاني على ست ولكن الكنيسة الرومانية الكاثوليكية ومعها الكنيسة اللوثرية، حذتا حذو أوغسطين في تقسيم الوصايا، وجعلتا الوصايا الثلاث الأولى – بعد دمج الوصية الأولى والثانية في وصية واحدة – في اللوح الأول، والوصايا السبع الأخيرة في اللوح الثاني، بعد تقسيم الوصية العاشرة إلى وصيتين (لا تشته بيت قريبك) و(لا تشته امرأة قريبك). ولقد استصوب أوغسطين هذا الترتيب لأنه يتفق والنص الوارد في سفر التثنية، ولأنه يمثل الأعداد الرمزية 3 و7 و10، ولأنه يتمشى مع طبيعة الوصايا، فالوصايا الثلاث الأولى، التي يتكون منها اللوح الأول، تختص بواجبات الإنسان نحو الله، والسبع الأخيرة بواجبات الإنسان تجاه الإنسان.
ولقد أجل يسوع المسيح الوصايا، واقتبسها في مواقف مختلفة (مت5: 21 و22 ومر7: 10، 10: 19 ويو7: 19). وشدد عليها ولخصها في وصية واحدة هي وصية المحبة، وفسرها تفسيرا حقيقيا، وعلم الناس أن غاية الناموس إنما هي المحبة لله والقريب (مت22: 37 وقابل رو13: 9 وغلا5: 14 ويع2: 8). وبسبب ذلك اصطدم اصطداما عنيفا مع الفريسيين الذين تمسكوا بقشور الشريعة وأعرضوا عن جوهرها (يو9: 28). وكذلك كان موقف بولس في تفسير الوصايا فقد أوضح أن الإيمان العامل بالمحبة هو تكميل الناموس) غلا5: 6).
وأما يوحنا فقد وسع معنى الوصية وعمقه ودمغه بدمغة المحبة (المتجسد). ولذا تكلم عن الوصية الجديدة (يو13: 34، 15: 15 و21). وموجز القول أن المحبة هي أصل الناموس وتتمته.
وضع، تواضع
التواضع عكس الكبرياء. وفي الكتاب المقدس هو الفكر، الذي لا يهتم بالإمور العالية (رو12: 16). ولا يرتئي ويسمو فوق ما ينبغي (رو12: 3 (، ويقدم غيره في الكرامة (رو12: 10).
ونرى التواضع في أبهى مظاهره في إبراهيم المتوسل من أجل سدوم وعمورة (تك18: 16 ألخ) وفي دانيال المصلي (دا9 (، وأيوب البار (أي42: 5 ألخ (، ومريم العذراء، التي قبلت بشارة الملاك جبرائيل بكل تواضع (لو1: 38 (، والعشار المصلي في الهيكل (لو18: 13). التواضع من نعم القلب المؤمن ولا يمكن الإنسان أن يحيا حياة الإيمان بغير هذا التواضع (الله يقاوم المستكبرين وأما المتواضعون فيعطيهم نعمة) (يع4: 6).
وبولس يرينا أروع مثال لتواضع المسيح (في2: 5 – 8). ويقول (لا شيء بتحزب أو بعجب بل بتواضع حاسبين بعضكم البعض أفضل من أنفسهم) (في2: 3).
إن معرفة الله، الذي خلق الإنسان نفسا حية، هي وحدها تجعل الإنسان يدرك المقام السامي الذي منحه إياه الله، وتوقظ استعداده لتمجيد خالقه (رو1: 21).
الله ينزل المتعظمين (أي40: 11 (، ويذل الأشرار (مز55: 19 ودا4: 34). أما الذين يجتذبهم إليه ويرشدهم إلى معرفة كلمته، ويجعلهم يتمتعون بتعزياته فإنه يرفعهم ويعظمهم عن طريق إذلاله لهم أولا (مز119: 67 و71 وإش57: 15). والمؤمنون يرون في تأديب الرب لهم إرادة الرب وقصده بهم (2 صم 22: 36 وعب12: 6) وبينما يكون تأديبه للأشرار سبب خزي وعار لهم، بسبب تعظمهم وشموخهم عليه وتعال، يكون لخائفيه ومرتجي خلاصه سبب شكر وحمد (إش12: 1).
وطئ، موطئ
الموطئ هو مسند للقدمين أمام عرش الملك (2 أخ 9: 18). وتستعمل هذه اللفظة مجازا كما في 1 أخ 28: 2 فقد تخيل داود تابوت العهد موطئا لقدمي الله. وفي مز99: 5 يتكلم صاحب المزمور عن السجود (عند موطئ قدمي الله). وكذلك في مز110: 1 حيث يقول (حتى أضع أعداءك موطئا لقدميك). وتدعى الأرض موطئ قدمي الله، كما تدعى السماء عرشه (إش66: 1 ومت5: 35).
وعد – موعد
الموعد هو قلب نبوات العهد القديم. وهو تأكيد بأن الله سيرسل المسيح إلى المؤمنين به. وقبل إعلان الناموس بقرون عديدة وعد الله الآباء أمثال إبراهيم، بأنه سيقيم نسل الأبرار إلى الأبد (تك15). وكان الموعد أكثر من تأكيد بإنشاء سلالة ملكية، أو ميراث دائم، كان أكثر من وعد بإقامة مملكة تمتد حدودها من نهر مصر إلى النهر العظيم أي الفرات (تك15: 18). كان انتظارا روحيا تحقق عندما (افتقد المشرق من العلاء) شعبه (لو1: 78 وأع26: 6).
وفي العهد الجديد يفسر بولس فكرة (الموعد) ويوضح مدلولها، وبالإيمان بالموعد، لا بالإيمان بالناموس، نال الناس الخلاص في أزمنة العهد القديم. وكان الموعد لجميع الناس في كل مكان) رو4: 16). ولم يكن وقفا على الذين عرفوا الناموس الموسوي وكفى. وفكرة الموعد تظهر بجلاء بل تبلغ ذروتها في رو4: 20 إلخ حيث نرى بولس يعلق أهمية كبيرة على إيمان إبراهيم، الذي (حسب برا له)، وقدرة الله على إنجاز ما وعد به. ثم يقول بولس إن هذا الموعد هو أيضا لنا، نحن الذين نؤمن بقيامة يسوع الذي يبررنا في عمل الموعد الذي أكمله. و(الموعد) و(الإنجيل) هما في اعتقاد بولس، بمعنى واحد. وفي غلا3: 14 و21 ألخ يوضح بأن مضمون الموعد إنما هو هبة ننالها بواسطة النعمة دون أن يكون للأعمال شأن بذلك (قابل رو4: 13 و16). بالإيمان بالمسيح زالت جميع الفوارق بين اليهود والأمم. وبالإيمان بالمسيح أصبح الجميع نسل إبراهيم وورثاء الوعد) غلا3: 29). وإتمام الموعد بالمسيح أن لنا الحياة (غلا3: 11 ورو4: 17 وتي1: 2 قابل 1 يو 2: 25 (، وأعطانا (البنوة) (غلا4: 22 إلخ). ووهب لنا التبرير (غلا3: 21 (، ومنحنا الروح (غلا3: 14 وأف1: 13). والروح هو الرب الحاضر في قلوبنا، وهو تصديق الله وختمه على جميع المواعيد (2 كو 1: 22).
وقد صرح بطرس في عظته يوم الخمسين أن الوعد الإلهي يشمل جميع التائبين: (لأن الموعد لكم ولأولادكم، ولكل الذين على بعد، كل من يدعوه الرب إلهنا) (أع2: 39).
ورسالة بطرس الثانية تتكلم عن الموعد الذي تحقق والموعد الذي سيتحقق للمؤمنين عند مجيء المسيح الثاني. إن تأخر هذا المجيء يسبب للكنيسة المجاهدة بعض الصعوبات (2 بط 3: 4). ولكنه يحمل معه تأكيدا بأن الموعد أمر موثوق به وسيتم في حينه (3: 13). ولكنه لم يتم حتى الآن بسبب تأني الله على البشر وإعطائهم متسعا من الوقت للتوبة (3: 9). والإبطاء في إتمام الوعد يجب ألا يوقعنا في الشك والارتياب، بل يجب أن يدفعنا للشكر والحمد بسبب لطف الله وطول أناته وتأنيه علينا (3: 15).
وعر
الوعر في الأصل ضد السهل، وإنما استعملت هذه الكلمة في ترجمتنا بمعنى الأجمة، أي موضع الأشجار الكثيفة. وقديما كانت الوعور كثيرة في أرض كنعان. فقد اكتست هضابها بأشجار السرو، والسنديان، والبلوط، والصنوبر، والدردار، والبقس، والشربين، والدلب وغيرها، وغمرت بطاحها المراعي الخضراء. وذكر العهد القديم كثيرا من الوعور كوعر الحارث، وكان على الأرجح قرب كيلة إلى الجنوب الغربي من بيت لحم (1 صم 22: 5 (، ووعر إفرايم، على الأرجح قرب محنايم شرقي الأردن (يش17: 15 – 18 و1 صم 14: 25 و26 و2 صم 18: 6 (، ووعر الكرمل (2 مل 19: 23 وإش37: 24 (، ووعر في بلاد العرب) إش21: 13 (، وكانت ترتاح فيه القوافل، وغاب زيف (1 صم 23: 15). أما بيت وعر لبنان (1 مل 7: 2) الذي بناه سليمان، فيظهر أنه سمي بهذا الاسم، لأنه استخدم في بنائه مقدارا هائلا من خشب الأرز النابت في لبنان.
وكان سهل شارون أو سارون الممتد بين قيصرية ويافا (يش12: 18 و1 أخ 27: 29 وإش33: 9، 35: 2، 65: 10) مغروسا بالأشجار الكثيفة، التي حلت مكانها أشجار البرتقال والليمون اليوم. واشتهرت أريحا بأشجار النخيل والبلسان، واكتسى وادي الأردن (الغور) بالعبل والصفصاف. وظلت الغابات تكسو مرتفعات فلسطين على الرغم من الغارات والحروب والنهب والسلب حتى القرون الوسطى، ثم أخذت تخف وتزول قرنا بعد قرن. والأشجار التي نجت من الحرق لصنع الفحم، لم تنج من المواشي، لا سيما من الماعز عدو الأشجار القديم.
ولا شك أن قطع الأشجار من الجبال قد أوقع بالبلاد أضرارا بليغة، إذ قلل من سقوط المطر، وجعل المطر الساقط ينحدر كالسيل ويجرف ما على سطوح الجبال من تربة.
وعل
هو تيس الجبل أو الحيوان المعروف بالبدن Capra Beden. Capra Sinatica وهو أكبر من الماعز الأهلي وقرونه سمراء سنجابية وقرناه كبيران منحنيان على هيئة نصف دائرة وسطحها المقدم العلوي ذو ارتفاعات وانخفاضات مستعرضة، وهو يأوي إلى الصخور في الجبال العالية (أي39: 1 ومز104: 18 (، كجبل الشيخ وسيناء وجبال برية يهوذا ومنطقة البحر الميت حتى جبل قرنطل أو التجربة، قرب أريحا، ووادي موسى أو البتراء. وسميت عين جدي الموجودة عند منتصف الشاطئ الغربي للبحر الميت، من جراء هذا النوع. وطرد شاول داود إلى صخور الوعول (1 صم 24: 2). وكان الوعل من الحيوانات الطاهرة (تث14: 5). أما أهالي الأردن وسوريا فيسمون اليحمور خطأ بالوعل. (اطلب يحمور).
وفرسين
) دا5: 25) اطلب (منا). عبارة أرامية معناها (وانقسامات).
وفسي
أبو نحبي الجاسوس في نفتالي (عد13: 14).
وقت
) اطلب (ساعة، هزيع، يوم)).
أوقات
( تك1: 14). وأول تقسيم السنة إلى فصول ورد هكذا: (مدة كل أيام الأرض زرع وحصاد وبرد وحر وصيف وشتاء ونهار وليل لا تزال) (تك8: 22). فأشار بالزرع إلى أواخر الخريف وبالحصاد إلى آخر الربيع وأول الصيف. وبالبرد إلى الشتاء، وبالحر إلى آخر الصيف وأول الخريف. ثم جمع هذه الأربع إلى اثنين فقال صيف وشتاء. وأردف ذلك بإشارات إلى تقسيم اليوم إلى نهار وليل. وأما الزرع فيبتدئ بعد المطر المبكر) إر5: 24 (، وينتهي قبل المطر الجارف (أم28: 3). وأما الحصاد فيختلف وقته حسب ارتفاع الأرض، ففي الأراضي المنخفضة تحت سطح البحر في وادي الأردن يبتدئ في آيار، وفي الجبال العالية يتأخر إلى تموز وآب. وفي هذا الوقت يندر المطر جدا (1 صم 12: 17 وأم26: 1). وسقوط المطر في أواخر تموز وأواسط آب سنة 1957 في فلسطين والأردن كان حدثا أثار دهشة السكان. وتبتدئ مواسم الإثمار من الربيع، فتتقدم من المشمش والقراصيا إلى الأسكدنيا واللوز والتفاح والتين والعنب والموز والبرتقال والليمون، وغيرها من الحمضيات، والتمر والزيتون. ويبتدئ المطر المبكر في أيلول. أما في الصيف فيرطب النبات بالندى (تك27: 28 وأم3: 20). ولما كان هذا الندى مما ينعش النبات وينميه في فصل القيظ، شبه بالبركات الإلهية
(مز133: 3 وهو14: 5 ومي5: 7 وزك8: 12). وأما سحب الصيف فلا تعطي مطرا، بل تمضي باكرا مع الندى (هو6: 4). وتهب في فصل الربيع الريح الشرقية، فتفلح الزرع (تك41: 6). وتجفف الماء) هو13: 15). وينتهي الزرع غالبا في كانون الأول إلا في منطقة غور الأردن، ويدوم إلى آذار وأحيانا إلى نيسان. وفي أثناء الشتاء يكثر البرق والرعد والبرد. وفي الجبال يسقط الثلج أيضا، ولكن لا يدوم هذا الثلج في فصل الصيف إلا على قمم لبنان وجبل الشيخ حيث يبقى على مدار السنة. ولا يتجلد الماء في السواحل إلا نادرا، بخلاف الجبال العالية، فإن الجليد كثير الوقوع فيها. وفي هذا الفصل تمتلئ الأنهار والعيون وتكتسي الأرض بحلة سندسية من الاخضرار، وتورق الأشجار التي انتثرت أوراقها وتعرت في الخريف. وفي شهر شباط يزهر اللوز. ثم يدخل الربيع، فتقل الأمطار وتبتعد الفترات التي تتساقط فيها، ثم تنتهي الأمطار المتأخرة، التي تنشط الزرع والثمار. ثم تنقطع الأمطار ويبتدئ الحصاد في الأماكن المنخفضة. وقد فرض على العبرانيين أن يقدموا حزمة من باكورات الغلة، وهو الشعير في اليوم الأول من الأسبوع بعد ابتداء الفصح بيومين أي في السادس عشر من هلال نيسان.
وكان الكاهن يحركها أمام الرب (لا23: 1 – 12). وكان عيد الأسابيع وهو عيد أبكار حصاد الحنطة (خر34: 22). بعد الفصح بسبعة أسابيع. وعيد الجمع في آخر السنة) خر34: 22). وكانت مدة الحصاد مدة فرح عظيم للشعب (مز126: 6 وإش9: 3).
وقود
) اطلب (مأكل نار)).
موقدة
) إش30: 14). يشار في هذه الآية إلى العادة التي كانت متبعة بأخذ شيء من الحجر من الموقدة على شقفة فخار. ويرجح أنها كانت قرب باب الغرفة ليسهل خروج الدخان من البيت. وكان الأغنياء يستعملون الكانون (إر36: 22).
أوقاف
) أي15: 26). بوارز نصف كروية على حافة الترس. ويكون أحيانا في نصفه أيضا. وهي تزيد مناعته في دفع الرماح والسهام.
تقوى
الاسم مشتق من اتقى، وهي مخافة الله، والعمل بطاعته، والسيرة التي ترضي الله.
التقوى أكثر من السلوك الشكلي الصحيح، كثيرون ممن حافظوا على مطاليب الناموس كانت تعوزهم التقوى الحقة. وكثيرا ما قرر الأنبياء هذه الحقيقة (إش1: 10 – 20 وعا5: 21 – 24). وهذا كان موقف المسيح فيما بعد (مت23).
أما بولس فإنه يتكلم عن (سر التقوى) (1 تي 3: 16). أنه لا يقول أن التقوى نفسها هي سر، لأن (السر) الذي يشير إليه هو الوسيلة أو الإمكانية، التي بها تصبح التقوى الصحيحة ميسورة أو ممكنة. وهي في عرفه فحوى الديانة المعلنة من الله، هي الغاية التي أتمها يسوع بحياته وموته. وبعبارة أخرى هي المسيح نفسه.
والتقوى (نافعة) ليس لهذه الحياة فحسب، بل للحياة الأبدية أيضا (1 تي 4: 8 قابل 6: 3 – 7).
وفي عرف بطرس لا تتوقف التقوى على السيرة المقدسة فحسب، بل تشمل أيضا الإيمان والخشوع، الذي تعلنه السيرة المقدسة، والهدف الذي تتجه صوبه (2 بط 3: 11 – 13).
وكا ومشتقاتها
كانت عوائد القدماء في الجلوس تختلف باختلاف العصر والبلاد، فكان الشرفاء كالملوك والقضاة يجلسون على كراسي (مز122: 5 وإش14: 9 ولو1: 52). على تخوت (نش3: 7 و9) أو أسرة (إس1: 6 وحز23: 41 وعا3: 12) وأما غيرهم فقد كانوا يتكئون حتى على الأرض (لو9: 14 و15 ويو6: 10). وفي أيام المسيح كان الضيوف يتكئون على مقاعد حول المائدة، التي كانت على هيئة ثلاث أرباع مربع فارغ في المركز كي يدخل الخدم، وذلك حسب العادة الرومانية. فكان يتجه رأس المتكئ نحو المائدة وقدماه إلى ظاهر المقعد. والضيف كان يستند على وسادة تحت مرفقه الأيسر ويأكل بيده اليمنى، وبلفتة كان يمكنه أن يتكئ على صدر من وراءه كما فعل يوحنا) يو13: 23، 21: 20). وكان ذلك ميسورا لمن أراد أن يدهن قدمي يسوع كما فعلت مريم) يو12: 3). والمرأة الخاطئة في بيت سمعان الفريسي (لو7: 38). فإنها غسلت قدميه بدموعها ومسحتهما بشعر رأسها ودهنتهما بالطيب وقبلتهما. وإذا جلس الضيف منتصبا على مثل ذلك المتكأ كان يمكن أن يدهن له رأسه كما فعلت المرأة في بيت سمعان الأبرص) مت26: 6 و7). أما المتكأ الأول فكان في القسم المستعرض عند رأس المائدة) 1 صم 9: 22 ومت23: 6 ولو14: 8 و9). ولما كانت المقاعد مرتبة على جدران الغرف، كان المتكأ في الزاوية، وهو أبعد المتكآت من الباب، وهو الأول كما لا تزال العادة في القرى حتى أيامنا هذه (عا3: 12). وفي بلاد فارس كانت النساء أيضا يتكئن على أسرة أمام المائدة (إس7: 8). اطلب (أكل).
وكف
(أم27: 15) قطر الماء من السقف، وتشبه به المرأة المخاصمة، لما في معاشرتها من الأزعاج والضجر لرجلها.
وكيل
رئيس فعلة، وقيم بيت، كما كان أليعازر الدمشقي في بيت إبراهيم) تك15: 2). ومثلما كان يوسف في بيت فوطيفار (تك39: 4). ويذكر العهد القديم قيمي بيت يوسف في مصر (تك43: 19 ألخ، 44: 1 و4). ويذكر العهد الجديد خوزي وكيل هيرودس الذي كان على الأرجح ناظر بيته (لو8: 3). ومثل المسيح عن وكيل الظلم (لو16: 1 – 8). يميط اللثام عن العادة التي كانت مألوفة لدى أغنياء أورشليم في إدارة أعمالهم. فقد كان الوكيل ناظر أملاك سيده. ويرجح أن ظلمه كان بأخذه من الشركاء أكثر مما كان يطلب منهم حساب سيده. فيحاسبهم بشيء ويقيد في حساب سيده شيئا آخر ويختلس الفرق بين الحسابين.
وعندما علم سيده بالأمر طلب منه أن يقدم صكوكا بتوقيع المزارعين وتصديقه كوكيل تبين ما للمالك عند كل شريك من حاصلات أملاكه. كان السبيل الشريف الذي أمامه أن يعترف بخيانته ويستغفر عنها ويتعهد بالأصلاح، لكنه فكر في حيلة تنفعه متى طرد من الوكالة، فغير في الصكوك وزور. وكان التزوير ميسورا لأن الأعداد كانت تكتب وقتئذ بالحروف العبرية، ولا فرق كبير يميز الحروف الدالة على المئات. فمثلا حرف (اليود) يدل على عشرة وحرف (الديش) يدل على مائتين والفرق بين هذين الحرفين ليس بكبير. ومما هو جدير بالملاحظة أن السيد مدح وكيله على حكمته، لكنه لم يمتدحه على فضيلته. كأنه أعجب بذكاء عقله، غير أنه لم يسر باعوجاج قلبه. والمهم في المثل هو المبدأ الذي يقوم عليه وهو ضرورة التذرع بالحكمة الإلهية لا الحكمة العالمية، لنفتدي بها الأبديات والروحيات.
وفي الرسائل الرعوية كان الأساقفة وكلاء الله ( تي1: 7). وكان المرشدون المسيحيون (وكلاء أسرار الله) (1 كو 4: 1 ألخ). وفي
مستطاع كل إنسان أن يكون وكيل نعمة الله (1 بط 4: 10).
إن المبدأ المسيحي للتوكيل على الممتلكات، والوقت والشخصية منشؤه تعاليم يسوع الأساسية فيما يتعلق بالتزامات
الإنسان تجاه كل عمل يقوم به لتقدم ملكوت الله. قابل قوله للرجل الغني في بيع جميع أملاكه وأعطائها للفقراء (مر10: 17 – 22 وما يقابله). وتصريح زكا له في إعطاء نصف أمواله للمعوزين، ورد أربعة أضعاف ما ابتزه واختلسه من دافعي الضرائب) لو19: 8 إلخ). ومثل السامري الصالح (لو10: 30 – 37) ومثل الخدام الأمناء أو مثل العشر وزنات (مت25: 14 – 30 وقابل لو19: 11 – 28).
ولد – أولاد
الأولاد هبة إلهية (تك4: 1). وكان العقر والعقم عيبا بين العبرانيين) تك16: 4 ولو1: 25). وقد أشار يسوع إلى فرح المرأة عندما تلد (يو16: 21). ورفع قيمة الأولاد إذ دعاهم إليه (مر9: 36). وقال إن ملكوت الله يحتاج إلى أمثالهم. وحمد الله لأنه أعلن للأطفال ما أخفاه عن عيون الحكماء والفهماء) مت11: 25 وقابل لو18: 16 و17).
وقد مارس العبرانيون شعائر ذات مغزى عميق وعادات صحية تتعلق بولادة الأولاد كما يستخدم القابلات (خر1: 19). وغسل الأطفال المولودين حديثا بالماء وفركهم بالملح وتقميطهم (حز16: 4 ولو2: 12). والمحافظة على شعائر التطهير وهبات التكفير بعد ولادة الأطفال (لا12: 1 – 8). وعنوا بالاحتفالات عند الفطام (تك21: 8). وكانت الأم تقوم بمهام البيت، وكان الأب يقوم بأعباء وظيفته. وكانت الأسرة الموسرة توظف حاضنات أو مربيات (2 صم 4: 4). وأوصياء أو مربين) 2 مل 10: 1 و5). وكان الأولاد مقيدين بآبائهم وأمهاتهم. فهم مرشدوهم وهم المسؤولون عن تربيتهم وتنشئتهم تنشيئا صحيحا صالحا (أم13: 24). وتلعب الأم في العهد القديم دورا هاما في تربية الأولاد. ولم تكن تربية الأولاد تسمح لهم باختيار زوجات لأنفسهم دون رأي والديهم وموافقتهم. وهنا أيضا كان على الوالدين واجبات ومسؤوليات) تك24: 21، 38: 6). وتبعا لذلك كان على الأولاد أن يحبوا والديهم ويحترموهم ويطيعوهم. واحترام الوالدين في الكتاب المقدس وخاصة في العهد القديم من الأهمية بمكان، لأنه يذكر بعد واجب الإنسان نحو الله مباشرة (خر20: 12 وتث5: 16 وأف6: 2 و3 وكو3: 20). وكان الولد العاق الذي لا يخضع لوالديه، يقتل رجما بالحجارة (تث21: 18 – 21).
وتعلق الولد بأبيه كان يخوله حقوقا خاصة تميزه عن العبد فالعبد على عكس الابن، لم يكن له نصيب في ما يملك سيده. والعبد، على عكس الابن، لم يكن وارثا (مت21: 27 ألخ). ويختلف الولد عن العبد لأنه يحافظ على بقاء العائلة. وبسبب هذه الفكرة كانت الشريعة الموسوية تقضي بأن يتزوج الأخ أرملة أخيه، إذا لم يكن لها ولد من أخيه. وكان يحسب الصبي البكر، الذي يولد له منها، ابنا لأخيه الميت، لكي لا يمحى اسمه (تث25: 5 و6). مع أن أخذ امرأة الأخ في غير ظروف كان محرما (لا18: 16). وكان ميراث الأب يقسم بالتساوي بين أولاده، إلا البكر، فقد كان له نصيب اثنين (تث21: 17). أما البنات، في حالة عدم وجود ابن، فكن يرثن ويقتسمن الميراث بالتساوي. غير أنه لم يؤذن لهن أن يتزوجن خارج سبط أبيهن (عد27: 1 – 6، 36: 2 – 8). اطلب (ورث، ميراث). وكانت سلطة الوالدين مطلقة تقريبا، حتى كان المستخف بالأب والأم ملعونا (تث27: 16 وأم30: 17). ومن يلعن أباه أو أمه يقتل قتلا (لا20: 9). وكان الأولاد يباعون أحيانا لوفاء ديون آبائهم. ولكن يظهر أن هذا البيع كان منحصرا بين العبرانيين. وأن الأولاد كانوا يستعيدون حريتهم في سنة اليوبيل (لا25: 39 – 41). ومن أمثلة ذلك طلب المرابي أن يأخذ ولدي الأرملة عبدين لدين كان على أبيهما (2 مل 4: 1 ومت18: 25).
