قاموس الكتاب المقدس
حرف غ
غاليون
القائم بأعمال الحاكم العام الروماني في ولاية أخائية (أي أقليم المورا في اليونان). وفي عهده زار بولس كورنثوس زيارته الأولى. وكان الاسم الأصلي مرقس أنايوس نوفاتوس ولكنه حول اسمه إلى جونيوس أنايوس غاليون لما تبناه الوجيه الروماني لوقيوس جونيوس غاليون، كعادة المتبنين الرومانيين. وهو أخو الفيلسوف المعروف سنيكا، الذي قتل معه بأمر من الأمبراطور القاسي نيرون. وغاليون هو الذي حاكم بولس لما جاء به اليهود إلى بلاط الحاكم العام، بعد أن تضايقوا من نشاطه في التبشير بيسوع. واتهموه باستمالة الناس لعبادة الله بخلاف الناموس. إلا أن غاليون رفض دعواهم قائلا أنه لا يريد أن يكون قاضيا في أمورهم الناموسية، وطردهم من مكتبه، حتى أنه سكت عن ضرب رئيس المجمع أمامه (أع18: 12 – 17) وقد عرف غاليون ببساطة القلب وسلامة النية وعدل أحكامه وحلم تصرفاته. وتبين النقوش من دلفي أنه كان حاكم أخائية في سنة 52 م.
غايس
1 – رجل مسيحي كان يقيم في كورنثوس. وقد أضاف بولس في زيارته لكورنثوس ومن بيته كتب بولس رسالته إلى أهل رومية، وضمن تلك الرسالة سلاما منه إلى أهل رومية، ووصفه بأنه مضيفه ومضيف الكنيسة كلها (رو16: 23). وذكر بولس في رسالته إلى أهل كورنثوس أن غايس كان واحدا من اثنين قم بتعميدهما (1 كو 1: 14).
2 – رجل مقدوني رافق بولس في سفره إلى أفسس. وخطف مع أرسترخس من قبل الشعب في أفسس لما ثار ذلك الشعب على بولس ورفقائه لأنهم نددوا بعبادة الأصنام (أع19: 29). وقد ورد اسمه هنا بصورة (غايوس).
3 – قائد مسيحي وإليه كتب يوحنا رسالته الثالثة (3 يو 1) وربما قبل المسيح نتيجة تبشير يوحنا.
4 – رجل من دربة، رافق بولس في سفره من بلاد اليونان إلى القدس (أع20: 4). وقد ورد اسمه هنا بصورة (غايوس).
غمالائيل
اسم عبري معناه (مكافأة الله) وهو حاخام يهودي، عضو في السنهدريم، ورئيسه حسب ما ورد عنه في التلمود، وهو فريسي، وأحد اللاهوتيين اليهود المعروفين جدا في القرن الميلادي الأول. وكان غمالائيل أو من طالب برفع القيود عن رسل المسيح والكف عن اضطهادهم. وحجته أن عمل الرسل أن كان أنسانيا فهو يسقط بطبيعة الحال ويفشل ولا يبقى له معجبون، أما إذا كان عملا إليها فمن حق الرسل أن يتابعوه ومن الخطأ أن يقاومه اليهود، لأن مقاومة إرادة الله شر (أع5: 34 – 39). وكان غمالائيل أحد معلمي بولس في الشريعة (أع22: 3). وقد مات في منتصف ذلك القرن. ويروي تلمود اليهود أنه كان من ذرية الرابي المشهور هليل. كما تذكر بعض المصادر المسيحية أن غمالائيل تعمد على يدي بطرس ويوحنا ولكن ليس لدينا أي أثبات علمي على ذلك.
صخرة غراب
حيث قتل الأفرايميون أحد أميري مديان، غراب (قض7: 25). وجعل المكان رمزا لنصرة الله لبني إسرائيل على المديانيين (إش10: 26). وهي بالقرب من نهر الأردن وعلى الضفة الغربية منه.
غزة
أبعد مدن الفلسطينيين الخمس باتجاه الجنوب (يش13: 3 و1 صم 6: 17 وإر25: 20). وهي بالقرب من شاطئ البحر المتوسط، وبها يمر الطريق الساحلي الرئيسي الممتد من شمال فلسطين إلى جنوبيها، والذي يصل لبنان مع مصر. وهذا الطريق الساحلي القديم، وجد منذ الأزمنة الغابرة. وعليه سار الفاتحون، من ما بين النهرين وسورية ومصر واليونان وروما والفرس. وعليه سار الأتراك والمماليك والفرنسيون والإنجليز. ولذلك كان لغزة مركزها الاستراتيجي المهم الذي جعل الفاتحين يهتمون
بالاستيلاء عليها. خاصة لأنها آخر مدينة كبيرة قبيل الوصول إلى صحراء سيناء، وآخر محطة لمن يريد فتح مصر، وأول محطة لمن يريد فتح فلسطين، من جهة الساحل الجنوبي. وغزة واحدة من أقدم عشر مدن في العالم. وسكنها الكنعانيون باديء الأمر، وربما كانوا هم بناتها (تك10: 19). وذكرت في رسائل تل العمارنة في القرن الرابع عشر ق. م. ولما جاء اليهود إلى فلسطين من مصر منحت ليهوذا (يش15: 47). واحتلها رجال يهوذا مع باقي مدن الجنوب (قض1: 18). ولكن كان العناقيون لا يزالون فيها (يش11: 22) ثم استرجعها الفلسطينيون (قض6: 4). إلى أن جاء شمشون الذي حطم أبواب أسوارها. ثم أسر فيها، وفيها أيضا حطم معبد داجون (قض16). وكانت غزة على حدود مملكة سليمان الجنوبية (1 مل 4: 24). وإليها وصل حزقيا ملك يهوذا في مطاردة الفلسطينيين (2 مل 18: 8). ثم احتلها سرجون ملك أشور سنة 720 ق. م. وفرعون نخو ملك مصر 608 ق. م. واستهدفت المدينة أيضا لغضب الأنبياء الذين تنبأوا بخرابها (إر25: 20، 47: 1 و5 وصف2: 4 وزك9: 5) خاصة الإله داجون
الكنعاني. لأنها تاجرت بالأسرى العبرانيين وباعتهم إلى الأدوميين (عا1: 6). وكان الأسكندر أقسى من عامل غزة وسكانها. فقد نكل بهم لأنهم رفضوا الاستسلام إلا بعد حصار طويل، وهدم أسوارها. وفي القرن الثاني ق. م. استولى عليها سمعان المكابي
قائد اليهود (1 مكابيين 13: 43 – 48). واحتلها بومبي الروماني سنة 62 ق. م. وضمها إلى ولاية سورية. وذكرت في سفر أعمال الرسل (أع8: 26). وهي الآن مركز القطاع المصري في فلسطين، ويزيد سكانها وسكان جوارها على المئتي ألف، من مقيم ولاجئ.
2 – مدينة في نصيب أفرايم (1 أخ 7: 28) وتقول بعض المخطوطات أنها عية وربما كانت خربة حيان بقرب التل وبيتين.
غلاطية
ولاية في القسم الأوسط من شبه جزيرة آسيا الصغرى. وكان يحدها من الشمال ولايات بيثينية، وبافلاغونيا، وبنطس، ومن الشرق ولايتا بنطس وكبدوكية، ومن الجنوب كبدوكية وليكأونية وفريجية، ومن الغرب فريجية وبيثينية. وقد اشتق اسمها من لقب القبائل الغالية التي هاجرت إلى آسيا الصغرى بعد أن تركت موطنها الأصلي في غرب أوروبا واستوطنت اليونان مدة من الزمن، قبل ميلاد المسيح بعدة قرون. وقد قبلها ملك بيثينية، نيكوميديس، ومنحها أقليم غلاطية لتسكنه، مكافأة لها على مساعدتها أياه في بعض حروبه. ولم تبق حدود غلاطية ثابتة، بل كانت تتبدل، وكان حجمها يتضخم ويتضائل، حسب قوة ملوكها. وفي مطلع القرن الثاني ق. م. خضع الغلاطيون، مع باقي آسيا الصغرى للرومان إلا أنهم احتفظوا ببعض مظاهر استقلالهم، وخاصة في الإدارة الداخلية. ولم يشأ الرومان أن يضغطوا عليهم لأنهم أدركوا قوة الغلاطيون ومتانة أجسادهم وحسن استعدادهم للقتال. وقد استغل آخر ملوكهم، أمينتاس (توفي سنة 25 ق. م) هذه القوة، فتوسع باتجاه الجنوب، واحتل أقاليم فريجية وليكأونية، وفي سنة 7 ق. م. ضموا إليها عدة مقاطعات (بافلاغونيا وبنطس) تحت اسم ولاية غلاطية شبه المستعملة. وهكذا كانت لفظة غلاطية تعني، في أيام الرسل، غلاطية المتوسعة على حساب جاراتها، لا غلاطية الأصلية فقط. ومن أشهر مدن غلاطية تافيوم وأنقرا وبسينوس.
وكانت غلاطية من ضمن البلاد التي اهتم بها الرسل الأوائل وأرسلوا إليها الوفود لدعوة سكانها، من يهود ووثنيين، إلى
الإيمان بالمسيح. والكنائس التي أسسها بولس في رحلته التبشيرية الأولى: أنطاكية بيسيدية وأيقونية ولسترة ودربة (أع13 و14) وكانت في ولاية غلاطية ويظن بعضهم أن الرسالة إلى أهل غلاطية قد وجهت إليها. وزار بولس غلاطية مع سيلا وتيموثاوس (أع16: 6). ثم زارها بولس في رحلته الثالثة (أع18: 23) حينما جمع المال من المؤمنين فيها لأجل القديسين في أورشليم
(1 كو 16: 1). وذكر أن كريسكيس زار غلاطية فيما بعد (2 تي 4: 10) وظن معظم المفسرين أن الكاتب عن غلاطية في هذا العدد بلاد الغاليا (أي فرنسا حاليا). وشمل بطرس الغلاطيين مع المؤمنين الذين وجه إليهم رسالته الأولى (1 بط 1: 1).
الغور
الاسم العربي لوادي الأردن. وورد الاسم ثلاث مرات في الكتاب المقدس (1 مل 7: 46 و2 أخ 4: 17 ونح3: 22) والكلمة ترجمة للاسم العبري (عربة) الذي ترجمته غالبا (العربة) (تث3: 17). وفي (2 صم 18: 3) (الغور) ترجمة للكلمة العبرية (كِكار) التي تشير إلى الجزء الجنوبي من وادي الأردن.
غبار
الذرات الصغيرة والدقيقة جدا من بقايا الأوساخ والتراب، التي يتناقلها الهواء وتعلق بالأرجل والأجسام الصلبة. وفيما يلي ثلاثة من معان جامعة للغبار في الكتاب المقدس.
أولا: نفض الغبار عن الأرجل والأحذية لا للنظافة بل كعلامة لترك كل شيء قد يعلق بالإنسان بعد أن يترك مكانا ما إلى مكان آخر، سواء أكان المكان بيتا أم بلدة أو بلادا. فكان اليهودي ينفض غبار حذاءه بعد أن يغادر بلدا وثنيا حتى يتخلص من باقي آثار الوثنية. وهذا ما فعله بولس وبرنابا بعد أن غادرا أنطاكية بيسيدية إلى أيقونية (أع13: 51). بل أن المسيح نفسه دعا تلاميذه إلى الخروج من أي بيت أو مدينة ترفضهم، ونفض غبار أرجلهم من ورائهم (مت10: 14 ومر6: 11). ولا تزال هذه العادة تحمل المظهر ذاته في بلاد الشرق إلى اليوم. ويفعل ذلك من يخرج من بيت ما فاشلا في تحقيق مشروع له.
