قاموس الكتاب المقدس
حرف ك
بلدة كابول
اسم عبري ربما كان معناه “الأرض الوعرة، القاسية، غير المثمرة” وهو اسم:
بلدة في اشير (يش 19: 27) ما زال اسمها كابول، وهي اليوم قرية على بعد 9 أميال إلى الجنوب الشرقي من عكا.
مقاطعة كابول
اسم عبري ربما كان معناه “الأرض الوعرة، القاسية، غير المثمرة” وهو اسم:
مقاطعة في الجليل كانت تقع في القسم الشمالي من أرض نفتالي، وفيها 20 مدينة قدمها سليمان إلى حيرام ملك صور مقابل الخدمات التي قام بها هذا الأخير لأجل بناء الهيكل. وقد اغتاظ حيرام من هذه الهدية وسمى المقاطعة من أجل ذلك “كابول” (1 مل 9: 13). وربما قصد بهذه الكلمة الإشارة إلى معنى الكلمة في الأصل إلى أرض غير مثمرة. ولما رفض حيرام هذه المكافأة وأرجع المقاطعة إلى سليمان، قام سليمان بتحصينها وأسكن أناس من بني إسرائيل فيها (2 أخبار 8: 2).
كَارْبُس
Carpus اسم يوناني معناه باليونانية “ثمر” وهو اسم شخص مقيم في ترواس ترك بولس الرسول رداءه عنده ثم أرسل وطلبه من هناك (2 تيمو 4: 13).
مقاطعة كارية
مقاطعة في الطرف الجنوبي الغربي من شبه جزيرة آسيا الصغرى، كانت قسمًا من الأراضي التي أخذها الرومان من انطيخوس الكبير. وهبها مجلس الشيوخ الروماني لأهل رودس ولكن عاد فحررها عام 168 ق. م. وقد بقيت مستقلة حتى عام 139 ق. م. (المكابيين الأول 15: 23). ولكنها أخيرًا ألحقت بولاية آسيا الرومانية وذكر من مدنها مليتس (أع 20: 15) وكنيدس (أع 27: 7).
وهذه المقاطعة تحدها ليديا من الشمال وفريجية من الشرق، وليكية من الجنوب، والبحر المتوسط من الغرب. وكانت أهم مدينتين بها هما “كنيدس” (أع 7: 27)، و “أليكرنسس” (1 مك 23: 15) وقد خضعت كارية “لكروسوس” ملك ليديا في نحو 450 ق. م. ومن ثم وقعت في قبضة الامبراطورية الفارسية فيما بعد. وقد صُبغت مدنها الغربية بالصبغة الإغريقية في القرن الخامس قبل الميلاد، وبعد فتوحات الإسكندر الأكبر الواسعة في أواخر القرن الرابع قبل الميلاد، وقعت كارية تحت حكم جزيرة رودس إلى أن منحها الرومان الاستقلال في 168 ق. م.
ونعرف من سفر المكابيين الأول (23: 15)، أن نسخة من خطاب مجلس الشيوخ الروماني بالتوصية باليهود، قد أرسلت إلى كارية مع غيرها من البلاد (في حوالي 135 ق. م.)، مما يدل على أنه كان بها في ذلك الوقت عدد لا بأس به من اليهود. وفي 129 ق. م. أدمجت المنطقة في الإمبراطورية الرومانية كجزء من ولاية أسيا.
وفي زمن العهد الجديد، كانت كارية مازالت جزءًا من ولاية أسيا الرومانية، ولذلك لا تذكر كولاية منفصلة، إلا أن لوقا يشير إلى اثنتين من مدنها، فيذكر أن الرسول بولس في نهاية رحلته الثالثة توقف في “ميليتس” (أع 15: 20 – 17) كما أن السفينة التي سافر عليها الرسول بولس إلى روما، سارت “بالجهد بقرب كنيدس” (أع 7: 27).
كأس
إناء صغير للشرب (2 صم 12: 3) من الخزف أو المعدن (ارميا 51: 7) يمسك باليد (تك 40: 11) ويستعمل للماء (مرقس 9: 41) أو الخمر (مز 75: 8 وارميا 25: 15). وبالمعنى المجازي: محتويات الكأس، سواء أكان ذلك سارًا أم محزنًا أي نصيب الإنسان من المسرات والبلايا (مز 23: 5 واشعياء 51: 17 وارميا 16: 7 ومتى 26: 39). وكان للملوك حامل كأس يسمى ساقيًا (تك 40: 9 – 14 ونح 1: 11 و2: 1 و2).
كَاسَد
اسم سامي مفرد كاسديم أي الكلدانيون وهو ابن ناحور من امرأته ملكة (تك 22: 22).
كالب
← اللغة الإنجليزية: Caleb – اللغة العبرية: כָּלֵב – اللغة اليونانية: χαλεβ – اللغة الأمهرية: ካሌብ.
كالب ابن حصرون | كَلُوباي
← اللغة الإنجليزية: Caleb – اللغة العبرية: כָּלֵב – اللغة اليونانية: χαλεβ – اللغة الأمهرية: ካሌብ.
اسم عبري معناه “كلب” وهو اسم:
ابن حصرون وأخ يَرْحمئيل (1 أخبار 2: 5 و18 و42) ويدعى أيضًا كلوباي (1 أخبار 2: 9). وتحسب ذريته في سجل الأسباط قسمًا من بيت حصرون وعشيرة فارص وسبط يهوذا (1 صم 25: 3 و1 أخبار 2: 3). ومن ذوي قرباه المقربين حور رفيق هارون وبصلئيل حفيد حور وهو أحد الصناع الماهرين.
كالب ابن يفنة الجاسوس
← اللغة الإنجليزية: Caleb the son of Jephunneh – اللغة العبرية: כָּלֵב – اللغة اليونانية: χαλεβ – اللغة الأمهرية: ካሌብ.
اسم عبري معناه “كلب” وهو اسم.
ابن يفنة القنزي وأخو عثنيئيل الأكبر (عد 32: 12 ويش 15: 17 و1 أخبار 4: 15 بالمقابلة مع 1 أخبار 4: 13). كان رأسًا لبيت أحد آباء سبط يهوذا وهو أحد الجواسيس الاثني عشر الذين أرسلهم موسى ليتجسسوا على أرض كنعان، وواحد من الاثنين الذين بقيا أمينين ليهوه منهم في حملة الاستيلاء على أرض كنعان (عد 13 و14 ويش 14: 6 – 14). وقد كان أيضًا أحد أفراد الجماعة التي أقامها موسى، قبل الدخول إلى أرض كنعان، لتقسيم الأرض، وكان يمثل في ذلك العمل سبط يهوذا حسب العادة (عد 34: 19)، كان عمره 85 سنة لما تم الاستيلاء على أرض كنعان (يش 14: 7 و10).. وكان نصيبه من القسمة مدينة حَبْرُون (يش 14: 14) التي طرد منها العناقيين الذين كانوا يقيمون فيها (ص 15: 13 و14) – راجع حبرون – وقد اشترك في الاستيلاء على البلدة المجاورة المدعوة قرية سفر أو دبير (يش 15: 15 – 19). وناحية جنوبي كالب المذكورة في (1 صم 30: 14) يمكن أن تكون جنوبي حبرون أو جوار دبير.
كالب ابن حور
← اللغة الإنجليزية: Caleb – اللغة العبرية: כָּלֵב – اللغة اليونانية: χαλεβ – اللغة الأمهرية: ካሌብ.
اسم عبري معناه “كلب” وهو اسم:
ابن حور بكر افراته (1 أخبار 2: 50) وظن البعض أنه ابن حصرون المذكور سابقًا.
مدينة كالح
مدينة آشورية بناها نمرود أو مواطنوه (تك 10: 11 و12). ويقول اشور ناصربال (885 – 860 ق. م.) إن شلمناصر الأول (1280 – 1260 ق. م.) بناها أو عاد بناءها وزيّنها وحصّنها. وقد اعتراها الخراب في أوائل القرن التاسع قبل الميلاد ولكن اشور ناصربال المذكور رممها وبنى فيها قصرًا وجعلها مقرًا ملوكيًا. وبقيت كالح مسكن الملوك الآشوريين المفضل مدة من الزمن تزيد على 150 سنة. وأطلالها الموجودة الآن على بعد 20 ميلًا جنوبي نينوى يطلق عليها اسم نمرود.
كَبَّدُوكية | كبادوكيا
Cappadocia أكبر ولايات آسيا الصغرى القديمة، وكانت واقعة على الجهة الشرقية. يحدها شمالًا بنتس أو بنطس، وشرقًا الفرات، وجنوبًا سورية وكيليكية، وغربًا غلاطية. وهي سهل مرتفع تخترقه سلاسل من الجبال. أما غاباتها فقليلة وأراضيها فصالحة للزراعة ورعاية المواشي وقد اشتهرت بقمحها الجيد وخيولها الأصيلة. جعلها طباريوس، عند وفاة الملك ارخيلاوس عام 17 م، مقاطعة رومانية. ووحدها فسباسيان عام 70 م. مع أرمينيا الصغرى. فصارت من اكبر ولايات الحدود. وقد اشترك بعض سكانها في عيد يوم الخمسين في أورشليم حيث حل عليهم الروح القدس (أع 2: 9). وكان مسيحيوها من جملة الذين راسلهم بطرس الرسول (1 بط 1: 1).
الكبش | الكِباش
الكبش فحل الضأن. والكلمة في العبرية هي “أيل”، وقد وردت في العهد القديم في العبرية 153 مرة، ترجمت في غالبيتها إلي كبش أو كباش (انظر مثلًا تك 15: 9، 22: 13 و14، 31: 38، خر 25: 5… إلخ)، كما ترجمت أيضًا إلي “فحول” (تك10: 31 و12).
وكان أخذ أغطية خيمة الشهادة من جلود كباش محمرة، يعلوه الغطاء الأخير من جلود تخس (خر 26: 14، 39: 34). وكانت الكباش تقدم كذبيحة محرقة وكذبائح سلامة (عد15: 7 و17 و21 و23.. إلخ.). وقد أمر الرب أصحاب أيوب أن يأخذوا لأنفسهم “سبعة ثيران وسبعة كباش” ويذهبوا إلي أيوب ليصعدوها محرقة لأجل أنفسهم (أي8: 42). وقد أدي ميشع ملك موآب لملك إسرائيل “مئة ألف خروف ومئة ألف كبش بصوفها” (2مل4: 3). ولاشتهار الكبش بالقوة وحب النزال وخفة الحركة (مز4: 114) شُبِّه به ملوك مادي وفارس (دانيال3: 8 و6 و7 و20).
كبّون
اسم عبري ربما كان معناه “ملفوف أو محاط” وهي مدينة في يهوذا من مدن السهل (يش 15: 40) ويرّجح أنها هي نفس مكبينا المذكورة في (1 أخبار 2: 49). وربما كان موقعها الآن خربة حبرة بقرب تل الدوير أي الخيش.
الكَبِد
liver غدّة كبيرة في البطن تفرز الصفراء. أما الزائدة التي على الكبد (خر 29: 13الخ) ففص من فصوصه lobe أو الثرب الصغير فقد كان يحرق على المذبح ولا يؤكل.
والكبد هو العضو المعروف الموجود في الجانب الأيمن من البطن تحت الحجاب الحاجز، وله جملة وظائف أهمها إفراز الصفراء التي تقوم بدور هام في عملية هضم الغذاء، كما أن الكبد يخلص الجسم من السموم، ويعتبر أعظم معمل كيمياوي، والكلمة العبرية هنا هي “كبد” (كما هي في العربية)، والكبد أثل عضو في الأحشاء وشق كبد الإنسان بسهم يؤدي إلى الموت (أم 7: 23).
وكان كبد الحيوان يعتبر جزءًا هامًا من الذبيحة لاستخدامه في العرافة والسحر كما فعل ملك بابل (حز 21: 19 – 21).
كما كان الكبد يعتبر مركز العواطف، ولذلك يستخدم مجازيًا بأن ينسب إليه الفرح والحزن، فيقول إرميا النبي: “انسكبت على الأرض كبدي على سحق بنت شعبي” (مراثي 2: 9) أي حزنًا.
كبريت
(مز 11: 6 وتث 29: 23) وهي مادة معروفة سهلة الاشتعال دخانها خانق وذكر (تك 19: 24) إن الله أمطر على سدوم وعمورة كبريتًا ونارًا من السماء، وهذه المادة موجودة في تلك الأراضي بين الآثار البركانية العديدة. وكثيرًا ما تستعمل هذه الآية في الكتاب المقدس للدلالة على شدة عقاب الله (اي 8: 15 واش 34: 9 ورؤ 21: 8).
الكبريت عنصر لافلزي أصفر اللون،.
ظلت رائحة غازات الكبريت السامة تملأ الجو وتطفي بريق النحاس علي السفن في المنطقة علي مدي عدة أسابيع. ويوجد الكبريت بكثرة في المناطق البركانية. وبفحص البقايا البركانية في فلسطين، عن طريق الكربون المشع، ثبت أن آخر ثوران بركاني حدث فيها، كان منذ أربعة آلاف سنة، ولا شك في أنه ترك أثرًا رهيبًا في ذاكرة سكان المنطقة، تناقلته الأجيال التالية.
وترد كلمة كبريت “14 مرة في الكتاب المقدس، وتستخدم في كل مرة للدلالة علي العقاب والخراب بسبب الخطية، وذلك لشدة لمعان الوميض الصادر من احتراق الكبريت. والرب يعاقب الأشرار بأن تكون كل أرضهم” كبريتًا وملحًا “، إذ يمطر عليهم نارًا وكبريتًا (ارجع إلي تث30: 29، أي15: 18، مز6: 11، حز22: 38). وعند استعلان غضب الله، تكون” نفخة الرب كنهر كبريت “(إش33: 30)، وتتحول أنهارها زفتًا وترابها كبريتًا، وتصير أرضها زفتًا مشتعلًا، ليلًا ونهارًا لا تنطفئ. إلي الأبد يصعد دخانها” (إش9: 34 و10)، فهكذا هلكت سدوم وعمورة، إذ أمطر الرب عليهما “كبريتًا ونارًا من عند الرب من السماء” (تك24: 19، لو29: 17). وقد رأي يوحنا الرائي، الناس الذين سجدوا للوحش وقد قُتلوا “من النار والدخان والكبريت” (رؤ17: 9 و18، 10: 14). كما سيطرح الوحش والنبي الكذاب “حيين إلي بحيرة النار والكبريت” (رؤ10: 20)، وكذلك كل من لم يوجد مكتوبًا في سفر الحياة (رؤ 20: 15، 21: 8).
الكاتب | الكَتَبة
(1) كاتب عمومي، وكان يُستأجر لكتابه ما يُتْلَى عليه (إر 36: 4 و18 و32). أو لتنظيم المعاملات أو السجلات القانونية. وفي (حزقيال 9: 2) وصف لكتاب في العهد القديم. كذلك نجد في الشعر القصصي جلجامش البابلي ذكرًا “للقوي الحامل لوحات الكتاب في حزامه”. وأكثر رسومات الإله نبو كاتب كتاب الحظ تمثله في العصر البابلي حاملًا أزميل الكتابة الرقيق في يده. ويقوم توت في الديانة المصرية بنفس ما نسب إلى نبو البابلي. وما زلنا نجد اليوم في شوارع أكثر مدن الشرق كتَّابًا عمومين يلتف حولهم غير المتعلمين لكي يكتبوا لهم ما يحتاجون إلى كتابته.
(2) أمين سر، كاتب حكومي، أو موظف (2 مل 12: 10 وعز 4: 8 واع 10: 35 و41) وكان اللاويون يقومون بوظيفة الكتَّاب في عمل ترميم الهيكل (2 أخبار 34: 13).
(3) كاتب الناموس ولأجزاء الأخرى من العهد القديم (ار 8: 8). وأشهرهم عزرا الكاتب الذي كان ملمًا بالشريعة الموسوية كل الإلمام. وقد وضع في قلبه أن يطلب شريعة الرب للقيام بها. ولكي يعلم بني إسرائيل الفرائض والقضاء (عز 7: 6 و10). وهو يشبه من هذه الوجه الكتبة المتأخرين الذين كان عملهم تفسير الناموس، وقد دعاهم العهد الجديد “غراماتيس” وبالاحرى “نوميكوي” المترجمة “ناموسيين” أيضًا “نومو ديدا سكالوي” أي “معلمي الشريعة” وهم خصصول نفوسهم: أولًا لدرس الناموس وتفسيره، وكان شرحهم، كما معروف عنه مدنيًا ودينيًا، كانوا يحاولون تطبيقه على تفاصيل الحياة اليومية.. وقد أصبحت قرارات عظماء الكتبة شريعة شفاهية تدعى التقاليد. ثانيًا لدرس الأسفار الإلهية بنوع عام وذلك من الوجهة التاريخية والتعليمية. ثالثًا للتعليم. وكان يلتف حول كل كاتب مشهور جماعة من الطلاب يتتلمذون عليه. وقد تقدمت صناعة الكتابة تقدمًا عظيمًا بعد رجوع اليهود من السبي إذ انقطع الوحي اليهودي عندئذ وبقي عليهم أن يدرسوا الأسفار الموجودة بين أيديهم وان يعملوا منها أساسًا لحياتهم القومية. وقد كثر عدد الكتَّاب في عهد المكابيين (1 مكابيين 7: 12). وبلغوا أوج نفوذهم على الشعب في أيام المسيح. وكان بين أعضاء السنهدريم (مجمع اليهود) الكثيرون منهم (متى 16: 21 و26: 3). ومن وجد بينهم من آمنوا بتعاليم المسيح (8: 19) إلاَّ أن أكثرهم قاموا ضده وتذمروا عليه وظنوا أنهم وجدوا أخطاء في أكثر ما عمله أو قاله هو وتلاميذه (متى 21: 15). وعلى الكتبة يقع جزء كبير من مسؤولية صلب المسيح. وقد اشتركوا مع الحكام والشيوخ في اضطهاد بطرس ويوحنا أيضًا (أع 4: 5). وكذلك في ما قاد في استشهاد استفانوس (أع 23: 9). وقد وصف السيد المسيح بعض الكتبة بأنهم مراؤون لأنهم عنوا بالأشياء المادية العرضية دون الروحية الجوهرية (مت 23).
كَتيبَة
(متى 27: 27 واع 21: 31) عُشر الفيلق “اللجيون” الروماني وسميت أيضًا كوهورت (Cohoet). وكان عدد الكتيبة من 400 – 600 عسكري بالنسبة إلى عدد الفيلق. وكانت كل كتيبة تقسم إلى 3 فرق وكل فرقة إلى قسمين في كل منها نحو 100 عسكري عليها قائد يدعى قائد المئة.
كُلُودِيُوسُ لِيسِيَاس | أمير الكتيبة في أورشليم وقت بولس
Claudius Lysias الاسم الأول “ليسياس” اسم يوناني (لاتيني) معناه “أعرج” والاسم الثاني “كلوديوس” اسم روماني، ولعله اتخذ اسم “كلوديوس” عند حصوله على الرعوية الرومانية (أع 22: 28). وهو رئيس كتيبة مؤلفة من ألف جندي روماني (أمير الكتيبة الرومانية التي كانت تعسكر في قلعة أنطونيا (كان مركزه في حصن انطونيا)، التي كانت تطل على القطاع الشمالي من الهيكل في أورشليم). فلقب “أمر كتيبة” يدعى أنه كان قائداً لنحو ألف من الجنود. ولا يُعلم عنه شيء أكثر مما جاء عنه في سفر أعمال الرسل، ويُظن أنه كان القائد العسكري لحامية أورشليم كلها. ويظهر من الجزء الثاني من اسمه أنه كان يونانيًا ولكنه اشترى الجنسية الرومانية (أع 22: 28).
وقد أرسل جنودًا لتخليص بولس من أيدي اليهود المتعصبين الذين حاولوا قتله. فعندما أمسك الشعب اليهودي الثائر بالرسول بولس، ظانين أنه قد دنس الهيكل بإدخال أناس يونانيين إليه، وهاجت المدينة كلها وتراكض الشعب، وأغلقوا الأبواب يريدون الفتك بالرسول، نما الخبر إلي أمير الكتيبة، فأخذ “عسكراً وقواد مئات وركض إليهم، فلما رأوا الأمير والعسكر كفوا عن ضرب بولس” (أع 21: 27 – 32). أصدر أوامره بأن يفحصوا بولس بجلدات ولكنه لما علم أنه روماني الجنسية فك قيده.
فقد أمر كلوديوس ليسياس أن يُقيد بولس بسلسلتين، وأن يؤخذ إلي المعسكر، وقد ظن ليسياس أنه المصري الذي صنع قبل هذه الأيام فتنة وأخرج إلي البرية أربعة الآلاف رجل من القتلة، فأخبره بولس بأنه يهودي من طرسوس، والتمس منه أن يأذن له في الحديث إلي الشعب، فأذن له، فوقف بولس على الدرج (السلم) الذي كان يربط القلعة بفناء الأمم (أع 21: 40). ولما هاج الشعب عندما قال بولس إن الرب قال له: “اذهب فإني سأرسلك إلي الأمم بعيداً” (أع 22: 21)، أمر ليسياس أن يؤخذ إلي المعسكر ليُفحص بضربات ليعلم لماذا كان يصرخون عليه هكذا. ولما علم ليسياس أن بولس روماني، اندهش وقال له: “أما أنا فبمبلغ كبير اقتنيت هذه الرعوية” فقال بولس: “أما أنا فقد ولدت فيها. وللوقت تنحى عنه الذين كانوا مزمعين أن يفحصوه، وأختشى الأمير (ليسياس) لما علم أنه روماني، ولأنه كان قيد” (أع 22: 25 – 39). وفي الغد حله من الرباط، وأوقف بولس أمام رؤساء الكهنة وكل مجمعهم، وتحدث بولس إليهم قائلاً: “أنا فريسي ابن فريسي، على رجاء قيامة الأموات أنا أحاكم” (أع 23: 6)، فانقسم اليهود ما بين فريسيين وصدوقيين، وخشى الأمير أن يؤذوا بولس، “فأمر العسكر أن ينزلوا ويختطفوه من وسطهم ويأتوا به إلي المعسكر” (أع 23: 10). ولما طلب رؤساء اليهود من ليسياس أن ينزله لهم في الغد، وقد دبر بعضهم مؤامرة لقتله، وعلم ليسياس بالمؤامرة من ابن أخت بولس، دعا ليسياس اثنين من قواد المئات وطلب منهما أن يعدا مئتي عسكري، وسبعين فارساً، ومئتين من حاملي الرماح، ودواباً ليركبا بولس ويوصلاه سراً سالماً إلي فيلكس الوالي الروماني في قيصرية (أع 22: 24 – 23: 35)، وكتب ليسياس رسالة لفيلكس يشرح له فيها قضية بولس. وقد سجل البشير لوقا هذه الرسالة (أع 23: 26 – 30). ولا نعرف كيف حصل لوقا على صورة هذه الرسالة، ولعل ليسياس كتبها من صورتين، أعطى إحداهما لقائد المئة، والأخرى للرسول بولس. والرسالة تبين عدالة ليسياس، إذ يكتب صراحة أنه لم يجد على بولس “شكوى تستحق الموت أو القيود” (أع 23: 29).
عرض آخر للأحداث:
بعدما دخل بولس الرسول إلى الهيكل في أورشليم مع أربعة رجال للتطهير، ظنَّ اليهود أنه أدخل معه تُرُوفِيمُسَ الأَفَسُسِيَّ اليوناني، فهاجوا عليه وأمسكوه “وَجَرُّوهُ خَارِجَ الْهَيْكَلِ” وطلبوا أن يقتلوه. فلما “نَمَا خَبَرٌ إِلَى أَمِيرِ الْكَتِيبَةِ أَنَّ أُورُشَلِيمَ كُلَّهَا قَدِ اضْطَرَبَتْ” (أع 21: 21 – 31)، “أَخَذَ عَسْكَرًا وَقُوَّادَ مِئَاتٍ” إلى هناك، وأخذ بولس من وسطهم ليحميه “بِسَبَبِ عُنْفِ الْجَمْعِ”. وبعدها سمح لبولس بمخاطبة الجمع اليهودي الموجود وهو فوق الدَّرَج (أع 21: 37 – 40). وبعد حديث بولس في المجمع، “أَمَرَ الأَمِيرُ أَنْ يُذْهَبَ بِهِ إِلَى الْمُعَسْكَرِ، قَائِلاً أَنْ يُفْحَصَ بِضَرَبَاتٍ، لِيَعْلَمَ لأَيِّ سَبَبٍ كَانُوا يَصْرُخُونَ عَلَيْهِ هكَذَا”، إلا أن بولس حذَّر قائد المائة قائلًا: “أَيَجُوزُ لَكُمْ أَنْ تَجْلِدُوا إِنْسَانًا رُومَانِيًّا غَيْرَ مَقْضِيٍّ عَلَيْهِ؟” (أع 22: 24، 25). وهنا تراجع الرجل وأسرع إلى الأمير ليخبره بالأمر، ولم يتم ضربه بالسياط، وخاف الأمير لكونه قد قيَّدهُ (أع 22: 29). وفي حديث بولس مع الأمير أخبره الأخير بأنه قد دفع “بِمَبْلَغٍ كَبِيرٍ” للحصول على الجنسية الرومانية، فأخبره بولس بأنه وُلِدَ فيها.
“وَفِي الْغَدِ إِذْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَعْلَمَ الْيَقِينَ: لِمَاذَا يَشْتَكِي الْيَهُودُ عَلَيْهِ؟ حَلَّهُ مِنَ الرِّبَاطِ، وَأَمَرَ أَنْ يَحْضُرَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَكُلُّ مَجْمَعِهِمْ. فَأَحْضَرَ بُولُسَ وَأَقَامَهُ لَدَيْهِمْ” (أع 22: 30). إلا أن الأمر اشتعل أكثر بين بولس واليهود الموجودين، لدرجة أن “اخْتَشَى الأَمِيرُ أَنْ يَفْسَخُوا بُولُسَ” (أي يقطعوه إربًا)، “فَأَمَرَ الْعَسْكَرَ أَنْ يَنْزِلُوا وَيَخْتَطِفُوهُ مِنْ وَسْطِهِمْ وَيَأْتُوا بِهِ إِلَى الْمُعَسْكَرِ” (أع 23: 1 – 10). إلا أن مجموعة من اليهود (أكثر من أربعين شخصًا) اتفقوا على قتل بولس، فنما إلى عِلم ابن أخت بولس الرسول بالمؤامرة على قتل خاله بولس، فأسرع إليه يخبره، فقام هو بدوره بإرسال الشاب مع وَاحِدًا مِنْ قُوَّادِ الْمِئَاتِ إلى الأمير ليطلعه على الأمر. ثم اتفق الأمير مع الشاب بألا يخبر أحدًا بأنه عرف بالخطة، “ثُمَّ دَعَا اثْنَيْنِ مِنْ قُوَّادِ الْمِئَاتِ وَقَالَ: «أَعِدَّا مِئَتَيْ عَسْكَرِيٍّ لِيَذْهَبُوا إِلَى قَيْصَرِيَّةَ، وَسَبْعِينَ فَارِسًا وَمِئَتَيْ رَامِحٍ، مِنَ السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ مِنَ اللَّيْلِ. وَأَنْ يُقَدِّمَا دَوَابَّ لِيُرْكِبَا بُولُسَ وَيُوصِلاَهُ سَالِمًا إِلَى فِيلِكْسَ الْوَالِي»” (أع 23: 23، 24). وأرسل الأمير رسالة إلى فيلكس يشرح فيها الأمر.
قواد المئات مع أمير كتيبة أورشليم وقت بولس
بعدما دخل بولس الرسول إلى الهيكل في أورشليم مع أربعة رجال للتطهير، ظنَّ اليهود أنه أدخل معه تُرُوفِيمُسَ الأَفَسُسِيَّ اليوناني، فهاجوا عليه وأمسكوه “وَجَرُّوهُ خَارِجَ الْهَيْكَلِ” وطلبوا أن يقتلوه. فلما “نَمَا خَبَرٌ إِلَى أَمِيرِ الْكَتِيبَةِ كُلُودِيُوسُ لِيسِيَاس أَنَّ أُورُشَلِيمَ كُلَّهَا قَدِ اضْطَرَبَتْ” (أع 21: 21 – 31)، “أَخَذَ عَسْكَرًا وَقُوَّادَ مِئَاتٍ” إلى هناك، وأخذ بولس من وسطهم ليحميه “بِسَبَبِ عُنْفِ الْجَمْعِ”. وكان من ضمن قواد المئات هؤلاء:
من ضمن قواد المئات واحد كان سوف يهم بضرب بولس بالسياط إلا أنه توقف لأن بولس روماني حسبما أخبره (أع 22: 29).
قائد مئة آخر وهو الذي ذهب مع ابن أخت بولس للأمير ليخبره بمكيدة الأربعين يهوديًّا المتعصبين لقتل بولس (أع 23: 16 – 22).
اثنين من قواد المئات طلب منهم الأمير الإعداد لسفر بولس لتوصيله إلى فِيلِكْسَ الْوَالِي (أع 23: 23، 24).
قائد المائة مع أمير كتيبة أورشليم وقت جلد بولس
بعدما تحدّث بولس أمام اليهود في المجمع بأورشليم، “أَمَرَ أَمِيرُ الكتيبة أَنْ يُذْهَبَ بِهِ إِلَى الْمُعَسْكَرِ، قَائِلاً أَنْ يُفْحَصَ بِضَرَبَاتٍ، لِيَعْلَمَ لأَيِّ سَبَبٍ كَانُوا يَصْرُخُونَ عَلَيْهِ هكَذَا” (أع 22: 24)، إلا أن بولس حذَّر قائد المئة المشرف على عملية الجَّلد هذا قائلًا: “أَيَجُوزُ لَكُمْ أَنْ تَجْلِدُوا إِنْسَانًا رُومَانِيًّا غَيْرَ مَقْضِيٍّ عَلَيْهِ؟”، وهنا تراجع الرجل وأسرع إلى الأمير ليخبره بالأمر، ولم يتم ضربه بالسياط، وخاف الأمير لكونه قد قيَّدهُ (أع 22: 29).
وهو أحد مجموعة من قواد المئات مع كُلُودِيُوسُ لِيسِيَاس أمير الكتيبة.
واحد من قواد المئات مع أمير كتيبة أورشليم وقت بولس
لما وصل خبر اتفاق مجموعة من اليهود المتعصبين لقتل بولس لابن أخته، ذهب لتنبيه خاله بالأمر، “فَاسْتَدْعَى بُولُسُ وَاحِدًا مِنْ قُوَّادِ الْمِئَاتِ” ليأخذ الشاب للأمير ليخبره بالأمر لكي يحمي بولس من غضب الجماعة.
وهو أحد مجموعة من قواد المئات مع كُلُودِيُوسُ لِيسِيَاس أمير الكتيبة.
اثنين من قواد المئات مع أمير كتيبة أورشليم وقت بولس
هما اثنين من قواد المئات مع أمير الكتيبة طلب منهم الأمير كُلُودِيُوسُ لِيسِيَاس الإعداد لسفر بولس قائلًا: “أَعِدَّا مِئَتَيْ عَسْكَرِيٍّ لِيَذْهَبُوا إِلَى قَيْصَرِيَّةَ، وَسَبْعِينَ فَارِسًا وَمِئَتَيْ رَامِحٍ، مِنَ السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ مِنَ اللَّيْلِ. وَأَنْ يُقَدِّمَا دَوَابَّ لِيُرْكِبَا بُولُسَ وَيُوصِلاَهُ سَالِمًا إِلَى فِيلِكْسَ الْوَالِي»” (أع 23: 23، 24). وذلك حينما أخبره ابن أخت بولس بخبر اتفاق مجموعة من اليهود المتعصبين لقتل بولس.
عساكر أمير كتيبة أورشليم وقت بولس
كان هؤلاء العسكر مع أمير كتيبة أورشليم هم الذين خلصوا بولس (أع 21: 32 و27: 31). كما كان منهم مائتي عسكري ذهبوا مع بولس لإيصاله إلى فِيلِكْسَ الْوَالِي (أع 23: 23، 24).
المئتي عسكري الذين أرسلهم أمير كتيبة أورشليم مع بولس
حينما أخبر ابن أخت بولس الأمير كُلُودِيُوسُ لِيسِيَاس بخبر اتفاق مجموعة من اليهود المتعصبين لقتل بولس، أمر الأمير اثنين من قواد المئات الإعداد لسفر بولس قائلًا: “أَعِدَّا مِئَتَيْ عَسْكَرِيٍّ لِيَذْهَبُوا إِلَى قَيْصَرِيَّةَ، وَسَبْعِينَ فَارِسًا وَمِئَتَيْ رَامِحٍ، مِنَ السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ مِنَ اللَّيْلِ. وَأَنْ يُقَدِّمَا دَوَابَّ لِيُرْكِبَا بُولُسَ وَيُوصِلاَهُ سَالِمًا إِلَى فِيلِكْسَ الْوَالِي»” (أع 23: 23، 24).
المئتي رماح الذين أرسلهم أمير كتيبة أورشليم مع بولس
حينما أخبر ابن أخت بولس الأمير كُلُودِيُوسُ لِيسِيَاس بخبر اتفاق مجموعة من اليهود المتعصبين لقتل بولس، أمر الأمير اثنين من قواد المئات الإعداد لسفر بولس قائلًا: “أَعِدَّا مِئَتَيْ عَسْكَرِيٍّ لِيَذْهَبُوا إِلَى قَيْصَرِيَّةَ، وَسَبْعِينَ فَارِسًا وَمِئَتَيْ رَامِحٍ، مِنَ السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ مِنَ اللَّيْلِ. وَأَنْ يُقَدِّمَا دَوَابَّ لِيُرْكِبَا بُولُسَ وَيُوصِلاَهُ سَالِمًا إِلَى فِيلِكْسَ الْوَالِي»” (أع 23: 23، 24).
السبعين فارسًا الذين أرسلهم أمير كتيبة أورشليم مع بولس
حينما أخبر ابن أخت بولس الأمير كُلُودِيُوسُ لِيسِيَاس بخبر اتفاق مجموعة من اليهود المتعصبين لقتل بولس، أمر الأمير اثنين من قواد المئات الإعداد لسفر بولس قائلًا: “أَعِدَّا مِئَتَيْ عَسْكَرِيٍّ لِيَذْهَبُوا إِلَى قَيْصَرِيَّةَ، وَسَبْعِينَ فَارِسًا وَمِئَتَيْ رَامِحٍ، مِنَ السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ مِنَ اللَّيْلِ. وَأَنْ يُقَدِّمَا دَوَابَّ لِيُرْكِبَا بُولُسَ وَيُوصِلاَهُ سَالِمًا إِلَى فِيلِكْسَ الْوَالِي»” (أع 23: 23، 24).
كتاب | سِفْر
كانت الحوادث تسجل في الأزمنة القديمة على الحجر أو الخزف. وربما اخترع المصريون ورق البردى (البابيروس) في العصور السابقة للسلالات الملكية التي حكمت بلادهم. ويظهر أن العبرانيين استعملوا الكتابة لأول مرة بعد خروجهم من مصر وأنهم تعلموا هذه الصناعة من المصريين الذين كانوا يتقنونها عصورًا طويلة قبل ذلك (خر 17: 14). وليست الـ46 سفرًا التي تؤلف العهد القديم والـ27 سفرًا التي تؤلف العهد الجديد هي كل ما كتبه العبرانيون مدة كتابة هذا القانون المقدس.
والأمور التي جرت أثناء ملك داود وسليمان سجلت أيضًا في سفر أخبار صموئيل الرائي وأخبار ناثان النبي وأخبار جاد الرائي وفي نبؤة أخيا الشيلوني (1 أخبار 29: 29 و2 أخبار 9: 29). وأيضًا في سفر أخبار الأيام للملك داود الذي يظهر أنه أول من أدرج عادة حفظ الأخبار الملوكية (1 أخبار 27: 24). وسجلت أخبار ملك سليمان ويربعام في رؤى يعدو الزائي (2 أخبار 9: 29). وأخبار ملك رحبعام في أخبار شمعيا النبي الرائي (2 أخبار 13: 15). وقد سجل مؤرخو ملوك بني إسرائيل وملوك يهوذا تاريخ هاتين المملكتين من وقت رحبعام ويربعام حتى ملك الملك يهوياقيم (1 مل 14: 19 و29 و2 مل 24: 5). وفوق كل هذه الكتب كانت توجد أيضًا مكتبة حافلة وقت كتابة أخبار الملوك وكانت تلك المكتبة تتألف من تواريخ ذكر أكثرها في الأماكن التالية: (2 أخبار 13: 22 و20: 34 و24: 27 و26: 22 و32: 32 و33: 18 و19 و35: 25 وأيضًا ام 25: 1 و1 مل 4: 32 و33).
وكان العبرانيون يحفرون الكلمات والحروف والأرقام على ألواح حجر ويطبعونها على لبن أو ينقرونها في صفائح معدنية كالرصاص أو الحديد أو البرونز أو النحاس ويحفرونها في ألواح خشبية. وكانوا ينقرون الكتابات في الصخور ويسكبون رصاصًا في الحروف المحفورة بهذه الطريقة (أي 19: 24).
وقد استعمل البشر أيضًا الجلود والقماش والرقوق (2 تي 4: 13) للكتابة، وكذلك أوراق الأشجار وقشورها. وبعد كتابة النصوص الطويلة على الجلود أو الرقوق كانت هذه تلف على نفسها حاملة الكتابة على أحد وجهيها أو على الوجهين معًا (حز 2: 10). وكثيرًا ما استعملوا في ذلك قطعًا من قماش الكتان أو الرقوق أو البابيروس (البردى) على هيئة درج، عرض القطعة منها 12 – 14 بوصة، وعند كل طرفيها قضيب من خشب يلف الدرج عليه كما تلف الخارطات اليوم. وكانوا يلفون كل طرف على قضيب حتى يلتقي النصفان في وسط الكتاب أو كانوا يلفون كل القطعة على قضيب واحد موصول بطرف واحد من الدرج. ويشير أشعياء النبي إلى ذلك عندما يقول “وتلتف السماوات كدرج” (اش 34: 4). وكان القاري يلف من الطرف الواحد إلى أن يصل إلى الكلام المقصود فيكون أكثر الكتاب ملفوفًا إلا ما قصدت قراءته, وكانوا يضعون اللفة أو اللفتين في غلاف من جلد أو خشب. وكانوا يقسمون القماش إلى صفحات يجمعونها حسب طريقة أيامنا الحاضرة, إلا أنهم كانوا يدخلون أطراف كل صفحة في قضيب يتصل طرفاه بحلقات من الوراء، فكان ظهر الكتاب يتألف من تلك القضبان المجموعة معًا. وكثيرًا ما كانوا يجلدون الكتاب بخشب أو بغيره من المواد.
وكانت أكثر الكتابات القديمة موصولة كلماتها بعضها ببعض، لا فاصل بينها، خلافًا لعادة العرب الذين كانوا يفصلون بين الكلمات. واختلفت الأمم من جهة الكتابة، فكتب بعضهم من الشمال إلى اليمين كاليونان. وبعضهم من اليمين إلى الشمال كالعرب وبعضهم إلى كل من الجهتين.. أما أهل الصين فكانوا وما زالوا يكتبون من فوق إلى أسفل.
واستعمل المصريون البابيروس (البردى) لاصطناع الرقوق فكانوا يشقونه إلى صحائف رقيقة بواسطة آلة من حديد. وكان عرض تلك الصحائف من 10 إلى 15 بوصة، يضعونها بعد قصها على سطح مستو ثم يغمسونها في ماء النيل كي يتغطى سطحها بشيء من رسوبه فتلتحم به حافاتها ويكتسي وجهها بطبقة منه ثم كانت تلك الصحائف تنشر في الشمس وتطلى بمادة تكسيها ملاسة وقابلية للانحناء والانطواء، ثم كانوا يطرقونها بالمطارق ويصقلوها، وربما كانوا يجعلون 20 صحيفة أو أكثر منها في الدرج الواحد.
أما اللوح (لوقا 1: 63) فيرّجح أنه كان صفحة مغطاة بطبقة رقيقة من الشمع يكتب عليها بقلم من حديد ومثل هذه الألواح بقيت مستعملة إلى سنة 1300 م.
وأما الأقلام فكانت من حديد في رؤوسها أحيانًا قطع من الماس (ار 17: 1). أما ما كانت منها الكتابة على الصفائح المشمعة فَكان محدد الطرف الواحد ومسطح الآخر لتمليس سطوح الشمع وتسويتها به. وكثيرًا ما كانوا يكتبون على البردي وغيره من المواد اللينة بالفرشاة كما هي العادة عند أهل الصين إلى اليوم. ويظهر أن اليهود في أيام النبي آرميا كانوا يكتبون بأقلام من قصب يهذبونها عند الحاجة بواسطة مبراة يصنعونها لهذه الغاية (ار 36: 23).
وأما الحبر فكان يوضع في دواة (حز 9: 2) تحت المنطقة على ما يشاهد حتى اليوم في بعض البلاد الشرقية.
وكان السفر يحاط بسير يلتف على الدرج ويعقد في أسفله (اش 29: 11). ومن الكتب المذكورة في الكتاب المقدس: كتاب مواليد آدم (تك 5: 1) وتاب ميلاد يسوع المسيح (مت 1: 1). ويظن أن سفر الأحياء (مز 69: 28) وسفر حياة الخروف (رؤ 21: 27) يشار بهما إلى كتب المواليد التي كان اليهود يحفونها ويمحون منها أسماء الأموات (اش 4: 3) عند انتقالهم عن وجه هذه البسيطة.
والأسفار المذكورة في (دا 7: 10) هي أسفار الدينونة وهذا التعبير إما مأخوذ عن الدفاتر المحفوظة لمحاسبة المستخدمين أو عن أسفار ملوك فارس التي كانوا يدونون فيها وقائعهم اليومية ولاسيما ما كان يختص بالخدمات المقدمة لهم (اس 6: 1 – 3).
كاريون
كان هؤلاء الكاريون جنودًا في الحرس الملكي في عصر الملك يوآش (2 مل 11: 4 و19). ويظن البعض أنهم الكريتيون الذين كانوا ضمن حرس داود إذ ورد في 2 صم 20: 23 في الأصل العبراني في النص أنهم الكاريون، وفي الهامش أنهم الكريتيون وإنما ظن آخرون أنهم من كاريا في آسيا الصغرى. وقد ترجم اسمها في بعض الترجمات العربية باسم الجلادين.
الكتاب المقدس
* اضغط هنا للحصول على نص الكتاب المقدس.
← اللغة الإنجليزية: Holy Bible – اللغة الأمهرية: መጽሐፍ ቅዱስ.
ما هو الكتاب المقدس؟
1 – لغات الكتاب المقدس.
2 – نص الكتاب المقدس: العهد القديم العبراني – العهد الجديد اليوناني (النسخ الاسفينية – النسخ الجرارة).
3 – ترتيب أسفار الكتاب المقدس.
4 – تقسيم الأسفار إلى إصحاحات وأعداد (آيات).
5 – جدول يتضمن عدد إصحاحات الكتاب المقدس وأعداده وكلماته.
6 – الأسفار القانونية الثانية.
7 – ترجمات الكتاب المقدس.
8 – ترجمات العهد القديم وجدت قديمًا كما يستعملها اليهود (الكلدانية – اليونانية).
9 – الترجمات القديمة التي صنعت خصيصًا لأجل المسيحيين: الترجمات السريانية الدياتسرون (ترجمة الأناجيل في اللغة السريانية القديمة – البشيطا – الترجمة الفيلوكسينية الهرقلية للعهد الجديد – الترجمة السريانية الفلسطينية)؛ الترجمات اللاتينية (الترجمة القديمة – الفلجتا أو الشعبية)؛ ترجمات أخرى (الترجمة القبطية – الترجمة الحبشية – الترجمة الغوطية – الترجمة العربية – الترجمة الأرمنية – الترجمة الجورجانية – الترجمة السلافية).
10 – الترجمات الحديثة.
* ما هو الكتاب المقدس؟
هو مجموع الكتب الموحاة من الله والمتعلقة بخلق العالم وفدائه وتقديسه وتاريخ معاملة الله لشعبه، ومجموع النبوات عما سيكون حتى المنتهى، والنصائح الدينية والأدبية التي تناسب جميع بني البشر في كل الأزمنة. ويدعى أيضًا الكتب (يو 5: 39) وكلمة الله (رو 9: 6).
ويبلغ عدد الكتاب الملهمين الذين كتبوا الكتاب المقدس أربعين كاتبًا. وهم من جميع طبقات البشر بينهم الراعي والصياد وجابي الضرائب والقائد والنبي والسياسي والملك، إلخ.. واستغرقت مدة كتابتهم ألفًا وست مئة سنة وكان جميع هؤلاء الكتَّاب من الأمة اليهودية ما عدا لوقا كاتب الإنجيل الذي دعي باسمه إذ يُظن أنه كان أمميًا من إنطاكية وكان طبيبًا اشتهر بمرافقته لبولس الرسول.
وفي الكتب المقدس جميع أنواع الكتابة من نثر وشعر، وتاريخ وقصص، وحكم وأدب وتعليم وإنذار، وفلسفة وأمثال. ومع أن الأسفار التي يتألف منها الكتاب تختلف من جهة وقت كتابتها وأسلوب الكتابة نفسه فإنها لا تخرج عن كونها نظامًا واحدًا مؤسسًا على وحي واحد، رغم التنوعات التي لا بد منها في الأحوال المختلفة التي كتب فيها الكتاب. ورغم تقادم العصور التي كتب هذا الكتاب فيها، فإنه ما زال يوافق الشعوب كلها في شتى أوقات تاريخها، وما زالت أهميته تظهر بأكثر جلاء لبني البشر كلما تقدموا في حياتهم. والكتاب أصل الإيمان المسيحي ومصدره وهو خال من الأخطاء والزلل. وفيه كل ما يختص بالإيمان والحياة الروحية وهو الخبز السماوي اليومي لكل مسيحي حقيقي ومرشده في الحياة والموت ويزداد درس الكتاب المقدس وانتشاره يومًا بعد الآخر إذ يبلغ الموزع من أسفاره الآن أكثر من 25 مليون نسخة كل عام. وقد تأسست على مبادئه القويمة أمم عظيمة كان الكتاب أساسًا لشرائعها، واتباعه سببًا لعظمتها وفلاحها، وتفوقها وارتقائها في سبيل الحضارة ومضمار التمدن.
1 – لغات الكتاب المقدس.
(1) كتب أكثر العهد القديم بالعبرانية وهي لغة سامية تشبه العربية من وجوه كثيرة. وقد وجد في العهد القديم بعض فصول بالأرامية وهي لغة شبيهه بالعبرانية.
(2) وكتب العهد الجديد باليونانية وكان قد شاع استعمال هذه اللغة بين يهود الشتات بعد فتوحات اسكندر ذي القرنين والرومانيين. وهي لغة مناسبة كل المناسبة للفلسفة واللاهوت ولذلك اختارها الله لإعطاء وحيه بواسطتها من جهة التعاليم المسيحية.
ويونانية العهد الجديد هي ما يسمونه “بالكوني” وهي اللغة العامية ممزوجة ببعض اصطلاحات عبرانية ويظهر هذا الامتزاج بنوع خاص في إنجيلي متى ومرقس وسفر الرؤيا، وقليلًا في رسالة يعقوب وإنجيل لوقا ولاسيما في مقدمة إنجيله وفي سفر آخر سفر أعمال الرسل. أما بولس فطريقته في الكتاب كانت خاصة به.
2 – نص الكتاب المقدس.
أوحى الله بكلمته إلى أنبياء ورسل نطقوا بها حسب اصطلاحات اللغات البشرية. فكان الكتب الملهم أما أن يكتب بنفسه ما يوحى به إليه وأما أن يمليه على كاتب يكتبه له. إلا أنه لم يصل إلينا بعد شيء من النسخ الأصلية التي كتبها هؤلاء الملهمون أو كتابهم. وكل ما وصل إلينا هو نسخ مأخوذة عن ذلك الأصل. ومع أن النساخ قد اعتنوا بهذه النسخ اعتناءً عظيمًا فقد كان لا بد من تسرب بعض السهوات الإملائية الطفيفة جدًا إليها، ولكن هذه لا تغير مطلقًا من الوحي الإلهي الموجود في هذه النسخ.
1) والعهد القديم العبراني الموجود بين أيدينا مأخوذ عن النسخة الماسورية التي أعدتها جماعة من علماء اليهود في طبرية من القرن السادس إلى الثاني عشر للميلاد. وقد وضع هؤلاء المعلمون الشكل على الكلمات بواسطة النقط وعملوا للنص تفسيرًا يسمى “المسورة” أي التقليد يتضمن كل ما يتعلق بصحة ذلك النص. وكانت العبرانية تكتب قبل ذلك بدون شكل أو حركات فثبتت تلك الحركات الألفاظ ووحدت قراءتها. وقد دون الماسوريون الإصلاحات التي ارتأوها على النص وجعلوها في الحاشية تاركين للعلماء الخيار في قبولها أو رفضها بعد البحث والتدقيق.
وأقدم النسخ من مخطوطات العهد القديم في اللغة العبرية هي التي وجدت في وادي قمران بقرب البحر الميت ويرجع تاريخ بعض هذه المخطوطات من العهد القديم بجملته في اللغة العبرية ترجع إلى القرن العاشر الميلادي وقد بقيت إحدى هذه المخطوطات المهمة في حلب قرونًا طويلة أما الثانية فلا تزال في ليننجراد.
وأول مرة طبع فيها العهد القديم بالعبرانية كانت سنة 1488 م. في بريشيا، وهذه هي النسخة التي استعملها لوثيروس للقيام بترجمته الألمانية المشهورة.
(2) أما العهد الجديد اليوناني فتقسم نسخه إلى قسمين:
أولًا:
النسخ الاسفينية التي بحروف كبيرة فحروفها مفردة لا تقطيع فيها تقريبًا، وفي عواميد متساوية العرض، وفي كل صحيفة من عامود إلى أربعة عواميد، وإذا وصلت الكتابة إلى نهاية سفر ولم تكن الكلمة قد تمت كتب تمامها في السطر التالي. وهذه النسخ كمتوبة من رقوق على هيئة كتب. وأحدث النسخ الاسفينية كتب في القرن العاشر. وأقدم النسخ من بعض أسفار العهد الجديد وجدت مكتوبة على البردي وترجع إلى القرنين الثاني والثالث الميلاديين مثل بردي بودمر وبردي تشستربيتي وبردي أوكسيرنخس أو البهنسا. أما أهم النسخ الكاملة من العهد الجديد بجملته. فهي النسخة السينائية والنسخة الفاتيكانية وقد كتبتا في القرن الرابع، والنسخة الاسكندرانية وكتبت في القرن الخامس.
ثانيًا:
النسخ الجرارة وهي ما كتبت بالخط الاعتيادي. وقد أخذ النساخ من القرن الحادي عشر يكتبون على ورق مصنوع من القطن والكتان. ويمكن لأراب فن النسخ أن يعرفوا القرن الذي كتبت فيه النسخة وذلك من شكل الكتابة الذي كتب فيه.