وأما الطفل المولود حديثا فكان يقمط (لو2: 7). وفي اليوم الثامن يختتن وحينئذ يسمى. وتبقى الأم بعد الولادة نجسة 40 يوما إذا ولدت ابنا و80 يوما إذا ولدت بنتا. ثم تقدم لتطهيرها ما أوصى به الناموس (لا12). وكانت ترضع ولدها من سنة ونصف إلى ثلاث سنين. وعند الفطام كان يولم له وليمة كما مر بنا الكلام. وكانت تبقى البنات في حضانة أمهاتهن ورعايتهن إلى أن يتزوجن. وأما البنون فينتقلون إلى وصاية آبائهم من سن الخامسة فما فوق (اطلب (تعليم)).
وأما العهد الجديد فيهمه قبل كل شيء خلاص الإنسان. وقبول المسيح كابن للآب السماوي وعلاقة الإنسان الروحية بالله
( أف6: 4).
أولاد الله وأبناء الله
مفهوم من مفاهيم العهد الجديد. ليس الجميع في نظر بولس الرسول أولاد الله بل إنهم أولئك المنقادون بروح الله (رو8: 14). هذه هي العلامة المميزة لأولاد الله. وإرشاد الروح لأولاد الله يظهر في نجوى القلب مع الله ودعاء الأب للابن الذي يسمع صوت ولده ويؤكد له أنه ابنه. وفي إيمان الابن بخلاص أبيه السماوي الذي أعلن ذاته في يسوع المسيح (يو1: 12 وعب2: 13 ألخ و1 يو 3: 1، 5: 2).
ميلاد، مولد
كان ميلاد طفل، لا سيما إذا كان صبيا يوم فرح عام للأسرة (إر20: 15). قابل تاريخ يوسيفوس (12: 4 و7). وكانت عادة المصريين والفرس أن يحتفلوا بالمواليد. وكانوا ينقطعون عن العمل ويقيمون ولائم. وكان فرعون أول من ذكرت وليمة يوم ميلاده في العهد القديم (تك40: 20). ويذكر العهد الجديد مولد هيرودس رئيس الربع، والحفلة التي أقامها حين رقصت سالومة ابنة هيروديا وطلبت رأس يوحنا المعمدان (مت14: 6 ألخ ومر6: 21).
مواليد
كان للنسب وقع عظيم في أفكار العبرانيين كسائر شعوب الشرق من كثرة جداول المواعيد في الكتاب المقدس، ولا سيما في الأسفار التاريخية من العهد القديم التي لها فضلا عن فائدتها التاريخية إفادة روحية لأنها تبين أمانة الله في إنجاز مواعيده، لا سيما وعده بإرسال المسيح من نسل داود لفداء العالم.
وكتاب المواليد الأول هو ما ذكر فيه نسل قايين (تك4: 17 – 24). ثم كتاب مواليد شيث بن آدم (تك5). وكتاب مواليد بني نوح (تك10 و11). ولهذه الجداول أهميتها في التاريخ العبري (عد1: 2 و18 و1 أخ 5: 7 و17). وفي أيام عزرا خلع البعض من الكهنوت لأنه لم يعثر على أثر لجداول أنسابهم (عز2: 61 و62 ونح7: 63 و64).
ويبدو أن هذه الجداول نقلت عن جداول رسمية حفظت أشد الحفظ، فإن مأموري خدمة الهيكل كانوا يعنون بموجب هذه الجداول. ويظهر من سفري عزرا ونحميا أن هذه الجداول حفظت مدة السبي وبعده ودونت في الكتاب المقدس. ومما يدل على
تقدير الشعب لهذه المواليد، بالنظر إلى أهميتها الشعبية والقومية، وهو حفظها في الأسر الفقيرة بدليل أن يوسف عرف أنه من
عائلة داود فتوجه إلى بيت لحم لكي يكتتب (لو2: 4). ويرجح أن الجداول ما عدا تلك التي حفظت في الكتاب المقدس، أتلفت عند خراب الهيكل الأخير، ولم يكن لها لزوم بعد ذلك إذ كان المسيح قد جاء وتحققت نسبته إلى داود. وقد تفرق الكهنة الذين من نسل هارون وتشتت الشعب اليهودي في جميع الأقطار.
مواليد الرب يسوع المسيح
ليس في العهد القديم جدول نسب إلا لشخص واحد هو الرب يسوع. وهذا النسب مذكور في إنجيلي متى ولوقا (مت1: 1 – 17 ولو3: 23 – 38). ولكن هناك شيء من الصعوبة في فهم جدوليهما. وهذه الصعوبة ناتجة من عدم معرفة الجميع اصطلاحات اليهود القديمة في أمر الجداول النسبية. فإذا نظرنا إلى جدول متى منفردا، دون التفات إلى جدول لوقا، نرى أنه ترك ثلاثة ملوك بين يورام وعزريا) انظر مت1: 8). وهم أخزيا ويوآش وأمصيا (انظر 2 مل 8: 25، 11: 2، 12: 21). وكذلك يهوياقيم الذي كان بين يوشيا ويكنيا (2 مل 23: 34). وهو متروك أيضا. فإذا ذكرت هذه الأربعة يصير القسم الثاني ثمانية عشر جيلا عوضا عن أربعة عشر، وهذا يوجب تكرار اسم داود أو اسم يكنيا. ومما هو جدير بالذكر أن جداول النسب عند العبرانيين لم تكن تذكر إلا الأشخاص الذين لهم أهمية يستحقون لأجلها أن يذكروا، فمثلا انظر تك46: 12 و15 و18 21 و22 و25.
ثم إذا قابلنا جدول متى بجدول لوقا نجد فروقا جمة فسرت تفاسير شتى. وهذه الفروق تبرهن استقلال كل من البشيرين عن
الآخر في ما كتبه واعتماده على مصادر تختلف عن مصادر الآخر، ولكنها ليست أقل منها أهمية ووثوقا. والجدولان متماثلان من إبراهيم حتى داود، ومنه يتبع متى تسلسل الفرع المالك من نسل داود بواسطة سليمان، ويتبع لوقا تسلسل الفرع الأصغر بواسطة ناثان بن داود. وقد ذكر لوقا 25 اسما بين داود وزربابل، أما متى فذكر خمسة عشر اسما فقط. وجميع الأسماء، ما عدا شألتئيل مختلفة في الجدول الواحد عن الآخر. وذكر لوقا 17 اسما بين زربابل ويوسف أما متى فذكر تسعة فقط وجميعها تختلف عن تلك. وأهم فرق هو أن متى يقول عن يوسف أنه ابن يعقوب، بينما يقول لوقا أنه ابن هالي. ولا يمكن أن يكون ابنا للاثنين، ولا يحتمل أن يكون الاسمان اسمي شخص واحد. ولهذا قدمت الآراء الآتية تعليلا لهذا الفرق:
1 – أن إحدى البشارتين تذكر النسب الشرعي والأخرى النسب الطبيعي. هذا هو التعليل القديم وهو يفرض حدوث زيجة واحدة أو أكثر في عائلة يوسف من نوع زواج الأخ بأرملة أخيه الأكبر المتوفي بلا عقب، فيحسب أولاد الزيجة الثانية حسب الشرع الموسوي، أولاد الزوج الأول، مع أنهم طبيعيا أولاد الزوج الثاني أو الأخ الأصغر، فيحتمل أن يكون يعقوب وهالي أخوين شقيقين (أو غير شقيقين، أي من أم واحدة، ولكن من والدين مختلفين) تزوج أحدهما والدة يوسف، ثم توفى بلا عقب، فتزوجها أخوه فولدت له يوسف، فذكره لوقا كابن لهالي حسب الشريعة، مع أنه حسب التسلسل الطبيعي، وفي الحقيقة ابن يعقوب كما ورد في متى. هذا هو الرأي القديم الذي لا يتمسك به اليوم إلا قليلون من اللاهوتيين.
2 – وهناك رأي آخر، وهو أن متى أثبت جدول نسبة يوسف الشرعية أو الملوكية، أما لوقا فذكر نسبة يوسف الشخصية. فيكون أحدهما قد أثبت سلسلة الوراثة لعهد داود وسليمان، والآخر جدول التسلسل الطبيعي بواسطة ناثان وأفراد من غير الفرع المالك، ولكن من فرع قريب. إلا أنه يعترض على هذا الرأي أنه لو كان الأمر كذلك، لما حق لمتى أن يستعمل كلمة ولد بين أسماء الأشخاص المذكورين في جدوله، لأن فرع سليمان الملوكي انتهى بيكنيا، الذي يبدو أنه مات بلا عقب (إر22: 30).
3 – أما التعليل الثالث فهو أن متى أثبت جدول نسب يوسف، ولوقا جدول مريم. فكان هالي والد مريم وحما يوسف، وبذلك يكون جد يسوع. وحيث أن لوقا كتب إنجيله للأمم وغرضه أن يبرهن أن المسيح هو من نسل المرأة، فتتبع نسب يسوع الطبيعي أو الحقيقي بواسطة أمه مريم في فرع ناثان، وقد بين ذلك في ملاحظته الاستدراكية إذ قال عن يسوع أنه على ما يظن ابن يوسف (ولكن في الحقيقة) ابن هالي أو حفيده عن جانب الأم أو سبطه. وكان اليهود دائما يقولون عن مريم أنها ابنة (هالي). أما متى، الذي كتب إلى اليهود، فأثبت نسب يسوع حسب الشريعة (وذلك دائما يتبع الذكور) بواسطة يوسف الذي نسب إليه حسب الشريعة في فرع سليمان.
ولغ – يلغ
) قض7: 5 و6). يظهر أن الله أمر جدعون أن يختار الذين يشربون ولغا لعلمه أن عددهم قليل جدا، ولاستعدادهم وتنبههم وتأهبهم للأمر.
وليمة
ضيافة حافلة يسودها الكيف والطرب (دا5: 1). وتقام في مناسبات خاصة) لو5: 29، 15: 23) وكانت تقام الولائم عند الفطام (تك21: 8). ومفارقة الخلان) تك29: 22). والميلاد (تك40: 20). ولتكريم الضيف (تك18: 5 – 8). وفي الأفراح
(جا10: 19). وكانوا يتبادلون السرور فيها بأحجية (قض14: 11 – 13). أو رقص (مر6: 22). أو شرب (إش5: 12، 24: 7 – 9). وبعد الحصاد وقطف الكروم. وعند عقد صلح بين فريقين متنازعين (تك26: 26 – 30). وكان الأشراف يقيمون ولائم فاخرة يدعون إليها بواسطة عبيدهم (أم9: 3 ومت22: 3). وقضت واجبات الضيافة بغسل أرجل الضيوف (لو7: 44). ودهن شعر الرأس بالطيب (عا6: 6 ولو7: 46). وتقبيلهم (لو7: 45). وأجلاس كبار المدعوين في أماكن الشرف (1 صم 9: 22 ومت23: 6 وقابل لو14: 7 – 11). وكان للوليمة رئيس يدير أمورها (يو2: 8 و9). ويمتحن كل ما يقدم للضيوف.
وأقام المصريون ولائم عظيمة في مناسبات خطيرة والأصحاح الأربعون من سفر التكوين يصف لنا الوليمة التي أقامها فرعون في يوم ميلاده في زمن يوسف وما تخللها من بذخ وإسراف.
وفي أشور أقيمت ولائم عظيمة وقد عثر على خريطة بارزة ظهر فيها الملك آشور بانيبال وزوجته في وليمة أنيقة في حديقة القصر في نينوى يرتشفان الخمر في طوس ذهبية يحيط بهما الأماء بالمذبات. وقد جلس الموسيقيون ومعهم آلات العزف والطرب تحت ظلال النخيل والدرالي ينتظرون اللحظة التي يؤمرون فيها بالعزف وتشنيف الآذان. وقد ضمت الوليمة التي أولمها بلشاصر ألفا من عظمائه الذين استخدموا الآنية المسلوبة من الهيكل في أورشليم للسكر والفجور.
وشهدت بلاد فارس ضروبا من القصف. وسفر إستير يكشف القناع عن عادات كانت شائعة في قصر شوشن ترجع إلى القرن الخامس قبل الميلاد.
(ا) وليمة الملك أحشويرش لأشراف مادي وفارس ووجوهها (إس1: 3 – 12). وقد استمرت الوليمة 180 يوما. ثم أقيمت على أثرها وليمة لجميع الموجودين في البلاط (في دار جنة القصر) حيث كانت سجوف بيضاء وخضراء وإسمنجونية تحيط بقاعات القصر لتمنع دخول نور الشمس اللافحة. وكانت الأسرة من ذهب وفضة، وكان الشراب يقدم بآنية من ذهب.
(ب) وليمة الملكة وشتي لنساء القصر.
(ج) وليمة الملك لجميع زعمائه وعبيده بمناسبة زواجه بإستير (2: 16 – 18).
(د) وليمة إستير للملك وهامان (5: 4، 7: 1 – 8).
(ه) الولائم التي أقامها اليهود في جميع ولايات بلاد فارس (9: 1 – 32). وكانت بداية عيد الفوريم عند هؤلاء.
أما بعض الولائم التي ذكرت في العهد الجديد فهي:
وليمة هيرودس أنتيباس في مناسبة عيد ميلاده (مر6: 21).
وليمة عرس قانا الجليل التي حضرها يسوع وتلاميذه (يو2: 1 – 11).
الوليمة التي أقامها لاوي تكريما ليسوع (لو5: 29).
الوليمة التي حضرها يسوع في بيت سمعان الفريسي (لو7: 36 – 48).
الوليمة التي أقيمت في بيت واحد من رؤساء الفريسيين وحضرها يسوع (لو14: 1). وفيها حذر ضد اختيار الأماكن الأولى في الولائم (لو14: 7 – 11). وضرب مثل الوليمة العظيمة (لو14: 15 – 24).
ثم حضر يسوع وليمة في بيت عنيا (مت26: 6 – 13 ويو12: 1 – 7). ويحتفل باكتمال الإنضواء تحت ملكوت الله أو ملكوت السماوات في وليمة تقام لتلك المناسبات) لو13: 29). ووليمة عرس الحمل (رؤ19: 9).
وكان المسيحيون الأولون يقرنون ولائم المحبة بالعشاء الرباني) 2 بط 2: 13 ويه12). يقدم مصروفها من الكيس المشترك. وعندما ألغي ذلك صار الأغنياء يقدمون نفقاتها. وكانت هذه الولائم في بداية الأمر في الكنائس، غير أن مجمع لادوكية نهى عنها سنة 320 م.
وال
وهي:
1 – الترجمة العربية لكلمتين لاتينيتين (بروقنصل) أو (بروتوكوراتور) (مت27: 2 وأع13: 7، 18: 12).
2 – ترجمة لفظة عبرانية بمعنى حاكم ولاية (2 مل 18: 24 وعز6: 7 ونح5: 14). فكان تتناي والي عبر نهر الفرات (عز5: 3، 6: 6 قابل نح2: 7) وأقام كورش شيشبصر واليا على اليهودية (عز5: 14). وكان زربابل واليا على اليهودية في مدة حكم داريوس (حج1: 1 و11 (، ونحميا في عهد أرتحشستا (نح4: 14).
والعهد الجديد يذكر من الولاة: بيلاطس البنطي والي اليهودية (مت28: 14 ولو3: 1) وفيلكس والي فلسطين كلها الذي
كان مقره في قيصرية (أع23: 24 ألخ) وفستوس والي فلسطين كلها (أع24: 27 ( وكيرينيوس وكيل الإمبراطور الروماني في سورية (لو2: 2).
وأحيانا كان يعزل الولاة في الأقاليم الصغيرة ويعين مكانهم ولاة للولايات الكبيرة كما فعل أوغسطس قيصر بأرخيلاوس في السنة 6 ق. م. فجعل من اليهودية والسامرة وأدوميا جزءا من إقليم سورية ودعي ولاية اليهودية (راجع تاريخ يوسيفوس 17: 11 و4 و13 و5 وأخبار تاسيتوس 13: 33 (، ومرقس وكان حكامها كالآتي: كابونيوس، ومرقس أبيفرس، وأنيوس روفوس الذين في عهدهم مات أوغسطس قيصر، وفليريوس غراتوس، الذي بقي واليا مدة 11 سنة (تاريخ يوسيفوس 17: 2 و3) وبيلاطس البنطي الذي عينه طيباريوس قيصر، وعزل من منصبه بعد عشر سنوات ووصل روما بعد وفاة طيباريوس، التي كانت في آذار سنة 37 م. (تاريخ يوسيفوس 18: 2 و2 و4 و2 و6 و5 وأخبار تاسيتوس 15: 44 ولو3: 1) ومارسلوس، ومارلوس الذي عينه الإمبراطور كايوس (تاريخ يوسيفوس 18: 6 و11) بعد مدة انتهت بهيرودس أغريباس، الذي حكم اليهودية ثلاث سنوات (أع12: 1 – 23 ( وكسبيوس فادوس الذي عينه الإمبراطور كلوديوس، وطيباريوس ألكسندروس (تاريخ يوسيفوس 19: 9، 20: 1 و5 و2) وكومانوس، الذي عين بعد موت هيرودس (تاريخ يوسيفوس 20: 5 و2 و6 و2 و3). أما الوالي فيلكس فقد عينه الإمبراطور كلوديوس (تاريخ يوسيفوس 20: 7 و1 وتاريخ تاسيتوس 5: 9 (، وأما بروسيوس فستوس فقد أرسله الإمبراطور نيرون) تاريخ يوسيفوس 20 و8 و9 (، وأخيرا غاسيوس فلوروس الذي استلم منصبه قبيل السنة الثانية عشرة من حكم نيرون (تاريخ يوسيفوس 20 و11 و1).
ويلاحظ من هذه الروايات وعلاقتها بعضها ببعض أن هؤلاء الولاة كانوا خاضعين لوالي سورية. غير أن ولاة اليهودية كانوا ذوي سلطة مطلقة. وكانت لهم سلطة على الحياة والموت. وكان الجند ينفذون الأحكام التي يصدرونها. وقد اتخذوا قيصرية عند البحر مقرا لهم في الأغلب. ولكن كانوا يذهبون إلى أورشليم في المواسم والاحتفالات. وأحيانا كانوا يمضون الشتاء فيها (تاريخ يوسيفوس 18 و3 و1) ويحلون في قصر هيرودس، أو يزورون المستعمرات الرومانية حسب مقتضى الحال.
ولاة
وهم:
1 – الحكام بقطع النظر عن رتبتهم (2 أخ 9: 14 وإش41: 25، 60: 17 وإر51: 23 و57 وأف6: 12).
2 – حكام ولايات (حز6 و22 و23 ودا3: 2 و6 و7 ومت10: 18).
3 – قضاة (أع19: 38).
ولي
وهو:
1 – النسيب (لا25: 25 وعد5: 8). وقد يكون النسيب الأقرب (را2: 20).
2 – المولى أو الفادي (أي19: 25 ومز19: 14، 78: 35 وأم23: 11 وإش54: 8).
ولي الدم
النسيب الأقرب. أو جماعة الأقرباء ينتمون لقريب أو نسيب هدر دمه أو تعدي عليه ولحق به ظلم. وكانت الشريعة الموسوية تفرض أن: (قاتل دم إنسان، بالإنسان يسفك دمه) (تك9: 6 وعد35: 31).
وعدل قانون القتل فبنيت (مدن الملجأ) في ضفتي الأردن الغربية والشرقية، منها حبرون، وشكيم وقادش في الضفة الغربية وباصر، ورمود جلعاد، وجولان في الضفة الشرقية (يش20: 7 و8) وكان القاتل يقيم فيها بأمان إلى أن يبت القضاء الشرعي في أمره، فإذا حكم عليه أسلم إلى ولي الدم فقتله، وإلا أبيح له أن يعيش في تلك المدن إلى أن يموت رئيس الكهنة، الذي جرى القتل في زمنه. ومع مرور الزمن اشتد صوت الرحمة وضعف صوت الانتقام، الذي هو من صفات الإنسان البدائي. وقد نهى العهد الجديد عن الانتقام: (لا تنتقموا لأنفسكم أيها الإحباء، بل أعطوا مكانا للغضب ءءء لي النقمة أنا أجازي يقول الرب. فإن جاع عدوك فأطعمه) (رو12: 19).
والقول الوارد في أي19: 25 وهو (وأما أنا فقد علمت أن وليي حي) فإنه ينظر بعين الرجاء إلى ملء الزمان الذي يأتي فيه الفادي مخلص البشر.
أما الولي بالمعنى العادي في العهد الجديد فإنما يقصد به الفداء الروحي الذي ناله عنا الفادي ويعطينا حق التمتع الكامل به. فإن فيه لنا الفداء، مغفرة الذنوب (أف1: 7).
ويل
كلمة تدل على وقوع الشر والهلاك (عد21: 29) وقد وردت بمعنى تنذير) حب2: 6 وزك11: 17) وبمعنى حزن (مز12: 5).
وكثيرا ما استعمل أنبياء العهد القديم، وبخاصة إشعياء كلمة ويل (إش5: 8 و11 و18 و20 و21 و22 وقابل 10: 1 وعا5: 18).
وقد نطق يسوع المسيح بويلات وجهها إلى زعماء اليهود الدينيين (مت23: 13 – 32).
أما بيت القصيد في الويلات السبع فيمكن أن يلخص هكذا:
1 – الويل للكتبة بسبب موقفهم من ملكوت الله وكانوا في تعليمهم وفي حياتهم يحولون بين الناس وبينه (مت23: 13).
2 – وكان الكتبة والفريسيون يقيمون الدنيا ويقعدونها في جعل الدخلاء يعتنقون آراءهم بشأن التمسك بأهداب الشريعة (عدد 15).
3 – كانوا قادة عميان يماحكون ويجادلون في أمور تافهة (عدد 16).
4 – كانوا يجادلون في سبيل فضائل لا قيمة لها ويتعامون عن أمور جوهرية حيوية كالرحمة والإيمان (عدد 23).
5 – لا طائل من التأدب الخارجي إذا لم يقترن بالنزاهة الداخلية والاستقامة الروحية أي بتنقية الكأس من الداخل (عدد 25).
6 – إن الحشمة الخارجية (القبور المبيضة) لا يمكنها أن تخفي الشر الكامن في القلب) عدد 27).
7 – إن الشعب اليهودي الذي بنى قبورا للأنبياء وبالغ في تجميلها أحيانا كأسلافه، سوف يصرخ عند محاكمة يسوع (اصلبه) (عدد 29 و34).
مصطلحات إضافية من موقع سانت تكلا هيمانوت
واهب
اسم مكان يرجح أنه كان بالقرب من وادي أرنون في بلاد موآب. وقد وردت الكلمة في عبارة مقتبسة من “كتاب حروب الرب” هي: “واهب في سوفة وأودية أرنون” (عد 21: 14). وقد جاءت في الترجمة الإنجليزية المعتمدة: “ماذا فعل في البحر الأحمر” أنها اعتبرت الكلمة فعلاً بمعنى “فعل، واعتبرت سوفة” إشارة إلى “بحر سوف” “اعبروا واهب عبور العاصفة”. وجاءت في كتاب الحياة: “مدينة واهب في منطقة سوفة”.
واو
هو الحرف السادس من الأبجدية العبرية ويُكْتَب “6” أشبه بالعدد “6” (في الأعداد العربية) لكن برأس صغيرة تميل إلى جهة اليسار.
وبل | وابل
وبلت السماء وبلا: اشتد مطرها، فالوبل أو الوابل هو المطر الشديد الضخم القطر. ويقول الرب: “يهطل كالمطر تعليمي، ويقطر كالندى كلامي، كالطل على الكلأ، وكالوابل على العشب” (تث 32: 1 – 3).
ويقول أليهو لأيوب وأصحابه: “الله يُرعد بصوته عجباً. يصنع عظائم لا ندركها، لأنه يقول للثلج اسقط على الأرض، كذا لوابل المطر، وابل أمطار غرة” (أى 37: 5 و6).
ويقول إرميا النبي: “هل يوجد في أباطيل (الآلهة الباطلة) الأمم من يمطر، أو هل تعطى السموات وابلاً؟” (إرميا 14: 22).
ويقول زكريا النبي: “اطلبوا من الرب المطر في أوان المطر المتأخر فيصنع الرب بروقاً ويعطيهم مطر الوبل” (زك 10: 1).
وتر | أوتار | أوتر
وهو اسم:
(1) طرف العضلة الدقيق وهو مؤلف من نشيج ليفي متين (قض 16: 7).
(2) خيوط آلات الطرب كالقيثار والرباب. وهي مكونة من أمعاء الحيوانات. ووردت عبارة ذوات الأوتار (الأصل العبري “نغينوث”) في عدة مزامير، (مز 4 و6 و54 و55 و61 و67 و76). وفي حب 3: 19. والآلة “ذات عشرة أوتار” (مز 92: 3) هي نوع من القيثار.
ومن ذوات الأوتار العود، والقانون، والكمنجة، والرباب، والجتية (مز 8 و81 و84) والأوتار (مز 150: 4). والسنطور (دانيال 3: 5 و11).
أما عبارة “ضرب الأوتار” (مز 9: 16) بالأصل العبري “هجايون” فهي اصطلاح أو عبارة موسيقية لا يعرف معناها تمامًا. وقد تترجم “بهذيذ” وترجمت “بفكر” أو “بلهج” في (مز 19: 14). أو “بعزف” (92: 3) أو “بأغنية” في مراثي 3: 63.
وثق | واثق | ثقة | ثقات | ميثاق
وثق بغلان، يثق ثقة ووثوقًا: ائتمنه واطمئن إليه، فهو واثق به، وفلان موثوق به (أي 39: 11، مز 41: 9، أم 14: 16.. إلخ.، مت 9: 3 و12، مرقس 6: 2.. إلخ.).
والثقة: الائتمان ورجل ثقة: رجل مؤتمن. ويقول الحكيم: “في مخافة الرب ثقة شديدة” (أم 14: 26، ارجع أيضا إلى أم 25: 19، 2كو 1: 15، 3: 4، 7: 4… إلخ.). كما يقول: “أما الصديق فواثق عند موته” (أم 14: 32). ويقول الرسول بولس للمؤمنين في فيلبى: “واثقا بهذا عينه، أن الذي ابتدأ فيكم عملاً صالحاً يكمل إلى يوم يسوع المسيح” (فى 1: 6 و14، ارجع أيضاً إلى 2 كو 5: 6، عب 13: 6).
وثن | أوثان | وثني
الوثن: التمثال يُعبد، سواء أكان من خشب زم حجر أم ذهب أم فضة أم غير ذلك.
والوثني هو من يعبد الوثن. وتأمر أول وصية من الوصايا العشر: “لا يكن لك آلهة أخرى أمامي. لا تصنع لك تمثالاً منحوتاً، ولا صورة ما مما في السماء من فوق، وما في الأرض من تحت، وما في الماء من تحت الأرض. لا تسجد لهن ولا تعبدهن، لأني زنا الرب إلهك إله غيور…” (خر 20: 3 – 5، تث 5: 7 – 9).