ثانيا: تذرية الغبار (والتراب) في الهواء، كمظهر للغضب والثورة والتهديد، وهو ما يحصل، عفوا، بمجرد تجمع عدد من الثائرين أو المتوعدين. إذ أن الغبار يرتفع في الهواء إذا كان التجمع والصخب في أرض خلاء. وقد ذرى الغبار في الجو لما تجمع اليهود حول بولس في القدس وسلموه إلى المعسكر (أع22: 23) وذاره أيضا شمعي، وهو يسير مقابل داود ويشتمه (2 صم 16: 13).
ثالثا: الغبار الذي تحمله الزوابع ويبدو كأنه ينزل من السماء كالمطر. وهو أمر شائع في المناطق الصحراوية أو القريبة من الصحاري. ولذلك هدد موسى العبرانيين، في خروجهم من مصر إلى فلسطين بأن الله يجعل المطر غبارا وترابا ينزل عليهم من السماء أن هم لم يسمعوا صوت الرب إلههم ولم يعملوا وصاياه وفرائضه (تث28: 24).
غداء
راجع (أكل)، (طعام).
غريب
غير المألوف ولا المعروف، شخصا أو مكانا أو فكرة أو عملا منتظرا أو قولا. والغريب عادة عند الشعوب المحافظة المنكمشة على نفسها، مثل الشعوب الشرقية في الزمن القديم، ومثل اليهود بوجه خاص، لا يلقى من الشعب إلا الرفض أو الريبة أو التمنع. لهذا أنذر الله إبراهيم في رؤياه في منامه أنه سيجعل نسله غريبا في أرض ليست له (أي في مصر) سيستعبدون وسيذلون مدة أربعمائة سنة (تك15: 13). وللغربة في الكتاب المقدس معان أربعة:
أولا: الغربة عن الوطن الأصلي، كغربة إبراهيم في فلسطين بعد مجيئه من موطنه الأصلي في أور الكلدانيين (تك23: 4).
ثانيا: الغربة بالنبذ والترك والنسي والأهمال والاضطهاد، كما قال داود في بعض اعتذارته (مز69: 8).
ثالثا: المجهولو الأصل الدخلاء على اليهود المنضمون إليهم من شعوب أخرى. ومن هؤلاء من انضم لليهود في خروجهم من مصر، من المصريين عند دخولهم إلى فلسطين، ومن شعوب فلسطين والأردن. ومنهم من انضم إلى اليهود بواسطة الاستعباد والاعتقال بالحروب.
وكانت حقوقهم لا تتساوى مع حقوق اليهود الأصليين. ومن حقوقهم المهضومة حق حكم بني إسرائيل (تث17: 15). ومن الغرباء النساء اللواتي تزوج عدد كبير من اليهود بهن، قبل المجيء إلى فلسطين وبعده، وبعد السبي (عز10: 2 و3 ونح9: 2، 13: 3 وإش14: 1). وكان أنبياء الله ضد الزواج من أجنبيات لأن ذلك الزواج كان يستتبع اختلاط الإيمان اليهودي بأديان ومعتقدات الشعوب الأخرى وتنازل المتزوجين بأجنبيات عن تعاليم الله واقتفاء أثر أصنام زوجاتهم. وقد انبثقت هذه النظرة إلى الغرباء عن عادة اليهود بتسمية كل ما هو غير يهودي بالغريب. ونظرتهم إلى أنفسهم كشعب مختار وجنس مصطفى.
رابعا: غربة القديسين عن العالم (تك12: 1 وأع7: 3 وعب11: 13 و1 بط 1: 1). لأنهم يقتنون مثال المسيح ويثقون به ويصدقون مواعيده ويتركون كل شيء من أجله ولا يبتغون لأنفسهم إلا الوطن السماوي ويبتهجون بأداء فرائض الله ويصلون من أجل الهداية ويتركون رفقة الأشرار ويضيئون في العالم كالأنوار ويتحملون الاضطهاد إلخ.
غراب
1 – اللفظة عامة في الكتاب المقدس، تشمل جميع أنواع الغربان وأصنافها، مثل القاق والقعق، مما ينتمي إلى عائلة الغربان. ولما كانت هذه الطيور تعيش على الأوساخ فقد اعتبرها الله نجسة وحرم على اليهود أكل لحومها (لا11: 15). وقد ورد ذكر الغربان في الكتاب المقدس في بعض التشبيهات، كالتشبيه بسواد لونه الحالك (نش5: 11)، وبنهشه الجثث (أم30: 7) وسكنى الدمار (إش34: 11). ومن أخبار الغربان في الكتاب المقدس خبر الغراب الذي أرسله نوح من الفلك الذي كان يسكنه أثناء الطوفان العظيم الذي لم يرجع إليه بعد أن وجد لنفسه مكانا يرسو فيه (تك8: 7).
وخبر الغراب الذي كان يطعم النبي إيليا باللحم والخبز طيلة فترة أقامته قرب نهر كريث عند حلول المجاعة بالبلاد (1 مل 17: 2 – 7). وتكثر الغربان في فلسطين والأردن حتى اليوم. ويبلغ طوله عادة ثلثي المتر، ولونه أسود.
2 – أحد أميري بني مديان اللذين أرسل جدعون وراءهما بني أفرايم فاعتقلوهما وقتلوهما وأتوا برأسيهما إلى جدعون عبر الأردن. وقد قتل غراب عند مكان يدعى صخرة غراب (قض7: 24 و25). ويشير إليهما كاتب (مز83: 11 وإش10: 26).
غربال
وعاء كثير الثقوب لفصل الدقيق أو البرغل أو غيرهما من المواد عن الأجسام الغريبة كالأوساخ، إذ يسقط الدقيق أو البرغل من خلال الثقوب وتظل الأوساخ عالقة. ولا تزال نساء الشرق تستعمل الغرابيل إلى اليوم. وتصنع خيوطه حاليا من الشعر المقوي، أما في القدم فكانت تصنع من ألياف البردي. وقد وصف الأنبياء دينونة الرب بالغربال، إذ يفصل بين الخير والشر (إش30: 28 وعا9: 9).
غرس
ما يزرع في الأرض (حز34: 29). وقد استعملت رمزا للشعب الذي اعتنى به الله (مز80: 15 وإش5: 7).
أغرل
غير المختون. والغرلة غير الختان. وقد اعتبرها بولس الرسول ختانا روحيا، ما دام صاحبها يحفظ أحكام الناموس (رو2: 25 – 27). راجع (ختان).
غزل، غزل
صنع الأصواف حياكتها. وكانت حرفة للنساء (خر35: 25 و26). وكانت النساء تستعمل فيها المغزل والفلكة (أم31: 19). وكن يغزلن الصوف والكتان وشعر المعزى والأبل.
مغزل
قطعة من الخشب كانت النساء تستعملها في الغزل (أم31: 19). فكن يلففن حول أذرعهن حبال الصوف أو خيطان الكتان أو شعور الماعز والأبل، ويسحبنها منها وينسجنها على أيديهن. وكان الغزل يثبت بالأرض، راجع كلمة (فلكة).
غزالة
مؤنث الغزال. وهو معنى الاسم الأرامي طابيثا. وكانت طابيثا تلميذة مسيحية من يافا أقامها بطرس من الموت (أع9: 36 – 42).
غسل
الغسل واجب اجتماعي له أهميته، غسل الجسم كله، وغسل الأيدي والأرجل. وكان بعض اليهود يعتبرون الأكل بدون غسل الأيدي نجاسة يلام صاحبها عليها لوما عظيما. وقد انتقد الكتبة والفريسيون تلاميذ المسيح لأنهم لا يغسلون أيديهم حينما يأكلون خبزا (مت15: 2 ومر7: 2). ولاموا المسيح نفسه على ذلك (لو11: 38). وكان من مظاهر التكريم والضيافة أن يغسل المضيف قدمي ضيفه أو أن يحضر الماء ليغسل الضيف لنفسه قدميه، وهذا ما فعله إبراهيم مع الرب والملاكين عند بلوطان ممرا (تك18: 4)، وما فعله الرجل الشيخ في يبوس مع اللاوي الأفرايمي (قض19: 21)، ولوط مع الملاكين (تك19: 2) ولابان مع عبد إبراهيم (تك24: 32) ويوسف مع أخوته في مصر (تك43: 24).
وكانت الجواري يغسلن أرجل أسيادهن (1 صم 25: 41). والمرأة الخاطئة غسلت قدمي يسوع بالطيب (لو7: 37 – 46). ويسوع نفسه غسل أرجل تلاميذه في الليلة الأخيرة له قبل الصليب (يو13: 5 – 14).
ولم يكن غسل الجسم أمرا غريبا، وكانت ابنة فرعون تغتسل في النهر لما رأت السفط الذي فيه موسى (خر2: 5). وكان كهنة اليهود (مثل كهنة المصريين والسوريين) يعنون بنظافة أجسادهم وغسل أثوابهم (خر30: 19 – 21، 40: 12). وكان على المتطهر من الرجس أن يغسل نفسه (لا14: 8) وكان الغسل واجبا على من يمس من به سيل (لا15: 5)، ومن يأكل فريسة أو ميتة (لا17: 15). وكانت النساء تستعمل الغسل للطهارة والنظافة والأناقة والتطيب (را3: 3) وكذلك كان يفعل الرجال أيضا
(2 صم 12: 20). وأوصى يسوع بالاغتسال (مت6: 17) وكان غسل الأيدي رمزا للبراءة (تث21: 6 ومز26: 6 ومت27: 24).
غصن
فرع الشجرة (قض9: 48). وقد استعمل المسيح الغصن تعبيرا مجازيا للكنيسة المتفرعة تفرع الغصن من الشجرة (يو15: 2 – 6). واعتبر إشعياء يسوع غصنا من أصول جذع يسى (إش11: 1) وتنبأ زكريا بيسوع كغصن ينبت ويبني هيكل الرب (زك3: 8، 6: 12)، واعتبره إرميا غصن بر لداود يقيم العدل في الأرض (إر23: 5، 33: 15) وقد فرش الجمع الأغصان أمام المسيح عندما دخل أورشليم في أحد الشعانين.
غضب
يفرق الكتاب المقدس بين غضب الرب وغضب الإنسان. فغضب الرب لصالح الإنسان. لأنه سخط على الشر: (اُسْكُبْ غَضَبَكَ عَلَى الأُمَمِ الَّتِي لَمْ تَعْرِفْكَ وَعَلَى الْعَشَائِرِ الَّتِي لَمْ تَدْعُ بِـ / سْمِكَ) (إر10: 25) وسخطه على الخطيئة (نح5: 6). إلا أن غضب الله مقرون بالعدل والشفقة والرحمة، وهي صفات إلهية تجعل من غضب الله رحمة للبشر، فالله (قَاضٍ عَادِلٌ وَإِلَهٌ يَسْخَطُ فِي كُلِّ يَوْمٍ) (مز7: 11). أما غضب الإنسان فخطيئة لأن الإنسان خاطئ، غير كامل، وتحق عليه الدينونة، والله يكره الغضب في الإنسان (مز37: 8).