أما العهد الجديد في اللغة اليونانية فقد طبع لأول مرة عام 1514 م. ضمن النسخة التي طبعت في أسبانيا والتي تعرف بالكتاب المقدس الكومبلوتي المتعدد اللغات. ولكن هذه الطبعة لم تذع إلا عام 1522 م. وقد تمكن اراسمُس أثناء ذلك من طبع العهد الجديد باللغة اليونانية ومن نشره عام 1517 م. وقد نشرت النسخة المُسَمّاة بـ “المقبولة” عام 1633 م. وقد عنى كثيرون من العلماء بنشر نسخ يونانية مضبوطة استخدموا فيها أرواق البردي والمخطوطات القديمة ونشروها. ومن ضمن هذه نسخ تشندورف ووستكوت وهورت ونسلة وسوترومرك وتقوم جمعيات الكتاب المقدس الآن بإعداد نسخة مضبوطة للعهد الجديد في اللغة اليونانية.
3 – ترتيب أسفار الكتاب المقدس.
يختلف تبويب وترتيب الأسفار المقدسة عند اليهود هما هو عليه عند المسيحيين. وقد أشار العهد الجديد إلى تقسيم العهد القديم إلى قسمين: الناموس والأنبياء (مت 11: 13 و22: 40 واع 13: 15 إلخ.).
ومرة أخرى إلى ثلاثة أقسام: موسى والأنبياء والمزامير (لو 24: 44). وربما كان ذلك على سبيل التعميم. أما اليهود فقد قسموا كتبهم المقدسة إلى:
(1) الناموس: وهو أسفار موسى الخمسة.
(2) الأنبياء: وهم الأنبياء الأولون أي يشوع والقضاة وصموئيل الأول والثاني والملوك الأول والثاني – والمتأخرون وينقسمون إلى الأنبياء الكبار: وهم اشعياء وارمياء وحزقيال والمكابيين الأول والثاني – والأنبياء الصغار وهم: هوشع ويوئيل وعاموس وعوبديا ويونان وميخا وناحوم وحبقوق وصفنيا وحجي وزكريا وملاخي وباروخ.
(3) والكتب: وهي المزامير والأمثال وأيوب ونشيد الانشاد وحكمة سليمان وحكمة يشوع بن سيراخ وراعوث والمراثي والجامعة واستير ( + التتمة) ودانيال ( + التتمة) ونحميا وطوبيا ويهوديت وعزرا وأخبار الأيام الأول والثاني. ويرّجح أن هذه الأسفار قد رتبت هكذا بالنسبة إلى زمن كتابتها.
أما المسيحيون فقد قسموا العهد القديم إلى أسفار تاريخية وشعرية ونبوية حسب ترتيبها في الترجمة اليونانية السبعينية.
ويقسم العهد الجديد إلى: الأناجيل – وأعمال الرسل – ورسائل بولس – والرسائل الجامعة – والرؤيا.
وقد يقسم أيضًا إلى: الكتب التاريخية – والتعليمية – والنبوية – وقد اختلفت النسخ في ترتيبها إذ وضع سفر أعمال الرسل في بعضها بعد الرسائل الجامعة أي رسائل يعقوب وبطرس ويوحنا ويهوذا. وقد قدمت رسائل بولس على سفر أعمال الرسل في النسخة السينائية.
وقد قام الإنجيلييون المعترضون “البروتستانت” protestants بحذف بعض الكتب القانونية من طبعاتهم للكتاب المقدس، ويُطلق عليها لقب الأسفار القانونية الثانية. ويوجد في هذه الصفحة عنوان لها.
4 – تقسيم الأسفار إلى إصحاحات وأعداد (آيات).
لم تقسم الأسفار المقدسة أولًا إلى إصحاحات وأعداد بل فقط إلى فصول للقراءة في أوقات معينة (لوقا 4: 16 – 21 واع 13: 15 و15: 21 و2 كو 3: 14) وقد قسم اليهود الناموس إلى 54 فصلًا حسب عدد البيوت في السنة اليهودية الكبيس ولكنهم لم يدققوا في ضبط قسمة الفصول في الأنبياء مع أن هذه الفصول كانت تقرأ مع فصول الناموس كل سبت. وقد قاموا بهذا التقسيم لكي يسهلوا القراءة على الأشخاص المعنيين لذلك. وقد قسم الماسوريون العهد القديم إلى أعداد في القرن التاسع للميلاد.
ونحو سنة 220 م. قسم امونيوس من الإسكندرية الأناجيل إلى فصول قصيرة – وبعد ذلك تم تقسيم بقية العهد الجديد بنفس الطريقة، إلى أن انتهى ذلك سنة 500 م. وكان آخر ما قسم منه سفر الرؤيا.
والذي قام بتقسيم الكتاب إلى إصحاحات هو، على الأرجح، ستيفن لانجتون رئيس أساقفة كنتربري المتوفي عام 1228.
أما التقسيم إلى أعداد المعول عليه الآن في العهد الجديد فقد قام به روبرت ستفانس الذي أدخله أولًا على نص العهد الجديد اليوناني – اللاتيني المطبوع في جنيف عام 1551 وقد استعملت بعد ذلك في الترجمة الإنجليزية المطبوعة في جنيف عام 1557 وقد أدخل روبرت ستفانس نفس التقسيم (إلى إصحاحات وأعداد) على الكتاب المقدس بأسره لأول مرة، وذلك في طبعة الفلجاتا التي نشرها عام 1555. (. وقد استعملت نفس الطريقة في الكتاب المقدس الإنجليزي الذي طبع في جنيف عام 1560 وقد انتشرت منها باقي اللغات.
ومع أن هذه التقسيمات مهمة جدًا للمراجعة فقد وقع فيها كثير من الأخطاء التي جعلتها لا تتناسب تمامًا مع المعنى الموجود فيها. لذلك أصلح كثير من هذه الأخطاء في بعض الترجمات العربية.
5 – جدول يتضمن عدد إصحاحات الكتاب المقدس وأعداده وكلماته.
أسماء الأسفار عدد الإصحاحات الأعداد الكلمات.
سفر التكوين 50 1542 20967.
سفر الخروج 40 1224 16733.
سفر اللاويين 27 859 12007.
سفر العدد 36 1388 16852.
سفر التثنية 34 964 14874.
سفر يشوع 24 677 10385.
سفر القضاة 21 681 10281.
سفر راعوث 4 85 1364.
سفر صموئيل الأول 31 806 13980.
سفر صموئيل الثاني 24 697 11460.
سفر الملوك الأول 22 816 13548.
سفر الملوك الثاني 25 720 12873.
سفر أخبار الأيام الأول 29 942 11083.
سفر أخبار الأيام الثاني 36 822 14542.
سفر عزرا 1 280 4117.
سفر نحميا 13 416 5632.
سفر استير 1 176 3268.
سفر أيوب 42 1099 9375.
سفر المزامير 150 2439 21902.
سفر أمثال سليمان 31 917 7797.
جمع م قبله 659 17541 233080.
سفر الجامعة 12 222 3233.
سفر نشيد الأناشيد 8 117 1345.
سفر نبوة اشعياء 66 1190 18573.
سفر نبوة ارميا 52 1364 22812.
سفر مراثي ارميا 5 153 1761.
سفر نبوة حزقيال 48 1253 20051.
سفر نبوة دانيال 12 358 6191.
سفر نبوة هوشع 14 197 2598.
سفر نبوة يوئيل 3 73 1033.
سفر نبوة عاموس 9 146 2231.
سفر نبوة عوبديا 1 21 318.
سفر يونان 4 48 741.
سفر نبوة ميخيا 7 105 1572.
سفر نبوة ناحوم 3 47 624.
سفر نبوة حبقوق 3 56 743.
سفر نبوة صفنيا 3 53 814.
سفر نبوة حجي 2 38 633.
سفر نبوة زكريا 14 211 3327.
سفر نبوة ملاخي 4 55 908.
جمع م قبله 929 23248 322597.
سفر إنجيل متى 28 1071 13508.
سفر إنجيل مرقس 16 678 8614.
سفر إنجيل لوقا 24 1153 14461.
سفر إنجيل يوحنا 21 876 12211.
سفر أعمال الرسل 28 1007 15005.
سفر رسالة رومية 16 433 5875.
سفر رسالة كورنثوس الأولى 16 437 5869.
سفر رسالة كورنثوس الثانية 13 257 3775.
سفر رسالة غلاطية 6 149 1949.
سفر رسالة افسس 6 155 1851.
سفر رسالة فيلبي 4 104 1448.
سفر رسالة كولوسي 4 95 1049.
سفر رسالة تسالونيكي الأولى 5 89 1195.
سفر رسالة تسالونيكي الثانية 3 47 638.
سفر رسالة تيموثاوس الأولى 6 114 1519.
سفر رسالة تيموثاوس الثانية 4 79 1054.
سفر رسالة تيطس 3 46 624.
سفر رسالة فيلمون 1 25 306.
سفر رسالة العبرانيين 13 303 4214.
سفر رسالة يعقوب 5 108 1409.
سفر رسالة بطرس الأولى 5 105 1556.
جمع م قبله 1156 30579 420709.
سفر رسالة بطرس الثانية 3 61 974.
سفر رسالة يوحنا الأولى 5 105 1629.
سفر رسالة يوحنا الثانية 1 13 208.
سفر رسالة يوحنا الثالثة 1 15 209.
سفر رسالة يهوذا 1 25 386.
سفر رؤيا يوحنا 22 504 6823.
المجموع 1189 31302 430938.
6 – الأسفار القانونية الثانية:
وهي أسفار في العهد القديم يؤمن بقانونيتها اليهود والأرثوذكس والكاثوليك من بعدهم.. إلى أن أتى الأخوة البروتستانت منذ بضعة قرون قليلة ورأوا أنها لا ترقى لمستوى الوحي الإلهي، وقاموا برفضها، واضعين أنفسهم تحت حكم الكتاب: “وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْذِفُ مِنْ أَقْوَالِ كِتَابِ هذِهِ النُّبُوَّةِ، يَحْذِفُ الله نَصِيبَهُ مِنْ سِفْرِ الْحَيَاةِ، وَمِنَ الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ، وَمِنَ الْمَكْتُوبِ فِي هذَا الْكِتَابِ” (سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 22: 19).
* انظر: أبوكريفا.
7 – ترجمات الكتاب المقدس:
يترجم الكتاب المقدس إلى اللغات المعروفة لمنفعة اللذين يجهلون اللغات الأصلية أو الذين يعرفونها جزئيًا.
وهذه الترجمات تؤخذ رأسًا عن اللغات الأصلية، وبعض الأحيان، عن ترجمات قديمة معروفة. وأشهر الترجمات القديمة المعروفة اليوم التي أخذت عن اللغات الأصلية رأسًا هي أربع:
(1) السبعينية.
(2) الترجمات.
(3) البشيطا السريانية.
(4) والفلجاتا اللاتينية.
وقد وجدت هذه الترجمات قبل أن يقوم الماسوريون بإثبات النص العبراني ولهذا فهي ذات قيمة دراسية كبيرة.
والأسفار الخمسة السامرية ليست ترجمة بل هي النص العبراني نفسه مكتوبًا بالحروف السامرية أو العبرانية القديمة وهي تحوي بعض الاختلافات الطفيفة عن نص الماسوريين العبراني. أما الترجمة السامرية فهي ترجمة الأسفار الخمسة المذكورة إلى اللهجة السامرية الحديثة.
8 – ترجمات العهد القديم وجدت قديمًا كما يستعملها اليهود.
(1) الكلدانية (الترجمات): لما رجع اليهود من السبي البابلي كانت اللغة التي يتكملونها هي الأرامية (تدعى تجاوزًا الكلدانية). وهي تختلف بعض الاختلاف عن اللغة العبرانية التي كان يتكلمها جدودهم ولذا فأصبح من الضروري ترجمة الأسفار لهم. وتسمى هذه الترجمة “ترجومات” وإليها يشار في نح 8: 8. وهي مفيدة جدًا اليوم إذ تبين كيف كان اليهود يفهمون بعض الجمل المستعصي فهمها علينا الآن.
(2) اليونانية (السبعينية): إن أشهر الترجمات اليونانية هي السبعينية وقد بدأ بترجمتها لجنة من العلماء اليهود تحت رعاية بطليموس فيلادلفوس عام 285 ق. م. وقيل إن عدد هؤلاء المترجمين كان اثنين وسبعين دعيت بالسبعينية – وهي التي كانت مستعملة في أيام المسيح وقد استشهد كتَّاب العهد الجديد وآباء الكنيسة الأولى بآياتها إما حرفيًا أو حسب المعنى. وهي التي ترجمت إلى اللاتينية وما زالت تعد من أسس الإيمان في بعض الكنائس الشرقية اليوم. وكان اليهود يزعمون أن الله أوحى للعلماء الذين قاموا بالترجمة السبعينية بكلمات هذه الترجمة، ولكن عندما أخذ المسيحيون يستشهدون بآياتهم ضد العادات والتعاليم اليهودية التي كانت سائدة في عصرهم عاد اليهود إلى الأصل العبراني الي لم يكن معروفًا للكثيرين وهملوا هذه الترجمة المنتشرة والتي كانت تشهد عليهم. والسبعينية ترجمت إسرائيل أماكن كثيرة بالمعنى لا بالحرف وهي تتضمن اليوم كتب الأبوكريفيا التي لم تكن في الأصل العبراني.
وهناك ترجمات أخرى يونانية موجودة في بعض المتاحف وأخرى لم يبقَ منها لدينا إلا آثار تدل عليها.
9 – الترجمات القديمة التي صنعت خصيصًا لأجل المسيحيين:
(1) الترجمات السريانية الدياتسرون:
قام أحد سكان وادي الفرات المدعو تيتان، وهو تلميذ سابق إسرائيل رومية ليوستنيانوس الشهيد، قام بحبك حوادث الأناجيل الأربعة في كتاب واحد أطلق عليه الاسم اليوناني “دياتسرون”. وقد انتشرت هذه المقابلة للأناجيل الأربعة، وكانت باللغة السريانية، انتشارًا واسعًا في كنائس سورية من أواخر القرن الثاني للميلاد حتى القرن الرابع أو الخامس. وهي اليوم موجودة في ترجماتها العربية واللاتينية وفي الترجمة الأرمنية للشرح الذي كتبه عنها القديس افرام. وفي أثناء الحفريات التي جرت عام 1933م. في قلعة رومانية على الشاطئ الغربي لمنطقة الفرات العليا وجد 14 سطرًا غير كاملة للدياتسرون باللغة اليونانية.
ترجمة الأناجيل في اللغة السريانية القديمة: انتشرت هذه الترجمة انتشارًا واسعًا في القرن الثاني للميلاد. وقد وجد إنجيلان ناقصان من هذه الترجمة. وجد أحدهما وليم كوريتون عام 1842 في دير السريان الموجود في وادي النطرون جنوبي غربي دلتا النيل. ووجدت الثاني اجنس سميث لويس في دير القديسة كاترينا عند جبل سيناء. ولا شك أنه كان للكنيسة السريانية ترجمة كاملة في اللغة السريانية القديمة للعهد الجديد كاملًا. ولكن هذه لم توجد كلها لغاية اليوم.
البشيطا أي “البسيطة”: ترجم العهد القديم إلى السريانية في القرن الثاني أو الثالث للميلاد من اللغة العربية. وقد أصلحت هذه الترجمة فيما بعد بالمقابلة مع الترجمة اليونانية. أما العهد الجديد فقد سهر على ترجمته وجمعه أسقف اديسّا (الرها) رابولا (عام 411 – 435م.). وقد قابل في ذلك الترجمة السريانية القديمة على مخطوطات يونانية متعددة. ولما كانت الكنيسة السريانية لم تقبل الرسائل الكاثوليكية الصغرى وهي رسائل بطرس الثانية ويوحنا الثانية والثالثة ويهوذا والرؤيا فقد بقيت البشيطا بدون هذه الكتب الخمسة.
الترجمة الفيلوكسينية الهرقلية للعهد الجديد: قام عام 508 م. أسقف هيرابوليس في سوريا اليعقوبي المدعو فيلوكسينس بترجمة العهد الجديد كله وقد ادخل، لأول مرة في الكتاب المقدس السرياني، الكتب الخمسة المذكورة أعلاه. وقد نقَّح هذه الترجمة تنقيحًا دقيقًا عام 616 م. توما الهرقيلي مستعينًا بمخطوطات كثيرة من مدينة الإسكندرية.
الترجمة السريانية الفلسطينية: ويرجع أصلها إلى أواخر القرن الخامس أو أوائل القرن السادس للميلاد. وأكثر المخطوطات الباقية لهذه الترجمة مقسمة بطريقة القراءات الكنسية. والأمر الذي يسترعي الانتباه في هذه الترجمة هو احتواءها على قصة المرأة التي أُمسكت في زنى (يوحنا 8: 2 – 11) مع انتشارها الواسع في الكنائس السريانية.
(2) الترجمات اللاتينية:
الترجمة القديمة: لقد وجدت ولا شك ترجمة للكتاب المقدس في اللغة اللاتينية القديمة حوالي أواخر القرن الثاني للميلاد لأنها كانت منتشرة كثيرًا في شمالي إفريقيا. ونرى أن ترتليانوس (150 – 220 م.) كان يُعرف أقسامًا كثيرة منها وقد استعملها أيضًا كبريانوس، اسقف قرطاجنة (200 – 258 م.) بكثرة. أما العهد القديم فيها فقد ترجم من الترجمة السبعينية اليونانية وليس من العبرانية.
الفلجتا أو الشعبية: لما دعت الحاجة في القرن الرابع إلى ترجمة لاتينية موحدة مقبولة اللغة، اطلب دماسوس أسقف رومية من إيرونيموس (340 – 420 م.) وكان أعظم علماء المسيحيين في عصره، أن يقوم بتنقيح العهد الجديد اللاتيني. وقد نشر تنقيحة للأناجيل بمقابلتها باللغة اليونانية عام 384 م. وكذلك ترجمتين للمزامير بمقابلتها بالترجمة السبعينية، أرسل أحداهما إلى رومية عام 384 م. والثانية إلى بلاد الغال (فرنسا) عام 387 – 39 م. وقد انتقل ايرونيموس إلى دير في بيت لحم عام 387 حيث ترجم العهد القديم عن اللغة العبرانية رأسًا بالمقابلة المستمرة مع الترجمات اليونانية. ولما كان قد بدأ درس اللغة العبرانية في حداثته فقد أكمل دراسته فيها في حال انتقاله إلى بيت لحم مستعينًا ببعض الأساتذة اليهود. وهكذا بدأ عمله في ترجمة الفلجاتا عام 390 م. وأنهاه عام 405 م. ولم يقدر معاصروه عظم هذا العمل الذي قام به والذي ما برح العالم المسيحي والكنيسة مديونين له فيه دينيًا عظيمًا جدًا.
(3) الترجمات القبطية والحبشية والغوطية والعربية والآرمنية والجورجانية والسلافية:
الترجمة القبطية: ظهرت هذه الترجمة بلهجات أشهرها الصعيدية والبحيرية. وكانت الصعيدية أقدم هذه الترجمات. ولكن البحرية هي التي قبلتها الكنيسة القبطية. ولا يمكننا تحديد وقت الترجمة بالتمام. ومن الممكن أنه وجدت أجزاء من العهد الجديد في اللهجة الصعيدية والبحيرية قبل نهاية القرن الثاني للميلاد، ومن الممكن أيضًا أن تكون ترجمة الكتاب المقدس إلى الصعيدية قد أكملت في القرن الثالث أو حوالي عام 350 م. أما ترجمته إلى البحيرية فقد أكملت بين عام 600 و650 م.
الترجمة الحبشية: تقول التقاليد أن المسيحية أُدخلت إلى بلاد الحبشة في أيام الملك قسطنطين (324 – 337 م.). وقد كرّس اثناسيوس بطريرك الإسكندرية فرومنتيوس السرياني (؟) أسقفًا على الحبشة قبل عام 370 م. وربما عام 330. ولما تنصر غرانا ملك اكسوم حوالي عام 340 م. تنصرت جميع مملكته أيضًا. ومن الممكن أن فرومنتيوس نفسه بدأ بترجمته الكتاب المقدس إلى اللغة الحبشية وهؤلاء القديسون هم الذين هربوا عام 451 من سوريا إلى مصر بعد مجمع خلقدونية بسبب عقيدتهم بالطبيعة الواحدة، وتوجهوا من مصر إلى الحبشة، ومن الممكن أنهم راجعوا هناك الترجمة الأصلية التي يقال أنها تمت في منتصف القرن الرابع عشر وما يليه بمراجعتها مع الترجمات العربية.
الترجمة الغوطية: نقل الكتاب المقدس إلى اللغة الغوطية عام 350 م. الأسقف اولفيلاس. ولم يترجم أسفار صموئيل الأول والثاني ولا الملوك الأول والثاني لأنه أدعى أنه من الخطر وضع هذه الأسفار بين أيدي الشعب الغوطي بسبب الروح الحربية الموجودة فيها. وهذه الترجمة هي أقدم اثر أدبي باق في أية لغة توتونية.
الترجمة العربية: إن انتشار الإسلام خارج حدود الجزيرة العربية بعد موت محمد (632 م.) تبعه ترجمات كثيرة للكتاب المقدس في اللغة العربية. ومن الممكن أن ترجمات جزئية وجدت قبل الإسلام وفي القرن السابع كان يستعملها مسيحيو الشرق. وإننا نعرف أكيدًا عن وجود ترجمة قام بها يوحنا أسقف إشبيلية في اسبانيا عام 724 قاصدًا أن يساعد المسيحيين والمغاربة بواسطتها. وقد اكتشفت حديثًا مخطوطات لأجزاء من الكتاب المقدس في مكتبة دير القديسة كاترين بعضها مؤرخ يرجع إلى القرن التاسع الميلادي وبعضها من غير المؤرخ ويرجع إلى القرن الثامن الميلادي وقد ترجم إسحاق فالسكيز عام 946 في قرطبة (اسبانيا) إنجيل لوقا (وربما بقية الأناجيل أيضًا) إلى اللغة العربية. ونقل سعديا جاون أو سعيد الفيومي (892 – 942 م.) العهد القديم من العبرانية إلى العربية لمنفعة يهود المشرق. وقد قام هبة الله ابن العسال بترجمة الكتاب المقدس من القبطية إلى العربية وذلك حوالي سنة 1250 ميلادية. وقد طبع الكتاب المقدس باللغة العربية في مجموعة باريس المتعددة اللغات (1645 م.) وفي مجموعة لندن (1675 م.) وبعض الأجزاء الموجودة في هاتين المجموعتين ترجمت من اللغة العبرية والبعض الآخر من اللغة السريانية كما أن أجزاء أخرى منه ترجمت من اللغة اليونانية، وكذلك نشرت ترجمة عربية للكتاب المقدس من روما سنة 1671 ميلادية تحت إشراف هيئة كان يرئسها الأسقف سركيس بن موسى الرزي.
الترجمة الارمنية: يقول الكاتب الارمني موسى الخوريني الذي عاش في القرن الخامس أن أول ترجمة للكتاب المقدس في اللغة الارمنية قام بها اسحق (البطريرك من 390 – 428 م.) وقد كانت من الترجمة السريانية. وكتب كوريون (القرن الخامس) أن مسروب مخترع الأبجدية الارمنية (406 م.) عمل عام 411 بمساعدة أحد الكتبة اليونانيين على ترجمة الكتاب المقدس كله من اللغة اليونانية وقد ابتدأ من سفر الأمثال.
الترجمة الجورجانية: المدعوة بحق “الأخت التوأم للترجمة الارمنية” وقد أُكملت في القرن السادس. واشتغل في ترجمتها عدة كتَّاب من اللغة الارمنية والسريانية مع أنها لم تخل من تأثير اليونانية.
الترجمة السلافية: قام بها في القرن التاسع كيريلوس ومتوديوس ولم يبقى منها اليوم سوى أجزاء قليلة.
10 – الترجمات الحديثة:
وما برح العلماء وجمعيات الكتاب المقدس دائبين على ترجمة الأسفار المقدسة إلى لغات العالم المعروفة حتى فاقت ترجمتها كاملة أو أجزاء الألف والمئة لسان ولهجة. ومن بين الترجمات العربية الحديثة تلك التي قام بها فارس الشدياق وطبعت سنة 1857 م. والترجمة التي قام بها عالي سمث وأكملها كرنيليوس فانديك بمعاونة بطرس البستاني وناصيف اليازجي والشيخ يوسف الأسير وطبعت في عام 1865 وقد قام الآباء الدومنيكان في الموصل بعمل ترجمة، تمت وطبعت في عام 1878 ثم قام الأباء اليسوعيون في بيروت بعمل ترجمة طبعة في سنة 1880. وتقوم جمعيات الكتاب المقدس في الشرق الأدنى بإعداد ترجمة جديدة تتمشى مع التقدم العلمي والاكتشافات الحديثة وتساير اللغة العربية في مرحلتها الحديثة. ولهذه الترجمة هيئة استشارية تتألف من خمس وستين عالمًا من مختلف البلدان وينتمون إلى مذاهب مسيحية متعددة.
اكتتاب: (لوقا 2: 2) كان الاكتتاب بأمر ملكي في كل العالم الروماني وجرى مثله بعد قيامة المسيح (أع 5: 37). أما اكتتاب كل من يوسف ومريم فيدل على أن هذا الاكتتاب جرى حسب عادة الرومانيين واليهود لأن الرومانيين كانوا يكتبون النساء أيضًا ويرجّح أنهم كانوا يجبروهن على الحضور إلى مكان الاكتتاب. ومما يستحق الاعتبار تدقيق لوقا الذي يتبين منه امتزاج العوائد الرومانية واليهودية في ذلك الاكتتاب الذي جرى في أيام الملك هيرودس اليهودي بأمر من الإمبراطور الروماني وقد ابتدأ ذلك الاكتتاب في ولاية كيرينيوس الأولى حوالي سنة 4 ق. م. ويظن أنه واصل عمل الاكتتاب في ولايته الثانية سنة 6 م.
كتابة
الكتابة نوعان الصورية والهجائية. وفي الكتابة الصورية (الهيروغليفية مثلًا) قد يعبر عن التصورات الذهنية بصورة تشبهها كصورة رجل للتعبير عن تصور الرجل أو برموز كصورة عين رمزًا إلى البصر والمعرفة وصورة أسد رمزًا إلى الشجاعة، إلخ.. أما الكتابة الهجائية ففيها تنوب العلامات عن الألفاظ الموجودة في الكلمات وذلك إما بجعل العلامة تدل على الكلمة برمتها أو على هجاء منها وهو الأكثر شيوعًا. والكتابة الصورية قديمة جدًا، وقد اشتهرت بنوع خاص في مصر حيث لا تزال إلى يومنا الحاضر ماثلة على جدران هياكلها ومدافنها وسائر آثارها الشهيرة. ولا تزال هذه الكتابة مستعملة بين بعض الأمم البدائية كالهنود الحمر ومنها آثار كثيرة باقية في بلاد المكسيك والبيرو على الأخص. وكانت الكتابة المسمارية Cuneiform التي اخترعها السومريون واستخدمها فيما بعد البابليون الآشوريون كتابة تصويرية في المبدأ ولا تزال آثار كثيرة محفوظة في أشور وبابل وبلاد الفرس وأول من اهتدى إلى حل رموزها هو جروتيفند من سنة 1800 إلى 1815.
أما كتابة مصر الهيروغليفية فقد بقيت معانيها مجهولة حتى اهتدى إلى حلها أحد العلماء الافرنسيين المدعو شامبليون عام 1822 م. وقد اثبت الكثير منها بعض الحوادث المذكورة في الكتاب المقدس.
وأما الكتابة الهجائية فقد أُخذت عن الكتابة الهيروغليفية واستخدمها الساميون الذين كانوا يعملون في المناجم في سيناء. وأقدم أثر باق من هذه الكتابة الهجائية هو ما اكتستة فيلندرز بيتري سنة 1905 في سرابيت الخادم في سيناء ويرجع إلى حوالي 1800 قبل الميلاد. ثم أدخل الفينيقيون تحسينات كثيرة على هذه الكتابة الهجائية وعنهم أخذها اليونان والرومان وغيرهم من الشعوب.
وكان اليهود أو بالأخص بعض منهم يعرفون الكتابة (خر 17: 14 و24: 4 وعد 33: 2 و2 صم 11: 14 و1 مل 21: 8 و9 2 مل 10: 1 و2 و6 و7). وأحرفهم مأخوذة من الفينيقية ولكنها امتازت عنها مع تمادي الزمن. (وللأدوات التي كتب بها اطلب: “قلم” وللمواد اطلب: “حبر” ولما كتب عليه اطلب: “كتاب” إلخ.).
ومن المعروف الآن أن الكتابة كانت منتشرة في أور الكلدانيين قبل أن يرحل عنها إبراهيم الخليل بعدة قرون، وفي مصر عدة قرون قبل أن يسكن بنو إسرائيل على ضفاف النيل. وكانت أيضًا مستعملة في مدن كنعان وقتًا طويلًا قبل أن يستولي العبرانيون عليها.
وقد كتب العبرانيون أثناء رحيلهم من مصر (تث 31: 24) ونقشوا الناموس على المذابح (خر 28: 4 و8 ويش 8: 32). وحفروا كلمات على أحجار كريمة ومعادن (خر 39: 14 و30). وقد كتب شاب من سكوت في أيام جدعون أسماء أمراء وشيوخ سكوت الـ 77 (قض 8: 14).
وكانت كتابة بابل المسمارية القديمة تنقش إما على فخار طري ثم يُشوى بالنار أو على ألواح حجرية أو معدنية أو على حجار كريمة تصنع منها الأختام.. وكانت الرسائل المرسلة من كنعان إلى فراعنة مصر، وفي القرنين الخاس عشر والرابع عشر قبل الميلاد مكتوبة على ألواح خزفية. وهذه الألواح هي التي أصبحت تعرف بين العلماء باسم لوحات تل العمارنة. وقد كتب المصريون على الحجارة والبابيروس (ورق البردي) قبل سكن بني إسرائيل بينهم بزمن طويل.
ومن رسائل العهد الجديد نرى أنَّ المؤلف ربما كان شخصًا والكتاب شخصًا آخر. ثم يضيف المؤلف إلى آخر الرسالة أو المؤلف كلامًا يدل على أنه المؤلف لها (1 كو 16: 21 وكو 4: 18 و2 تس 3: 17). وقد أضاف ترتيوس كاتب بولس كلامًا من عنده إلى رسالة بولس للرومانيين (رو 16: 22) أما خط بولس فكان بحروف كبيرة (غل 6: 11).
مكتوب
كانت مكاتيب القدماء على هيئة لفائف. ولا تزال هذه الهيئة مستعملة إلى أيامنا هذه في بعض الأماكن. ثم إنه إذا كان المكتوب موجهًا إلى شخص من طبقة أدنى من طبقة الكاتب أُرسل إليه منشورًا (أي كتابًا مفتوحًا) كما في (نح 6: 5). أما إذا كان إنسان من طبقة الكاتب أو من طبقة أعلى من طبقته فإنه كان يرسل إليه مختومًا أو موضوعًا في كيس.
كَتيبة إيطالية
وهو “كمهورت” الإيطالي وكان في قيصرية (أع 10: 1) وكان كرنيليوس قائد مئة فيها.
كِتّيم
(تك 10: 4 وعد 24: 24 و1 أخبار 1: 7 واش 33: 1 و12 ار 2: 10 وحز 27: 6 ودا 11: 30) يرجح أنها قبرس. وقد قال البعض أنها كانت اسمًا يطلق على الجزائر والشواطئ غربي فلسطين. كما كان يطلق أيضًا في عصر المكابيين على مقدونية (1 مكا 1: 1).
كَتِف
احناء الكتف (تك 49: 15) يدل على العبودية، والكتف المعاندة (نح 9: 29) دلالة على التمرد، ويقال أن الرئاسة على كتفه (اش 9: 6) أي على مسؤوليته الشخصية، والمفتاح على الكتف (اش 22: 22) دلالة على السلطة والقوة.
أكتاف
(1 مل 7: 30) أقسام بارزة أو ناتئة تحت المرحضة.
كَتّان
نبات معروف يستعمل في نسيج بعض الأقمشة (خر 9: 31). وكان أحسن أنواعه ينبت في مصر (اش 19: 9) ز وقد أكثر القدماء من استعماله وكانوا يضعونه على السطح لينشف (يش 2: 6). ويعملون منه فتائل القناديل (قض 16: 9). ولم ولم تستنكف النساء الشريفات من غزله (ام 31: 13) وقد استعمل كثيرًا في سجف وحجب خيمة الاجتماع. ثم في الهيكل وفي ثياب الكهنة (لا 16: 4 و2 أخبار 3: 14 و5: 12). ومنه بعض ثياب الصبي صموئيل وكهنة نوب وداود النبي عندما أصعد تابوت العهد من بيت عوبيد ادوم وكذلك الرجل الذي رآه حزقيال وذاك الذي عزى دانيال (1 صم 2: 18 و22: 18 و2 صم 6: 14 وحز 9: 2 ودا 10: 5). وقد لفّ يوسف الرامي جسد الرب يسوع به قبل وضعه في القبر (متى 27: 59 ولوقا 23: 53).
والكتان نبات من الفصيلة النجيلية، وثمة بضع كلمات عبرية تستخدم في الكتاب المقدس للإشارة إلى هذا النبات. وكانت تستخدم ألياف النبات في صنع الأقمشة الكتانية، كما كانت تعصر بذوره لاستخراج زيت الكتان منها. ولنبات الكتان زهور زرقاء جميلة في حجم الحمص. وبعد معالجة الألياف، بفضل البذور، ثم التعطين والتجفيف والتكسير والتمشيط (إش9: 19)، كانت تقوم النسوة بغزلها ونسجها (أم13: 31 و19 و24). وقد عرفت زراعته واستخداماته منذ عهود بعيدة، فقد خبأت راحاب الجاسوسين بين “عيدان كتان لها منضدة على السطح” (يش6: 2). وقد جاء في تقويم “جازر” (الذي يرجع إلى نحو عام1,000 ق. م.) في السطر الرابع: “في هذا الشهر يُعزق الكتان”.
وكان أفضل أنواعه يزرع في مصر، ومنها يصدر إلى مختلف البلدان. والكتان اليابس مادة سريعة الاشتعال (قض14: 15، إش31: 1).
وكانت خيوط الكتان توشى بألوان مختلفة (أم16: 7)، وكان الأحمر منها يسمى بالكتان الملوكي. ويقول حزقيال النبي في وصف ما كانت عليه “صور” قديمًا من عظمة: “كتان مطرز من مصر هو شراعك ليكون لك راية” (حز7: 27). وقد ألبس فرعون ملك مصر، يوسف “ثياب بوص” (أي كتان نقى – تك42: 41).
وكان الكتان (البوص المبروم أو البز) يدخل في صناعة رداء الكاهن وزنار شده مع ذهب وأسمانجوني وأرجواني وقرمز (خر28: 6 و8)، وكذلك في صدرة القضاء (خر28: 15)، وأقمصة الكهنة وسراويلهم (خر28: 29 و42)،. ونعرف من نبوة حزقيال أن السبب في أختيار الكتان – وليس الصوف – لصناعة ثياب وعصائب وسراويل الكهنة، هو لكي لا يلبسوا “ما يعرِق” (حز44: 17 و18).
وكان رئيس الكهنة “يلبس قميص كتان مقدسًا، وتكون سراويل كتان علي جسده. ويتمنطق بمنطقة كتان، ويتعمم بعمامة كتان. إنها ثياب مقدسة” عند دخوله إلي قدس الأقداس في يوم الكفارة العظيم (لا16: 4 و23).
وقد استخدم بنو إسرائيل الكتان الذي أخذوه معهم من مصر في صنع شقق خيمة الشهادة (خر26: 1)، والحجاب (خر26: 31)، وسجف المدخل (خر26: 36). وكان صموئيل يحدم أمام الرب وهو “متمنطق بأفود من الكتان” (1صم2: 18) وكان داود الملك “متمنطقًا بأفود من كتان” وهو يرقص أمام تابوت الله عند إحضار التابوت من بيت عبيد أدوم إلي أورشليم (2صم 6: 14). والرجل الذي ظهر في رؤيا حزقيال، والذي أمره الرب أن يعبر في وسط المدينة “سمة علي جباه الرجال الذين يئنون ويتنهدون علي كل الرجاسات المصنوعة في وسطها”، كان يلبس ثوبًا من كتان (حز9: 2 – 4). وكذلك الرجل الذي رآه دانيال في رؤياه عند نهر الدجلة، كان يلبس كتانًا (دانيال 10: 5، 12: 7).
ويقول الرب لأورشليم (ممثلة لشعبه القديم): “ألبستك مطرزة، ونعلتك بالتخس، وأزرتك بالكتان، وكسوتك بزًا (حز16: 10 و13).
ويقول الحكيم عن المرأة الفاضلة: “تعمل لنفسها موشيات. لبسها بوص (كتان نقي) وأرجوان” (أم31: 22). و “خرج مردخاي من أمام الملك بلباس ملكي… حلة من بز (كتان نقي) وأرجوان” (أس8: 15).
ويُذكر “البز” (الكتان النقي) في العهد الجديد، في مثل الغني ولعازر (لو16: 19). وعندما أخذ يوسف الرامي جسد الرب يسوع بعد الصلب “لفَّه بكتان نقي” (مت27: 59، مرقس15: 46، لو23: 53).
ويُذكر الرائي أن المدينة العظيمة الزانية، رمز الارتداد، كانت في ادعائها الكاذب “متسربلة ببز وأرجوان وقرمز” (رؤ18: 16). وأن عروس المسيح “أعطيت أن تلبس بزًا نقيًا بهيًا، لأن البز هو تبررات القديسين (رؤ19: 8). كما رأي أن” الأجناد الذين في السماء كانوا يتبعونه علي خيل بيض لابسين بزًا أبيض ونقيًا (رؤ19: 14).
كِتْليش
نوع من الصموغ يسيل من بعض أنواع شوكة المعز Astragalus من جملتها شوكة المعز الحاملة الصمغ Astragalus gunmmifer التي تنبت في أعالي جبال لبنان وفلسطين وسوريا وتركيا والكثيراء ترد على هيئة كتل بيضاء أو صفراء أو سمراء لا طعم لها إذا وضعت في الماء انتفخت وكونت سائلًا لزجًا. وكانت من بضاعة فلسطين في أيام يعقوب (تك 37: 25 و43: 11). وتستعمل في الصنائع للتعزية وفي الطب للتلطيف والتصميغ.
كثيراء
نوع من الصموغ يسيل من بعض أنواع شركة المعزى Astagalus من جملتها شوكة المعزى الحاملة الصمغ gummifer Astagalus التي تنبت في أعالي جبال لبنان وفلسطين وسوريا وتركيا والكثيراء ترد على هيئة كتل بيضاء أو صفراء أو سمراء لا طعم لها وإذا وضعت في الماء انتفخت وكونت سائلًا لزجًا. وكانت من بضاعة فلسطين في أيام يعقوب (تك 37: 25 و43: 11). وتستعمل في الصنائع للتغرية وفي الطلب للتلطيف والتصميغ.
كُحْل | كحلاء
الكحل مسحوق أسود تستخدمه النساء لتجميل العيون وصيانتها، وكذلك لتجميل الحواجب. وقد ذكر الكحل في العهد القديم في أربعة مواضع:
(1) – عندما جاء ياهو إلي يزرعيل “وسمعت إيزابيل كحلت بالأثمد عينها وزينت رأسها” (2مل9: 30)، وذلك في محاولة لإغراء “ياهو”.
(2) – يخاطب الرب أورشليم بأعتبارها زانية – علي لسان أرميا النبي قائلًا: “وأنت أيتها الخربة، ماذا تعملين؟ إذا لبست قرمزًا، إذا تزينت بزينة من ذهب، إذا كحلت بالأثمد عينيك، فباطلًا تحسنين ذاتك، فقد رزلك العاشقون” (أرميا4: 30).
(3) – يخاطب الرب أورشليم أيضا علي فم حزقيال النبي، باسم أهوليبة، قائلًا: أن الرجال “الذين لأجلهم أستحممت، وكحلت عينيك وتحليت بالحلي” (حز23: 40) سيستخدمهم الرب لتأديبها.
(4) – كان اسم أبنة أيوب الثالثة “قرن هفوك” “أي قرن الكحل” (أى 42: 44).
وفي الشواهد الثلاثة الأولي يرتبط استخدام الكحل بنساء شريرات، ولكن ليس معني هذا أن الكحل لم يكن يستخدمه إلا هذا الصنف من النساء، فقد أطلق أيوب علي أبنته الثالثة “قرن الكحل، ولابد أن هذا الاسم كان يشير إلي جمال عينيها، إذ نقرأ أنه” لم توجد نساء جميلات كبنات أيوب في كل الأرض “(أى42: 45).
فكان الكحل يستخدم لإبراز جمال عيون المرأة وقد وجد الكثير من المكاحل في مقابر قدماء المصريين وغيرهم. كما تبدو صور الكثيرات من النساء الجميلات (مثل نفرتيتي) وقد زين عيونهن بالكحل.
والأرجح أن الكحل الذي كان يستخدم في عصور العهد القديم، كان مسحوق مادة الجالينا (كبريتيد الرصاص)، وهي مادة ذات لون رمادي أزرق ولها بريق معدني.. كما كان الكحل يصنع – وبخاصة في العصر الروماني – من ثالث كبريتيد الأنتيمون، وهو مادة ذات لون رمادي رصاصي لها بريق معدني. وقد ذكرت هذه المادة بين ما أرسله الملك حزقيا ملك يهوذا، جزية إلى سنحاريب ملك أشور، كما جاء في حوليات أشور.
وكان من بين المواد التي هيأها الملك داود لابنه سليمان لبناء الهيكل، “حجارة كحلاء” (1أخ2: 28). أي شديدة السواد.
ويأمر الرب الرسول يوحنا أن يكتب إلى ملاك كنيسة اللاودكيين: “كحل عينيك بكحل لكي تبصر” (رؤ18: 3). وكانت لاودكية تشتهر بصناعة الكحل، فكان يسمى “مسحوق فريجية”. وكان يستخدم لتجميل العيون، ووقايتها ولتقوية النظر. وكان الرب قد قال لملاك كنيسة اللاودكيين: “ليست تعلم أنك أنت الشقي والبائس وفقير وأعمى وعريان” (رؤ17: 3)، فقد كان المؤمنون هناك عميانًا روحيًا في حاجة إلى أن تستنير أذهانهم بعمل الروح القدس ليعملوا حقيقة دعوتهم.
كدرلعومر
(أو كدرلعومر) اسم عيلامي معناه “عبد الإله لعومر” ملك عيلام ويظهر أنه كان متسلطًا على بابل. وقد تحالف في أيام إبراهيم مع أمرافل ملك شنعار Shinar وأريوك ملك الاسار وتدعال ملك جوييم فأخضعوا مدن الدائرة حول البحر الميت مدة اثنتي عشرة سنة. ثم عصت هذه المدن في السنة الثالثة عشر فهاجمها كدرلعومر مع حلفائه وضرب القسم الموجود شرقي الأردن منها. من باشان جنوبًا وهي أرض ادوم حتى رأس البحر الأحمر وهي البلاد التي سكن فيها العمالقة فيما بعد والسهل الموجود حول البحر الميت. فاستطاع بواسطة انتصاره هذا أن يتحكم في طرق القوافل المسافرة من البلاد العربية قرب رأس البحر الأحمر إلى مصر وكنعان والشمال. ولكنه سبا لوطًا ابن أخ أبرام معه من سدوم مما جعل ابرام يلحق به مع خدامه وحلفائه ويسترجع منه لوطًا والغنيمة التي أخذها (تك 14: 10 – 16). ولم يكن غريبًا حتى في الأيام البعيدة أن يقوم ملك بابلي بحملة على سوريا وفلسطين.
كدس | كدائس
الكدس هو الحصيد يُجمع بعضه فوق بعض (انظر خر 22: 6، قض 15: 5) ويقول أليفاز التيماني لأيوب: ” تُدخل المدفن في شيخوخة كرفع الكدس في أوانه” (أي 5: 26) أي كرفع الحنطة بعد درسها وتذريتها.
كَران
اسم سامي ربما كان معناه “مثل الحمل” وهو حوري من أولاد يشان (تك 36: 26 وقارنه مع 1 أخبار 1: 41).
كُرّات
نوع من البصل معروف في مصر (عد 11: 5). أما الكلمة العبرانية “حاصير” المترجمة هنا بالكراث فقد وردت اثنتين وعشرين مرة في العهد القديم فترجمت غالبًا بعشب، فظن البعض أن المراد بها في هذا الموضع أيضًا الأعشاب التي تصنع منها أنواع السلطات كالخس وغيره ولكن ترجمتها في ترجوم انقيلوس وفي السبعينية والفلجاتا والبشيطا تبين أنها تشير إلى الكراث الذي يسمى باللاتينية Allium Porrum.
مقياس الكُرّ
(حز 45: 14) عشرة أبثاث ويعادل الحومر.
كرز | الكرازة
الكرازة هي المناداة علنًا بالإنجيل للعالم غير المسيحي، فهي ليست المواعظ الدينية لجماعة مغلقة من المبتدئين، لكنها التبشير العلني بعمل الله الفدائي بالمسيح يسوع، فالفكرة الشائعة عن أن الكرازة هي تفسير الكتاب والوعظ، قد حجبت المعنى الأساسي للكلمة·.
(1) العبارات الكتابية الخاصة بالكرازة:
أكثر الأفعال المستخدمة في العهد الجديد في اليونانية – لتأدية معنى الكرازة أو البشارة، يعود بنا إلى المعنى الأساسي للكرازة فهو “كيريسو” (Kerysso) أي يعلن أو ينادي وتستخدم نحو 60 مرة، وكان “المنادي” في العهد القديم شخصية مهمة، إذ كان رجلًا صاحب مكانة، يستخدمه الملك أو الدولة لإعلان القوانين والأوامر والأحكام العامة والمناداة بها للشعب. فالكرازة هي المناداة ببشارة الخلاص. لذلك يستخدم الفعل “يبشر” ومشتقاته أكثر من خمسين مرة لتأكيد طبيعة الكرازة·.
فيجب التمييز بين الكرازة (كيريجما – Keregma – Kerygma) والتعليم (didache – ديداكي، ديداخي) فيقول متى البشير: “وكان يسوع يطوف كل الجليل يعلم في مجامعهم ويكرز ببشارة الملكوت ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب” (مت 4: 23). ويقول الرسول بولس إن الرب “أعطى البعض أن يكونوا رسلًا، والبعض أنبياء والبعض مبشرين، والبعض رعاة ومعلمين (أف 5: 11). ومع اختلاف الكرازة عن التعليم، فإن لكليهما أساسًا واحدًا، فالكرازة هي التبشير بما فعله الله في المسيح لأجلنا، والتعليم يختص بما يضعه هذا العمل من التزام اخلاقي على المؤمن بالمسيح، وما يجب أن يتحلى به من سلوك·.
ورغم حصر الكرازة في هذه الحدود لتأكيد معناها الجوهري في العهد الجديد، فليس معنى هذا أنه لم تكن ثمة كرازة في العهد القديم، فقد كان الأنبياء ينادون برسالة الله بدعوة من الله، فقد أمر الرب يونان أن يذهب إلى نينوى وينادي عليها (يونا 1: 1، 3: 1) ويقال عن نوح إنه كان “كارزًا للبر” (2بط 2: 5) واستخدامت الترجمة السبعينية كلمة (Kerysso) “يكرز” بمعنى ينادي (يؤ 1: 14)، “ويعتف” (زك 9: 9) و “يبشر” (إش 61: 1) كما أن كلمة “الجامعة” (جا 1: 1 و12) تعني من يجمع جماعة من الناس ليخاطبهم ويقول الرسول بولس عن الإنجيل: “الذي جعلت أنا له كارزًا ورسولًا (1تي 2: 7).
(2) خصائص الكرازة في العهد الجديد:
لعل أبرز خصائص الكرازة هو أنها إلزام سماوي فيقول الرب يسوع لتلاميذه: “لنذهب إلى القرى المجاورة لأكرز هناك أيضًا لأني لهذا خرجت” (مرقس 1: 38). ويقول بطرس ويوحنا لرؤساء اليهود: “لأننا لا يمكننا أن لا نتكلم بما رأينا وسمعنا “(أع 4: 20). ويقول الرسول بولس: “إن كنت إبشر فليس لي فخر إذ الضرورة موضوعة عليَّ، فويل لي إن كنت لا أبشر” (1كو 9: 16) ·.
وليست الكرازة مجرد سرد حقائق أدبية، ولكنها مواجهة الله نفسه للإنسان ليتخذ قراراه، وهذا النوع من الكرازة يلقي مقاومة شديدة، فنرى الرسول بولس يعدد الآلام التي تحملها من أجل الإنجيل (2كو 11: 23 – 28) ·.
ومن خصائص الكرازة الرسولية، شفافية الرسالة وطهارة الدافع، فحيث أن الكرازة تتطلب الإيمان، فيلزم أن تكون صريحة خالصة، لا تطغي عليها بلاغة حكمة أو فصاحة لسان (1كو 1: 17، 12: 1 – 4) فقد أبي الرسول بولس أن يستعين بالمكر والخداع وغش كلمة الله، بل سعى إلى مدح نفسه أمام ضمير كل إنسان بالمجاهرة بالحق (2كو 4: 2) فإن العمل الأساسي في قلب الإنسان ووعيه، هو الولادة الجديدة التي لا تحدث “بكلام الحكمة الإنسانية المقنع، بل ببرهان الروح والقوة “(1كو 2: 4) بتقديم الإنجيل في كل بساطته وقوته.
(3) الطبيعة الجوهرية للكرازة:
تعلن لنا الأناجيل أن يسوع المسيح جاء لينادي بملكوت الله، ويقول الرب نفسه (لو 4: 16 – 21) إن مجيئه كان إتمامًا لنبوة إشعياء عن مجيء المسيا الذي به يتحقق ملكوت الله، الذي يعني “سيادة الله كملك”، فسيادة الله الأبدية كانت تغزو مملكة قوى الشر، وتحرز النصرة الفاصلة.. وكان هذا هو الفحوى الأساسية لكرازة الرب يسوع·.