كما يقول: “لا تصنعوا لكم أوثاناً (لا 26: 1)، بل ويقول: لا تلتفتوا إلى الأوثان” (لا 19: 4).
ويصف إشعياء النبي غباء الإنسان الذي يصنع بيديه صنما ثم يخر ويسجد ويصلى إليه، ويقول: نجنى لأنك أنت إلهي “(إش 44: 9 – 20)، فهي أوثان بكماء لا تتكلم ولا تسمع ولا تبصر” مثلها يكون صانعوها “(مز 135: 16 – 18، حب 2: 18، 1 كو 12: 2).
وقد بلغ الشر والغباء بالشعب قديما إلى حد زنهم “ذبحوا لأوثان ليست الله” (تث 32: 17)، بل “ذبحوا بنيهم وبناتهم للأوثان..” (مز 106: 37 و38، ارجع أيضاً إلى ما فعل منسى ملك يهوذا – 2 مل 21: 3 – 5).
ويكتب الرسول بولس إلى المؤمنين في تسالونيكي: “رجعتم إلى الله من الأوثان لتعبدوا الله الحيّ الحقيقي وتنتظروا ابنه من السماء..” (1تس 1: 9 و10).
ويقول الله على فم صموئيل النبي لشاول الملك: لأن التمرد كخطية العرافة، والعناد كالوثن والترافيم (1 صم 15: 23). كما يقول الرسول بولس إن “الطمع” هو “عبادة أوثان” (كو 3: 5) لذلك يقول للمؤمنين في كورنثوس: “لذلك يا أحبائي، اهربوا من عبادة الأوثان” (1 كو 10: 14). ويوصى الرسول يوحنا المؤمنين قائلا: “أيها الأولاد، احفظوا أنفسكم من الأصنام” (1 يو 5: 21)، فعبادة الأوثان من أعمال الجسد الفاسد (غل 5: 20).
وجد: الوجود في كل مكان
الوجود في كل مكان أمر مقصور على الله وحده، وهو يعنى أن الله لا يقيده أو يحده مكان أو زمان، إذ هو دائم الوجود في كل مكان (مز 139: 7 – 10، إرميا 23: 23 و24، أع 17: 27، عب 1: 3… إلخ.). فمن اللازم أن نتجنب – فيما يتعلق بالله – المفاهيم المادية لوجوده حتى لا تختلط الأمور، فالله روح، ووجوده غير المحدود يجب النظر إليه بالمعنى الديناميكي، وليس بالمعنى المادي، فهو متميز عن كل خليقته، بينما تحيط قوته وحكمته وصلاحه وجوده بكل الخليقة، فهو “حامِل كل الأشياء بكلمة قدرته” (عب 1: 3)، وهو الذي “به نحيا ونتحرك ونوجد” (أع 17: 28)، وفى جلاله وعظمته الإلهية، هو “أبونا الذي في السماء” (مت 6: 9).
وجه | وجيه | وجوه
الوجيه: ذو الجاه وسيد القوم، فوجوه الشعب (لو 19: 47) هم رؤساء الشعب وقادته. ووجوه اليهود (أع 25: 2، 28: 17) هم زعماء الشعب اليهودي. ووجوه الجليل هم السادة في شعب الجليل (مر 6: 21).
وحل
الوحل: الطين الرقيق ترتطم فيه الناس والدواب، والجمع أو حال. ويقول أيوب: “قد طرحني في الوحل فأشبهت التراب والرماد” (أى 30: 19)، وتترجم نفس الكلمة العبرية إلى “طين الأزقة” (إش 10: 5).
وعندما ألقوا القبض على إرميا النبى طرحوه “في جب….. ولم يكن في الجب ماء بل وحل، فغاص إرميا في الوحل” (إرميا 38: 6) وتترجم الكلمة العبرية المستخدمة هنا إلى “طين” أو “طين الأسواق” أو طين الأزقة “(2 صم 22: 23، أي 41: 30، مز 69: 14، ميخا 7: 10، زك 9: 2، 10: 5).
وحم | يتوحّم
وحمت الحبلى وحماً: اشتهت شيئاً على حَبَلها. وعندما اتفق يعقوب مع خاله لابان على أن تكون أجرته “كل شاة رقطاء وبلقاء، وكل شاه سوداء بين الخرفان، وبلقاء ورقطاء بين المعزى” (تك 30: 31 و32)، “أخذ يعقوب لنفسه قضبانًا خضراء من لبنى ولوز ودلب، وقشر فيها خطوطا بيضا كاشطا عن البياض الذي على القضبان. وأوقف القضبان التي قشرها في الأجران، في مساقي الماء حيث كانت الغنم تجئ لتشرب… لتتوحم عند مجيئها لتشرب. فتوحمت الغنم عند القضبان وولدت الغنم مخططات ورقطا وبلقا” (تك 30: 37 – 42)، ولكن يعقوب أدرك حقيقة الأمر، وعرف أن الفضل في ذلك لا يرجع إلى ما عمله هو، بل يرجع إلى الله، حسبما قال لامرأتيه: “لكن الله لم يسمح له (للابان) أن يصنع بي شرّاً. إن قال هكذا: الرقط تكون أجرتك، ولدت كل الغنم مخططة. فقد سلب الله مواشي أبيكما وأعطاني”… وقال له “ملاك الرب في الحلم… ارفع عينيك وانظر جميع الفحول الصاعدة على الغنم مخططة ورقطاء ومنمرة، لأني قد رأيت كل ما يصنع بك لابان” (تك 31: 7 – 2).
وحدانية الروح | وحدة الروح
رباط السلام الذي يربط من هم جسد المسيح (اف 4: 3). وهي عطية الله (ار 32: 39)، ومؤسسة على المحبة (يو 17: 21)، واجتذاب القلوب (أع 4: 32). وهي من النعم المسيحية الخيرة (2 كو 13: 11). ولا يمكن أن تكون نتيجة ضغط وإكراه أو اضطهاد أو حرم. ولا تخص بوحدانية الحكم أو التأليف، بل يمكن وجودها مع الاختلاف الكلي في أمور ظاهرة (1 كو ص 12). وتكون على أشدها عندما ينظر الإنسان إلى محاسن غيره ويغض النظر عن مساوئه ومعائبه، وعندما يفتش أيضًا عن أعمال روح الله في غيره. ولا يعظم الاختلافات غير الجوهرية التي لا بد منها في العالم، إذ من السخف وقصر النظر أن يتباعد المسيحيون بسبب آراء لاهوتية ووجهات نظر متباينة في العقيدة الواحدة، لأنهم مثقفون في الجوهر، وفي الغاية. وحدانية الروح هي روح، وقلب، وقوة، وحياة. وهي أقوى من صوت الجنس، والدم، واللون، واللغة. وترتفع فوق الاختلافات العقائدية والمذهبية. فعلى المرء أن يجتهد ليفوز بها ويكتسبها.
وحش | وحوش | موحش | وحشة
يُراد بالوحش أحيانًا الوحش البري من أكلة العشب (مز 80: 13). لكن الغالب إطلاق الاسم على ما كان من الضواري (تك 37: 20). وقد ميزت الوحوش عن الحيوانات المستأنسة (لا 26: 22 واش 13: 21 و22 و34: 14 وار 50: 39 ومر 1: 13). وقد يكون الوحش نجسًا أو طاهرًا حسب الشريعة الموسوية (لا 5: 2 و17: 13). وربما يكون وحش القصب (مز 68: 30) هو فرس البحر. وتستعمل لفظة الوحش مقرونا بحمار للدلالة على الحمار البري أو ببقر للدلالة على الرئم (مز 22: 21 و29: 6 و92: 10 واش 34: 7). وهو الثور الوحشي (أي 39: 9 – 12). يراد بها الثور الأصلي Bos Primigenius وتستعمل للحية (أع 28: 4).
أما لفظة وحش فقد تستعمل لجميع الحيوانات (تك 9: 10). أو الحيوانات البرية (تك 3: 14). وإذا قيل البهائم والوحوش (تك 7: 21). أريد الحيوانات المستأنسة والبرية والوحوش الرديئة (تك 37: 33 ولا 26: 6) هي الضواري. وإذا قيل الوحوش والطيور (يع 3: 7) أريد به الحيوانات الساكنة على وجه الأرض بخلاف الطائرة في الجو.
وتطلق كلمة وحش على القوى التي من شأنها التخريب والتدمير والاستبداد بالشر والتسلط عليهم. وبهذا المعنى رمز في الإصحاح السابع من سفر دانيال إلى ممالك أربع متعاقبة كانت أولادها مملكة بابل. والوحوش الأربعة مجتمعة في وحش مشترك تمثل السلطة العالمية, وقد ظهر بطش هذه القوة الوثنية في أشد صوره في اضطهاد أنطيوكس أبيفانيس – وظهر أيضًا في الإمبراطورية الرومانية – التي كانت في رأي كتبة الوحي تمثل بابل قديمًا (رؤ 13: 1 – 10 و17: 3 – 18).. والوحش الذي له قرون خروف هو صورة للأنبياء الكذبة (رؤ 143: 11 – 18 و16: 13 و19: 20 و20: 10). الذين يرتدون ثياب الحملان وهم ذئاب خاطفة (مت 7: 15). هؤلاء يلبسون ثوب البراءة والبساطة, ولكنهم يبطنون المكر والخداع والرياء.
وْحيٌ | الوحي الإلهي
الوحي هو إبلاغ الحق الإلهي للبشر بواسطة بشر. وهو عمل روح الله, أو بعبارة أدق عمل الروح القدس. فالروح القدس يعمل في أفكار أشخاص مختارين وفي قلوبهم, ويجعلهم أداة للوحي الإلهي.
أما اللفظة “موحى به” theopneustos فهي نفس اللفظة التي يعبر بها عن التنفس. فيكون معناها الحرفي: “متنفس به, أو مستمد نفسه من الله” (2 تي 3: 16). وقد جاء (في 1: 11) “سبق روح المسيح, فشهد بالآلام التي للمسيح, والأمجاد التي بعدها” , وفي (2 بط 1: 21) “تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس”. وفي (ار 1: 9) “ومد الرب يده, ولمس فمي. وقال الرب لي: ها قد جعلت كلامي في فمك” (قابل تث 18: 18). وكان على بلعام أن ينطق بما وضعه الله في فمه (عد 24: 3 و13 و15 و16). من هنا علينا أن نفهم أسلوب الأنبياء عندما كانوا يتكلمون: “هكذا يقول الرب”. وبولس يعتقد أنه يتكلم من روح الله (1 كو 7: 40). وقد أخبر الكنيسة بأنه يقدم لها “وصايا الرب” (1 كو 14: 37). وقال في مجمع الرسل أن ما اعتزم عمله هو بإرشاد الروح القدس (أع 15: 28). وكثيرًا ما يستند العهد الجديد على الوحي المباشر فيقتبس أقوالًا من العهد القديم باعتبار أنها أقوال الله نفسه (مت 4: 4 إلخ ورومية 9: 15 و17 و25 إلخ) فالوحي يعني أن الله هو مصدر الكتاب المقدس, وأن أشخاص الكتاب المقدس لم يتكلموا باسمهم الشخصي, ولم ينهلوا من معرفتهم الشخصية, ولم يعلنوا للناس أفكارهم وآرائهم الخاصة “فإنه لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان, بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس” (2 بط 1: 21) وبولس يشكر الله لأن أهل تسالونيكي لم يقبلوا الكرازة “ككلمة بشر” بل “ككلمة الله” وهذه هي الحقيقة (1 تس 2: 13).
وهناك بون شاسع بين الوحي الذي يعلن الله للبشر إعلانًا كاملًا والإلهام الذي يوقظ العبقرية البشرية. ولذا وجب ألا نخلط بين وحي أشعياء أو وحي بولس الذي له ميزته وخطورته في عالم العقيدة الدينية, وإلهام شكسبير مثلًا في عالم الشعر والأدب, أو مندلسون في عالم الموسيقى, أو أفلاطون في عالم الفلسفة.
وعلينا كذلك أن نميز الوحي الإلهي نفسه لأنه لم يسر على نفس الطريق في جميع العصور, بل سار تدريجيًا. فالوحي هو إعلان الله عن نفسه أو كلمته بواسطة البشر مستخدمًا في ذلك اختباراتهم وطاقاتهم العقلية واستجابتهم للغاية الإلهية. إن الله يعلن حقه للإنسان في كل جيل بقد ما يتناسب وذلك الجيل.. هذا هو المعنى المقصود “بالأنواع المتعددة والطرق الكثيرة” للوحي الإلهي (عب 1: 1 إلخ.). وقد بلغ الوحي ذروته في “الابن”، كلمة الله المتجسد الذي أرسله الله “لما جاء ملء الزمن” (غل 4: 4). ومن الأدلة الدامغة على صدق الوحي في الكتاب المقدس شهادة الكتبة أنفسهم: “هكذا يقول الرب” ووحدة الغرض مع اختلاف الكتبة وأزمنتهم وأماكنهم، والمعجزات، والنبوات التي تحققت وشهادة الرب يسوع المسيح. يحاول الروح القدس دائمًا تعليم البشر الحق الإلهي، كما يقول بولس في (أع 14: 17 وقابل رؤ 1: 18 – 20). ولكنه يفعل ذلك بأسلوبه الخاص وحسب الغاية التي يهدف إليها. وهذا الفارق يؤيده الكتاب المقدس نفسه. فهناك فرق بين ديانة العهد القديم والعهد الجديد. وهناك تباين أيضًا في العهد القديم نفسه. فالديانة التي نقابلها في سفر القضاة تمهد الطريق لتلك التي نقابلها في بعض أسفار الأنبياء، وبخاصة المزامير (قابل قض 17 – 20 واش 6: 1 – 13 وار 31: 31 – 34 ومز 34 و51 و103). وهذا التباين راجع بالأكثر إلى ما يعتقده الإنسان في الله. وهو بدوره ينم عن إعلان كمال الله من جهة، ودرجة أعلى من الوحي من الجهة الأخرى. وهذه الفوارق تظهر بجلاء في العهد القديم، لأن العهد القديم هو شهادة لمعاملة الله لشعب بني إسرائيل، ولرد الفعل من جانب هذا الشعب لهده المعاملة.
العهد الجديد يؤيد العهد القديم، ويكمله. وقد وجد لغاية واحدة وهي إعلان شخصية المسيح وإيمان البشرية. وقد وجد فيه الروح القدس أخيرًا وسيلة كاملة. وقد ورد ذكر السبب في ذلك بإيجاز في إنجيل يوحنا 1: 14 حيث يقول إن المسيح هو الكلمة الأزلية الممجد الذي لم يكن رسولًا غير كامل، وإنما كان الرسالة الكاملة وبه تكامل الوحي والإعلان منسجمين واتحد الروح القدس بالكلمة الحية.
بيد أن ذلك لم يكن كافيًا، لأن الله لم يقف عند حد إعلان ذاته للبشر فحسب، بل بحث عن وسيلة يمكن بها الإنسان من إدراكه. وكان على الروح القدس أن يقوم بهذه المهمة. وقد أكد المسيح لتلاميذه هذه الحقيقة إذ قال: “إن الروح القدس سوف يعلمكم كل شيء،” “ويرشدكم إلى جميع الحق” (يو 14: 26 و16: 13 إلخ.).
إن العهد الجديد هو شهادة لما حل في أذهان وقلوب البشر الذين آمنوا بالمسيح بفعل الروح القدس. فقد ألهمهم لإدراك ما أعلنه الله ذاته بابنه. والعهد الجديد يوضح لنا نتيجة ذلك الوحي وهذا يعني أن الروح القدس أوحى لكتاب الأسفار المقدسة ما كتبوا وأرشدهم فيما كتبوا ولكن الروح لم يمح شخصياتهم بل كتب كل بأسلوبه الخاص.
ودُع | وداعة | وديع
ودُع وداعة: سكن وهدأ واطمأن، فهو وديع. والدعة أو الوداعة: الهدوء والاطمئنان. والكلمة العبرية المترجمة بكلمة “وديع ودعاء” مشتقة من أصل يعنى “الانحناء” توضعاً وإذعاناً، فيبدو الوديع كالبائس (عا 2: 7)، ولكن “الرب يرفع الودعاء” (مز 147: 6، انظر أيضاً إش 11: 4). وترجم الاسم منها إلى “لطف” (2 صم 22: 36، مز 18: 35)، وإلى “دعة” (مز 45: 4)، وإلى تواضع (أم 15: 33، 18: 12، 22: 4، صف 2: 3)، فمعنى الكلمة في العبرية قريب جدَّاً من معنى التواضع عن قدرة وضبط نفس، فهي نفسها المستخدمة في وصف موسى بأنه كان “حليماً جدَّاً (عد 12: 3).
أما في العهد الجديد – في اليونانية – فالكلمة هي “بروتس” (Prautes) ومشتقاتها، وترد فيه 11 مرة، وهى تدل على خضوع النفس لله ولكلمته (يع 1: 21)، والاسم منها يؤدى معنى “اللطف” الصادر عن تقوى، وليس عن ذلة ومسكنة.
وهناك الكثير من الوعود للودعاء، فالله يسمع تأوهاتهم (مز 10: 17)، ويشبعهم من الخير (مز 22: 26)، و “يدرب الودعاء في الحق، ويعلم الودعاء طرقه” (مز 25: 9). و “يسمع الودعاء فيفرحون” (مز 34: 2). والودعاء يرثون الأرض ويتلذذون في كثرة السلامة “(مز 37: 11، مت 5: 5). والرب يرفع الودعاء ويضع الأشرار إلى الأرض” (مز 741: 6)، ويحمِّل الودعاء بالخلاص “(مز 149: 4).
ويقول الحكيم: “تواضع الروح مع الودعاء خير من قسم غنيمة مع المتكبرين” (أم 16: 19). ويقول زكريا النبي عن الرب يسوع المسيح: “ابتهجي يا ابنة صهيون… هوذا ملكك يأتي إليك، هو عادل ومنصور ووديع وراكب على حمار وجحش ابن أتان” (زك 9: 9)، وهو ما تم فعلا (مت 21: 5).
ويقول الرب بفمه الطاهر: “تعلموا منى لأني وديع ومتواضع القلب، فتجدوا راحة لنفوسكم” (مت 11: 29)، فهو المثل الأعلى في الوداعة رغم قوته غير المحدودة وسلطانه المطلق، لذلك يقول المرنم بروح النبوة للرب يسوع المسيح كالديان: “تقلد سيفك على فخذك أيها الجبار، جلالك وبهاءك. وبجلالك اقتحم، اركب من أجل الحق والدعة، فتريك يمينك مخاوف” (مز 54: 3 و4)، فمن لا يلبي دعوة الرب الوديع الآن، دعوة النعمة، سيقف أمام العرش العظيم الأبيض للدينونة الأبدية في بحيرة النار (ارجع إلى رومية 11: 22، رؤ 20: 21 – 25).
والوداعة من ثمر الروح القدس (غل 2: 23). ويربط الرسول بين الوداعة والمحبة (1 كو 4: 21، 1 تى 6: 11)، وبين الوداعة والحلم (2 كو 10: 1) والوداعة والتواضع (أف 4: 2). ويوصى المؤمنين قائلاً: أيها الإخوة إن انسبق إنسان فأخذ في زلة، فأصلحوا أنتم الروحانيين مثل هذا بروح الوداعة “(غل 6: 1 – ارجع أيضاً إلى تى 3: 2، يع 3: 12). ويوصى الرسول بطرس المؤمنين قائلاً:” قدسوا الرب الإله في قلوبكم مستعدين دائماً لمجاوبة كل من يسألكم عن سبب الرجاء الذي فيكم، بوداعة وخوف “(1 بط 3: 15)، كما يطلب أن لا تكون زينة النساء” الزينة الخارجية من ضفر الشعر والتحلي بالذهب ولبس الثياب، بل إنسان القلب الخفي في العديمة الفساد، زينة الروح الوديع الهادي الذي هو قدام الله كثير الثمن “(1 بط 3: 3 و4). كما يطلب الرسول يعقوب من المؤمنين قائلاً:” اطرحوا كل نجاسة وكثرة شر واقبلوا بوداعة الكلمة المغروسة القادرة أن تخلص نفوسكم “(يع 1: 21).
ودع | أودع | استودع | وديعة
ودع الشيء: تركة. أودع فلاناً الشيء: دفعه إليه ليكون عنده وديعة، فهو استودعه وديعة. والمستودع هو مكان حفظ الوديعة، وعندما أسلم الرب يسوع الروح على الصليب، قال للآب: “في يدك أستودع روحى” (مز 31: 5، لو 23: 46).
وبعد أن انتخب بولس وسيلا قسوساً في كل كنيسة أسسها، في رحلتهما الأولى إلى أسيا الصغرى، وعند مغادرتهما المؤمنين هناك، “صليا بأصوام، واستودعاهم للرب الذي كانوا قد آمنوا به” (أع 14: 23). وعند مغادرة الرسول بولس شيوخ الكنيسة في أفسس، قال لهم: “والآن استودعكم يا إخوتي لله ولكلمة نعمته القادرة أن تبنيكم ونعطيكم ميراثا مع جميع المقدسين” (أع 20: 32).
ويكتب الرسول بطرس: “فإذاً الذين يتألمون بحسب مشيئة الله، فليستودعوا أنفسهم كما لخالق أمين في عمل الخير” (1 بط 4: 19).
ويكتب الرسول بولس لتلميذه تيموثاوس: “هذه الوصية أيها الابن تيموثاوس أستودعك إياها حسب النبوات التي سبقت عليك لكي تحارب فيها المحاربة الحسنة” (1 تى 1: 18)، ويذكره مرة أخرى بذلك قائلاً: “يا تيموثاوس احفظ الوديعة” (1 تى 6: 20، 2 تى1: 12).
كما يقول: لأنني عالم بمن آمنت، وموقن أنه قادر أن يحفظ وديعتي إلى ذلك اليوم “(2 تى 1: 21). ويرى البعض أن ما يقصده الرسول من كلمة” وديعتي “، إماًّ: (1) النفوس التي تجددت عن طريق كرازته، واستودعها ليد الرب،… (2) أن الرب سيحفظ نفسه إلى يوم مجيئه، حيث ينال أكاليله ومكافأته (1 تس 2: 91)، أو (3) أن الرب سينقذه من السجن ليواصل الكرازة (2 تى4: 17، 18).
ويقول الرسول بولس في رسالته إلى المؤمنين في رومية عن إبراهيم: “وإذ لم يكن ضعيفاً في الإيمان لم يعتبر جسده وهو قد صار مماتا إذ كان ابن نحو مئة سنة، ولا مماتية مستودع سارة” (رو 4: 19). وقد جاءت كلمة “مستودع” هنا “رحم سارة” في كتاب الحياة وكذلك في الترجمة العربية الجديدة، فالرحم هو مستودع الجنين إلى وقت الولادة.
وادي | أودية | وديان
الوادي كل منفرج أو منخفض بين الجبال والتلال والآكام، والجمع أودية ووديان. وتوصف أرض فلسطين بأنها “أرض جبال وبقاع” (أي وديان) (تث 8: 7، 11: 11، مز 104: 8، إش 41: 18).
وقد تعنى الكلمة الأراضي السهلة الخصبة المحيطة بالنهر مثل “وادي الأردن” حيث الخضر والكروم (نش 6: 11). وقد تعنى مجرى النهر نفسه (تث 21: 4). وقد تنفجر الينابيع في الأودية (مز 104: 10) وهناك تعيش الغربان (أم 30: 17، 1 مل 17: 4 – 6). أو مجرى النهر الجاف (تك 26: 19، 1 صم 17: 40، إش 57: 5 و6).
أودية | وديان الكتاب المقدس
ويذكر الكتاب المقدس العديد من الأودية:
(1) “وادي الأردن – أودية أرنون – وادي أشكول – وادي أيلون”.
(2) “وادي بركة – وادي البسور – وادي البطم – وادي البكا”.
(3) “وادي جاد – أودية جاعن – وادي جرار – وادي جمهور جوج”.
(4) “وادي الرفائيين – وادي زارد – وادي سكوت – وادي السنط – وادي سورق”.
(5) “وادي صبوييم (وادي صبوعيم) – وادي صفاتة – وادي الصفصاف – وادي الصناع – وادي ظل الموت – وادي عباريم – وادي عخور”.
(6) “وادي قدرون – وادي قصيص – وادي القضاء – وادي فيشون – وادي كنعان”.
(7) “وادي مصر (نهر مصر) – وادي الملح”.
(8) وادي هنوم أو بنى هنوم.
وادي الجثث
عبارة وصفية لوادى هنوم، حيث كانت تلقى جثث القتلى لتلتهمها الطيور الجارحة والحيوانات المفترسة، وحيث كانت تحرق فضلات المدينة. وهناك كانت تقدم الذبائح البشرية للإله كموسن، رجس الموآبيين (إرميا 31: 40)؛ ارجع أيضاً إلى (إرميا 7: 32؛ 19: 6).
وادي ابن هنوم | وادي بركة
هو اسم الوادي الذي يمر إلى الجنوب والغرب من مدينة القدس: وادي هنوم (يش 15: 18 ونح 11: 30، أو وادي ابن هنوم (يش 15: 8 و18: 16)، أو وادي بني هنوم (2 مل 23: 10) وكان لهذا الوادي أهمية كبيرة. فقد كان الحد الفاصل بين نصيبي كل من يهوذا وبنيامين. وعلى الحرف الجنوبي المشرف عليه بني سليمان مرتفعة لكموش إله موآب (1 مل 11: 7). وفي الوادي أجاز احاز ومنسى أولادهما بالنار (2 مل 16: 3 و2 أخبار 28: 3 و33: 6). وأبطل يوشيا عباده مولك حيث كان الرجل يعبر ابنه أو ابنته في النار في الوادي حينما نجس الوادي والمرتفعات بعظام الأموات وبكسر التماثيل (2 مل 23: 10 – 14 و2 أخبار 34: 4 و5). ثم جعل الوادي مزبلة القدس ومكان الضباب بلوعتها. وهكذا استمر احتقار المكان حتى سمى اليهود مكان الهلاك على اسمه ومن هنا ولدت كلمة جهنم، أي وادي هنوم (مت 5: 22 و10: 28 و23: 15). حيث البكاء وصرير الأسنان، وحيث النار الأبدية والعقاب الدائم للخطاة (مت 25: 46 ومر 9: 43 – 44 و2 بط 2: 4).
ويسمى وادي هنوم اليوم وادي الربابة. ويسمى الجزء الشرقي منه توفة. وقد أطلق عليه ارميا اسم وادي القتل (ار 7: 31 و32 و19: 6 و2 مل 23: 10).