غطاء
غطاء تابوت العهد كان مصنوعا من ذهب نقي واسمه بالعبري (كفورث) يعني غطاء أو كفارة وكان طوله ذراعين ونصف وعرضه ذراعا ونصف، وعليه كروبان من ذهب يبسطان جناحيهما كل واحد عند الآخر (خر25: 17 – 22، 37: 6 – 9 وعب9: 5). وكان الرب يتكلم مع موسى من على الغطاء من بين الكروبيم (خر25: 22). كان الكاهن العظيم يرشه بدم ذبيحة الخطيئة يوم الكفارة (لا16: 15 و16). وأما بيت الغطاء في هيكل سليمان فهو قدس الأقداس (1 أخ 28: 11) راجع (تابوت العهد)، (الهيكل).
غفر، غفران، مغفرة
الغفران صفة من صفات الله المقدسة. ولا غفران إلا به (مز130: 4 ومر2: 5 – 12). والغفران عطية الله للمؤمن (أع13: 38 و39 و1 يو 2: 12) نتيجة غنى نعمة الله للإنسان (أف1: 6 و7) بواسطة كفارة المسيح عن بني البشر (عب9: 9 – 28). وواجب الإنسان أن يطلب الغفران، بإيمان ونية صادقة، وأن يبشر الآخرين به، لكن لا سلطة له عليهم لأنه هو نفسه بحاجة إلى الغفران الألهي. وما غفران المؤمن لأخيه الإنسان إلا غفران باسم الرب، لأن الرب موجود مع المؤمنين في كل أعمالهم إذا كانت أعمالهم صادرة عن إيمانهم. وعلى هذا الأساس طلب الله من المؤمنين أن يغفروا لأخوتهم المسيئين إليهم، لأنهم أن غفروا للناس زلاتهم يغفر لهم أبوهم السماوي أخطائهم، ولا يغفر الله تلك الأخطاء ما لم يغفر الناس بعضهم لبعض (مت6: 14 و15). وعلى هذا الأساس طلب الله أيضا أن يستمر الإنسان في الغفران ولا يمل (مت18: 22 ولو17: 3 و4). والمقصود من الآية في (يو20: 23) (مَنْ غَفَرْتُمْ خَطَايَاهُ تُغْفَرُ لَهُ، وَمَنْ أَمْسَكْتُمْ خَطَايَاهُ أُمْسِكَتْ) أن في استطاعة المسيحيين أن يعلنوا الغفران لمن يتمم شرطي التوبة والإيمان بالمسيح. وتعني المغفرة ستر الخطيئة للمؤمن فردا كان أو شعبا وعدم حساب الله لها (مز32: 1 و2، 85: 2) ومحو المعصي والآثام وستر وجه الله عنها وعدم تذكرها (مز51: 1 و9 وإش43: 25 وعب8: 12). وإبعادها عن البشر كبعد المشرق من المغرب (مز103: 12) وطرحها في أعماق البحر ودوسها (مي7: 19).
رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية
أنها رسالة وجهها إلى الكنائس في غلاطية التي كانت قد تألفت بعد زيارة بولس لتلك البلاد (غلا1: 2، 4: 14 و15). وقد كتبت أما في أعقاب رحلة بولس التبشيرية الثانية (حول 55 م) أو أثناء رحلته التبشيرية الثالثة (حوالي 57 م). وكتبها بولس بعد أن ترامى إليه أن بعض معلمي التعاليم المغايرة لما علم هو وللحق أخذوا يفسدون عقول الشعب ويغالطون بولس عن خطأ ويدعون إلى التمسك بالتقاليد الموسوية القديمة، وذريعتهم أن المسيحة امتداد لليهودية، وأن طقوس موسى هي أساس المسيحية ويجب عدم التخلي عنها. كما أنهم طغوا على شخص بولس نفسه، وقالوا أنه دخيل على الإيمان، وأن معرفته للإنجيل جاءت غير مباشرة، وليس من مصدرها الأصلي. وربما كان احتدام الصراع بين بولس وهؤلاء هو الذي يزيد في حرارة هذه الرسالة، ومنطقها السليم.
تعتبر رسالة بولس إلى الغلاطيين من أهم الوثائق في المسيحية. وهي تبدأ بالمقدمة (1: 1 – 10) التي يفتتح بولس فيها موضوع خطأهم في الاستماع إلى المبشرين المزيفين، ويؤكد قداسة الكلمة التي نقلها إليهم وكرز بها أمامهم، ثم يدافع عن رسالته التبشيرية بإنها من المسيح مباشرة وليست من إنسان (1: 11 – 2: 21). ويقول أن الكنيسة في القدس، وباقي الرسل، يوافقون على آرائه (2: 1 – 10). وأنه ثابت على رأيه (2: 11 – 21) ويبدأ في الأصحاح الثالث تفسير نظريته بأن الإيمان وحده يبرر الإنسان، لأن الإيمان يجعل الإنسان ابنا لإبراهيم، ولأن الختان وباقي الطقوس ليست لازمة، ويستشهد بولس على ذلك باختبارات الرسل في القدس (3: 1 – 5). وعلى أقوال الكتاب (3: 6 – 9) وعلى الإيمان بأن يسوع قد حرر الإنسان من اللعنة
(3: 10 – 14). وأن الله عدل ميثاقه مع إبراهيم، في العهد الجديد، بحيث أصبح ناموس العهد القديم بحاجة إلى تعديل (3: 15 – 18). ويتابع تفسيراته في الأصحاح الرابع لصحة الأنجيل وقداسته، من حيث بنوة المؤمنين وحقوق البنوة (4: 1 – 11) ومحبتهم الشخصية له (4: 12 – 20). وتشبيه الناموس بهاجر في قصة هاجر وسارة (4: 21 – 31) ويشرح بولس في 5: 1 – 6: 10 التحرر من الناموس، ويدعوهم لئلا يسيئوا هذا التحرر، وأن يمارسوه يمسؤولية وأخلاص وكتب الرسول ختام الرسالة (6: 11 – 18) بيده.
ويمكننا أن نلخص قيمة هذا السفر، وهو التاسع من أسفار العهد الجديد، بما يلي:
أولا: فيه ملعومات عن حياة الرسل، مما يكمل ما ورد في أعمال الرسل.
ثانيا: فيه معلومات موافقة الرسل الأوئل على تعاليم بولس، مع أنهم عهدوا إليه بالعمل بين الأمم.
ثالثا: أنه يعطي ملخصا سريعا، وعمليا، لبرنامج الخلاص نفسه، الذي نجده في الرسالة إلى أهل رومية: الناموس ذاته غير صالح لتبرير وتخليص الخاضعين له. المسيح نفسه هو سبيل الخلاص لأنه بموته واجه ادعاء الناموس ضد المؤمنين، والناموس لم يوضع ليخلص، وأنما وضع ليوجه ويحذر ويعلم ويمهد للمسيح. هذه الرسالة تكرس إعلان المسيحية دينا عالميا مستقلا وليس مجرد تتمة للدين اليهودي.
غنم
إحدى الحيوانات الأليفة التي دجنها الإنسان منذ أقدم العصور، بل أنها أول حيوان داجن ذكره الكتاب (تك4: 4) وعرف الشرق بكثرة أغنامه منذ القرون السحيقة السابقة للميلاد، إذ كانت الأغنام عماد الحياة البشرية، لما فيها من خيرات للإنسان، بلحمها وصوفها وجلدها ولبنها، ولقلة تكاليفها، ولوفرة الماء والعشب في مناطق كثيرة من الشرق، ولا تزال الأغنام، حتى اليوم، عماد هذه الحياة (تث32: 14 وحز25: 5 و1 صم 25: 18 و1 مل 1: 19، 4: 23 ومز44: 11 وعب11: 37)، وقد ذكر الكتاب الغنم مئات المرات بأسماء متعددة (غنم، خراف، حملان، قطيع). ونحن نستمد من الكتاب معلومات قيمة عن الغنم. فنعرف أنها كانت من النوع الذي له أهمية في مؤخرته (مثل أغنام الشرق في هذه الأيام) (خر29: 22 ولا3: 9).
ولا بد للأغنام من راع. فهي من الحيوانات التي لا يمكن أن تقود نفسها بنفسها. والرعي هي أقدم مهنة عرفها الإنسان، إذ هي المهنة التي اتخذها الإنسان القديم إلى أن عرف الزراعة واستقر. ونعرف من الكتاب أن قدماء الرعاة، مثل الرعاة في أيامنا هذه، كانوا يقودون الأغنام في ذهابها للمراعي والعودة بها ويجمعونها عند تشتتها، ويدافعون عنها إذا تعرضت لخطر أو هاجمها ذئب أو نزل بها مرض، ويحرصون على تمريضها وولادتها، ويضعون الكلاب الإليفة لخدمتها وحراستها ويحصونها كل يوم بطرق خاصة، منها وضع عصا ومرور الأغنام من تحتها (تك31: 38 و39 ولو2: 8 وأي30: 1 وإش40: 11 ويو10: 1 – 16 وخر22: 12 و13 وإر33: 13 وحز20: 37 و2 صم 12: 3). ولما كان الأغنياء يحتفظون بأعداد كبيرة من الأغنام، وكان من الصعب على الراعي الواحد أن يقود قطيعا كبيرا، استخدم هؤلاء عدة رعاة. وكانوا ينصبون على الرعاة رئيسا يراقب عملهم ويشرف على الأغنام بالنيابة عن صاحبها (تك47: 6).
وكانت كلمة راعي تستعمل في العهد القديم رمزا لله وللمسيح ابنه (مز80: 1 وإش53: 7)، الذي هو الملك السماوي، أو رمزا لملوك الأرض (حز34: 10). وقد استمر استعمال هذا الرمز إلى العهد الجديد فاعتبر المسيح راعي الخراف الذي يعني برعيته، أي البشر (يو10: 11 وأع8: 32 وعب13: 20 و1 بط 5: 4). ثم اتسع شمول الاسم إلى رؤساء المجامع والقسس الذين يعرفون اليوم بالرعاة، وتعرف طوائفهم بالرعيات. كما أن الكنيسة حملت اسم الخراف والحملان والإغنام في عشرات المواضع في العهدين الجديد والقديم، ونكتفي بذكر بعض منها (2 صم 24: 17 ومز74: 1، 79: 1 3، 95: 7، 100: 3 وحز34، 36: 38 ومي2: 12 ومت15: 24، 25: 32 ويو10: 2 و1 بط 2: 25).
وضرب الكتاب المقدس المثل بالأغنام بعدد من صفاتها التي تتميز بها: من أنها لا تعرف صوت الغريب لذلك لا تأمن له (يو10: 5 وإش53: 6 ومت9: 36). وتشتتها عندما لا يكون لها راع (2 أخ 18: 16). وضلالها عند شرودها (مز119: 176) ووداعتها وأمنها مع أعدائها (أش11: 6) واستهدافها لأخطار الحيوانات الضارية (مي5: 8).
وكانت الشعوب القديمة، وخاصة العبرانيين، تستعمل الأغنام أكثر مما يستعمل غيرها من الحيوانات في تقديم الذبائح إلى الله أو إلى الآلهة الوثنية والأصنام. وقد اختيرت الأغنام لذلك لنقاوتها ووداعتها ونظافتها، ولأن في تقديمها هدية لله عمل محترم يليق بالمهدي إليه. ولذلك سمي المسيح حمل الله والخروف، لأنه كان الهدية التي وهبها الله للبشر لخلاصهم (يو1: 29 و36 ورؤ13: 8، 22: 1). وقد تحدث الكتاب عن استعمال الأغنام في الذبائح في أمكنة كثيرة منها (تك4: 4، 8: 20، 15: 9 وخر20: 24 ولا1: 10، 3: 7 و1 مل 8: 63 و2 أخ 30: 24).