وعندما ننتقل من الأناجيل الثلاثة الأولى، إلى سائر أسفار العهد الجديد، نلاحظ تغييرًا هامًا في التعبير، فعوضًا عن ملكوت الله نجد المسيح هو موضوع الرسالة، فأصبحت الكرازة هي المناداة “بِالْمَسِيحِ مَصْلُوبًا” (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 1: 23)، و “الْمَسِيحُ يُكْرَزُ بِهِ أَنَّهُ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ” (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 15: 12) و “ابْنَ اللهِ يَسُوعَ الْمَسِيحَ، الَّذِي كُرِزَ بِهِ بَيْنَكُمْ” (رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 1: 19)، و “نَكْرِزُ.. بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبًّا” (رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 4: 5)، و “إذ كان العالم في حكمة الله، لم يعرف الله بالحكمة استحسن الله أن يُخلّص المؤمنين بجهالة الكرازة” (1كو 1: 21). وتغيير مركز الثقل في الكرازة، جاء نتيجة تلك الحقيقة الواضحة، وهي أن “المسيح هو الملك لقد انتظر اليهود إقامة ملكوت عالمي شامل يحكمه الله، ولكن كان موت المسيح وقيامته، النقطة الفاصلة في التاريخ البشري، وبإتمام الفداء بموت ابن الله وقيامته، استطاعت الكنيسة أن تكرز – بعبارات صريحة قاطعة – بالمسيح ربًا ومخلصًا، فهو الملك الحقيقي. لقد كانت رسالة الكنيسة هي الكرازة بموت الرب وقيامته وصعوده وجلوسه عن يمين العظمة في الأعالي.
كِرْسَنَّة
وردت هذه الكلمة في حز (حز 4: 9) وهي ترجمة اللفظة العبرانية “كصمث”. وقد وردت في موضعين آخرين من الكتاب المقدس (خر 9: 32 واش 28: 25) فترجمت قطاني. أما الكرسنة فهي نوع من الحبوب المعروف شبيهه بالعدس يزرع كثيرًا في فلسطين وسوريا والديار المصرية.
. كرسي | كراسي
كان أهل الشرق القدماء يجلسون غالبًا على الأرض أو الحصر أو السجاد كعادة بعض الشعوب الآن أيضًا. ولكنّ العبرانيين الأغنياء أخذوا يتكئون على الأسرة وقت الأكل شأن ملوك أشور (عا 6: 4). وكانت تلك أيضًا عادة اليونان والرومان. وكان العبرانيون يستعملون الدواوين والكراسي (2 مل 4: 10). وكانت الكراسي مقاعد وعروشًا للملوك (1 مل 2: 12 و7: 7) فكان كرسي سليمان (1 مل 10: 18 – 20) عظيمًا مزخرفًا أكثر من سائر الملوك وكان مصنوعًا من عاج مغشى بالذهب وله ست درجات على كل منها أسد من هنا وأسد من هناك، اثنا عشر أسدًا كعدد الأسباط الاثني عشر. ووراء الكرسي رأس مستدير وبجانب كل من يديه أسد. وكان الملوك إذا جلسوا على الكراسي يلبسون الثياب الملكية (1 مل 22: 1 واع 12: 21). وقد تستعمل لفظة الكرسي للدلالة على المُلك (تك 41: 40 و2 صم 3: 10) بل قد تستعمل مجازًا للدلالة على مُلك الله (مز 45: 6 و89: 4 و14 وعب 1: 8). وجاء في الكتاب المقدس أن السماء كرسي الله (مت 5: 34 واع 7: 49). وان الرسل سيجلسون على اثني عشر كرسيًا (مت 19: 28) مع المسيح على كرسي مجده. ويراد بكرسي موسى (مت 23: 2) سلطته التعليمية. والمكان الذي كانت تقرأ منه كلمات التوراة وقت العبادة.
كَرِشَ
كَرِش الجلد: أي تقبَّض.
ويقول أيوب: “لبس لحمي الدود مع مدر التراب، جلدي كرش وساخ “(أي 7: 5) أي تقبَّض وانخفس.
كَرْشَنا
اسم فارسي ربما كان معناه “فلاح” وهو أحد أمراء فارس في قصر الملك احشويروش (اس 1: 14).
الكراع | الأكارع
الكراع من الإنسان ما دون الركبة إلى الكعب، ومن الدابة قوائمها، وهي بنفس اللفظ في العبرية، وقد أمر الرب بني إسرائيل أن يأكلوا خروف الفصح “مشوياً بالنار رأسه مع أكارعه وجوفه” (خر 12: 9) وأن يوقد على المذبح كبش المحرقة بعد تقطيعه إلى قطعه وغسل جوفه وأكارعة (خر 29: 7، لا 1: 9 و13، 4: 11 و20، 8: 21، 9: 14).
وكان يعتبر طاهراً من جميع دبيب الطير الماشي على أربع، ماله كراعان فوق رجليه يثب بهما على الأرض” (لا 11: 21).
ويقول عاموس النبي: “هكذا قال الرب:” كما ينزع الراعي من فم الأسد كراعين أو قطعة أذن، هكذا يُنتزع بنو إسرائيل “(عا 3: 12) أي أنه لن ينجو منهم سوى العدد القليل.
كَرْكَسَ
Carcas اسم فارسي معناه “صارم”، وهو أحد الخصيان السبعة الذين كانوا يخدمون بين يدي أحشويروش ملك فارس، وأرسلهم للإتيان “بوشتي” الملكة إليه في الوليمة بتاج المُلك ليري الشعوب والرؤساء جمالها، ولكنها أبَت أن تأتي معهم (أس 1: 10 – 12).
كَرْكُم
(نشيد 4: 14) هو نبات الزعفران المعروف Crocus sativus. وقد نبت في جنوبي أوربا وفي آسيا من زمان بعيد جدًا. لون زهره كلون البنفسج الفاتح تتخلله خطوط حمراء. تجفف أقلامه (قضبانه) ثم تطحن أو تعصر فتعطي مادة صفراء تستعمل للصباغة والتلوين. كانت الغرف والثياب ترش قديمًا بماء مخلوط بالكركم وكان زيت الزيتون يمزج به ويستعمل كمرهم. كانت الأطعمة، وما زالت، وبالأخص الأرز تصبغ به فتكسب طعمًا مألوفًا ورائحة زكية. وكان كذلك يستعمل في تركيب الأدوية.
* انظر أيضًا: الفاغية، قصب الذريرة، الناردين، الفاغية، اللبان، المر، الميعة، السليخة.
كَركَميش عاصمة الحثيين الشرقية
عاصمة الحثيين الشرقية وكانت غربي نهر الفرات عند فرضة في النهر وشمالي مكان التقائه بساجور ولما كانت ذات موقع تجاري هام، فقد أصبح غناها عظيمًا. وقد استوفى منها أشور ناصر بال ملك أشور (885 – 860 ق. م.) جزية كبيرة جدًا. ولما استولى عليها سرجون عام 717 ق. م. سقطت بسقوطها الإمبراطورية الحثية (اش 10: 9). وقد هزم فيها نبوخذنصر الفرعون نخو ملك مصر في موقعة عظيمة حاسمة عام 605 ق. م. (2 أخبار 35: 20 وار 46: 2). وسميت كركيسيوم عند الرومان. ويدعى موقعها اليوم جرابلس.
(1) – موقع كركميش:
يرجح أن معناها “قلعة كموش” (وكموش هو معبود الموآبيين). وكانت مدينة هامة في الشمال الغربي من بلاد النهرين على أعالي الفرات، وعلى الضفة الغربية منه. وكانت تقع في نقطة إستراتيجية بالقرب من المخاضة الرئيسية في أعالي الفرات، فكانت تمر بها المتاجر ما بين الشرق القديم، كما كانت مركزًا إداريًا هامًا في الإمبراطورية الحثية التي وجدت في رأس شمرا (أوغاريت).
(2) تاريخ كركميش القديم:
ورد ذكر كركميش في الوثائق الأشورية والبابلية والمصرية القديمة منذ بداية الألف الثانية قبل الميلاد، وذلك في قائمة وُجدت في “سبَّار” ترجع إلى عهد “آمي صدوقا” (حوالي 1900 ق. م). وقد غزاها تحتمس الثالث في القرن الخامس عشر قبل الميلاد. ثم استولي عليها “سبلو لوماس” ملك الحثيين في 1340 ق. م. وبعد ذلك جاء ذكرها في قصائد الشاعر المصري القديم “بنتأور” الذين يشير إلى شعب كركميش المتحالفين مع شعوب أرفاد وحلب وجوزان ليكونوا جزءًا من جيوش ملك الحثيين “حاتوسيل” الذي دارت معركة قادش الشهيرة بينه وبين فرعون مصر رمسيس الثاني.
وأول ملك أشوري ذكر كرميش هو تغلث فلاسر الأول (حوالي 1268 ق. م.) إذ يذكر أنه اجتاح البلاد “من أرض شوحو (الشوحيين) إلى كركميش في بلاد حتو” (الحثيين) في يوم واحد.
بعد ذلك جذبت المدينة أنظار ملك أشور “اشور ناصربال الثاني” (884 – 859 ق. م) الذي بدأ في الثامن من شهر أيار في نحو 870 ق. م. في غزو تلك المنطقة وأخذ “ابن بيت حياني” – بعد ذلك بقليل – من سنجارا (حوالي 875 – 825 ق. م) ملك كركميش الذي وصفه بأنه “ملك الحثيين”. وكانت هذه الجزية تتكون من عشرين وزنة من الفضة وأمتعة كثيرة من الذهب، ومائة وزنة من النحاس 520 وزنة من الحديد وأثاث ومركبات وخيل – أي أنه أخذ كنزًا ضخمًا، كما أخذ منه شلمناسر الثاني (859 – 824 ق. م.) ابن اشور ناصر بال، جزية ضخمة نشت على الغطاء البرونزي لبوابات “بالاوات” وكانت تتكون من “ وزنتين من الذهب، 70 وزنة من الفضة 80 وزنة من البرونز، 100 وزنة من الحديد، 30 وزنة من الأنسجة الأرجوانية. 500 قطعة سلاح، وابنته ومهرها، ومائة فتاة من بنات عظمائه، 500 ثور، 5,000 شاة كما فرض عليه جزية سنوية، ويسجل النقش صفين طويلين من حملة الجزية. وفي الصف الاسفل موكب الاميرة التي تبدو أن أباها كان برفقتها لمقابلة ملك أشور ويذكر “شمس هدد” بن شلمنأسر الثاني – كركميش بأنها على الحدود الغربية لإمبراطوريته.
وبعد سقوط الإمبراطورية الحثية في 1200 ق. م. احتفظت كركميش بثقافتها الحثية، وأصبحت مدينة حثية مستقلة. ورغم دفعها الجزية لملوك اشور – كما سبق القول – فكثيرًا ما كانت تشتعل الحروب بينها وبين أشور.
وفي 717 ق. م. دمر سرجون الثاني ملك أشور (722 – 705 ق. م) المدينة وأسر ملكا “بزيريس”، ونقل سكانها منها، وأسكن الاشوريين مكانهم (ارجع إلي إشعياء 10: 9). ولكن المدينة نهضت مرة أخرى واستعادت أهميتها بعد سقوط نينوى في 612 ق. م. ولكن احتلها بعد ذلك (في 609 ق. م) نخو الثاني فرعون مصر (ارجع إلى 2أخ 35: 20) وجعل منها مركزًا إداريًا لحكم سورية على مدى بضع سنوات،. إذ إنه في يونيو 605 ق. م. هزمه نبوخذنصر الثاني ملك بابل واستولى على المدينة، كما تدل على ذلك الوثاق البابلية (ارجع أيضًا إلى إرميا 46: 2).
(3) الاكتشافات الأثرية في كركميش:
يسمى موقع مدينة كركميش القديمة، الآن “جرابلس” على بعد نحو 63 ميلًا إلى الشمال الشرقي من مدينة حلب على الضفة الغربية لنهر الفران. وقد قامت بعثة أثرية من المتحف البريطاني فيما بين 1876، 1879، وفيما بين 1912، 1914 بالتنقيب في أطلال المدينة فأسفر التنقيب في الموسم الأول (في 1878) عن اكتشاف تماثيل حثية ونقوش هيروغليفية حثية، وفي الموسم الثاني في (1913) أسفر التنقيب عن اكتشاف قلعة حثية على قمة التل الذي ترقد المدينة القديمة أسفله وكان يحميها سور تخترقه بوابات أثرية ضخمة بين الأبراج، والجزء الأسفل من جدران هذه الأبراج، كان يمتلئ بالتماثيل والنقوش الحثية، كما كشف عن بقايا هيكل وقصر.
وتبدو المدينة على شكل ساحة مربعة غير منتظمة عند سفح القلعة، وتنفتح في القطاع الجنوبي للمدينة سلسلة من البوابات، كما وجد سلم أثري ضخم يصل ما بين الساحة والقلعة من الجهة الشمالية.
معركة كركميش
ها هي آيات ذُكِرَت فيها تلك المعركة في الكتاب المقدس (بالإضافة للجزء المذكورة فيه):
“بَعْدَ كُلِّ هذَا حِينَ هَيَّأَ يُوشِيَّا الْبَيْتَ، صَعِدَ نَخُوُ مَلِكُ مِصْرَ إِلَى كَرْكَمِيشَ لِيُحَارِبَ عِنْدَ الْفُرَاتِ. فَخَرَجَ يُوشِيَّا لِلِقَائِهِ” (سفر أخبار الأيام الثاني 35: 20).
“عَنْ مِصْرَ، عَنْ جَيْشِ فِرْعَوْنَ نَخُو مَلِكِ مِصْرَ الَّذِي كَانَ عَلَى نَهْرِ الْفُرَاتِ فِي كَرْكَمِيشَ، الَّذِي ضَرَبَهُ نَبُوخَذْرَاصَّرُ مَلِكُ بَابِلَ فِي السَّنَةِ الرَّابِعَةِ لِيَهُويَاقِيمَ بْنِ يُوشِيَّا مَلِكِ يَهُوذَا” (سفر إرميا 46: 2).
لم يرجع نخو عن هدفه في الزحف نحو الشرق، فتقدم بجيشه حتى وصل نهر الفرات، وهناك لقي هزيمة منكرة على يد نبوخذنصر ملك بابل، في معركة حاسمة في كركميش، وهي إحدى المعارك الحاسمة في التاريخ القديم، قضت على سلطان مصر الذي دام زمانًا طويلًا على المنطقة السورية الفلسطينية. وخرج الكلدانيون من المعركة وهم سادة أسيا الغربية، وانتقلت يهوذا من تحت سيادة أشور، وأصبحت تحت سيادة بابل.
معركة كركميش أو موقعة كركميش Battle of Carchemish هي معركة حدثت سنة 605 ق. م. (في السنة الرابعة لمُلك يهوياقيم) في كركميش عند نهر الفرات، بين فرعون نخو ملك مصر (نكاو أو نخاو الثاني) ونبوخذراصر ملك بابل (نبوخذنصر). وقد انتصرت فيها القوات البابلية على مصر، واستولت بابل على يهوذا لتصبح جزءًا من إمبراطوريتها (2 مل 24: 1)، وكذلك على سورية. وعلى إثر ذلك قام نبو خذنصر بنقل كنوز بيت الرب والقصر الملكى وآنية خدمة الهيكل الذهبية إلى خزائنه في بابل، في هيكل البعل (ملوك ثان 24: 13)، واتجه إلى أورشليم. وسبي دانيال وأصدقاؤه.. وسبى معه أيضًا يهوياكيم الملك مع أشراف مملكة يهوذا، وترك الملك يهوياقيم على العرش كتابعٍ له، يخضع لسلطانه، حيث اضطر يهوياقيم أن يحوِّل ولاءه من مصر إلى بابل.. لكن ظل كثير من الشعب يفضل الخضوع لمصر للجهاد معها ضد بابل.
ولم يكن نبوخذنصر Nebuchadnezzar II حينها ملكًا بعد (كان في المرتبة الثانية بعد والده نابوبولاصّر Nabopolassar)، وقاد جيش والده في تلك المعركة، ثم انفرد بالحكم بعد موت والده في أغسطس من نفس العام.
الكرم | الكَرْمة
يدعى بهذا الاسم كل نبات له ساق طويلة يتعرش على كل ما يمر عليه من جدران وأشجار وغيرها. وهو يطلق في الأغلب على كروم العنب Vitis Vvinifera وأول من أُخبر عنه أنه غرس كرما هو نوح (تك 9: 20) وقد أتقن القدماء الاعتناء بالكروم ووضع ملكي صادق خبزًا وخمرًا أمام ابرام (تك 14: 18). وشرب لوط خمرًا (تك 19: 33). وأحضر يعقوب خمرًا لإسحق (تك 14: 25). وتنبأ يعقوب قبل موته بأن يهوذا يشتهر بتربية الكرم (تك 49: 12). وكان أولاد أيوب يشربون الخمر (اي 1: 18). وندد صاحب الأمثال بمن يدمن الخمر (ام 23: 30 و31) وكذلك اشعياء النبي (اش 5: 11) وقد اشتهرت سوريا وفلسطين بحسن أنواع الكروم واتقان زرعه منذ الأزمنة القديمة (تك 14: 18 وعد 13: 23 وقض 9: 27 و21: 20 وامل 21: 1 ونش 1: 14 واش 16: 8 – 10 وار 3: 5 و18: 32) وكذلك مصر ولبنان (تك 40: 9 – 11 ومز 78: 47 وهو 14: 7).
يدعى بهذا الاسم كل نبات له ساق طويلة يتعرش على كل ما يمر عليه من جدران وأشجار وغيرها. وهو يطلق في الأغلب على كروم العنب Vitis Vvinifera وأول من أُخبر عنه أنه غرس كرما هو نوح (تك 9: 20) وقد أتقن القدماء الاعتناء بالكروم ووضع ملكي صادق خبزًا وخمرًا أمام ابرام (تك 14: 18). وشرب لوط خمرًا (تك 19: 33). وأحضر يعقوب خمرًا لإسحق (تك 14: 25). وتنبأ يعقوب قبل موته بأن يهوذا يشتهر بتربية الكرم (تك 49: 12). وكان أولاد أيوب يشربون الخمر (اي 1: 18). وندد صاحب الأمثال بمن يدمن الخمر (ام 23: 30 و31) وكذلك اشعياء النبي (اش 5: 11) وقد اشتهرت سوريا وفلسطين بحسن أنواع الكروم واتقان زرعه منذ الأزمنة القديمة (تك 14: 18 وعد 13: 23 وقض 9: 27 و21: 20 وامل 21: 1 ونش 1: 14 واش 16: 8 – 10 وار 3: 5 و18: 32) وكذلك مصر ولبنان (تك 40: 9 – 11 ومز 78: 47 وهو 14: 7).
ونرى على كل تل في الجزء الجنوبي من فلسطين ولبنان برجًا لنواطير الكروم. وتنبت في هذه الكروم أشهر أنواع العنب اللذيذ. وكثيرًا ما تترك الجفنات على الأرض وإنما ترفع فروعها على المساميك حين الإثمار وقد تعرش على سقائل أو أشجار ولاسيما بقرب البيوت. ومنها قال الكتاب: “بل يجلسون كل واحد تحت كرمته وتحت تينته” (ميخا 4: 4) للدلالة على الأمن ورغد العيشة (قابل زك 3: 10) وقد تتعرش الكرمة على جوانب البيت (مز 128: 3). وقد شُبه بنو إسرائيل بالكرامة (مز 80: 8 – 16) والرب يسوع بأصل الكرمة واتباعه بأغصانها (يوحنا 15: 1 – 8).
ويُحاط الكرم بحائط أو سياج لوقايته من الوحوش ويُبنى فيه برج للناطور (مت 21: 33 بالمقابلة مع عد 22: 24 ومز 80: 8 – 13 وام 24: 31).
وكانت الكروم من أكرم أملاك العبرانيين فكان مسها بسوء يُحسب بلية شديدة، ولذلك جاء في نبؤة اشعياء عن غزو الآشوريين للبلاد أن كل موضع فيه ألف جفنة بألف من الفضة تكون للشوك والحسك (اش 7: 23). وإذا أراد أن يشخص الحزن قال في موضع آخر: “ناج المسطار ذبلت الكرمة أَنَّ كلُ مسروري القلوب” (اش 24: 7).. وكذلك لما أراد زكريا أن ينبئ بقدوم أيام الفرح قال: “الكرم يعطي ثمره” (زك 8: 12 بالمقابلة مع حب 3: 17 ومل 3: 11).
ولا بد من تنقية الجفنة حتى تأتي بثمر كثير جيد ولا يخفى هذا الأمر على ذي الخبرة إذ أن من عادة الكرامين أن ينقلوا فروع السنة الأولى وأحيانًا الثانية قبل أن يستغلوا شيئًا من الكروم. وكان العبرانيون يتركون الكروم وسائر الأملاك ثلاث سنين غلفاء أي دون أن يجتنوا أثمارها (لا 19: 23). وفي بعض الأماكن تنقى الكروم أولًا في بداءة الربيع وعند الأقعال أي ظهور الزهر، يقطعون الخراعيب التي يلبس عليها زهر. وبعد أن تتكون العناقيد يقطعون الفروع التي استجدت بعد التنقية الأولى (يو 15: 2) وتفلح الكروم غالبًا مرتين وتنقى من الحصى وكانت مهنة الكرام تمتاز عن مهنة الفلاح (2 مل 25: 12).
أما قطاف الكروم فيلحق الدراس (لا 26: 5 وعا 9: 13) لأن باكورات العنب تنضج في أول الصيف (عد 13: 23). وكان العبرانيون يحتفلون بالقطاف أكثر من الحصاد (اش 16: 9). بل كثيرًا ما كانوا يفرطون في ذلك (قض 9: 27).
سلسلة جبال الكَرْمَل
اسم عبري معناه “مُثْمِر” أو “مُشْجِر” وهو اسم:
سلسلة جبلية طولها 15 ميلًا تقريبًا تتصل بسلسلة أقل ارتفاعًا منها في القسم الجبلي من أواسط فلسطين وتنتهي بجوف ينحدر إلى البحر المتوسط (ار 46: 18). ويؤلف الحدود الجنوبية لجون عكا.
ويبلغ علو الجرف في القمة الجنوبية الشرقية من مؤخرته 1742 قدمًا ويقل تدريجيًا إلى 1715 ثم يقل شيئًا فشيئًا في انحداره حتى يبلغ في جزءه الشمالي الغربي، وهو الذي يؤلف الرأس، نحو 556 قدا فقط. وقد اشتهر الكرمل كثيرًا في أيام إيليا النبي بسبب مخصامته لأنبياء البعل هناك (1 مل 18: 17 – 42) اطلب “ايليا”). ويسمى نهر قيشون الذي يجري بقربه نهر المقطع تذكارًا لذبح هؤلاء الأنبياء هناك.. جبل الكرمل ويعتبر مقدسًا لدى جميع الطوائف وكان يسكنه قبلًا جمع غفير من الرهبان والمتنسكين ولا يزال ترى فيه كثير من المغاور ومن بينها المغارة التي يقولون أن إيليا سكن فيها والتي منها أو بقربها شاهد صعود الغيمة التي كانت بقدر الكف من لبحر المتوسط – تلك الغيمة التي سببت هطول الأمطار وانتهاء الجفاف (1 مل 8: 41 – 46). وكان اليشع يزور الكرمل أيضًا (2 مل 2: 25 و4: 25). وقد اكتشفت في هذه المغاور كهوف وبقايا ترجع إلى إلى العصر الحجري ومن المظنون أن الأشجار المثمرة كانت تملأ الكرمل إلى قمته في العصور القديمة كما يدل على ذلك اسمه وكما تشير إلى ذلك النبوات التي تتكلم عن عقمه وانقطاع أثماره (اش 33: 9 و35: 2 وار 50: 19 وعا 1: 2).
ومن الممكن أن غابة تتألف خاصة من الأشجار المثمرة كانت تملأ وسطه (ميخا 7: 14). ولما قال كاتب نشيد الانشاد في ص 7: 5 “رأسك عليك مثل الكرمل وشعر رأسك كارجوان” فإنه كان يقصد ولا شك أن الشعر كان يُغطي رأس حبيبته وينسدل عليها كما كانت الأشجار المثمرة تغطي رأس الكرمل ومنحدراته. ومن حيوانات الكرمل قديمًا الوعل (اليحمور) والنمر.
قرية الكَرْمَل
← اللغة الإنجليزية: Carmel – اللغة العبرية: כרמל – اللغة اليونانية: κάρμηλον.
← اللغة الإنجليزية: Carmel – اللغة العبرية: כרמל – اللغة اليونانية: κάρμηλον.
اسم عبري معناه “مُثْمِر” أو “مُشْجِر” وهو اسم:
قرية في جبال يهوذا [(يش 15: 55) بالمقابلة مع (1 صم 15: 12 و25: 2 و5 و7 و40)]. كانت ممتلكات نابال بالقرب منها (1 صم 25: 2 – 40) وكانت للملك عزيا كروم بجوارها (2 أخبار 26: 10). وما زال الاسم يطلق اليوم على خرب بقربها تبعد نحو 7 أميال جنوبي شرقي الخليل (حبرون) يرجع إليها أصل إحدى نساء داود (1 صم 30: 5) وكذلك أصل أحد أبطاله (2 صم 23: 35).
كَرْمَليَّة
نسبة إلى قرية كامل في يهوذا (1 صم 27: 3).
كَرْمي ابن رأوبين
اسم عبري معناه “عامل في الكروم” وهو اسم:
ابن رأوبين الرابع (تك 46: 9 وخر 6: 14 و1 أخبار 5: 3) وهو أبو الكرميين (عد 26: 6).
كَرْمي أبو عخان
اسم عبري معناه “عامل في الكروم” وهو اسم:
أبو عخان الذي كدر بني إسرائيل (يش 7: 1 و18؛ 1 أخبار 2: 6 و7)، وهو ابن زمري.
كَرْميّون
نسل كرمي بن رأوبين (عد 26: 6).
كَرنيليوس قائد المئة
Cornelius the Centurion.
كرنيليوس (أو “قرنيليوس” كما يُذكر في بعض المخطوطات القديمة) هو اسم لاتيني (Κορνήλιος) معناه “مثل القرن، متين” قائد مئة روماني من الكتيبة الإيطالية في قيصرية Caesarea. كان رجلًا تقيًا خائفاَ الله يصلي باستمرار ويصنع الخير للجميع. فظهر له ملاك في الرؤيا قائلًا له أن يرسل ويستدعي سمعان بطرس من يافا ليسمع منه بشارة الإنجيل ولما جاء بطرس بشره بالخلاص بالفادي المصلوب تكفيرًا لخطاياه، والقائم من الأموات لتبريره. فآمن كرنيليوس واعتمد هو وأهل بيته باسم الرب يسوع المسيح (أع 10). وكان أول وثني اهتدى إلى المسيح وبإيمانه انفتح باب الإيمان لدخول الأمم.
(1) اسم كرنيليوس:
اسم لاتيني معناه “مثل القرن” أي متين ويروي لنا البشير لوقا قصة تجديد كرنيليوس “قائد المئة” فقي الأصحاحين العاشر والحادي عشر من سفر أعمال الرسل. والاسم روماني ينتمي إلى عائلات شريفة في روما، منذ أن حرر “كرنيليوس” سولا (Sulla) في عام 82 ق. م. عشرة آلاف عبد وخلع عليهم شرف الانتماء إلى أسرته، فالأرجح أن كرنيليوس كان طليانياً من دوم روماني، ويعتبره يوليان المرتد من الأشخاص القلائل من الطبقات العليا الذين صاروا مسيحيين، ومن الواضح أنه كان شخصية بارزة في قيصرية، ومشهوداً له عند اليهود (أع 10: 22). وكان قائد مئة من الكتيبة الايطالية.
(2) صفات كرنيليوس:
يصفه لوقا البشير بأنه “تقي وخائف الله” (أع 10: 2) أي أنه كان واحداً من الكثيرين الذين استنكروا عبادة الأوثان وتعدد الآلهة، وتطلعوا إلى عقيدة أفضل، فاعتنقوا التوحيد الذي رأوه عند اليهود، فقرأوا العهد القديم ومارسوا الصلوات والأصوام وصنع الحسنات الكثيرة لشعب اليهود، وكان له تأثيره على جميع أهل بيته (أع 10: 2)، وخدامه وجنوده (أع 10: 8).
(3) انضمام كرنيليوس إلى الكنيسة المسيحية:
نجد قصة تجديده وانضمامه إلى الكنيسة، مسجلة بالتفصيل في الأصحاح العاشر من سفر أعمال الرسل ولا يعرف شيئاً عما حدث له بعد ذلك، وإن كان قد جاء في أحد التقاليد أنه أسس كنيسة في قيصرية ويقول تقليد آخر إنه أصبح أسقفًا لمدينة إسكامندروس.
(4) أهمية قصة كرنيليوس:
تتوقف أهمية القصة – إلى حد بعيد – على مركز كرنيليوس قبل وقوع أحداثها، فبكل تأكيد لم يكن كرنيليوس دخيلاً مختتنًا حسب الناموس وعضواً في المجتمع اليهودي، والدلائل على ذلك كثيرة (انظر أع 10: 28 و34 و45، 11: 3 و18، 15: 7 – 14) كما يعتبر كرنيليوس أول من دخل إلي الكنيسة المسيحية من الأمم، وكانت الخطوة التي خطاها بطرس في تلك المناسبة، خطوة هائلة لامتداد الكنيسة، وتكمن أهمية القصة في أنه بإرشاد إلهي واضح، دخل أول أممي – لم يكن ينتمي إلى الشعب القديم بأي صورة – إلى الكنيسة، وامتلاء بالروح القدس دون أن يضع عليه بطرس يداً “فاندهش المؤمنون الذين من أهل الختان، كل من جاء من بطرس، لأن موهبة الروح القدس قد انسكبت على الأمم أيضًا” (أع 10: 44 و45)،. فكان في ذلك فصل الخطاب فيما يتعلق بوحدة اليهود والأمم في الكنيسة، لقد كانت هناك عقبات كثيرة أمام بطرس في موضوع المساواة بين اليهود والأمم في كنيسة المسيح، فكثيراً ما أثار المسيحيون الفريسيون هذه المشكلة، ولم يتعقبوا خطوات الرسول بولس أينما ذهب؟ ولكن بلغ من أهمية هذه الخطوة أن اتخذ منها كل من يعقوب وبطرس حجة لتحرير المؤمنين من الأمم من الخضوع لطقوس الناموس (أع 15: 7 و14).
ولكن أليس عجيباً – بعد أن خطا بطرس هذه الخطوة الجريئة، بتوجيه واضح من الله، أن يتصرف هذا التصرف الخاطئ في أنطاكية، مما دعا الرسول بولس “لمقاومته مواجهة لأنه كان ملوماً” (غل 2: 11 – 18).
لقد كانت حادثة تجديد كرنيليوس خطوة حاسمة في تحرير المسيحية من القيود اليهودية، ولم تعد الكنيسة تعتبر ملحقة بالمجمع اليهودي، بل ثبت أنها شيء جديد، ومؤسسة جديدة، رأسها هو الرب المقام والجالس في يمين العظمة في الأعالي.
الثلاث رجال الذين أرسلهم كرنيليوس لإحضار بطرس
بعدما ظهر الملاك لكرنيليوس قائد المئة وأمره بإحضار بطرس إليه لتبشيره، أمر كرنيليوس هؤلاء الرجال الثلاثة بالارتحال إلى يافا لإحضار بطرس، وبالفعل نفَّذوا هذا الأمر. وكانوا عبارة عن اثنين من الخدام، وعسكري تقي من ملازمي كرنيليوس (أع 10).
خادما كرنيليوس
ذهب هذان الخادمان مع عكسري تقي من عساكر كرنيليوس إلى يافا لإحضار بطرس إلى كرنيليوس قائد المئة، وذلك حسبما أمره الملاك بذلك في رؤيا خاصة (أع 10).
العسكري التقي الذي كان يلازم كرنيليوس
لم نعرف اسم هذا العسكري الذي كان من ملازمي كرنيليوس قائد المئة، إلا أن الكتاب يوضح لنا أنه كان “تَقِيًّا” (أع 10: 7). مما دعا كرنيليوس لإرساله مع خادِماه إلى يافا لإحضار بطرس إليه، وذلك حسبما أمره ملاك الرب في رؤيا، حتى يرشده إلى طريق الله (أع 10).
أنسباء وأقرباء كرنيليوس الأقربين من قيصرية
في أثناء انتظار كرنيليوس قائد المئة لإحضار بطرس إليه بواسطة رجاله الثلاثة، “دَعَا أَنْسِبَاءَهُ وَأَصْدِقَاءَهُ الأَقْرَبِينَ” (أع 10: 24)، حيث كان قد ظهر له ملاك الرب ليخبره بإحضار بطرس ليسمع منه طريق الخلاص. وبعد حضور بطرس “وَجَدَ كَثِيرِينَ مُجْتَمِعِينَ” (أع 10: 27)، وأخبروه “نَحْنُ جَمِيعًا حَاضِرُونَ أَمَامَ اللهِ لِنَسْمَعَ جَمِيعَ مَا أَمَرَكَ بِهِ اللهُ” (أع 10: 33). فقام بطرس بتبشيرهم بكلمة الخلاص، حتى “حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَى جَمِيعِ الَّذِينَ كَانُوا يَسْمَعُونَ الْكَلِمَةَ” (أع 10: 44). واندهش أهل يافا الذين رافقوا بطرس من الأمر، “لأَنَّ مَوْهِبَةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ قَدِ انْسَكَبَتْ عَلَى الأُمَمِ أَيْضًا” (أع 10: 45). وكانوا جميعهم يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ وَيُعَظِّمُونَ اللهَ “(أع 10: 46)، وبعد ذلك اعتمد الجميع باسم الرب.
كرة التاج
(1 مل 7: 41 و2 أخبار 4: 12 و13) بروز كروي في رأس عامود.
ملائكة كروب | كروبيم
← اللغة الإنجليزية: Cherubim, pl Cherub – اللغة العبرية: כְּרוּב, pl. כְּרוּבִים – اللغة اليونانية: Χερουβείμ – اللغة القبطية: Xeroubim.
(صيغة الجمع العبرية) أو كروبون (صيغة الجمع العربية).
ملائكة يرسلون من قبل الله أو يقيمون في حضرته تعالى، أقامهم الله على أبواب جنة عدن عندما طرد أدم وحواء منها (تك 3: 24) ويقال عنهم أنهم ذوو جناحين. أما أشباههم فكانت من ذهب وأُوقفت على غطاء تابوت العهد (خر 25: 18 و19 و2 أخبار 3: 10 – 13). وكان جناحا الكروبين يظللان التابوت. ويقول داود في تشبيه شعري أن الله ركب على كروب لمل ظهر بمجده على الأرض (مز 18: 10). وكانت الكروبيم تحت عرش الله لما ظهر لحزقيال (حز 11: 22 بالمقابلة مع ص 1: 19 و10: 16 إلخ.). وربما كان المقصود باجنحة الريح (مز 104: 3 بالمقابلة مع 18: 10) الكروبيم. وفضلًا عن شبهي الكروبيم على غطاء التابوت (خر 37: 8) كان مصورًا على حجاب خيمة الاجتماع صورة كروبيم (خر 26: 31 و36: 8 و35). وكان في هيكل سليمان كروبان كبيران مغشيان بذهب يظلل جناحاهما التابوت الذي كان بينهما وبين قدس الأقداس. وحيطان البيت كانت أيضًا منقوشة بكروبيم مع نخيل وكذلك مصراعا الباب كانا منقوشين بكروبيم (1 مل 6: 27 – 29 و32 و2 أخبار 3: 7). وكان نقش اتراس الحواجب ثيران وأسود وكروبيم (1 مل 7: 29 و36). والمقصود بكل ذلك هو الدلالة على وجود الله في الهيكل.
وكان وجود الكروبين فوق التابوت لتظليل ظهور مجد الله عن الناظر (قابل حز 19: 9 و16 و24: 15) كما غطى السحاب مجده في الجلبل.. وقد رأى حزقيال الكروبيم في رؤياه عند نهر كبار، ولكل أربعة أوجه وأربعة أجنحة (حز 10 قارنه مع 9: 3) وكانت الأوجه شبيهة بالمخلوقات التي رآها النبي قبلًا في رؤياه وهي وجه إنسان ووجه أسد ووجه ثور ووجه نسر (حز 1: 5 – 12 قارنه مع حز 10: 20 و21). وكانت هذه المخلوقات تحمل عرش الله (حز 1: 26 – 28 و9: 3). وقد وصف يوحن الرائي في سفر الرؤيا أربعة كائنات حيّة لها وجوه شبيهة بالأربعة الأوجه المذكورة آنفًا (رؤيا 4: 6 و7). وقد ظن بعضهم أن الكروبيم كانت تشبه تماثيل أبي الهول المجنحة في مصر وفينيقيا والثيران المجنحة في بابل وأشور.
* تُكتب أيضًا: كاروبيم، الكاروبيم، الكروبيم، شاروبيم، الشاروبيم، كاروب، الكاروب، الكاربيم، الكاروبين، الشاروبين.
تَلّ حَرْشَا كَروُب
(صيغة الجمع العبرية) أو كروبون (صيغة الجمع العربية).
تل حرشا كروب هو مكان في بابل أتى منه أشخاص لم يقدروا أن يثبتوا أنهم منحدرون من بني إسرائيل (عز 2: 59 ونح 7: 61).
* تُكتب أيضًا: كاروبيم، الكاروبيم، الكروبيم، شاروبيم، الشاروبيم، كاروب، الكاروب.
جزيرة كريت
← اللغة الإنجليزية: Crete – اللغة الأمهرية: ቀርጤስ.
جزيرة كبيرة في البحر الأبيض المتوسط واقعة جنوبي شرقي بلاد اليونان وتعرف أيضًا تحت اسم “كنديا”. طولها نحو 160 ميلًا وعرضها 6 – 35 ميلًا. وتخترقها من الشرق إلى الغرب سلسلة جبال تبلغ أعلى قمة منها، وهي الموجودة في وسط السلسلة واسمها “جبل ايدا” 065، 8 قدما علوًا. وفيها كذلك عدة أدوية خصبة وكانت قديمًا ذات قوة وثروة عظيمة. ويتكلم الشاعر هوميروس ሆሜር في إلياذته عنها فيقول أنها ذات أرض جميلة يسكنها رجال لا حصر لعددهم ينتمون إلى جميع الأجناس وأن فيها مئة مدينة. ويظن أن المشترع مينوس قد عاش فيها وكذلك الشخص الخيالي مينوتور الذي كانوا يصورونه برأس الثور. وقد استولى الرومان على كريت عام 68 – 66 ق. م. وسكنها يهود كثيرون وكان بعض الكريتيين في أورشليم يوم الخمسين (أع 2: 11) وهكذا دخلت المسيحية إلى الجزيرة في وقت مبكر. وقد ترك بولس تيطس راعيًا أولًا فيها وأوصاه أن يقيم شيوخًا في كل مدينة من مدنها (تي 27: 7 و12 و13 و21). وقد اشتهر أهل كريت برمي الأقواس الحربية. ولكن سيرتهم كانت رديئة وأخلاقهم منحطة وأكاذيبهم مضرب الأمثال حتى قال هوميرس عنهم أنهم كانوا أصل أكاذيب بولس (تي 1: 12).
* هل تقصد: نهر كريث.
كريتيون
أمة أو قبيلة سكنت فلسطين أو القسم الجنوبي منها (1 صم 30: 14 بالمقابلة مع حز 25: 16 وصف 2: 5). وربما كان الفلسطينيين الذين جاءوا من كفتور، أو هم مهاجرون جاءوا رأسًا من جزيرة كريت. وقد استخدمهم داود حرسًا من جزيرة كريت. وقد استخدمهم داود حرسًا له وجلادين وسعاة (باسم: الجلادين) (قابل 2 صم 8: 18 و23: 23 و15: 18). والقراءة في هامش العبري (2 صم 20: 23) “كاريين” بدلًا من “كيرتيين” في المتن.
وقد ذُكِروا مع جماعة السعاة (الفليثيين) في أكثر من موضع.
نهر كريث
اسم عبري معناه “وهدة” وهو مجرى ماء مقابل الأردن سكن إيليا بقربه (سفر الملوك الأول 17: 3، 5). وقد ظن بعضهم أنه وادي قلت وغيرهم أنه وادي فصيل أو وادي آخر في شرقي الأردن.
كريسيس
الصيغة اليونانية للاسم اللاتيني “كريسنكس” معناه “نام” وهو مسيحي كان في رومية بعض الوقت عندما كان بولس مسجونًا فيها ثم سافر إلى غلاطية أو بلاد الغوط (2 تي 4: 10).
كريسبس
اسم لاتيني معناه “مُجَعد الشعر” وهو رئيس مجمع اليهود في كورنثوس، آمن بالمسيح مع جميع أهل بيته عندما بشرهم بولس (أع 18: 8) وقد كان من الأشخاص القلائل الذين عمدهم بولس (1 كو 1: 14).
الكُزْبَرة
(خر 16: 31 وعد 11: 7) وهي نبات من الفصيلة الصيوانية، ويسمى Coriandrum Sativum ينبت في فلسطين وسوريا ولبنان ويزرع لأجل بزره العطر وهو كروي الشكل ذو رائحة وطعم خاصين به وقد شبه الكتاب المقدس المن بهذا البزر.
كُزْبي ابنة صور
الإنجليزية: Cozbi – اسم مدياني معناه “كاذب” وهي ابنة صور رئيس قبائل مديان. قدمها علنًا إلى اخوته زمري بن سالو رئيس قبيلة الشمعونيين وذلك أثناء العبادة الوثنية التي بواسطتها حول المديانييون بني إسرائيل عن عبادة الله الحقيقي. وقد فنحاس بن رئيس الكهنة الرجل والمرأة طعنًا بالرماح. وقد قتل أبو المرأة أيضًا بعد ذلك بقليل (عد 25: 6 – 8 و145 و15 و18 و31: 8).
مدينة أَكزِيب غرب يهوذا | كزيب
كلمة عبرية معناها “خادع” وكانت أسم:
مدينة في غربي يهوذا وجنوبي فلسطين (يش 15: 44) وتسمى في (تك 38: 5) “كزيب” حيث كان يهوذا لما ولد ابنه شيلة. وربما تسمى نفس المدينة في سجل للرجال والبلدان في سبط يهوذا “كزيبا” (1 أخبار 4: 22) وفي (ميخا 1: 14) توجد تورية لفظية بين الاسم ومعناه “خادع” أو “كاذب”. وربما أخذت البلدة اسمها من نبع متقطِعّ الفيضان. وقد ظن بعضهم أنها نفس “عين كزيبة” الحديثة الواقعة في وادي إِله شمالي عدلام. وظن آخرون أنها “تل البيضا” (تل البيضاء) جنوبي غربي عدلام (عين الماء) إلى تل الجديدة. ويذكر أحد خطابات لخيش التي ترجع إلى عصر ارميا أنها كانت إحدى مدن يهوذا الحصينة.
وكزيب المذكورة في (تك 38: 5) هي بالقرب من عدلام ويظن أنها عين كذبة.
مدينة كَزِيب في أشير
اسم عبري معناه “كاذب” وهو اسم:
مدينة على شاطئ البحر في اشير (يش 19: 29) لم يخرج منها بنو إسرائيل سكانها الكنعانيين (قض 1: 31). وقد أخضعها سنحاريب عام 701 ق. م. وقد عرفت عند اليونان والرومان باسم اكدبا وهي قرية الذيب الموجودة على بعد 8 أميال ونصف شمالي عكا.
كزيبا
اسم عبري معناه “كاذبة” وهي قرية في يهوذا سكنها خاصة أولاد شتلة (1 أخبار 4: 22). ظن أكثرهم أنها كزيب أو اكزيب.
كَسالون
اسم عبري معناه “ثقة، أمل” وهي مدينة في يهوذا على جبل يعاريم (يش 15: 10) ويرّجح أنها كسلا على بعد 10 أميال غربي أورشليم.
كَسِفْيا
موضع ليس بعيد عن الطريق الموجودة بين بابل وأورشليم وهي في المملكة البابلية أو بالقرب منها (عز 8: 17). ويظن أن كسفيا تقع شمالي بابل مسافة سفر تسعة أيام.
كسف | كاسِفات النهار
كسفت الشمس كسوفًا: احتجبت وذهب ضوءها·.
ويقول أيوب في ذم يومه “ليكنن ذلك اليوم ظلامًا··· ليملكه الظلام وظل الموت ليحل عليه سحاب، لترعبه كاسفات النهار” (أى 3: 4 و5)، أي لتنكسِف شمسه ويصبح ظلامًا· ويقول الرب: “ألبس السموات ظلامًا وأجعل المسح غطاءها” (إش 50: 3).
كِسْلو
الشهر التاسع من السنة العبرية (نح 1: 1 وزك 7: 1).
كَسُلُّوت
اسم عبري معناه “جنباب أو منحدرات” وهي مدينة على حدود يساكر (يش 19: 18). وتدعى أيضًا كسلوت تابور وهي إكسال الحديثة الواقعة على بعد ثلاثة أميال وثلاثة أرباع الميل جنوبي شرقي الناصرة.
كِسْلُوت تابور
اسم عبري معناه “منحدرات أو سفوح تابور أو الطور” وهو موضع قرب جبل تابور أو الطور على حدود زبلون (يش 19: 12). وربما كانت نفس كسلون الواقعة على حدود يساكر (يش 19: 18).
كَسْلوحيم
شعب منحدر من المصريين أو أنهم قوم غلبهم المصريون فاندمجوا ضمنهم وهم ذوو مركز في سلالة الفلسطينيين (تك 10: 14 و1 أخبار 1: 12).
كَسْلون أبو أليداد
اسم عبري معناه “ثقة، أمل” وهو أبو اليداد البنياميني ومعاصر النبي موسى (عد 34: 21).
كِسيل
اسم عبري معناه “غبي” وهي قرية ربما تكون خربة الراس في أقصى جنوبي أرض يهوذا (يش 15: 30). ويظهر أنها تدعى أيضًا بتول وبتوئيل (يش 19: 4 و1 أخبار 4: 30).
كشف الرأس | يكشف
كان كشف الرأس علامة الحزن (لا 10: 6) والعار (اش 47: 2). ولا تكشف النساء رؤوسهن وقت الصلاة (1 كو 11: 5).
كعك
نوع من العجين يخبز أو يقلى (2 صم 13: 6 و1 مل 14: 3 إلخ.)..
كَفْتُور
جزيرة أو شاطيء بحري جاء منه الفلسطينيون أولًا (ار 47: 4 وعا 9: 7). وتقول إحدى النظريات أن اسم كفتور كان يطلق على غرب آسيا الصغرى وجنوبها من ليديا إلى كيليكية. وتدعم هذه النظرية الترجمة السبعينية التي ترجمت كفتور “كبدوكيا” في تث 2: 23 وعا 9: 7. وقد استعملت كلمتا “كفتيو وكفتيور” المصريتان للدلالة غالبًا على جزيرة كريت. وكلمة “كفتيان أو كفتوان” للدلالة على أهل كريت. ولما كانت هذه النظرية لا تخلو من صعوباتها أيضًا فقد أطلق اسم “كفتور” ليس على كريت وحدها بل على الجزر المحيطة بها وعلى آسيا الصغرى أيضًا. ومن المهم الانتباه إلى أن كلمة “الكريتيين” المرادفة لكلمة “الفلسطينيين” والمذكورة في حز 25: 16 وصف 2: 5 قد ترجمت في السبعينية “باهل كريت” (قابل أيضًا 1 صم 30: 14). ويقول التكوين 10: 14 أن “كفتوريم” متحدرون من “مصرائيم” ولكنه ربما قصد في ذلك التحدر السياسي.
كفتوريم
شعب كفتور (تث 2: 23 وعا 9: 7 وار 47: 4 بالمقابلة مع تك 10: 14 و1 أخبار 1: 12).
كفّارة
(1) مصالحة بين متخاصمين أو مختلفين (رو 5: 11). وقد تمت هذه المصالحة بين الله والناس بواسطة موت الرب يسوع المسيح على الصليب.
(2) الأمر الذي ينتج المصالحة بين المتخاصمين أو المختلفين ومن العهد الجديد نرى أن ذبيحة المسيح هي التي أنتجت المصالحة بين الله والناس (راجع أيضًا خر 30: 16 ولا 4: 20 و26 و31 و35).
يوم الكفارة
هو يوم صوم واتضاع وتكفير عن خطايا الأمة. كان رئيس الكهنة يقدم فيه ذبائح التكفير عن المقدس والكهنوت والشعب (لا 16 و33: 26 – 32 وعد 29: 7 – 11). كان هذا اليوم يقع قبل عيد المظال بخمسة أيام أي في اليوم العاشر من الشهر السابع (10 تشري) وكان العبرانيون يمتنعون فيه عن أي عمل وكانوا يجتمعون في احتفال مقدس يصومون في أثنائه. وكان هذا هو الصوم الوحيد المطلوب منهم حسب الناموس. يحفظونه من غروب الشمس إلى غروبها في اليوم التالي واسمه “الصوم” (أع 27: 9). كان رئيس الكهنة ينزع في ذلك اليوم زينته الرسمية وبعد أن يستحم ويرتدي ثيابًا بسيطة مقدسة مصنوعة من كتان أبيض كان يقدم ثورًا ذبيحة خطيئة وكبشًا للمحرقة عن الشعب. وكان يملأ بعد ذلك مبخرة من جمر المذبح يدخل بها إلى قدس الأقداس حيث كان يحرق فيها بخورًا ذكي الرائحة يغطي دخانه ورائحته عرش النعمة (الغطاء) الموجود فوق لوحي الناموس. وكان يأخذ بعدئذ دم الثور المذبوح وينضحه على عرش النعمة وعلى الأرض وبهذا كان يكمل التكفير عن الكهنوت.. وعندئذ كان رئيس الكهنة يأخذ التيسين اللذين كانت الأمة قد قدمتها فيلقي عليها قرعة. والتيس الذي تصيبه القرعة كان يقدمه ذبيحة عن الشعب يأخذ دمه إلى داخل الحجاب حيث ينضحه كما فعل سابقًا فيكفر بذلك عن قدس الأقداس. وبنفس الطريقة كان يكفر عن القدس وعن مذبح البخور. وكان يأخذ عندئذ التيس الثاني فيضع يديه على رأسه معترفًا بخطايا الشعب. وكان هذا يرمز إلى أن خطايا الشعب قد ألقيت على رأسه أي رأس التيس (عزازيل). فكان يصبح، بهذه الطريقة حامل خطايا الأمة ومثقلًا بخطايا ليست خطاياه وكان عندئذ يطلق إلى البرية. وكان رئيس الكهنة يرتدي عندئذ ثيابه الرسمية ويقدم الكبشين الباقيين ذبيحة عن نفسه وذبيحة عن الشعب وكذلك شحم ذبيحة الخطيئة. وكان لحم الثور والتيس الأول ينقل إلى خارج المحلة حيث كان يحرق. وتشير الرسالة إلى العبرانيين إلى أن دخول رئيس الكهنة هذا, مرة واحدة في السنة، إلى قدس الأقداس وليس بدون دم، يرمز إلى دخول يسوع رئيس الكهنة الأعظم مرة واحدة إلى السماء بعد أن أكمل خلاصنا الأبدي (عب 9: 1 – 12 و24 – 28).
كفر العمُّوني
اسم عبري معناه “قرية العموني” وهي قرية في بنيامين (يش 18: 24) ربما كانت خربة كفرعانا.
كفرناحوم
← اللغة الإنجليزية: Capernaum – اللغة العبرية: כְּפַר נַחוּם – اللغة اليونانية: Καπερναούμ.