وادي القتل
يقول الرب على فم النبي عمَّا سيصيب شعبه المرتد عنه: “لذلك ها هي أيام تأتى يقول الرب: ولا يسمى بعد (هذا الموضع) توفة ولا وادي هنوم بل وادي القتل. ويدفنون في توفة حتى لا يكون موضع، وتصير جثث هذا الشعب أكلا لطيور السماء ولوحوش الأرض، ولا مزعج” (إرميا 7: 32 و33 و19: 6 و7).
وواضح من هذا أن “وادي القتل” هو “وادي الجثث” وهو أيضاً “وادي هنوم”.
وادي يفتحئيل
ومعنى “يفتئيل”: “يفتح الله”. وهو وادي يقع عند تقاطع الحد الفاصل بين أشير ونفتالي مع الحد الشمالي لزبولون (يس 19: 14 و27). والأرجح أنه هو وادي يبلعيم الذي يخرج من التلال المجاورة لتل جفات على بعد نحو تسعة أميال إلى الشمال الغربي من الناصرة.
وارث | ميراث | ورثة
لعبت الوراثة دورًا خطيرًا في الحياة العائلية والجنسية العبرانية.
وأما قانون زواج الرجل بزوجة أخيه بعد موته إذا لم يكن له ابن يرثه (تث 25: 5 – 10). فإنه مشابه لنصوص القانون الآشوري والحثي. وقصة راعوث تصف الإجراءات التي يجب أن تتخذها العائلة لفك أرضها والاحتفاظ بها (را 4: 1 – 12 قابل ار 32: 6 – 14).
وهناك لوائح طويلة للإنسان تثبت حق الأرض. وقانون يثبت حق البنات في الأرض. ويستند هذا القانون إلى مطالبة بنات صلفحاد بنقل إرث أبيهن إليهن إذا لم يكن لصلفحاد أبناء (عد 27: 1 – 11 وقابل يش 17: 3 – 6). ولكن حالات كهذه كانت تلزم البنات بالتزوج من سبطهن وكان البنات يرثن أحيانًا كالبنين (أي 42: 15).
وكان من حق الابن الأكبر أن يأخذ نصيب اثنين سواء أكان ابن زوجة محبوبة أو زوجة مكروهة (تث 21: 15 – 17). وعلى الأرجح إن أخذ البكر نصيبين راجع أصلًا إلى النفقات الخاصة التي كان يتكبدها الابن الأكبر في إقامة الولائم العائلية واستقبال الأشخاص الذين كانوا يحلون ضيوفًا على العائلة في خيمته، وفي تقديم الهدايا الباهظة أحيانًا، بصفته ممثلًا للعائلة كلها ونائبًا عنها. ولذلك فقد كان للابن البكر مكانة ممتازة في ذلك العصر.
وهناك حالات خاصة حرم فيها الابن الأكبر من حصته، وفي العصور المتأخرة من العرش أيضًا نجتزئ على ذكر بعض منها: إسحاق وإسماعيل (تك 21: 10)، عيسو ويعقوب (27: 37)، منسى وافرايم (تك 48: 8 – 20)، راؤبين ويوسف (1 أخبار 5: 1)، الياب وداود (1 صم 16: 6 و7 و2صم 2: 4).
وإذا لم يكن للمورث بنون أو بنات أعطي ميراثه لأخوته. وإذا لم له أخوة أعطي الملك لنسيبه الأقرب من عشيرته (عدد 27: 8 – 11). وهناك ما يحملنا على الاعتقاد أن انتقال العرش إلى زوج الابنة أو الصهر كان جائزًا كما في حادثة داود زوج ميكال ابنة شاول.
وكان الميراث، فضلًا عن الأرض، يشمل العبيد وكل ما يملكه أهل البيت والآبار (تث 21: 16).. وأحيانًا كان الملك يرث زوجات أبيه ما خلا أمه (1 مل 2: 13 إلخ.). ولكن كانت هذه العادة محرمة على الأشخاص العاديين باعتبار أنها عادة قبيحة (لا 18: 8 و20: 11 وتث 27: 20).
وبإدخال القانون اليوناني والروماني دخلت عوائد جديدة وصارت الوصية والموصي أمرًا مألوفًا شائعًا بين اليهود (عب 9: 16 و17). والمؤمنون هم ورثة الله ووارثون مع المسيح (رو 8: 17) وميراثهم الخلاص (عب 1: 14) و “الملكوت” (يع 12: 5).
ورطة | تورط
الورطة: الهوة الغامضة العميقة في الأرض، وكل أمر تعسر النجاة منه. وتورط: وقع في ورطة. ويقول ملاك الرب لبلعام – النبي العرَّاف – “هأنذا قد خرجت للمقاومة لأن الطريق ورطة أمامي” (عد 22: 32). وجاءت في كتاب الحياة: “لأن الطريق ملتوية أمامي”.
ويقول المرنم: “تورطت الأمم في الحفرة التي عملوها. في الشبكة التي أخفوها انتشبت أرجلهم” (مز 9: 15) أي أنهم سقطوا فى الحفرة التي عملوها والمصيدة التي نصبوها (ارجع إلى مز 7: 15).
ورف | وارفة
ورف النبت والشجر يرف: بدا لخضرته بهجة من ريِّه ونضرته. وورف الظل: اتسع وطال. يقول المرنم: “قد رأيت الشرير عاتيا وارفا مثل شجرة شارقة ناضرة. عبر فإذ هو ليس بموجود، والتمسته فلم يوجد… فإن العقب لإنسان السلامة، وذلك لأن” هتاف الأشرار قريب وفرح الفاجر إلى لحظة، ولو بلغ السموات طوله، ومس رأسه السحاب “(أي 20: 5 و6 – انظر أيضاً أي 21: 6 – 13، مز 73).
وارى | توارى | أوارى
واراه: أخفاه. توارى: استتر. ولما ذهب الجاسوسان إلى راحاب في أريحا، أطلعتهما على السطح ووارتهما (أخفتهما) بين عيدان كتان لها منضدة على السطح (يش 2: 6).
ويقول أيوب للرب: “ليتك تواريني (تخفيني) في الهاوية، وتخفيني إلى أن ينصرف غضبك” (أى 14: 13 – انظر أيضاً حز 24: 7). وقال لابان ليعقوب: “ليراقب الرب بيني وبينك حينما نتوارى بعضنا عن بعض” (تك 31: 49).
ويقول الحكيم: “الذكي يبصر الشر فيتوارى” (أم 22: 3). ونقرأ أنه كان لحزقيا الملك “غنى وكرامة كثيرة جداً، وعمل لنفسه خزائن… ومخازن… وأوارى لكل أنواع البهائم، وللقطعان أوارى” (2 أخ 32: 27 و28). أي أنه بنى مرابط وحظائر للبهائم والقطعان (انظر الترجمة الكاثوليكية وكتاب الحياة).
وزب | ميزاب | مآزيب | ميازيب
وزب الماء: سال. والميزاب: ابنوب يسيل منه الماء. ويقول المرنم بروح النبوة عن الرب يسوع المسيح: “غمر ينادى غمراً عند صوت ميازيبك. كل تيارات ولججك طمت عليَّ (مز 42: 7)، وهو يواجه على الصليب كل تيارات ولجج دينونة الله.
ويصف إشعياء النبي يوم الدينونة قائلاً: “لأن ميازيب من العلاء انفتحت، وأسس الأرض تزعزعت تزعزعاً. ترنحت الأرض كالسكران.. وثقل عليها ذنبها فسقطت ولا تتعود تقوم” (إش 24: 18). ويقول حزقيال النبي إنه سيكون لبيت الرب حسبما رآه فى رؤياه – مآزيب “شب واحد ممكنة في البيت من حوله” (حز 40: 43).
وزر | يؤازر | متوازر
الوزر: الحمل الثقيل أو الذنب، والجمع أوزار. ويقول الحكيم: طريق رجل موزور (عليه وزر) هي ملتوية. أما الزكي فعمله مستقيم (أم 21: 8). وجاءت في كتاب الحياة: طريق المذنب معوجة، أما تصرف الزكي فقويم “.
ووازه موازرة أو مؤازرة: أعانه وقوَّاه. ونقرأ أن اللاويين كانوا “يوازرون (يعاونون) إخوتهم في خيمة الاجتماع” (عد 8: 26، 18: 2). كما نقرأ أن رأس المؤمنين هو المسيح “الذي منه كل الجسد مركبا معاً ومقترناً بمؤازرة كل مفصل حسب عمل على قياس كل جزء، يُحصِّل نمو الجسد لبنيانه في المحبة” (أف 4: 15 و16 – ارجع أيضاً إلى كو 2: 19).
كما يكتب الرسول بولس للمؤمنين في فيلبى: لأني أعلم أن هذا يؤول لي إلى خلاص بطلبتكم ومؤازرة روح يسوع المسيح “(في 1: 19).
وازى | موازاة
وازاه: حاذاه، وتوازى الشيئان: وازى أحدهما الآخر. ويذكر حزقيال في نبوته عن تقسيم الأرض بين الأسباط سيكون للاويين “على موازاة تخم الكهنة، خمسة وعشرون ألفا في الطول، وعشرة آلاف في العرض” (خر 48: 13).
توسد
اتكأ. وتوسد الشيء: اتخذه وسادة. والوسادة: المخدة والمتكأ، وكل ما يوضع تحت الرأس، وقد يكون حجراً (تك 28: 14)، أو لبدة “1 صم 19: 13)، والكلمة العبرية المستخدمة هنا تعنى نوعاً من الألحفة أو الأغطية.
ويقول حزقيال النبي: “ويل للواتي يُخطن وسائد لكل أوصال الأيدي.. ها أنا ضد وسائدكن التي تصطدن بها النفوس كالفراخ”. (حز 13: 18 – 20). والإشارة هنا إلى العصائب أو الأربطة المحتوية على تعاويذ سحرية، وكانت تربط على رسغ اليد كنوع من التمائم.
وعندما “حدث نوء ريح عظيم والتلاميذ في السفينة، كان الرب” في المؤخر على وسادة نائماَ “(مرقس 4: 38). والكلمة اليونانية المستخدمة هنا، تعنى – على الأرجح – مخدة مقعد، مما كان يجلس عليه من يجذف في السفينة.
وسط | وساطة
الوساطة هي التوسط أو التدخل في أمر. وهي لا تنحصر في عمل الكاهن إذ هناك وساطة عامة. ولدينا في الكتاب المقدس أمثلة كثيرة على هذا النوع من الوساطة. (1) الوساطة التي غايتها دعم السلام. وإزالة سوء التفاهم والخصام ووقف التنافر والعداء يقوم بها أناس ظرفاء شرفاء مسالمون غايتهم نشر السلام والوئام بين الآخرين، والعهد القديم يضرب لنا مثلًا على ذلك في موقف عبد الملك، الخصي الحبشي الذي دفعه عطفه إلى التوسل إلى الملك ليخرج ارميا من الجب (ار 38: 7 – 13). والعهد الجديد يرينا مثل هذه الوساطة التي بعث بها بولس إلى فليمون موصيًا إياه بأنسيموس عبده الهارب.
(2) الوساطة التي يقوم بها من حصل على امتياز خاص، كشعب بني إسرائيل الذي اختاره الله ليعلن حقه الإلهي للجنس البشري كله. ولشد ما أخفق هذا الشعب في تأدية هذه الرسالة العظيمة. وسفر يونان لم يكتب إلا للدلالة على هذا العجز والقصور وتوبيخه. إن يونان يمثل صلف بني إسرائيل واستئثاره بنفسه، أما نينوى فإنها تمثل حاجة سائر البشر. إن كل امتياز يحمل معه مسؤولية.
(3) الوساطة عن طريق الشهادة، وسفر أعمال الرسل، الذي يخبرنا عن تاريخ الكنيسة الأولى، يرينا تأثير الشهادة المسيحية ونتائجها. وقد كانت المعمودية التي أجراها بطرس لكونيليوس وأهل بيته وشهادته الجريئة في عمله عملًا هامًا في نقض حائط السياج المتوسط (اف 2: 14) بين المؤمنين من اليهود والعالم الأممي (أع 10).. وقد كان هذا موقف وبرنابا، مما حمل قادة الكنيسة في أورشليم على المجاهرة بأن الإنجيل هو في متناول الجميع بصرف النظر عن الجنس واللون، واللغة (أع 15 وقابل غل 3: 28 إلخ. وكو 3: 11).
(4) الوساطة عن طريق الصلاة الشفاعية، وهذه وإن كانت في الدرجة الأولى تعني الكهنة فهي ليست وقفًا عليهم، بل بابه مفتوح للجميع دون امتيازات خاصة. ونجترئ بذكر بعض أمثلة منها صلاة إبراهيم من أجل سدوم وعمورة (تك 18: 22 – 33) وصلاة موسى من أجل شعبه المتمرد الثائر (خر 32: 30 – 33) وصلاة سليمان عند تدشينه الهيكل (1 مل 8: 22 – 53) وصلاة ارميا من اجل يهوذا (ار 14: 1 – 9) وصلاة المرنم المشابهة لها (مز 80) وصلاة يسوع الشفاعية (يو 17). وقد ذكرت القاعدة التي يرتكز عليها هذا المبدأ في (يع 5: 16).
وسق
يقول لوقا البشير إنهم بعد أن تركوا قبرس يسرة، “سافرنا إلى سورية، وأقبلنا إلى صور لأن هناك كانت السفينة تضع وسقها” (أع 21: 3)، والوسق: هو حِمْل البعير أو العربة أو السفينة.
وسم | سمة
وَسَمَ الشئ، يسمه وسما وسمة: كواه فأثر فيه بعلامة. ووسم فلانا بكذا: ميَّزه به. وأمر الرب شعبه قديماً: “كتابة وسم لا تجعلوا فيكم، أنا الرب” (لا 19: 28).
وقد رأى حزقيال النبي في رؤياه، الرب يأمر الرجل اللابس الكتان أن “اعبر وسط أورشليم، وسم سمة على جباه الرجال الذين يئنون ويتنهدون على كل الرجاسات المصنوعة في وسطها”. كما أمر الرجال المسلحين قائلًا: “لا تقربوا من إنسان عليه السمة، وابتدئوا من مقدسي” (حز 9: 4 – 7).
وسيكون للوحش الذي سيملك في زمن الضيقة العظيمة، سمة يضعها على جباه عبيده، وعلى أياديهم اليمنى، حتى “لا يقدر أحد أن يشترى أو يبيع إلا من له السمة، أو اسم الوحش أو عدو اسمه” (رؤ 13: 11 – 17، 15: 2، 16: 2، 19: 29).
ويقول الرسول بولس: “وَلكِنَّ الرُّوحَ يَقُولُ صَرِيحًا: إِنَّهُ فِي الأَزْمِنَةِ الأَخِيرَةِ يَرْتَدُّ قَوْمٌ عَنِ الإِيمَانِ، تَابِعِينَ أَرْوَاحًا مُضِلَّةً وَتَعَالِيمَ شَيَاطِينَ، فِي رِيَاءِ أَقْوَال كَاذِبَةٍ، مَوْسُومَةً ضَمَائِرُهُمْ” (رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 4: 1، 2)، أي “مكوية” فَقَدَت الحِس وأصبحت ميتة.
ويقول أيضاً للمؤمنين في تسالونيكى “وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُطِيعُ كَلاَمَنَا بِالرِّسَالَةِ، فَسِمُوا هذَا وَلاَ تُخَالِطُوهُ لِكَيْ يَخْجَلَ، وَلكِنْ لاَ تَحْسِبُوهُ كَعَدُوٍّ، بَلْ أَنْذِرُوهُ كَأَخٍ” (رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل تسالونيكي 3: 14، 15).
ويقول للمؤمنين في غلاطية: “فِي مَا بَعْدُ لاَ يَجْلِبُ أَحَدٌ عَلَيَّ أَتْعَابًا، لأَنِّي حَامِلٌ فِي جَسَدِي سِمَاتِ الرَّبِّ يَسُوعَ” (رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 6: 17)، أي علامات الآلام التي تحملها في سبيل كرازته وشهادته للرب يسوع.
وسم: موسم | مواسم
موسم الشيء: وقت ظهوره أو اجتماع الناس له، والجمع مواسم. وكانت للشعب القديم مواسمه التي يحتفل بها حسبما أمرت الشريعة (لا 23: 2، 2 أخ 2: 4، 3: 22، عز 2: 5، نح 10: 33… إلخ.). وكانت كلها رموزاً لبركات العهد الجديد، ولذلك يقول الرسول بولس للمؤمنين: “أما الآن إذ عرفتم الله، بل بالحري عُرفتم من الله، فكيف ترجعون أيضاً إلى الأركان الضعيفة الفقيرة التي تريدون أن تستعبدوا لها من جديد. أتحفظون أياماً وشهوراً وأوقاتًا وسنين؟ أخاف عليكم أن أكون قد تعبت فيكم عبثاً” (غل 4: 9 – 1)، “فاثبتوا إذاً في الحرية التي قد حررنا المسيح بها، ولا ترتبكوا أيضاً بنير عبودية” (غل 5: 1)، “فلا يحكم عليكم أحد في أكل أو شرب، أو من جهة عيد أو هلال أو سبت، التي هي ظل الأمور العتيدة …” (كو 2: 16 – 23).
وسن | سِنة
وَسِنَ – يوسن وَسَنا وسِنة: أخذ في النعاس فهو وَسِن ووسنان. والسِنَةُ: أول النوم. ويقول موسى كليم الله: “جرفتهم كسنة يكونون. بالغداة كعشب يزول (مز 90: 5). وجاءت هذه الآية في كتاب الحياة:” تجرف البشر كما يجرفهم الطوفان فيزولون كالحلم عند الصباح، مثل العشب الذي ينمو.. “.
ويقول داود: “لا أعطى وسنا (نعاساً) لعيني، ولا نوما لأجفاني، أو أجد مقاماً للرب، مسكنا لعزيز يعقوب” (مز 132: 5).
وشك | موشك
وشك، يوشك: أي قَرُبَ، فهو وشيك وموشِك. وأوشَك من أفعال المُقْاَرَبَة. ويقول داود: “عِنْدَمَا زَلَّتْ قَدَمِي تَعَظَّمُوا عَلَيَّ، لأَنِّي مُوشِكٌ أَنْ أَظْلَعَ (أتعثَّر)، وَوَجَعِي مُقَابِلِي دَائِمًا” (سفر المزامير 38: 16، 17). وجاءت هذه الآية في كتاب الحياة: لأني أكاد أتعثر، ووجعي دائماً أمام ناظري “.
وشَّى | موشَّى | موشيات
وشى الثوب وشياً: نمنمه ونقشه وحسَّنه. وكان أهوليآب بن أخيساماك من سبط دان مساعداً لبصلئيل بن أوري بن حور في صناعة خيمة الشهادة. وكان أهوليآب نقاشًا وموشياً وطرازاً “بالأسمانجوني والأرجوان والقرمز والبوص” (خر 38: 23). وكان “الْبُوصِ (الحرير) صَنْعَةَ الْمُوَشِّي” (سفر الخروج 39: 3).
وتقول المرأة الشريرة: “بِالدِّيبَاجِ فَرَشْتُ سَرِيرِي، بِمُوَشَّى كَتَّانٍ مِنْ مِصْرَ” (سفر الأمثال 7: 16). ويقول سليمان الحكيم عن المرأة الفاضلة: “تعمل لنفسها موشيات، لبسها بوص وأرجوان” (أم 31: 32).
ويخاطب حزقيال النبي الشعب، كزانية لابتعاده عن الرب: “فاتكلت على جمالك… وأخذت من ثيابك وصنعت لنفسك مرتفعات موشاة وزنيت عليها” (حز 16: 15 و16).
وشى | وشاية
وشى به وشاية: نَمَّ به واتهمه كذبًا. وتأمر الشريعة: “لا تسع في الوشاية بين شعبك” (لا 19: 16). ويقول المرنم: “يَا رَبُّ، مَنْ يَنْزِلُ فِي مَسْكَنِكَ؟ مَنْ يَسْكُنُ فِي جَبَلِ قُدْسِكَ؟ السَّالِكُ بِالْكَمَالِ، وَالْعَامِلُ الْحَقَّ، وَالْمُتَكَلِّمُ بِالصِّدْقِ فِي قَلْبِهِ. الَّذِي لاَ يَشِي بِلِسَانِهِ، وَلاَ يَصْنَعُ شَرًّا بِصَاحِبِهِ، وَلاَ يَحْمِلُ تَعْيِيرًا عَلَى قَرِيبِهِ..” (سفر المزامير 15: 1 – 3).
ويقول سليمان الحكيم: “السَّاعِي بِالْوِشَايَةِ يُفْشِي السِّرَّ، وَالأَمِينُ الرُّوحِ يَكْتُمُ الأَمْرَ” (سفر الأمثال 11: 13؛ ارجع أيضاً إلى 2 صم 19: 27، إش 9: 4، إرميا 6: 28، حز 22: 9).
وقال يوحنا المعمدان للجنديون: “لاَ تَظْلِمُوا أَحَدًا، وَلاَ تَشُوا بِأَحَدٍ، وَاكْتَفُوا بِعَلاَئِفِكُمْ” (إنجيل لوقا 3: 14؛ ارجع أيضاً إلى لو 16: 1 و19: 18).
وصل | وُصَل | أوصال
وصل الشيء بالشيء، وصلاً وصلة: ضمه إليه وجمعه. ووصَّل الشيء بالشيء: ربطه به. وقد صنع الملك سليمان: “الوصل لمصاريع البيت الداخلى أي لقدس الأقداس، ولأبواب البيت أي الهيكل من ذهب” (1 مل 7: 5). أي انه صنع مفصلات الأبواب من ذهب (انظر أيضاً 1 أخ 22: 3، 2 أخ 34: 11).
وعندما خرج أخآب ملك إسرائيل للحرب في راموت جلعاد، فإن “رَجُلاً نَزَعَ فِي قَوْسِهِ غَيْرَ مُتَعَمِّدٍ وَضَرَبَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ بَيْنَ أَوْصَالِ الدِّرْعِ (أي في فرجات الدرع)” (سفر الملوك الأول 22: 34؛ سفر أخبار الأيام الثاني 18: 33).
ويقول الرب على فم حزقيال النبي: “وَيْلٌ لِلَّوَاتِي يَخُطْنَ وَسَائِدَ لِكُلِّ أَوْصَالِ الأَيْدِي، وَيَصْنَعْنَ مِخَدَّاتٍ لِرَأْسِ كُلِّ قَامَةٍ لاصْطِيَادِ النُّفُوسِ” (سفر حزقيال 13: 18) وقد جاءت ترجمة هذه الآية في كتاب الحياة: “ويل للخائطات العصائب السحرية لكل معاصم الأيدى، والانقاب لرأس كل قامة لاصطياد النفوس”، وجاءت في الترجمة الكاثوليكية: “ويل للاتي يخطن وسائد لكل مرفق يد ويصنعن مخدات لرأس كل قامة لاصطياد النفوس”.
وصوص | يوصوص
وصوص الرَّجُل: أي نظر من الوصواص، والوِصْواص: هو خرق في الستر ونحوه بمقدار عين تنظر فيه. وتقول عروس النشيد عن حبيبها: “هُوَذَا وَاقِفٌ وَرَاءَ حَائِطِنَا، يَتَطَلَّعُ مِنَ الْكُوَى، يُوَصْوِصُ مِنَ الشَّبَابِيكِ” (سفر نشيد الأنشاد 2: 9)؛ أي إنه يسترق المنظر من خلال الفروج الضيقة في الشبابيك.
وصى | وصية | موصى
يقول كاتب الرسالة إلى العبرانيين: “لأنه حيث توجد وصية يلزم بيان موت الموصى، لأن الوصية ثابتة على الموتى، إذ لا قوة لها البتة مادام الموصى حياً” (عب 9: 16 و17). وكلمة وصية هنا في الأصل اليوناني، هي نفسها كلمة تمهد “(دياتيك diatheke) فالوصية هي العهد أو الوعد المسجل، بالميراث الذي يؤول إلى الموصى له. ويريد الرسول هنا أن يقول إن المؤمنين لم يكونوا لينالوا الوعد بالميراث الأبدي، إلا على أساس موت الموصى، الذي هو الرب يسوع المسيح،” الله الظاهر في الجسد “الذي هو أساس كل البركات للمؤمنين به.
وصية جديدة
أوصى فلانا بالشيء: أمره به وفرضه عليه. والوصية هي ما يوصى به. والوصية الجديدة هي الوصية التي أوصى بها الرب يسوع المسيح تلاميذه – في الليلة التي أُسلم فيها – قائلاً لهم: “وصية جديدة أنا أعطيكم: أن تحبوا بعضكم بعضاً، كما أحببتكم أنا تحبون أنتم أيضاً بعضكم بعضاً. بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي، إن كان لكم حب بعضاً لبعض” (يو 13: 34 و35). وترد عبارة “وصية جديدة” ثلاث مرات أخرى في العهد الجديد، جميعها في رسائل يوحنا (1 يو 2: 7 و8، 2 يو 5). وتتكرر هذه الوصية – بصفة عامة – مراراً في العهد الجديد (يو 51: 21 و71 ورو 13: 8، 1 بط 1: 22 و1 يو 3: 11 و23، 4: 7 و11 و12)، دون أن تسمى جديدة في هذه المواضع.
وكان الرب قد سبق أن أمر تلاميذه أن يحبوا أعداءهم (مت5: 43 – 45). وأن يحبوا قريبهم كأنفسهم (لو10: 25 – 37). وهذه الوصية الجديدة: أن يحب التلاميذ بعضهم بعضاً، لم تكن لتلغى الوصيتين السابقتين، بل كانت لكي تكون المحبة الأخوية شهادة للذين من خارج، إذ تقدم لهم برهاناً قاطعاً على: (1) أن أتباعه يتشبهون به في محبتهم للآخرين. (2) أن أساس المجتمع الإنساني الحي لا يوجد إلا في المسيح.
(3) بذلك يثبت أن ما قاله الرب يسوع عن نفسه وعن عمله، إنما هو الحق الواضح الذي لا يُدحض أبداً (يو 13: 35، 17: 21 – 23).
وقد اختار الرب يسوع نفس الكلمة “وصية” التي تصف ناموس العهد القديم. مما يعنى أن لوصيته نفس السلطان الذي للناموس. والحقيقة هي أن الناموس نفسه تضمن وصايا عن المحبة (لا 19: 18 و34، تث 10: 19). ووصف الرسول بولس “المحبة” بأنها “ناموس المسيح” (غل 6: 2). كما يقول الرسول يعقوب عن وصية المحبة، إنها: “الناموس الملوكي” (يع 2: 8)، “والناموس الكامل، ناموس الحرية” (يع 1: 25، 2: 12).