وكان العبرانيون يهتمون لموسم جز صوف الغنم، ويقيمون الاحتفالات والأعياد (1 صم 25: 7 و8 و12 و2 صم 13: 23). وقد وصف الجز في (عد32: 16 و2 صم 7: 8 وإر23: 3 وصف2: 6 ويو10: 16). وسمي مكان الجز بيت الجز أو بيت العقد (2 مل 10: 12 – 14). وكانت النساء تنسجن صوف الغنم (لا13: 47 وتث22: 11 وأم31: 13). وكان الصوف مادة أساسية في البلاد، في التجارة، وفي تقديم الجزية (2 مل 3: 4 وحز27: 18).
غنيمة
كان من حق الجيش الفاتح أن يستولي على جميع ما تقع عليه أيادي أفراده، من بشر ومن متاع. وظلت هذه العادة حتى نشوء القانون الدولي الحالي المعمول به في معظم بلاد العالم. الذي حد من صلاحيات المنتصر وحرمه من حق التملك الشامل لكل ما يخص خصمه. وكان اليهود، مثل غيرهم، يحللون الاستيلاء على كل شيء (حِينَ تَقْرُبُ مِنْ مَدِينَةٍ لِتُحَارِبَهَا اسْتَدْعِهَا لِلصُّلحِ، فَإِنْ أَجَابَتْكَ إِلَى الصُّلحِ وَفَتَحَتْ لَكَ، فَكُلُّ الشَّعْبِ الْمَوْجُودِ فِيهَا يَكُونُ لَكَ لِلتَّسْخِيرِ وَيُسْتَعْبَدُ لَكَ. وَإِنْ لَمْ تُسَالِمْكَ بَلْ عَمِلتْ مَعَكَ حَرْباً، فَحَاصِرْهَا. وَإِذَا دَفَعَهَا الرَّبُّ إِلَهُكَ إِلَى يَدِكَ فَـ / ضْرِبْ جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. وَأَمَّا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالْبَهَائِمُ وَكُلُّ مَا فِي الْمَدِينَةِ، كُلُّ غَنِيمَتِهَا، فَتَغْتَنِمُهَا لِنَفْسِكَ، وَتَأْكُلُ غَنِيمَةَ أَعْدَائِكَ) (تث20: 10 – 14) هكذا كان ناموس الحرب عند اليهود.
وقد أمر موسى رجاله بأن يقسموا كل ما يغنموه إلى قسمين متساوين، أحد يأخذه الجنود الذين اشتركوا في القتال اشتراكا فعليا. وواحد يكون من نصيب مجموع الشعب العبراني ويوزع عليهم بالتساوي. كما أمر أن تخفض الزكاة المعروفة على الجنود، على هذه الغنائم، إلى عشر الزكاة المفروضة على باقي الشعب (عد31: 25 – 30 و1 صم 30: 2 و25). والمدينة الوحيدة التي لم يسمح الله للعبرانيين بأن يأخذوا كل ما فيها غنيمة لهم هي أريحا، فقد حرم عليهم كل ما فيها، باستثناء الآنية الذهبية والفضية والنحاسية والحديدية التي اعتبرها الرب قدسا له (يش6: 17 – 19).
غناء
فن عرفه الإنسان منذ أقدم عهوده التاريخية للتعبير عن عواطفه (عواطف الفرح في معظم الأحيان وعواطف الحزن في بعضها)، ولتكريم أحيائه ومعبوداته وللترفيه عن نفسه وعن غيره. وقلما قامت عبادة ما، يهودية كانت أم مسيحية أو وثنية، لم تقبل الغناء، وتعطه صبغة مقدسة، وتجعله فرضا من فروض طقوسها. وقد كان العبرانيون يستخدمون الغناء في عبادتهم كلها، داخل الهياكل وخارجها، كما كانوا يغنون في الاحتفالات والمواسم (1 صم 18: 6 وإش30: 29). وكان أغلب المغنين ومن يصاحبهم من الموسيقيين من اللاويين (1 أخ 15: 16 – 24، 23: 5) وقسم داود المغنين والموسيقيين إلى أربع وعشرين فرقة (تتألف كل منها من اثني عشر رجلا) وجعل على كل فرقة رئسيا اسمه رئيس المغنين، وأضاف إليها مئة وأربعا وخمسين. وكانت الفرق تتناوب الخدمة في الهيكل وفي المواسم والأعياد. واستمر هذا التقسيم إلى أيام السبي حينما علق المغنون أعوادهم على الصفصاف في بابل، علامة حدادهم وانقطاعهم عن الغناء، ولما عاد عزرا إلى القدس صحب معه مئتين من المغنيات والمغنين (1 أخ 23: 5، ص25 و2 أخ 5: 11 و14 ومز137: 2 وعز2: 65). ويرجع الكتاب المقدس أصل الغناء والموسيقى إلى يوبال (تك4: 21) ويوبال هذا من أحفاد قايين بن آدم. وكان من جملة الآلات التي استعملها العبرانيون للضرب وذكرها الكتاب، ما هو ذات أوتار (العود والمزمار والرباب والسنطير والقيثارة) وآلات النفخ (البوق والقرن والناي) وآلات الضرب (الصنوج والدفوف والمثلثات). لشرح وتفسير هذه الآلات راجع عن كل واحدة منها تحت اسمها. وقد تطورت هذه الآلات مع الوقت عند الشعوب الأخرى. وخاصة بعد أن تبنت المسيحية الغناء الديني وجعلت من الترنيم أسلوبا للتعبد الكنسي.
وفي الكتاب المقدس أناشيد وترانيم كثيرة كان اليهود يلحنونها وينشدونها في احتفالاتهم الخاصة أو العامة، منذ خروجهم من مصر وعودتهم من السبي (خر15: 1 – 18 وتث32) وكانوا يصاحبون مع الترانيم معزف على آلات الغناء ورقص (خر15: 20 و21 وإش38: 20). ولم تكن هذه الأغاني كلها دينية. فمنها ما كان علمانيا (تك31: 27 وعد21: 17 و1 صم 18: 6 و7 ومز69: 12).
مغارة
فجوة في طرف جبل داخل صخر ووجود المغاور يكثر في البلاد ذات الحجارة، والأراضي الكلسية، ولما كانت فلسطين من هذا النوع فهي تمتلئ بالمغاور. وقد كان لهذه الكهوف أهميتها في الأزمنة القديمة. إذ كان المطاردون يختبئون فيها ويجدون في جدرانها المناعة. ومن أشهر المغاور في فلسطين في العهد القديم مكفيلة (تك23) وعدلام ومقيدة (يش10: 16 – 27 و1 صم 22: 1 و2 صم 23: 13). وقد اكتشفت آثار من العصر الحجري في مغاور في وادي المغارة عند جبل الكرمل وكان أن الكثيرين يسكنون في المغاور، إذا كانت واسعة وصالحة للسكن (تك19: 30). وحتى اليوم لا يزال بعض اللاجئين الفلسطينيين يقيمون في مغاور طبيعية قرب أريحا، وفي لبنان أقام الآلاف من نساك المسيحية والدرزية في مغاور لبنان الطبيعية في مختلف الدهور. وكانت المغاور المسكن الطبيعي لسكان أوائل العهود التاريخية ثم تحولت إلى مغاور مع مرور الزمن. ومن الذين يخبرنا الكتاب المقدس، عن لجوئهم إلى الكهوف لوط وابنتاه، وإيليا وداود (تك19: 30 و1 مل 18: 4، 19: 9 وعب11: 38 و1 صم 24: 3) أيضا لجأ اليهود إلى المغاور خوفا من ملك مديان (قض6: 2) والفلسطينيون في زمن شاول (1 صم 13: 6). ومن كهوف الدفن المذكورة في الكتاب المقدس مغارة مكفيلة حقل عفرون الحثي (تك49: 29) وقبر العازر (يو11: 38). وقد أخفى اليهود الكثير من مخطوطات الأسفار المقدسة في مغاور في وادي قمران القرن الأول الميلادي.
غواص
طير بجحم الغراب، أسود اللون طويل المنقار، يطير عادة فوق السواحل، ويراقب السمك عند الشاطئ وهو على ارتفاع ثم يقفز فجأة وينقض عليه ويصطاده في منقاره، ويرتفع من جديد ويأكله في الفضاء أو يهبط إلى الأرض ويأكله هناك. وهو موجود بكثرة في حوض البحر المتوسط، وفي فلسطين بنوع خاص، حيث يوجد عند الساحل على المتوسط وعلى ضفاف بحيرة طبريا. وقد اعتبره اليهود أحد الطيور النجسة التي لا تصلح للأكل ولا للتقدمات (لا11: 17 وتث14: 17). واسمه باللاتينية Phalacrocorax cardo.
غوغاء
1 – نوع من الجراد في مرحلة من مراحل تطوره، عندما ينبت له جناحان قبل أن يقوى على الطيران، وبعد أن يتعدى مرحلة الزحف. وهذه أخطر مراحله. إذ يكون أكبر من الجراد الزحاف وأثبت في الأرض من الجراد الطيار، ولذلك فهو أكثرها أكلا للخضار، وأخطرها على الزرع (يؤ1: 4 ونا3: 15 – 17). وقد ضرب المثل به لكثرته وخطره (إر51: 14 و27).
غيبة
حالة للنفس تعلق فيه أحساسات الأعصاب والحواس وتبدد الروح كأنها غائبة عن الجسد بحيث يبقى الجسد بلا حراك بلا تأثر بالمؤثرات الخارجية. وفيها ينشغل الفكر عن أمور العالم بالتأمل في بعض القضايا الروحية، كما يحصل في الرؤى وعند الوحي. وقد شعر بهذه الغيبة كل من بطرس وبولس (أع10: 10، 11: 5، 22: 17).
غاب، غابة
الجمع من الشجر. وفلسطين قليلة الغابات، وكذلك باقي دول الشرق، باستثناء لبنان، ومع هذا ذكر الكتاب أن إبراهيم وجد الشاة ليقدمها ذبيحة عوضا عن ابنه أسحاق في غابة (تك22: 13) ويذكر إشعياء الغاب من الوعر (9: 18) ومن الشوك (7: 19). ومن عادة الحيوانات المفترسة أن تعيش في الغابات (إر4: 7).
غار، يغير، غيرة، غيور
الريبة في تصرفات أو أهواء شخص آخر من شدة التعلق به، والاهتمام بأمره وهي تدل على رعاية الله للخليقة والاهتمام بها (مز69: 9 ويو2: 17). ومنها غيرة الله على المعبودات الأخرى وغضبه على الإنسان الذي يعبد غيره (خر20: 5 وتث29: 20 ومز78: 58 وحز8: 3، 16: 38 وصف1: 18 وزك1: 14 و1 كو 10: 22). ومن أوصاف الكتاب للغيرة الإيمانية أنها شعور مضطرم عند المؤمنين، وأنها تحرض الإنسان على فعل الخير، والتبشير بالله، وتمجده، وتعطيل الأوثان إلخ.
تمثال الغيرة
رآه حزقيال في هيكل أورشليم في إحدى رؤياه (حز8: 3 و5). وربما كان تمثال الإله تموز (8: 14) وكان تموز أحد آلهة الشرق الوثني. واشتركت في عبادته معظم الشعوب القديمة تحت أسماء مختلفة وكان أدونيس الفنيقيين أشهرها.
وكانت النسوة يبكين عليه، مرة في كل سنة، حزنا على وفاته، وهو إله العشب الذي كان يعتقد أنه يبعث بعد الموت حيا.
شريعة الغيرة، تقدمة الغيرة، ماء الغيرة
مواد الشريعة التي تتناول قضية الزنا ومعالجتها وعقابها وفحص امرأة إذا كانت بالفعل زانية، بإيقافها أمام الرب واستجوابها (عد5: 11 – 31).