كفر ناحوم (يُكتَب خطأ: كفر ناحوم، كفر ناحول، كفرناحول) اسم عبري معناه “قرية ناحوم” وهي قرية واقعة على الشاطئ الشمالي الغربي لبحر الجليل في أرض زبولون ونفتالي (متى 4: 13 – 16) بالمقابلة مع (لو 4: 31 ويو 6: 17 – 24). وكانت مركزًا للجباية (مر 2: 1 و14). ويظهر أنه كان فيها مركز عسكري روماني (متى 8: 5 – 13 ولو 7: 1 10) انتقل يسوع إليها من مدينة الناصرة في وقت مبكر من خدمته جاعلًا منها مركزًا له حتى أنها دعيت “مدينته” (متى 9: 1 بالمقابلة مع مر 2: 1) فيها شفى غلام قائد المئة (متى 8: 5 – 13 ولو 7: 1 – 10) وحماة بطرس المحمومة (متى 8: 14 – 17 ومر 1: 29 – 31) والمجنون (مر 1: 21 – 28 ولو 4: 31 – 37) والمفلوج الذي كان يحمله أربعة (مر 2: 1 – 13 بالمقابلة مع متى 9: 1 – 8) وابن خادم الملك (يو 4: 46 – 54) وغيرهم كثيرين مرضى بأمراض مختلفة (متى 8: 16 و17 ومر 1: 32 – 34 ولو 4: 23 و40 و41).. والخطاب المدّون في يوحنا 6: 24 – 71 والذي نطق به يسوع بعد إشباع الخمسة آلاف، وكثير غيره من أقوال يسوع، جرت كلها في كفر ناحوم (مر 9: 33 – 50). وفيها أيضًا دعى يسوع متى (أو لاوي) إلى الخدمة، وكان هذا جالسًا هناك عند مكان الجباية (متى 9: 9 – 13 ومر 2: 14 – 17 ولو 5: 27 – 32 بالمقابلة مع متى 17: 24).
ومع كل خدمة يسوع هذه وتعاليمه فيها لم يؤمن سكانها ولهذا تنبأ يسوع بخرابها الكامل (متى 11: 23 و24 ولو 10: 15).
ويرّجح أن كفرناحوم هي تل حوم في الوقت الحاضر وهو مكان يبعد نحو ميلين ونصف إلى الجنوب الغربي من مصب الأردن ونحو ميلين جنوب كورزين.
وقد وجدت في تل حوم آثار مجمع اليهود يرجع إلى القرن الثالث بعد المسيح ويظن أن هذا المجمع يقع في مكان المجمع الذي وعظ فيه المسيح. وقد تم خراب جميع هذه المدينة كما أنبأ به ربنا (متى 11: 21 – 23).
قرية كفيرة
اسم كنعاني معناه “قرية” وهي إحدى مدن الجبعونين الأربع (يش 9: 17) في نصيب بنيامين (يش 18: 26). وقد بقيت إلى ما بعد السبي حيث عاد بعض أبنائها من سبي بابل مع زربابل [عددهم: 743 مع باقي بَنُو قَرْيَةِ عَارِيمَ] (عز 2: 25 ونح 7: 29). وهي تُعرَّف بالسلام أحيانًا ما مر فتدعى “الكفيرة”. ويرّجح أنها كفير أو كفيرة على بعد 8 أميال إلى الشمال الغربي من أورشليم.
كَلافْدِيَّة
اسم لاتيني ربما كان معناه “عرجاء” وهي امرأة مسيحية في رومية ذكرها بولس بين الذين يسلمون على تيموثاوس (2 تيمو 4: 21). وذكر كتاب الدساتير الرسولية أنها كانت أم لينس المذكورة في نفس العدد.
كلال
اسم عبري معناه “تمام”، “كمال”، وهو مِنْ بَنِي فَحَثَ مُوآب، تزوج من امرأة أجنبية (عز 10: 30).
الكلب | الكلاب
← اللغة الإنجليزية: dog – اللغة العبرية: כלב – اللغة اليونانية: Σκύλος – اللغة الأمهرية: ውሻ (وشا) – اللغة السريانية: ܟܠܒܐ.
يوصف الكلب في حقبات التاريخ المبكرة في الكتاب المقدس بأنه يهر ويدور في شوارع المدن (مز 59: 6 و14) يأكل ما يرمى إليه (خر 22: 31) ويلحس الدم المسفوك (نابوت اليزرعيلي: 1 مل 32: 38، مز 68: 23) أو ينهش لحوم الأموات (1 مل 14: 11 و16: 4 و2 مل 9: 35 و36) وكانت الكلاب تتجمع أحيانًا وتهاجم الناس (مز 22: 16 و20). والكلب من الحيوانات الأولى التي روضها الإنسان باكرًا جدًا واستخدمها لتساعد الراعي على حماية القطعان من الوحوش المفترسة ومن اللصوص (أيوب 30: 1). وقد أصبحت أخيرًا مستأنسة ترافق أسيادها من مكان إلى آخر وتسكن معه في البيت حيث تلتقط الفتات الساقطة من مائدته (مر 7: 28). وقد لحست الكلاب قروح الفقراء الذين كانوا يقفون عند باب الرجل الغني (لو 16: 21). وكثيرًا ما استخدم القدماء الكلب للصيد. ولكن أكثر الكلاب بقيت في حالة الوحشية. وبسبب طعامها وعوائدها كانت الكلاب تعتبر نجسة وكانت تسمية أحد الناس بكلب شتيمة كبرى (1 صم 17: 43 و2 مل 8: 13).
ويطلق اسم كلب بالمعنى المجازي على الذين لا يقدرون أن يفهموا الأمور المقدسة أو السامية (متى 7: 6) والذين يأتون بتعاليم كاذبة (فيل 3: 2). والذين، مثل الكلب العائد إلى قيئه. يرجعون إلى الخطايا التي ادعوا ظاهريًا بأنهم تركوها إلى الأبد (2 بط 2: 22 بالمقابلة مع ام 26: 11) أو الذين انحطوا إلى درجة اتباع الشهوات بالطريقة التي يتبعها بها الكلب (تث 23: 18).. وقد تعود اليهود المتأخرون أن يطلقوا اسم كلب على الأمم بسبب عدم طهارة هؤلاء حسب الشريعة. وقد استعمل يسوع الأسم عينه مرة كي يصف بقوة عمل النعمة الذي كان مزمعًا أن يقوم به (متى 15: 26 ومر 7: 27).
وقد ذُكِرَ عن لعازر المسكين المذكور في مثل الغني والمسكين (لو 16: 19 – 31)، أن الكلاب كانت تأتي وتلحس قروحه.
الكلب حيوان من الثدييات آكلة اللحوم أساساً، ولكنها بصورة عامة – قمامة (أي تأكل القمامة). والأرجح أن الكلب كان من أوائل الحيوانات التي استؤنست، وجده الأكبر هو الذئب والكلب الفلسطيني أقرب ما يكون إلى الذئب، ومن بقايا عظام الكلاب التي اكتشفت بالقرب من أريحا والتي ترجع إلى العصر الحجري الحديث، يتضح أن الكلاب قد استؤنست قبل عصر بني إسرائيل بزمن طويل، ويبدو من نقوش قبور قدماء المصريين أن الكلب قد استخدم في صيد الحيوانات منذ عهود بعيدة، ولا تبدو صورة الكلب في الكتاب المقدس على أنه صديق للإنسان، إلا في العصر اليوناني الروماني (انظر مت 15: 26 و27). وكانت الشريعة الموسوية تعتبره نجساً، لانه لا يجتر ولا يشق ظلفاً (لا 11: 1 – 8) ·.
ويصف العهد القديم الكلاب بأنها تتجول في الشوارع في جماعات في المساء، وكثيراً ما تزعج النائمين بنباحها (مز 59: 6 و14 و15). وتأمر الشريعة بإلقاء لحم الفريسة للكلاب (خر 22: 31). فهي شديدة الشراهة (إش 56: 11). وبخاصة للدم (1مل 21: 19، 22: 38). وقد أكلت الكلاب جثة إيزابل الملكة الشريرة [(2مل 9: 10 و35 و36)، وانظر أيضًا (1مل 16: 14؛ إرميا 15: 3)].
وتأمر الشريعة: “لا تدخل أجرة زانية ولا ثمن كلب إلى بيت الرب إلهك·· لأنهما كليهما رجس لدي الرب إلهك “(تث 23: 18). ويكاد الإجماع ينعقد على أن المقصود “بثمن كلب” هنا هو أجرة الرجل المأبون الذي يمارس العهارة تقرباً للاوثان (انظر رؤ 22: 15) ·.
ويقول الحكيم: “كما يعود الكلب إلى قيئه هكذا الجاهل يعيد حماقته “(ام 26: 11، انظر 2بط 2: 22). كما يقول: “كممسك أذني كلب، هكذا من يعبر ويتعرض لمشاجرة لا تعنيه” (أم 26: 17)، لأنه يعرض نفسه لأن يعقره الكلب·.
وأغلب المرات التي يذكر فيها الكلب في الكتاب المقدس، يذكر للدلالة على الحقارة، فيقول جليات – جبار الفلسطينيين – لداود “ألعلى أنا كلب حتى إنك تأتي إلى بعصي؟ ” (1صم 17: 43). ويقول داود لشاول الملك “ وراء من أنت مطارد، وراء كلب ميت؟ ” (1صم 24: 14) ويقول مفيبوشث لداود الملك: من هو عبدك حتى تلتفت إلى كلب ميت مثلي؟ ” (2صم 9: 8). ويقول أبنير لايشبوشث: “ألعلى رأس كلب ليهودا؟ ” (2صم 3: 8). كما يقول حزائيل لأليشع النبي “من هو عبدك الكلب، حتى يفعل هذا الأمر العظيم؟ ” (2مل 8: 13) ·.
وكان من أسوأ ما يمكن زن يصيب إنساناً هو أن تأكل جثته الكلاب (1مل 14: 11، 16: 4، 21: 19، 23) ويقول لوقا إن الكلاب كانت تأتي وتلحس قروح لعازر المسكين الذي كان مطروحاً عند باب الغنى (لو 16: 21) ·.
ويقول أيوب عمن كانوا يسخرون منه ويضحكون عليه: “كنت استنكف من أن أجعل آباءهم مع كلاب غنمي!” (أي 30: 1) وفي ذلك إشارة إلى استخدام الكلاب لحراسة الغنم·.
ويقول اشعياء النبي عن الحراس الغافلين “مراقبوه عمى كلهم، لا يعرفون كلهم كلاب بكم لا تقدر أن تنبح” (إش 56: 10) ·.
ويقول الرب بروح النبوة عن الأشرار الذين أساءوا معاملته وطالبوا بصلبه: “قد أحاطت بي كلاب، جماعة من الأشرار اكتنفتني، أنقذ من يد الكلب وحيدتي “(مز 22: 16 و20) ·.
ويشبه فعلة الشر بالكلاب (في 3: 2 رؤ22: 15). ولذلك يقول الرب: “لا تعطوا القدس للكلاب، ولا تطرحوا درركم قدام الخنازير” (مت 7: 6)،. كما قال للمرأة الفينيقية، ليس حسناً أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب فأجابت: “نعم يا سيد، والكلاب أيضاً تأكل من الفتات الذي يسقط من مائدة أربابها” (مت 15: 22 – 28، مرقس 7: 22 – 32). وكلمة “الكلاب” التي استخدمها الرب هنا هي كلمة تصغير في إشارة إلى الكلاب المدلَّلة·.
كُلْحوزة
اسم عبري معناه “ناظر الكل” وهو رجل من سبط يهوذا وهو أبو شلون وباروخ (نح 3: 15 و11: 5).
كلداني | كلدانيون | كلديا
كان الكلدانيون يسكنون “كلديا” في جنوب بابل وكان الكلدانيون هم الجنس الغالب في بابل من 721 إلى 539 ق. م. وكانوا يشغلون كل مناصب السلطة والقيادة فيها. وقد ملأوا كل مناصب الكهنوت في العاصمة بحيث أصبح اسم كلداني مرادفًا لكاهن للإله بيل “مردوخ” كما ذكر ذلك المؤرخ هيرودتس وكان شعب بابل في ذلك الحين يعتقد أن هؤلاء الكهان يملكون ناصية الحكمة ولهم معرفة سحرية ومقدرة فائقة على العرافة والكهانة والتنجيم ومعرفة الغيب (دا 1: 4 و2: 2 و4). وقد استعملت كلمة الكلدانيين مثلًا عند ذكر “اور الكلدانيين” (تك 11: 31 ونحم 9: 7) كما استعملت أيضًا في 2 ملو 24: 2 و25: 4 – 26 و2 أخبار 36: 17 واش 13: 19. وكان مرودخ بلادان ونبوخذنصر وأويل مردوخ وبلطشاصر من ضمن ملوك الكلدانيين.
وقد كانوا من ضمن الذين هجموا على ممتلكات أيوب البار مثل السبئيون.
تطلق “كلديا”، على المنطقة الواقعة في جنوبي شرقي ما بين النهرين، عند الطرف الشمالي للخليج الفارسي، فكان الاشوريون يسمونها بلاد “كالدو” وسماها البابليون “كاشدو” ومنها جاء الاسم العبري “كاسديم” أي “الكلدانيون “، وكان يعيش في نفس المنطقة السومريون والاكاديون، وكان اسم “الكلدانيين” يطلق على جماعة من القبائل السامية التي كانت تعيش فيما كان يطلق عليها “بلاد البحر” المجاورة للطرف الشمالي للخليج الفارسي.
وبعد أن ابتلع الاشورويون الإمبراطورية البابلية القديمة، استطاع الكلدانيون بقيادة نبوخذنصر، الإمساك بزمام السلطة وبناء الإمبراطورية البابلية الجديدة التي سادت بلاد الشرق الأوسط على مدى نحو قرن من الزمان وترتبط كلديا بإبراهيم خليل الله، الذي خرج أصلاً من “أور الكلدانيين” (تك 11: 28، أع 7: 4). وربما سميت هكذا تمييزاً لها عن “اورا” الواقعة في شمالي بلاد بين النهرين.
(2) بلاد وشعب الكلدانيين:
كانت “كلديا” حتى نهاية القرن الثامن قبل الميلاد، تطلق على منطقة صغيرة في جنوب ولاية بابل فشملت في ذلك الوقت كل المنطقة من بغداد على نهر الدجلة – إلى الخليج الفارسي، وامتدت على نهر الفرات حتى مدينة “حت”. ومع أن “كلديا” كانت عادة محصورة بين نهري الدجلة والفرات، فانها امتدت شرقاً إلى الأرض المنبسطة بين الدجلة وجبال زاجروس، كما شملت بعض الأراضي غربي نهر الفرات، فكانت الصحراء العربية حدها الغربي، ولكن قلما زاد عرضها عن أربعين ميلاً، ومساحتها نحو 000·8 ميل مربع وهي تقع حالياً داخل العراق، ويمس طرفها الجنوبي الغربي دول الكويت.
(3) خصوبة أرض الكلدانيين:
كانت كلديا أكثر مناطق الهلال الخصيب إنتاجاً وحيث أن هذا الإنتاج كان يتوقف على توفر قنوات الري كان الكثيرون من الملوك يفتخرون بإنشاء هذه القنوات وصيانتها. وعندما اُهمل هذا الأمر في العصر التركي، تصحرت أرضها وضعف إنتاجها فبالاستخدام السليم للترع وقنوات المياه كانت الحقول تنتج كميات وفيرة من الغلال كالقمح والشعير، ومن الفاكهة كالتين والرمان والتمر وقد امتدح سنحاريب ملك اشور حدائق وبساتين كلديا، كما كانت مرتفعات كلديا تغطيها المراعي الجيدة وبخاصة في فصل الربيع، حيث كانت ترعى قطعان الماشية كما كانت تحيط بالأنهار والبحيرات مساحات من المستنقعات، فكان صيد الأسماك مصدراً هاماً من مصادر الطعام.
(4) التجارة في أرض الكلدانيون:
بالإضافة إلى المنتوجات الغذائية، كان “القار” (تك 6: 14)، من أهم المواد الخام التي تصدرها كلديا، فكانت كلديا تعتمد إلى حد بعيد على التجارة للحصول على حاجتها من مواد البناء وغيرها من المواد الضرورية فكانت تصدر الغذاء والصوف والقار، وتستورد ألواح الخشب والمعادن والاحجار الكريمة.
وكانت بعض هذه المنتوجات تأتي عن طريق الخليج الفارسي أو بالطرق البرية من المشال والشرق، فكانت هناك طرق رئيسية تمتد من الخليج الفارسي إلى سورية وفلسطين ومصر، وشرقاً إلى عيلام وفارس وكان النقل داخل بابل نفسها يعتدم على القوارب، فكانت السلع تنقل بين مدينة واخرى عن طريق القنوات والأنهار، فكانت الأرماث المصنوعة من الخشب، والتي تطفو فوق قرب منفوخة تذرع نهر الدجلة جيئة وذهاباً، وكان نهر الفرات الأبطأ جرياناً، يسمح بسير السفن إلى مسافات أبعد مما يسمح به نهر الدجلة، وكثيراً ما يسمى نهر الفرات – في الكتاب المقدس – بـ“النهر الكبير” (تث 1: 7، يش 1: 4، رؤ 9: 14)، أو بـ “النهر” مجرداً (تلك 31: 21). وكان ازدهار “كلديا” يعتمد على ما تجنيه من متاجرها ونظام النقل.
ولعدم توفر الأحجار والأخشاب بها، اضطر أهل بابل لاستخدام الطين من رواسب الطمي، لصنع الطوب فكانت قوالب الطوب هي المادة الرئيسية للبناء، كما كانت تصنع منه الألواح للكتابة عليها بالخط المسماري، ومتي حُرقت تصبح قادرة علي البقاء قروناً طويلة وعن طريق هذه الألواح الطينية، استطاع الأثريون أن يعرفوا الكثير من أسرار تلك الفترة التاريخية.
(5) المدن الكلدانية:
كانت المدن الكلدانية قليلة في البداية عندما كان اعتمادهم الأساسي على الصيد والقنص، ولكن بمرور الزمن، تكاثر عددهم واحتلوا عدداً من المدن الشهيرة التي لا تزال أطلالها قائمة· فمعظم مدن بلاد النهرين بنيت في العهود الحضارية القديمة، فكان بالقرب من الخليج الفارسي: إريدو، وأور ولارسا ويورك (أرك – تك 10: 10) · وكانت نبُور تقع في قلب ولاية بابل. وفي الشمال كانت توجد بورسيبا، وبابل، وكوتا، وكيش. وكان بعض هذه المدن مما خلفته الحضارتان السومرية والأكادية، وكانت هذه المدن مشهورة في الألفين الثالثة والثانية قبل الميلاد، عندما كانت “كلديا” تُعرف باسم “سومر وأكاد”. وكانت “أور وإريدو” قريبتين جداً من شاطئ الخليج. ولكن ما حملته الأنهار من طمي ردم الطرف الشمالي من الخليج الفارسي.
(6) تاريخ الكلدانيون:
(أ) جاء أقدم ذكر للكلدانيين في الحوليات الأشورية للملك “أشور ناصر بال” الثاني (عام 825 – 860 ق·م)، مما جعل بعض العلماء يظنون أن الكلدانيين دخلوا بابل في حوالي 000، 1 ق. م. ولكن الأرجح أنهم أقدم عهداً من ذلك، ويرتبطون عادة بالقبائل الأرامية السامية، التي كانت تزحف في أواخر الألف الثالثة قبل الميلاد، باستمرار من الصحراء الغربية إلي ما بين النهرين· واستقروا أولاً في الطرف الجنوبي من ولاية بابل عند الطرف الشمالي للخليج الفارسي، ربما قبل أن تذكرهم الحوليات الأشورية بعدة قرون.
(ب) ويرد في سفر أيوب (1: 17) أن ثلاث فرق من الكلدانيين هجمت على جماله وضربوا غلمانه بحد السيف. ولعل ذلك كان بالقرب من أدوم شمالي الجزيرة العربية· ووجودهم في تلك المناطق، لا يعني بالضرورة أنهم كانوا يقيمون بالقرب منها،. حيث أن الجيوش البابلية (شنعار) والعيلامية زحفت حتى فلسطين قبل ذلك بقرون (تك 14: 1 و2).
(ب) تحت الحكم الأشوري: حيث أن الكلدانيين كانوا يعيشون في منطقة مستنقعات وبحيرات في أقصى الجنوب، احتفظوا بدرجة كبيرة من الاستقلال حتى عندما امتد النفوذ الأشوري إليهم، إذ كان من العسير علي الجيوش الغازية أن تقوم بمناورات في المستنقعات الكلدانية· وكانت نتيجة ذلك أن أبى الكلدانيون تقديم أي خدمة للحكومة الأشورية.
وفي الألف الثانية قبل الميلاد كان يحكم بابل رؤساء من “بلاد البحر” لفترات قصيرة· ومن حكم “هدد نيراري الثالث” (حوالي عام 810 ق. م.) قدمت القبائل الكلدانية الولاء للغزاة الأشوريين في شمالي بابل. وعندما حاول الأشوريون أن يحدوا من حريتهم، تحول الكلدانيون إلي حرب العصابات وتدبير المكايد السياسية، فكانوا سريعين في نقض المعاهدات أو تغيير التحالفات حسبما تقتضي الظروف. فبينما كان المواطنون في بابل راضخين بوجه عام، تزعم الكلدانيون حركة الاستقلال القومية. وظل الأشوريون – على مدى 250 سنة – يفرضون سلطانهم بالقوة ضد محاولات الكلدانيين المستمرة للاحتفاظ باستقلالهم ونفوذهم.
وأخيراً في عام 127 ق. م. دخل “مرودخ – أبلا – إديني” (المعروف في الكتاب المقدس باسم مرودخ بلادان (2مل 20: 12، إش 39: 1) وهو الذي أرسل سفارة لحزفيا ملك يهوذا) بابل واعتلى عرشها الذي طالما كان ملك أشور هو الذي يعين من يجلس عليه واستطاع بالخداع والدهاء أن يحتفظ به لمدة عشر سنوات قبل أن يضطره سرجون الثاني ملك أشور إلي التراجع إلي منطقته في الجنوب. وعند موت سرجون في عام 705 ق. م. حاول استعادة عرش بابل، ولكنه انهزم أمام سنحاريب ملك أشور الجديد، الذي قام بتدمير بابل لتكون عبرة للكلدانيين وحلفائهم.
ولكن أسرحدون – ابن سنحاريب وخليفته – اتبع سياسة المصالحة مع البابليين، وأعاد بناء عاصمتهم، فكانت تلك حركة ذكية، جعلت الكلدانيين يخلدون إلي الهدوء، فبدأت فترة من السلام استمرت ثلاثين سنة. وحدثت آخر ثورة في أيام أشور بانيبال، وكان الذي دفع إليها هو أخوه الذي كان قد عينه أشور بانيبال نائباً له على عرش بابل، فبادر الكلدانيون بالانضمام للثورة التي أخمدها ملك أشور في عام 648 ق. م.
(ج) – الامبراطورية البابلية الجديدة: بعد ذلك بنحو عشرين سنة عند موت آشور بانيبال، انهارت الدولة الأشورية فجأة وبصورة دراماتيكية، فانتهز نبوبولاسار الحاكم الكلداني اللرصة لطرد الاشوريين من بابل، وأصبح ملكاً على بابل في عام 625 ق. م. واستطاع بتحالفه مع الميديين أن يقضي على الامبراطورية الأشورية، وأن يستولى على المدن الرئيسية، فاستولى على أشور في عام 614 ق. م. وعلى نينوي العاصمة في 612 ق. م. واقتسم الكلدانيون الأراضي التي استولوا عليها مع الميديين، فضموا إليهم المناطق الأشورية، الواقعة غربي وجنوبي نهر الدجلة، وبذلك خلقوا إمبراطورية بابلية جديدة (كانت الإمبراطورية البابلية الأولى – التي كان حمورابي أحد ملوكها – قد ازدهرت قبل ذلك بنحو ألف عام). وأصبح اسم كلديا مرادفاً لاسم بابل.
وفي أثناء الحكم الطويل الناجح لنبوخذنصر الثاني (أو نبوخذراصر) ابن نبوبولوسار، وصلت الإمبراطورية البابلية إلي أوج مجدها. وعندما كان نبوخذنصر ولياً للعهد، انتصر انتصاراً حاسماً على الجيش المصري في موقعة كركميش في عام 605 ق. م. (انظر 2أخ35: 20) التي وطدت دعائم السيادة البابلية في الشرق الأوسط (انظر 2مل 24: 7). وفي نفس تلك السنة أصبحت مملكة يهوذا خاضعة لملك بابل، فخضع الملك يهوياقيم لنبوخذنصر ملك بابل الذي أخذ كنوز الهيكل غنائم ليضعها في هيكله في بابل، كما أخذ قادة الشعب وخيرة الشباب أسرى (2مل24: 1، 2أخ 36: 5 – 7، دانيال1: 1 – 4).
وعندما تمردت يهوذا بعد عدة سنوات، بتحريض من مصر، استولى الجيش الكلداني على أورشليم في عام 597 ق. م. وأخذ ملك يهوذا يهوياكين أسيراً مع عدد آخر من قادة الشعب (2م 24: 8 – 61). ثم حدت تمرد آخر بزعامة الملك صدقيا الذي كان الكلدانيون قد أقاموه ملكاً، مما أدى إلي غزو الكلدنيون لأورشليم للمرة الثالثة وتدميرها في عام 586 ق. م. وسبوا أغلب الشعب (2م 24: 20 – 25: 12، 2أخ36: 11 – 21). ومن الغنائم التي أخذها نبوخذنصر من أورشليم ومن غيرها من البلاد التي غزاها، بني بابل وجعل منها مدينة من أروع المدن في العالم القديم، وعمل فيها الحدائق المعلقة التي كانت إحدى عجائب الدنيا السبع، و “بوابة اشتار” وأحاطها بسور طوله سبعة عشر ميلاً للدفاع عن المدينة. وكانت كبرياؤه وافتخاره بالمدينة التي قال إنه بناها بقوة اقتداره ولجلال مجده، سبباً في دينونة الله له (دانيال4: 3 – 33).
خلف نبوخذنصر ابنه “أميل مرودخ” (ويسمى في الكتاب المقدس “أويل مردوخ” (2مل25: 27، إرميا 52: 31) حيث يذكر لإحسانه للملك المسبي يهوياكين). وبعد سنتين قُتل “أويل مردوخ” في ثورة مسلحة بقيادة صهره نرجل شراصر (إرميا39: 3) الذي حاول أن يؤسس أسرة ملكية جديدة. وبعد أربع سنوات خلفه ابنه الذي لم يملك سوى بضعة أشهر، قبل أن يخلعه نبونيدس ويغتصب العرش.
(د) سقوط بابل: كان نبونيدس آخر الملوك الكلدانيين، وقد أيد توليه العرش الكثيرون من رجالات الدولة وبخاصة عندما لاحظوا أن الميديين حلفاءهم، أصبحوا شيئاً فشيئاً مناوئين لهم، ورأى رجال الدولة في “نبونيدس” حاكماً قوياً يستطيع الوقوف في وجه الميديين، ولكن محاولاته لإعادة الديانة البابلية لم تجد قبولاً لدى الشعب، كما لم تنجح محاولاته لتقوية اقتصاد الدولة. وقد جعل هذان العاملان من بابل مكاناً غير آمن لنبونيدس. وفي إحدى مرات غيابه الطويل عن العاصمة، أقام ابنه بيلشاصر نائباً عن على العرش. وهو ما يفسر موقف بيلشاصر، الذي يقول عنه دانيال “ملك الكلدانيين” (دانيال5: 30) كما أنه قال لدانيال: “تتسلط ثالثاً في المملكة” (دانيال5: 16 و29) لأن بيلشاصر نفسه كان الشخص الثاني في المملكة، بعد أبيه نبونيدس.
وفي أثناء قيام بيلشاصر بشئون المملكة، وقعت الحادثة العجيبة المدونة في الأصحاح الخامس من سفر دانيال، حادثة الكتابة على “مكلس حائط قصر الملك” التي كانت إنذاراً بسقوط بابل، وكان العيلاميون يهاجمون الحدود الشرقية من الإمبراطورية. وإذ سمع “نبونيدس: باقتراب جيوش فارس في الشمال، أسرع بالعودة إلي بابل، ولكن كورش الكبير كان قد استطاع أن يستولى على بابل بدون قتال، و وضع نهاية للقوة الكلدانية والامبراطورية البابلية الجديدة.
(7) الكلدانيون وعلم التنجيم:
بعد أن اختلفت الإمبراطورية الكلدانية بزمن طويل، ظل اسم الكلدانيين “طوال العصرين اليوناني والروماني مرادفاً للسحرة والعرافين والمنجمين. كما نرى ذلك في سفر دانيال حيث يجمع بين الكلدانيين والمجوس والسحرة والعرافين والمنجمين” (دانيال2: 2 و10، 4: 7، 5: 7).
لقد اشتهر البابليون طويلاً بتقدمهم في العلوم الفلكية واعتمادهم على النجوم للتنبؤ بالمستقبل. وهناك نص بابلي يرجع إلي نحو عام 700 ق. م. يصف دائرة البروج، ويذكر أسماء خمس عشرة مجموعة نجمية، وما زال الفلكيون إلي اليوم يستخدمون هذه الأسماء، مثل الثور والجوزاء والعقرب. وقد أمر نبوخذنصر أن يتعلم خيرة شباب يهوذا الذين سباهم – بما فيهم دانيال – “كتابة الكلدانيين ولسانهم” (دانيال1: 4)، ولا شك في أن العلوم الفلكية كانت بعض ما يتعلمونه.
كلكول
اسم عبري معناه “قصير وسريع” وهو أحد أبناء ماحول الثلاثة المشهورين، مع ايثان الازراحي، بأنهم كانوا أحكم أهل زمانهم. ولكن سليمان فاق هؤلاء الأربعة حكمة (1 مل 4: 31 و1 أخبار 2: 6).
إكليل
← اللغة الإنجليزية: crown – اللغة القبطية: ;met أو Ctevanoc.
أكاليل
(أع 14: 13) دوائر من أوراق الأشجار والزهور كانوا يزينون بها الحيوانات المعدة للذبح تقدمة للآلهة.
كلس | مُكَلَّس
الكلس: الجير plaster أي المادة المُتبقية بعد تسخين الحجر الجيري تسخيناً شديداً في قمائن خاصة، فيتصاعد منه ثاني أكسيد الكربون CO2، ويبقى أكسيد الكلسيوم (الجير الحي) الذي يطفأ بالماء فتنبعث منه حرارة شديدة، ويتحول إلي الجير المطفأ الذي يستخدم في أعمال البناء، كما تطلى به الحوائط. وقد أمر الرب موسى أن يُقيم حجارة في جبل عيبال ويُكَلِّسها بالكلس ويكتب عليها جميع كلمات الناموس (تث27: 4 – 8).
ويقول إشعياء إن الرب سيحطم كل المذابح الوثنية في يهوذا ويجعلها “كحجارة كلس مكسرة” (إش7: 9). كما يقول: “تصير الشعوب وقود كلس، أشواكاً مقطوعة تُحرق بالنار” إش 33: 12)، أي أنهم سيحرقون كما يحرق الكلس بنيران شديدة.
وعندما كان بيلشاصر (ملك بابل) يشرب الخمر مع عظمائه في أواني الهيكل التي أخذها نبوخذنصر من هيكل الرب في أورشليم، “ظَهَرَتْ أَصَابعُ يَدِ إِنْسَانٍ، وَكَتَبَتْ بِإِزَاءِ النِّبْرَاسِ عَلَى مُكَلَّسِ حَائِطِ قَصْرِ الْمَلِكِ” (دانيال (5: 5) أي الجزء المَطْلي بالكلس· ويقول عاموس النبي إن الرب سيعاقب الموأبيين لأنهم “أحرقوا عظام ملك أدوم كلسا” (عا 2: 1) أي أحرقوها حتى صارت كلساً.
كلمة
استعمل (يو 1: 1 – 14 و1 يو 1: 1 ورؤ 19: 13) هذه اللفظة (بصيغة المذكر) للدلالة على السيد يسوع المسيح فإنَّه الله الذي ظهر متكلمًا معلنًا نفسه. وقد استعمل الفيلسوف فيلو لفظة الكلمة (لوغوس، لوجوس) غير أنه قصد بها وسيطًا بين الله والعالم وليس شخصًا أما المسيح فهو الله المتجسد وهو شخص داخل التاريخ وعاش وعمل وصلب ومات ودفن وقام في حقبة معينة واضحة معروفة كل المعرفة.
الكلمات العشر | الوصايا العشرة
← اللغة الإنجليزية: Ten Commandments – اللغة الأمهرية: አስርቱ ቃላት.
(تث 4: 13)، انظر: ناموس، وصايا.
والوصايا العشر التي أمر بها الله الشعب في سفر الخروج الأصحاح 20 هي:
لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي.
لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالًا مَنْحُوتًا، وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ، وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ. لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ.
لاَ تَنْطِقْ بِاسْمِ الرَّبِّ إِلهِكَ بَاطِلًا.
اُذْكُرْ يَوْمَ السَّبْتِ لِتُقَدِّسَهُ.
أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ لِكَيْ تَطُولَ أَيَّامُكَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ.
لاَ تَقْتُلْ.
لاَ تَزْنِ.
لاَ تَسْرِقْ.
لاَ تَشْهَدْ عَلَى قَرِيبِكَ شَهَادَةَ زُورٍ.
لاَ تَشْتَهِ بَيْتَ قَرِيبِكَ. لاَ تَشْتَهِ امْرَأَةَ قَرِيبِكَ، وَلاَ عَبْدَهُ، وَلاَ أَمَتَهُ، وَلاَ ثَوْرَهُ، وَلاَ حِمَارَهُ، وَلاَ شَيْئًا مِمَّا لِقَرِيبِكَ.
كِلْمَد
موضع أو بلاد تاجرت مع صور وقد ذكرت في العلاقة مع شبا واشور (حز 27: 3 و23).
مدينة كَلْنَة
ربما كانت مدينة في بابل تابعة لمملكة نمرود (تك 10: 10). ولم يُعرف موضعها بالتمام. وقد ظن البعض أنها ربما كانت كولونو المدينة المهمة المعروفة قديمًا بالقرب من بابل وبعضهم يترجمون الكلمة الأصلية “بكلها” بمعنى أن كل المدن المذكورة كانت في أرض شنعار.
مدينة أو قرية كَلْنَة
كلنة المذكورة مع حماة وجت في (عا 6: 2) ربما تكون كولاني أو كولانهو الحديثة التي تبعد مسافة 6 أميال من ارفاد بالقرب من حلب.
كَلْنو
مدينة ذكرها الآشوريون كمثال لعدم جدوى مقاومة الزحف الآشوري (اش 10: 9) وهي ربما كانت كلنة المذكورة في سفر عاموس.
كُلية | كُلى
كان شحم الكليتين في الذبائح يُحرق (خر 29: 13). وكان القدماء يظنون أن الكليتين موضع العواطف (اي 19: 27) والنيات (مز 7: 9 وار 17: 10 و20: 12) والفطنة (مز 16: 7).
كَلُوب أخو شوحة
اسم عبري معناه “سلة أو قفص للطيور” وهو اسم:
أخو شوحة، لم تعرف سلالته تمامًا ولكنه كان يحسب ضمن نسل يهوذا (1 أخبار 4: 11).
كَلُوب الفاعل
اسم عبري معناه “سلة أو قفص للطيور” وهو اسم:
أبو رئيس من رؤساء داود وكان على الفعلة (1 أخبار 27: 26).
كِلُوبا
يذكر يوحنا البشير إنه “كانت واقفات عند صليب يسوع أمه وأخت أمه مريم زوجة كلوبا ومريم المجدلية” (يو 19: 25) وعبارة “زوجة كلوبا” (وهي في اليونانية هي “تو”) تعني “التي لكلوبا” مما يترك المجال لاحتمال أنها كانت زوجته أو ابنته أو أمه، مع ترجيح الرأي الأول، وهناك بضعة افتراضات لتحديد من كان كلوبا هذا:
(1) يجمع البعض بينه وبين “كليوباس” أحد التلميذين اللذين سار معهما الرب – يوم قيامته – في الطريق إلي عمواس (لو 24: 18) وهو أمر بعيد الاحتمال حيث أن اسم “كليوباس” اسم يوناني الأصل، بينما “كلوبا” اسم عبري الأصل.
(2) يرى البعض أن كلوبا هو نفسه “حلفى” أبو “يعقوب بن حلفي” (مت 10: 3، مرقس 3: 18، لو 6: 15، أع 1: 13) أحد التلاميذ الاثني عشر، على أساس أن “حلفي وكلوبا، صورتان لاسم واحد في الارامية، ولكن غالبية العلماء لا يرون هذا الرأي.
(3) ذكر “هجسيبوس” Hegesippus أن يوسف زوج مريم كان له أخ اسمه “كلوبا” وكان اسم امرأته أيضًا “مريم” وبذلك كانت تعتبر أختًا للعذراء مريم (كما يذكر يوحنا البشير) أنها كانت سلفتها، ولكن ليس ثمة دليل كتابي على ذلك.
ولعدم توفر دليل قاطع على أي من الافتراضات المذكورة فيفضل البعض اعتبار أن كلوبا وكليوباس، وحلفى ثلاثة أشخاص مختلفين.
كالب ابن حصرون | كَلُوباي
← اللغة الإنجليزية: Caleb – اللغة العبرية: כָּלֵב – اللغة اليونانية: χαλεβ – اللغة الأمهرية: ካሌብ.
اسم عبري معناه “كلب” وهو اسم:
ابن حصرون وأخ يَرْحمئيل (1 أخبار 2: 5 و18 و42) ويدعى أيضًا كلوباي (1 أخبار 2: 9). وتحسب ذريته في سجل الأسباط قسمًا من بيت حصرون وعشيرة فارص وسبط يهوذا (1 صم 25: 3 و1 أخبار 2: 3). ومن ذوي قرباه المقربين حور رفيق هارون وبصلئيل حفيد حور وهو أحد الصناع الماهرين.
كُلَودْي | كودة
جزيرة صغيرة طولها سبعة أميال وعرضها ثلاثة أميال جنوبي غربي كريت، مرّ عليها مركب بولس الرسول عندما فاجأته العاصفة بعد أن أقلع من كريت (أع 27: 16). وهي تدعى الآن جوزّو.
كُلُودِيُوس قيصر
اسم لاتيني معناه “أَعرج” وهو اسم الإمبراطور الروماني الرابع خليفة كليغولا Caligula. ملك عام 41 م. ولكنه كان ضعيف الإرادة فترك تصريف أمور الدولة في أيدي مقربين لا ضمائر لهم. حضر هيرودس اغريباس الأول في حفل جاوس كلوديوس على العرش في رومة ومنحه كلوديوس الحكم على فلسطين كلها علامة لرضاه عنه. وقد عطف كلوديوس قيصر في أول حكمه على اليهود وأجزل لهم الهبات التي كان من جملتها إرجاعه إلى يهود الإسكندرية الامتيازات التي كانوا يتمتعون بها سابقًا. ولكنه نفي فيما بعد جميع اليهود من رومة (أع 18: 2). ويرّجح أنه نفى معهم المسيحيين أيضًا. وقد مات عام 54 م. بعد ملك دام 14 سنة حدثت فيه عدة مجاعات من جملتها مجاعة تنبأ بها أغابوس دامت ثلاث سنوات وكانت شديدة جدًا (أع 11: 28).
كُلُودِيُوسُ لِيسِيَاس | أمير الكتيبة في أورشليم وقت بولس
Claudius Lysias الاسم الأول “ليسياس” اسم يوناني (لاتيني) معناه “أعرج” والاسم الثاني “كلوديوس” اسم روماني، ولعله اتخذ اسم “كلوديوس” عند حصوله على الرعوية الرومانية (أع 22: 28). وهو رئيس كتيبة مؤلفة من ألف جندي روماني (أمير الكتيبة الرومانية التي كانت تعسكر في قلعة أنطونيا (كان مركزه في حصن انطونيا)، التي كانت تطل على القطاع الشمالي من الهيكل في أورشليم). فلقب “أمر كتيبة” يدعى أنه كان قائداً لنحو ألف من الجنود. ولا يُعلم عنه شيء أكثر مما جاء عنه في سفر أعمال الرسل، ويُظن أنه كان القائد العسكري لحامية أورشليم كلها. ويظهر من الجزء الثاني من اسمه أنه كان يونانيًا ولكنه اشترى الجنسية الرومانية (أع 22: 28).
وقد أرسل جنودًا لتخليص بولس من أيدي اليهود المتعصبين الذين حاولوا قتله. فعندما أمسك الشعب اليهودي الثائر بالرسول بولس، ظانين أنه قد دنس الهيكل بإدخال أناس يونانيين إليه، وهاجت المدينة كلها وتراكض الشعب، وأغلقوا الأبواب يريدون الفتك بالرسول، نما الخبر إلي أمير الكتيبة، فأخذ “عسكراً وقواد مئات وركض إليهم، فلما رأوا الأمير والعسكر كفوا عن ضرب بولس” (أع 21: 27 – 32). أصدر أوامره بأن يفحصوا بولس بجلدات ولكنه لما علم أنه روماني الجنسية فك قيده.
فقد أمر كلوديوس ليسياس أن يُقيد بولس بسلسلتين، وأن يؤخذ إلي المعسكر، وقد ظن ليسياس أنه المصري الذي صنع قبل هذه الأيام فتنة وأخرج إلي البرية أربعة الآلاف رجل من القتلة، فأخبره بولس بأنه يهودي من طرسوس، والتمس منه أن يأذن له في الحديث إلي الشعب، فأذن له، فوقف بولس على الدرج (السلم) الذي كان يربط القلعة بفناء الأمم (أع 21: 40). ولما هاج الشعب عندما قال بولس إن الرب قال له: “اذهب فإني سأرسلك إلي الأمم بعيداً” (أع 22: 21)، أمر ليسياس أن يؤخذ إلي المعسكر ليُفحص بضربات ليعلم لماذا كان يصرخون عليه هكذا. ولما علم ليسياس أن بولس روماني، اندهش وقال له: “أما أنا فبمبلغ كبير اقتنيت هذه الرعوية” فقال بولس: “أما أنا فقد ولدت فيها. وللوقت تنحى عنه الذين كانوا مزمعين أن يفحصوه، وأختشى الأمير (ليسياس) لما علم أنه روماني، ولأنه كان قيد” (أع 22: 25 – 39). وفي الغد حله من الرباط، وأوقف بولس أمام رؤساء الكهنة وكل مجمعهم، وتحدث بولس إليهم قائلاً: “أنا فريسي ابن فريسي، على رجاء قيامة الأموات أنا أحاكم” (أع 23: 6)، فانقسم اليهود ما بين فريسيين وصدوقيين، وخشى الأمير أن يؤذوا بولس، “فأمر العسكر أن ينزلوا ويختطفوه من وسطهم ويأتوا به إلي المعسكر” (أع 23: 10). ولما طلب رؤساء اليهود من ليسياس أن ينزله لهم في الغد، وقد دبر بعضهم مؤامرة لقتله، وعلم ليسياس بالمؤامرة من ابن أخت بولس، دعا ليسياس اثنين من قواد المئات وطلب منهما أن يعدا مئتي عسكري، وسبعين فارساً، ومئتين من حاملي الرماح، ودواباً ليركبا بولس ويوصلاه سراً سالماً إلي فيلكس الوالي الروماني في قيصرية (أع 22: 24 – 23: 35)، وكتب ليسياس رسالة لفيلكس يشرح له فيها قضية بولس. وقد سجل البشير لوقا هذه الرسالة (أع 23: 26 – 30). ولا نعرف كيف حصل لوقا على صورة هذه الرسالة، ولعل ليسياس كتبها من صورتين، أعطى إحداهما لقائد المئة، والأخرى للرسول بولس. والرسالة تبين عدالة ليسياس، إذ يكتب صراحة أنه لم يجد على بولس “شكوى تستحق الموت أو القيود” (أع 23: 29).
عرض آخر للأحداث:
بعدما دخل بولس الرسول إلى الهيكل في أورشليم مع أربعة رجال للتطهير، ظنَّ اليهود أنه أدخل معه تُرُوفِيمُسَ الأَفَسُسِيَّ اليوناني، فهاجوا عليه وأمسكوه “وَجَرُّوهُ خَارِجَ الْهَيْكَلِ” وطلبوا أن يقتلوه. فلما “نَمَا خَبَرٌ إِلَى أَمِيرِ الْكَتِيبَةِ أَنَّ أُورُشَلِيمَ كُلَّهَا قَدِ اضْطَرَبَتْ” (أع 21: 21 – 31)، “أَخَذَ عَسْكَرًا وَقُوَّادَ مِئَاتٍ” إلى هناك، وأخذ بولس من وسطهم ليحميه “بِسَبَبِ عُنْفِ الْجَمْعِ”. وبعدها سمح لبولس بمخاطبة الجمع اليهودي الموجود وهو فوق الدَّرَج (أع 21: 37 – 40). وبعد حديث بولس في المجمع، “أَمَرَ الأَمِيرُ أَنْ يُذْهَبَ بِهِ إِلَى الْمُعَسْكَرِ، قَائِلاً أَنْ يُفْحَصَ بِضَرَبَاتٍ، لِيَعْلَمَ لأَيِّ سَبَبٍ كَانُوا يَصْرُخُونَ عَلَيْهِ هكَذَا”، إلا أن بولس حذَّر قائد المائة قائلًا: “أَيَجُوزُ لَكُمْ أَنْ تَجْلِدُوا إِنْسَانًا رُومَانِيًّا غَيْرَ مَقْضِيٍّ عَلَيْهِ؟” (أع 22: 24، 25). وهنا تراجع الرجل وأسرع إلى الأمير ليخبره بالأمر، ولم يتم ضربه بالسياط، وخاف الأمير لكونه قد قيَّدهُ (أع 22: 29). وفي حديث بولس مع الأمير أخبره الأخير بأنه قد دفع “بِمَبْلَغٍ كَبِيرٍ” للحصول على الجنسية الرومانية، فأخبره بولس بأنه وُلِدَ فيها.
“وَفِي الْغَدِ إِذْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَعْلَمَ الْيَقِينَ: لِمَاذَا يَشْتَكِي الْيَهُودُ عَلَيْهِ؟ حَلَّهُ مِنَ الرِّبَاطِ، وَأَمَرَ أَنْ يَحْضُرَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَكُلُّ مَجْمَعِهِمْ. فَأَحْضَرَ بُولُسَ وَأَقَامَهُ لَدَيْهِمْ” (أع 22: 30). إلا أن الأمر اشتعل أكثر بين بولس واليهود الموجودين، لدرجة أن “اخْتَشَى الأَمِيرُ أَنْ يَفْسَخُوا بُولُسَ” (أي يقطعوه إربًا)، “فَأَمَرَ الْعَسْكَرَ أَنْ يَنْزِلُوا وَيَخْتَطِفُوهُ مِنْ وَسْطِهِمْ وَيَأْتُوا بِهِ إِلَى الْمُعَسْكَرِ” (أع 23: 1 – 10). إلا أن مجموعة من اليهود (أكثر من أربعين شخصًا) اتفقوا على قتل بولس، فنما إلى عِلم ابن أخت بولس الرسول بالمؤامرة على قتل خاله بولس، فأسرع إليه يخبره، فقام هو بدوره بإرسال الشاب مع وَاحِدًا مِنْ قُوَّادِ الْمِئَاتِ إلى الأمير ليطلعه على الأمر. ثم اتفق الأمير مع الشاب بألا يخبر أحدًا بأنه عرف بالخطة، “ثُمَّ دَعَا اثْنَيْنِ مِنْ قُوَّادِ الْمِئَاتِ وَقَالَ: «أَعِدَّا مِئَتَيْ عَسْكَرِيٍّ لِيَذْهَبُوا إِلَى قَيْصَرِيَّةَ، وَسَبْعِينَ فَارِسًا وَمِئَتَيْ رَامِحٍ، مِنَ السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ مِنَ اللَّيْلِ. وَأَنْ يُقَدِّمَا دَوَابَّ لِيُرْكِبَا بُولُسَ وَيُوصِلاَهُ سَالِمًا إِلَى فِيلِكْسَ الْوَالِي»” (أع 23: 23، 24). وأرسل الأمير رسالة إلى فيلكس يشرح فيها الأمر.
كَلُوهِي
وهو مِنْ بَنِي بَانِي، تزوج امرأة غريبة فطلب منه عزرا أن يطلقها (عز 10: 35).
كَلْيُوباس
Cleopas اسم يوناني يرّجح أنه اختصار “كليوباتروس” ومعناه “من أب مشهور” وهو أحد التلميذين اللذين لاقاهما المسيح على الطريق بين أورشليم وعمواس عشية يوم القيامة (لو 24: 18). وليس هو كلوبا (يو 19: 25) كما ظن بعض الآباء المسيحيين المتأخرين.
كِلْيُون زوج عرفة
← اللغة الإنجليزية: Chilion.
اسم عبري معناه “مريض” وهو ابن أليمالك ونعمى الأصغر وزوج عرفة وقد مات في أرض موآب (را 1: 2 – 5 و4: 9 و10). واسم أخيه محلون زوج راعوث.
كَمَاريم
كهنة الآلهة الكاذبة (صف 1: 4). وقد ترجمت أيضًا بكهنة الأصنام (2 مل 23: 5)، وبكهنة عجول بيت آون (هو 10: 5).
كامِل | الكمال
أن الكمال المطلق لله وحده وإلى هذا الكمال يجب أن يسعى المؤمن بكل قوته (تك 6: 9 واي 1: 1 و8 و8: 20 و9: 21 واف 4: 13 وفي 3: 12 وكو 1: 28 و2 تيم 3: 17) لأن هذا أمر الله له (تك 17: 1 ومتى 5: 48 ويع 1: 4 و2 كو 12: 9).
الكمال هو الصحة والسلامة المطلقة من كل عيب أو نقص أو قصور أو شائبة· وأهم الكلمات العبرية التي تستخدم في العهد القديم لتأدية هذا المعنى، هما الكلمتان: “سَلِم” ومشتقاتها، و “تمم” ومشتقاتها، وتترجم “سَلم” إلي صيحح (انظر مثلًا تث 25: 15)، أو “صحيحة” (انظر مثلًا تث 27: 6)، وتترجم كلمة “تمم” إلي “صحيحة” أيضًا (انظر مثلًا لا 1: 9)، و” كاملة” (انظر مثلًا لا 23: 15)، و “كامل” (تك 6: 9، 17: 1، أي 1: 1 و10 الخ·· مز 27: 37، 64: 6) ·أما في العهد الجديد فأهم الكلمات اليونانية المستخدمة لتأدية هذا المعنى هي الفعل “تليور” (Teleioo) ومشتقاته كما في “كونوا أنتم كاملين كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل” (مت 5: 48، 19: 21، رو 12: 2، أف 4: 13، في 3: 15، كو1: 28، 4: 12، عب 9: 11، يع 1: 24، 3: 2، 1يو 4: 18)، والفعل “يكمل” (لو 13: 32، يو 17: 23، 2كو 12: 9، عب2: 10، 5: 9، 7: 19، 9: 9، 10: 1 و14، 11: 40، 12: 23، يع 2: 22، 1يو 2: 5، 4: 12 و17 و18) · و” الكمال” (كو 3: 14، عب 6: 1، 7: 11) ·كما يستخدم العهد الجديد الفعل “كاترتيزو” (Katartizo) ومشتقاته بمعنى “يكمل” أو “يهيئ” (مت 21: 16، لو 6: 40، 1 كو1: 40، 2كو 13: 11، 1 تس 3: 10، عب 13: 21، 1بط 5: 10) · وكلمة “تليوو” ومشتقاتها في الآداب اليونانية، تدل على:
(1) – الشخص البالغ الذي وصل إلي سن النضج أو سن الرشد·.