وكان الكثيرون من اليهود – في عصر المسيح – يظنون خطأ أن الوصايا قد أعطيت لكي يصبح الناس – عن طريق حفظها – مستحقين لبركة الله (رو 9: 12، غل 3: 2)، لكن المسيح أوضح لهم أن المحبة هي النتيجة الطبيعية لبركة الله، وليست شرطاً لها، إذ إن الوصية – في قصد الرب يسوع – كانت تعبر عن كيف يجب أن يتصرف الإنسان الذي يعيش فعلا في فرح بركة الله، فأمر التلاميذ أن يحبوا، بنفس معنى أن الأغصان لابد أن تأتى بثمر طالما هي ثابتة في الكرمة، وهكذا المؤمن لابد أن يثمر بثباته في المسيح (يو 15: 4).
لماذا هي وصية جديدة:
يأتي هذا الوصف لها من ارتباطها “بالعهد الجديد” (ارميا 31: 31 – 34، لو 22: 20، 1 كو 11: 25)، الذي بدأه الرب يسوع في العشاء الأخير. ففي “العهد الجديد” يكتب الله ناموسه في قلوب المؤمنين (عب 10: 16)، أي أنه يعمل فيهم بقوة الروح القدس (حز 36: 26 و27، 2 كو 3: 3)، ويعطيهم رغبة جديدة في السلوك في طاعته (رو 8: 4، غل 5: 61). “والوصية الجديدة” هي وصية المحبة التي تحقق كل مطالب العهد الجديد (رو 13: 8 و10، غل 5: 14). وعليه فالطاعة هي عطية لان “المحبة هي من الله، وكل من يحب فقد وُلد من الله ويعرف الله (1يو 4: 7)، فهى ثمر الإيمان (1 يو 3: 23)، وجزء من الإنجيل ذاته (1 يو 3: 11).
فالعلاقة الوثيقة بين العهد الجديد والوصية الجديدة، قد تفسر لنا جزئيا، لماذا تسمى وصية المحبة “بالوصية الجديدة” فتجسد المسيح قد بدأ عصراً جديداً، فالظلمة قد مضت، والنور الحقيقي الآن يضئ (1 يو 2: 8). وقبيل مغادرة الرب يسوع المسيح لتلاميذه، ترك لهم هذه الوصية الجديدة لتكون نبراساً لهم على توالى الأيام إلى أن يجئ ثانية (1 يو 4: 17). فيلزم أن طاعة هذه الوصية الجديدة، تميزهم كتلاميذ له في أثناء غيابه بالجسد عنهم (يو 13: 35، 17: 21 – 23)، فكانت وصية المحبة جديدة بمعنى أن لها وظيفة خاصة في زمن العهد الجديد.
وما جعله عهداً جديداً، إنما هو أن الرب يسوع قد أعلن الله الأب بوضوح غير مسبوق، ولا مثيل له (يو 1: 18، 10: 30، 17: 6 – 8)، فلم يستطع نبي – من قبل – أن يقول: الذي رآني فقد رأى الآب “(يو 41: 9)، ولذلك يطلب الرب يسوع من تلاميذه: كما أحببتكم أنا، تحبون أنتم أيضاً بعضكم بعضاً” (يو 13: 34). وقد كانت هذه – بأي مقاييس بشرية – وصية جديدة، فلم أن أحب إنسان حباً كما أحبنا الرب يسوع “إلى المنتهى (يو 13: 1). فأن نحب مثله، كان وصية جديدة. فعظمة محبة الرب يسوع، جعلته” يضع نفسه لأجل أحبائه “(يو 15: 13). ولذلك يذكر يوحنا أنه نتيجة لذلك،” ينبغي لنا أن نضع نفوسنا لأجل الإخوة “(1 يو 3: 16). فالمحبة هكذا، تعنى أنه لا يمكن للمؤمن أن يغلق أحشاءه أمام مؤمن آخر في احتياج (1 يو 3: 17)، بل بالحري يُسر بأن يبذل ما يملك لمعونة الآخر وبركته.
والوصية الجديدة تطلب من المؤمنين، لا أن يحبوا فقط، بل أن يشتركوا في محبة الله، فقد صلى الرب يسوع للآب: “عرفتهم اسمك وسأعرفهم ليكون فيهم الحب الذي أحببتني به، وأكون أنا فيهم” (يو 17: 26). وقد نبعت هذه الصلاة من آمرين ذكرهما الرب يسوع: “هذه هي وصيتي أن تحبوا بعضكم بعضاً كما أحببتكم” (يو 15: 12)، “وكما أحببني الآب كذلك أحببتكم أنا” (يو 15: 9). فأن نحب كما أحبنا المسيح، هو أن نحب نفس محبة الله الآب للابن الرب يسوع المسيح (يو 17: 26). وكما يذكر يوحنا: “إن أحب بعضنا بعضاً، فالله يثبت فينا، ومحبته قد تكملت فينا” (1 يو 4: 12 – ارجع أيضاً إلى 2: 5). وبذلك تكون “وصية المحبة” جديدة، لأنها تدعونا لا أن نعكس صورة هذه المحبة فحسب، بل زن نمارس عمليا محبة الله الآب لابنه – وهى محبة لم تظهر بمثل هذه القوة، قبل تجسد الرب يسوع المسيح وموته لأجلنا على صليب الجلجثة.
فلماذا إذاً يقول يوحنا: “أيها الإخوة لست أكتب إليكم وصية جديدة، بل وصية قديمة كانت عندكم من البدء” (1 يو 2: 7 و8) وعبارة “من البدء” (1 يو 2: 24، 3: 11، 2 يو 6) تشير – بلا شك – إلى بداية اختباء قرائه المؤمنين، عند سماعهم لكلمة الإنجيل لأول مرة فيريد يوحنا أن يقول: إنه لا يعلِّمهم شيئاً لم يعلموه من قبل، وإن وصيته لهم هي نفسها “الوصية الجديدة القديمة” التي سمعوها منذ بدء إيمانهم. ولعله أراد أن يشدد على أنها قديمة بسبب الأنبياء الكذبة في الكنائس (1يو 4: 1)، الذين كانوا يقودون الناس إلى الهرطقة، بالمناداة “بتعاليم جديدة متنوعة” (2 يو 9). فأفضل وقاية من هذا الخداع هو إطاعة ما علمه الرب يسوع “من البدء” بما في ذلك هذه “الوصية الجديدة القديمة” (2 يو 6 و7).
وصايا عشر
← اللغة الإنجليزية: Ten Commandments – اللغة الأمهرية: አስርቱ ቃላት.
(تث 4: 13)، انظر: ناموس، وصايا.
والوصايا العشر التي أمر بها الله الشعب في سفر الخروج الأصحاح 20 هي:
لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي.
لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالًا مَنْحُوتًا، وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ، وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ. لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ.
لاَ تَنْطِقْ بِاسْمِ الرَّبِّ إِلهِكَ بَاطِلًا.
اُذْكُرْ يَوْمَ السَّبْتِ لِتُقَدِّسَهُ.
أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ لِكَيْ تَطُولَ أَيَّامُكَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ.
لاَ تَقْتُلْ.
لاَ تَزْنِ.
لاَ تَسْرِقْ.
لاَ تَشْهَدْ عَلَى قَرِيبِكَ شَهَادَةَ زُورٍ.
لاَ تَشْتَهِ بَيْتَ قَرِيبِكَ. لاَ تَشْتَهِ امْرَأَةَ قَرِيبِكَ، وَلاَ عَبْدَهُ، وَلاَ أَمَتَهُ، وَلاَ ثَوْرَهُ، وَلاَ حِمَارَهُ، وَلاَ شَيْئًا مِمَّا لِقَرِيبِكَ.
وَضَحَ | وَضَحُ
الوّضَح: بياض الصبح، وتأمر الشريعة بأنه عند عرض إنسان به ضربة برص، على الكاهن، “فإن رأى الكاهن وإذا في الجلد ناتئ أبيض قد صيَّر الشعر أبيض، وفى الناتئ وضح من لحم حي (أي أن الورم صار أبيض اللون تماماً) فهو برص مزمن في جلد جسده، فيحكم الكاهن بنجاسته” (لا 13: 10 و11).
وضع اليد
وضع اليد موضوع قديم، له معان مختلفة باختلاف المناسبات الكتابية:
(1) وضع اليد في الذبائح: كانت “الشريعة تقضى بأن من يأتي بذبيحة محرقة أو ذبيحة خطية” أن يضع يده عليها قبل ذبحها (خر 29: 10، لا 1: 4، 4: 4، و15 و24 و92 و33 و8: 14، 18: 22 وعد 18: 12)، وكان هذا يعنى اتحاد مقدم الذبيحة بالذبيحة لتكون بديلاً عنه.
وفى يوم الكفارة، كان هارون (رئيس الكهنة) يضع يده على رأس التيس الحي “ويقر عليه بكل ذنوب بنى إسرائيل وكل سيآتهم مع كل خطاياهم، ويجعلها على رأس التيس… ليحمل التيس عليه كل ذنوبهم إلى أرض بعيدة” (لا 16: 20 – 22).
(2) وضع اليد في القصاص: كان على الشهود أن يضعوا أيديهم على رأس من جدف على اسم الله، قبل أن ترجمه كل الجماعة (لا 24: 10 – 14).
(3) وضع اليد عند مباركة شخص لآخر: هكذا فعل يعقوب عند مباركته لابني يوسف (تك 48: 14)، وهكذا فعل الرب يسوع عند مباركته للأولاد الذين قدموهم إليه ليباركهم (مت 19: 12 – 15، مرقس 10: 13 و16).
“وقد رفع هارون يده نحو الشعب وباركهم” (لا 9: 22)، وكذلك فعل الرب يسوع للتلاميذ قبيل صعوده (لو 24: 50).
(4) وضع اليد على المريض للشفاء: وقد حدث هذا مراراً في العهد الجديد كما في شفاء ابنة يايرس (مرقس 5: 23 و41). كما تضمنت إرسالية الرب لتلاميذه، أنهم “يضعون أيديهم على المرضى فيبرأون” (مرقس 16: 18). والرب نفسه، عندما قدموا إليه السقماء بأمراض مختلفة في كفرناحوم: “فوضع يديه على كل واحد منهم وشفاهم” (لو 4: 40). كما وضع يديه على المرأة المنحنية التي كان بها روح ضعف ثمانية عشر عاما، “ففي الحال استقامت ومجدت الله” (لو 13: 10 – 13).
ووضع حنانيا يديه على بولس ليستعيد بصره (أع 9: 12 و17). كما أن بولس بدوره وضع يديه على بوبليوس حاكم جزيرة مالطة فشفاه (أع 28: 8).
(5) موهبة الروح القدس: عندما سمع الرسل أن السامرة قد قبلت كلمة الله، أرسلوا إليهم بطرس ويوحنا “اللذين لما نزلا صليا لأجلهم لكى يقبلوا الروح القدس، لأنه لم يكن قد حل بعد على أحد منهم… حينئذ وضعا الأيادي عليهم فقبلوا الروح القدس” (أع 8: 14 – 17).
وهكذا فعل الرسول بولس للمؤمنين في أفسس (أع 19: 8). وواضح أن هذا كان أمراً قاصراً على الرسل في بداية الكنيسة (انظر أع 8: 18 – 25).
(6) وضع اليد إعلانا لفرز شخص لخدمة معينة دعاه إليها الرب وأعده لها، كما فعل موسى ليشوع (عد 28: 18 – 23، تث 34: 9). فوضع يد موسى على يشوع لم يمنحه شيئاً جديداً، إذ كان فعلا “رجلاً فيه روح” (عد 28: 18)، “وكان قد امتلأ روح حكمة” (تث 34: 9)، والرب هو الذي اختاره.
وقد وضع الرسل أيديهم على الرجال السبعة الذين اختارهم الإخوة لخدمة الفقراء، وكانوا فعلا “مشهودا لهم ومملوءين من الروح القدس وحكمة” (أع 6: 1 – 6).
وكذلك فعل شيوخ كنيسة أنطاكية لبولس وبرنابا تنفيذاً لأمر الروح القدس لهم أن: “أفرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه. فصاموا حينئذ وصلوا ووضعوا عليهما الأيادي ثم أطلقوهما” (أع 13: 1 – 4)، ولم يكن وضع اليد ليمنحوهما شيئا جديدا، بل إعلاناً لدعوة الروح القدس لهما للخدمة.
ويقول الرسول بولس: “إذ علم بالنعمة المعطاة لي، يعقوب وصفا ويوحنا المعتبرون أنهم أعمدة، أعطوني يمين الشركة لنكون نحن للأمم، وأما هم فللختان” (غل 2: 9 – انظر أيضاً 1 تى 4: 14، 2 تى 1: 6).
ويوصى الرسول بولس تلميذة تيموثاوس قائلا: “لا تضع يداً على أحد بالعجلة، ولا تشترك في خطايا الآخرين” (1 تى 2: 22) إذ كان تيموثاوس نائباً عنه، وكأنه إذا وضع يده على أحد لا تتوفر فيه الشروط التي سبق أن ذكرها الرسول له (1 تى 3: 1 – 7)، يصبح شريكا له في الخطأ.
التواضع فضيلة من فضائل الإيمان المسيحي، قد لا تحسبها بعض الديانات الأخرى من الفضائل، كما زن الفلاسفة الذين لم يتأثروا بالديانة المسيحية، يتجاهلونها أو يقللون من شأنها. فأرسطو في كلامه عن الحكمة يمتدح الاعتداد بالذات، وهو عكس التواضع. كما أن الفيلسوف الألماني “فردريك نتشيه” يعتبر “التواضع” أمراً لا يتفق مع كرامة الإنسان التي يرى تجسيدها في “السوبرمان” (الإنسان الأمثل). وهذا عكس ما يقوله الحكيم: “قبل الكسر يكبر قلب قلب الإنسان، وقبل الكرامة التواضع” (أم 18: 12، 15: 23) وإن “ثواب التواضع ومخافة الرب هو غنى وكرامة وحياة” (أم 22: 4). ويقول الله على فم صفنيا النبي: “اطلبوا الرب يا جميع بائسي الأرض… اطلبوا البر، اطلبوا التواضع لعلكم تُستَرون في يوم سخط الرب” (صف 2: 3).
فالتواضع زمر واجب من الإنسان، نحو خالقه، واعتراف من الإنسان باعتماده على الله، وعدم استطاعته الاستقلال عنه، كما أن التواضع هو الموقف السليم الذي يجب على الإنسان، المخلوق الأثيم، أن يقفه في محضر خالقه كلى القداسة، وإقرار من الإنسان الخاطئ بعجزه الكامل، كمخلوق محدود، عن تحقيق مطالب قداسة الله وبره. وقد صرخ إشعياء النبي عندما رأى الرب جالساً على كرسي مجده، و “السرافيم واقفون قدامه”… وكل منهم ينادى الآخر قائلين: “قدوس قدوس قدوس، رب الجنود مجده ملء كل الأرض… فقلت: ويل لي إني هلكت لأني إنسان نجس الشفتين وأنا ساكن بين شعب نجس الشقتين، لأن عيني قد رأتا الملك رب الجنود!” (إش 6: 1 – 5).
وفى العهد الجديد نجد الرسول بولس يعتبر نفسه “أصغر الرسل” (1 كو 15: 9، أف 3: 8) بل وأول الخطاة أي أشرهم فيقول: “صادقة هي الكلمة ومستحقة كل قبول، أن المسيح يسوع جاء إلى العالم ليخلص الخطاة الذين أولهم أنا” (1 تى 1: 15).
فالتواضع هو النتيجة المنطقية لإدراك الإنسان أنه مذنب أمام الله، وأنه ما هو الا “تراب ورماد” (تك 18: 27، أي 42: 6).
لذلك كان التواضع – في العهد القديم – من صميم التقوى (أم 3: 34، 11: 2، 15: 33، 16: 19، 25: 7)، ونراه واضحاً في إبراهيم (تك 81: 27)،.
وفى يعقوب (تك 32: 10)، وفى موسى الذي كان “حليماً جدّاً أكثر من جميع الناس” (عد 12: 3)، وفى الملك شاول في بداية عهده (1 صم 9: 21)، وفى سليمان الحكيم رغم كل ما أضفاه الله عليه من عظمة ومهابة (1 مل 3: 7 – 9).
ويعلن ميخا النبي أن التواضع أساس التقوى والصلاح، فيقول: “قد أخبرك أيها الإنسان ما هو صالح، وماذا يطلبه منك الرب، إلا أن تصنع الحق وتحب الرحمة، وتسلك متواضعاً مع إلهك” (ميخا 6: 8). ويقول الرب لسليمان الملك “إذا تواضع شعبي الذين دعى اسمي عليهم، وصلوا وطلبوا وجهي، ورجعوا عن طرقهم الردية، فإنني أسمع من السماء وأغفر خطيتهم وأبرئ أرضهم” (2 أخ 7: 14).
كما أن التواضع هو جوهر التقوى في العهد الجديد، والرب يسوع نفسه هو أعظم مثال، فقد “أخلى نفسه آخذاً صورة عبد، صائراً في شبه الناس. وإذ وجد في الهيئة كإنسان، وضع نفسه وأطاع حتى الموت، موت الصليب” (فى 2: 7 و8)، ولذلك يقول الرب نفسه: “تعلموا منى لأني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم” (مت 11: 29).
وفى تواضع واضح ينسب كل فضل ومجد للآب (يو 5: 19، 6: 38، 7: 16: 28 و50، 14: 10 و24). وعندما انحنى ليغسل أرجل تلاميذه، إنما كان يعبر عن مفهوم التواضع الصحيح الذي بلغ الذروة في موته على صليب العار.
ويحرض الرسول بولس المؤمنين في فيلبى قائلاً: “مفتكرين شيئاً واحداً، لا شيئاً بتحزب أو بعجب، بل بتواضع” (فى 2: 3)، ويقول الرسول بطرس: “تسربلوا بالتواضع لأن الله يقاوم المستكبرين وأما المتواضعون فيعطيهم نعمة” (1 بط 5: 5).
ويجب أن يقتضِ المؤمن خطوات الرب يسوع المسيح (1بط 2: 12) وأن يسعى جاهداً لتمجيد مخلصه الرب يسوع المسيح، كما كان المسيح يعمل لمجد الآب، وأن يقول مع يوحنا المعمدان: “ينبغي أن ذلك يزيد، وأنى أنا أنقص” (يو 3: 3)، وأن يكون هدفه الأسمى أن يتمجد اسم المسيح فيه (مت 23: 8 ر 10، مرقس 10: 35 – 45)، وألا يفتخر بشيء إلا بالصليب (غل 6: 14)، و “أن لا يرتئي فوق ما ينبغي أن يرتئي، بل يرتئي إلى التعقل كما قسم الله لكل واحد مقداراً من الإيمان” (رو 12: 3).
وبالإيجاز، على المؤمن أن يحذر على الدوام من الانتفاخ والكبرياء التي هي أصل الخطية، حتى ينمو في القداسة التي لا تزدهر إلا في تربة التواضع الحقيقي الخالي من كل أثر للانتفاخ والرياء. فقد تتدثر الكبرياء أحيانا بثياب التواضع الكاذب، ولكن ليقل المؤمن المتواضع مع العذراء المطوبة: “لأن القدير صنع بى عظائم واسمه قدوس” (لو 1: 49 – 52).
وكما قال أحدهم (كينيث كرك Keuneth Kurk): “بدون تواضع أن يمكن أن تكون هناك خدمة جديرة بهذا الاسم، فالغرور أكبر مدمر للخدمة”.. فيجب أن نعمل بروح التواضع الصادق الخالي من كل أثر للكبرياء، كما يقول الرسول بولس: “أخدم الرب بكل تواضع ودموع كثيرة…” (أع 20: 19).
وضُع | وضيع | وضيعة
وُضع الرجل يوضع ضعة ووضاعة: صار دنيئا أي حقيراً. ويقول داود الملك لزوجته ميكال ابنة شاول، عندما لامته على رقصه أمام تابوت الرب: “إني أتصاغر دون ذلك وأكون وضيعاً في عيني نفسي” (2 صم 6: 22).
ويقول الرب لحزقيال النبي: “فتعلم جميع أشجار الحقل أنى الرب، وضعت الشجرة الرفيعة، ورفعت الشجرة الوضيعة،، يبست الشجرة الخضراء، وأفرخت اليابسة. أنا الرب تكلمت وفعلت” (حز 71: 42، ارجع أيضاً إلى حز 21: 26).
وطئ | يطأ | وطأة | موطئ
الموطئ هو مسند للقدمين أمام عرش الملك (2 أخبار 9: 18). وتستعمل هذه اللفظة مجازًا كما في (1 أخبار 28: 2) فقد تخيل داود تابوت العهد موطئًا لقدمي الله. وفي (مز 99: 5) يتكلم صاحب المزمور عن السجود “عند موطئ قدمي الله. وكذلك في (مز 11: 1) حيث يقول” حتى أضع أعداءك موطئًا لقدميك “. وتدعى الأرض موطئ قدمي الله، كما تدعى السماء عرشه (اش 66: 1 ومت 5: 35).
ووطئ الشيء يطؤه وطئا: داسه. ووطئ الدابة: ركبها. والوطاء والوطئ: المنخفض. والوطأة: الضغطة والأخذة الشديدة.
ويقول الرب عن كالب بن يفنة: “له أعطى الأرض التي وطئها ولبنيه، لأنه قد اتبع الرب تماماً (تث 1: 36، 33: 29، يش 1: 3). ويقول المرنم للمتكل على الرب:” على الأسد والصل تطأ، والشبل والثعبان تدوس “(مز 91: 13). ويقول الرب عن أعدائه:” قدستهم بغضبى، ووطئتهم بغيظي… فدست شعوبًا بغضبى وأسكرتهم بغيظي وأجريت على الأرض عصيرهم “(دماءهم – اش 63: 3 – 6).
والوطاء: موضع وطأة القدم. ويقول الله الآب لابنه الرب يسوع المسيح: “اجلس عن يمينى حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك” (مز 110: 1، مت 22: 44، مر 12: 36، أع 2: 5، عب 1: 13).
كما يقول: “عَلّوا الرب إلهنا واسجدوا عند موطئ قدميه” (مز 99: 5، 132: 7).
ويقال عن بيت الرب في أورشليم: “موطئ قدمي إلهنا” (1 أخ 28: 2، مراثى 2: 1). ويقول الرب: “السموات كرسي والأرض موطئ قدمي” (إش 66: 1، أع 7: 18). وقد عمل سليمان “كرسيا عظيما من عاج وغشاه بذهب خالص، وللكرسي ست درجات، وللكرسي موطئ من ذهب، كلها متصلة” (2 أخ 9: 17 و18).
ويقول استفانوس عن إبراهيم وأرض كنعان: “لم يعطه فيها ميراثا ولا وطأة قدم، ولكن وعد أن يعطيها ملكاً له ولنسله من بعده، ولم يكن له بعد ولد” (أع 7: 5).
وطب
الوطب: سقاء اللبن. والمراد به “القربة”. ولما طلب سيسرا – قائد جيش يابين ملك كنعان – من ياعيل امرأة حابر القيني، أن تسقيه قليل ماء، “فتحت وطب اللبن وأسقته ثم غطته” (قض 4: 19).
وطد | وطيد
وطد الشيء: أرساه وقواه، فهو وطيد. وتوطد الشيء: تثبت ورسخ. ويقول سليمان الحكيم: “الرب يقلع بيت المتكبرين، ويوطد تخم الأرملة” (أم 15: 25).
ويقول الرسول بولس إن البر “هو من الإيمان كي يكون على سبيل النعمة، ليكون الوعد وطيداً لجميع النسل” (رو 4: 16).
ويقول أيضاً للمؤمنين في كولوسي: “فكما قبلتم المسيح يسوع الرب، اسلكوا فيه متأصلين ومبنيين فيه، وموطدين في الإيمان كما عُلِّمتم متفاضلين فيه بالشكر” (كو 2: 6 و7).
وظف | وظيفة
الوظيفة: ما يُقدَّر من عمل أو طعام أو رزق أو غير ذلك، في زمن معين. وعندما رفع أويل مرودخ ملك بابل رأس يهوياكين ملك يهوذا من السجن، وكلمه بخير، وجعل كرسيه فوق كراسي الملوك الذين معه في بابل. وغير ثياب سجنه، وكان يأكل دائما الخبز أمامه كل أيام حياته، ووظيفته (طعامه) وظيفة دائمة تُعطى له من عند الملك، أمر كل يوم بيومه، كل أيام حياته “(2 مل 25: 27 – 30، إرميا 52: 34 ارجع أيضاً إلى دانيال 1: 5).
والوظيفة: المنصب والخدمة المعينة. وقد تنبأ المرنم عن يهوذا الإسخريوطي بالقول: “ووظيفته ليأخذها آخر” (مز 109: 8)، وهو ما تحقق على يد الرسل (أع 1: 20).
ويقول كاتب الرسالة إلى العبرانيين عن رئيس الكهنة: “لا يأخذ أحد هذه الوظيفة بنفسه، بل المدعو من الله كما هرون أيضاَ” (عب 5: 4).
وعد | موعد
الموعد هو قلب نبوآت العهد القديم. وهو تأكيد بأن الله سيرسل المسيح إلى المؤمنين به. وقبل إعلان الناموس بقرون عديدة وعد الله الآباء أمثال إبراهيم، بأنه سيقيم نسل الأبرار إلى الأبد (تك 15). وكان الموعد أكثر من تأكيد بإنشاء سلالة ملكية، أو ميراث دائم، كان أكثر من وعد بإقامة مملكة تمتد حدودها من نهر مصر إلى النهر العظيم أي الفرات (تك 15: 18). كان انتظارًا روحيًا تحقق عندما “افتقد المشرق من العلاء” شعبه (لو 1: 78 واع 26: 6).
وفي العهد الجديد يفسر بولس فكرة “الموعد” ويوضح مدلولها، وبالإيمان بالموعد، لا بالإيمان بالناموس، نال الناس الخلاص في أزمنة العهد القديم. وكان الموعد لجميع الناس في كل مكان (رو 4: 16). ولم يكن وقفًا على الذين عرفوا الناموس الموسوي وكفى. وفكرة الموعد تظهر بجلاء بل تبلغ ذروتها في (رو 4: 20 إلخ.). حيث نرى بولس يعلق أهمية كبيرة على إيمان إبراهيم، الذي “حسب برًا له”، وقدرة الله على إنجاز ما وعد به. ثم يقول بولس إن هذا الموعد هو أيضًا لنا، نحن الذين نؤمن بقيامة يسوع الذي يبررنا في عمل الموعد الذي أكمله. و “الموعد” و “الإنجيل” هما في اعتقاد بولس، بمعنى واحد. وفي (غل 3: 14 و21 إلخ.). يوضح بأن مضمون الموعد إنما هو هبة ننالها بواسطة النعمة دون أن يكون للأعمال شأن بذلك (قابل رو 4: 13 و16). وبالإيمان بالمسيح زالت جميع الفوارق بين اليهود والأمم. وبالإيمان بالمسيح أصبح الجميع نسل إبراهيم وورثاء الوعد (غل 3: 29). وإتمام الموعد بالمسيح أنالنا الحياة (غلا 3: 11 ورو 4: 17 وتي 1: 2 قابل 1 يو 2: 25)، وأعطانا “النبوة” (غل 4: 22 إلخ.). ووهب لنا التبرير (غل 3: 21)، ومنحنا الروح (غل 3: 14 واف 1: 13). والروح هو الرب الحاضر في قلوبنا، وهو تصديق الله وختمه على جميع المواعيد (2 كو 1: 22).