غيم
هو السحاب (راجع كلمة (سحاب)). وقد شبه بطرس المعلمين الكذبة بالغيوم التي يسوقها النوء (2 بط 2: 17). وعرف إيليا من ظهور غيمة مغيرة أن المطر آت (1 مل 18: 44).
يوم الغيم
يوم غضب الرب على البشر وأنزال الويلات بهم وتشتيتهم إلى أن يفتقدهم الرب افتقاد الراعي لغنمه (حز30: 3، 34: 12).
تمثال الغيرة
(حز8: 3 و5) لا نعلم أي تمثال يشار إليه هنا وربما كان المقصود به تمثال وضع عند مدخل باب الهيكل الداخلي. كانت رؤيته تهيج الغيرة لأنه دل على أن عبادة التماثيل صارت واضحة حتى في هيكل الإله الوحيد الحي. وربما كان تمثال تموز (حز8: 14).
مصطلحات إضافية من موقع سانت تكلا هيمانوت
غابيلوس
كان غابيلوس Gabelus من رَاجِيسَ مَدِينَةَ مَادَاي الَّتِي فِي جَبَلِ أَحْمَتَا (طو 5: 8)، أحد أقرباء طوبيا الأب. وقد قابله طوبيا حينما ذهب للمدينة لمساعدة ومعه “عَشَرَةُ قَنَاطِيرَ مِنَ الْفِضَّةِ” من عطايا الملك شَلْمَنْأَسَر له (طو 1: 16). “فَرَأَى بَيْنَ الْجُمْهُورِ الْغَفِيرِ الَّذِي مِنْ جِنْسِهِ رَجُلًا مِنْ سِبْطِهِ يُقَالُ لَهُ غَابِيلُوسُ فِي فَاقَةٍ (فقر شديد)، فَدَفَعَ إِلَيْهِ الزِّنَةَ الْمَذْكُورَةَ مِنَ الْفِضَّةِ بِصَكٍّ” (طو 1: 17). وقبل أن يموت طوبيا، استدعى ابنه وأخبره بهذا الدين، وطلب منه الذهاب لغابيلوس لأخذ المال ورد الصك. وقد ذهب الملاك رافائيل إلى حيث غابيلوس لأخذ الفضة ورد الصك ودعوته إلى عُرس طوبيا، وتم بالفعل ذلك وأحضره معه إلى العُرس (طو 9).
وحينما تقابل غابيلوس مع ابنه دعى الله قائلًا: “يُبَارِكُكَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ لأَنَّكَ ابْنُ رَجُلٍ صَالِحٍ جِدًّا بَارٍّ مُتَّقٍ للهِ صَانِعِ صَدَقَاتٍ. وَتَحِلُّ الْبَرَكَةُ عَلَى زَوْجَتِكَ وَعَلَى وَالِدَيْكُمَا، وَتَرَيَانِ بَنِيكُمَا وَبَنِي بَنِيكُمَا إِلَى الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابِعِ، وَيَكُونُ نَسْلُكُمَا مُبَارَكًا مِنْ إِلهِ إِسْرَائِيلَ الْمَالِكِ إِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ” (طو 9: 9 – 11).
غاليون حاكم أخائية
القائم بأعمال الحاكم العام الروماني في ولاية أخائية (أي إقليم المورا في اليونان). وفي عهده زار بولس كورنثوس زيارته الأولى. وكان الاسم الأصلي مرقس انايوس نوفاتوس ولكنه حول اسمه إلى جونيوس انايوس غاليون لما تبناه الوجيه الروماني لوقيوس جونيوس غاليون، كعادة المتبنين الرومانيين. وهو أخو الفيلسوف المعروف سنيكا، الذي قتل معه بأمر الإمبراطور القاسي نيرون. وغاليون هو الذي حاكم بولس لما جاء به اليهود إلى بلاط الحاكم العام، بعد أن تضايقوا من نشاطه في التبشير بيسوع. واتهموه باستمالة الناس لعبادة الله بخلاف الناموس. إلا أن غاليون رفض دعواهم قائلًا أنه لا يريد أن يكون قاضيًا في أمورهم الناموسية، وطردهم من مكتبه، حتى أنه سكت عن ضرب رئيس المجمع أمامه (أعمال 18: 12 – 17) وقد عرف غاليون ببساطة القلب وسلامة النية وعدل أحكامه وحلم تصرفاته. وتبين النقوش من دلفي أنه كان حاكم أخائية في سنة 52 م.
الغاليون
هو الاسم القديم لسكان المنطقة التي تمتد من المحيط الأطلنطي إلى نهر الراين وجبال الألب ومن القنال الإنجليزي (بحر المانش) إلى جبال البرانس. وقد فتح يوليوس قيصر بلادهم وأخضعهم لحكم روما.
وقد قسمهم كتَّاب الرومان إلى ثلاثة أقسام: البلجيك، والكِلت والأكويتانيين، وذلك منذ 100 ق. م.. ولو أن وجودهم في هذه المناطق يرجع إلى ما قبل ذلك، فقد هاجرت موجات عقب موجات من الشعوب بالهند أوربية عبر سهول الاستبس في أسيا وأوربا في الألفين الثالث والثاني قبل الميلاد، إلى شمالي بلاد الإغريق ووادي الدانوب والسهول الساحلية التي تعرف الآن باسم ألمانيا وفرنسا. كما احتكوا بالحضارات الشرقية القديمة. ولعلهم أحد الشعوب التي يسميها الكتاب المقدس “توجرمة” من نسل يافث بن نوح (تك 10: 3). وكانت لغتهم شبيهة بلغة الشعوب الجرمانية واللهجات القوطية في وادي الدانوب. وما كُشف من فنونهم في البقاع الشمالية من الإمبراطورية الرومانية، عبارة عن أشكال حيوانية بشعة، ورسومات تنتمي إلى الفن الفارسي.
وقد هاجرت جماعة من الغاليين في القرنين الثالث والثاني قبل الميلاد إلى آسيا الصغرى وأسسوا غلاطية (الرجا الرجوع إلى “غلاطية” في موضعها من حرف “الغين” بهذا المجلد من “دائرة المعارف الكتابية”).
وقد جاء في سفر المكابيين الأول أن يهوذا المكابي سمع بقوة الرومانيين “وما أبدوه من الحماسة في قتال الغاليين، وأنهم أخضعوهم وضربوا عليهم الجزية وما فعلوا في بلاد إسبانية” (1مك 8: 2 و3).
وليس من السهل الجزم إلى من يشير هذا الكلام، وهل يشير إلى “الغاليين” في أوربا، أم الغاليين في أسيا الصغري، فقد خضع كلاهما للرومان في نحو هذا الزمن، فقد استولي الرومان على “غاليا” الأوربية في 191 ق. م. وحولوها إلى ولاية رومانية. كما هزموا أنطيوكس ملك أسيا في 189 ق. م. ولكن يرجح بعض العلماء بأن الإشارة هنا إلى غاليا الأوربية لوضعهم تحت الجزية ولذكرها مع إسبانية. ولكن هذا ليس دليلًا قاطعًا، لأن العبارات عبارات بلاغية، علاوة على أن هزيمة “أنطيوكس” ذُكرت في نفس الفصل (1مك 8: 6).
أما الاشارة في سفر المكابيين الثاني (8: 2) فهي – بلا شك – إشارة إلى الغاليين الأسيويين، أي إلى الغلاطيين الذين كانوا في عصر االمكابيين شعبًا غير مستقر مولعًا بالحروب، يعرضون خدماتهم على ملوك أسيا للعمل كجنود مرتزقة.
غايس الكورنثوسي
Caius هو مسيحي كان يقيم في كورنثوس. وقد أضاف بولس في زيارته لكورنثوس ومن بيته كتب بولس رسالته إلى أهل رومية، وضمن تلك الرسالة سلامًا منه إلى أهل رومية، ووصفه بأنه مضيفه ومضيف الكنيسة كلها (رو 16: 23). وذكر بولس في رسالته إلى أهل كورنثوس أن غايس كان واحدًا من اثنين قام بتعميدهما (1 كو 1: 14).
وهو أحد السبعون رسولًا.
ويظن البعض أنه هو نفسه غايس القائد.
غايوس المقدوني
رجل مقدوني رافق بولس في سفره إلى أفسس. وخطف مع ارسترخس من قبل الشعب في أفسس لما ثار ذلك الشعب على بولس ورفقائه لأنهم نددوا بعبادة الأصنام (أع 19: 29). وقد ورد اسمه هنا بصورة “غايوس”.
غايس القائد المسيحي
الإنجليزية: Gaius.
غايس هو قائد مسيحي وإليه كتب يوحنا رسالته الثالثة (3 يو 1) وربما قبل المسيح نتيجة تبشير يوحنا.
ويظن البعض أنه هو نفسه غايس الكورنثسي.
غايوس الدربي
رجل من دربة، رافق بولس في سفره من بلاد اليونان إلى القدس (أع 10: 4). وقد ورد اسمه هنا بصورة “غايوس”.
غُبار
الذرات الصغيرة والدقيقة جدًا من بقايا الأوساخ والتراب، التي يتناقلها الهواء وتعلق بالأرجل والأجسام الصلبة. وفيما يلي ثلاثة من معان جامعة للغبار في الكتاب المقدس.
أولًا ـ نفض الغبار عن الأرجل والأحذية لا للنظافة بل كعلامة لترك كل شيء قد يعلق بالإنسان بعد أن يترك مكانًا ما إلى مكان آخر، سواء أكان المكان بيتًا أم بلدة أم بلادًا. فكان اليهودي ينفض غبار حذائه بعد أن يغادر بلدًا وثنيًا حتى يتخلص من باقي آثار الوثنية. وهذا ما فعله بولس وبرنابا بعد أن غادرا إنطاكية بيسيدية إلى ايقونية (أع 13: 51). بل إن المسيح نفسه دعا تلاميذه إلى الخروج من أي بيت أو مدينة ترفضهم، ونفض غبار أرجلهم من ورائهم (مت 10: 14 ومر 6: 11). ولا تزال هذه العادة تحمل المظهر ذاته في بلاد الشرق إلى اليوم. ويفعل ذلك من يخرج من بيت ما فاشلًا في تحقيق مشروع له.
ثانيًا ـ تذرية الغبار (والتراب) في الهواء، كمظهر للغضب والثورة والتهديد، وهو ما يحصل، عفوًا، بمجرد تجمع عدد من الثائرين أو المتوعدين. إذ أن الغبار يرتفع في الهواء إذا كان التجمع والصخب قي أرض خلاء. وقد ذرى الغبار في الجو لما تجمع اليهود حول بولس في القدس وسلموه إلى المعسكر (أع 22: 23) وذراه أيضًا شمعي، وهو يسير مقابل داود ويشتمه (2 صم 16: 13).
ثالثًا ـ الغبار الذي تحمله الزوابع ويبدو كأنه ينزل من السماء كالمطر. وهو أمر شائع في المناطق الصحراوية أو القريبة من الصحاري. ولذلك هدد موسى العبرانيين، في خروجهم من مصر إلى فلسطين بأن الله يجعل المطر غبارًا وترابًا ينزل عليهم من السماء إن هم لم يسمعوا صوت الرب إلههم ولم يعملوا وصياه وفرائضه (تث 28: 24).
غَبَّ
to visit at intervals.