(2) – الذي نضجة في المعرفة: ويبزر المعنى الأول في (1 كو 14: 20، أف 4: 13، عب 5: 14، 6: 1)، ويبرز المعنى الثاني في 1 كو 2: 6، في 3: 15، كو 1: 28· وهناك كلمتان أخريان، هما (1) ارتيوز Artios أي كامل (2تي 3: 17) بمعنى كمال القدرة على القيام بكل ما يطلب منه، (2) هولوكليروس (يع 1: 4) بمعنى كامل زي بلا عيب· والكمال” أمر نسبي ويعني البلوغ إلي مقياس معين زو غاية معينة، أو توفر شروط معينة، ويستخدم الكتاب المقدس كلمة “الكمال” في ثلاثة مجالات مختلة· (1) كمال الله: وهو كمال مطلق فهو المقياس الاعلى للكمال (مت 5: 48) فهو الصخر الكامل صنيعة اي ان كل ما يعمله كامل، وطريقه كامل” (2صم 22: 31، مز 18: 30) وناموسه كامل، (مز 19: 7، يع 1: 25 كلنا نبايع مبارك كلنا نبايع مبارك Sk كل عيب أو نقص، ويستحق كل حمد وتسبيح· (2) كمال المسيح: ويقول كاتب الرسالة إلي العبرانيين: “لأنه لاق بذاك – الذي من أجله الكل وبه الكل – وهو آت بأبناء كثيرين إلي.
المجد، أن يكمَّل رئيس خلاصهم بالآلام “(عب 2: 10) وليست الإشارة هنا إلى أي أمتحان شخصى ليسوع كإنسان، بل إلى كونه مؤهلًا – باختياره – لشدة التجربة والطاعة الكاملة – التي تجل عن الوصف – لخدمته كرئيس الكهنة، التي دعاه إليها الله (عب 5: 7 – 10 مع 7: 28) · وهو كرئيس الكهنة:” قدم عن الخطايا ذبيحة واحدة “(عب 10: 12) وهكذا” صار لجميع الذين يطيعونه سبب (مصدر) خلاص أبدي (عب 5: 9)، ضامنًا لهم بشفاعته حق الاقتراب الدائم إلى الله (عب 7: 25 و10: 19 – 23) والرحمة والنعمة والعون، التي هم في حاجة ماسة إليها في تجاربهم المتواصلة (عب 4: 14 – 16)، فاختباره القوي للتجربة، أهَّله للقيام بهذه الخدمة (عب 2: 71 و18، 5: 2 و7 – 9) ·.
(3) – كمال الإنسان: ويذكر هذا بالإشارة إلى:
أ – علاقة العهد بين الله والإنسان.
ب – عمل نعمة الله في الإنسان.
أ – علاقة العهد بين الله والإنسان: يتحدث الكتاب المقدس عن كمال الإنسان في علاقة العهد القديم من شعب الله (تك 17: 1، تث 18: 13) وبنسبة إلى أفراد من شعب الله، مثل: نوح (تك 6: 9)، و “آسا” (1مل 15: 14)، و “أيوب” (أي 1: 1) نتيجة الإخلاص والطاعة من كل القلب لمشيئة الله المعلنة لهم· فهو الإيمان العامل، والتمتع بعلاقة سليمة مع الله بالعبادة القلبية الخالصة والخدمة الصادقة الامينة، وهذا الكمال يتعلق أساسًا بالقلب (1 مل 8: 61، 2 مل 20: 3، أخ 29: 9) فالتوافق الخارجي مع أوامر الله لا يكفي إن لم يكن القلب كاملًا (2 أخ 25: 2) فالكمال يرتبط على الدوام بالاستقامة كالتعبير الطبيعي الظاهر (أي 1: 1 و8، 2: 3، مز 137: 37، أم 2: 21) وكلمة “كامل” Teleios في إنجيل متى (19: 21) كما تؤدي المعنى السلبي أي “لا يعوزه شيء”، فإنها تحمل أيضًا المعنى الإيجابي أي الإخلاص والصدق في العهد مع الله·.
ويخبرنا الكتاب المقدس عن إكمال الله لعهده مع الإنسان، أي جعل الإنسان كاملًا في المسيح يسوع، وهو موضوع الرسالة إلى العبرانيين، وهذا “التكميل” هو وضع الإنسان في علاقة عهد راسخ كعابد للرب في ملء العلاقة معه، وقد تمم الله ذلك بأن أحل محل العهد القديم وكهنوته وخيمته وذبائحه شيئًا أفضل· والعهد القديم في الرسالة إلى العبرانيين هو النظام الذي أعطاه الرب لموسى ليكون أساس العلاقة بينه وبين شعبه القديم، ولكن كما يقول كاتب الرسالة بأنه لم يكن بالكهنوت اللاوي كمال، لذلك “يصير إبطال الوصية السابقة من أجل ضعفها وعدم نفعها (عب 7: 11 و18)، لأن ذبائح العهد القديم” لا يمكن من جهة الضمير أن تكمل الذي يخدم “(عب 9: 9) ·” لأن الناموس··· لا يقدر أبدًا··· أن يكمل الذين يتقدمون “(عب 10: 1 – 4) ولكن في العهد الجديد، على أساس تقديم المسيح نفسه ذبيحة مرة واحدة، يحصل المؤمنون بالمسيح على تأكيد الله لهم أنه لن يذكر خطاياهم وتعدياتهم في ما بعد (عب 10: 11 – 18) · وبذلك فهم مكملون إلى الأبد (عب 10: 14) · وهذا الكمال – كمال العلاقة مع الله – شيء لم يعرفه قديسو العهد القديم على الأرض (عب 11: 40)، ولكنهم – في المسيح – يستمتعون به الآن كأرواح مُكمَّلين في أورشليم السمائية (عب 12: 23 و24) ·.
ب – عمل نعمة الله في الإنسان: يخبرنا الكتاب المقدس عن تكميل الله لشعبه في المسيح، فالله يريد أن الذين أصبحوا بالإيمان يتمتعون بالشركة معه، أن يمموا من الطفولة الروحية إلى البلوغ (الكمال) الذي به ينمون إلى “إنسان كامل، إلى قياس قامة ملء المسيح” (أف 4: 13)، فقد لبسوا “الجديد الذي يتجدد للمعرفة حسب صورة خالفه” (كو 3: 10) فعليهم أن ينموا حتى يصبحوا – بهذا المعنى – كاملين (ارجع إلى 1 بط 5: 10، عب 5: 14، 6: 1، كو 4: 12) · وهذا الفكر له جانب جماعي وجانب فردي فالكنيسة كجماعة عليها أن تصبح “إنسانًا كاملًا” (أف 4: 13، أنظر أيضًا 2: 15، غل 3: 28).. والفرد المسيحي، عليه أن يسعى ليصير كاملًا (في 3: 12). وفي الحالتين، نجد المفهوم كرستولوجيًا واسخارتولوجيا، فالمؤمن يصير كاملًا في المسيح (كو 1: 38). كما أن كمال الشركة مع المسيح ومشابهة المسيح، هو عطية سماوية لا يستمتع بها المؤمن تمامًا إلا عند إكمال الكنيسة ومجيء الرب ثانية، ليقيم المؤمنين الراقدين، ويخطف المؤمنين الأحياء (أف 4: 12 – 16، في 3: 10 – 14، كو 3: 4، 1 تس 4: 15 – 17، 1 يو 3: 2) وفي الوقت الحالي، يمكن أن يقال عن المؤمنين البالغين الأقوياء إنهم قد بلغوا كمالًا نسبيًا في مجالات البصيرة الروحية (في 3: 12 – 15)، والصبر وضبط النفس (يع 1: 4) والمحبة الصادقة من نحو الله والناس (1 يو 4: 12 و17 و18) · ولا يربط الكتاب المقدس أبدًا، الكمال بالناموس، أو يساويه بالعصمة من الخطية، وحياة عدم الخطية هدف يجب أن يسعى إليه كل مؤمن باستمرار (مت 5: 48، 2 كو7: 1، رو 6: 19)، ولكنه لن يبلغه تمامًا (يع 3: 2 و1 يو1: 8 – 2: 2). ولكن لا شك في أنه عندما يصل المؤمن إلى المجد سيصبح “مكملًا” بلا خطية، ولكن من الخطأ الخلط بين الفكر الكتابي عن الكمال والعصمة من الخطية، أو القول بأنه طالما أن الكتاب المقدس يصف بعض الأشخاص بأنهم كانوا كاملين، فإن ذلك يعني أنه في الإمكان بلوغ العصمة من الخطية في هذا الجانب من الحياة على الأرض، فالكمال الحالي الذي قد يبلغه بعض المؤمنين، إنما هو كمال نسبي، لا يعني العصمة من الخطية، بل يعني الإيمان القوي، والصبر المطمئن والفرح في الرب، والمحبة الفائضة للرب ولشعبه (انظر أيضًا مادة القداسة).
كمن | كمين
كَمَنَ في المكان كموناً ambush: توارى واستخفى في مكمن لا يُفطن إليه و “الكمين”: القوم يكمنون في الحرب حيلة لأخذ العدو على غفلة· وبعد هزيمة بني إسرائيل أمام عاي، واكتشاف خيانة عخان بن كرمي، وتنفيذ القصاص فيه جعل يشوع كميناً للمدينة من ورائها، ثلاثين ألف رجل من جبابرة البأس، وهكذا حصر المدينة بين قوتين، واستطاع الكمين أن يدخل المدينة ويستولى عليها (يش 18: 20 وانظر أيضاً قض 9: 25 و32 و34 و43، 2 أخ 13: 13، 20: 22، مراثي 4: 19)، كما جعلت دليلة كميناً في بيتها لشمشون في انتظار كشف سر قوته ثم إذلاله (قض 16: 9 و12، انظر أيضاً 1 صم 22: 8، مز 10: 8 و9، 59: 3، أم 1: 11 و18 ··· الخ) ·.
ويقول أيوب: “إن غوى قلبي على امرأة، أو كمنت على باب قريبي···” (أي 31: 9 – 12) وقيل عن المرأة الشريرة إنها “عند كل زاوية تكمن” (أم 27: 12، انظر أيضاً 23: 28) ·.
وكذلك تكمن الوحوش للافتراس، ويكمن اللصوص للانقضاض (مز 10: 9، 17: 12، أم 23: 28، أي 38: 40، أرميا 5: 6، مراثي 3: 10، هو 6: 9).
وقد جعل أكثر من أربعين رجلاً من اليهود كميناً للانقضاض على بولس الرسول في أورشليم، ولكن ابن أخته “سمع بالكمين” مما أدى إلى إرسال بولس في حراسة قوية إلى قيصرية، وهكذا نجا من الكمين (أع 23: 12 – 25) ·.
الكمُّون
الإنجليزية: cummin – عشب يسمى في علم النبات Cuminum Cyminum وهو من الفصيلة الصيوانية يحمل زهورًا صغيرة بيضاء ويُزرع خاصة لأجل بزوره التي تستعمل مسحوقة للرش على بعض الأطعمة وقد أشار اش 28: 25 و27 إلى تذريته عندما ينضج ودرسه خبطًا بالقضيب. وكان الفريسيون يعشرونه بتدقيق مع أنهم كانوا يتركون أمور الشريعة المهمة (متى 23: 23).
كِمْهام
اسم عبري معناه “محمر أو أعمى” وهو ابن برزلاي الجلعادي. وقد دعى داود الملك أباه للمكوث معه في أورشليم ولكنه رفض هذا الشرف بسبب تقدمه في السن ولكنه أرسل ابنه كمهام عوضًا عنه (2 صم 19: 37 و38). ويظهر أن كمهام سكن قرب بيت لحم حيث بنى محطة للقوافل دعيت جيروت كمهام (ار 41: 17).
كَمُوش إله الموآبيين
إله الموآبيين، وقد سمّوا به أمة كموش (عد 21: 29) وشعب كموش (ار 48: 46). وسمي كموش “رجس الموآبيين” وأدخل سليمان عبادته إلى أورشليم (1 مل 11: 7) وأبطلها يوشيا (2 مل 23: 13) منحسًا إياها “رجاسة الموآبيين”. وفي الكتابة على الحجر الموآبي ينسب الملك ميشع (2 مل 3: 4) انتصاراته إلى كموش، وكانت طريقة عبادته تشبه من كل الوجوه عبادة الإله مولك بتقديم الأولاد ذبائح له (2 مل 3: 27). والظاهر من قض 11: 24 و1 مل 11: 5 أن كموش كان يتصل بملكوم إله العمونيين صلة وثيقة.
. كَناني
اسم عبري اختصار “كننيا” أي “من ثبته يهوه” وهو لاوي اشترك في تطهير الشعب الراجع من السبي تحت إرشاد عزرا (نح 9: 4).
كَنْخَرِيا
اسم يوناني معناه “دخن” وهي ميناء كورنثوس على بعد 7 أميال شرقي المدينة على الخليج الساروني وكانت مركزًا تجاريًا لتلك المدينة مع آسيا أما ميناء كورنثوس الغربية فيسمى ليخيوم. وقد تأسست كنيسة مسيحية في كنخريا وكانت فيبي خادمة فيها (رو 16: 1). وقد اقلع بولس من هناك إلى افسس وسوريا (أع 18: 18). وكانت كنخريا ملآنة أبنية مخصصة للأصنام. واسمها الحالي كنخريس.
كَنْداكة ملكة الحبشة | قنداقة
← اللغة الإنجليزية: Kandake / Kadake / Kentake / Candace – اللغة اللاتينية: Candacis – اللغة العبرية: קַנְדַּק – اللغة اليونانية: Κανδάκης – اللغة الأمهرية: ህንደኬ.
اسم ملكة الحبشة وعلى الأخص الجزء الواقع في جنوبي بلاد النوبة المدعو مروي. وقد اهتدى أحد وزرائها الكبار (الخصي الحبشي) الذي كان على خزائنها إلى الإيمان بالمسيح بواسطة فيلبس المبشر الذي لاقاه بين أورشليم وغزة (أع 8: 26 – 39). وقد اتفق سترابو وديون كاسيوس وبليني أن مروي حكمتها في القرن المسيحي الأول سلسلة متتابعة من الملكات دعيت كل منهن باسم “كنداكة”، أي كان لقبًا حملته عدة ملكات من ملكات الحبشة في خلال القرون الثلاثة الأخيرة قبل الميلاد، والقرون الثلاثة الأخيرة قبل الميلاد، والقرون الثلاثة الأولى بعد الميلاد، والمقصود بالحبشة هنا، مملكة النوبة في شمالي السودان، وكانت عاصمتها “مروي”. والأرجح أن “كنداكة” المذكورة هنا كانت هي المملكة “أمانيتبر” التي حكمت من 25: 41 م· وقد بنت هي وزوجها عدة معابد في النوبة، وقد كشف الأثريون عن هرمها ومقربتها في “مروي” ·.
كنيسة
← اللغة الإنجليزية: church – اللغة العبرية: כנסייה – اللغة اليونانية: εκκλησία – اللغة القبطية: ek`klhci`a – اللغة الأمهرية: ቤተ ክርስቲያን – اللغة السريانية: ܥܕܬܐ.
اسم سرياني معناه “مجمع” أو “اجتماع”، أما الكلمة اليونانية المستعملة في العهد الجديد “اكليزيا” فإنها تعني مجمع المواطنين في بلاد اليونان التي كانت الحكومة تدعوهم للتشريع أو لأمور أخرى (أع 19: 32 و41). وقد استعمل الكتَّاب الملهمون الكلمة نفسها للدلالة على مجمع المؤمنين الذين يعترفون أن الرب يسوع المسيح هو رأسهم الأعلى الذين كانوا يجتمعون في أوقات منتظمة معينة أو كما تسمح الفرص للعبادة والصلاة (متى 16: 18 و18: 17 واع 2: 47 و5: 11 وافسس 5: 23 و25). ولما تكاثر عدد أتباع يسوع في مدن متعددة بدأوا باستعمال كلمة “كنائس” بصيغة الجمع للدلالة عليهم، وكانت الجماعة الواحدة في كل بلد تدعى “كنيسة” (أع 9: 31 و15: 41 ورو 16: 4 و1 كو 7: 17 و1 تس 2: 14). ولم تستعمل الكلمة بوضوح في العهد الجديد للدلالة على البناء الذي يجتمع فيه المسيحيون للعبادة. والكنيسة غير المنظورة تتألف من كل الذين اتحدوا حقًا بالمسيح (1 كو 1: 2 و12: 12 و13 و27 و28 وكو 1: 24 و1 بط 2: 9 و10). أما الكنيسة المنظورة فإنها تتألف من جميع الذين يعترفون أنهم متحدون بالمسيح.
وقد اشبهت العبادة في الكنيسة المسيحية العبادة في المجمع اليهودي وكانت تتألف من الوعظ (متى 28: 20 واع 20: 7 و1 كو 14: 19 و26 – 36)، والقراءة من الأسفار المقدسة (يع 1: 22 وكو 4: 16 و1 تس 5: 27 بالمقابلة مع اع 13: 15) والصلاة (1 كو 14: 14 – 16) والترنيم (اف 5: 19 وكو 3: 16 بالمقابلة مع ترنيم اف 5: 14 و1 تيم 3: 16).. والقيام بالمعمودية وبالعشاء الرباني (متى 28: 19 واع 2: 41 و1 كو 11: 18 – 34) وتقديم العطايا (1 كو 16: 1 و2). وقد تستعمل لفظة كنيسة الآن للتمييز بين طائفة وأخرى من الطوائف المسيحية إلا أنها لم ترد أصلًا بهذا المعنى في الكتاب المقدس ولا يجوز لطائفة ما الادعاء بأنها هي الكنيسة الوحيدة دون غيرها لأن المؤمنين الحقيقيين منتشرين في كل الطوائف وهم يؤلفون أعضاء الكنيسة الواحدة الجامعة الرسولية.
وكلمة “كنيسة” في العهد الجديد مترجمة عن الكلمة اليونانية “إكليسيا” ومعناها “جماعة مدعوّة لغرض ما” وهي تشير دائمًا إلى جماعة ولا تشير أبدًا إلى مكان للعبادة، وهي غالبية الحالات تشير إلى جماعة محلية من المؤمنين.
أولًا: استخدام كلمة “كنيسة” قبل العصر المسيحي:
مع أن كلمة “كنيسة” أصبحت كلمة مسيحية، إلا أنها كانت تستخدم قبل العصر المسيحي للدلالة على أي جماعة دعيت لغرض معين، مثل دعوة المواطنين في مدينة معينة لمناقشة شئون مدينتهم العامة، وقد استخدمتها الترجمة السبعينية للعهد القديم لترجمة كلمة “كهال” العبرية التي كانت تدل على جماعة إسرائيل كشعب الله، وبهذا المعنى قال استفانوس – أول شهداء المسيحية – عن موسى: هذا هو الذي كان في الكنيسة في البرية (أع 7: 38) وقد وردت كلمة “إكليسيا” في العهد الجديد في اليونانية 115 مرة ترجمت في ثلاث مرات منها إلى “محفل” أي اجتماع (أع 19: 32 و39 و41). وكانت الكلمة عند اليونانيين تشير إلى جماعة لها حكم ديمقراطي ذاتي، وعند اليهود تشير إلى جماعة لها حكم ديمقراطي ذاتي، وعند اليهود تشير إلى جماعة دينية يخضع أعضاؤها للملك السماوي، وعند المسيحيين تحمل كلا المعنيين، فهي تشير إلى اجتماع من جماعة أحرار يجتمعون في ديمقراطية دينية ولكنهم يدركون تمامًا أن حريتهم تنبع من طاعتهم لمليكهم السماوي.
ثانيًا – استخدام المسيح لكلمة “كنيسة”:
كان الرب يسوع هو أول من أستخدم هذه الكلمة في الإشارة إلى جماعة المؤمنين به، وذلك في تعقيبه على اعتراف بطرس – في قيصرية فيلبس – بأن المسيح هو “أبن الله الحي” إذ قال الرب “على هذه الصخرة (صخرة الإيمان بي) أبني (سأبني) كنيستي، وأبواب الجحيم لن تقوي عليها” (مت 16: 116 – 18).
وقد بدأ بناء الكنيسة منذ يوم الخمسين بحلول الروح القدس على التلاميذ (أع 2: 1 – 3). “وكان الرب يضم إلى الكنيسة الذين يخلصون” (أع 2: 47) والكنيسة مبنية من “حجارة حية بيتًا روحيًا” (1 بط 2: 5). “على أساس الرسل والأنبياء” (أف 2: 20)،. وهذا الأساس هو الرب يسوع المسيح نفسه، فإنه لا يستطيع أحد أن يضع أساسًا غير الذي وضع، الذي هو يسوع المسيح (1 كو 3: 11).
ثالثًا: استخدام كلمة “كنيسة” في العهد الجديد:
أ – في الأناجيل: لا ترد هذه الكلمة في الأناجيل إلا في (إنجيل متى 16: 18)، وهو ما سبقت الإشارة إليه، وفي نفس الإنجيل 18: 7 ويظن البعض أن كلمة كنيسة في (متي 18: 17) تشير إلى ما كان قائمًا في ذلك الوقت، أي إلى المجمع اليهودي، ولكن ما جاء بعد ذلك من إعطاء التلاميذ الحق في الربط والحل، وتأكيده لهم أنه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسم، فهناك أكون في وسطهم (مت 18: 19 و20)، يدل على أن المقصود بالكنيسة هنا هم جماعة المؤمنين بالمسيح، التي ذكر الرب (مت 16: 18)، أنه سيبنيها وسيكون لها كجماعة سلطة ذاتية في القبول والتأديب لأعضائها.
ب – في سفر أعمال الرسل: في أعمال الرسل، كلمة “كنيسة” اسم علم لجماعة المؤمنين بالمسيح في مفهومين متميزين. فاستخدمت للدلالة على جماعة المؤمنين في مكان معين، مثل الكنيسة في أورشليم (أع 5: 11، 8: 1، 15: 22)، وفي أنطاكية (أع 13: 1، 14: 27، 15: 3)، وفي قيصرية (18: 22).
ويبدو استخدام الكنيسة بهذا المفهوم المحلي، واضحًا في الرسائل إلى الكنائس السبع في سفر الرؤيا (رؤ 1، 2، 3).
كما تستخدم للدلالة على الكنيسة بعامة، أي للدلالة على جميع المؤمنين في كل مكان وعلى مدى الأجيال.
ج – في رسائل الرسول بولس: نجد هذين المفهومين واضحين في رسائله، فيكتب إلى “كنيسة التسالونيكيين” (1 تس 1: 1) و “إلى الكنيسة التي في كورنثوس” (1كو 1: 2، 2 كو 1: 1) بل ويستخدم الكلمة في الإشارة إلى جماعة محدودة أو عائلة مسيحية (ارجع إلى رو 16: 5، 1 كو 16: 19، كو 4: 15، فل 2) وهو استخدام يذكرنا بقول الرب نفسه: حيثما اجتماع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم (مت 18: 20).
كما يستخدمها الرسول بولس للدلالة علي الكنيسة العامة، كما في قوله: كونوا بلا عثرة لليهود واليوناني ولكنيسة الله (1 كو 10: 32)، وفي كلامه عن مواهب الروح القدس فقد وضع أناسًا في الكنيسة أولًا رسلًا (1 كو 12: 28).
ويتعمق الرسول بولس في مفهوم الكنيسة، فيقول إنها “جسد المسيح” وإن المسيح هو رأسها (أف 1: 22 و23، كو 1: 18 و24) وهي الوسيلة التي بها يعرَّف بحكمة الله المتنوعة حسب قصد الدهور الذي صنعه في المسيح يسوع ربنا (أف 3: 9 – 11) وأنها عروس المسيح التي “أسلم نفسه لأجلها، لكي يقدسها، مطهرًا إياها بغسل الماء بالكلمة، لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن أو شيء من مثل ذلك، بل تكون مقدسة وبلا عيب” (أف 5: 52 – 72). وليست هذه هي صورة الكنيسة التي نراها عليها الآن على الأرض بانقساماتها وضعفاتها ونقائصها في الإيمان والطاعة والمحبة، ولكنها صورة الكنيسة الجامعة المقدسة عمود الحق وقاعدته (1 تي 3: 15) التي ستكون عليها عندما يكون العريس السماوي قد طهرها تمامًا بغسل الماء بالكلمة، إنها الصورة المثالية الكاملة التي ستكون عليها الكنيسة بعمل الروح القدس المستمر فيها، ليجعل الجسد متوافقًا مع الرأس، فتصبح العروس لائقة بعريسها السماوي (أف 3: 21 ورؤ 19: 7 و8).
رابعًا: خصائص الكنيسة:
1 – الإيمان: هناك خصائص بارزة تتميز بها الكنيسة، وأولى هذه الخصائص “الإيمان” فتعقيبًا على اعتراف بطرس بإيمانه بأن المسيح هو ابن الله، وعد المسيح أنه “على هذه الصخرة (صخرة الإيمان) أبني” سأبني كنيستي “(مت 16: 18). ولم يصرح المسيح بذلك إلا عندما وجد رجلًا عنده إيمان، فقد كان بطرس مثالًا مسبقًا، لكثيرين، سيكون لهم نفس الإيمان بالرب (2 بط 1: 1) سيبني بهم الرب كنيسته، فالكنيسة – أساسًا – مجتمع ليس من المفكرين أو العاملين بل ولا حتى من العابدين، بل من” المؤمنين “فعبارة الذين آمنوا، تستخدم مرادفاٍ لأعضاء الكنيسة المسيحية (كما في أع 2: 44، 4: 32، 5: 14، 1، تي 4: 12) وكانت المعمودية تمارس ختمًا للإيمان وإعلانًا له (أع 2: 41، 8: 12 و30، رو6: 4). وكان هذا الإيمان شيئًا أكثر من القبول العقي، إذ كان إمساكًا شخصيًا بالمخلص الشخصي، ورباط الاتحاد الحيوي للمؤمن بالمسيح، إذ صار في المسيح خليقة جديدة (رو 6: 4، 8: 1 و2، 2كو5: 17).
2 – الشركة: إذا كان الإيمان هو الخاصة الأساسية للمجتمع المسيحي، فإن الشركة هي الخاصة الثانية التي تميز هذا المجتمع، فهي تلازم الإيمان الذي لكل مؤمن بالمسيح، ومن ثم يربط كل المؤمنين معًا كأعضاء في الجسد الواحد (رو5: 12، 1كو12: 27) رأسه هو المسيح الذي منه كل الجسد بمفاصل وربط متوازرًا ومقترنًا ينمو نموًا من الله (كو، 2: 19).
ومنذ البداية وضحت هذه الشركة في تسميه المؤمنين بالأخوة (أع 9: 30، 1 تس 4: 10… إلخ.) كما كان المؤمنون يواظبون على تعليم الرسل والشركة وكسر الخبز والصلوات (أع 2: 42) وقد بلغ من قوة هذه الشركة أن كان عندهم كل شيء مشتركًا (أع 2: 44؛ 4: 32) ثم أخذت هذه الشركة صورة الشركة في الخدمة (2كو8: 4) وأعمال الخير التي يبعث إليها الإيمان المسيحي (عب 13: 16). وتأخذ هذه الشركة أروع صورها في عشاء الرب فهو وليمة محبة وشركة في جسد المسيح ودمه.
3 – وحدة الكنيسة: مع أن الكنائس المحلية تأسست حيثما كرز بالإنجيل، وكل كنيسة كان لها كيانها الخاص المستقل، إلا أن وحدة الكنيسة كانت حقيقية واضحة منذ البداية، فالاتصالات بين الكنيسة في أورشليم والكنيسة في انطاكية (أع 11: 22، 15: 2)، والمجمع الذي انعقد في أورشليم (15: 6 – 8). ويمين الشركة التي أعطاها الرسل لبولس وبرنابا (غل 2: 9)، وجهود الرسول بولس التي لم تهدأ لإيجاد روابط قوية وخدمات متبادلة بين المؤمنين من الأمم واليهودية (2كو 8). كل هذه تثبت أنه مع تعدد الكنائس وتباعدها جغرافيًا، إلا أنها كانت جميعها كنيسة واحدة، وتتجلى هذه الحقيقة في رسائل الرسول بولس التي كتبها وهو في السجن في رومية، حيث يرى الكنيسة جسدًا واحدًا، رأسه المسيح فيقول جسد واحد وروح واحد، وتتجلى هذه الحقيقة في رسائل الرسول بولس التي كتبها وهو في السجن في رومية، حيث يري الكنيسة جسدًا واحدًا، رأسه المسيح، فيقول “جسد واحد وروح واحد، رب واحد إيمان واحد معمودية واحدة، إله وأب واحد للكل، الذي على الكل وبالكل وفي كلكم” (أف 4: 4 – 6، كو1: 18، 3: 11) ولا يفوتنا أن نلاحظ أن هذه الوحدة أمر يجب أن يكون منظورًا، فقد طلب المسيح من الأب في صلاته أن “يكون الجميع واحدًا، ليؤمن العالم أنك أرسلتني” (يو 17: 21). ولكنها ليست وحدة مصطنعة نتيجة جهود الناس بل هي نتيجة الإيمان المشترك العامل بالمحبة، المتبادل (أف 4: 3 و23، 2كو9، غل 5: 6).
4 – التكريس: كانت إحدى الخصائص البارزة في كنيسة العهد الجديد، تكريس أعضائها للرب، فكثيرًا ما يطلق عليهم وصف قديسين وللكلمة معناها الموضوعي، إذ كانت هذه القداسة تتضمن انفصالهم عن العالم لاختيار نعمة الله لهم ويكتب الرسول بطرس للمؤمنين أما أنتم فجنس مختار وكهنوت ملوكي، أمة مقدسة شعب اقتناء (1بط2: 9). ولكن كلمة قديسين تحمل مع هذا المعنى من التكريس الكهنوتي الظاهر فكرة القداسة الأدبية قداسة لا تقوم على أساس مركزنا في المسيح فحسب، بل تتضمن القداسة العملية، التكريس لله، الذي يتجلى في السلوك والأخلاق، ومما لاشك فيه، أن المؤمنين يدعون قديسين حتى ولو لم تظهر فيهم دلائل القداسة العملية، فيكتب الرسول بولس إلى الكنيسة في كورنثوس الكنيسة – التي وجد فيها الكثير مما يستوجب اللوم “إلى كنيسة الله التي في كرونثوس المقدسين في المسيح يسوع المدعوين قديسين مع جميع الذين يدعون باسم ربنا يسوع المسيح في كل مكان” (1كو 1: 2 مع 6: 11)، ولكنه يكتب ذلك ليس لأن التكريس لله هو دعوتهم ومركزهم كمؤمنين فحسب، ولكن لأنه كان متيقنًا من أن عملية التقديس الحقيقي عملية مستمرة فيهم في أجسادهم وفي أرواحهم التي هي لله (1كو6: 20)، “لأن الذين هم في المسيح هم خليقة جديدة” (2 كو 5: 71) “يجب أن يظهروا ذواتهم من كل دنس الجسد والروح مكملين القداسة في خوف الله (2 كو 7: 1)، فبولس ينظر إلى أعضاء الكنيسة نظرته إلى الكنيسة ذاتها بعين النبوة فلا يراهم كما هم بل كما يجب أن يكونوا، بغسل الماء بالكلمة، أو بعبارة أخرى تقديس متواصل لأعضائها، حتى تكون الكنيسة مقدسة مظهرة حتى يستطيع المسيح أن” يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن أو شيء من مثل ذلك، بل تكون مقدسة وبلا عيب “(أف 5: 26 و27).
5 – القوة: كانت القوة الروحية من خصائص الكنيسة فعندما وعد الرب يسوع أن يبني كنيسته، قال لبطرس: “وأبواب الجحيم لن تقوى عليها، وأعطيك مفاتيح ملكوت السموات، أي امتياز فتح أبواب الملكوت لليهود (أع 2: 11) وللأمم (أع 10: 34 – 38، 15: 7)، كما أعطاه سلطان الربط والحل، أي المنع من الدخول للملكوت والسماح بذلك، على أساس تمييزه الروحي، وقد منح الرب هذا السلطان للتلاميذ بعامة (مت 18: 1 و18: 20). وقد مارست الكنيسة ككل هذا السلطان (أع 15: 4 و22)،. وقد اتسع سلطان فتح أبواب الملكوت في الإرسالية العظمى:” أذهبوا وتلمذوا جميع الأمم “(مت28: 19.) وقد فهمت الكنيسة الرسولية أن هذه الإرسالية غير قاصرة على التلاميذ الأحد عشر، بل موجهة إلى كل أتباع المسيح بلا تمييز (أع 8: 4….)، وهكذا أعطى الرب للكنيسة سلطة مزدوجة لإجراء التأديب لأعضاء الكنيسة وفتح أبواب الملكوت لكل من يؤمن ولكنهم كانوا يدركون تمامًا أن هذه السلطة المزدوجة” للتعليم والتأديب “إنما هي مواهب ممنوحة من الرب، فكانت الكنيسة تكرز للأمم وتعلمهم لأن المسيح قد أمرها بذلك، ولكنها في كل ممارساتها لسلطانها، كانت تعتمد علي الرب الذي تستمد السلطة منه، إذ كانت تؤمن بأن المسيح معها على الدوام إلى انقضاء الدهر (مت 28: 20) وأن القوة التي لها إنما تستمدها من الأعالي (لو 24: 49).
خامسًا تنظيم الكنيسة:
أ – ليس هناك بيان مفصل واضح – في العهد الجديد – عن تنظيم الكنيسة، ولكن نستطيع أن نعرف الكثير من مفهوم كلمة “إكليسيا” (الكنيسة) ذاتها واستخدامها في الترجمة السبعينية لنقل معني كلمة “كهال” العبرية التي كانت تستخدم للدلالة على “جماعة إسرائيل” (شعب الله قديمًا) فكما سبق القول فإن كلمة “الكنيسة” تستخدم للدلالة على الكنيسة بعامة، أي جميع المؤمنين في كل مكان، وعلي مدى الأجيال (عب 12: 23، ارجع أيضًا إلى أف 1: 22، 3: 10، 5: 22 – 27، كو 1: 24)، كما تستخدم للدلالة على كنيسة محلية (ارجع إلى أع 8: 1، 11: 22 و26، 15: 4، 16: 5، 20: 17، رو 16: 4، 1كو1: 2، 6: 4، 11: 16، غل 21 و22… إلخ.).
ب – التنظيم الداخلي:
1 – تكوين الكنيسة:
تتكون الكنيسة – كما سبق القول – من أشخاص اعترفوا بإيمانهم بالمسيح مخلصًا وربًا، وتجددوا واعتمدوا (ارجع إلى أع 2: 41 و44 و47، 8: 12، رو1: 8، 6: 4، 10: 9 و10، 1كو 1: 2، لو 1: 2 و4، 1تي 16: 12… إلخ.) ويدعون “قديسين” وأبناء الله وإخوة ومقدسين في المسيح يسوع.
2 – الكنيسة جماعة منظمة دائم:
كانت الكنيسة جماعة منظمة دائمة فلم تكن مجرد جماعة من أفراد غير مترابطين أو غير منتظمين، فيستحيل أن نتصور أن الكنيسة في أنطاكية مثلًا: كانت تتكون من أفراد متفرقين ويجتمع البعض منهم في أوقات غير محددة، ولأغراض عابرة ورسائل الرسول بولس للكنائس في رومية وكورنثوس وغلاطية وأفسس وغيرها، وإنما كانت موجهة لجماعات محددة ومنظمة.
3 – الخدام في الكنيسة:
كان هناك نوعان من الخدام، فكان هناك الخادم المتجول والخادم المحلي. وكان على رأس الخدام المتجولين: الرسل (1كو 12: 28، أف 4: 11)، فكان للرسول علاقة عامة مع كل الكنائس، ولم يكن من المحتم أن يكون واحدًا من الأحد عشر، فعلاوة على متياس (أع 1: 26) كان هناك بولس وبرنابا (1كو 9: 5 و6) ويعقوب أخو الرب (غل 1: 19) واندرونوس ويونياس (رو 16: 7) وكان من اللازم أن يكون الرسول قد رأى الرب بعد قيامته (أع 1: 22، 1كو 9: 1) وأن يكون قد صنع علامات الرسول، من آيات وعجائب وقوات (2كو 12: 12) وكان عليه أن يشهد بكل ما رآه وسمعه، وأن يكرز بالإنجيل (أع 1: 8، 1كو 1: 17) وأن يؤسس كنائس ويهتم بها (2 كو 11: 28). ومن هذه الشروط التي كان يجب أن تتوفر في الرسول، نفهم أن هذه الخدمة انتهت بانتهاء الرسل.
ويأتي بعد الرسل “الأنبياء” (1كو 12: 28، أف 4: 11) ويبدو أنه كان “للنبي” علاقات مع مختلف الكنائس، ولم يكن يشت فيه أن يكون قد رأى الرب، ولكن كانت خدمته تقتضي أن يكون لديه إعلانات (أف 3: 5) ولكن ليس ثمة دليل على أنه كان له اختصاص إداري.
وبعد الأنبياء يأتي المبشرون والمعلمون (أف 4: 11) وكانت خدمة المبشر خدمة متجولة، أما المعلم فكانت خدمته محلية، وكان يجب أن يكون مقتدرًا وصالحًا للتعليم. وبعد ذلك تأتي مواهب شفاء وأعوان وتدابير وأنواع وألسنة (1 كو 12: 28) ولعل الأعوان تشير إلى خدمة الشمامسة.
وكان يقوم بالخدمة في الكنيسة المحلية “الأساقفة والشمامسة إذ يكتب الرسول بولس إلى الكنيسة في فيلبي:” إلى جميع القديسين في المسيح يسوع الذين في فيلبي مع أساقفة وشمامسة (في 1: 1). وكان “الأسقف” يسمى أيضًا “شيخًا”، كما كان يسمى “راعيًا” (أف 4: 11). ويتضح من أع 20: 17 – 28 أن “القس” هو “الشيخ” وهو “الأسقف” أيضًا فمن يسمون قسوسًا (أع 20: 17) هم الذين يوصيهم أن يحترزوا لأنفسهم و “لجميع الرعية التي أقامكم الروح القدس فيها أساقفة لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه (أع 20: 28) فهم الرعاة أيضًا (انظر أيضًا تي 1: 5 و7) كما يدعوهم بطرس الرسول ناظرًا (1بط 1 و2).
4 – المسئوليات الكنسية:
الأحكام الكنسية: في مت 18: 17 أوكل الرب يسوع المسيح إلى الكنيسة الحكم النهائي في دائرة الكنيسة، فعندما تتخذ الكنيسة إجراء يصبح نهائيًا فليست هناك جهة أخرى لاستئناف الحكم إليها ففي كنيسة كورنثوس ارتكب أحد الأشخاص خطية معينة، ويكتب إليهم الرسول بولس أن تتولى النظر في الأمر الكنيسة مجتمعة إذ أنتم وروحي مجتمعون مع قوة ربنا يسوع المسيح أن يسلم مثل هذا للشيطان لهلاك الجسد لكي تخلص الروح في يوم الرب يسوع، فاعزلوا الخبيث من بينكم (1كو 5: 4 – 13) فالقرار يجب أن يصدر من الكنيسة مجتمعة.
ويكتب في الرسالة الثانية إلى نفس الكنيسة مشيرًا إلى هذه القضية قائلًا: مثل هذا يكفيه هذا القصاص الذي من الأكثرين (2 كو 3: 6) أي أن القرار بالقصاص صدر من الأغلبية كما يوصيهم بقبول هذا الشخص المخطيء بعد أن أبدى الحزن المفرط والتوبة، ويطلب من الكنيسة مجتمعة أيضًا قائلًا: “تسامحونه بالحري وتعزونه… تمكنوا له المحبة” (2كو 2: 7 – 9) وهذا الإجراء يتضمن أن قبول عضو جديد يجب أيضًا أن تقوم به الكنيسة مجتمعة.
* * على الكنيسة أن تنتخب المسئولين فيها، فقد حدث هذا عند انتخاب السبعة في الكنيسة في أورشليم (أع 6: 3 – 13) كما في حالات أخرى (أع 15: 22، 1 كو 16: 3، 2كو 18 – 3، في 2: 25) ويبدو لأول وهلة أن ما جاء في أع 14: 23، تي 1: 5، يتعارض مع ما سبق ذكره، حيث نقرأ أن بولس وبرنابا انتخبا لهم قسوسًا في كل كنيسة ثم صليا بأصوام واستودعاهم للرب الذي كان قد آمنوا به (أع 14: 23)، ولكن يكاد العلماء يجمعون على أن بولس وبرنابا أقاما القسوس (أي الشيوخ) الذين اختارتهم الكنائس أي أنهما صادقا على من انتخبهم أعضاء الكنائس المعنية.
* * * على الكنيسة ممارسة المعمودية وعشاء الرب، ويعطي الرسول بولس التوجيهات للكنيسة في كورنثوس يما يختص بعشاء الرب وهو لا يوجهها لأفراد معينين في الكنيسة، بل إلى الكنيسة ككل: “كونكم تجتمعون فحين تجتمعون كلما أكلتم هذا الخبز وشربتم… تخبرون… حين تجتمعون…. كل لا تجتمعوا للدينونة” (1كو 11: 17 – 34).
5 – الإدارة الذاتية المستقلة:
كانت كل كنيسة تتولي أمورها بنفسها، فيكتب الرسول بولس إلى الكنيسة في كورنثوس قائلًا “ليكن كل شيء بلياقة وحسب ترتيب” (1 كو 14: 40) فهو يوكل لكل كنيسة أمورها، كما هو واضح من الرسائل إلى الكنائس السبع (رؤ 2، 3).
لكن هناك تخصيصًا لأنواع معينة من الخدام، ولأن هذه الخدم تتطلب تنظيمًا للتنسيق بينها فقد استجد في حياة الكنيسة بعد كتابة الكتاب المقدس مما أعطى وجودًا لتمييز انواع خدم، كما لوجود تدرج في نظام الإدارة والمحاكم.
لقد علَّمنا الرب يسوع أنه يجب على المؤمنين أن يكونوا مواطنين صالحين (مت 22: 15 – 22) وكذلك أوصى الرسول بولس (رو 13: 1 – 7) والرسول بطرس (1 بط 2: 13 – 16) كما علَّم المسيح أن ملكوته ملكوت روحي، إذ قال: “مملكتي ليست من هذا العالم” (يو 18: 36).
6 – علاقات التعاون:
بينما تستقل كل كنيسة بشئونها الداخلية حسب تعليم العهد الجديد، إلا أنها ترتبط بسائر الكنائس بعلاقات المحبة الأخوية والتعاون، كما يتضح ذلك من (رو 15: 26 و27، 2كو 8، 9، غل 2: 10، رو 15: 1، 3 يو8). ومبدأ التعاون الفعَّال في مثل هذه الأحوال، لا يقف عند حدود، فيمكن للكنائس أن تتعاون في الكرازة والتعليم، وفي الخدمات الاجتماعية حيث يتسع المجال لأنواع عديدة من هذه الخدمات، فما أكثر المجالات التي يمكن أن تتعاون فيها الكنائس تطوعًا لتحسين ظروف الحياة وأحوال المعيشة وبخاصة للمعوزين والأرامل والأيتام.
الكنائس السبعة في سفر الرؤيا
← اللغة الإنجليزية: Seven Churches of Revelation أو Seven churches of Asia – اللغة اللاتينية: Septem ecclesiae Asiae – اللغة اليونانية: Επτά Εκκλησίες της Αποκάλυψης.
نسمع في سفر الرؤيا (رؤ 1: 11) عن السبع كنائس التي في آسيا التي في: -.
الكنيسة التي في أفسس (رؤ 2: 1 – 7).
الكنيسة التي في سميرنا (رؤ 2: 8 – 11).
الكنيسة التي في برغامس (رؤ 2: 12 – 17).
الكنيسة التي في ثياتيرا (رؤ 2: 18 – 29).
الكنيسة التي في ساردس (رؤ 3: 1 – 6).
الكنيسة التي في فيلادلفيا (رؤ 3: 7 – 13).
الكنيسة التي في لاوديكية (رؤ 3: 14 – 22).
كِنعان ابن حام
← اللغة الإنجليزية: Canaan – اللغة الأمهرية: ከነዓን.
ابن حام الرابع (تك 10: 6 و1 أخبار 1: 8). وحفيد نوح، وهو جد القبائل التي قطنت أراضي غربي الأردن المسماة كنعان.
أرض كنعان
← اللغة الإنجليزية: Canaan – اللغة اللاتينية: Canaan – اللغة العبرية: כנען (כְּנָעַן) – اللغة اليونانية: Χαναάν – اللغة القبطية: xanaan – اللغة الأمهرية: ከነዓን: ጥንታዊ አገር – اللغة الأرامية: ܟܢܥܢ – اللغة الفينيقية: 𐤊𐤍𐤏𐤍.
(تك 12: 5) هي الأرض التي سكنتها ذرية كنعان وقد استولى عليها العبرانيون فيما بعد (خر 6: 4 ولا 25: 38). وكانت حدودها الأصلية مدخل حماة إلى الشمال وبادية سورية والعرب إلى الشرق وبادية العرب إلى الجنوب وساحل البحر المتوسط إلى الغرب. وبعد أن افتتح العبرانيون أرض كنعان أطلق عليها اسم أرض إسرائيل (1 صم 13: 19) والأرض المقدسة (زك 2: 12) وأرض الموعد (عب 11: 9) وأرض العبرانيين (تك 40: 15) نسبة إلى عابر أحد أجداد إبراهيم. أما فلسطين فقد كان يطلق في الأصل على الساحل الذي كان يقطنه الفلسطينيون إلا أنه يقصد به الآن ما كان يقصد بأرض كنعان وكان الفينيقيون والعبرانيون (اش 23: 11) يعتبرون فينيقية جزءًا من كنعان.
قصد تارح أبو ابرام (إبراهيم) أرض كنعان إلا أنه لم يبلغها (تك 11: 31). وسكنها ابرام فوعد بها ملكًا له (تك 12: 5 و8 إلخ.). ثم سكنها اسحاق ويعقوب وأولاده (تك ص 26 – 45) ولكن يعقوب وأولاده تركوها بسبب المجاعة (تك 46) وسكنوا في أرض مصر. وعند صعود العبرانيين من مصر أرسلوا من تجسس لهم أرض كنعان (عد 13: 2). ونظر إليها موسى من عبر الأردن دون يسمح له بدخولها (تث 34: 1 – 5). ثم افتتحها يشوع (يش 11: 23) وقسمها بالقرعة بين الأسباط الاثني عشر (يش 13: 7). وكان لجزء من أرض كنعان، بعد افتتاح يشوع لها، ملك سمي يابين (قض 4) وقد ذكرت كنعان في الوثائق البابلية والمصرية منذ الألف السنة الثالثة قبل الميلاد.
يطلق اسم “كنعان” علي فلسطين (أرض الموعد) الواقعة غربي نهر الأردن، والتي استوطنها بنو إسرائيل بعد عبورهم نهر الأردن بقيادة يشوع، وكثيراً ما كانت تشمل أجزاء من جنوبي سورية، فلم تكن تخومها الشمالية محددة تماماً. وكان يطلق علي سكانها بعامة (باستثناء بعض المناطق مثل أوغاريت علي ساحل البحر المتوسط) اسم الكنعانيين.
(1) الاسم:
كان من رأي العلماء أن الاسم مشتق من أصل سامي معناه “منخفض” lowlands، ولكن الاكتشافات الأركيولجية في “نوزي” في شرقي العراق، جعلتهم يرون أن الاسم مشتق من كلمة “كناهو” Kinahhu التي معناها “أرجوان أحمر” Land of Purple الذي كان يستخدم في الصباغة، حيث كانت صبغة الأرجوان – المستخرجة من بعض الرخويات البحرية – من أهم منتجات كنعان. ولكن الدراسات اللاحقة لم تثبت وجود أساس لغوي أكيد لهذا الاشتقاق، وهكذا يظل الاسم محل جدل. وقد استخدمت كلمة “كنعاني” بمعني “تاجر” (أي41: 6، أم21: 24، إش23: 8، زك14: 21).
(2) الأرض والشعب:
من جدول الأمم (المذكور في الأصحاح العاشر من سفر التكوين) نعرف أن كنعان بن حام بن نوح “ولد صيدون بكره وحثا واليبوسي والأموري والجرجاشي والحوي والعرقي والسيني والأروادي والعماري والحماتي” (تك10: 15 – 19)، أي خرجت منه إحدي عشرة قبيلة استوطنت سورية وفلسطين، فسكنت القبائل الست الأولي في المنطقة الواقعة إلي الجنوب من صيدون، بينما يبدو أن القبائل الباقية، سكنت إلي الشمال من ذلك، في السهل الساحلي علي الأرجح. وانتشرت القبائل شرقاً إلي المرتفعات، أما في الشمال فامتدت.
مساكنهم إلى “لاتاكيا” إلى الجنوب مباشرة من “أوغاريت” (رأس شمرا) حتى حماة في الداخل. أما الحدود الجنوبية لكنعان فكانت تمتد إلى صحراء النقب. وتدل الاشارات في العهد القديم على أن الكنعانيين سكنوا في سهول فلسطين الغربية والمناطق الساحلية، أما المرتفعات فقد سكنها الأموريون وغيرهم من القبائل (عد 13: 20، يش 5: 1، 7: 9، قض 1: 27 – 36).