وقد صرح بطرس في عظته يوم الخمسين أن الوعد الإلهي يشمل جميع التائبين: “لأن الموعد هو لكم ولأولادكم, ولكل الذين على بعد, كل من يدعوه الرب إلهنا (1ع: 39).
ورسالة بطرس الثانية تتكلم عن الموعد الذي تحقق والموعد الذي سيتحقق للمؤمنين عند مجيء المسيح الثاني.. إن تأخر هذا المجيء يسبب للكنيسة المجاهدة بعض الصعوبات (2 بط 3: 4). ولكنه يحمل معه تأكيدًا بأن الموعد أمر موثوق به وسيتم في حينه (3: 13). ولكنه لم يتم حتى الآن بسبب تأني الله على البشر وإعطائهم متسعًا من الوقت للتوبة (3: 9). والإبطاء في إتمام الوعد يجب ألا يوقعنا في الشك والارتياب والحمد بسبب لطف الله وطول أناته وتأنيه علينا (3: 15).
حقول الوعر
يقول المرنم عن تابوت العهد: “وجدناه في حقول الوعر” (مز 132: 6) في إشارة إلى “قرية يعاريم” التي نقل منها داود الملك تابوت عهد الرب إلى مدينة داود (1 صم 7: 1 و2، 2 صم 6: 12)، ومعنى “قرية يعاريم” هو مدينة “حقول الوعر”.
الموعظة على الجبل
وعظة وعظا: نصحه وذكَّره بالعواقب. والموعظة هي ما يُوعظ به.
أولاً: “الموعظة على الجبل”: هو الاسم الذي أطلقه أوغسطينوس على أقوال الرب يسوع المسيح المسجلة في الأصحاحات الخامس والسادس والسابع من إنجيل متى، وتكاد تكون هي نفسها الأقوال المسجلة فى إنجيل لوقا (6: 20 – 49)، والتي كثيراً ما يطلق عليها اسم “الموعظة على السهل” حيث يذكر لوقا أن الرب يسوع “نزل معهم ووقف في موضع سهل” (لو 6: 17)، بينما يذكر متى أنه: “لما رأى الجموع صعد إلى الجبل” (مت 5: 1)، ولكن قد تشير العبارتان إلى نفس الموضع من زاويتين مختلفتين.
ويرى البعض أنها رسالة المسيحية للعالم الوثنى، ولكننا نجد من الواضح أنها رسالة تعليمية وليست كرازية. فلا يمكن – بأي حال – اعتبارها “خبراً طيباً” لمن يُطلب منه تنفيذ مطالبها للدخول إلى الملكوت، إذ هل يمكن للإنسان – بدون المسيح، وبدون عمل الروح القدس فيه – أن “يزيد بره على الكتبة والفريسيين” (مت 5: 20)؟ إنها بالحري مخطط أخلاقي لمن قد دخلوا فعلا إلى الملكوت، ووصفا للحياة الأخلاقية المنتظرة منهم. وبهذا المعنى يمكن أن تكون مطلبًا مسيحيًا.
ثانيا – محتواها: كان الإجماع في الأجيال الماضية منعقداً على أنها موعظة واحدة نطق بها الرب يسوع دفعة واحدة، وهو جالس على الجبل وحوله تلاميذه، تحيط بهم الجموع، وهو ما يبدو من ظاهر ما جاء فى إنجيل متى، حيث يقول: “ولما رأى الجموع صعد إلى الجبل. فلما جلس تقدم إليه تلاميذه، ففتح فاه وعلَّمهم قائلاً” (مت 5: 21) ويختم بالقول: “ولما أكمل يسوع هذه الأقوال، بهتت الجموع من تعليمه” (مت 7: 28).
ولكن غالبية العلماء الآن يرون أن هذه الموعظة، هي – في الحقيقة – مجموعة من أقوال الرب يسوع، إنها خلاصة عدة مواعظ نطق بها الرب يسوع في مناسبات عديدة، ويبنون ذلك على الأسس الآتية:
(1) أن بها مادة مركزة أكثر مما تتسع له موعظة واحدة، وبخاصة أن التلاميذ لم يكونوا قد أصبحت لهم الحواس الروحية المدربة لاستيعاب كل هذه الثروة من التعليم الأخلاقي.
(2) تعدد الموضوعات، من وصف سعادة الملكوت، والتعليم عن الزواج والطلاق، والاطمئنان إلى رعاية الله، مما ينتفي معه الهم والقلق، والصلاة، وغير ذلك مما يصعب زن تحتويه عظة واحدة.
(3) الانتقال المفاجئ من موضوع إلى آخر، مثل الانتقال إلى موضوع الصلاة (مت 6: 1 – 11).
(4) توجد 43 آية من الموعظة المسجلة في إنجيل متى، جاءت في مناسبات أخرى أكثر مواءمة فى إنجيل لوقا، فمثلاً الصلاة التي علمها الرب لتلاميذه، جاءت في إنجيل لوقا فى مناسبة سأله فيها التلاميذ زن يعلمهم الصلاة (لو 11: 1). كما زن الحديث عن “الباب الضيق” جاء بناء على سؤال أحدهم: “أقليل هم الذين يخلصون؟” (لو 13: 23)، مما يجعل من المحتمل أن متى قد جمع العديد من أقوال الرب يسوع وجعل منها موعظة واحدة بينما يذكرها لوقا في مناسباتها المختلفة.
(5) من الملحوظ أن متى جمع الكثير من أقوال الرب يسوع، تحت عنوان واحد، فقد جمع أقوال الرب يسوع عن التلمذة له (مت 9: 35 – 10: 42)، وأمثاله عن ملكوت السموات (ص 13)، وأقواله عن العظمة الحقيقية (ص 18)، وعن نهاية الدهر (ص 24، 25).
ولكن كل هذا لا يجزم بأن الموعظة – كما هي في إنجيل متى – هي خلاصة جملة عظات، فالمقدمة في إنجيل متى (مت 4: 23 – 5: 10) تجعلنا نتوقع حديثاً هاماً نطق به الرب يسوع في مناسبة معينة، ففي العظة نفسها نوع من الاضطراد، مما يمكن أن ينفى أنها مجموعة من عظات منفصلة.
وبمقارنة ما جاء في إنجيل متى بما جاء في إنجيل لوقا، نجد نقط تشابه عديدة، فكلتاهما تبدآن بالتطويبات، وتختمان بمثل البناءين. كما أن الحديث عن محبة الأعداء في إنجيل لوقا (لو 6: 27 – 36)، وإدانة الآخرين (6: 37 – 42) يماثل في تتابعه ما جاء في إنجيل متى، مما يدعو إلى الاعتقاد بأنهما قد استقيا من مصدر واحد. أما موضوع أي العظتين أقرب إلى الأصل، أو أنهما نقلا عن مصدرين مختلفين، فأمر لا يمكن إصدار حكم قاطع فيه.
ثالثا: لغة العظة: لقد كشف لنا علماء اللغة الأرامية – في الجيل الماضي – الكثير من خصائص الشعر الأرامي. والأرامية هي اللغة التي كانت مستخدمة في فلسطين في أيام الرب يسوع المسيح على الأرض، ونستطيع أن نستشف ذلك من الترجمات المختلفة للكتاب المقدس، فنرى المتوازيات، التي هي من خصائص الشعر في اللغات السامية، فمثلا نجد ذلك واضحاً في قول الرب: “لا تعطوا القدس للكلاب، ولا تطرحوا درركم قدام الخنازير” (مت 7: 6).
بل يبدو أن الصلاة التي علمها الرب لتلاميذه، هي قصيدة من مقطوعتين، كل منهما تتكون من ثلاثة أبيات، وكل بيت من أربعة أسطر. وتبدو الأهمية العملية لذلك في أنه لا يمكن أن نفسر الشعر حرفياً كما نفسر النثر. فيا لها من مأساة لو أن أحداً أخذ عبارة “إن كانت عينك اليمنى تعثرك، فاقلعها وألقها عنك” (مت 5: 29) أو إن “كانت يدك اليمنى تعثرك، فاقطعها وألقها عنك” (مت 5: 30) حرفيًا، وعمل ذلك (كما يسجل لنا التاريخ أمثلة من ذلك). كذلك علينا أن نتحاشى تفسير العبارات التي تبدو متناقضة ظاهريًا، تفسيراً حرفيًا متزمتًا، بل علينا أن نحاول اكتشاف المبدأ الكامن تحت المثل أو العبارة الشعرية.
وهنا لنتأمل في الصيغة المطلقة في أوامر المسيح الأدبية، فمثلا يقول: “كونوا كاملين كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل” (مت 5: 48)، فقد أزعج هذا القول الكثيرين. إن جزءاً من الحل يكمن في حقيقة أن هذه العبارات لم تكن “قوانين جديدة”، بل كانت مبادئ عامة للسلوك، فهي نوع من الوصايا النبوية التي اتسمت على الدوام بالعمق، وتطلبت ما هو أكثر من مجرد حرفية الناموس. فهي مبادئ أخلاقية للذين نالوا حياة جديدة في المسيح، وتأيدوا بقوة الروح القدس الساكن فيهم.
رابعا – الظروف التي أحاطت بالموعظة: يضع متى ولوقا كلاهما، الموعظة في السنة الأولى لخدمة الرب يسوع العلنية، وإن كان متى يضعها في موعد مبكر قليلا عن لوقا الذي يضعها بعد اختيار الاثنيّ عشر مباشرة، وكأنها كانت إعداداً لهم للخدمة. على أى حال، كان ذلك قبل أن يستطيع المعلمون الدِينيون أن يحشدوا جهودهم للمقاومة. وفى نفس الوقت بعد أن كانت شهرة الرب يسوع قد ذاعت في كل البلاد حتى التفت حوله كل هذه الجموع. لقد صرف الأشهر الأولى من خدمته في الجليل، في التعليم في المجامع، ولكن سرعان ما استلزمت الأعداد الكبيرة التي التفت حوله، أن يخرج إلى المواضع الخلاء التي تتسع لهذه الجموع. كما أن كرازته الأولى كانت: “توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات” (مت 4: 17)، أما حين ذاك، فقد أصبحت شرح طبيعة الملكوت للذين أرادوا بحق أن يتعلموا.
وحيث أن الموعظة كانت في أثناء خدمته في الجليل، فمن الطبيعي أن نفترض أن مكانها كان أحد سفوح الجبال المحيطة بالسهل الشمالي. وحيث أن المسيح دخل كفر ناحوم بعد ذلك مباشرة (لو 7: 1، مت 8: 5)، فالأرجح أنه كان بالقرب من تلك المدينة. ويذكر تقليد لاتيني – يرجع إلى القرن الثالث عشر – أنه “قرن حطين” ذو القمتين، الذي يقع إلى الجنوب قليلاً، وهو المكان الذي يأخذ المرشدون السياحيون السائحين إليه. ولكن ليس ثمة ما يجزم بذلك.
وواضح أن الموعظة وُجهت أساساً إلى التلاميذ، فهذا ما نفهمه مما ذكره البشيران (مت 5: 1 و2 ولو 6: 20).
ويستخدم لوقا ضمير المخاطب في التطويبات “طوباكم”، كما أن الرب يقول للتلاميذ “أنتم ملح الأرض” (مت 5: 13)، بالإضافة إلى المستوى الأخلاقي الرفيع، مما يؤيد الرأي بأنها كانت موجهة لمن هجروا الوثنية ليصبحوا رعايا الملكوت، ومع ذلك فالبشير متى يختم تسجيله للموعظة بالقول: “لما أكمل يسوع هذه الأقوال بُهتت الجموع من تعليمه” (مت 7: 28)، ولوقا يختمها بالقول: “ولما أكمل أقواله كلها في مسامع الشعب، دخل كفر ناحوم” (لو 7: 1)، مما يدل على أنه كان هناك كثيرون استمعوا إلى كلامه. ومن ذلك يبدو أنه كان هناك جمع كثير ملتفا حوله، ولكن الكلام كان موجهاً أساساً للتلاميذ.
خامسا: تحليل الموعظة: بغض النظر عما إذا كانت الموعظة: كما هي مسجلة في إنجيل متى – ملخصاً لحديث واحد، أو أنها ملخص مجموعة من الأحاديث، جمعها البشير متى، فمما لا شك فيه زن الموعظة المسجلة فى الأصحاحات 5 – 7 من إنجيل متى، تبدو وحدة منطقية متماسكة، تدور حول موضوع أساسي، تتقدمه التطويبات، ويمكن وصفه بأنه وصف الحياة التي يجب زن يكون عليها أبناء الملكوت. واليك تحليلاً موجزاً للموعظة:
(أ) سعادة أبناء الملكوت (مت 5: 3 – 16):
1 – التطويبات (مت 5: 3 – 10).
2 – تفصيل التطويبة الأخيرة، واستطراد البيان دور التلميذ في عالم غير مؤمن (مت 5: 11 – 16).
(ب) العلاقة بين رسالة المسيح والنظام القديم: (مت 5: 17 – 48):
1 – أساس العلاقة، فقد جاء المسيح لا لينقض القديم، بل ليكمل الناموس بالذهاب إلى ما وراء الحرف، وبيان المبدأ الكامن وراءه، ليتجلى المعنى المطلوب منه.
2 – تأكيد العلاقة (مت 5: 18 – 20).
3 – أمثلة لهذه العلاقة (مت 5: 21 – 48).
(i) في الوصية “لا تقتل”، أوضح أن الغضب هو العنصر الملوم (5: 21 – 26).
(ii) الزنا هو نتيجة أميال القلب الشرير وشهواته الدنسة (مت 5: 27 – 32).
(iii) بر الملكوت يستلزم الأمانة الصادقة فلا تحتاج إلى حلف (5: 33 – 37).
(iv) عدم مقاومة الشر بالشر، بل بالصفح والوداعة (مت 5: 38 – 42).
(v) المحبة شاملة في تطبيقها (مت 5: 43 – 48).
(ج) وصايا عملية للسلوك لأبناء الملكوت (مت 6: 1 – 7: 12).
(i) التحذير من التقوى الكاذبة (6: 1 – 81) في العطاء (6: 1 – 4) وفى الصلاة (6: 5 – 51)، وفى الصوم (6: 16 – 18).
(ii) التخلص من القلق والهم بالاتكال المخلص على الله (6: 19 – 34).
(iii) الحياة في محبة والقاعدة الذهبية للحياة (مت 7: 1 – 12).
(د) تحديات أمام الحياة المكرسة (7: 13 – 29).
(i) الطريق ضيق (7: 13 و14).
(ii) الشجرة الجيدة تعطى ثمراً جيداً (7: 15 – 20).
(iii) الملكوت هو لمن يسمعون ويعملون (7: 21 – 27).
سادساً – التفسير: للموعظة على الجبل تاريخ طويل ومتنوع في تفسيرها، فأوغسطينوس الذي كتب بعثا الموعظة، عندما كان أسقفاً لـ “هبو” Hippo في شمالي أفريقية (من 393 – 396 م)، قال عنها إنها القاعدة الكاملة للحياة المسيحية المثالية – هي ناموس جديد في مقابل الناموس القديم،.
إما رجال الرهبنة ففسروها على أنها “نصيحة للكمال، ولكن ليست للشعب بعامة، بل للأقلية المختارة”. واعتبرها المصلحون: التعبير الكامل للبر الإلهي المقدم للجميع. أما تولستوي Leo Tolstoy الكاتب الروسي الشهير، والذي أصبح مصلحاً اجتماعيا في أواخر أيامه فقد لخصها في خمس وصايا: (كبت كل غضب – الطهارة – عدم الحلف – عدم المقاومة – محبة بلا حدود للأعداء) التي إذا أطيعت حرفيا، فإنها تقضى على الشرور الموجودة في العالم، وتؤدى إلى ملكوت مثالي (يوتوبيا). أما “ويس وشوتيزر” فيعتقدان زنها أصعب من أن تكون لكل العصور، وأنها كانت مقصورة على المسيحيين الأوائل الذين اعتقدوا أن نهاية كل شيء كانت قد اقتربت. ومع ذلك فالكثيرون الذين يحملونها على محمل مجازى، فهموا الموعظة على أنها أسلوب كريم للتفكير فيما يجب أن يكون عليه الإنسان، لا ما يجب عليه أن يعمله.
وهكذا نجسد أنفسنا أمام عدد محير من التفاسير. ويرى “كيتل” (Kittle) أن المطالب تذهب إلى أقصى الحدود، حتى لتدفع بالإنسان إلى الفشل، ومن ثم إلى التوبة فالإيمان. أما “وندسك” (Windisch) فيفرق بين التفسير التاريخي والتفسير اللاهوتي، ويدافع عن إمكانية تنفيذ مطالبها. أما من يعتقدون في التدابير (العصور) المختلفة لمعاملات الله، فيرون أن الموعظة هي للعصر الألفي حين يملك المسيح.
فكيف نفسر الموعظة إذاً؟ لعل في الاعتبارات الآتية مما يرشدنا إلى التفسير السليم.
(i) رغم أنها في أسلوب شعري ورمزي، فإنها تستدعى نوعاً من السلوك الأخلاقي المثالي في أبعاده.
(ii) لا يضع الرب يسوع قانوناً جديداً، أو قواعد شرعية جديدة، بل يذكر مبادئ أخلاقية عظيمة، وكيفية تأثيرها في حياة أبناء الملكوت.
(iii) ليست الموعظة منهجاً مباشراً لتحسين العالم، ولكنها مواجهة لمن قد أنكروا العالم لكي يدخلوا الملكوت.
(iv) إنها ليست نموذجا غير عملي، كما زنها ليست سهلة المنال تماماً. وكما يقول “س. م. جلمور” (Gilmour) إنها أخلاقيات النظام فائق السمو، الذي أشرق على العالم في شخص الرب يسوع المسيح. ولكن تحقيقها الكامل يقع فيما وراء التدبير الحاضر، عندما يملك ملك البر والسلام (اش 11: 4 و5، 32: 1، مز 72، دانيال 9: 24).
الموعظة في إنجيل لوقا
أو الموعظة في السهل، حيث يقول البشير لوقا: “ونزل معهم ووقف في موضع سهل، هو وجمع من تلاميذه وجمهور كثير من الشعب من جميع اليهودية وأورشليم وساحل صور وصيداء، الذي جاءوا ليسمعوه، ويُشفوا من أمراضهم” (لو 6: 17).
وهذه الموعظة تشبه من وجوه كثيرة، الموعظة المذكورة في إنجيل متى (5 – 7)، ومع ذلك فالموعظتان تختلف إحداهما عن الأخرى من بعض الوجوه، مما يجعل من الصعب القول بأنهما تقريران عن نفس الموعظة الواحدة، أو أنهما عن موعظتين مختلفتين، أو خلاصة مواعظ مختلفة، ألقيت في مناسبات مختلفة.
(أ) المناسبة: يذكر لوقا بوضوح أن الرب ألقى هذه الموعظة في موضع سهل، عقب اختياره للاثني عشر (لو 6: 12 – 17)، بينما يبدو مما جاء في إنجيل متى أن الموعظة على الجبل ألقيت عقب اختياره لتلاميذه الأربعة الأوائل (مت 5: 18 – 22).
(ب) المحتويات: تذكر الموعظة في إنجيل لوقا ما يقل عن ثُلث الموعظة على الجبل المسجلة في إنجيل متى (5 – 7)، فهي لا تشتمل على كل التطويبات المذكورة في إنجيل متى، كما زنها تشتمل على أربعة “ويلات”، وجزء أقصر عن الواجبات الاجتماعية، وتختم بمثل البيتين اللذين بنى أحدهما على أساس متين، والآخر على الأرض بدون أساس (لو 6: 46 – 49).
(ج) مرماها: يسمى إنجيل لوقا – عادة – بالإنجيل الاجتماعي لاهتمامه بالفقراء والمساكين، وواجبات الرحمة. وهو ما يظهر بجلاء في هذه الموعظة، فالتطويبات تعالج الفوارق الاجتماعية، أما في إنجيل متى فتعالج حاجات روحية. فيتكلم الرب في إنجيل لوقا عن “الجياع الآن” (لو 6: 21) مما يرجح معه أن المقصود بهم هم الجياع جسديا، بينما يذكر في إنجيل متى صراحة “الجياع والعطاش إلى البر” (مت 5: 6). وفى إنجيل متى يوجه اللوم للمعلمين الدينيين المكتفين بأنفسهم وديانتهم المظهرية، أما “الويل” في إنجيل لوقا فيوجه للأغنياء والشباعى الذين لا يولون المساكين انتباها. وتتأكد هذه النظرة الاجتماعية أيضاً في أنه علاوة على وضوحها في التطويبات، فإن لوقا لا يذكر من الموعظة على الجبل إلا ما يتصل بالعلاقات الاجتماعية، مثل القاعدة الذهبية، وواجب المحبة الشاملة، والمساواة بين السيد والعبد، والالتزام بفعل الخير.
وغف | أوغف
وغف الرجل: أسرع وعدا. ويقول دانيال النبي: “وأنا أتكلم بعد بالصلاة، إذا بالرجل جبرائيل الذي رأيته في الرؤيا في الابتداء، مطاراً واغفاً، لمسني عند وقت تقدمه المساء…” (دانيال 9: 21) أي وهو يطير مسرعاً.
وغى | الوغي
الوغى: الصوت والجلبة، ومنه قيل للحرب “وعى” طافيها من الصوت والجلبة. ويقول بلعام بن بعور عن الرب يسوع المسيح: “وحى الرجل الذي يسمع أقوال الله، ويعرف معرفة العلى، الذي يرى رؤيا القدير ساقطا وهو مكتوف العينين. أراه ولكن ليس الآن. أبصره ولكن ليس قريبا. يبرز كوكب من يعقوب، ويقوم قضيب من إسرائيل، فيحطم طرفي موآب، ويهلك كل بنى الوغى” (عد 24: 16 و17 – ارجع أيضاً إلى إش 9: 5، إرميا 48: 45).
ويقول أليفاز التيمانى لأيوب عن الشرير: “يتلوى كل أيامه………. صوت رعوب في أذنيه. يرهبه الضر والضيق، يتجبران عليه كملك مستعد للوغى” (أي 15: 20 – 24).
وقب | أوقاب
الوقب هو النقرة: وتقول عروس النشيد في وصف حبيبها: “عيناه كالحمام على مجارى المياه مغسولتان باللبن، جالستان في وقبيهما (نش 5: 12). ويقول زكريا النبي: وهذه تكون الضربة التي يضرب بها الرب كل الشعوب الذين تجندوا على أورشليم: لحمهم يذوب وهم واقفون على أقدامهم، وعيونهم تذوب في أوقابها، ولسانهم يذوب في فمهم (زك 14: 12).
وَقْت | ميقات
الوقت: مقدار من الزمن مفروض لأمر أو عمل ما. والجمع: أوقات. والميقات: الوقت المضروب للشيء، والموعد الذي جُعل له وقت، والجمع مواقيت. وقد خلق الله الشمس والقمر وغيرهما من الأجرام السماوية، “لتكون لآيات وأقوات وأيام وسنين” (تك 1: 14).
وقال الرب لنوح بعد “انحسار الطوفان” لا أعود أيضا أميت كل حي كما فعلت. مدة كل أيام الأرض: زرع وحصاد، وبرد وحر، وصيف وشتاء، ونهار وليل لا تزال “(تك 8: 21 و22).
ويقول الجامعة: “لكل شيء زمان، ولكل أمر تحت السموات وقت” (جا 3: 1 – 8 و17)، أي أنهم كانوا يدركون أن الرب يريد أن يقيم “داود” ملكًا على شعبه.
وتستخدم كلمة وقت أيضًا بمفهوم “مهلة” أو فسحة من الزمن (دانيال 2: 8 و16 وأع 24: 25).
وعندما سأل التلاميذ الرب بعد القيامة قائلين: “يا رب هل في هذا الوقت ترد المُلك إلى إسرائيل؟” فقال لهم: “ليس لكم أن تعرفوا الأزمنة والأوقات التي جعلها الآب في سلطانه” (أع 1: 6 و7، ارجع أيضًا إلى 1 تس 5: 1 و2) وإذ يجب على المؤمن أن يسهر على الدوام في انتظار مجيء الرب (1 تس 5: 5 و6، مت 24: 42، 25: 13..).
والمؤمن يجب أن يصلى ويطلب وجه الرب في كل وقت (لو 18: 1، ارجع أيضًا إلى مز 32: 6 وهو 10: 12)، “لأنه هوذا الآن وقت مقبول، وهوذا الآن يوم خلاص” (2 كو 6: 2).
ويوصى الرسول بولس المؤمنين قائلًا: “مقتدين الوقت لأن الأيام شريرة” (أف 5: 16، كو 4: 5)، لأنه الآن “وقت عمل للرب” (مز 119: 126)، و “الحكيم يعرف الوقت والحكم” (حا 8: 5).
وعبارة “للوقت” معناها: في الحال أو على التو (أم 7: 22، مت 3: 16، 4: 20، 8: 3..).
وقح | أوقح | وقاحة
وقح يوقح وقحاً: قل حياؤه، واجترأ على اقتراف القبائح، ولم يعبأ بها، فهو وقح: أي قليل الحياء.
وتقول حنة “أم صموئيل، في أنشودتها الرائعة”: “لا تكثروا الكلام العالي المستعلي، ولتبرح وقاحة من أفواهكم، لأن الرب إله عليم وبه توزن الأعمال” (1 صم 2: 3). ويقول داود: “لتبكم شفاه الكذب المتكلمة على الصديق بوقاحة، بكبرياء واستهانة”. (مز 31: 18 ارجع أيضاً إلى مز 94: 4).
ويقول سليمان الحكيم عن المرأة الشريرة: أمسكته وقبلته، أوقحت وجهها، وقالت له: على ذبائح سلامة. اليوم أوفيت نذوري، فلذلك خرجت للقائك.. “(أم7: 13 – 18). ولا عجب فالشرير” يوقح وجهه “(أم 21: 29).