غبَّ عن القوم يَغُبُّ: أتاهم يومًا وترك يومًا. وتأتي غِبُّ بمعنى بعد، ومنه القول المأثور: “زر غَّبا، تزدد حًّبا” ونقرأ في الكتاب: “وكان غِبَّ أيام كثيرة بعدما أراح الرب من إسرائيل من أعدائهم حواليهم، أن يشوع شاخ، تقدم في الأيام” (يش 23: 1). “وكعشب من الأرض في صباح صحو مضيء غبَّ المطر” (2 صم 23: 4).
غبط | غبطة
غبط فلانًا غبطًا: تمنى مثل ما له من نعمة من غير أن يريد زوالها عنه. واغتبط: فرح بالنعمة والغبطة: حُسن الحال والمسرة.
وعندما ولدت زلفة جارية ليئة ابنًا ثانيًا ليعقوب، “قالت ليئة بغبطتي، لأنه تغبطني بنات فدعت اسمه” أشير “(تك 30: 12, 13). فكلمة” غبطة “هي في العبرية” أشير “، وهي المستخدمة في مز 41: 2، أم3: 18. وترجمت أيضًا هي ومشتقاتها في كثير من المواضع (انظر مثلًا مز 1: 1، 2: 12، 4: 2، 32: 1، 72: 1.. إلخ.، أم 31: 28، ملاخي 3: 12).
أما كلمة غبطة ومغبوط في العهد الجديد فمترجمة عن الكلمة اليونانية “مكاريوس” (makarios) في أع 20: 35، 1كو 7: 40، يع 1: 25، وهي نفس الكلمة المترجمة “طوبي في الكثير جدًا من المواضع (انظر مثلًا مت 5: 3 و4 و5 و6 و7 و8 و9 و10 و11 و11: 6.. لو 1: 45، 6: 20 و21 و22،.. يو 20: 29.. إلخ.).
غبن | مغابن
غبنه في البيع غبنًا: خدعه وغلبه، أي ظلمه. وتوصي الشريعة: “فمتى بعت صاحبك مبيعًا أو اشتريت من يد صاحبك فلا يغبن أحدكم أخاه” (لا 25: 14 و17).
المغبن: المخبأ أو المؤخر، وجمعها: “مغابن” وعندما دخل شاول الملك كهفًا ليستريح، “كان داود ورجاله جلوسًا في مغابن الكهف” (1 صم 24: 3). وقد ترجمت نفس الكلمة العبرية. (انظر خر 26: 22 و23 و27، 36: 27 و28 و32، 1 مل 6: 16…).
غَبِيَ
غَبِيَ الشيء عن فلان وعليه، غباءً: خفي عليه فلم يعرفه. ويقول موسى: “فسمن يشورون ورفس سمنت وغلظت واكتسيت شحمًا. فرفض الإله الذي عمله، وغَبِيَ عن صخرة خلاصه” (تث 32: 15).
والغبُّي: القليل الفطنة أو الجاهل أو الأحمق.
غبي | أغبي | غبياء
الغصن الأغبي أي الملتف (حز 31: 3)، والشجرة الغبياء: الملتفة الأغصان (لا 23: 40، نح 8: 15، حز 6: 13، 19: 11، 20: 28).
غثاء
الغثاء ما يحمله السيل من رغوة ومن فتات الأشياء التي على وجه الأرض. ويقول هوشع النبي انه عند تأديب الرب للسامرة: “ملكها يبيد كغُثاء على وجه الماء” (هو 10: 7).
غدير | غدران
الغدير: القطعة من الماء يغادرها السيل أو النهر الصغير، وجمعها غدران. ويقول أيوب: “أما إخواني فقد غدروا مثل الغدير، مثل ساقية الوديان يعبرون” (أي 6: 15).
ويشيد المرنم بقدرة الله قائلا: “يجعل القفر غدير مياه وأرضًا يبسًا ينابيع مياه” (مز 107: 35) وأيضًا: “المحول الصخرة الى غدران مياه الصوان الى ينابيع مياه” (مز 114: 8).
غد السبت
أي اليوم الذي يلي السبت وهو الأحد، اليوم الأول من الأسبوع وقد أمر الرب موسى: “كلم بني اسرائيل وقل لهم:” متى جئتم إلى الأرض التي أنا أعطيكم وحصدتم حصيدها تأتون بحزمة أول حصيدكم (الباكورة) إلى الكاهن فيردد الحزمة أمام الرب للرضا عنكم في غد السبت يرددها الكاهن “(لا 23: 9 – 11) وكانت رمزا لقيامة المسيح من الأموات” باكورة الراقدين “(1كو 15: 20) في أول الأسبوع.
كما أوصاه بخصوص يوم الخمسين: “إلى غد السبت السابع تحسبون خمسين يوما ثم تقربون تقدمة جديدة للرب” (لا 23: 16) ويوم الخمسين هو يوم حلول الروح القدس وتأسيس الكنيسة “(أع 2: 1 – 4).
غُراب | غربان
(1) اللفظة عامة في الكتاب المقدس، تشمل جميع أنواع الغربان وأصنافها، مثل القاق والقعق، مما ينتمي إلى عائلة الغربان. ولما كانت هذه الطيور تعيش على الأوساخ فقد اعتبرها الله نجسة وحرم على اليهود أكل لحومها (لا 11: 15). وقد ورد ذكر الغربان في الكتاب المقدس في بعض التشبيهات، كالتشبيه بسواد لونه الحالك (نش 5: 11)، وبنهشه الجثث (ام 30: 17) وسكنى الدمار (اش 34: 11). ومن أخبار الغربان في الكتاب المقدس خبر الغراب الذي أرسله نوح من الفلك الذي كان يسكنه أثناء الطوفان العظيم الذي لم يرجع إليه بعد أن وجد لنفسه مكانًا يرسو فيه (تك 8: 7). وخبر الغراب الذي كان يطعم النبي إيليا باللحم والخبز طيلة فترة إقامته قرب نهر كريث عند حلول المجاعة بالبلاد (1 مل 17: 2ـ 7). وتكثر الغربان في فلسطين والأردن حتى اليوم. ويبلغ طوله عادة ثلثي المتر، ولونه أسود.
(2) أحد أميري بني مديان اللذين أرسل جدعون وراءهما بني أفرايم فاعتقلوهما وقتلوهما وأتوا برأسيهما إلى جدعون عبر الأردن. وقد قتل غراب عند مكان يدعى صخرة غراب (قض 7: 24 و25). ويشير إليهما كاتب مزمور 83 (مز 83: 11) واشعياء (اش 10: 26).
غراب الأمير
اسم إحدى أميريّ المديانيين، اللذين أمسك بهما رجال جدعون “وقتلوا غرابًا على صخرة غراب، وأما ذئب فقتلوه في معصرة ذئب” (قض 7: 25، 8: 3، مز 83: 11).
غراب | غروب
غَرُبَ: بَعُد واختفى و “الغرب”: هو الجهة التي تغرب، أي تختفي فيها الشمس، “فالشمس تعرف مغربها” (مز 104: 19). وقد عرف العبرانيون الجهات الأصلية الأربع (تك 13: 14، 28: 14، تث 3: 27، أي 23: 8 و9، لو 13: 29، انظر أيضًا إش 11: 12، حز 37: 9).
ويقع البحر المتوسط الى الغرب من أرض فلسطين لذلك كانت كلمة “ٍاٍليَم” (وهي “البحر” في العبرية) تستخدم للدلالة على “الغرب” (تث 11: 24، يش 15: 12، انظر أيضًا عد 34: 6) ولإزالة ضربة الجراد عن أرض مصر: “رد الرب ريحًا غربية شديدة جدًا فحملت الجراد وطرحته الى بحر سوف” (خر 10: 19). ومن الغرب تأتي الرياح الممطرة على أرض فلسطين (لو 12: 54).
وكثيرًا ما تستخدم عبارة “من المشرق الى المغرب للدلالة على الشمول لكل العالم” (انظر مز 50: 10، 103: 12، 113: 3 إش 45: 6).
وسيجمع الرب شعبه من أقاصى الأرض “من المشرق ومن المغرب، من الشمال ومن الجنوب” (مز 107: 3، إش 43: 5 و6، 49: 12، مت 8: 11). وسيكون مجيْ ابن الإنسان (الرب يسوع) مثل البرق الذي يخرج من المشارق ويظهر الى المغارب “(مت 24: 27).
ويقول إرميا النبي عن تأديب الله لشعبه قديمًا: “غربت شمسها إذ بعد نهار”.
(إرميا 15: 9).
ويوصي الرسول بولس المؤمنين قائلًا: لا تغرب الشمس على غيظكم ولا تعطوا إبليس مكانا “(أف 4: 26 و27)، أي لا تتركوا لإبليس فسحة من الوقت لينفخ في نيران الغيظ والخصام.
غريب ونزيل
الغريب: الرجل الذي ليس من القوم، ولا من البلد. وهناك بضع كلمات عبرية في العهد القديم، ويضع كلمات يونانية في العهد الجديد تؤدي معنى “الغريب”.
أولًا – في العهد القديم:
أهم كلمتين في العهد القديم تؤديان معنى الغريب أو النزيل والقرينة هي التي تبين المعنى المقصود بالكلمة:
1 – “جرٍ” ومشتقاتها: وترد أكثر من 150 مرة، وتدل على شخص يعيش في بلد أو أرض لا ينتمى إليها أصلًا. وقد استخدمت بصورة خاصة للدلالة على “الغرباء” الذين استوطنوا بين الإسرائيليين. كما استخدمت نفس الكلمة وصفًا للآباء الذين تغربوا في أرض كنعان ولبني إسرائيل الذين تغربوا في أرض مصر (انظر مثلًا تك 15: 13، 23: 4، خر 22: 21، 23: 9، لا 19: 34، تث 10: 19، 18: 6… إلخ).
ورغم أن بني إسرائيل سكنوا في أرض الموعد التي أعطاها الرب لهم ميراثًا، إلا أنهم كانوا يعتبرون غرباء ونزلاء عند الله، فإقامتهم فيها مؤقتة ولابد من الارتحال عنها (لا 25: 23، 1 أخ 29: 15، مز 15: 1، 61: 4، 119: 19).
وكان بين الإسرائيليين “غرباء” منذ البداية فقد خرج معهم “لفيف” من مصر وبعد غزو أرض كنعان سكن بنو إسرائيل مع الكنعانيين جنبًا إلى جنب إذ لم يستأصل بنو اسرائيل شعوب كنعان. ونجد في الأسفار التاريخية أسماء أشخاص لم يكونوا من أصل إسرائيلي، ولكنهم شغلوا مراكز مرموقة مثل “صالق العموني” “وأوريا الحثي” من أبطال جيش داود (2 صم 23: 37 و39). وقد عُد سليمان جميع الرجال الأجنبيين الذين في أرض إسرائيل “فوجدوا مئة وثلاثة وخمسين ألفا وست مئة” (2 أخ 2: 17).
ومع أنه لم يكن “للغرباء” في إسرائيل كامل الحقوق التي كانت للإسرائيليين الدينية والمدنية إلا أنهم لم يكونوا يتعرضون للظلم أو سوء المعاملة، بل يقول موسى عن الله أنه “المحب الغريب ليعطيه طعامًا ولباسًا” (تث 10: 18) وكان على بني إسرائيل أن يحاموا عن الغريب ويساعدوه بل وأن يحبوه لأنهم كانوا في وقت من الأوقات – غرباء في أرض مصر (تث 10: 18، 14: 29، 24: 14 و19).