ومن أقدم الإشارات المعروفة إلى شعب كنعان، هو ما جاء في لوح من “ماري” (من القرن الخامس عشر قبل الميلاد) عبارة عن تقرير من ضابط عسكري عن مراقبته “للصوص والكنعانيين”. كما أن اسم الكنعانيين جاء على لوح ممفيس من عهد الملك أمينوفيس الثاني فرعون مصر (حوالي عام 1440 ق. م.) من الأسرة الثامنة عشر. كما تذكر أرض كنعان في كتابة ترجع إلى القرن الخامس عشر أيضاً من عهد الملك “إدريمي” ملك حلب (بالقرب من أوغايت) الذي هرب إلى الميناء الكنعانى “أمِّيا” ثم أصبح حاكماً “لألالخ” (شمالى أوغاريت). وفي عصر تل العمارنة (في القرنين الرابع عشر والثالث عشر قبل الميلاد) كانت فلسطين خاضعة لمصر، ففى ألواح تل العمارنة، كثيراً ما كان يحكم المنطقة كلها حكام أجانب. وكانت حدود كنعان – عند المصريين – تمتد من غزة جنوباً إلى أطراف سلسلة جبال لبنان شمالاً وشرقاً إلى نقطة غير محددة، لعلها كانت نهر الأورنت. وكانت النصوص المصرية القديمة تستخدم الاسم “رتينو” للدلالة على سورية وفلسطين، وتطلق على شعبها لقب “الأسيويين” ولكن في زمن أمينوفيس الثانى كانت كلمة “كنعانيين” تستخدم للدلالة علي الفلسطينيين. وفي بردية “أنستاسي” (anastasi3 أ) كانت ولاية سورية وفلسين تعرف باسم “هورو” (Huru). وجاء في هذه الوثيقة أن حدود كنعان الجنوبية هي وادي العريش كما في الإشارات الكتابية التي تجعل الحدود الشمالية تمتد إلى مدخل حماة في وادي الأورنت، وشرقاً إلى الصحراء (ارجع إلى عد 34: 1 – 12)، كما كانت تمتد إلى منطقة دمشق وباشان.
كما كانت “كنعان” تدل على منطقة فلسطين الغربية، فان وصف “الكنعانيين” كان يدل على سكانها قبل دخول بني إسرائيل إليها، بدون تحديد أصولهم العرقية. ومن الشعوب التي استوطنت فلسطين، ظهر الأموريون في الألف الثانية قبل الميلاد كمهاجرين من بلاد النهرين، واستوطنوا المناطق المرتفعة على جانبي نهر الأردن. ولعل الحويين (تك 10: 17 – 19) الذين سكنوا في منطقة شكيم وفي لبنان. كانوا حوريين (حورانيين) أما الحثيون في أسيا الصغرى، فالأرجح أنهم لم يكونوا يمتون بصلة للحثيين الذين استوطنوا كنعان (تك 10: 15، 15: 20، 23: 3).
ويبدو أن الكثير من الإشارات في العهد القديم تعتبر أن أرض الأموريين هي أرض كنعان (تك 12: 5 و6، 15: 18 – 21، 48: 22). وهو ما تؤيده ألواح “الألخ” (من القرن الثامن عشر قبل الميلاد) التي اعتبرت “أمورو” جزءاً من سورية وفلسطين. كما أن ألواحاً من “مارى” (على نهر الفرات) ترجع إلى نفس العصر، تتحدث عن الحاكم الأموري “لحاصور” في شمالي فلسطين. وتدل نصوص ألواح تل العمارنة (من القرنين الرابع عشر والثالث عشر قبل الميلاد) على أن مملكة الأمور في منطقة عجب أن نجد الإشارات إلى الشعبين الأموريين والكنعانيين معاً منذ أيام موسى، وحتى العصر البرونزى المتأخر (نحو 1550 – 1200 ق. م.).
وفي نهاية هذه الحقبة، قضت “شعوب البحر” (وأغلبهم من الفلسطينيين) على الامبراطورية الحثية، واحتلوا غربي فلسطين في زمن رمسيس الثالث (حوالي 1180 ق. م.). وقد حطم الغزو الإسرائيلي شوكة الكثير من ولايات المدن الكنعانية والأمورية، بينما حدَّ تحالف المدن الفلسطينية في المنطقة الساحلية الجنوبية من امتداد نفوذ الكنعانيين. ومنذ بداية العصر الحديدي، كان الفينيقيون هم ورثة الحضارة الكنعانية، وكان الفينيقيون يتمركزون حول مدينتي صور وصيدون. وكانوا يودون أن يعرفوا باسم الكنعانيين (ارجع إلى مت 15: 21 و22، مرقس 7: 24 – 26).
(3) اللغة:
الأرجح أن الجماعات المتنوعة من الشعوب التي استوطنت المنطقة الغربية من فلسطين، قبل دخول بني إسرائيل، كانوا يتكلمون بلهجات ترتبط بأسرة اللغات السامية الشمالية الغربية،. ومما يجعل من الصعب القطع برأي في المقصود “بلغة كنعان” هو اتساع المنطقة، وتعدد التأثيرات من اللغات الأمورية والحورانية والأوغاريتية.
وقد أسفر التنقيب في دور المحفوظات الرسمية لمملكة إبلا الكنعانية (من القرن السادس والعشرين إلى القرن الثالث السادس والعشرين إلى القرن الثالث والعشرين قبل الميلاد) عن لغة مسمارية إبلية شبيهة بالعبرية الكتابية والفينيقية. ولكن قبل هذه اللغات بنحو ألف عام، لم يكن ثمة شبه بين اللغة الإبلية واللغة الأمورية التي كانت تعتبر – إلى وقت قريب – أقدم اللغات السامية الغربية. ومع أن اللغة الأوغاريتية كانت تعتبر لغة كنعانية لقربها الشديد من العبرية الكتابية، فإن ميناء أوغاريت السورية لم تكن أبداً جزءاً من كنعان. واللغات الأوغاريتية والإبلية والعبرية الكتابية هي المكونات الكبرى الثلاث لأسرة اللغات السامية الغربية التي تنتمي إليها أيضاً اللغة الكنعانية.
(4) التاريخ:
تدل الاكتشافات الأثرية على أن فلسطين الغربية استوطنت منذ العصر الحجري، فقد اكتشفت حفريات أثرية ترجع إلى العصرين الحجريين الأوسط والحديث والعصر البرونزى، في مواقع عديدة. ويحتمل أن الشعوب التي كانت تتكلم لغة سامية استوطنت مناطق مثل أريحا ومجدو وبيبلوس حوالي 3. 000ق. م. فتدل الحفريات في تل مرديخ (إبلا) على أنه كانت هناك امبراطورية كنعانية ضخمة في سورية في نحو 2. 600ق. م. وليس ثمة شك في أن الشعوب الأمورية والكنعانية كانت قد استقرت في سورية وفلسطين في نحو 2. 000ق. م. وأقوى الدلائل على استيطان الكنعانيين في غربي فلسطين، ترجع إلى العصرين البرونزى الأوسط والمتأخر (أي نحو 1950 – 1200ق. م.) عندما انتشرت فيها دول المدن الكنعانية والأمورية.
وقد قام المصريون بغزوات متكررة لفلسطين في زمن الأسرتين الخامسة والسادسة. وفي زمن الأسرة الثالثة عشرة (في الألف الثانية قبل الميلاد). حكموا الجزء الأكبر من سورية وفلسطين سياسياً واقتصادياً. ونصوص اللعنات (نقوش باللعنات للأعداء) من القرن التاسع عشر قبل الميلاد، مسجل بها الكثير من دول المدن وحكامها بطريقة يمكن معها تحديد بعض المواقع. كما تؤيد ذلك الاكتشافات الأثرية في رأس شمرا وبيبلوس ومجدو.
كما أن علاقات الكنعانيين ببلاد بين النهرين، تدق عليها النصوص التي اكتشفت في “ماري” و “أوغاريت”، فمن الواضح أن الأموريين والحورانيين والأشوريين القدامى وغيرهم من الشعوب، هاجرت إلى كنعان. وجاءوا معهم بالعديد من الأنظمة السياسية والاجتماعية. وكان وجود مدنهم على شكل دويلات مستقلة، بالإضافة إلى الغزوات المتواصلة من جماعات أخرى في غضون العصر البرونزى الأوسط. قد عاق استمرار جو الثقافة بين المهاجرين. وفي أواخر القرن السادس عشر قبل الميلاد، كانت معظم الممالك الكنعانية الصغيرة خاضعة تماماً للسيادة المصرية، وفي خلال قرنين أصبحت معظم الممالك الشمالية خاضعة لنفوذ الحثيين السياسي.
وزاد من تعقيد تاريخ كنعان، تعاظم أمر الهكسوس في الحقبة بين 1800 – 1500 ق. م. وكان الهكسوس من أصول آسيوية مختلطة، وكان الفضل في امتداد نفوذهم السياسي، يرجع إلى استخدامهم العجلات الحربية الحديدية، والقسي الأسيوية المركبة. ومن مواقع مختلفة في كنعان، مثل حاصور وأريحا، غزوا مصر وأسسوا فيها حكمهم من 1776 – 1570ق. م. وعندما طُردوا من مصر في بداية عهد المملكة المصرية الحديثة (1570 – 1100ق. م.). تراجعوا إلى مواقع محصنة في جنوبي كنعان.
وكان حكم مصر لفلسطين الغربية قد انتهى في زمن دخول بني إسرائيل إلى أرض كنعان. وقد واجه يشوع المقاومة من الكنعانيين والأموريين. ومما ساعد بني إسرائيل على احتلال كنعان، حالة الفساد الذي كان قد دب في الممالك الكنعانية الصغير. كما أضعف من قوة الكنعانيين الغزوات التي كان قد قام بها رمسيس الثانى ضد الحثيين في سورية، كما قام ابنه وخليفته مرنبتاح بحملة لتأديب بعض المدن الكنعانية (ومنها جازر) في نحو 1220 ق. م.
وبقضاء شعوب البحر على الحضارة الحثية، واحتلالهم للمناطق الساحلية الشمالية، انهارت دويلات المدن المعهودة. ومنذ 1100 ق. م. انحصرت الحضارة الكنعانية في صور وصيدون وبعض أماكن قليلة أخرى. وجاء الفلسطينيون – الذين كانوا عنصراً بارزاً من شعوب البحر – بحضارتهم – حضارة بحر إيجة – إلى منطقة غزة، وحاربوا بني إسرائيل إلى زمن الملك سليمان، وبعدها ذابوا في وسط العبرانيين في عصور المملكة الموحدة. وعندما وقعت المراكز الكنعانية والأمورية تحت حكم الأراميين في بداية العصر الحديدى، انحصرت الحضارة الكنعانية في منطقة فينيقية.
(5) التركيب الاجتماعي:
كانت الشعوب الكنعانية وغيرهم من شعوب الشرق الأدنى، يتبنون نظام دويلات المدن، فكانت كل مدينة وما يحيط بها من قرى وأرضٍ زراعية، تشكل وحدة اجتماعية واقتصادية مستقلة. وكان يحكمها ملك، كثيراً ما كان يمتلك جزءاً كبيراً من أراضي المملكة التي يحكمها، وكان يدير هذه الممتلكات الملكية مشرفون، وكانت الأرض المنزرعة يعمل فيها أجزاء من الفلاحين، وقد أدى هذا النظام إلى البيروقراطية، كما أثبتت ذلك الحفريات في تل المرديخ. وقد سار الأثرياء على نهج الملك. وهكذا أصبح المجتمع مجتمعاً ارستقراطياً يتكون من ملاَّك الأراضي وغيرها من الثروات، وأجراء من الأحرار، أو أنصاف الأحرار، وعبيد. ويعكس تحذير صموئيل النبي للإسرائيليين الذين أرادوا أن يقيم لهم ملكاً يقضي لهم كسائر الشعوب (1 صم8: 10 – 18)، السلطة التي كان يمارسها أولئك الحكام على الشعب والأراضى والأموال، فكانوا بعامة ملوكاً إقطاعيين.
وكانت الزراعة أمراً جوهرياً للدويلات الكنعانية. وكانت المهن الأخرى تشمل عمال المعادن والنجارين والبنائين والتجار. وتكونت في كنعان نقابات للكهنة والمهنيين والجنود والموسيقيين. وليس متاحاً لنا إلا القليل من المعلومات من مصادر كنعانية عن تركيب المجتمع في فلسطين الغربية. ومعرفة ذلك تستلزم استخدام ما تسجله ألواح أوغاريت والألخ، والتي ليس أي منها كنعانياً بمعنى الكلمة. ونعلم من هذه المصادر أن كل ملك من أولئك الملوك الصغار، كان يحتكر معظم اقتصاديات مملكته الصغيرة، فكان يهيمن على التجارة، ويسيطر على الأيدي العاملة. وقد جاء من المصادر الحورانية والهند وإيرانية من الألف الثانية قبل الميلاد، مفهوم “الماريانو” – الذين كانوا جماعة من العسكريين الأرستقراطيين (محاربي المركبات) – الذين ذكرهم الملك أمينوفيس الثاني، فرعون مصر (من نحو 1440ق. م.) في قائمة من الأسرى السوريين. وكان “الماريانو” – كجيش عامل – يتقاضون مرتبات من أجل خدماتهم للملك وللدولة.
وتدل الألواح الأكادية من أوغاريت، أن الملك كثيراً ما كان يمنح العاملين في الدولة وغيرهم من المحظوظين قطعاً من الأراضى، في مقابل خدماتهم للملك أو للدولة. أما الأحرار وأنصاف الأحرار من الكنعانيين – بشكل عام – مواطنين يعملون للآخرين كفلاحين أو حرفيين. أما العبيد فكانوا عادة من أسرى الحروب عندما كانت إحدى المدن تهاجم أخرى وتهزمها وتسبي أهلها. كما كان يباع بعض الكنعانيين – لسبب أو لآخر – عبيداً. وكان لهم دور صغير في شئون المدينة الدويلة الناجحة. ومن العسير جداً تقدير نسبة العبيد في كنعان، ولكن كانت نسبة العبيد في تلك الدويلات أقل جداً مما كانت في سائر أقطار الشرق الأوسط.
ويبدو أن الحياة كانت في كنعان كانت قاسية في العصر البرونزى الأوسط، وذلك بناء على ما أسفرت عنه الحفريات الأركيولوجية في مواقع الدفن. فمعظم لوازم الحياة كانت صناعة محلية، ووجد القليل من المعادن الثمينة أو الأحجار الكريمة. وفي زمن النبي عاموس (في القرن الثامن قبل الميلاد)، يوبخ النبي بني إسرائيل لانغماسهم في لذات الفينيقيين والمصريين وغيرهم من شعوب الشرق الأوسط (عا 3: 12، 64 – 6).
(6) الآداب:
من الصعب أن نتكلم بالتفصيل عن الآداب الكنعانية، فهي شبيهة باللغة. ولكن من الحقائق الواضحة أن كنعان كانت موطن نشأة “الأبجدية” في العصر البرونزي الأوسط، فقد كانت الكتابة قبل ذلك، إما تصويرية (فكانت الكلمات أو الأفكار يعبَّر عنها بصور)، أو الكتابة المسمارية (وهي علامات اسفينية في قوالب الطين، للتعبير عن مقاطع أو كلمات كاملة)، أو الكتابة الهيروغليفية المصرية. ولكن الكنعانيين في العصر البرونزى المتأخر استخدموا أبجدية في خطوط طولية، بالإضافة إلى لغة أوغاريت المسمارية، والكتابية المقطعية التي كانت تستخدم في بيبلوس في فينيقية، والمسمارية الأكادية، والهيروغليفية المصرية. وقد انتقلت الكتابة الأبجدية عن طريق العبرانيين والفينيقيين إلى اليونانيين، ومنها إلى اللغات الأوربية الحديثة.
وحتى عام 1929 لم نكن نعرف إلا القليل من الآداب الكنعانية، ولكن أسفر التنقيب في أوغاريت، عن اكتشاف كمية كبيرة من الكتابات، التي توصف بأنها “كنعانية شمالية” بالنسبة للغتها، رغم أن هناك بعض الشك في أنها كتابات كنعانية تماماً.
وقد اشتملت هذه الاكتشافات على أجزاء من ملحمة شعرية عن الإله “بعل” وزوجته “عناة” (ويحتمل أنها ترجع إلى نحو 2,000ق. م.)، وأسطورة عن شخص ملكي اسمه “أقهات” (ترجع إلي نحو 1800ق. م.) والأعمال الأسطورية للملك “كِريت” (يرجع تاريخ كتابتها إلى نحو 1500ق. م.) وبعض القصاصات الدينية والطلبية والإدارية.
والنسخ التي أسفر عنها التنقيب في أوغاريت ترجع إلى نحو القرن الرابع عشر قبل الميلاد، ولكنها منقولة عن أصول أقدم. وحيث أن الشرق الأوسط كان مترابطاً ثقافياً في عصر العمارنة، فالأرجح أن كتابات أوغاريت تعكس التقاليد التي كانت شائعة في غربي فلسطين، بما فيها التقاليد الكنعانية.
(7) الديانة:
قبل الاكتشافات الأوغاريتية، لم نكن نعرف إلا القليل عن ديانة كنعان بالإضافة إلى ما جاء عنها في العهد القديم، فالقليل من المخلفات الدينية التي اكتشفت في مواقع كنعانية عديدة، وفي المرتفعات في المراكز القديمة، مثل مجدو، كانت مصدر أغلب معلوماتنا، أما المواد التي اكتشفت في أوغاريت فقد أمدتنا بكمية ضخمة من المعلومات الجديدة عن الحياة الدينية في أوغاريت نفسها. ولكن لا يفوتنا أن الحضارة الكنعانية كانت أكثر اتساعاً من أن نظن أن ديانة أوغاريت تمثل كل الديانات الكنعانية. فمثلاً كان من أبرز مظاهر العبادة الكنعانية، تقديم الذبائح في معبد على قمة تل (مرتفعة)، لكن لم تكتشف مثل هذه المرتفعات في أوغاريت. ومما نعرفه الآن عن الحضارة الكنعانية، كان على رأس الآلهة الكنعانية شخصية غامضة اسمها “إيل” الذي كانوا يعبدونه باعتباره “أب البشر”، وكانت رفيقاته “عتيرات” التي كانت تعرف عند الإسرائيليين باسم “عشيرة”، “عشتاروت” وبعلتيس. وكان “لإيل” ابن هو “بعل” إله الخصب، ويوصف في الأساطير بأنه إله المطر والعواصف. وخلف بعل أباه في رياسة مجمع الآلهة، وكانوا يفترضون أنه يسكن في السموات الشمالية القاصية، ووجد تمثال له في أوغاريت يمثله وهو يحمل صاعقة على جانبه الأيسر، والصولجان في يده اليمنى.
وبناء على ملحمة “بعل” التي اكتشفت في أوغاريت، كان عدو “بعل” هو “موت” إله القحط والموت، وقد قتل “بعل”، فجاءت سبع سنوات جوع. وعندما قتلت “عناة” رفيقة بعل العنيفة الإله “موت”، قام بعل مرة أخرى وازدهرت الزراعة، وتكررت الدورة. وكان “بعل” يُعبد في بعض المجتمعات باسم “هدد” إله العواصف. وفي بعض النصوص حدث خلط بين هدد وإيل، وفي البعض الآخر بين هدد وداجون، إله الحنطة. ومن الصعب أيضاً التمييز في هذه الاساطير بين شخصيات ووظائف زوجة إيل “عشيرة”، و “عشتاروت” رفيقة هدد، و “عناة” زوجة بعل.
وقد اكتشف الكثير من التماثيل الفخارية الصغيرة التي بولغ في خصائصها الجنسية، والتي تمثل إحدى الإلاهات، والتي ترجع إلى العصرين البرونزى الأوسط والمتأخر، في مواقع في غربي فلسطين. فقد اكتشف في بيبلوس في فينيقية مركز كان مخصصاً لعبادة “عناة”، من الواضح أنه كانت تمارس فيه الدعارة الدينية الفاضحة، وطقوس الخصوبة الجنسية. فوجدت هناك تماثيل صغيرة عارية لإناث. ومن المخلفات الدينية الكنعانية وجدت أعمدة مقدسة لنوع من النُصب، وتمثال من الخشب (سارية)، يرجح أنه للإلهة “عشيرة” (السارية) نفسها.
وفي عصر العمارنة كان للديانة الكنعانية العربيدة، تأثيرها في الشرق الأوسط بخاصة. بل أثرت – إلى حد ما – في الديانات المحافظة في مصر وبابل. ويبدو أن الكنعانيين كانوا يحتفلون بأربعة أعياد رئيسية لها علاقة بالزراعة. وكانت هذه الأعياد على الدوام مواسم للعربدة والسكر والإفراط في الممارسات الجنسية، فمن الواضح أن الديانة الكنعانية كانت أكثر الديانات انحطاطاً في الأمور الجنسية، في العالم القديم.
وقد أسفرت الكشوف الأثرية في سورية وفلسطين عن بقايا معابد كنعانية في قطنة وأوغاريت وألالخ ولخيش وبيت شان وأريحا وشكيم وتل فرعة. وكان في كل من مجدو وحاصور معبدان على الأقل. وكانت المقادس – في معظمها – صغيرة نسبياً تتكون أساساً من “قدس” به تمثال للإله، وحجرة أمامية. وفي عمان وجد معبد مربع الشكل من العصر البرونزى المتأخر، به عدة حجرات تضم بينها ساحة للعبادة.
(8) تأثيرها على إسرائيل:
كانت الآداب الإسرائيلية المستمدة من الشريعة التي أعطاها الله لموسى على جبل سيناء، تختلف كل الاختلاف عن طقوس العبادة الكنعانية وأساليب حياتهم، فكانت أخلاقيات التوحيد عند العبرانيين على النقيض تماماً من أخلاقيات العبادة الكنعانية بتعدد آلهتها. فكان من الواضح أنه لا مجال للتعايش بين النظامين، ولذلك تضمنت الشريعة وصايا مشددة للانفصال عن الكنعانيين وإزالة كل أثر لعبادتهم من أرض الموعد (خر 23: 24، 34: 13 – 16، تث 7: 1 – 5)، وأن يظلوا أمناء لعهد الله. ولم يكن هذا أمراً سهلاً، فقد كان الشعبان يتكلمان بلهجات متقاربة، ويستخدمان تعبيرات متشابهة. كما أنه عندما دخل بنو إسرائيل إلى أرض كنعان بقيادة يشوع، وجدوا الكنعانيين يتفوقون عليهم في البناء بالأحجار، وفي الصناعات المعدنية من أسلحة وأدوات. ووجد بنو إسرائيل أنفسهم مضطرين للاستعانة الفنية من الكنعانيين. ففى زمن الملك سليمان استعان بالفينيقيين في بناء الهيكل في أورشليم وغيره من المباني.
وباستثناء التحريم الذي فرض على بني إسرائيل بالنسبة لأريحا، فإنهم كانوا يستخدمون كل غنائم الحرب من الكنعانيين، ومن هنا ضعفت عزيمتهم بالنسبة لإزالة وإبادة كل أثر للكنعانيين بما في ذلك عبادتهم الفاسدة. وفي زمن الملك أخآب عندما توطدت عبادة البعل، معبود صور، في المملكة الشمالية، أصبح العبرانيون في خطر شديد، معرضين لفقدان تميزهم الروحى والأدبي بل أن كهنتهم الذين كان يجب عليهم أن يقوموا بأهم دور في الاحتفاظ بإيمانهم الفريد بإله العهد، كثيراً ما انحرفوا إلى العبادات والأساليب الكنعانية، فقلدوا جيرانهم الوثنيين في الخلاعة والعربدة، وشجعوا الشعب الإسرائيلي على فعل نفس الشيء (1صم 2: 22).
وكانت النتيجة أن أعلن الأنبياء أن الأمة التي كادت تستسلم تماماً للمغريات الكنعانية، لابد أن تتطهر بالسبي، قبل أن تستطيع استعادة إيمانها وعلاقاتها بالله.
الكنعانيون
سكان أرض كنعان Canaan. وقد حكم على الكنعانيين بالهلاك لسبب بشاعة خطاياهم (تث 20: 17). ولكنَّ العبرانيين لم ينفذوا هذا الحكم بل اكتفوا في مواضع كثيرة بأن يفرضوا عليهم الجزية (قض 1: 27 – 36). وقد فرض عليهم سليمان جزية عبيد يؤدونها له للقيام بأعمال السخرة (1 مل 9: 20 و21). وقد تخصص الكنعانيون في التجارة حتى أصبح اسم كنعاني مرادفًا للتاجر (اش 23: 8) والموآبية والفينيقية التي هي الكنعانية المتأخر. وكان الكنعانيون يعبدون آلهة كثيرة ومن بينها ايل وبعل وعشيرة وعشتاروت وعنات وغيرها. ومن بين عاداتهم الشريرة ذبح الأطفال والزنى والسكر في معابدهم.
المرأة الكنعانية أم شأول
Shaul’s Mother لم يذكر الكتاب المقدس عن أم شأول ملك أدوم، شيء ولا حتى اسمها سوى إنها كانت امرأة كنعانية (سفر التكوين 46: 10؛ سفر الخروج 6: 15). مع العلم أنهُ كان مُحرَّمًا على الإسرائيلي اتخاذ زوجة كنعانية (تك 24: 3).
الكنعانية ابنة شوع، زوجة يهوذا
حينما نزل يهوذا “مِنْ عِنْدِ إِخْوَتِهِ.. مَالَ إِلَى رَجُل عَدُلاَّمِيٍّ اسْمُهُ حِيرَةُ”، وهناك رأى ابنة شوع الكنعاني، فتزوَّجها، وأنجب منها عير وأونان وشيلة (تك 38: 2 و12 و1 أخبار 2: 3).
كَنْعَنة أبو صدقيا النبي الكذاب
اسم عبري رما كان معناه “نحو كنعان” وهو اسم:
أبو صدقيا النبي الكاذب الذي خدع الملك آخاب (1 مل 22: 11 و24 و2 أخبار 18: 10 و23).
كَنْعَنة البنياميني، حفيد يديعئيل
اسم عبري رما كان معناه “نحو كنعان” وهو اسم:
بنياميني من أحفاد يد يعئيل (1 أخبار 7: 10).
الكانون
وهو الموقِد، ويُشار إلى الكانون مرة واحدة فقط في الكتاب المقدس (ار 36: 22) وذلك في بيت الملك.
كَنّه
مكان في بلاد ما بين النهرين وربما كان بالقرب من حاران (حز 27: 23).
مدينة كِنّارة
اسم عبري معناه “قيثارة” وهو اسم:
مدينة حصينة في نفتالي (يش 19: 35 وتث 3: 17). وهي تل العزيمة الواقع على الضفة الشمالية الغربية لبحيرة جنيسارت.
بحيرة كِنّارة
اسم عبري معناه “قيثارة” وهو اسم:
مجتمع الماء المجاور للمدينة المحصنة وللمنطقة المدعوتين كِنارة (عد 34: 11 ويش 12: 3 و13: 27 و1 مل 15: 20). وقد دعيت فيما بعد ببحيرة جنيسارت (لو 5: 1) وببحر الجليل أو طبريا (يو 6: 1).
كِنَّروت
اسم عبري معناه “قيثارات” وهي المنطقة المحيطة بمدينة كنَّارة (1 مل 15: 20 بالمقابلة مع يش 11: 2). وهي المعروفة في الإنجيل بسهل جنيسارت (متى 14: 34).
كَنَنْيا
اسم عبري معناه “من ثبته يهوه” وهو رئيس للاويين في ملك داود وهو من اليصهاريين وقد عُيّن هو وبنوه، رؤساء للعمل الخارجي على الشعب، عرفاء وقضاة (1 أخبار 26: 29) ولأجل حمل تابوت العهد (1 أخبار 15: 22 و27). وكان رئيس المغنين حسب ما جاء في الهامش العبري لهذين العددين.
كُنْياهو | يكْنيَا
اسم عبري اختصار يكنياهو ومعناه “يهوه يثبت” (ار 22: 24 و28 و37: 1) وهو ابن يهوياقيم ويسمى أيضًا يهوياكين ويُكتب أيضًا يكنيا (1 أخبار 3: 17 ومتى 1: 12).
كنيدُس
وهي مدينة يونانية على الشاطئ الجنوبي لآسيا الصغرى. وقد مرت سفينة الرسول بولس بالقرب منها أثناء سفره إلى رومية (أع 27: 7). وقد سكن فيها عدد من اليهود منذ القرن الثاني قبل الميلاد (1 مكابيين 15: 23) وكانت مدينة حرة.
كاهن | كهنوت
وهو خادم دين وفي اصطلاح الكتاب المقدس الشخص المخصص لتقديم الذبائح. وكان كل الأفراد، قبل النظام الموسوي، يقدمون الذبائح (تك 4: 4). صار رؤساء البيوت والقبائل يمارسون الكهنوت من الأب إلى ابنه البكر. وعندما أمر موسى كل رئيس عائلة أن يذبح خروف الفصح يرّجح أن نظام كهنوت العائلات أي أن يكون الكاهن رئيس العائلة كان جاريًا في ذلك الوقت. ولكن لما سنّ النظام الجديد تعينت رتبة الكهنوت في عائلة هرون (خر 28) فافرزوا لله باحتفال عظيم وحظر من ذلك الوقت ممارسة الكهنوت في إسرائيل إلا في السلالة الرسمية (2 أخبار 26: 18). وكان كل ذكر من ذرية هرون كاهنًا بشرط ألاّ يكون فيه أي عيب أو تشويه جسدي، وكان البكر فقط يمكنه أن يكون كاهنًا عظيمًا ولم يكن جائزًا لمن فيه أي عيب أن يتقدم ليقرب خبز إلهه حتى ولو كان من سلالة هرون (لا 21: 16 – 24). وكانت تفرض على الكاهن في حياته ومعيشته قوانين لم تكن تفرض على غيره من اللاويين أو من عوام الشعب وكان عدد من الكهنة قليلًا في أول الأمر (يش 3: 6 و6: 4). وقسم داود الكهنة إلى 24 فرقة منها ست عشرة من عائلة العازار وثمانٍ من عائلة ايثامار (1 أخبار 24: 4). وكانت هذه الفرق تمارس وظائفها بالتتابع وتبدل الفرقة بغيرها كل سبت وهكذا كان لا بد لكل فرقة من أن تمارس واجباتها مرتين في السنة على الأقل. والظاهر أنه في أثناء السبي حدث اختلاف في أمر هذه الفرق لأنه عندما عاد مع زربابل 4289 كاهنًا وجدانهم كانوا كلهم من أربع من هذه الفرق فقط (عز 2: 36 – 39 ونح 7: 39 – 42).
وكانت واجبات الكهنة تقديم الذبائح اليومية والأسبوعية والشهرية والسنوية. وعدا ذلك فإنهم كانوا يخدمون في الاحتفالات والتطهير ويعتنون بالآنية المقدسة والنار المقدسة والمنارة الذهبية وأثاث المقدس. وكانوا يطلقون الصوت في الأبواق المقدسة ويحملون تابوت العهد ويقضون في دعاوى الغير، ويقدرون المال للافتداء وينظرون في شأن البرص ويفسرون الناموس للشعب. (. ويقومون باستشارة الله بواسطة الأوريم والتميم (خر 28: 30 وعز 2: 63 وعد 16: 40 و18: 5 و2 أخبار 15: 3 وار 18: 18 وحز 7: 26 ومي 3: 11). غير أن الكتاب المقدس يقول عنهم بأنهم كثيرًا ما أهملوا هذه الواجبات (2 أخبار 17: 7 – 10 و19: 8 – 10 وحز 44: 24).
فرق الكهنة:
أخبار 24: 7 – 18 في ملك داود.
في عز 2: 36 – 39 ونح 7: 39 – 42.
في أيام نحميا 10: 2 – 8.
في نح 12: 1 – 7.
و12 – 21.
1يهوياريب (1أخبار 9 10: ونح 11: 10).
يوياريب.
2 يدعيا.
بنو يدعيا.
-.
يدعيا.
3 حاريم.
حاريم.
حاريم.
رحوم ع (4حريم ع 15).
4 سعوريم.
-.
-.
-.
5 ملكيا.
بنو فشحور (1 أخبار 9: 12).
ملكيا.
-.
6 ميامين.
-.
ميامين.
ميامين ع 5 (منيامين ع 17).
7 هقوص.
-.
مريموث حفيد هقوص.
مريموث.
8 ابيا.
-.
ابيا.
ابيا.
9 يشوع.
بيت يشوع.
-.
-.
10 شكنيا.
-.
شبنيا.
شكنيا ع 3 (شبنيا ع 14).
11 الياشيب.
-.
-.
-.
12 الياقيم.
-.
-.
-.
13 خفة.
-.
-.
-.
14 يشبآب.
-.
-.
-.
15 بلجة.
-.
بلجاي.
بلجة.
16 إمير.
بنو امير.
اميريا.
امريا.
17 حيزير.
-.
-.
-.
18 هفصيص.
-.
-.
-.
19 فتحيا.
-.
-.
-.
20 يحزقئيل.
-.
-.
-.
21 ياكين (1 أخبار 9: 10 ونح 11: 10).
-.
-.
-.
22 جامول.
-.
-.
-.
23 دلايا.
-.
-.
-.
24 مغريا.
-.
مغريا.
مَعَديا ع 5 (موعديا ع 17).
فرق بعد السبي التي لا يمكن توفيقها مع الفرق الأصلية.
نح 10: 2 – 8.
نح 12: 1 – 7 و12 – 21.
نح 11: 10 – 14 و1 أخبار 9: 10 – 12.
سرايا.
سرايا.
سرايا.
عزريا.
عزرا.
عزريا.
يوميا.
يوميا.
-.
فشحور.
-.
-.
حطوش.
حطوش.
-.
ملوخ.
ملوخ أو مليكو أو ملوكي.
-.
عوبديا.
عدو.
عدايا.
-.
دانيال.
-.
جنثون.
جنثون.
-.
باروخ.
-.
-.
مسلام.
-.
-.
شمعيا.
شمعيا.
-.
-.
سلو أو سلاي.
-.
-.
عاموق.
-.
-.
حلقيا.
-.
-.
يدعيا.
-.
أما تقديس الكهنة فكان يحتفل به احتفالًا عظيمًا يدوم سبعة أيام (خر 29: 1 – 37 ولا 7 و8). وكان ذلك الاحتفال يجري بتقديم الذبائح والاغتسال ولبس الثياب المقدسة ونضح الدم والدهن بزيت. أما ثياب الكاهن فكانت، قميصًا من كتان أبيض يمتد من العنق إلى الكاحلين منه، أكمام ضيقة، وسروال من كتان، ومنطقة مطرزة باسمانجوني وأرجوان وقرمز وكان يضع على رأسه عمامة. ويرجح أن الكاهن كان يخدم وهو حافي القدمين وكان يلبس فوق القميص رداءً مطرزًا بذهب وألوان كالمنطقة وكان يشده حول خصره بزنار من نفس الألوان والنقوش (خر 28: 40 – 42).
ولم يكن يسمح للكاهن بعد تقلده لوظيفته أن يندب ميتًا أو أن يتنجس بمسه إلا إذا كان من الأنسباء الأقربين إليه ولم يكن جائزًا له أن يحلق شعره أو أن يجز لحيته أو أن يتزوج بامرأة مطلقة وبما أن وظيفته كانت التقرب إلى الله بالنيابة عن الشعب كان مطلوبًا منه أن يبقى طاهرًا في داخله وفي مظاهره الخارجية. وقد خصصت للكهنة ثلاث عشرة مدينة مع مسارحها في نصيب يهوذا وشمعون وبنيامين قيامًا بمعاشهم (يش 21: 13 – 19). وأضيف إلى ذلك عشر الأعشار المدفوعة للاويين (عد 18: 26 – 28) وفداء الأبكار والرفائع (عد 18: 14 – 19) وقيمة الأشياء المنذورة (لا 27) وباكورات المحصولات (خر 23: 19 ولا 2: 14 وتث 26: 1 – 10) وجزء من غنيمة الحرب (عد 31: 25 – 47) مع خبز الوجوه ولحم التقدمات أثناء خدمتهم في الهيكل (عد 18: 2 – 20 ولا 6: 26 – 29 و7: 6 – 10).
الكاهن هو الشخص المعين للقيام بالخدمات الدينية وبخاصة تقديم الذبائح على المذبح والعمل وسيطًا بين الناس والله. والكلمة التي تعبر عن هذه الخدمة في العبرية هي “كَهَنَ” كما في العربية.
(1) خدمة الكاهن: كان الكهنوت العبري يشكل أحد المعالم البارزة في الديانة العبرانية في العهد القديم. ويبدو هذا واضحًا ليس فقط من الإشارات الكثيرة إليه، ولكن من محتوى العبادة في العهد القديم وطبقة الكهنة الذين كانوا يمثلون الشعب، وأهمية خدماتهم وعلاقتهم بكل جوانب الحياة.
لقد كانت النظرة العبرانية للعالم وللحياة في العالم، تسيطر عليها الغيبية، فضرورة توفر علاقات مقبولة مع الله، جعلت لوجود الكهنة وخدمتهم أولوية قصوى. فكان وجود الكهنة أمرًا جوهريًا لحفظ علاقة مستمرة لإسرائيل مع الله، فكان الإسرائيلي يرتبط بالله بعهد قومي فريد، وكان هذا العهد يستلزم وجود الكهنوت لأهمية خدمته الشفاعية، وكممثلين للشعب أمام الله، فعمل الكهنة وسطاء بين الله والشعب لحفظ علاقة العهد.
وكان نجاح هذه الخدمة الكهنوتية، يتوقف بشدة على معنى وروح القيام بها، وبخاصة من جانب الشعب. فالخدمة الكهنوتية بالنسبة لطبيعتها في تمثيل الشعب يمكن أن تنزلق لتصبح مجرد طقوس عقيمة بلا معنى مما يلغي أي دور حقيقي للشعب نفسه، وتتحول الأهمية إلى الطقس ذاته، ويتلاشى المضمون. وهذا ما آل إليه فعلًا –إلى حد بعيد – الكهنوت العبراني. وكثيرًا ما رفع الأنبياء –في العهد القديم – أصواتهم ضد ابتعاد الشعب عن الله الذي تكلم إليهم من خلال موسى. وفي زمن العهد الجديد، حدث التعارض الشديد بين تمسك الفريسي الشديد بالطقوس كما كان يراها، والرب يسوع المسيح بتأكيده على المعنى الباطني والتفسير الروحي لكل جوانب الحياة.
والمضامين الجوهرية للإنجيل، والتي فيها تمت كل رموز العهد القديم في عمل المسيح الفدائي، نجدها ممثلة في الكهنوت اللاوي. فهذا الكهنوت الذي كان بالغ الأهمية في عصور العهد القديم باعتباره وسيلة لإقامة وضمان علاقة وشركة مقبولة مع الله، أصبح في العهد الجديد أساس فهمنا لخدمة الرب يسوع الكفارية والشفاعية.
(2) الإشارات إليه في العهد القديم: تتكرر كلمة “كَهَنَ” ومشتقاتها نحو 775 مرة في العهد القديم، كما تتكرر كلمة “لاوي” وهو السبط الذي كان منه الكهنة 280 مرة. ويوجد أكثر من ثلثي هذا العدد من الإشارات إلى الكهنة، في أسفار موسى الخمسة، منها 185 مرة في سفر اللاويين وحده، فهو بحق “سفر الكهنة” أو “سفر الأحبار” (كما يسمى في الترجمة الكاثوليكية)،. وتتردد الكلمة ومشتقاتها في سفري أخبار الأيام أكثر مما في سفري الملوك، وهو ما نتوقعه من سفري الأخبار اهتمامهما الواضح بالهيكل والعبادة فيه. ولا يتفوق على سفر أخبار الأيام الثاني في ترديد الكلمة ومشتقاتها إلا سفر اللاويين. وقد ذكر الكهنة في كل أسفار العهد القديم فيما عدا أسفار راعوث وأستير وأيوب والجامعة وبعض أسفار الأنبياء الصغار.
وترد الكلمة ومشتقاتها في العهد الجديد نحو 165 مرة منها نحو 30 مرة “كاهن”، 125 مرة “رئيس كهنة” مما يدل على أهمية رئيس الكهنة في الأناجيل، إذ يكاد يقتصر ذكر “الكهنة” و “رئيس الكهنة” في العهد الجديد على الأناجيل وأعمال الرسل والرسالة إلى العبرانيين، بينما لا يذكر اسم “لاوي” أو “اللاويين” إلا ثلاث مرات فقط في العهد الجديد.
ولا يقتصر استخدام الكلمة على الكهنة العبرانيين، بل تطلق أيضًا على الكهنة المصريين (تك 41: 45 و50، 46: 20، 47: 26)، والكهنة الفلسطينيين (1صم 6: 2)، وكهنة “داجون” (1صم 5: 5)، وكهنة البعل (2مل 10: 19)، وكهنة “كموش” (إرميا 48: 8)، وكهنة البعليم والسواري (2أخ 34: 5).
وكلمة “كاهن” وإن كان لا يُعرف مصدرها على وجه اليقين، إلا أن الأرجح أنها مشتقة من كلمة “كُن” بمعنى “يقف” في إشارة إلى “وقوف” الكاهن أمام الله خادمًا له أو ممثلًا للشعب أمام الله أو ممثلًا لله أمام الشعب، فهكذا توصف خدمة الكاهن (عد 16: 9، تث 10: 8، 17: 12، 18: 5).
(3) الخلفية والتاريخ: قبل أن يقيم موسى كهنة لإسرائيل، يذكر الكتاب المقدس كهنوت ملكي صادق (تك 14: 18) , وكهنة المصريين (تك 41: 45، 46: 20، 47: 22 و26)، وكهنة المديانيين (خر 2: 16، 3: 1، 18: 1). وأما الكهنة المذكورين في (خر 19: 22 و24)، فإمَّا أنها إشارة إلى كهنة مديانيين (حمى موسى)، أو أنه كان هناك كهنة في إسرائيل قبل الكهنة اللاويين الذين أقامتهم الشريعة (ارجع أيضًا إلى خر 24: 5).
أما الخدمة الكهنوتية فكانت موجودة منذ عصر الآباء، وكان يقوم بها رأس العائلة، فقد قام بها نوح (تك 8: 20 و21)، وإبراهيم (تك 12: 8، 13: 4 و18، 22: 1 – 13)، وأيوب (أي 1: 5)، وغيرهم.
وبعد تأسيس الكهنوت العبراني، قام آخرون من غير الكهنة –في الأحيان بخدمات كهنوتية، مثل جدعون (قض 6: 24 – 26)، وأهل بيت شمس (1صم 6: 14 و15)، وصموئيل (1صم 7: 9) الذي كان من نسل قهات لاوي (1أخ 6: 22 – 28 و33)، وداود (2صم 6: 13 – 17)، وإيليا (1مل 18: 23 و37 و38، وإن كان من المرجح جدَّا أن داود لم يذبح هذه الذبائح ويقدمها بنفسه، بل بيد الكهنة اللاويين الذين لم يكن مسموحًا لغيرهم بهذه الخدمة حسب الشريعة (ارجع إلى 2أخ 26: 16 – 21).
(4) تقديس الكهنة: قام موسى –بأمر من الله – بتركيس هرون وبنيه وناداب وأبيهو وألعازار وإيثامار (خر 28: 1 و41، 29: 9 و29 و30). أما ناداب وأبيهو فقد ماتا عندما “قربا أمام الرب نارًا غريبة لم يأمرهما بها، فخرجت نار من عند الرب وأكلتهما فماتا أمام الرب” (لا 10: 1 و2)، وهكذا انحصر الكهنوت في زمن موسى وهرون في نسل ألعازار وإيثامار (عد 3: 4، 1أخ 24: 2).
ولم يكن كل الأشخاص المولودين في عائلة هرون، يصلحون للكهنوت، بل كانت بعض “العيوب الجسمانية –متى وجدت في أي رجل من نسل هرون – تمنعه من القيام بالخدمة الكهنوتية (لا 21: 16 – 23). كما أن النجاسة الطقسية كانت تمنع الكاهن –من بني هرون – من القيام بخدمته (لا 21: 1 – 5).
وكانت إجراءات تقديس هرون وبنيه على مدى سبعة أيام، بالغة الأهمية وعميقة المعنى (خر 29: 1 – 37، لا 8)، فعلاوة على اختيار الله لهم، وتميزهم بالقداسة، فإن إجراءات التكريس توضح خصائص الخدمة الكهنوتية. ومما يستلفت النظر في هذه الإجراءات إلباس الكهنة ثيابهم، وذبائح التكريس وطقوسه. فكانت ثياب هرون المقدسة أكثر تعقيدًا من ثياب الكهنة (خر 28: 2 – 39). فكان لكل الكهنة أقمصة ومناطق وقلانس خاصة، أما هرون فكان يلبس رداء تتصل به صدرة القضاء، وبها اثنا عشر حجرًا كريمًا، وقد نقش على كل حجر اسم أحد الأسباط الاثنى عشر، وحجرا جزع على الكتفين منقوش عليهما أسماء أسباط بني إسرائيل، على كل حجر منهما ستة أسماء، وعمامة عليها صفيحة من ذهب نقي تربط إلى العمامة بخيط اسمانجوني، ومكتوب عليها: “قدس للرب”. وكانت هذه الأحجار والأسماء المنقوشة عليها تبرز صفة رئيس الكهنة كممثل للشعب أمام الرب، فقد كان رئيس الكهنة يحمل هذه الأسماء “للتذكار أمام الرب دائمًا” (خر 28: 12 و29 و30).
وفي إجراءات التقديس، كان موسى يغسل هرون وبنيه بماء، ويُلبس هرون ثيابه الكهنوتية، ويسكب دهن المسحة على رأسه، ثم يُلبس بنيه الأقمصة، ويمنطقهم بمناطق، ويشد لهم قلانس. ثم يقدم “الثور إلى قدام خيمة الاجتماع، فيضع هرون وبنوه أيديهم على رأس الثور”، ذبيحة الخطية، كما يضعون أيديهم على رأس الكبش –ذبيحةالمحرقة – وهكذا تنتقل قيمة الذبيحة إلى هرون وبنيه، وتُعدُّهم لخدمتهم الكهنوتية.
وكان يجب تقديم ثور –ذبيحة خطية، وكبش – محرقة، رائحة سرور للرب، وكبش آخر، ذبيحة ملء أو تقديس. وكان يؤخذ من دم الكبش الثاني، ويجعل على شحمة أذن هرون وعلى شحم آذان بنيه اليمنى، وعلى أباهم أيديهم اليمنى، وعلى أباهم أرجلهم اليمنى، وكان يرش دم هذا الكبش الثاني –كبش ذبيحة الملء – على المذبح من كل ناحية، وهكذا يجمع بين الكهنة والمذبح في قطوس التقديس. وكان يؤخذ من الدم الذي على المذبح ويخلط بدهن المسحة، وينضح على هرون وثيابه، وعلى بنيه وثيابهم، فيتقدس هو وثيابه وبنوه وثيابهم (خر 29: 19 – 21). وكان لك ذلك يتكرر لمدة سبعة أيام لكمال تقديسهم (خر 29: 35 – 37).
ولا شك في أن هذا الطقس لتكريس الكاهن العبراني، كان يجعله مفرزًا من الشعب كشخص مقدس اختاره الله، وتكرس لله، ويمثل الشعب أمام الله كما يمثل الله أمام الشعب. وكان الدم على الأذن اليمنى يعني إصغاء الكاهن لصوت الله ليسمعه ويطيعه. والدم الذي على إبهام اليد اليمنى كان يعني تكريس خدمته ككاهن في المقدس، كشخص مقدس يمثل الشعب أمام الله. والدم على إبهام رجله اليمنى كان يعني تكريسه لخدمة الله في المقادس في خيمة الشهادة (وبعد ذلك في الهيكل، حيث لم يكن مسموحًا بالدخول إلا للمكرسين للخدمة)، كما كان يعني أيضًا أن يكون كل سلوك الكاهن مطابقًا لكلمة الله (ارجع إلى أم 28: 6 و18، غل 5: 16). ولا شك في أن كل هذه الطقوس كانت تعني أن تكريس الكاهن كان معناه تكريس كل الإنسان وكل سلوكه، وكل ما يعمل، إذ كان يجب أن يكون رجل الله، الذي يمثل الله أمام الشعب، منفصلًا انفصالًا تامًا عن كل نجاسة وكل خطية (لا 10: 8 – 11)، كما أنه كان يمثل الشعب أمام الله لتقديم ذبائح مقبولة من أجلهم، وأن يؤدي كل واجباته الكهنوتية حسب وصايا الله عن يد موسى. وهكذا كان الكاهن يعمل كوسيط بين الله والإنسان.
وكان على رئيس الكهنة والكهنة ألاَّ ينوحوا على ميت بكشف رؤوسهم أو شق ثيابهم (لا 10: 6). وكان على رئيس الكهنة ألاَّ يأتي إلى نفس ميت، ولا يتنجس لأبيه أو أمه، أو يخرج من المقدس لتشييع جنازة (لا 21: 10 – 12). ولا يأخذ الأرملة أو المطلقة أو المدنسة أو الزانية، بل يتخذ عذراء من قومه امرأة (لا 21: 13 – 15).
(5) واجبات ثانوية: كان على الكهنة أيضًا أن يقوموا بتعليم الشعب الشريعة (لا 10: 10 و11، تث 33: 10، 2مل 17: 27 و28، 2أخ 15: 3، 17: 7 – 9، إرميا 18: 18، حز 7: 26، 44: 23، ملا 2: 6 و7)، وهو واجب لم يقوموا به على الدوام كما يجب (مي 3: 11، ملا 2: 8). وكمعلمين كانوا أداة محدودة للإعلان في بعض المجالات مثل الصحة والقضاء، بما في ذلك الحكم على حالات البرص والتمييز بينها وطقوس التطهير منها (لا 13، 14)، وتطهير الرجال والنساء وقطع الأثاث من أي نجاسة سببتها أي إفرازات من أجساد الرجال أو النساء (لا 15)، وإجراء طقوس شريعة الغيرة (عد 5: 11 – 21)، وكذلك الحكم في المنازعات وحالات القتل المجهول فاعلها (تث 21: 5)، وبعض القضايا المدنية الأخرى (2أخ 19: 8 – 11، حز 44: 24).
(6) طبقاتهم: كان الكهنوت العبري يتكون من ثلاث طبقات أساسية: الكاهن العظيم أو رئيس الكهنة، والكهنة، واللاويين كمعاونين للكهنة، وبخاصة في حمل الخيمة وكل أمتعتها عند الارتحال في البرية (عد 1: 47 – 53، 3: 6 – 9، 18: 1 – 5، تث 10: 8 و9)، فلم يكن كل اللاويين كهنة، كما يتضح هذا جيدًا في حادثة تمرد قورح وداثان وأبيرام الذين أهلكهم الرب عندما تذمروا على موسى، وهرون، وأرادوا أن يشاركوا هرون وبنيه في الكهنوت (عد 16: 1 – 33). وعقب هذه الحادثة، أعدا الله تأكيد اختياره لهرون وبنيه من بين كل الأسباط ليكهنوا له، عندما أفرخت عصا هرون وأزهرت، وأنضجت لوزًا (عد 17: 1 – 11). وعلاوة على خدمة اللاويين كحمالين للخيمة وأمتعتها، كان منهم أيضًا بوابون ومغنون وموسيقيون وخزنة (1أخ 6: 31 و32، 9: 19، 16: 4 – 7، 25: 1 – 7، 26: 1 و20، 2أخ 8: 14).