وقد | موقدة | وقائد
(اش 30: 14) يشار في هذه الآية إلى العادة التي كانت متبعة بأخذ شيء من الحجر من الموقدة على شقفة فخار. ويرجح أنها كانت قرب باب الغرفة ليسهل خروج الدخان من البيت. وكان الأغنياء يستعملون الكانون (ار 36: 22).
وقدتِ النار وقداً: اشتعلت. وأوقدها: أشعلها. والموقد أو الموقدة: الأداة التي توقد فيها النار بالفحم أو الغاز أو الكحول أو نحو ذلك (إش 30: 14، حز 43: 15). والوقيد هو الوقود الذي توقد به النار، والجمع وقائد. ويقول إشعياء النبي: “مَنْ مِنّا يسكن في نار آكلة؟ مَنْ منا يسكن في وقائد أبدية؟ (إش 30: 14) أي في جهنم، البحيرة المتقدة بنار وكبريت (رؤ 19: 20، 20: 10 و14).
وقر | وقار
وقَّر فلانا: عظَّمه وبجَّله. والوقار: الرزانة والحلم. والوقور: ذو الوقار. والموقَّر: العاقل الرصين. وقد أشار مشيرو الملك أحشويروش عليه بخلع الملكة وشتي لرفضها تلبية دعوته لاستعراض جمالها أمام الرؤساء لكي “تعطى جميع النساء الوقار لأزواجهن من الكبير إلى الصغير” (أس 1: 20).
وعندما نجح داود في هزيمة الفلسطينيين أكثر من جميع عبيد شاول، “توقر اسمه جدًّاً (1صم 18: 30). ويقول إشعياء النبي عن عظمة صور:” متسببوها موقرو الأرض “(إش 32: 8) وجاءت في ترجمة كتاب الحياة: متكسبوها شرفاء الأرض”. ويقول حزقيال النبي عن حوج: “استعد وهيئ لنفسك أنت وكل جماعاتك المجتمعة إليك فصرت لهم موقراً” (حز 38: 7) أي صرت لهم قائداً.
ويقول الرسول بولس: “ولا طلبنا مجداً من الناس، لا منكم ولا من غيركم، مع أننا قادرون أن نكون في وقار كرسل المسيح” (1 تس 2: 6). ويطلب من المؤمنين أن يصلوا “لأجل جميع الناس، لأجل الملوك وجميع الذين هم في منصب، لكي نقضى حياة مطمئنة هادئة في كل تقوى ووقار” (1 تى 2: 1ر2).
كما يقول إن الأسقف يجب أن “يدير بيته حسناً، له أولاد في الخضوع بكل وقار… وكذلك يجب أن يكون الشمامسة ذوى وقار… كذلك يجب أن تكون النساء ذوات وقار (1 تى 3: 4 و8 و11). كما يوصى” أن يكون الأشياخ صاحين ذوى وقار “(تى 2: 2)، ولأرملة التي لها أولاد أو حفدة، فليتعلموا أولاً زن يوقروا أهل بيتهم ويوفوا والديهم المكافأة” (1 تى 5: 4).
وقف | أوقاف
الاسم مشتق من اتقى، وهي مخافة الله، والعمل بطاعته، والسيرة التي ترضي الله.
التقوى أكثر من السلوك الشكلي الصحيح كثيرون ممن حافظوا على مطاليب الناموس كانت تعوزهم التقوى الحقة. وكثيرًا ما قرر الأنبياء هذه الحقيقة (اش 1: 10 – 20 وعا 5: 21 – 24). وهذا كان موقف المسيح فيما بعد (مت ص 23).
أما بولس فإنه يتكلم عن “سر التقوى” (1 تي 3: 16). أنه لا يقول إن التقوى نفسها هي سر، لأن “السر” الذي يشير إليه هو الوسيلة أو الإمكانية، التي بها تصبح التقوى الصحيحة ميسورة أو ممكنة. وهي في عرفه فحوى الديانة المعلنة من الله، هي الغاية التي أتمها يسوع بحياته وموته. وبعبارة أخرى هي المسيح نفسه.
والتقوى “نافعة” ليست لهذه الحياة فحسب، بل للحياة الأبدية أيضًا (1 تي 4: 8 قابل 6: 3 – 7).
وفي عرف بطرس لا تتوقف التقوى على السيرة المقدسة فحسب، بل تشمل أيضًا الإيمان والخشوع، الذي تعلنه السيرة المقدسة، والهدف الذي تتجه صوبه (2 بط 3: 11 – 13).
للاستزادة:
اتقى الله: خاف عِقابه فتجنب ما لا يرضيه. وتقوى الله: خشيته وامتثال أوامره، واجتناب نواهيه. والتقى هو من يخشى الله، والجمع أتقياء. وعندما شرع إبراهيم في تقديم ابنه وحيده إسحق محرقة، ناداه ملاك الرب وقال له: “لا تمد يدك إلى الغلام… لأنى الآن علمت زنك خائف الله” (تك 22: 11 و12).
وقال الرب عن أيوب: “رجل كامل ومستقيم يتقى الله ويحيد عن الشر” (أى 1: 8)، فمن يتقى الله، لابد أن يحيد عن الشرع (ارجع أيضاً إلى أي 4: 6، 51: 4، 22: 4). وقد أوصى يهوشافاط ملك يهوذا التقى اللاويين والكهنة الذين أقامهم قضاة: “أن تقضوا بتقوى الرب بأمانة وقلب كامل” (2 أخ 19: 9).
ويقول الرب على فم ملاخى النبى عن لاوى: “كان عهدى معه للحياة والسلام، وأعطيته إياهما للتقوى فاتقانى، ومن اسمى ارتاع هو” (ملا 2: 5). ويقول داود: “اعلموا زن الرب قد ميَّز تقيه” (مز 4: 3 و86: 2)، “ولن تدع تقيك يرى فساداً” (مز 16: 10) في إشارة واضحة إلى الرب يسوع المسيح (أع 2: 29 – 31، عب 5: 7).
وقيل عن كرينليوس قائد المائة: “هو تقى وخائف الله مع جميع بيته، يصنع حسنات كثيرة للشعب ويصلى إلى الله في كل حين” (أع 10: 2)، فهذه بعض ثمار التقوى،. كما كان أحد عساكره تقيا، ممن كانوا يلازمونه (أع 10: 7).
ويوصى الرسول بولس تلميذه تيموثاوس: “روض نفسك للتقوى… التقوى نافعة لكل شئ، إذ لها موعد الحياة الحاضرة والعتيدة” (1 تى 4: 7 و8). كما يقول له: “أما التقوى مع القناعة فهى تجارة عظيمة” (1 تى 6: 6). ويقول له أيضاً: “عظيم هو سر التقوى: الله ظهر في الجسد” (1 تى 3: 16). أي أن منبع التقوى هو الإيمان بتجسد المسيح وموته الكفارى على الصليب، مما جعل الرسول يقو: “لأن محبة المسيح تحصرنا، إذ نحسب هذا: أنه إن كان واحد قد مات لأجل الجميع، فالجميع إذاً ماتوا. وهو مات لأجل الجميع كى يعيش الأحياء، فيما بعد لا لأنفسهم، بل للذى مات لأجلهم وقام” (2 كو 5: 14 و15)، وهذه هي حياة التقوى.
ويقول الرسول بطرس: “إن قدرته الإلهية قد وهبت لنا كل ما هو للحياة والتقوى، بمعرفة الذي دعانا بالمجد والفضيلة، اللذين بهما قد وهب لنا المواعيد العظمى والثمينة، لكى تصيروا بها شركاء الطبيعة الإلهية… ولهذا قدموا في إيمانكم فضيلة… وفى الصبر تقوى، وفى التقوى مودة أخوية… لأنكم إذا فعلتم ذلك لن تزلوا أبداً” (2 بط 1: 3 – 11). كما يحرص المؤمنين قائلا: “فيما أن هذه كلها تنحل، أي أناس يجب زن تكونوا أنتم في سيرة مقدسة وتقوى!” (2 بط 3: 11 – ارجع أيضاً إلى 1 تى 2: 2، 6: 3 و11).
ويقول كاتب الرسالة إلى العبرانيين: “ليكن عندنا شكر به نخدم الله خدمة مرضية بخشوع وتقوى، لأن إلهنا نار آكلة” (عب 21: 28 و29).
والتعليم الصحيح هو “التعليم الذي حسب التقوى” (1 تى 6: 3) فهو الحق “الذى هو حسب التقوى (تى 1: 1).
ولكن هناك تقوى الرياء والتظاهر، ويقول الرسول بولس عن مثل هؤلاء: “لهم صورة التقوى ولكنهم منكرون قوتها، فأعرض عن هؤلاء” (2 تى 3: 5). ولكن “جميع الذين يريدون أن يعيشوا بالتقوى في المسيح يسوع، يُضطهدون” (2 تى 3: 12).
وقى | يتقي | تقوى
الاسم مشتق من اتقى، وهي مخافة الله، والعمل بطاعته، والسيرة التي ترضي الله.
التقوى أكثر من السلوك الشكلي الصحيح كثيرون ممن حافظوا على مطاليب الناموس كانت تعوزهم التقوى الحقة. وكثيرًا ما قرر الأنبياء هذه الحقيقة (اش 1: 10 – 20 وعا 5: 21 – 24). وهذا كان موقف المسيح فيما بعد (مت ص 23).
أما بولس فإنه يتكلم عن “سر التقوى” (1 تي 3: 16). أنه لا يقول إن التقوى نفسها هي سر، لأن “السر” الذي يشير إليه هو الوسيلة أو الإمكانية، التي بها تصبح التقوى الصحيحة ميسورة أو ممكنة. وهي في عرفه فحوى الديانة المعلنة من الله، هي الغاية التي أتمها يسوع بحياته وموته. وبعبارة أخرى هي المسيح نفسه.
والتقوى “نافعة” ليست لهذه الحياة فحسب، بل للحياة الأبدية أيضًا (1 تي 4: 8 قابل 6: 3 – 7).
وفي عرف بطرس لا تتوقف التقوى على السيرة المقدسة فحسب، بل تشمل أيضًا الإيمان والخشوع، الذي تعلنه السيرة المقدسة، والهدف الذي تتجه صوبه (2 بط 3: 11 – 13).
للاستزادة:
اتقى الله: خاف عِقابه فتجنب ما لا يرضيه. وتقوى الله: خشيته وامتثال أوامره، واجتناب نواهيه. والتقى هو من يخشى الله، والجمع أتقياء. وعندما شرع إبراهيم في تقديم ابنه وحيده إسحق محرقة، ناداه ملاك الرب وقال له: “لا تمد يدك إلى الغلام… لأنى الآن علمت زنك خائف الله” (تك 22: 11 و12).
وقال الرب عن أيوب: “رجل كامل ومستقيم يتقى الله ويحيد عن الشر” (أى 1: 8)، فمن يتقى الله، لابد أن يحيد عن الشرع (ارجع أيضاً إلى أي 4: 6، 51: 4، 22: 4). وقد أوصى يهوشافاط ملك يهوذا التقى اللاويين والكهنة الذين أقامهم قضاة: “أن تقضوا بتقوى الرب بأمانة وقلب كامل” (2 أخ 19: 9).
ويقول الرب على فم ملاخى النبى عن لاوى: “كان عهدى معه للحياة والسلام، وأعطيته إياهما للتقوى فاتقانى، ومن اسمى ارتاع هو” (ملا 2: 5). ويقول داود: “اعلموا زن الرب قد ميَّز تقيه” (مز 4: 3 و86: 2)، “ولن تدع تقيك يرى فساداً” (مز 16: 10) في إشارة واضحة إلى الرب يسوع المسيح (أع 2: 29 – 31، عب 5: 7).
وقيل عن كرينليوس قائد المائة: “هو تقى وخائف الله مع جميع بيته، يصنع حسنات كثيرة للشعب ويصلى إلى الله في كل حين” (أع 10: 2)، فهذه بعض ثمار التقوى،. كما كان أحد عساكره تقيا، ممن كانوا يلازمونه (أع 10: 7).
ويوصى الرسول بولس تلميذه تيموثاوس: “روض نفسك للتقوى… التقوى نافعة لكل شئ، إذ لها موعد الحياة الحاضرة والعتيدة” (1 تى 4: 7 و8). كما يقول له: “أما التقوى مع القناعة فهى تجارة عظيمة” (1 تى 6: 6). ويقول له أيضاً: “عظيم هو سر التقوى: الله ظهر في الجسد” (1 تى 3: 16). أي أن منبع التقوى هو الإيمان بتجسد المسيح وموته الكفارى على الصليب، مما جعل الرسول يقو: “لأن محبة المسيح تحصرنا، إذ نحسب هذا: أنه إن كان واحد قد مات لأجل الجميع، فالجميع إذاً ماتوا. وهو مات لأجل الجميع كى يعيش الأحياء، فيما بعد لا لأنفسهم، بل للذى مات لأجلهم وقام” (2 كو 5: 14 و15)، وهذه هي حياة التقوى.
ويقول الرسول بطرس: “إن قدرته الإلهية قد وهبت لنا كل ما هو للحياة والتقوى، بمعرفة الذي دعانا بالمجد والفضيلة، اللذين بهما قد وهب لنا المواعيد العظمى والثمينة، لكى تصيروا بها شركاء الطبيعة الإلهية… ولهذا قدموا في إيمانكم فضيلة… وفى الصبر تقوى، وفى التقوى مودة أخوية… لأنكم إذا فعلتم ذلك لن تزلوا أبداً” (2 بط 1: 3 – 11). كما يحرص المؤمنين قائلا: “فيما أن هذه كلها تنحل، أي أناس يجب زن تكونوا أنتم في سيرة مقدسة وتقوى!” (2 بط 3: 11 – ارجع أيضاً إلى 1 تى 2: 2، 6: 3 و11).
ويقول كاتب الرسالة إلى العبرانيين: “ليكن عندنا شكر به نخدم الله خدمة مرضية بخشوع وتقوى، لأن إلهنا نار آكلة” (عب 21: 28 و29).
والتعليم الصحيح هو “التعليم الذي حسب التقوى” (1 تى 6: 3) فهو الحق “الذى هو حسب التقوى (تى 1: 1).
ولكن هناك تقوى الرياء والتظاهر، ويقول الرسول بولس عن مثل هؤلاء: “لهم صورة التقوى ولكنهم منكرون قوتها، فأعرض عن هؤلاء” (2 تى 3: 5). ولكن “جميع الذين يريدون أن يعيشوا بالتقوى في المسيح يسوع، يُضطهدون” (2 تى 3: 12).
وكأ | اتكأ | متكأ | توكأ
كانت عوائد القدماء في الجلوس تختلف باختلاف العصر والبلاد، فكان الشرفاء كالملوك والقضاة يجلسون على كراسي (مز 122: 5 واش 14: 9 ولو 1: 52). على تخوت (نش 3: 7 و9). أو أسرة (اس 1: 6 وحز 23: 41 وعا 3: 12). وأما غيرهم فقد كانوا يتكئون حتى على الأرض (لو 9: 14 و15 ويو 6: 10). وفي أيام المسيح كان الضيوف يتكئون على مقاعد حول المائدة، التي كانت على هيئة ثلاثة أرباع مربع فارغ في المركز كي يدخل الخدم، وذلك حسب العادة الرومانية. فكان يتجه رأس المتكئ نحو المائدة وقدماه إلى ظاهر المقعد. والضيف كان يستند على وسادة تحت مرفقه اليسر ويأكل بيده اليمنى، وبلفتة كان يمكنه أن يتكئ على صدره من وراءه كما فعل يوحنا (يو 13: 23 و21: 2). وكان ذلك ميسورًا لمن أراد أن يدهن قدمي يسوع كما فعلت مريم (يو 12: 3). والمرأة الخاطئة في بيت سمعان الفريسي (لو 7: 38). فإنها غسلت قدميه بدموعها ومسحتها بشعر رأسها ودهنتهما بالطيب وقبلتهما. وإذا جلس الضيف منتصبًا على مثل ذلك المتكأ كان يمكن أن يدهن له رأسه كما فعلت المرأة في بيت سمعان الأبرص (مت 26: 6 و7). أما المتكأ الأول فكان في القسم المستعرض عند رأس المائدة (1 صم 9: 22 ومت 23: 6 وأو 14: 8 و9). ولما كانت المقاعد مرتبة على جدران الغرف، كان المتكأ في الزاوية، وهو أبعد المتكآت من الباب، وهو الأول كما لا تزال العادة في القرى حتى أيامنا هذه (عا 3: 12). وفي بلاد فارس كان النساء أيضًا يتكئن على سرر أما المائدة (اس 7: 8).
وكب | موكب
وكب: مشى في رفق وتؤدة. وواكب الأمير: ركب معه في موكب. والمواكب: الجماعة من الناس يسيرون معاً ركبانا ومشاة في مناسبة جامعة. وقد أتت ملكة سبا – عندما سمعت بخبر سليمان الملك – إلى أورشليم بموكب عظيم جدَّاً بجمال حاملة أطيابًا وذهباً كثيرة جداً وحجارة كريمة “(1 مل 10: 1 – 3).
ويقول نحميا، عند تدشين سور أورشليم: “أقمت فرقتين عظيمتين من الحماَّدين، ووكبت الواحدة يميناً على السور نحو باب الدمن… والفرقة الثانية من الحماَّدين وكبت مقابلهم وأنا وراءهاً” (نح 12: 31 – 38).
ويقول الرسول بولس: شكراً لله الذي يقودنا في موكب نصرته في المسيح كل حين، ويُظهر بنا رائحة معرفته في كل مكان “(2 كو 2: 14).
وكر | أوكار
الوكر: عش الطائر الذي يبيض فيه ويفرخ، سواء أكان ذلك في جبل أم شجر أم غيرهما. والجمع “أوكار ووكور”. ويقول أيوب في عبارة مجازية: “فقلت إني في وكرى (أي في بيتي على فراشي) أسلم الروح، ومثل السمندل أُكَثِّر أياماً” (أى 29: 18).
ويقول الرب لأيوب: “أو بأمرك يحلِّق النسر ويعلي وكره؟” (أى 39: 27). ويقول الرب له المجد: “للثعالب أوجرة، ولطيور السماء أوكار. وأما ابن الإنسان فليس له أين يسند رأسه (مت 8: 20، لو 9: 85)، لأنه أخلى نفسه آخذاً صورة عبد” (فى 2: 7) وذلك لكي يفتدينا من الموت الأبدي.
وكل | وكيل | وكلاء | وكالة
رئيس فعلة، وقيم بيت، كما كان اليعازر الدمشقي في بيت إبراهيم (تك 15: 2). ومثلما كان يوسف في بيت فوطيفار (تك 39: 4). ويذكر العهد القديم قيمي بيت يوسف في مصر (تك 43: 19 إلخ. و44: 1 و4). ويذكر العهد الجديد خوزي وكيل هيرودس الذي كان على الأرجح ناظر بيته (لو 16: 1 – 8). ومثل المسيح عن وكيل الظلم (لو 16: 1 – 8). يميط اللثام عن العادة التي كانت مألوفة لدى أغنياء أورشليم في إدارة أعمالهم. فقد كان الوكيل ناظر أملاك سيده. ويرجح أن ظلمه كان بأخذه من الشركاء أكثر مما كان يطلب منهم حساب سيده. فيحاسبهم بشيء ويقيد في حساب سيده شيئًا آخر ويختلس الفرق بين الحسابين. وعندما علم سيده بالأمر طلب منه أن يقدم صكوكًا بتوقيع المزارعين وتصديقه كوكيل تبين ما للمالك عند كل شريك من حاصلات أملاكه. كان السبيل الشريف الذي أمامه أن يعترف بخيانته ويستغفر عنها ويتعهد بالإصلاح. لكنه فكر في حيلة تنفعه متى طرد من الوكالة، فغيّر في الصكوك وزوّر. وكان التزوير ميسورًا لأن الأعداد كانت تكتب وقتئذ بالحروف العبرية، ولا فرق كبير يميز الحروف الدالة على العشرات على الحروف الدالة على المئات. فمثلًا حرف “اليود” يجل على عشرة وحرف “الديش” يدل على مائتين والفرق بين هذين الحرفين ليس بكبير. ومما هو جدير بالملاحظة أن السيد مدح وكيله على حكمته. لكنه لم يمتدحه على فضيلته.. كأنه أعجب بذكاء عقله، غير أنه لم يسر باعوجاج قلبه. والمهم في المثل هو المبدأ الذي يقوم عليه وهو ضرورة التذرع بالحكمة الإلهية لا الحكمة العالمية، لنفتدي بها الابديات والروحيات.
وفي الرسائل الرعوية كان الأساقفة وكلاء الله (تي 81: 7). وكان المشردون المسيحيون “وكلاء أسرار الله” (1 كو 4: 1 إلخ.). وفي مستطاع كل إنسان أن يكون “وكيل نعمة الله” (1 بط 4: 10).
إن المبدأ المسيحي للتوكيل على الممتلكات، والوقت والشخصية منشؤه تعاليم يسوع الأساسية فيما يتعلق بالتزامات الإنسان تجاه كل عمل يقوم به لتقدم ملكوت الله. قابل قوله للرجل الغني في بيع جميع أملاكه وإعطائها للفقراء (مر 10: 17 – 22 وما يقابله). وتصريح زكا له في إعطاء نصف أمواله للمعوزين، ورد أربعة أضعاف ما ابتزه وأختلسه من دافعي الضرائب (لو 19: 8 إلخ.). ومثل السامري الصالح (لو 10: 30 – 37) ومثل الخدام الأمناء أو مثل العشر وزنات (مت 5: 14 – 30 وقابل لو 19: 11 – 28).
للاستزادة:
وُكِّل إليه الأمر، يكله: سلَّمه وفوَّضه إليه. والوكالة: أن يعهد الرجل إلى غيره في أن يعمل له عملاً. والوكالة: هي عمل الوكيل. وما يُطلب في الوكلاء – على الدوام – هو الأمانة (1 كو 4: 2).
وكان لإبراهيم وكيل هو أليعازار الدمشقى، قال عنه قبل أن يولد له ولد: “هوذا ابن بيتى وارث لى” (تك 15: 3)، ويوصف بأنه “عبده كبير بيته المستولى على كل ما كان له” (تك 24: 2).
وعندما وجد فوطيفار رئيس الشرط في مصر، أن الرب كان مع يوسف “وكله على بيته ودفع إلى يده كل ما كان له… فترك كل ما كان له في يد يوسف” (تك 39: 3 – 6) كما كان ليوسف وكيل على بيته (تك 43: 16 و19 و44: 1 و2).
وعندما أقيمت خيمة الشهادة في البرية، قسمت مسئولية حراستها وسائر أدواتها على عشائر بنى هرون، فكان الرئيس عليهم ألعازار بن هارون الكاهن، وأسندت إليه “وكالة حراس حراسة القدس” (عد 3: 32، ارجع أيضاً إلى عد 3: 25 و31 و36 و2 مل 22: 9، 1 أخ 24: 3).
و “كان لسليمان الملك” اثنا عشر وكيلاً في كل بلاد مملكته، يمتارون للملك وبيته. كان على الواحد أن يمتار شهراً في السنة “(1مل: 7). وفى أيام يهوشافاط ملك يهوذا،” لم يكن في أدوم ملك. ملك وكيل “(1مل22: 47). وكان لحزقيا الملك وكيل هو شبنا الذي يوصف بأنه” الذي على البيت “(اش 22: 15).
ويقول الرب لإرميا النبى: انظر قد وكلتك اليوم على الشعوب وعلى الممالك لتقلع وتهدم، وتهلك وتنقض، وتبنى وتغرس “(ارميا 1: 10)، حسبما يعطيه الرب من نبوات.
وبعد استيلاء نبوخذنصر ملك بابل على أورشليم، وكَّل على الشعب الذي بقى في الأرض “جدليا بن أخيقام بن شافان” (2 مل 25: 22، إرميا 40: 7). كما وكَّل نبوخذنصر دانيال وأصحابه 0 الفتية الثلاثة) “على أعمال بابل” (دانيال 3: 12).
وأقام أحشويروس ملك فارس “وكلاء لجمع الفتيات العذارى الحسناوات في كل بلاد مملكته” يختار منهن زوجة (أس 2: 3).
وكان لهيرودس الملك وكيل اسمه خوذى، وكانت امرأته يونا إحدى النساء اللواتى كن يخدمن الرب يسوع من أموالهن (لو 8: 3).
ويقول الرب على فم اشعياء النبى، إنه عندما يشرق مجده على شعبه: أجعل وكلاءك سلامك وولاتك برَّاً (إش 60: 17).
وقد ذكر الرب يسوع قصة الإنسان الغنى الذي كان له وكيل غير أمين، وقد مدحه سيده لأنه تصرف تصرفاً حكيما، ولكن لعدم أمانته، يقول عنه الرب “وكيل الظلم” (لو 16: 1 – 9) ويقول الرب: “فمن هو الوكيل الأمين الحكيم الذي يقيمه سيده على خدمة ليعطيهم العلوفة في حينها؟” (لو 12: 42).
ولأهمية هذا المركز الذي يستلزم توفر الأمانة والحكمة، يقول الرسول بولس: “فليحسبنا الإنسان كخدام المسيح ووكلاء سرائر الله” (1 كو 4: 1). كما يقول الرسول بطرس: “ليكن كل واحد بحسب ما أخذ موهبة، يخدم بها بعضكم بعضاً كوكلاء صالحين على نعمة الله المتنوعة” (1 بط 4: 10)، ويقول الرسول بولس: إننى “قد استؤمنت على وكالة” (1كو9: 17) هي خدمة الكرازة بإنجيل المسيح. وكان الأسقف أو الشيخ يعتبر وكيلاً لله (تى 1: 7).
ولد | أولاد
الأولاد هبة إلهية (تك 4: 1). وكان العقر والعقم عيبًا بين العبرانيين (تك 16: 4 ولو 1: 25). وقد أشار يسوع إلى فرح المرأة عندما تلد (يو 16: 21). ورفع قيمة الأولاد إذ دعاهم إليه (مر 6: 36 إلخ.). وقال إن ملكوت الله يحتاج إلى أمثالهم. وحمد الله لأنه أعلن للأطفال ما أخفاه عن عيون الحكماء والفهماء (مت 11: 25 وقابل لو 6: 20 – 28).