وقد نصت الشريعة على حماية الغريب من الظلم والعنف (خر 21: 20، 23: 9) وأن تُعطي له حقوقه (تث 24: 14) وجمعت الشريعة بينه وبين الأرملة واليتيم في حاجتهم إلى اعتبار خاص (تث 10: 18، 14: 29). وقد حرمت الشريعة الزواج بين الإسرائيليين والغرباء (انظر تك 34: 14، تث 7: 1 – 4).
وكان على الغريب (جريم) أن يحفظ السبت (خر 20: 10، 23: 12) وأن يحفظ يوم الكفارة (لا 16: 29) وألا يأكل خميرًا في أيام عيد الفطير (خر 12: 19) وكان يمكن للمختونين منهم أن يحفظوا الفصح (خر 12: 48، عد 9: 14) كما كان يمكنهم تقديم الذبائح (لا 17: 8، عد 15: 14 و26 و29، 35: 15).
والإسرائيلي إذا افتقر وبيع عبدًا للغريب، كان يمكن لأحد أقربائه أن يفتديه في أي وقت بالثمن العادل (لا 25: 47 – 55) أما الغرباء الذين صاروا عبيدًا، فإنهم لا يخرجون في سنة اليوبيل، بل يكونون ميراثًا للأبناء (لا 25: 46).
وبعد العودة من السبي تحول كثيرون من الغرباء إلى دخلاء في اليهودية واندمجوا في الأمة الإسرائيلية.
2 – “نوكري” ومشتقاتها: وقد وردت في العهد القديم أكثر من ستين مرة وهي تدل على الأجنبي النزيل أي غير الإسرائيلي الذي نزل في أرض إسرائيل سواء كسائح أو تاجر وكان وضعه ومعاملته مثل الغريب (جَرٍ) تمامًا ومن الطبيعى أن النزيل لا تكون له كل حقوق الإسرائيلي وبخاصة في أمور العبادة، ولكن كانت تكرم وفادته ولا يتعرض لأي ظلم أو عنف، وكان يُنتظر منه طالما ظل مقيمًا في أرض إسرائيل أن يخضع للشريعة اليهودية في حفظ السبت. ولم يكن ممكنًا له أن يأكل من الفصح إلا إذا أختتن.
(خر 12: 43). كذلك كان محرمًا عليه أن يأكل من الأقداس (لا 22: 10) وكان يمكن للإسرائيلي أن يقرض الأجنبي بربا (تث 23: 2) كما كان يمتنع على الإسرائيلي أن يشتري من الغريب ذبيحة بها أي عيب يمنع من تقديمها للرب (لا 22: 25).
ثانيًا – في العهد الجديد:
توجد أيضًا بضع كلمات يونانية في العهد الجديد تؤدي معنى غريب أو نزيل، أهمها:
1 – “بارويكو” (Paroikeo) ومشتقاتها: (انظر 24: 18، أع 7: 6 و29، 13: 17، 1 بط 1: 17، 2: 11).
2 – “ألوتريوس” (Allotrios) ومشتقاتها: (انظر مت 17: 25 و26، لو 17: 18، يو 10: 5، أع 7: 6، عب 11: 9).
3 – “زينوس” (Xenos) ومشتقاتها: (انظر مت 25: 35 و38 و44، 27: 7، أع 17: 18 و21، أف 2: 12 و19، عب 11: 13، 13: 9، 1 بط 4: 12، 3 يو 5).
فالمؤمن متغرب في الأرض وما حياته عليها إلا غربة لذلك عليه أن يسير زمان غربته بخوف (1 بط 1: 1 و17، 2: 11)، فليس له هنا مدينة باقية لكنه يطلب العتيدة (عب 13: 14) فيجب على المؤمنين أن يحيوا “منتظرين الرجاء المبارك وظهور مجد الله العظيم ومخلصنا يسوع المسيح” (تي 2: 13، انظر أيضًا 1 تس 1: 10، 2 بط 3: 12).
غربل | غِرْبال
وعاء كثير الثقوب لفصل الدقيق أو البرغل أو غيرهما من المواد عن الأجسام الغريبة كالأوساخ، إذ يسقط الدقيق أو البرغل من خلال الثقوب وتظل الأوساخ عالقة. ولا تزال نساء الشرق تستعمل الغرابيل إلى اليوم. وتصنع خيوطه حاليًا من الشعر المقوى، أما في القدم فكانت تصنع من ألياف البردي. وقد وصف الأنبياء دينونة الرب بالغربال، إذ يفصل بين الخير والشر (اش 30: 28 وعا 9: 9).
غَرَّ | يغتر | غرور
غَرَّ فلانًا: خدعه وأطمعه بالباطل غرر به: عرضه للهلكة اغتر بكذا: خُدع به. ولما سأل الله حواء: “ما هذا الذي فعلت؟ فقالت المرأة: الحية غرتني فأكلت” (تك 3: 13)، ويقول الرسول بولس تأييدًا لهذا “لكني أخاف أنه كما خدعت الحية حواء بمكرها هكذا تفسد أذهانكم عن البساطة التي في المسيح” (2 كو 11: 3).
ويوصي الله الشعب قديمًا: “لئلا ترفع عينيك إلى السماء وتنظر الشمس والقمر والنجوم، كل جند السماء التي قسمها الرب إلهك لجميع الشعوب التي تحت السماء، فتغتر وتسجد لها وتعبدها” (تث 4: 19).
ويقول الرب في مثل الزارع: “والمزروع بين الشوك هو الذي يسمع الكلمة وهَمَّ هذا العالم وغرور الغني يخنقان الكلمة فيصير بلا ثمر” (مت 13: 22، انظر أيضًا 2 بط 2: 13).
ويكتب الرسول بولس للمؤمنين في أفسس: “أن تخلعوا من جهة التصرف السابق الإنسان العتيق الفاسد بحسب شهوات الغرور” (أف 4: 22، انظر أيضًا عب 3: 13) كما يوصيهم قائلًا: “لا يغركم أحد بكلام باطل” (أف 5: 6 انظر أيضًا كو 2: 8، أع 14: 2).
غَرْس | مغروسة
ما يُزْرَع في الأرض (حز 34: 29). وقد استُعْمِلَت رمزًا للشعب الذي اعتنى به الله (مز 80: 15 واش 5: 7).
غرس الشجر غرساً: أثبته في الأرض فتأصَّل ونما. ويقول الرسول يعقوب: “لذلك اطرحوا كل نجاسة وكثرة شر فاقبلوا بوداعة الكلمة المغروسة القادرة أن تخلص نفوسكم” (يع 1: 21) فعندما يقبل الإنسان الكلمة بالإيمان، فإنها تتأصل في النفس كالشجرة التي تتأصل جذورها في الأرض وتصبح راسخة قوية مثمرة (انظر أيضاً: أف 3: 18).
غرلة
← اللغة الإنجليزية: Foreskin, Prepuce – اللغة العبرية: עורלה.
الغرلة: القلفة أي جلدة الصبي التي تقطع في الختان. والأغرل هو من لم تقطع غرلته أي الذي لم يختن. وتستخدم الكلمة ومشتقاتها في الكتاب المقدس بمعنيها الحرفي والمجازي، فكان الختان الحرفي فريضة لازمة على كل ابن ذكر من نسل إبراهيم وكذلك وليد البيت والمبتاع بفضة من كل ابن غريب ليس من نسل إبراهيم “وأما الذكر الأغلف الذي لا يختن في لحم غرلته فتقطع تلك النفس من شعبها إنه قد نكث عهدي” (تك 17: 9 – 14).
ولذلك كان بنو إسرائيل يحتقرون الغلف ولا يتزاوجون معهم (خر 12: 48، قض 14: 3) وكان محرما على أي إنسان أغلف أي أغرل أن يأكل من الفصح (خر 12: 48).
وكان ثمر كل شجرة يحسب “غرلة” أي لا يؤكل منه طوال السنوات الثلاثة الأولى من عمرها (لا 19: 23).
ويخاطب استفانوس مستمعيه من اليهود قائلًا: “يا قساة الرقاب وغير المختونين بالقلوب والآذان، أنتم دائمًا تقاومون الروح القدس كما كان آباؤكم كذلك أنتم” (أع 7: 51 – انظر لا 26: 41، ارميا 4: 41 أي أنهم كانوا بقلوبهم يتمردون على الله ويصمون آذانهم عن سماع صوته (انظر إرميا 6: 10، حز 44: 9).
أما في المسيحية فالختان ليس فريضة، ولكنه مجرد عادة صحية، للذكور فقط بالطبع.
غرم | غرامة
غَرِم غُرمًا وغرامة: لزمه أداء ما ليس عليه وكانت الشريعة تقتضي بأنه: “إذا تخاصم رجال وصدموا امرأة حبلى، فسقط ولدها ولم تحصل أذية، يُغرم كما يضع عليه زوج المرأة ويدفع عن يد القضاة” (خر 21: 22). وإذا افترى رجل على عروسه بأنه لم يجدها عذراء “يأخذ شيوخ تلك المدينة الرجل ويؤدبونه، ويغرمونه بمئة من الفضة ويعطونها لأبي الفتاة لأنه أشاع اسمًا رديًا عن عذراء في إسرائيل فتكون له زوجة لا يقدر أن يطلقها كل أيامه” (تث 22: 18 و19).
وعندما أسر فرعون نخو ملك مصر يهوآحاز ملك يهوذا، غرَّم الأرض بمئة وزنة من الفضة ووزنة من الذهب “(2 مل 23: 33، 2 أخ 36: 3 – انظر أيضًا عز 7: 26).
وقال صوفر النعماتي لأيوب “ياليت الله يتكلم… ويعلن لك خفيات الحكمة.. فتعلم أن الله يغرمك بأقل من إثمك” (أي 11: 5 و6).
ويقول الحكيم: “تغريم البريء ليس بحسن” (أم 17: 26) والكلمة العبرية المستخدمة في كل هذه الحالات هي “عناش”، وقد ترجمت أيضًا بالفعل “يعاقب” ومشتقاته (انظر أم 19: 19، 21: 11، 22: 3، 27: 12).
غرم | غريم | غرماء
الغريم: الدائن وأيضا الخصم ويقول الرب على فم إشعياء النبي: “أين كتاب طلاق أمكم التي طلقتها، أو من هو من غرمائي (دائني) الذي بعته إياكم؟” (إش 50: 1) وقد ترجمت نفس الكلمة العبرية بكلمة “المرابي” (الدائن – 2 مل 4: 2).