(7) موارد معيشتهم: لم يكن لسبط لاوي قسم ولا نصيب مع باقي الأسباط (تث 10: 9)، ولكنهم كانوا يأخذون بعض الأجزاء من الذبائح والتقدمات والعشور (عد 18: 8 – 32). وقد أعطيت للاويين 48 مدينة لسكناهم، وكانت مسارحها أي مراعيها لبهائمهم، وكان منها 13 مدينة ومسارحها لبني هرون (عد 35: 1 – 8، يش 21: 4 و13 – 19). وفي عصر الملكية كان لبعض الكهنة حقول خاصة (1مل 2: 26، إرميا 32: 6 – 8، عا 7: 17)، وبعد العودة من السبي كان للكهنة أملاك خاصة في أورشليم وما حولها (نح 11: 3 و10 – 23 و26). وكان للكهنة أيضًا باكورات ثمار الأرض، وباكورات الحيوانات الطاهرة، وفضة الفداء عن أبكار بني إسرائيل، وأبكار الحيوانات غير الطاهرة (خر 13: 12 و13، عد 18: 12 – 19)، وكان الكهنة يأخذون المرفوع كل يوم سبت من خبز الوجوه (لا 24: 5 – 9)، ومعظم تقدمات الدقيق (لا 2: 3 – 10، 6: 16، 7: 9 – 14، 10: 12 و13، عد 18: 9)، ومعظم ذبائح الخطية (لا 5: 13، 6: 26، عد 18: 9)، وصدور وأفخاذ ذبائح السلامة (خر 29: 26 – 28، لا 7: 30 – 34، 10: 14 و15)، ومعظم ذبائح الإثم (لا 7: 1 – 8)، وعشر العشور التي يأخذها بنو لاوي من كل الشعب (عد 18: 26 – 28).
(8) فشل الكهنوت اللاوي: لم يسر تاريخ الكهنوت اللاوي كما أمر به الرب على يد موسى، ويتضح لنا ذلك مما جاء في سفري القضاة وصموئيل كما من التاريخ اللاحق أيضًا مما جعل بعض النقاد يفترضون أن موسى لم يضع نظامًا محددًا له، وهو افتراض بعيد عن الحق واستنتاج غير سليم، فالعهد القديم يزخر بنقد الكهنة لانحرافهم عن الدور المرسوم لهم حسب كلمة الله.
فنقرأ مثلًا في سفر القضاة أن رجلًا من جبل أفرايم اسمه ميخا أقام واحدًا من بنيه كاهنًا لبيته (قض 17: 5)، إلى أن ظهر غلام لاوي فأقامه عوضًا عن ابنه مع أن هذا الغلام اللاوي لم يكن من نسل هرون. ثم أصبح هذا الغلام اللاوي، وكان اسمه يهوناثان، هو وبنوه كهنة لسبط دان (قض 17: 1 – 13، 18: 27 – 31).
ويظن البعض أن صموئيل بناء على ما ذكر عنه في 1صم 1: 1 كان أفرايميًا أي أنه لم يكن من سبط لاوي، ولكن بالرجوع إلى 1أخ 6: 16 – 28، نعلم أنه كان لاويًا، فإن أباه ألقانة كان لاويًا مقيمًا في جبل أفرايم عندما ولد صموئيل.
وعند انفصال المملكة الشمالية (إسرائيل) عن يهوذا، أقام يربعام بن ناباط “كهنة من أطراف الشعب، لم يكونوا من بني لاوي” (1مل 12: 31، 13: 33)، بل إن يربعام نفسه صعد على المذبح لكي يوقد “(1مل 12: 33)، أي أنه جعل من نفسه كاهنًا.
ونقرأ في سفر الملوك الثاني (16: 10 – 16) كيف أن أوريا الكاهن بنى مذبحًا حسب كل ما أرسل به الملك آحاز من دمشق.. فتقدم الملك إلى المذبح وأصعد عليه، وأوقد محرقته وتقدمته وسكب سكيبه ورش دم ذبيحة السلامة التي له على المذبح. ومذبح النحاس الذي أمام الرب قدمه من أمام البيت.. وجعله على جانب المذبح الشمالي “، وهو ما عاقب الرب لأجله آحاز ويهوذا (إش 7: 17 – 25) كما حاول عزيا الملك أن يوقد على مذبح البخور فضربه الرب بالبرص (2أخ 26: 16 – 20).
وفي أيام حزقيا الملك ساعد اللاويون إخوتهم الكهنة في ذبح وسلخ المحرقات (2أخ 29: 34)، وكذلك في أيام يوشيا الملك (2أخ 35: 11 – 14، انظر أيضًا عز 6: 19 و20).
ولفشل أولاد عالي الكاهن في القيام بخدمتهم بأمانة، تنبأ رجل الله لعالي بزوال الكهنوت من بيته (1صم 2: 27 – 36)، وهو ما تم عندما ملك سليمان، وكان أبياثار الكاهن (من نسل عالي) قد انضم إلى أدونيا في محاولته الاستيلاء على عرش داود. وكان صادوق الكاهن هو الذي مسح سليمان ملكًا بأمر داود، فطرد سليمان أبياثار من الكهنوت ونفاه إلى عناثوث، وأصبح الكهنوت منذ ذلك الوقت في نسل صادوق الذي كان من نسل ألعازار بن هرون (1أخ 6: 8 و53، 24: 3، 27: 17 – يمكن الرجوع إلى “صادوق” في موضعه من حرف “الصاد”.
(9) أهمية الكهنوت: يبدو أن العلاقة النسبية بين الكاهن العظيم (رئيس الكهنة) والكهنة واللاويين لم تكن ثابتة على مدى تاريخ بني إسرائيل،. والواضح في أسفار الخروج واللاويين والعدد أن العلاقة بين هرون وبنيه كانت محددة، فكان هرون هو الكاهن الأعظم، وقد أُعطي اللاويون لهرون وبنيه الكهنة ليكونوا مساعدين لهم في أعمال محددة (عد 1: 50، 3: 28 و32، 8: 15، 31: 30 و47 مع 1أخ 23: 25 – 32)، ونقرأ في سفر التثنية عن “الكهنة اللاويين” أو “الكهنة بنييلاوي” (تث 17: 9 و18، 18: 1، 21: 5، 24: 8، 27: 9، 31: 9)، وهي ليست خلطًا بين الكهنة واللاويين بعامة، بل إعلانًا لحقيقة أن الكهنة كانوا من سبط لاوي، وليس أن اللاويين كلهم كانوا كهنة.
وفي بركة موسى الأخيرة للأسباط قال للاوي: “تميمك وأوريمك لرجلك الصديق الذي جربته في مسة وخاصمته عند ماء مريبة.. حفظوا كلامك وصانوا عهدك. يعلمون يعقوب أحكامك، وإسرائيل ناموسك. يضعون بخورًا في أنفك، ومحرقات على مذابحك” (تث 33: 8 – 10). وهو لا يعني أن “التميم والأوريم” كانا مسئولية كل سبط لاوي، لأننا نعلم أنهما كانا مسئولية رئيس الكهنة فقط (خر 28: 30)، فيستخدم موسى اسم لاوي، لأن رئيس الكهنة ومن بعده جاء أبناؤه، من سبط لاوي.
وكان للكهنوت المكانة العظمى في النظام الثيوقراطي، مع أن موسى – وليس هرون – ظل هو القائد الأعلى طيلة أيام حياته، وخلفه في ذلك يشوع وسائر القضاة. وفي فترة الانتقال في عهد عالي وصموئيل، حدث نوع من الاندماج بين السلطتين، ولكن بدون أمر إلهي. ثم جاءت الملكية، فأصبح رئيس الكهنة يشغل المرتبة الثانية بعد الملك. وفي عهد بعض الملوك، فاقت مكانة النبي مكانة الكاهن. وقد تعاظمت مكانة الكهنوت في زمن حزقيال النبي، وذلك لأن الكهنة “أبناء صادوق” ظلوا أمناء للرب “حين ضل عنه بنو إسرائيل” (خر 44: 10 – 16).
وبعد العودة من السبي البابلي في أيام النبيين حجي وزكريا، يبدو أن مركز الحاكم ومركز رئيس الكهنة أصبحا على قدم المساواة في الأهمية، إذ “كانت كلمة الرب عن يد حجي النبي إلى زربابل بن شألتيئيل وإلى يهوذا، وإلى يهوشع بن يهوصاداق الكاهن العظيم” (حج 1: 1 و12 و14، 2: 4، انظر أيضًا زك 3، 4).
وفي عصر ما بين العهدين أصبح الحاكم ورئيس الكهنة شخصًا واحدًا، وذلك بسيادة رئيس الكهنة في عهد الأشمونيين وما بعدهم. وبعد عصر المكابيين، انتقلت السلطة العليا إلى الولاة الرومانيين، ولكن ظلت لرئيس الكهنة السلطة العليا في الشئون الدينية، ولم تعد وظيفة رئيس الكهنة وظيفة لمدى الحياة كما كانت من قبل، إذ كان للولاة الرومانيين حق خلع رئيس الكهنة، وتعيين غيره، ولذلك كان في زمن العهد الجديد أكثر من واحد يحملون لقب رئيس كهنة (انظر مت 26: 3 و57 و65 مع يو 18: 13 و24). وبتدمير أورشليم والهيكل في 70 م. على يد تيطس الروماني انتهى الكهنوت العبري واختفى من التاريخ.
(10) كهنوت المسيح والمؤمنين في العهد الجديد: نجد العلاقة بين الكهنوت في العهد القديم، والكهنوت في العهد الجديد، مبنية بوضوح في الرسالة إلى العبرانيين، حيث نقرأ أن كهنوت هرون وخلفائه لم يكن به كمال (عب 7: 11 و23)، ولم “يقدر أبدًا بنفس الذبائح كل سنة، التي يقدمونها على الدوام أن يكمل الذين يتقدمون.. تلك الذبائح التي لا تستطيع البتة أن تنزع الخطية” (عب 10: 1 و11). بل لم يكن كهنوت هرون –لذلك – هو الرمز لكهنوت الرب يسوع المسيح في عمله كرئيس كهنة، بل كان الرمز هو ملكي صادق لمركزه كملك وكاهن، ولأن الكتاب المقدس لم يسجل له بداية أيام ولا نهاية حياة، بل هو “مشبه بابن الله، هذا يبقى كاهنًا إلى الأبد.. له كهنوت لا يزول. فمن ثم يقدر أن يخلص أيضًا إلى التمام الذين يتقدمون به إلى الله، إذ هو حي في كل حين ليشفع فيهم.. ابنًا مكملًا إلى الأبد” (عب 5: 1 – 10، 7: 1 – 28).
ومع ذلك كان كهنوت هرون ونظام الذبائح –في بعض النواحي – رمزًا لعمل المسيح الفدائي “فبعدما قدم عن الخطايا ذبيحة واحدة، جلس إلى الأبد عن يمين الله” (عب 10: 12)، فلم تعد هناك حاجة لكهنوت هرون ولا للذبائح الحيوانية، لأن المسيح قد أكمل عمل الخلاص كرئيس الكهنة “المكمل إلى الأبد” (عب 7: 28).
فكل مضامين كهنوت هرون قد تمت في المسيح كما جاء في الرسالة إلى العبرانيين، فهو: (1) رئيس كهنة عظيم (عب 4: 14). (2) مختار من الله (عب 5: 4). (3) شارك البشر في صورة اللحم والدم، كما كان “رئيس الكهنة مأخوذًا من الناس ولأجل الناس في ما لله” (عب 2: 14، 5: 1). (4) “رئيس كهنة قدوس بلا شر ولا دنس، قد انفصل عن الخطاة، وصار أعلى من السموات (عب 7: 26). (5) مقام من الله إلى الأبد (عب 7: 28). (6) قدم نفسه ذبيحة (عب 7: 27، 8: 3، مع 9: 12 – 14). (7) خادم للأقداس الحقيقية (عب 8: 2، 9: 6 و7 و11). (8) كان الكاهن يخدم تحت عهد، والمسيح جاء وسيطًا” لعهد أعظم قد تثبت على مواعيد أفضل “(عب 8: 6).
كانت الأمة في العهد القديم “مملكة كهنة، أمة مقدسة” (خر 19: 5، لا 11: 44 و45، عد 15: 40). ولكن هذا لم يتحقق في كل الشعب، بل في الكهنة الأمناء الذين كانوا يمثلون الشعب، وكانوا يخدمون وهم مطهرون طقسيًا. وفي العهد الجديد تم كل هذا بصورة أكمل في شخص المسيح وعمله. والكنيسة الآن هي “كهنوت ملوكي، أمة مقدسة” (1بط 2: 5 و9، رؤ 1: 6، 5: 10، 20: 6)، وهذه القداسة ليست قداسة طقسية، لأن المؤمنين الآن “مقدسون في المسيح يسوع”، “ومدعوون قديسين” (1كو 1: 2)، وينمون في القداسة لأن الروح القدس يسكن فيهم (رو 8: 9 – 11). فجميع المؤمنين هم كهنة لتقديم “ذبائح روحية مقبولة عند الله بيسوع المسيح” (1بط 2: 5 – انظر أيضًا عب 13: 15 و16، رو 12: 1). ولأن جميع المؤمنين بالمسيح هم كهنة، ورئيس الكهنة العظيم، الرب يسوع المسيح ابن الله، جالس الآن “في يمين العظمة في الأعالي” فيستطيع كل مؤمن أن “يتقدم بثقة إلى عرش النعمة” (عب 4: 14 – 16، انظر أيضًا أف 2: 18، 3: 12). وكما كان الكهنة يغتسلون في المرحضة قبل التقدم للخدمة في القدس، هكذا يُطلب منا أن “نتقدم بقلب صادق في يقين الإيمان، مرشوشة قلوبنا من ضمير شرير ومغتسلة أجسادنا بماء نقي” (عب 10: 19 – 22 مع خر 29: 4، لا 16: 4).
* انظر أيضًا كلمة كاهن في قاموس المصطلحات الكنسية، وكتاب الكهنوت للبابا شنوده حول الكهنوت في العهد الجديد، رؤساء الكهنة.
الكاهن الأعظم | الكاهن الرأس | رئيس الكهنة | رؤساء الكهنة
أول من تقلد هذه الوظيفة هارون (خر 28: 1) وخلفه في ذلك ألعازار ابنه (عد 3: 32 و20: 28 وتث 10: 6) ثم بقيت رئاسة الكهنوت في عائلته إلى أيام عالي الذي كان من بيت إيثامار.
وكانت وظيفة رئيس الكهنة تدوم مدة حياة صاحبها إلاّ أن سليمان أهمل هذا القانون بعزله أبياثار وإقامته صادوق مكانه (1 مل 2: 35) لأن هذا الأخير كان قد انحاز إلى أدونيا (1 مل 1: 7 و25).
ويظهر أنه كان للكاهن الأعظم مساعد يسمى الكاهن الثاني (2 مل 25: 18) الذي ربما كان يدعى أيضًا رئيس بيت الله (2 أخبار 31: 13 ونح 11: 11). وربما كان هو نفس قائد جند الهيكل (أع 4: 1 و5: 24).
وقد أصبحت وظيفة رئيس الكهنة، قبل ميلاد السيد المسيح، آلة في أيدي حكام البلاد ولاسيما هيرودس وخلفاؤه، حتى أن هذا عين خمسة رؤساء كهنة كان من جملتهم سيمون الذي أعطاه ابنته ثمن وظيفته، ولذلك نقرأ في العهد الجديد عن عدة رؤساء كهنة في وقت واحد كحنان وقيافا (لو 3: 2).
وكانت الاحتفالات تطول عند تقديس رئيس الكهنة مدة سبعة أيام (خر 29: 35). وكان من هذه الاحتفالات تقديم الذبائح (خر 29) والمسح بدهن المسحة (خر 30: 22 – 33 ولا 21: 10). وتلبيسه الثياب الرسمية على ما هو مذكور في خر 28 و39 حيث يصف تفصيل هذه الثياب وكذلك ما جاء في خر 29: 5 و6 و8 و9 حيث يصف كيفية إلباسها. وكانت ثياب رئيس الكهنة أثمن وأكثر بهجة من ثياب بقية الكهنة إلا يوم الكفارة فإنه كان يلبس ثيابًا بسيطة من كتان أبيض لا نقوش عليها.
وكانت واجبات رئيس الكهنة مهمة إذ كان لا يُسمح لغيره بدخول قدس الأقداس وذلك مرة واحدة في السنة في يوم الكفارة.. وكان هو المشرف المسئول على الهيكل (2 مل 12: 10). وفي أيام المسيح كان رئيس الكهنة رئيس المجمع الأعلى لليهود أيضًا (يو 18: 13 و14 واع 5: 17). وقد وصُف يسوع بأنه رئيس كهنة المؤمنين العظيم الذي نضح قدس الأقداس بدمه والذي جلس عن يمين الآب هناك حيث هو الآن يشفع فيهم (عب 4: 14 و7: 25 و9: 12 إلخ..).
وفي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية حاليًا، رؤساء الكهنة هم الآباء الأساقفة، ورئيس الأساقفة هو البابا البطريرك.
الكوار
الكوار: وعاء من طين يذخر فيه الطحين والحنطة وغيرها. وعندما طلب إيليا من أرملة صرفة صيداء أن تأتي له بكسرة خبز، فقالت: “حي هو الرب إلهك إنه ليست عندي كعكة، ولكن ملء كف من الدقيق في الكُوَّار وقليل من الزيت في الكوز.. فقال لها إيليا.. لأنه هكذا قال الرب إله إسرائيل: إن كوَّار الدقيق لا يفرغ وكوز الزيت لا ينقص إلى اليوم الذي فيه يعطي الرب مطرًا على وجه الأرض. فذهبت وفعلت حسب قول إيليا، وأكلت هي وهو وبيتها أيامًا. كوَّار الدقيق لم يفرغ وكوز الزيت لم ينقص حسب قول الرب الذي تكلم به عن يد إيليا..” (1مل 17: 8 – 16).
كَوارتْسُ
Quartus اسم لاتيني معناه “الرابع” وهو مسيحي من كورنثوس أرسل تحياته إلى كنيسة رومية بواسطة بولس الرسول (رو 16: 23).
هو أحد السبعين رسولًا.
شعب كوب
شعب ذكر مع كوش وفوط ولود في حز 30: 5 ويرجّح أنه سكن شمالي شرقي إفريقيا. والترجمة اليونانية السبعينية تعتبر هذا الشعب الليبيين.
كوث
وهي مدينة بابلية كثيرًا ما ذكرت مع بابل وبورسيبا ومع إلهها نرجل. وقد آتى سرجون ملك أشور بقوم منها ومن بابل وعوا وحماة وسفراوويم ليسكنوا في مدينة السامرة عوض الأسباط العشرة من بني إسرائيل التي كان قد جلاها إلى أشور (2 مل 17: 24 و30). وتقع خربها اليوم في تل إبراهيم على بعد نحو 15 ميلًا إلى الشمال الشرقي من بابل ويوجد هناك لبنة من عصر نبوخذنصر مكتوب عليها اسم هذه المدينة. وكان فيها كلية آتى منها أشور بانيبال بالألواح المكتوبة فيها تاريخ الخليقة حسب تقليد البابليين.
الكور
وهي مجمرة تحمى فيها المعادن أو تصهر (مجمرة الحداد) (ام 17: 3)، أو الفرن لإحماء المعادن إحماء شديدًا. وتستعمل هذه اللفظة للدلالة على المشتقات كواسطة لتمحيص النفس (اش 48: 10). ولما كان كور الحداد تشتد فيه الحرارة اللازمة لتمحيص الحديد فقد صار اسمه يُطلق مجازًا على شدة البلية النازلة بالمؤمنين لتمحيصهم وتقويتهم (تث 4: 20 و1 مل 8: 51 وار 11: 4). ويُشار إلى استعمال الكور كواسطة لنزع الزغل عن الفضة (حز 22: 18).
ويستخدم كناية عن الألم المبرح والمعاناة الشديدة، فيقول موسى للشعب القديم: “وأنتم قد أخذكم الرب وأخرجكم من كور الحديد من مصر” (تث 4: 20، انظر أيضًا 1مل 8: 51، إرميا 11: 4). كما يقول لهم الرب: “اخترتك في كور المشقة” (إش 48: 10).
ويقول الحكيم: “البوطة للفضة والكور للذهب” (أم 17: 3، 27: 21، انظر أيضًا خر 22: 18 و20 و22). والكلمة في العبرية هي نفسها “كور” كما في العربية.
* انظر أيضًا: أتون، تنور.
كورزين
وهي مدينة ذكرت ع بيت صيداء وكفرناحوم وربما كانت مثلهما واقعة قرب بحر الجليل. ومثلهما شاهدت مرات عديدة معجزات السيد المسيح العظيمة وسمعت مواعظه الجليلة ولكنها مثلهما أيضًا لم تستفد من امتيازاتها العظيمة هذه فاستحقت معهما قصاصًا من الويلات المتتابعة كما أنذر السيد المسيح (متى 11: 21 ولو 10: 13). وقد قال يوسيبوس في القرن الرابع أنها كانت تبعد ميلين رومانيين عن كفرناحوم ويظن أنها كرازة (أو كرازية) شمالي تل حوم وهناك خرب ومن جملتها مجمع بعض حجارته المنحوتة من البسالت وأيضًا حيطان وعواميد وطريق مبلطة تؤدي إلى الدرب الواقع بين أورشليم ودمشق.
كورش ملك فارس | ملك الفُرس
← اللغة الإنجليزية: Cyrus the Great – اللغة العبرية: כורש – اللغة اليونانية: Κύρος Β΄ της Περσίας – اللغة الأمهرية: ታላቁ ቂሮስ – اللغة الفارسية القديمة: 𐎤𐎢𐎽𐎢𐏁 (الفارسي الحديث: کوروش).
اسم عيلامي معناه “راعي” وهو ملك فارسي ذُكرت مرتين في سفر إشعياء النبي (اش 44: 28 و45: 1 – 7). ويذكر دانيال فيما كتبه عن افتتاح الماديين والفرس لبابل. أن بيلشاصر الذي كان يمثل أباه نابونيدس كملك بابل قُتل في الليلة التالية لوليمة عظيمة (دا 5: 30). ويذكر عزرا أن كورش ملك فارس أصدر نداء في السنة الأولى لملكه يسمح فيه لليهود (وكانوا قد صرفوا سبعين سنة في سبي بابل) بالرجوع إلى أرضهم وإعادة بناء هيكل أورشليم وقد أعطاهم من خزائنه الغنية مالًا وفيرًا وأرجع لهم آنية الهيكل المقدسة التي كان نبوخذنصر قد أخذها لكي يعودوا إلى استعمالها هناك (عز 1 و5: 13 و14 و6: 3 بالمقابلة مع 2 أخبار 36: 22 و23). وقد أغتنم كثير من اليهود هذه الفرصة السانحة ورجعوا إلى أورشليم (538 ق. م.).
ويظهر من الكتابات البابلية أن كورش هذا كان ابنًا لقمبيز وحفيدًا لكورش آخر وجميعهم مع أجدادهم ملكوا في شرقي عيلام حيث كانت شوشان عاصمة ملكهم منذ سنة 550 ق. م تقريبًا.
ويعتبر كورش مؤسس المملكة الفارسية وهو الذي افتتح عدة ممالك أخرى وقد جمع في شخصه قوة مملكتي فارس ومادي وأشهر المدن التي افتتحها بابل سنة 539 ق. م. وقد أنذر دانيال بيلشاصر ملك بابل بأن مملكته ستعطى لمادي وفارس (دا 5: 28). وكان دانيال في بلاط كورش أيضًا (دا 6: 28). وقد مات كورش من جرح إصابة في الحرب سنة 529 ق. م.
وهو بالتحديد كورش الثاني أو كورش الأكبر (559 – 530 ق. م.) مؤسس الإمبراطورية الفارسية الأخمينية التي استمرت نحو قرنين من الزمان إلى أن قضي عليها الإسكندر الأكبر (331 ق. م.).
(1) خلفيته:
كان أبوه “قمبيز الأول” (600 – 559 ق. م.) ملكاً لأنشان في الجزء الشرقي من عيلام، وكانت أمه هي “ماندين” ابنة “أستياجيس” ملك ميديا (585 – 550 ق. م.). وعندما مات قمبيز الأول في 559 ق. م.، ورث كورش عرش “أنشان”.
وتحيط بطفولة كورش بعض القصص الشبيهة بالأساطير، أشهرها ما يرويه هيرودوت –الذي عاش في خلال أقل من قرن من عصر كورش – والأرجح أن كورش سمي على اسم جده كورش الأول الذي كان أيضاً ملكاً لأنشان عاصمة عيلام، فاسم “كورش” اسم عيلامي لا نعلم معناه على وجه اليقين.
ويقول كورش عن نفسه: “أنا كورش ملك الجيوش، الملك العظيم، الملك القدير، ملك” تندير “(بابل)، ملك بلاد سومرو وأكادو، ملك المناطق الأربع، ابن قمبيز الملك العظيم ملك مدينة أنشان، ابن” سيبيس “الملك العظيم ملك مدينة أنشان، النسل الملكي الراسخ، الذي يحبه بيل ونبو”.
ويروي هيرودوت قصة مثيرة عن طفولة كورش: لقد أعطى “أستياجيس” ملك ميديا الغني ابنته “ماندين” زوجة لقمبيز الحاكم الفارسي، ليحول بين نسلها وبين الاستيلاء على عرش ميديا، فقد كانت فارس في ذلك الوقت دولة فقيرة ضعيفة، كما كانت بعيدة نوعاً عن ميديا. وبسبب حلم رآه، تآمر على قتل المولود الذكر الذي جاء ثمرة لهذا الزواج، فسلَّم “حفيده كورش” لقريبه “هارباجوس” ليقتله. وإذ استنكر “هارباجوس” ذلك، أعطى الطفل لراعٍ اسمه “ميترادس” الذي كانت زوجته قد ولدت طفلاً ميتاً، فرحبت بالإبقاء على حياة “كورش” ورعايته. وعندما شب كورش عن الطوق، ونتيجة لأعماله البطولية، اعترف به “استياجيس”. وعندما علم بالقصة، أراد أن ينتقم من “هارباجوس” لعدم تنفيذه لأوامره له، فقتل ابن “هارباجوس” وأعطاه قطعة من لحم ابنه –دون أن يدري – ليأكلها. ولما عرف “هارباجوس” ذلك حزن حزناً شديداً، ولكنه كظم غيظه.. وأرسل “أستياجيس” حفيده “كورش” ليعيش مع والديه قمبيز وماندين. وحرض “هارباجوس” كورش ليثير الفرس ضد “أستياجيس” الذي أسرع بدون وعي بتعيين “هارباجوس” قائداً لجيش ميديا، فانتهز هارباجوس هذه الفرصة للانتقام من “أستياجيس” فانضم بجيشه إلى كورش، وكانت النتيجة المحتمة هي انتصار كورش واستيلاء الفرس على إكبتانا عاصمة ميديا في 550 ق. م. ولكن كورش أحسن معاملة “جده” الذي وقع في الأسر.
وهناك روايات أخرى “لزينفون” (Xenophon)، ولنيقولاوس الدمشقي، وغيرهما.
وقد نجح كورش في توحيد الشعب الفارسي، كما نجح في دمج الميديين، والفرس في أمة واحدة هي “مادي وفارس”، وزحف غرباً حتى استولى على كل ممتلكات ليديا إلى نهر “الهالز” في أسيا الصغرى. وعندما أبى الملك “كروسوس” (Crocsus – قارون) ملك ليديا –خرافي الثراء – أن يعترف بسيادة “مادي وفارس”، حاربه كورش وهزمه وضم ليديا إلى إمبراطوريته في 546 ق. م. وبعد ذلك بسبع سنوات، أصبح مستعداً لهجومه الكبير على بابل.
(2) الاستيلاء على بابل: لم تكن الإمبراطورية البابلية الجديدة في حالة تسمح لها بمقاومة الغزو المادي الفارسي في 539 ق. م.، فقد كان “نبونيدس” قد أوكل أمر المملكة في الأربع عشرة سنة السابقة، لابنه بيلشاصر، وقد زاد من إضعاف الإمبراطورية البابلية، تركيز جهوده على تشجيع عبادة الإله “سين” إله حاران على حساب الآلهة البابلية مما أغضب كهنة بابل، وجعلهم ساخطين على نبونيدس وابنه بيلشاصر.
وإذ أدرك “نبونيدس” أن الخطر وشيك، رجع إلى بابل في ربيع 539 ق. م.، وجاء إليها بكل تماثيل الآلهة البابلية من المناطق المحيطة للدفاع عن المدينة، ولكن بلا جدوى. فنحو نهاية سبتمبر كانت جيوش كورش بقيادة “يوجبارو” (Ugparu) حاكم “جوتيوم” قد هاجمت “أوبيس” على نهر الدجلة وهزمت البابليين. وفي العاشر من أكتوبر، استولت على “سبَّار” بدون معركة حيث هرب “نبونيدس”. وبعد يومين استطاعت جيوش “يوجبارو” دخول بابل عن طريق نهر الفرات بعد تحويل مياهه إلى القنوات العديدة، بينما كان بيلشاصر مشغولاً بوليمته الصاخبة، مطمئناً إلى أسوار بابل المنيعة (دانيال 5) وهو لا يدري بما يحدث. وكان هذا اليوم المشهود هو اليوم الثاني عشر من أكتوبر 539 ق. م. وقد قُتل بيلشاصر في نفس الليلة. وقد رحب كهنة بابل وأهلها بالجيوش الفارسية.
(3) كورش واليهود: دخل كورش نفسه بابل في اليوم التاسع والعشرين من أكتوبر، وقدم نفسه للكهنة والشعب باعتباره محرراً لهم،. واتبع سياسة، هي على النقيض من سياسة الأشوريين والبابليين، بأن سمح للشعوب المسبية بأن يعود كل شعب إلى موطنه. ولم يسمح لليهود بالعودة فحسب، بل شجعهم على العودة إلى فلسطين وإعادة بناء هيكلهم في أورشليم (2أخ 36: 22 و23، عز 1: 1 – 4)، بل وأعطاهم “آنية بيت الرب التي أخرجها نبوخذنصر من أورشليم وجعلها في بيت” آلهته “(عز 1: 7 – 11، 6: 5)، وساهم مادياً في إعادة بناء الهيكل (عز 6: 4). وقد استجاب نحو خمسين ألفاً من اليهود لنداء كورش، ورجعوا إلى فلسطين بقيادة زربابل ويشوع (عز 2: 64 و65).
(4) نبوات إشعياء عن كورش: في النداء الذي أطلقه كورش في كل مملكة، قال: “هكذا قال كورش ملك فارس: جميع ممالك الأرض دفعها لي الرب إله السماء. وهو أوصاني أن أبني له بيتاً في أورشليم التي في يهوذا” (عز 1: 2). فكيف عرف كورش هذا؟ الأرجح أن ذلك لم يكن عن طريق الأحلام أو الرؤى، بل بناء على اطلاعه على نبوات إشعياء التي كتبت قبل ذلك بنحو مائة وخمسين سنة. ومن المحتمل جدَّا أن يكون دانيال الذي عاش إلى السنة الثالثة لكورش ملك فارس (دانيال 10: 1)، والذي كان شديد الاهتمام بإتمام نبوة إرميا برجوع اليهود إلى بلادهم بعد سبعين سنة (دانيال 9: 2 مع إرميا 25: 11 و12)، هو الذي قدم سفر إشعياء إلى كورش. ويقول يوسيفوس الذي كان متاحاً له الاطلاع على الكثير من الوثائق التاريخية – التي فقدت من زمن بعيد “عندما قرأ كورش هذه الأقوال، اندهش لهذه القدرة الإلهية، وتملكته رغبة شديدة وطموح قوي لتحقيق ما هو مكتوب”. وكل الظروف تدعونا لقبول أقوال يوسيفوس إذ ليس هناك ما ينفيها.
وتبدأ نبوات إشعياء عن كورش في 41: 2 و25 وتنتهي في 46: 11، 48: 15، وتبلغ ذروتها في 44: 25 – 45: 7، حيث يذكر كورش بالاسم فيقول: “القائل عن كورش راعيَّ فكل مسرتي يتمم، ويقول عن أورشليم ستبنى، وللهيكل ستُؤسس. هكذا يقول الرب لمسيحه، لكورش” (إش 44: 28 – 45: 1 ارجع أيضاً إلى 1مل 13: 2 حيث تجد نبوة مشابهة يذكر فيها أحد الملوك باسمه قبل أجيال من مولده – هو “يوشيا”).
وقد رأى إشعياء مسبقاً –بروح النبوة –أن كورش لن يأمر ببناء الهيكل فحسب، بل وببناء المدينة أيضاً (إش 45: 13، مع 44: 28). وفي واقع التاريخ، لم يكن كورش هو الذي أصدر الأمر ببناء أسوار المدينة، بل أحد خلفائه، وهو أرتحشستا الأول (465 – 423 ق. م. – ارجع أيضاً إلى نحميا 2: 1 – 8 مع دانيال 9: 25)، ولكن يجب ألا ننسى أن السياسة التي اتبعها كورش مع اليهود، بعد سقوط بابل في يده، كانت الأساس الذي صدرت عنه القرارات المواتية التالية: قرار داريوس الأول في 518 ق. م. (عز 6: 1 – 12)، وقرار ارتحشستا الأول في 458ق. م. (عز 7: 11 – 26) بخصوص الهيكل، وقراره في 445 ق. م. بخصوص أسوار المدينة. كما أن من الواضح أن القرار الذي أصدره كورش في 538 ق. م. تضمن بالضرورة التصريح ببناء المدينة مع بناء الهيكل فليس ثمة تعارض بين نبوة إشعياء (45: 63) وما تم فعلاً بعد ذلك.
ويبدو أن كورش رغم اهتمامه باليهود لم يكن مؤمناً حقيقياً بالرب، وهو ما يبدو واضحاً من قول الرب له: “لقبتك وأنت لست تعرفني.. نطقتك وأنت لم تعرفني” (إش 45: 4 و5). ولكن من المؤكد أنه أدرك أن إله إسرائيل من أعظم الآلهة الكبار، وبخاصة إذا كان قد قرأ نبوات إشعياء. ومن المحتمل أن الإشارة القوية إلى سيادة “الرب إله السماء” في مرسوم كورش (عز 1: 2 – 4) تعكس أقوال دانيال له، فقد كان كبير وزراء داريوس المادي، والمعني بشئون اليهود (دانيال 6: 3 و28)، فهي –على ما يبدو – ليست كلمات كورش نفسه. وبنفس الكيفية يمكن تفسير ما قاله نبوخذنصر عن “الله العلي.. آياته ما أعظمها وعجائبه ما أقواها! ملكوته ملكوت أبدي وسلطانه إلى دور فدور.. كل أعماله حق وطرقه عدل. ومن يسلك بالكبرياء فهو قادر على أن يذله” (دانيال 4: 1 – 4 و34 – 37). وبمقارنة نداء كورش المذكور في الأصحاح الأول من عزرا مع ما وجده داريوس الأول بعد ذلك بسبع عشرة سنة في أحمثا (إكبتانا) في خزائن القصر، نرى أنه بينما تذكر الصيغة الأولى النداء العام، فإن الصيغة الثانية هي ما وجده مكتوباً في سجلات رسمية محفوظة في بيت الأسفار (الأرشيف).
(5) اسطوانة كورش: وهي التي اكتشفها “هرموزد رسَّام” في القرن التاسع عشر، وهي لا تصور الملك الفارسي سياسياً محنكاً وعابداً للعديد من الآلهة، فحسب، بل تؤيد ما جاء عنه في الكتاب المقدس من معاملته الكريمة للشعوب المسبية. ويقول كورش – فيما سجله عليها – كيف أن مردوخ – إله البابليين – “فتش في كل الأقطار بحثاً عن حاكم بار مستعد أن يتولى قيادة موكبه (موكب مردوخ) السنوي، فلم يجد سواي (كورش) ملك أنشان، فنادى بي حاكماً لكل العالم.. وبدون أي معارك جعلني أدخل مدينته –بابل – وبذلك أنقذ بابل من أي كارثة.. وقد أعدت للمدن المقدسة في الجانب الآخر من الدجلة – إلى مقادسها التي ظلت خراباً زمناً طويلاً – التماثيل التي كانت تقيم بها، وأقمت لها مقادس دائمة، كما جمعت كل سكانها السابقين وأعدت لهم مساكنهم”.
(6) السنوات الأخيرة لكورش: في اليوم الذي دخل فيه كورش إلى بابل، بدأ “جوبارو”، الحاكم الجديد لبابل وما وراء النهر (ولعله هو المذكور في سفر دانيال باسم داريوس المادي)، في تعيين ولاة (مرازبة) لمعاونته في حكم مناطق الهلال الخصيب الشاسعة. وفي 6 نوفمبر 539 ق. م. مات “جوبارو” القائد الذي فتح بابل، وكان كورش قد أوكل حكم كل مملكة بابل إليه، وغادر بابل إلى إكبتانا في أوائل 538 ق. م. وبعد ذلك بسنة استطاع اليهود الراجعون من السبي بقيادة يشوع وزربابل. وضع أساسات الهيكل الثاني في ربيع 536 ق. م. (عز 3: 8) بعد مضي سبعين سنة من السبي الذي بدأ في 605 ق. م.
في هذه الأثناء كان قمبيز بن كورش يقيم في “سبَّار” وينوب عن أبيه في الاحتفال بالسنة الجديدة باعتباره “ابن الملك”. كما أوكل إليه الإعداد لحملة ضد مصر (وقد فتحها قمبيز فعلاً في 525 ق. م. بعد موت أبيه). وفي 530 ق. م. عيَّن كورش ابنه قمبيز نائباً وخليفة له، قبيل قيامه بحملة في أقصى الشمال الشرقي، في منطقة نهر “اراكس” الذي يصب في الجزء الجنوبي الغربي من بحر قزوين)، وفي الاحتفال بعيد السنة الجديدة، في 26 مارس عام 530 ق. م. اتخذ قمبيز لنفسه لقب “ملك بابل” لأول مرة، بينما احتفظ أبوه كورش بلقب “ملك البلاد” وفي خريف نفس السنة، وصلت إلى بابل الأخبار بأن كورش قد قُتل في المعركة مع السكيثيين، تاركاً إمبراطوريته الواسعة لابنه قمبيز. وقد دفن كورش في مدينة “باسار جادي” حيث يوجد قبره الصغير بالقرب من أطلال المدينة.
كورعاشان | بورعاشان
اسم عبري معناه “اتون مدخن” أو “بئر مدخن” يرجح أنها عاشان التي كانت أولًا من نصيب يهوذا ولكنها نقلت بعد ذلك إلى شمعون. وعينت مع ضواحيها اللاويين (يش 15: 42 و19: 7 و1 أخبار 4: 32 و6: 59). وقد سميت “عين” في يش 30: 30 “بورعشان” ولكن النسخة البومبرجية تقول “كورعشان”.
مدينة كورنثوس | قورنتس
← اللغة الإنجليزية: Corinth – اللغة العبرية: קורינתוס – اللغة اليونانية: Κόρινθος.
وهي عاصمة مقاطعة أخائية في بلاد اليونان وكانت من المدن المشهورة، تقع على بعد 40 ميلًا غربي أثينا في برزخ من الأرض عرضه 10 أميال وكان لها اسكلتان: كنخريا على بعد 9 أميال إلى الشرق وليخوم على بعد ميلين إلى الغرب. وكان محيط المدينة خمسة أميال ويوجد إلى جنوبها مرتفع شاهق علوه 2000 قدم سمي أكمة كورنثوس. وكان على قمة هذه الأكمة هيكل لأفروديتي إلهة الحب. وكانت لكورنثوس تجارة متسعة حتى أصبحت مركزًا للغنى والترفه والعلم وحسبت زينة بلاد اليونان. ولكنها ويا للأسف، اشتهرت أيضًا بالخلاعة حتى أصبحت مضربًا للمثل في ذلك وصار إذا قالوا: “عاش فلان في كورنثوس” فإنما كانوا يعنون بذلك أنه خالع العذار فاجر، وإذا قالوا “امرأة كورنثية” فإنهم كانوا يقصدون بذلك أنها سيئة الأدب والسيرة.
بشر بولس في كورنثوس (أع 18) وذلك حوالي سنة 53 م. وزارها ثانية سنة 54 – 57م. ولم تُذكر هذه الزيارة في سفر أعمال الرسل إلا أنها تُستنتج من (1 كور 16: 6 و7 و2 كو 12: 14 و13: 1). وربما كانت الزيارة الثالثة قد جرت أثناء بقائه ثلاث أشهر في هلاس (أي بلاد اليونان، أع 20: 2 و3) في شتاء سنة 57 – 58 م. وهناك كتب الرسالة إلى أهل رومية (رو 16: 1 والخاتمة) ويشغل الآن موضع هذه المدينة الشهيرة قرية باليو كورنثوس المتواضعة. وقد كشف التنقيب في كورنثوس عن المكان الذي كان يجلس فيه غالبون الحاكم الروماني للقضاء في زمن بولس الرسول (أع 18: 12) وكذلك سوق اللحم أو الملحمة (1 كو 10: 25) ونقش في المجمع الذي نادى فيه بولس برسالة المسيح، ونقش لاراستس خازن المدينة وربما كان هو نفس الشخص المذكور في (رومية 16: 23).
كانت كورنثوس عاصمة ولاية أخائية في عهد الإمبراطورية الرومانية.
(1) موقعها: كانت كورنثوس من أعظم مدن العالم القديم، إذ كانت تشغل موقعاً استراتيجياً على هضبة تطل على برزخ كورنثوس، على بعد نحو ميلين من الخليج. وكانت تقع عند أقدام أكمة كانت تسمى “أكرو كورنثوس” (أو كورنثوس العليا). وكانت ترتفع عمودياً إلى 1. 886 قدماً. فكان من السهل الدفاع عنها في العصور القديمة، حتى إنها كانت تسمى “مقطرة اليونان”، إذ كان من العسير اختراق هذا الحصن الطبيعي، فلم يمكن اقتحامه أبداً في الأزمنة القديمة إلى وقت اختراع البارود. وكان يتحكم في كل الطرق البرية بين بلاد اليونان في الشمال عبر البرزخ إلى شبه جزيرة بلوبونيزيا.
وكان لها مرافئ جيدة على جانبي البرزخ، فكان لها ميناء كنخريا شرقاً على الخليج الساركونيكي (Sarconic)، ولاكيوم (Lacharum) على خليج كورنثوس غرباً. وقد وصلت إلينا عملة نقدية من عهد الإمبراطور هادريان، مرسوم عليها حوريتان تمثلان الميناءين، تنظران إلى جهتين مختلفتين، وبينهما دفة. وكانت السفن في العصور القديمة تُجَرُّ فوق بكرات عبر البرزخ، تجنباً للخطر في الدوران حول “رأس ماليا” في أقصى جنوبي بلوبونيزيا. وقد فكر “برياندر” (Periander) الطاغية (625 – 585 ق. م.) في حفر قناة عبر البرزخ بين الميناءين، كما بدأ الإمبراطور نيرون في تنفيذ المشروع ولكن لم يتم حفر هذه القناة إلا في 1893 م.
(2) تاريخها: استُوطنت المنطقة منذ العصر الحجري الحديث وأوائل العصر البرونزي، ويبدو أن المهاجرين جاءوا أولاً إلى موقع ملاصق للساحل في “كوراكو” (Koraku) بالقرب من “لكايوم” حتى صارت “كوراكو” – في العصر البرونزي المتأخر – مستوطنة مزدهرة أكثر مما كانت عليه كورنثوس نفسها في ذلك العهد، ولذلك يُظن أن “كورنثوس الثرية” في الإلياذة كانت هي “كوراكو”، ويسميها هوميروس في موضع آخر “إيفيرا” (Ephyra). وتدل الحفريات الأركيولوجية على أن مستوطنة العصر البرونزي، هجرها “الدوريون” (قدماء اليونان) إلى الموقع الكلاسيكي.
وقد ازدهرت دولة مدينة كورنثوس في القرن الثامن قبل الميلاد، وحكمت منطقة البرزخ و “ميجارا” (Megara) الجنوبية، وخرج منها أناس استوطنوا “كوركيرا” (Corcyra) و “إتاكا” (Ithaca)، وسراكوسا (Syracuse). وقامت عشيرة البكاديين بتوسيع دائرة المدينة،. وفي تلك الأثناء اشتهرت مدرسة للشعر بقيادة “إيوميلوس” (Eumelus)، كما بدأ ظهور الفخار الكورنثي (من صناعة الكورنثوسيين) الذي كان متأثراً كثيراً بأسلوب الشرق. ثم هزم “سيبسلوس” (Cypselus) البكاديين (حوالي 657 ق. م.)، وظلت عائلته في الحكم حتى 582 ق. م. وفي تلك الفترة بلغت كورنثوس أوج ازدهارها وقوتها. وقد أنشأ “برياندر” – آخر الطغاة وأعظمهم – طريقاً حجرياً عبر البرزخ، لنقل السفن والبضائع. وسارت سفن كورنثوس شرقاً وغرباً تحمل منتجات كورنثوس في أوعية كورنثية جميلة.
وفي أوائل القرن الخامس قبل الميلاد، سببت الروح الأثينية التجارية والامبريالية، انحدار المدينة، فقد تنافست المدينتان على السيادة على “ساموس” في “ميجارا” وعلى طول خليج كورنثوس. وأدى النزاع حول “كوركيرا” و “بوتيديا” (Potidaea) إلى قيام الحرب البلوبونيزية في عام 431 ق. م. التي كانت كارثة على المدينتين. وفي بداية القرن الرابع قبل الميلاد، كونت كورنثوس تحالفاً مع قوى أكبر وانضمت إلى أثينا، وأرجوس (Argos) وبيوتيا (Boeotia) ضد سبرطة. وبعد ذلك بقليل (392 – 386 ق. م.) قامت فيها حكومة ديمقراطية عاشت زمناً قصيراً حتى حلت محلها حكومة أقلية. وبعد معركة “خيرونيا” (Chaeronea – عام 338 ق. م.) فقدت كورنثوس استقلالها، واحتل فيليب الثاني ملك مكدونية كورنثوس العليا، وجعل من المدينة مركزاً لحلفه الهيليني.
وفي العصر الهيليني كانت كورنثوس مركزاً للصناعة والتجارة والملاهي العامة، وأصبحت عضواً في – ولفترة من الوقت زعيمة – حلف أخائية فيما بين موت الإسكندر الأكبر، وظهور النفوذ الروماني في بلاد اليونان. وعند استيلاء الرومان على بلاد اليونان في عام 196 ق. م. أعلن الرومان كورنثوس مدينة حرة، ولكن سرعان ما اضطروا إلى قمع نفوذ كورنثوس والحلف، وقام “موميوس” (Mummius) بتدمير المدينة تماماً في عام 146 ق. م.
ظلت كورنثوس خراباً لمدة مئة سنة إلى أن أصدر يوليوس قيصر أمراً في 46 ق. م.، بإعادة بنائها، فتأسست في الموقع مستعمرة رمانية، أصبحت بعد ذلك عاصمة لولاية أخائية، وكان سكانها يتكونون من اليونانيين المحليين ومن الشرقيين الذين كان عدد كبير منهم من اليهود، وعتقاء من إيطاليا، وموظفي الحكومة الرومانية، ورجال أعمال. وأصبحت المدينة بقعة محبوبة للأباطرة الرومان. وأظهر نيرون براعته الفائقة في الألعاب “البرزخية” (نسبة إلى البرزخ الذي كانت تقع عليه كورنثوس). وفي لحظة حماس أعلن كورنثوس مدينة حرة، وكان هو وفسباسيان وهادريان حُماة للمدينة، وجعلوا منها أجمل مدن بلاد اليوناني. وقد زار “بوسانياس” (Pausanias) الرحالة الجغرافي اليوناني كورنثوس في القرن الثاني بعد الميلاد، وكتب وصفاً موجزاً لآثار المدينة الإمبراطورية.
وقد ضربت جحافل القوط المدينة ونهبوها في القرنين الثالث والرابع. وقد دفع تدمير القوط لها في عام 521م، “بروكوبيوس” (Procopius) إلى القول بأن الله قد تخلى عن الإمبراطورية الرومانية. وقد أعاد بناءها الإمبراطور جستنيان، وتوالى على حكمها النورمان ثم البنادقة ثم الأتراك. وقد هُجر الموقع القديم في عام 1858 م. لحدوث زلزلة شديدة، وبنيت مدينة جديدة بالقرب من الخليج وإلى الشرق قليلاً.
وفي العصور الرومانية، كان للمدينة سمعة سيئة بالثراء والمجون، فكانت عبارة: “يعيش ككورنثي” معناها يعيش في رفاهية ومجون. وكميناء كانت مكاناً يجتمع فيه أناس من كل الأمم يرتكبون فيها الرذائل. وكان معبد أفروديت على قمة الأكمة، معبداً لا مثيل له في كل بلاد اليونان في الروعة والفخامة، وكان به أكثر من ألف من الكاهنات “الجواري المقدسات” لممارسة الدعارة. وكانت ثروتها ترجع إلى الحركة التجارية المارة بها برَّا وبحراً، ومن صناعات الفخار والنحاس، وأهميتها السياسية كعاصمة لأخائية. ولعله كان بها في أوج عزها نحو 200. 000 من الأحرار، 500. 000 من العبيد.
(3) الآثار: قامت المدرسة الأمريكية للدراسات الكلاسيكية في أثينا في عام 1890 م. باستكشافات أركيولوجية واسعة في موقع المدينة القديمة. ومعظم الآثار التي كشف عنها التنقيب، كانت من المدينة الرومانية التي بنيت في عام 46 ق. م. والتي كانت تقع على سفح طبيعي منبسط بين “أكروكورنثوس” والبحر. وكان يربط المدينة بهما كليهما أسوار حصينة. كما كانت طريق واسعة مرصوفة تربط المدينة بمينا “لخايوم”.
ومن بين ما اكتشف في الأطلال عتبة باب عليها جزء من كتابة تدل على أن المبنى كان مجمعاً يهودياً “، لعله المجمع الذي كرز فيه بالإنجيل الرسول بولس (أع 18: 4). كما اكتشف” كرسي “القضاء (أع 18: 12 – 17) في وسط السوق، حيث وقف الرسول بولس أمام غاليون، الذي كان والياً على أخائية. وتاريخ غاليون في أخائية معلوم جيداً من نقوش أخرى. وقد تولى أمر أخائية قبل يوليو عام 51م. ووقف أمامه بولس بعد أن خدم في المدينة نحو 18 شهراً، مما يدل على أن بولس الرسول وصل إلى كورنثوس في بداية عام 50م. وقد وجد على أحد الأحجار اسم” أراستس لأجل خدمته ورصفه الطريق على حسابه “. ويذكر الرسول بولس في ختام رسالته إلى الكنيسة في رومية التي أرسلها من كورنثوس:” يسلم عليكم أراستس خازن المدينة “(رو 16: 23)، والمرجح أنه هو نفسه” أراستس “المنقوش اسمه على الحجر.