وقد مارس العبرانيون شعائر ذات مغزى عميق وعادات صحية تتعلق بولادة الأولاد كما يستخدم القابلات (خر 1: 19). وغسل الأطفال المولودين حديثًا بالماء وفركهم بالملح وتقميطهم (خر 16: 2 ولو 2: 12). والمحافظة على شعائر التطهير وهبات التكفير بعد ولادة الطفل (لا 12: 1 – 8). وعنوا بالاحتفالات عند الفطام (تك 21: 8). وكانت الأم تقوم بمهام البيت، وكان الأب يقوم بأعباء وظيفته. وكانت الأسرة الموسرة توظف حاضنات أو مربيات (2 صم 4: 4). وأوصياء أو مربين (2 مل 10: 1 و5). وكان الأولاد مقيدين بآبائهم وأمهاتهم. فهم مرشدون وهم المسؤولون عن تربيتهم وتنشئتهم تنشيئًا صحيحًا صالحًا (ام 13: 24). وتلعب الأم في العهد القديم دورًا هامًا في تربية الأولاد. ولم تكن تربية الأولاد تسمح لهم باختيار زوجات لأنفسهم دون رأي والديهم وموافقتهم. وهنا أيضًا كان على الوالدين واجبات ومسؤوليات (تك 24: 21 و38: 6). وتبعًا لذلك كان على الأولاد أن يحبوا والديهم ويحترموهم ويطيعوهم. واحترام الوالدين في الكتاب المقدس وخاصة في العهد القديم من الأهمية بمكان، لأنه يُذكر بعد واجب الإنسان نحو الله مباشرة (خر 20: 12 ووتث 5: 16 واف 6: 2 و3 وكو 3: 20). وكان الولد العاق الذي لا يخضع لوالديه، يُقتل رجمًا بالحجارة (تث 21: 18 – 21).
وتعلق الولد بأبيه كان يخوله حقوقًا خاصة تميزه عن العبد. فالعبد، على عكس الابن، لم يكن له نصيب في ما يملك سيده. والعبد، على عكس الابن، لم يكن وارثًا (مت 21: 27 إلخ.). ويختلف الولد عن العبد لأنه يحافظ على بقاء العائلة. وبسبب هذه الفكرة كانت الشريعة الموسوية تقضي بأن يتزوج الأخ أرملة أخيه، إذا لم يكن لها ولد من أخيه. وكان يحسب الصبي البكر، الذي يولد له منها، ابنًا لأخيه الميت، لكي لا يمحى اسمه (تث 25: 5 و6). مع أن أخذ امرأة الأخ في غير ظروف كان محرمًا (لا 18: 16). وكان ميراث الأب يقسم بالتساوي بين أولاده، إلا البكر، فقد كان له نصيب اثنين (تث 21: 17).. أما البنات، في حالة عدم وجود ابن، فكن يرثن ويقتسمن الميراث بالتساوي. غير أنه لم يؤذن لهن أن يتزوجن خارج سبط أبيهن (عد 27: 1 – 6 و26: 2 – 8). وكانت سلطة الوالدين مطلقة تقريبًا، حتى كان المستخف بالأب والأم ملعونًا (تث 27: 16 وام 30: 17). ومن يلعن أباه أو أمه يقتل قتلًا (لا 20: 9). وكان الأولاد يباعون أحيانًا لوفاء ديون آبائهم. ولكن يظهر أن هذا البيع كان منحصرًا بين العبرانيين. وأن الأولاد كانوا يستعيدون حريتهم في سنة اليوبيل (لا 25: 39 – 41). ومن أمثلة ذلك طلب المرابي أن يأخذ ولدي الأرملة عبدين لدين كان على أبيهما (2 مل 4: 1 ومت 18: 25).
وأما الطفل المولود حديثًا فكان يقمط (لو: 7). وفي اليوم الثامن يختتن وحينئذ يسمى. وتبقى الأم بعد الولادة نجسة 40 يومًا إذا ولدت ابنًا و80 يومًا إذا ولدت بنتًا ثم تقدم لتطهيرها ما أوصى به الناموس (لا 12). وكانت ترضع ولدها من سنة ونصف إلى ثلاث سنين. وعند الفطام كان يولم له وليمة كما مر بنا الكلام. وكانت تبقى البنات في حضانة أمهاتهن ورعايتهن إلى أن يتزوجن. وأما البنون فينقلون إلى وصاية آبائهم من سن الخامسة فما فوق. وأما العهد الجديد فيهمّه قبل كل شيء خلاص الإنسان. وقبول المسيح كابن للآب السماوي ولعلاقة الإنسان الروحية بالله (اف 6: 4).
ولدان
نقرأ أنه عندما سمع أبرام بخبر سبى لوط ابن أخيه، “جر غلمانه المتمرنين ولدان بيته” (تك 14: 14، انظر أيضاً جا 2: 7) أي عبيده الذين ولدوا في بيته.
ولادة جديدة
“الولادة الجديدة” أو “الولادة الثانية”، أو “الولادة من فوق” تتم بعمل الروح القدس في نفس الإنسان بكلمة الله (يو 3: 5)، فهى تحدث في لحظة الإيمان بالرب يسوع المسيح، فالله “شاء فولدنا بكلمة الحق لكي نكون باكورة من خلائقه” (يو 1: 18)، فقد “ولدنا ثانية” لرجاء حي بقيامة يسوع المسيح من الأموات “(1بط 1: 3)، فقد” أُسلم (المسيح) من أجل خطايانا وأقيم لأجل تبريرنا ً (رو 4: 25) ويقول الرسول بطرس: “مولودين ثانية لا من زرع يفنى بل مما لا يفنى بكلمة الله الحية الباقية إلى الأبد” (1 بط 1: 27).
ويقول الرسول بولس أيضاً: “وَلكِنْ حِينَ ظَهَرَ لُطْفُ مُخَلِّصِنَا اللهِ وَإِحْسَانُهُ، لاَ بِأَعْمَال فِي بِرّ عَمِلْنَاهَا نَحْنُ، بَلْ بِمُقْتَضَى رَحْمَتِهِ خَلَّصَنَا بِغُسْلِ الْمِيلاَدِ الثَّانِي وَتَجْدِيدِ الرُّوحِ الْقُدُسِ” (تى 3: 4 و5).
أولاد الله | أبناء الله
مفهوم من مفاهيم العهد الجديد. ليس الجميع في نظر بولس الرسول أولاد الله بل إنهم أولئك المنقادون بروح الله (رو 8: 14). هذه هي العلامة المميزة لأولاد الله. وإرشاد الروح لأولاد الله يظهر في نجوى القلب مع الله ودعاء الأب للابن الذي سمع صوت ولده ويؤكد له أن ابنه. وفي إيمان الابن بخلاص أبيه السماوي الذي أعلن ذاته في يسوع المسيح (يو 1: 12 وعب 2: 13 إلخ. و1 يو 3: 1 و5: 2).
ولع | مولع
ولع بفلان، يُولع ولعاً وولوعاً: تعلق به بشدة. والمولع والولوع: شديد التعلق. ويقول سليمان الحكيم: “المولع بالكسب يكدر بيته، والكاره الهدايا يعيش” (أم 15: 37، انظر أيضاً أم 1: 19)، أي يعيش في سلام.
ويقول إرميا النبي عن الشعب قديمًا: “لأنهم من صغيرهم إلى كبيرهم. كل واحد مولع بالربح” (ارميا 6: 13، 8: 10).
ولغ | يلغ
(قض 7: 5 و6). يظهر أن الله أمر جدعون أن يختار الذين يشربون ولغًا لعلمه أن عددهم قليل جدًا، ولاستعدادهم وتنبههم وتأهبهم للأمر.
أولم | وليمة | ولائم
ضيافة حافلة يسودها الكيف والطرب (دا 5: 1). تقام في مناسبات خاصة (لو 5: 29 و15: 23. وكانت تقام الولائم عند الفطام (تك 21: 8). ومفارق الخلان (تك 29: 22). والميلاد (تك 40: 20). ولتكريم الضيف (تك 18: 5 – 8). وفي الأفراح (جا 10: 19). وكانوا يتبادلون السرور فيها بأحجية (قض 14: 11). أو رقص (مر 6: 22). أو شرب (اش 5: 12 و24: 7 – 9). وبعد الحصاد وقطف الكروم. وعند عقد صلح بين فريقين متنازعين (تك 26: 26 – 30). وكان الأشراف يقيمون ولائم فاخرة يدعون إليها بواسطة عبيدهم (ام 9: 3 ومت 22: 3). وقضت واجبات الضيافة بغسل أرجل الضيوف (لو 7: 44). ودهن شعر الرأس بالطيب (عا 6: 6 ولو 7: 46). وتقبيلهم (لو 7: 45). وإجلاس كبار المدعوين في أماكن الشرف (1 صم 9: 22 ومت 23: 6 وقابل لو 14: 7 – 11). وكان للوليمة رئيس يدير أمورها (يو 2: 8 و9). ويمتحن كل ما يقدم للضيوف.
وأقام المصريون ولائم عظيمة في مناسبات خطيرة والإصحاح الأربعون من سفر التكوين يصف لنا الوليمة التي أقامها فرعون في يوم ميلاده في زمن يسوف وما تخللها من بذخ وإسراف.
وفي أشور أقيمت ولائم عظيمة وقد عثر على خريطة بارزة ظهر فيها الملك أشور بانيبال وزوجته في وليمة أنيقة في حديقة القصر في نينوى يرتشفان الخمر في طوس ذهبية يحيط بهما الإماء بالمذبات. وقد جلس الموسيقيون ومعهم آلات العزف والطرب تخت ظلال النخيل والدوالي ينتظرون اللحظة التي يؤمرون فيها بالعزف وتشنيف الآذان. وقد ضمت الوليمة التي أولمها بلشاصر. ألفًا من عظمائه الذين استخدموا الآنية المسلوبة من الهيكل في أورشليم للسكر والفجور.
وشهدت بلاد فارس ضروبًا من القصف. وسفر أستير يكشف القناع عن عادات كانت شائعة في قصر شوشن ترجع على القرن الخامس قبل الميلاد.
(1) وليمة الملك أحشويروش لإشراف مادي وفارس ووجوهها (اس 1: 3 – 12).. وقد استمرت الوليمة 180 يومًا. ثم أقيمت على أثرها وليمة لجميع الموجودين في البلاط “في دار جنة القصر” حيث كانت سجوف بيضاء وخضراء واسمنجونية تحيط بقاعات القصر لتمنع دخول نور الشمس اللافحة. وكانت الأسرة من ذهب وفضة، وكان الشراب يقدم بآنية من ذهب.
ب) وليمة الملكة وشتي لنساء القصر.
ج) وليمة الملك لجميع زعمائه وعبيده بمناسبة زواجه بأستير (2: 16 – 18).
د) وليمة أستير للملك وهامان (5: 4 و7: 1 – 8).
ه) الولائم التي أقامها اليهود في جميع ولايات بلاد فارس (9: 1 – 32). وكانت بداية عيد الفوريم عند هؤلاء.
أما بعض الولائم التي ذكرت في العهد الجديد فهي:
وليمة هيرودس انتيباس في مناسبة عيد ميلاده (مرقس 6: 21).
وليمة عرس قانا الجليل التي حضرها يسوع وتلاميذه (يوحنا 2: 1 – 11).
الوليمة التي أقامها لاوي تكريما ليسوع (لو 5: 29).
الوليمة التي حضرها يسوع في بيت سمعان الفريسي (لو 7: 36 – 48).
الوليمة التي أقيمت في بيت واحد من رؤساء الفريسيين وحضره يسوع (لو 14: 1). وفيها حذر ضد اختيار الأماكن الأولى في الولائم (لو 14: 7 – 11). وضرب مثل الوليمة العظيمة (لو 14: 15 – 24).
ثم حضر يسوع وليمة في بيت عنيا (مت 26: 6 – 13 ويوحنا 12: 1 – 7). ويحتفل باكتمال الانضواء تحت ملكوت الله أو ملكوت السماوات في وليمة تقام لتلك المناسبة (لو 13: 29). ووليمة عرس الحمل (رؤيا 19: 9).
وكان المسيحيون الأولون يقرنون ولائم المحبة بالعشاء الرباني (2 بط: 13 ويه 12). يقدم مصروفها من الكيس المشترك. وعندما ألغي ذلك صار الأغنياء يقدمون نفقاتها. وكانت هذه الولائم في بداية الأمر في الكنائس، غير أن مجمع لادوكية نهى عنها سنة 320 م.
ولول | يولول
ولولت المرأة ولولة وولوالاً: أعولت وقالت: واويلاه. ويقول الرب على فم إشعياء النبي للذين تركوا الرب: “هوذا عبيدي يترنمون من طيبة القلب، وأنتم تصرخون من كآبة القلب، ومن انكسار الروح تولولون” (إش 65: 14). كما يقول: “ولولوا لأن يوم الرب قريب” (إش 13: 6).
ويقول الرب لحزقيال النبي: “اصرخ وولول يا ابن آدم لأنه يكون على شعبي… أحوال” (حز21: 12) ارجع أيضاً إلى إرميا 4: 9، 25: 32 حز 32: 18، عا 8: 3، زك 11: 2).
ويقول الرب على فم يوئيل النبي: “اصحوا أيها السكارى، وابكوا وولولوا يا جميع شاربي الخمر” (يؤ 1: 5). ويقول الرسول يعقوب: “هلم الآن أيها الأغنياء ابكوا مولولين على شقاوتكم القادمة” (يع 5: 1).
ولى | والٍ | ولاة | ولاية | والي
1) الترجمة العربية لكلمتين لاتينيتين “بروقنصل” أو “بروتوكوراتور” (مت 27: 2 واع 13: 7 و8: 12).
2) ترجمة لفظية عبرانية بمعنى حاكم ولاية (2 مل 18: 24 وعز 6: 7 ونح 5: 14). فكان نثناي والي عبر نهر الفرات (عز 5: 3 و6: 6 قابل نح 2: 7 وأقام كورش شيشصر واليًا على اليهودية في مدة حكم داريوس (حج 1: 1 و11)، ونحميا في عهد ارتحششتا (نح 4: 14).
والعهد الجديد يذكر من الولاة: بيلاطس البنطي والي اليهودية (مت 28: 14 ولو 3ك 1) وفيلكس والي فلسطين كلها الذي كان مقره في قيصرية (أع 23: 24 إلخ.) وفستوس والي فلسطين كلها (أع 24: 27) وكبرينيوس وكيل الإمبراطور الروماني في سورية (لو 2: 2).
وأحيانًا كان يُعزل الولاة في الأقاليم الصغيرة ويعيّن مكانهم ولاة للولايات الكبيرة كما فعل أوغسطس قيصر باوخيلاوس في السنة 6 ق. م. فجعل من اليهودية والسامرة وادوميا جزءًا من إقليم سورية ودعي ولاية اليهودية (راجع تاريخ يوسيفوس 17: 11 و4 و13 و5 وأخبار تاسيتوس 13: 33)، ومرقس وكان حكامها كالآتي: كابونيوس، ومرقس ابيفرس، وانيوس روفوس الذين في عهدهما مات اوغسطس قيصر، وفليريوس غراتوس، الذي بقي واليًا مدة 11 سنة (تاريخ يوسيفوس 17: 2 و3) وبيلاطس البنطي الذي عينه طيباريوس قيصر، وعزل من منصبه بعد عشر سنوات ووصل روما بعد وفاة طيباريوس، التي كانت في آذار سنة 37 م. (تاريخ يوسيفوس 18: 2 و2 و4 و2 و6 و5 وأخبار تاسيتوس (15: 44 ولو 3: 1)، ومارسلوس، ومارلوس الذي عينه الإمبراطور كايوس (تاريخ يوسيفوس 18: 6 و11) بعد مدة انتهت بعد مدة انتهت بهيرودس اغريباس، الذي حكم اليهودية ثلاث سنوات (أع 12: 1 – 23) وكسبيوس فادوس الذي عينه الإمبراطور كلوديوس، وطيباريوس الكسندروس (تاريخ يوسيفوس 19: 9 و20: 1 و5 و2) وكومانوس، الذي عين بعد موت هيرودس (تارخ يوسيفوس 20: 5 و2 و6 و2 و3).. أما الوالي فيلكس فقد عينه الإمبراطور كلوديوس (تاريخ يوسيفوس 20: 7 و1 وتاريخ تاسيتوس 5: 9)، وأما بروسيوس فستوس فقد أرسله الإمبراطور نيرون (تاريخ يوسيفوس 20 و8 و9)، وأخيرًا غاسيوس فلوروس الذي استلم منصبه قبيل السنة الثانية عشرة من حكم نيرون (تاريخ يوسيفوس 20 و11 و1).
ويلاحظ من هذه الروايات وعلاقتها بعضها ببعض أن هؤلاء الولاة كانوا خاضعين لوالي سورية. غير أن ولاة اليهودية كانوا ذوي سلطة مطلقة. وكانت لهم سلطة على الحياة والموت. وكان الجند ينفذون الأحكام التي يصدرونها. وقد اتخذوا قيصرية عند البحر مقرًا لهم في الأغلب. ولكن كانوا يذهبون إلى أورشليم في المواسم والاحتفالات. وأحيانًا كانوا يمضون الشتاء فيها (تاريخ يوسيفوس 18 و3 و1) ويحلون في قصر هيرودس، أو يزورون المستعمرات الرومانية حسب مقتضى الحال.
ولي | نسيب | مولى | موال
(1) النسيب (لا 25: 25 وعد 5: 8). وقد يكون النسيب الأقرب (را 2: 20).
(2) المولى أو الفادي (أي 19: 25 ومز 19: 14 و78: 35 وام 23: 11 واش 54: 8).
الولي هو كل من ولى أمراً أو قام به، وهو أيضاً القريب والنصير والحليف. وولى اليتيم: الذي يلي أمره ويقوم بكفايته.
ويقول سليمان الحكيم: “لا تدخل حقول الأيتام لأن وليهم قوى هو يقيم دعواهم عليك” (أم 23: 11، ارجع أيضاً إلى اش 54: 8، 60: 16، 63: 16، إرميا 50: 34).
وكثيراً ما تستخدم كلمة “ولى” في العهد القديم لتؤدى معنى “فادٍ” كما يقول أيوب: “أما أنا فقد علمت أن ولى حي، والآخر على الأرض يقوم” (أى 19: 25). ويقول داود: “لتكن أقول فمي وفكر قلبي مرضية أمامك يا رب صخرتي وولى” (مز 19: 14، ارجع أيضاً إلى مز 78: 35).
ويأمر الرب شعبه قديمًا قائلًا: “إذا افتقر أخوك فباع من ملكه، يأتي وليه الأقرب إليه ويفك (يفتدى) مبيع أخيه” (لا 25: 25، ارجع أيضاً إلى عد 5: 8، راعوث 2: 20، 3: 9 و12 و13، 4: 1 – 8).
وولى الدم: هو أقرب الأقرباء للقتيل، وكان له حق الانتقام من القاتل، حيث أن الله أمر نوحاً وبنيه، بعد الطوفان، قائلًا: “سافك دم الإنسان بالإنسان يُسفك دمه، لأن الله على صورته عمل الإنسان” (تك 9: 6، ارجع أيضاً إلى عد 35: 19 و20، تث 19: 6 و7 و13)،. ولكن أوصى الله بنى إسرائيل أن يجعلوا – عند دخولهم إلى أرض الموعد – ست مدن ملجأ، ثلاث مدن في غربي الأردن، وثلاث مدن في شرقي الأردن، ليهرب إليها القاتل عن غير عمد.
والمولى: الرب والسيد، وكل من ولى أمر آخر، فهو مولاه، والجمع موالى وأولياء. ويقول إبراهيم خليل الله: “إني قد شرعت أكلم المولى وأنا تراب ورماد… لا يسخط المولى فأتكلم هذه المرة فقط” (تك 18: 27 – 32، ارجع أيضاً إلى تك 24: 9 و10 و35، إش 19: 4).
وتقول هاجر للملاك: “أنا هاربة من وجه مولاتي ساراي. فقال لها ملاك الرب: ارجعي إلى مولاتك (سيدتك)، واخضعي تحت يديها” (تك 16: 8 و9).
ويقول الرسول بولس للمؤمنين في رومية: “من أنت الذي تدين عبد غيرك؟ هو لمولاه (سيده وربه) يثبت أو يسقط، ولكنه سيُثبت لأن الله قادر أن يثبته” (رو 14: 4).
ونقرأ في الأصحاح السادس عشر من سفر أعمال الرسل، قصة الجارية التي كان بها “روح عرافة”، “وكانت تكسب مواليها (سادتها) مكسباً كثيراً بعرافتها”، فلما أخرج منها الرسول روح العرافة، رأى مواليها (أولياء أمرها) أنه قد خرج رجاء مكسبهم، أمسكوا بولس وسيلا وجروهما إلى السوق، إلى الحكام “مما أدى إلى إلقاء بولس وسيلا في السجن (أع16: 16 – 24).
ومأ | أومأ | يومئ إيماء
ومأ إليه أو أومأ إليه إيماء: أشار إليه باليد أو بالعين أو بغير ذلك. ويقول الرب على فم إشعياء النبي: “إن نزعت من وسطك النير والإيمان بالأصبع وكلام الإثم” (إش 58: 9) والإيمان بالإصبع هنا يشير إلى التعالي والكبرياء.
وعندما أصاب الرب زكريا الكاهن بالخرس لشكه في وعد الله بولادة ابنه يوحنا المعمدان، لم يستطع أن يكلم الشعب، فكان يومئ إليهم وبقى صامتًا “(لو 1: 22). وعند ولادة يوحنا أومأوا هم إليه:” ماذا يريد أن يسميه “(لو 1: 62 – ارجع أيضاَ إلى يو 13: 24، أع 24: 10).
ونى | توانى
ونى في الأمر ينى ونيا: فتر وضعف وكلَّ واعياً، فهو وان. وتوانى في العمل: لم يبادر إلى ضبطه، ولم يهتم به وأبطأ في أدائه. و “لما توانى (لوط) أمسك الرجلان (الملاكان) بيده وبيد امرأته، وبيد ابنتيه، لشفقة الرب عليه، وأخرجاه ووضعاه خارج المدينة” (تك 19: 16 – انظر أيضاً تك 43: 1، قض 19: 8، 2 صم 15: 28، مز 119: 6، إش 29: 9، أع 9: 38، 22: 16).
ويقول حبقوق النبي: “لأن الرؤيا بعد إلى الميعاد، وفى النهاية تتكلم ولا تكذب. إن توانت فانتظرها لأنها ستأتي إتيانًا ولا تتأخر” (حب 2: 1 – 3).
ويقول الرسول بطرس عن المعلمين الكذبة إن “دينونتهم منذ القديم لا تتوانى، وهلاكهم لا ينعس” (2 بط 2: 3).
وهب | مواهب
وَهَبَهُ: أعطاه بلا عوض. ولاسم الهبة والموهبة، وهى العطية. والواهب هو المعطى (يو 6: 33.. إلخ.).
وهدة
الوهدة: الهوة أو الحفرة العميقة في الأرض، والجمع وُهَد ووهاد. ويقول يونان النبي في صلاته: “أصعدت من الوهدة حياتي. أيها الرب إلهي” (يونان 2: 6).
وهق
الوَهَق أو الوَهٌق: الحبل في طرفه أنشوطة (عقدة) يطرح في عنق الدابة أو الإنسان ليؤخذ به. ويقول الرسول بولس للمؤمنين في كورنثوس فيما ذكره لهم عن أمر الزواج: “هذا أقوله لخيركم، ليس لكي ألقى عليكم وهقاً، بل لأجل اللياقة والمثابرة للرب من دون ارتباك” (1 كو 7: 35).
ويح | ويحي
“ويح: كلمة ترحم وتوجع. ويقول الرسول بولس:” ويحى أنا الإنسان الشقى، من ينقذنى من جسد هذا الموت! “(أى جسد الخطية) (رو 7: 24)، أو كما جاءت في كتاب الحياة:” فيالى من إنسان تعيس! “أو في الترجمة العربية الجديدة:” ليرحمنى الله أنا الإنسان الشقى “. ولكنه يعقب على ذلك بالقول:” أشكر الله بيسوع المسيح ربنا “(رو 7: 25) فهو” الذي يعطينا الغلبة بربنا يسوع المسيح “(1 كو 15: 57)، وفى” هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذى أحبنا “(رو 8: 37).
المحتويات
-
واهب
-
واو
-
وبل | وابل
-
وتر | أوتار | أوتر
-
وثق | واثق | ثقة | ثقات | ميثاق
-
وثن | أوثان | وثني
-
وجد: الوجود في كل مكان
-
وجه | وجيه | وجوه
-
وحل
-
وحم | يتوحّم
-
وحدانية الروح | وحدة الروح
-
وحش | وحوش | موحش | وحشة
-
وْحيٌ | الوحي الإلهي
-
ودُع | وداعة | وديع
-
ودع | أودع | استودع | وديعة
-
وادي | أودية | وديان
-
أودية | وديان الكتاب المقدس
-
وادي الجثث
-
وادي ابن هنوم | وادي بركة
-
وادي القتل
-
وادي يفتحئيل
-
وارث | ميراث | ورثة
-
ورطة | تورط
-
ورف | وارفة
-
وارى | توارى | أوارى
-
وزب | ميزاب | مآزيب | ميازيب
-
وزر | يؤازر | متوازر
-
وازى | موازاة
-
توسد
-
وسط | وساطة
-
وسق
-
وسم | سمة
-
وسم : موسم | مواسم
-
وسن | سِنة
-
وشك | موشك
-
وشَّى | موشَّى | موشيات
-
وشى | وشاية
-
وصل | وُصَل | أوصال
-
وصوص | يوصوص
-
وصى | وصية | موصى
-
وصية جديدة
-
وصايا عشر
-
وَضَحَ | وَضَحُ
-
وضع اليد
-
وضُع | وضيع | وضيعة
-
وطئ | يطأ | وطأة | موطئ
-
وطب
-
وطد | وطيد
-
وظف | وظيفة
-
وعد | موعد
-
حقول الوعر
-
الموعظة على الجبل
-
الموعظة في إنجيل لوقا
-
وغف | أوغف
-
وغى | الوغي
-
وقب | أوقاب
-
وَقْت | ميقات
-
وقح | أوقح | وقاحة
-
وقد | موقدة | وقائد
-
وقر | وقار
-
وقف | أوقاف
-
وقى | يتقي | تقوى
-
وكأ | اتكأ | متكأ | توكأ
-
وكب | موكب
-
وكر | أوكار
-
وكل | وكيل | وكلاء | وكالة
-
ولد | أولاد
-
ولدان
-
ولادة جديدة
-
أولاد الله | أبناء الله
-
ولع | مولع
-
ولغ | يلغ
-
أولم | وليمة | ولائم
-
ولول | يولول
-
ولى | والٍ | ولاة | ولاية | والي
-
ولي | نسيب | مولى | موال
-
ومأ | أومأ | يومئ إيماء
-
ونى | توانى
-
وهب | مواهب
-
وهدة
-
وهق
-
ويح | ويحي
No Result
View All Result
Discussion about this post