(4) الألعاب البرزخية: كانت كورنثوس أيضاً تشتهر “بالألعاب البرزخية” التي كانت تقام في السنتين الأولى والثالثة من الدورة الأولمبية (أي خلال السنوات الأربع بين كل دورتين أولمبيتين). ويُظن أنها بدأت من أيام الملك الأسطوري “سيسيفوس” (Sisyphos) منذ عام 523 ق. م. وكانت المسابقات تدور حول ثلاثة أنواع من المهارات: الفروسية والحركات الرياضية، والموسيقى. وفي أيام العهد الجديد كانت قد تأثرت بالحضارة الرومانية، فدخل فيها سباق المركبات والمصارعة وغيرها. ويذكر الرسول في كتاباته نوعين من المسابقات: “الجري والملاكمة” (1كو 9: 24 – 26). وكانت جائزة الفوز هي إكليل من الغار أو غيره من الأزهار، علاوة على مكافآت مالية قد تكون راتباً من الدولة، والإعفاء من الضرائب، وامتيازات أخرى لأبناء الفائز. فقد كان الفائزون يعتبرون أبطالاً قوميين.
(5) الديانة: كانت كورنثوس تشتهر بعبادة أفروديت إلهة الحب والجمال والخصوبة، وكان لها معبد بالغ الروعة فوق الأكمة (كما سبقت الإشارة)، كان به ألف من كاهنات المعبد لممارسة الدعارة تعبداً لأفروديت، مما جعل المدينة بؤرة للفساد، تفوق في ذلك غيرها من المدن الوثنية، بما في ذلك روما نفسها.
ولكورنثوس أهميتها في تاريخ الكنيسة لخدمة الرسول بولس فيها بعد استجابته لدعوة الرجل المكدوني الذي ظهر له في الرؤيا (أع 16: 9 و10). وقد أسس كنائس في فيلبي وتسالونيكي وبيرية، ومن المحتمل أنه أسس كنيسة في أثينا أيضاً وهو في طريقه إلى كورنثوس. ونجد وصفاً لخدمة الرسول بولس في كورنثوس في الأصحاح الثامن عشر من سفر أعمال الرسل، وكيف وجد مقاومة عنيفة من اليهود الذين خدم بينهم أولاً (أع 18: 6). وقد صرف الرسول بولس في خدمته في كورنثوس أطول مدة صرفها في مدينة واحدة في رحلتيه الأولى والثانية. وقد ولدت الكنيسة في كورنثوس في هذا الجو من الوثنية، فعانت الكثير من آلام المخاض. وتعكس رسالتاه إلى الكنيسة هناك أنواع المتاعب التي تعرض لها المسيحيون في القرن الأول، وهي لا تختلف كثيراً عمَّا يتعرض له المؤمنون اليوم.
لقد زار الرسول بولس كورنثوس للمرة الأولى في رحلته التبشيرية الثانية (أع 18) بعد مغادرته لأثينا التي لم ترحب به،. ويقول إنه بدأ خدمته في كورنثوس في “ضعف وخوف ورعدة كثيرة” (1كو 2: 3). وكان في نيته أن يقضي بها وقتاً قصيراً ليعود بعدها إلى تسالونيكي، ولكن الرب ظهر له في رؤيا في الليل وقال له: “لا تخف، بل تكلم ولا تسكت.. لأن لي شعباً كثيراً في هذه المدينة” (أع 18: 9 – 11، 1تس 2: 17 و18). وظل يكرز في المدينة لمدة سنة ونصف السنة. وقد مكث في بيت أكيلا وبريسكلا، وكان يعمل معهما لأنهما كانا خيَّامين مثله. وبعد قليل انضم إليه سيلا وتيموثاوس. قادمين من مكدونية (أع 18: 1 – 5).
وكان يكرز أولاً في المجمع اليهودي في كل سبت إلى أن اشتدت مقاومة اليهود له، فتحول إلى الأمم وانتقل إلى بيت تيطس “يوستس” الذي “كان متعبداً لله، وكان بيت ملاصقاً للمجمع” (أع 18: 6 و7).
وفي وقت ما قام اليهود بنفس واحدة على بولس وأتوا به إلى كرسي الولاية أمام يونيوس غاليون، الذي تولى حكم أخائية من 51 – 52 م. أو 52: 53م، بناء على نقش وجد في دلفي في عام 1908م. وبعد أن سمع غاليون شكوى اليهود، أبى أن يصدر فيها حكماً، كما لم يبال بضرب اليهود لسوستانيس رئيس المجمع أمامه (أع 18: 12 – 17). ولا شك في أن بولس تأكد من وقوف الله معه، فكان ذلك مشجعاً له على مواصلة الكرازة. وبعد أيام كثيرة ودع بولس الإخوة وسافر في البحر إلى أفسس (أع 18: 18 و19).
وفي أثناء خدمته في كورنثوس، كتب الرسول بولس رسالتيه الأولى والثانية إلى تسالونيكي، فبعد وصوله إليها بقليل جاءه سيلا وتيموثاوس بأخبار المؤمنين في مكدونية، فكتب رسالته الأولى إلى تسالونيكي، وبعد قليل أردفها بالرسالة الثانية.
ولا يذكر سفر الأعمال بعد ذلك سوى القليل عن تاريخ الكنيسة في كورنثوس. ولكن نستطيع أن نعرف بعض التفاصيل الأخرى من الرسالتين إلى كورنثوس. وقد تجدد على يد أكيلا وبريسكلا يهودي أسكندري الجنس، اسمه “أبلوس”، في أفسس. و “إذ كان يريد أن يجتاز إلى أخائية، كتب الإخوة إلى التلاميذ يحضونهم أن يقبلوه” (أع 18: 24 – 28). وقد لعب “أبلوس” دوراً هاماً في كورنثوس، رغم ما أحدثه من انقسام غير مقصود (1كو 1: 12).
ويبدو أن بولس أراد أن يزور الكنيسة في كورنثوس مرة أخرى في أثناء رحلته التبشيرية الثالثة (2كو 12: 14، 13: 1). وعندما كان في أفسس كتب رسالة إلى كورنثوس (1كو 5: 9 – ولكنها لم تصل إلينا). وكان رد الكنيسة يشتمل على طلب المشورة بالنسبة لبعض المشكلات التي كانت تواجهها، كما وصله تقرير شفوي من أهل خلوي بوجود خصومات (1كو 1: 11). فكان ذلك دافعاً له لكتابة الرسالة المعروفة لنا بـ “الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس”. والأرجح أن الذي حملها إلى كورنثوس هو تيطس (2كو 7: 13)، أو تيموثاوس (1كو 4: 17)، فقد زار كلاهما كنيسة كورنثوس في نحو ذلك الوقت. وبعد مغادرة الرسول بولس العاجلة لأفسس، ذهب إلى ترواس على أمل أن يقابل تيطس ليأتيه بأخبار من كورنثوس، ولكنه لم يجده (2كو 2: 12 و13). ولكنه قابله بعد ذلك في مكدونية (2كو 7: 13). وقد أفرحته الأخبار الطيبة عن الكنيسة في كورنثوس، التي سمعها من تيطس. فكتب الرسالة الثانية من مكدونية. ثم صرف الرسول بولس بعد ذلك ثلاثة أشهر في أخائية، كان أغلبها – ولا شك – في كورنثوس (أع 20: 2 و3). وقد جمع وهو هناك عطايا لفقراء المؤمنين في أورشليم، ويرجح أن المؤمنين في كورنثوس قد ساهموا فيها ومن هناك كتب رسالته إلى الكنيسة في رومية (رو 16: 23).
وتبرز الكنيسة في كورنثوس مرة أخرى على صفحات التاريخ في ختام القرن الأول (نحو 97م)، حين كتب كليمندس الروماني رسالة إليها، ونعرف منها أن الكنيسة هناك كانت لا تزال تعاني من نفس المشكلات التي كتب الرسول بولس بسببها رسائله إليهم.
رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس | قورنتس
كتب بولس الرسول الرسالة الأولى إلى أهل مدينة كورنثوس (قورنتوس) في أواخر الثلاث سنين التي سكن فيها أفسس ويظهر أن تاريخ كتابتها كان ربيع سنة 57م. (1 كو 16: 8 و9 و19 واع 19) وحملها إليهم على ما ذكر في حاشية بعض النساخ استفاناس وفرتاناتوس واخائكوس وتيموثاوس. أما الداعي لكتابتها فكان الخبر المحزن الذي اتصل ببولس عن الانشقاق بين عناصر الكنيسة اليهودية والأممية والذي انحاز فيه بعض الأعضاء إلى بولس والبعض إلى بطرس وغيرهم إلى أبلوس وآخرون، حسب كلامهم، إلى المسيح (ص 1: 12). ومن أسباب ذلك الانقسام أن تلك الكنيسة تأسست بتبشير بولس مدة إقامته فيها (أع 18) ثم أتاها أبلوس (أع 19: 1) فانحاز إليه البعض لسبب فصاحته.. ثم آتى من أورشليم بعض الذين أرادوا أن يجعلوا كل المسيحيين فئة من اليهود وهؤلاء زعموا أن بولس لا حق له في إدخال تعاليم الحرية إلى الكنيسة منكرين عليه سلطته الرسولية وزاعمين أنه مُغاير في تعاليمه لبطرس الرسول (ص 1 – 4).
فبعد إصلاح هذه الأمور الخاطئة تابع بولس كتابته عن الزيجة (ص 5 – 7) ثم عن اللحم المذبوح للأوثان (ص 8 و9) والعشاء الرباني (ص 10) وما يليق في عبادة الله (ص 11) ومواهب الروح القدس (ص 12 – 14) والقيامة (ص 15) والجمع لأجل القديسين، وأمور مختلفة (ص 16).
وبعد أشهر قليلة من كتابة الرسالة الأولى، كتب الرسول بولس رسالته الثانية إلى أهل كورنثوس.
رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس | قورنتس
أما الرسالة الثانية إلى أهل كورنثوس (قورنتوس) فقد كتبها بولس من مقدونية (ص 7: 5 و8: 1 و9: 2) في سنة 57 م.، بعد أشهر قليلة من كتابته رسالته الأولى. والسبب في كتابتها هو ما سمعه بولس من تيطس وربما من تيموثاوس أيضًا عن تأثير رسالته الأولى. فمع أن نتيجة تلك الرسالة كانت جيدة عند أكثر أعضاء كنيسة كورنثوس فإن البعض كانوا ما يزالون ينكرون سلطة بولس الرسولية مما اضطره إلى المحاماة عن ذلك في صدر الرسالة (ص 1 – 7). وبعد أن حث الأعضاء على السخاء لأجل فقراء كنيسة أورشليم (ص 8 و9) عاد فحامى مرة ثانية عن رسوليته (ص 10 – 13). وظن البعض من قراءتهم (1 كو 5: 9 و11) أن بولس كتب لأهل كورنثوس رسالة أخرى قبل رسالته الأولى القانونية إلا أن تلك الرسالة لم تحفظ. أما نفس الرسالتين إلى أهل كورنثوس فإنه يحث خاصته على خلوص المحبة وضد سوء تصرف أعضاء تلك الكنيسة الذي أوجب توبيخهم الشديد.
الكورة | الكور
الكورة هي الصقع والبقعة التي تجتمع فيها قرى ومحال. والجمع “كور”. وتترجم في العهد القديم عن كلمتين عبريتين هما: “مدينة” (كما في عز 2: 1، نح 7: 6، أس 1: 1، 4: 3، 8: 9 و11 و12، 9: 30). وقد وردت هذه الكلمة العبرية في سفر أستير 28 مرة ترجمت في معظمها إلى بلاد أو بلدان، وفي سفر دانيال ترجمت إلى “ولاية” (دانيال 2: 48 و49، 3: 1 و2 و3..) وإلى بلاد (دانيال 11: 24).
أما في العهد الجديد، فترجمت عن الكلمة اليونانية “كورا أو خورا” (Chora)، وقد وردت في العهد الجديد 34 مرة ترجمت مرة إلى “بر” (أع 27: 27)، ومرتين إلى “حقول” (يو 4: 35، يع 5: 4)، وإلى كورة فيما عدا ذلك (كما في مت 2: 12، 3: 5، 4: 16، 8: 28، 14: 35، مرقس 1: 5، 28، 5: 1.. لو 2: 8، 3: 3، 4: 14.. أع 8: 1، 10: 36، 12: 20..).
الكوز
الكوز إناء له يد على شكل عروة يُمسك بها، يُشرب به الماء وتحفظ فيه السوائل (ارجع إلى 1صم 26: 11 و12 و16، 1مل 17: 12 و14 و16، 19: 6).
كوس
جزيرة في البحر الإيجي في خليج واقع بين كنيدس وهليكارناسوس والجزيرة نفسها واقعة بين ميليتس ورودس على بعد يوم سفر في البحر من الأخيرة وقد اجتاز بولس بكوس في رحلته التبشرية الثالثة (أع 21: 1) ويبلغ طولها نحو 21 ميلًا وعرضها 6 أميال وهي تدعى الآن ستنخيو. وقد أكرم الرومان السكان اليهود الموجودين فيها عام 139 – 138 ق. م. (1 مكابين 15: 23). وكانت الجزيرة مشهورة بخمورها واطيابها وصياغة الأرجواني فيها.
كوش ابن حام
← اللغة الإنجليزية: Cush – اللغة الأمهرية: ኩሽ.
اسم يطلق على بكر حام ويطلق أيضًا على سلالته كلها، وهي تتألف من 5 شعوب أساسية: سبأ وحويلة وسبتة ورعمة وسبتكا. وقد سكنوا كلهم في أواسط وجنوبي البلاد العربية ولكن بعضهم يظنون أن سبا كانت تقطن الشواطئ الإفريقية المجاورة (تك 10: 6 – 8 و1 أخبار 1: 8 – 10).
أرض كوش | إثيوبيا
← اللغة الإنجليزية: Cush – اللغة الأمهرية: ኩሽ.
أرض الكوشيين (إثيوبيا) وتدل في أكثر الأحيان على بلاد الحبشة (2 مل 19: 9 واس 1: 1 وحز 29: 10) ويدل تك 2: 13 (بالمقابلة مع 10: 8 و9) أن كوش كانت أرضًا يسقيها دجلة والفرات، وربما كانت أرض الكسائيين. ويصف هيرودس أحباش آسيا الذين كانوا في جيش احشويرش الملك بأنهم كانوا يختلفون عن الأحباش الإفريقيين (هيرو 7: 70). وفي 2 أخبار 14: 12 الاسم “كوشيون” يدل إلى سكان النوبة.
وسكن بلاد كوش بعض أولاد حام ومما يوصفون به أنهم ذوو قامة (اش 45: 14) سود (ار 13: 23). وكثيرًا ما يذكر أنهم كانوا خصيانا في قصور الملك (ار 38: 7 – 13 واع 8: 27 – 38) ويقرن ذكر كوش مع مصر وسبا (اش 20: 4 و43: 3 و45: 14) وفوط (ار 46: 9) ولود وكوب (حز 30: 5) واللوبين والسكيين (2 أخبار 12: 3) وتزوج موسى امرأة كوشية (عد 12: 1). وكان في جيش شيشق كوشيون (2 أخبار 12: 3). وزحف زارح ملك كوش بألف ألف جندي إلى لقاء آسا ملك يهوذا (2 أخبار 14: 9 – 12). واشتهرت بوجود الياقوت فيها (اي 28: 19). وكانت تتاجر مع بني إسرائيل (اش 45: 14) وتنبأ إشعياء بخضوع كوش للأشوريين (اش 20: 4 و5).. وبين الكتابات الأشورية في المتحف البريطاني عدة فقرات تؤيد هذه النبوة وتثبت إتمامها. وكثرت النبوات بخصوص كوش (مز 68: 31 و87: 4 ودا 11: 43 وصف 2: 12).
تاريخ كوش:
كوش بلاد جبال تعلو في قسمها الجنوبي إلى 8000 قدم. وقد كانت من الأمم المتمدنة القوية منذ 1000 سنة ق. م. وكانت طغمة الكهنة فيها متحكمة في الشعب. وفي القرن الثامن قبل المسيح استولت سلالة كوشية على مصر السفلى وكان شبكة أول ملوكها وحارب ترهاقة ملك كوش جيش الاشوريين في فلسطين (2 مل 19: 9). وفي عام 525 ق. م. زحف قمبيز ملك فارس على مصر وبعد إخضاعها افتتح كوش. وقد تغلب الرومان عام 22 ق. م. على كنداكة ملكة الحبشة (كوش) وأخضعوها بلادها.
. كوش البنياميني
← اللغة الإنجليزية: Cush – اللغة الأمهرية: ኩሽ.
بنياميني ربما كان من أصل حبشي وكان عدوًا لداود الملك (عنوان مزمور 7).
بلاد كوشان
اسم سامي معناه “يختص بكوش” يطلق على البلاد أو على سكانها ذكرت مع مديان وربما كانت بلاد العرب حيث كان يسكن الكوشيون (حب 3: 7).
كوشان رشعتايم
اسم سامي ربما كان معناه “كوشان ذو الشرين” وهو ملك ارام النهرين ظلم بني إسرائيل ثمان سنوات حتى خلصهم الله من يده بواسطة عثنئيل ابن قناز أخي كالب (قض 3: 5 – 11).
كوشي من أجداد يهودي بن نثنيا
اسم عبري معناه “حبشي” وهو اسم:
أحد أجداد يهودي الضي عاش في أيام ارميا (ار 36: 14).
. كوشي أبو صفنيا النبي
اسم عبري معناه “حبشي” وهو اسم: أبو صفنيا النبي (صف 1: 1).
الكوشي رسول يوآب
اسم عبري معناه “حبشي” وهو اسم:
رجل أرسله يوآب ليخبر داود بانهزام أبشالوم ابنه وموته (2 صم 18: 21 – 23 و31 و32). وحرف التعريف مع هذا الاسم في الأصل يدل أنه اسم جنس وليس اسم الرجل.
كوشيّ | كوشيون
“حبشي، حبشيون” وهو نسبة إلى كوش.
المرأة الكوشيّة زوجة موسى النبي
الإنجليزية: The Cushite woman – Ethiopian Wife of Moses.
“حبشية” كانت امرأة موسى كوشية (عد 12: 1) وربما كانت هي نفسها صفورة المديانية (هذا مجرد رأي غير أكيد). وبسببها تمردت مريم مع أخيها هرون على موسى أخيهما بسبب اتخاذها له زوجة.. وربما كانت مريم هي البادئة بالتمرد، لذا عاقبها الله بالبرص.. ثم تضرع موسى لأجل أخته لدى الرب، وحُجِزَت خارج المحلة لمدة سبعة أيام.
مدينة كُولُوسِّي
Colosse وهي مدينة فريجية في آسيا الصغرى واقعة على نهر ليكوس قرب التقائه بأحد فروعه المدعو المياندر على بعد 12 ميلًا من لادوكية. كانت كولوسي أولًا على الطريق التجارية الممتدة من الغرب إلى الشرق وكانت لها أهمية كبيرة لسبب ذلك. ولكن الطريق نقلت من هناك ففاقت عليها جارتاها لاودكية وهيرابوليس (كو 2: 1 و4: 13) اللتان كانتا تبعدان عنها الواحدة عشرة أميال والثانية ثلاثة عشر ميلًا. وهكذا أخذت كولوسي في التقهقر. وقد اشتهرت بصوفها الناعم وبلديتها المستقلة تحت الحكم الروماني. وفي كولوسي نمت جماعة مسيحية بواسطة خدمة أبفراس وبعدئذ ارخبس (كو 1: 7 و4: 17 وفليمون 2). وقد كان فليمون عضوًا عاملًا في هذه الكنيسة وكذلك انسيمس (كو 4: 9). وقد كتب بولس الرسول رسالة لكنيستها (كو 1: 2). وربما زارها في سفرته الثالثة التبشيرية (أع 18: 23 و19: 10). ولم يبقىَ من كولسي سوى خرب وتوجد الآن قرية وضيعة تسمى خوني على بعد 3 أميال جنوبي موضع كولوسي.
رسالة بولس الرسول إلى أهل كُولُوسِّي
كتبها بولس أثناء مدة سجنه (كو 4: 3 و10 و18) ربما في رومية عندما سجن سنتين أول مرة حوالي عام 62 م. (أع 28: 30 و31) ويعتقد البعض أنها ربما كتبت في قيصرية (أع 23: 35 و24: 27) أو في افسس. ويظهر من (كو 1: 7) أن ابفراس هو الذي أسس كنيسة كولوسي أو أنه على الأقل ساعد في ذلك مساعدة فعالة وربما تأسست هذه الكنيسة بينما كان بولس يجاهد في افسس (أع 19: 1 و10). ولما التحق ابفراس ببولس (كو 1: 8) وأخبره بحالة الكنيسة في مدينة كولوسي، حرك تقريره هذا الرسول لكتابة رسالته هذه إليهم. وقد أرسلت الرسالة بيد تيخيكس (كو 4: 7 و8) الذي حمل أيضًا الرسالة إلى أهل افسس (اف 6: 21) ربما كتبت هذه الرسالة في نفس الوقت أيضًا وقد ذهب معه انسيمس (كو 4: 9) الذي حمل أيضًا معه الرسالة إلى فليمون الذي كان يسكن في كولوسي والذي كان انسيمس عبدًا سابقًا وقد هرب من عنده فلاقاه بولس وبشره فآمن بالرب يسوع المسيح وها هو يرجع الآن سيده حاملًا رسالة الرسول له. وقد ذكر في كو 4: 17 ارخبس الذي ذُكر أيضًا في فليمون 2 والذي كان ربما ابنًا لفليمون. ونستنتج من التحيات الموجودة في كو 4: 10 – 17 أنه ولو كان بولس لم يعمل في كولوسي فقد قام اصدقاؤه بالتبشير هناك بدله، وأنه هو كان نفسه يعرف معرفة تامة بعض سكانها كولوسي. وقد كان فيلمون أحد الذين آمنوا على يده (فل 19) ربما في افسس.. ويظهر أن ابفراس خادم كنيسة كولوسي آتى إلى رومية لكي يستشير بولس من جهة الآراء اليهودية الشرقية التي كان يكرز بها في كولوسي بعض اليهود الاسينيين. وكان لا بد لهذه الآراء من أن تفسد بساطة إيمان أعضاء الكنيسة هناك وتنقص من كفاية المسيح وسيادته (ص 2: 8 – 23) وقد دحض بولس هذه الآراء وأظهر لكنيسة كولوسي حقيقة اقنوم المسيح وكمال فدائه وحرضهم على أن يتحدوا مع ربهم في جميع ظروف الحياة وواجباتها.
وتقسم هذه الرسالة إلى أربعة أقسام طبيعية:
1 – المقدمة والشكر (ص 1: 1 – 8).
2 – القسم التعليمي (ص 1: 9 – 3: 4).
3 – تحريضات عملية (ص 3: 5 – 4: 6).
4 – التحيات الختامية (ص 4: 7 – 18).
والقسم التعليمي في هذه الرسالة على أعظم غاية من الأهمية. وفيه يبدأ الرسول بابتهال لأجل نموهم في المعرفة والقداسة من ثم يرتفع إلى وصف أفضلية المسيح وتفوقه وسموه في علاقته بالله والكون والكنيسة. ثم يوضح في الإصحاح الثاني أفضلية المسيح وتفوقه وسموه لدحض أخطاء المخطئين الذين يذيعون أراء خاطئة عن المسيح محققًا للمؤمنين كفاية المسيح التامة لهم بما أنه انتصر نهائيًا ومرة واحدة على أعدائهم الروحيين. والمطلب الوحيد لنوال الخلاص واختباره عمليًا في الحياة هو الاتحاد بالمسيح بالإيمان ليس سواه ولا شيء غير هذا.
أما القسم العملي فإنه يحث على الخلق الروحية الرفيعة ونظام اجتماعي سام كرد على ميول التنسك والزهد التي كانت سائدة حينئذ.
لهذا فالرسالة أعظم جانب من الأهمية حيث اللاهوت المسيحي فعلاوة على معالجتها للتعليم عن الخلاص كما في الرسائل الأخرى فإنها توضح أفضلية شخص المسيح وتفوقه وسموه وتقدمه على كل من سواه وكذلك تظهر بوضوح كفاية عمله الفدائي.
مدينة أو مقاطعة كولونية
كلمة لاتينية معناها “مستعمرة” كما وردت في بعض الترجمات في (أع 16: 12) مدينة أو مقاطعة كان بعض الرومانيين يؤسسونها في الأراضي المحتلة بأذن من مجلس الشيوخ الروماني. وكان هؤلاء الرومانيون يحتفظون بالجنسية الرومانية وكل حقوقها ويؤلفون الطبقة الأرستقراطية في المكان الذي يؤسسونه. وكان هؤلاء الرومانيون عادة من الجنود وكانوا يختارون لتأسيس مستعمراتهم أمكنة واقعة على الطرق العسكرية لكي يتمكنوا من التحكم في أعداء الإمبراطورية الرومانية ويمنعوهم من مهاجمتها. وكانت شرائعهم وعوائدهم مستقاة من شرائع وعوائد رومية وكانت فيلبي إحدى تلك المستعمرات (1ع 12: 12).
سفر التكوين
← اللغة الإنجليزية: Book of Genesis – اللغة العبرية: בְּרֵאשִׁית – اللغة اليونانية: Γένεση – اللغة السريانية: ܣܦܪܐ ܕܒܪܝܬܐ.
أول أسفار العهد القديم واسم السفر في الأصل العبري “بريشيث” ومعناه في البدء وهو مهم جدًا لأنه يشرح بداءة الجنس وسقوط الإنسان والوعد بالفداء وانطلاق الشعب العبراني. ويقسم هذا السفر إلى ثلاثة أقسام طبيعية:
ويشمل القسم الأول:
1 – تاريخ العالم وعلاقة الله بذلك وخلق الجنس البشري على صورة الله ومثاله (تك 1: 1 – 2: 3).
مختصر لتاريخ الجنس البشري قبل إبراهيم مظهرًا علاقة الله مع الجنس البشري وبدء تاريخ الشعب المختار (تك 11: 27 – 26).
ويشمل القسم الثاني، الذي يذكر مختصر تاريخ الجنس البشري من خلق الإنسان وحالته الأولى (تك 2: 4 – 25)، السقوط (تك 3)، انتشار الخطيئة (تك 4: 1 – 15) السلالة الشريرة (تك 4: 16 – 24) السلالة الصالحة (تك 4: 25 – 5: 32)، انتشار الشر (تك 6: 1 – 8)، الطوفان (تك 6: 9 – 9: 17)، امتلاء الأرض من جديد بالسكان (تك 9: 18 – 10: 32)، بناء برج بابل (تك 11: 1 – 9) والجنس السامي في بدء عهده (تك 11: 10 – 26).
ويشتمل القسم الثالث على بدء تاريخ إبراهيم وعودته وسكنه في كنعان (تك 11: 27 – 25: 10)، وحياة اسحق من موت أبيه حتى ارتحال يعقوب ما بين النهرين (تك 25: 11 – 27: 40)، وحياة يعقوب من رحيله ما بين النهرين حتى موت اسحاق (تك 27: 41 – 35: 29)، ثم سلالة عيسو (تك 36)، وبد تاريخ يوسف إلى وقت بيعه عبدًا في مصر (تك 37)، خطيئة يهوذا وعاره (تك 38)، يوسف في مصر (تك 39 – 45) ويعقوب وجميع بيته مع يوسف في مصر (تك 46 – 49) وموت يعقوب ويوسف (تك 50).
وقد وردت في سفر التكوين 10 فقرات متتابعة تبدأ بالجملة التالية: “هذه مواليد” أو “مبادئ”. (تك 2: 4 و5: 1 و6: 9 و10: 1 و11: 10 و11: 27 و25: 12 و25: 19 و36: 1 و37).
وفي الإصحاح الأول منه يُمّيز الله تمامًا عن المادة ويُصرح بوجوده منذ الأزل قبل تأسيس العالم وأن الكون قد صار بأمره ولا فرق بين تولدات العالم حسب الإصحاح الأول من التكوين والاكتشافات الجيولوجية الحديثة لأن كلًا من التكوين والجيولوجية يبتدئ بتكوين الأرض وفصل الماء عن اليابسة وتولد النبات ثم الحيوان إلى أن يُخلق الإنسان آخر الكل.
ولو أن اسم كاتب السفر لم يرد في السفر إلاّ أن الكتابات العبرانية القديمة تقول أن كاتب السفر هو موسى وتتفق الدلائل التي في السفر من حيث العبارات والمفردات الاصطلاحات والأسلوب وغير هذا مع الكتابات الأخرى التي جاءتنا من عصر موسى.. ويرتبط هذا السفر ارتباطًا وثيقًا متتابعًا من حيث سرد الحوادث وأسلوب الكتابة مع سفر الخروج الذي يليه والذي يذكر فيه أن كاتبه موسى، انظر مثلًا خروج 24: 4 وقد دعا المسيح القسم الأول أو الأسفار الخمسة بما فيها التكوين باسم موسى (لوقا 24: 44 قارنه مع لوقا 16: 29).
ويرجح أن لفظة يوم في الإصحاح الأول تدل على مدة غير معروفة اليوم. ولم يذكر في هذا السفر مساء لليوم السابع (تك 2: 2). وسفر التكوين هو من أقدم كتب العالم ويحتوي على تاريخ أكثر من 3000 سنة وهو أساس كل التعاليم الدينية في بقية الأسفار الملهمة.
كونَنْيا
اسم عبري معناه “ثبته يهوه”.
اللاوي كونَنْيا الرئيس في عصر حزقيا
اسم عبري معناه “ثبته يهوه” وهو اسم:
رئيس لاوي في أيام حزقيا كان مسئولًا عن العشور والتقدمات (2 أخبار 31: 12 و13).
كونَنْيا، لاوي رئيس في أيام يوشيا
اسم عبري معناه “ثبته يهوه” وهو اسم:
رئيس لاوي في أيام يوشيا (2 أخبار 35: 9).
كوّة | كوىً
هذه عبارة عن فتحات أو نوافذ في حوائط البناء (تك 26: 8 و1 ملو 6: 4 وأرميا 22: 14). وكانت هذه النوافذ تفتح وتغلق بإغلاق متحركة حسب الحاجة (تك 8: 6 و2 ملو 13: 17 ودا 8: 10). أو بحواجز على شكل شبكي (قض 5: 28 وملو 1: 2 وأمثال 7: 6 ونشيد 2: 9). وكانت النوافذ في الأدوار الأرضية عبارة عن فتحات صغيرة مرتفعة عن الأرض كثيرًا ولها حواجز وقضبان قوية كي تمنع النفوذ منها إلى داخل البيت، وفي منازل الطبقات المتيسرة الحال كانت النوافذ تواجه ساحة البيت. وأما المنازل التي كانت ملاصقة لسور المدينة فكانت نوافذها تطل على الخلاء (يشوع 2: 15 و2 كو 11: 33).
كِيدون
اسم عبري معناه “رمح” وهو إنسان يدعى أيضًا ناحون في 2 صم 6: 6 كان له بيدر قرب أورشليم (1 أخبار 13: 9). وبعد أن حدثت حادثة عزّة سُمّي ذلك المكان فارض عزّة. وموضعه غير معروف الآن.
كيرينيوس والي سوريا
Cyrenius أو Publius Sulpicius Quirinius وباليونانية Κυρήνιος. هو روماني، واليًا على سوريا عام 6 – 11 م. ويرّجح أيضًا أنه حكمها كوالي أو قائد عسكري من سنة 3 – 2 ق. م. وهذا ثابت من اللوحة اللاتينية التي وجدت مشوهة في تيفولي قرب رومة والتي أصلحها علماء آثار من الطبقة الأولى منهم مومسن ورامساي وروس فأظهرت كتابتها أن كيرينيوس كان واليًا على سوريا في التاريخ المذكور.
وفي مدة هذه الولاية الأولى جرى الاكتتاب الأول (لو 2: 2). الذي ألزم يوسف ومريم بالحضور إلى بيت لحم. ثم صار اكتتاب ثانٍ سنة 6 م. يُذكر في (أع 5: 37) وفي يوسيفوس.
كيرية
وكلمة “كيرية” معناها في اليونانية “سيدة” فهي مؤنت “كيريوس” (Kurios – ومعناها سيد أو رب)، وترجمت هكذا في كثير من الترجمات في اللغات الأجنبية والعربية (ارجع إلى الترجمة الكاثوليكية والترجمة التفسيرية) (2يو 1 و5). ولكن يحتمل أنها “اسم علم” كما تذكرها الترجمة العربية (فانديك). وقد كتب إليها يوحنا الرسول رسالته الثانية.
كيفا
اسم أرامي معناه “صخرة” وهو لقب أطلقه المسيح على سمعان إشارة إلى ثبات هذا التلميذ (يو 1: 42 و1 كو 1: 12 و3: 22 و9: 5 و15: 5 وغل 2: 9). وورد الاسم بصورة صفا في بعض الترجمات ويقابل هذا الاسم في معناه الاسم اليوناني بطرس.
كيل | مكيال | مكاييل
(1) مكاييل الأشياء الجافة:
القاب:
اسم عبري معناه “المجوَّف” (2 مل 6: 25) كان يساوي 277 و1 من اللتر.
العُمِر:
(خر 16: 36) وهو عشر الإيفة وقد يكتب عشرًا (خر 29: 40) وكان يساوي 3 و2 من اللتر.
الكيل:
(تك 18: 6 ومتى 13: 33 ولو 13: 21) وكان يساوي 643 و7 من اللتر.
الإيفة:
اسم مشتق من اللغة المصرية ورد كثيرًا في العهد القديم. والإيفة تساوي ثلاثة أكيال وعشرة عمور (خر 16: 36) أو 991 و22 من اللتر.
اللَّثك:
(هو 3: 2) يعادل خمس إيفات أو 956 و114 لترًا.
الحومر:
اسم عبري معناه “حمل الحمار” (عد 11: 32 وهو 3: 2) وهو مئة عمر أو لثكان أو عشر إيفات أيضًا كرًا (2 أخبار 2: 10) وكان يساوي 113 و229 لترًا.
المكيال:
(مت 5: 5 ومر 4: 21 ولو 11: 33) وكان يساوي 49 و8 من اللترات تقريبًا.
الثمنية:
(رؤ 6: 6) وكانت تساوي 8 و1 لترًا تقريبًا.
(2) مكاييل الأشياء السائلة:
اللُّج:
اسم عبري معناه “عمق” (لا 14: 10) ويساوي 319 ومن اللتر.
القاب:
وهو أربعة لجوج ويساوي 277 و1 لترًا.
الهين:
كلمة مشتقة من أصل مصري وتستعمل كثيرًا في العهد القديم (خر 29: 40 و30: 24 وعد 15: 4) وهو سُدس البث. وكان يساوي 831 و3 لترات.
البث:
(1 مل 7: 26 و2 أخبار 2: 10 واش 5: 10 وحز 45: 14) ويسمى إيفة ويعادل 991 و22 لترًا.
الكُّر أو الحمَوْمَر:
(حز 45: 14) يعادل عشرة ابثاث أو إيقات.
المَطر:
(يو 2: 6) مكيال يوناني للسوائل يعادل 39 مترًا.
.
كِيلآب ابن داود | دَانِيئِيل
وهو ابن داود الثاني (2 صم 3: 3) ولد في حبرون واسم أمه أبيجايل. وهو يدعى أيضًا دانيئيل (1 أخبار 3: 1).
كيليكية | كيليكيا | قيليقية
← اللغة الإنجليزية: Cilicia – اللغة العبرية: קיליקיה – اللغة اليونانية: Κιλικία – اللغة القبطية: – Kulikia – – اللغة الأمهرية: ኪልቅያ – اللغة الأرمينية: Կիլիկիա.
ولاية في الزاوية الجنوبية الشرقية لآسيا الصغرى تفصلها في الشمال جبال طوروس عن مقاطعات كبدو كية وليكأُونية وايسوريا. ويفصلها شرقًا عن سوريا جبل أمانة ويحدها جنوبًا البحر الأبيض المتوسط وغربًا بمفيلية وأحيانًا بيسدية. وكانت تقسم قديمًا إلى قسمين الغربي وهو جبلي والقسم الشرقي ويدعى سهل كيليكية. وعاصمة القسم الأخير كانت طرسوس (ترسيس) مكان ولادة بولس الرسول (أع 21: 39 و22: 3 و23: 34). وكان كثير من شعبها يهود وكانت جزءًا من مملكته سوريا ولما نزل ديمتريوس الثاني عام 148 – 147 ق. م. على شواطئها وأقام نفسه ملكًا على عرشه سوريا أيده أكثر سكان كيليكية (1 مك 11: 14).
وقد هاجم يهود كيليكية استفانوس (أع 6: 9) ووصلها الإنجيل في وقت مبكر جدًا (أع 15: 23). وقد غرس فيها وانتشر بيد بولس الرسول على ما يظهر (أع 9: 30 وغل 1: 21). ولما تجول بولس فيها بعدئذ شدد الكنائس المؤسسة هناك (أع 15: 41).
وذكرت كيليكية باسم “قويه” في الأصل في 1 مل 10: 28 و2 أخبار 1: 16 وقد ترجم هذا الاسم في بعض الترجمات بالكلمة “جليبة” ولكن الترجمة الصحيحة هي “من قويه” أو “من كيليكية”.
ويُطلق اسم “كيليكية” على الركن الجنوبي الشرقي من أسيا الصغرى، بين بمفيلية غربًا، وجبال الأمانوس شرقًا، وليكأونية وكبدوكية شمالًا، والبحر المتوسط جنوبًا، وكان لها شاطيء يمتد نحو 430 ميلًا من الحدود الشرقية لبمفيلية، إلى الطرف الجنوبي من خليج أسوس. إنها حدود تكاد تطابق حدود ولاية “أدانا” التركية الحالية، وكانت كيليكية (في أيام الرسول بولس على الأقل) تشكل الولاية الرومانية التي أنشئت في البداية في 102 ق. م. للقضاء على خطر القراصنة، وكانت تشغل الجزء الشرقي من هذه المنطقة الجغرافية. وعندما ذكر لوقا البحر الذي بجانب كيليكية (أع 27: 5) إنما كان يقصد –على الأرجح – البحر المتوسط أمام كل المنطقة. وحيث أن الرسول بولس كان يستخدم التعبير الروماني السياسي، فلابد أنه كان يستخدم اسم كيليكية للدلالة على الولاية الرومانية فحسب (أع 21: 39، 22: 3، 23: 34).
وكانت كليكية عادة تنقسم إلى منطقتين تختلفان فيما بينهما لاختلاف تضاريسهما الطبيعية. فالجزء الغربي أي “كليكية تراخيا” (Tracheia – أي كليكية الجبلية الوعرة) كان عبارة عن كتلة متشابكة من سلسلة جبال طوروس، تنحدر انحدارًا شديدًا نحو البحر ولا تترك سوى شريط ضيق من الأرض على طول الساحل. وكانت جبال تراخيا تمتاز بثرواتها من الأخشاب (وبخاصة خشب الأرز). وقد كان لهذه المنطقة الجبلية الوعرة أثرها الواضح في عزل سكانها عن الاتصال في سلام بباقي العالم. وفي 67 ق. م. قضى بومبي (القائد الروماني المشهور) على القراصنة الذين كانوا يختبئون في هذه المرتفعات الوعرة.
أما الجزء الشرقي من كليكية فكان يعرف باسم “كيليكية بدياس” أي كليكية المنخفضة – Pedias)، وكان لها أهميتها من الناحية الجغرافية، فكانت تربتها خصبة وتنتج جميع أنواع الحبوب والكتان الذي قامت على نسجه صناعة مزدهرة. كما كانت الأخشاب من الجبال المجاورة، تنقل عبر المواني الكيليكية. كما كانت تصنع منسوجات ثمينة من شعر الماعز الذي كان يربى على سفوح الجبال التي كانت تغطيها الثلوج حتى شهر مايو. وكانت هذه المنسوجات تستخدم في صناعة الخيام في المنطقة. ولا ننسى أن الرسول بولس كان يعمل بهذه الصناعة (أع 18: 3).. وكانت كيليكية الشرقية (بدياس) تقع على أحد الشرايين الرئيسية للتجارة في العالم القديم، فكانت الطرق التجارية القادمة من منطقة الفرات وسورية تتلاقى في نقطة على بعد نحو خمسين ميلًا من مدينة “طرسوس”، أهم مدن المنطقة، ومسقط رأس الرسول بولس. وتدخل المدينة كطريق واحدة، ثم تعبر وبابات كيليكية (وهي معبر في جبال طوروس) على بعد ثلاثين ميلًا شمالًا، وتجتاز وسط جنوبي أسيا الصغرى إلى أفسس، ولا شك في أن الرسول بولس ومعه سيلا قد سارا في هذا الطريق إلى “دربة” في رحلته التبشيرية الثانية (أع 15: 41، 16: 1). وكانت هذه الطريق عبر بوابات كيليكية طريقًا للجيوش أيضًا، فقد سار فيها الاسكندر الأكبر بجيشه إلى أن تقابل مع الجيش الفارسي في أسوس، وهزمه وقضى على قوة الامبراطورية الفارسية.
والمعتقد أن سكان كيليكية الأوائل كانوا ساميين من السوريين والفينقيين، ولكن لابد أنهم كانوا أيضًا قبل ذلك من الحثيين، وإن كان لم يعثر إلا على القليل من الآثار الحثية في كليكية الشرقية، إلاَّ أنها كانت محاطة بالحثيين من كل جانب، حيث اكتشف الكثير من الآثار الحثية.
وفي العصور القديمة كانت منطقة كيليكية الشرقية (بدياس) تعرف عند الحثيين باسم “كيزيواتنا” (Kezzuwatna). وقد دعاها الإغريق المسيفيون الذين استوطنوها “خيلاكو” (Kilakku)، وقد جاء ذكرها في السجلات الأشورية المتأخرة. وسماها الأراميون “كوي” كما جاء في حوليات شلمنأسر الثالث وتغلث فلاسر الثالث، وفي النقوش الأرامية “لزاكير” (Zakir) ملك حماة من أوائل القرن الثامن قبل الميلاد. ويظهر اسم “كوي” في الكتاب المقدس على أنها البلاد التي كان يستورد منها الملك سليمان الخيل (1مل 10: 28، 2 أخ 1: 16 – انظر كتاب الحياة ترجمة تفسيرية، والترجمة الكاثوليكية). وقد ترجمت في ترجمة فانديك “جليبة”. وكانت كيليكية تشتهر بتربية أعداد كبيرة من الخيل.
تاريخها: تظهر كيليكية على مسرح التاريخ بلدة مستقلة تحت حكم “السينيسيين” (Syennesis) الذين كانوا معاصرين “لألياتس” (Alyattes) ملك ليدية في 610 ق. م. ثم وقعت تحت سيطرة الفرس، ولكنها احتفظت بسلالتها الملكية الخاصة بها. وبعد استيلاء الاسكندر الأكبر عليها، حكمها السلوقيون من عاصمتهم في أنطاكية. ولكن الاضطرابات التي شملت المنطقة في تلك العصور، أتاحت الفرصة للقراصنة لكي يتخذوا من كليكية الغربية (تراخيا) قاعدة لهم، فكانوا يعيشون فسادًا في البحر المتوسط إلى أن قضى عليهم القائد الروماني بومبي في 67 / 66 ق. م. كما سبق القول ودخلت كيليكية شيئًا فشيئًا تحت الإدارة الرومانية وتعين شيشرون (الخطيب الروماني الشهير ) واليًا عليها (عام 51 – 50 ق. م.).
وفي نحو عام 38 ق. م. انتقل حكم كيليكية الشرقية (بدياس) إلى والي سورية من قِبل الرومان. ويبدو أن الأمر ظل هكذا حتى عام 72م. حين أعاد الإمبراطور فسباسيان توحيد كيليكية الشرقية وكليكية الغربية في ولاية واحدة. ولذلك يذكر الرسول بولس ولوقا البشير (وقد كتبا قبل عام 72م) سورية وكيليكية معًا (غل 1: 21، أع 15: 23 و41).
وقد استقر اليهود في طرسوس وغيرها من مدن كيليكية بعد فتوحات الإسكندر الأكبر. وكان في أورشليم مجمع يتردد عليه كثيرًا يهود قادمون من كيليكية وغيرها من بلاد الشتات (أع 6: 9). ولعل شاول الطرسوسي (الرسول بولس فيما بعد) كان أحد هؤلاء.
المحتويات
-
بلدة كابول
-
مقاطعة كابول
-
كَارْبُس
-
مقاطعة كارية
-
كأس
-
كَاسَد
-
كالب
-
كالب ابن حصرون | كَلُوباي
-
كالب ابن يفنة الجاسوس
-
كالب ابن حور
-
مدينة كالح
-
كَبَّدُوكية | كبادوكيا
-
الكبش | الكِباش
-
كبّون
-
الكَبِد
-
كبريت
-
الكاتب | الكَتَبة
-
كَتيبَة
-
كُلُودِيُوسُ لِيسِيَاس | أمير الكتيبة في أورشليم وقت بولس
-
قواد المئات مع أمير كتيبة أورشليم وقت بولس
-
قائد المائة مع أمير كتيبة أورشليم وقت جلد بولس
-
واحد من قواد المئات مع أمير كتيبة أورشليم وقت بولس
-
اثنين من قواد المئات مع أمير كتيبة أورشليم وقت بولس
-
عساكر أمير كتيبة أورشليم وقت بولس
-
المئتي عسكري الذين أرسلهم أمير كتيبة أورشليم مع بولس
-
المئتي رماح الذين أرسلهم أمير كتيبة أورشليم مع بولس
-
السبعين فارسًا الذين أرسلهم أمير كتيبة أورشليم مع بولس
-
كتاب | سِفْر
-
كاريون
-
الكتاب المقدس
-
كتابة
-
مكتوب
-
كَتيبة إيطالية
-
كِتّيم
-
كَتِف
-
أكتاف
-
كَتّان
-
كِتْليش
-
كثيراء
-
كُحْل | كحلاء
-
كدرلعومر
-
كدس | كدائس
-
كَران
-
كُرّات
-
مقياس الكُرّ
-
كرز | الكرازة
-
كِرْسَنَّة
-
.كرسي | كراسي
-
كَرِشَ
-
كَرْشَنا
-
الكراع | الأكارع
-
كَرْكَسَ
-
كَرْكُم
-
كَركَميش عاصمة الحثيين الشرقية
-
معركة كركميش
-
الكرم | الكَرْمة
-
سلسلة جبال الكَرْمَل
-
قرية الكَرْمَل
-
كَرْمَليَّة
-
كَرْمي ابن رأوبين
-
كَرْمي أبو عخان
-
كَرْميّون
-
كَرنيليوس قائد المئة
-
الثلاث رجال الذين أرسلهم كرنيليوس لإحضار بطرس
-
خادما كرنيليوس
-
العسكري التقي الذي كان يلازم كرنيليوس
-
أنسباء وأقرباء كرنيليوس الأقربين من قيصرية
-
كرة التاج
-
ملائكة كروب | كروبيم
-
تَلّ حَرْشَا كَروُب
-
جزيرة كريت
-
كريتيون
-
نهر كريث
-
كريسيس
-
كريسبس
-
الكُزْبَرة
-
كُزْبي ابنة صور
-
مدينة أَكزِيب غرب يهوذا | كزيب
-
مدينة كَزِيب في أشير
-
كزيبا
-
كَسالون
-
كَسِفْيا
-
كسف | كاسِفات النهار
-
كِسْلو
-
كَسُلُّوت
-
كِسْلُوت تابور
-
كَسْلوحيم
-
كَسْلون أبو أليداد
-
كِسيل
-
كشف الرأس | يكشف
-
كعك
-
كَفْتُور
-
كفتوريم
-
كفّارة
-
يوم الكفارة
-
كفر العمُّوني
-
كفرناحوم
-
قرية كفيرة
-
كَلافْدِيَّة
-
كلال
-
الكلب | الكلاب
-
كُلْحوزة
-
كلداني | كلدانيون | كلديا
-
كلكول
-
إكليل
-
أكاليل
-
كلس | مُكَلَّس
-
كلمة
-
الكلمات العشر | الوصايا العشرة
-
كِلْمَد
-
مدينة كَلْنَة
-
مدينة أو قرية كَلْنَة
-
كَلْنو
-
كُلية | كُلى
-
كَلُوب أخو شوحة
-
كَلُوب الفاعل
-
كِلُوبا
-
كالب ابن حصرون | كَلُوباي
-
كُلَودْي | كودة
-
كُلُودِيُوس قيصر
-
كُلُودِيُوسُ لِيسِيَاس | أمير الكتيبة في أورشليم وقت بولس
-
كَلُوهِي
-
كَلْيُوباس
-
كِلْيُون زوج عرفة
-
كَمَاريم
-
كامِل | الكمال
-
كمن | كمين
-
الكمُّون
-
كِمْهام
-
كَمُوش إله الموآبيين
-
.كَناني
-
كَنْخَرِيا
-
كَنْداكة ملكة الحبشة | قنداقة
-
كنيسة
-
الكنائس السبعة في سفر الرؤيا
-
كِنعان ابن حام
-
أرض كنعان
-
الكنعانيون
-
المرأة الكنعانية أم شأول
-
الكنعانية ابنة شوع، زوجة يهوذا
-
كَنْعَنة أبو صدقيا النبي الكذاب
-
كَنْعَنة البنياميني، حفيد يديعئيل
-
الكانون
-
كَنّه
-
مدينة كِنّارة
-
بحيرة كِنّارة
-
كِنَّروت
-
كَنَنْيا
-
كُنْياهو | يكْنيَا
-
كنيدُس
-
كاهن | كهنوت
-
الكاهن الأعظم | الكاهن الرأس | رئيس الكهنة | رؤساء الكهنة
-
الكوار
-
كَوارتْسُ
-
شعب كوب
-
كوث
-
الكور
-
كورزين
-
كورش ملك فارس | ملك الفُرس
-
كورعاشان | بورعاشان
-
مدينة كورنثوس | قورنتس
-
رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس | قورنتس
-
رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس | قورنتس
-
الكورة | الكور
-
الكوز
-
كوس
-
كوش ابن حام
-
أرض كوش | إثيوبيا
-
.كوش البنياميني
-
بلاد كوشان
-
كوشان رشعتايم
-
كوشي من أجداد يهودي بن نثنيا
-
.كوشي أبو صفنيا النبي
-
الكوشي رسول يوآب
-
كوشيّ | كوشيون
-
المرأة الكوشيّة زوجة موسى النبي
-
مدينة كُولُوسِّي
-
رسالة بولس الرسول إلى أهل كُولُوسِّي
-
مدينة أو مقاطعة كولونية
-
سفر التكوين
-
كونَنْيا
-
اللاوي كونَنْيا الرئيس في عصر حزقيا
-
كونَنْيا، لاوي رئيس في أيام يوشيا
-
كوّة | كوىً
-
كِيدون
-
كيرينيوس والي سوريا
-
كيرية
-
كيفا
-
كيل | مكيال | مكاييل
-
القاب:
-
الكيل:
-
الإيفة:
-
اللَّثك:
-
الحومر:
-
المكيال:
-
الثمنية:
-
اللُّج:
-
القاب:
-
الهين:
-
البث:
-
المَطر:
-
كِيلآب ابن داود | دَانِيئِيل
-
كيليكية | كيليكيا | قيليقية
Discussion about this post