مدينة غزة الفلسطينية
أبعد مدن الفلسطينيين الخمس باتجاه الجنوب (يش 13: 3 و1 صم 6: 17 وار 25: 20). وهي بالقرب من شاطئ البحر المتوسط، وبها يمر الطريق الساحلي الرئيسي الممتد من شمال فلسطين إلى جنوبيها، والذي يصل لبنان مع مصر. وهذا الطريق الساحلي قديم، وُجد منذ الأزمنة الغابرة. وعليه سار الفاتحون، من ما بين النهرين وسورية ومصر واليونان وروما والفرس. وعليه سار الأتراك والمماليك والفرنسيون والإنكليز.. ولذلك كان لغزة مركزها الاستراتيجي المهم الذي جعل الفاتحين يهتمون بالاستيلاء عليها. خاصة لأنها آخر مدينة قبل الوصول إلى صحراء سيناء، وآخر محطة لمن يريد فتح مصر، وأول محطة لمن يريد فتح فلسطين، من جهة الساحل الجنوبي. وغزة واحدة من أقدم عشر مدن في العالم. وسكنها الكنعانيون بادئ الأمر، وربما كانوا هم بناتها (تك 10: 19). وذكرت في رسائل تل العمارنة في القرن الرابع عشر ق. م. ولما جاء اليهود إلى فلسطين من مصر منحت ليهوذا (يش 15: 47). واحتلها رجال يهوذا مع باقي مدن الجنوب (قض 1: 18). ولكن كان العناقيون لا زالوا فيها (يش 11: 22) ثم استرجعها الفلسطينيون (قض 6: 4). إلى أن جاء شمشون الذي حَطم أبواب أسوارها. ثم أسر فيها، وفيها أيضًا حطم معبد داجون (قض ص 16). وكانت غزة على حدود مملكة سليمان الجنوبية (1 مل 4: 24). وإليها وصل حزقيا ملك يهوذا في مطاردة الفلسطينيين (2 مل 18: 8). ثم احتلها سرجون ملك آشور سنة 720 ق. م. وفرعون نخو ملك مصر 608 ق. م. واستهدفت المدينة أيضًا لغضب الأنبياء الذين تنبأوا بخرابها (ار 25: 20 و47: 1 و5 وصف 2: 4 وزك 9: 5) خاصة الإله داجون الكنعاني. لأنها تاجرت بالأسرى العبرانيين وباعتهم إلى الادوميين (عا 1: 6). وكان الاسكندر أقسى من عامل غزة وسكانها. فقد نكل بهم لأنهم رفضوا الاستسلام إلا بعد حصار طويل، وهدم أسوارها. وفي القرن الثاني قبل الميلاد استولى عليها سمعان المكابي قائد اليهود (1 مك 13: 43ـ 48). واحتلها بومبي الروماني سنة 62 ق. م. وضمها إلى ولاية سورية. وذكرت في سفر أعمال الرسل (أع 8: 26). وهي الآن مركز القطاع المصري في فلسطين، ويزيد سكانها وسكان جوارها على المئتي ألف، من مقيم ولاجئ.
مدينة غزة في نصيب أفرايم
مدينة في نصيب افرايم (1 أخبار 7: 28) وتقول بعض المخطوطات أنها عيّة وربما كانت خربة حيان بقرب التل وبيتين.
غُسل | غسلًا | اغتسالًا
الغسل واجب اجتماعي له أهميته، غسل الجسم كله، وغسل الأيدي والأرجل. وكان بعض اليهود يعتبرون الأكل بدون غسل الأيدي نجاسة يلام صاحبها عليها لومًا عظيمًا. وقد انتقد الكتبة والفريسيون تلاميذ المسيح لأنهم لا يغسلون أيديهم حينما يأكلون خبزًا (مت 15: 2 ومر 7: 2). ولاموا المسيح نفسه على ذلك (لو 11: 38). وكان من مظاهر التكريم والضيافة أن يغسل المضيف قدمي ضيفه أو أن يحضر الماء ليغسل الضيف لنفسه قدميه، وهذا ما فعله إبراهيم مع الرب والملاكين عند بلوطات ممرا (تك 18: 4)، وما فعله الرجل الشيخ في يبوس مع اللاوي الافرايمي (قض 19: 21)، ولوط مع الملاكين (تك 19: 2) ولابان مع عبد إبراهيم (تك 24: 32) ويوسف مع إخوته في مصر (تك 43: 24).
وكانت الجواري يغسلن أرجل أسيادهن (1 صم 25: 41). والمرأة الخاطئة غسلت قدمي يسوع بالطيب (لو 7: 37ـ 46). ويسوع نفسه غسل أرجل تلاميذه في الليلة الأخيرة له قبل الصليب (يو 13: 5ـ 14).
ولم يكن غسل الجسم أمرًا غريبًا، وكانت ابنة فرعون تغتسل في النهر لما رأت السفط الذي فيه موسى (خر 2: 5). وكان كهنة اليهود (مثل كهنة المصريين والسوريين) يعنون بنظافة أجسادهم وغسل أثوابهم (خر 30: 19ـ 21 و40: 12). وكان على المتطهر من الرجس أن يغسل نفسه (لا 14: 8) وكان الغسل واجبًا على من يمس من به سيل (لا 15: 5)، ومن يأكل فريسة أو ميتة (لا 17: 15). وكانت النساء تستعمل الغسل للطهارة والنظافة والأناقة والتطيب (را 3: 3) وكذلك كان يفعل الرجال أيضًا (2 صم 12: 20). وأوصى يسوع بالاغتسال (مت 6: 17) وكان غسل الأيدي رمزًا للبراءة (تث 21: 6 ومز 26: 6 ومت 27: 24).
غسل الأرجل
يبدو من الإشارات إلى غسل الأرجل في العهد القديم (تك 18: 4، 19: 2، 24: 32، 43: 24، قض 19: 21، 1 صم 25: 41، 2 صم 11: 8، نش 5: 3) أن غسل الأرجل كان أول شيء يتم بعد الدخول إلى الخيمة أو الى المنزل بعد العودة من رحلة أو سفر. إذ كان الناس يلبسون نعالًا، وكانت الطرق متربة، وكان غسل الأرجل يتم للنظافة وللانتعاش. وفي حالة الناس العاديين، كان رب البيت يقدم لهم الماء، ويقومون هم بغسل أرجلهم، ولكن في البيوتات الكبيرة كان يقوم خادم بغسل أرجل الضيوف، فقد كان هذا العمل يعتبر من أحط الأعمال (1 صم 25: 41).
وقد عاتب الرب يسوع سمعان الفريسي بالقول “إني دخلت بيتك وماء لأجل رجلي لم تُعِط. أما هي فقد غسلت رجلي بالدموع ومسحتها بشعر رأسها” (لو 7: 44).
وفي الليلة الأخيرة قبل الصلب، غسل الرب يسوع أرجل التلاميذ (يو 13: 1 – 16) لكي يعلمهم التواضع، ويغسل قلوبهم من الكبرياء التي كانت فيهم، وجعلتهم يتنافسون على المركز الأعظم، إذ قال لهم: “أتفهمون ما قد صنعت بكم؟ أنتم تدعونني معلمًا وسيدًا وحسنًا تقولون لأني أنا كذلك، فإن كنت وأنا السيد والمعلم قد غسلت أرجلكم، فأنتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أرجل بعض، لأني أعطيتكم مثالًا حتى كما صنعت أنا بكم تصنعون أنتم أيضًا” (يو 13: 1 – 17).
ولكن هل قصد المسيح أن تكون هذه فريضة دائمة؟ هناك العديد من الكنائس التي تمارس هذا العمل وبخاصة في يوم الخميس المعروف باسم “خميس العهد”، ولكن الاعتراض على هذا الإجراء يستند إلى:
1 – لا يشار مطلقًا إليه سواء في الأناجيل الثلاثة الأولى أو في أعمال الرسل أو في الرسائل أما الإشارة في (1 تي 5: 10)، فهي إشارة إلى خدمة متواضعة للقديسين، وليس إلى غسل الأرجل حرفيًا.
2 – إنها لم تصبح عادة في بعض الكنائس إلا في القرن الرابع فأصبح يتم غسل أرجل من يتعمدون في يوم خميس العهد.
3 – لم يقر ممارسة هذا العمل كفريضة إلا العدد القليل من الكنائس.
4 – إن تحويل هذا العمل إلى فريضة طقسية يهدم معناه الذي أراده الرب.
وفي كنيستنا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يتم عمل هذا التذكار في يوم خميس العهد من كل عام؛ حيث يقوم الأب البطريرك أو الأسقف أو الكاهن بهذا المثال.
غش
غش صاحبه غشًا: زيَّن له غير المصلحة، وأظهر له غير ما يضمر. والمغشوش: غير الخالص وتترجم كلمة “غش” بضع كلمات عبرية في العهد القديم، وكذلك بضع كلمات يونانية في العهد الجديد تؤدي كلها معنى الغش والكذب والخداع والمكر وتقول الشريعة: “كل من عمل غشا مكروه لدى إلهك” (تث 25: 16) ويتساءل أيوب أمام أصحابه: “أتقولون لأجل الله ظلمًا وتتكلمون بغش لأجله؟” (أي 13: 7) ويقول عن نفسه: “إنه ما دامت نسمتي في ونفخة الله في أنفي لن تتكلم شفتاي إثمًا ولا يلفظ لساني بغش” (أى 27: 3 و4) كما يقول إنه لم يسلك مع الكذب ولم تسرع رجله إلى الغش (أي 31: 5).
ويقول المرنم: إن الشرير “فمه مملوء لعنة وغشًا وظلمًا” (مز 10: 7، انظر أيضًا مز 36: 3، 38: 12، 50: 19، 52: 2 و4، 55: 11، صف 3: 13، رو 3: 14) ويقول الحكيم: “موازين غش مكرهة للرب” (أم 11: 1، انظر أيضًا أم 11: 18، 12: 5 و17 و. 2، 14: 8 و25، 20: 23، 21: 27، 26: 24، 31: 30، هو 12: 7، عا 8: 5، مي 6: 11 و12) كما يقول: “أمينة هي جروح المحب، وغاشة هي قبلات العدو” (أم 27: 6)، ويقول: “الحسن غش والجمال باطل أما المرأة المتقية الرب فهي تمدح” (أم 31: 30).
ويقول إشعياء بروح النبوة عن الرب يسوع: “إنه لم يعمل ظلمًا، ولم يكن في فمه غش” (إش 53: 9، انظر 1 بط 2: 22) فهو الأمين الشاهد الأمين “(رؤ 3: 14، 1: 5).
وقال الرب يسوع عن نثنائيل: “هوذا إسرائيلي حقًا لا غش فيه” (يو 1: 47).
وقال الرسول بولس لعليم الساحر: “أيها الممتلئ كل غش وكل خبث يا ابن ابليس يا عدو كل بر” (أع 13: 10)، بينما يقال عن مختاري الله: “وفي أفواههم لم يوجد غش” (رؤ 14: 5، انظر مز 32: 2).
ويوصي الرسول بطرس المؤمنين بدراسة كلمة الله قائلًا: “كأطفال مولودين الآن اشتهوا اللبن العقلي العديم الغش (الخالص النقي) لكي تنموا به” (1 بط 2: 2، انظر أيضًا 2 كو 4: 2).
غصب | اغتصابًا
غصب الشيء غصبًا: أخذه قهرًا وظلمًا. وغصب فلانًا على الشيء: أكرهه عليه فهو غاصب.
و “عاتب إبراهيم أبيمالك لسبب بئر الماء التي اغتصبها عبيد أبيمالك” (تك 21: 25). كما قال يعقوب لخالة لابان، عند هروب يعقوب خفية: “إني خفت لأني قلت لعلك تغتصب ابنتيك مني” (تك 31: 31).
وتوصي الشريعة بالقول: “لا تغصب قريبك ولا تسلب” (لا 19: 13) وكان على من يخطئ هكذا “أن يرد المسلوب الذي سلبه أو المغتصب الذي اغتصبه… ويزيد عليه خمسة إلى الذي هو له.. ويأتي إلى الرب بذبيحة لإثمه كبشًا صحيحًا من الغنم” (لا 6: 4 – 7).
وأنذر الرب بني إسرائيل بأنهم إن لم يسمعوا لصوت الرب ويحرصوا على العمل بجميع وصاياه، فإنه يوقع بهم الكثير من اللعنات والضربات حتى “تتلمس في الظهر كما يتلمس الأعمى في الظلام، ولا تنجح في طرقك، بل لا تكون إلا مظلومًا مغصوبًا كل الأيام وليس مخلص… يغتصب حمارك من أمام وجهك ولا يرجع إليك” (تث 28: 29 و31).
وكان غلام ابني عالي الكاهن يغتصب أفضل ما في الذبائح، ومن يعترض، يقول له الغلام: “لا بل الآن تعطي وإلا فآخذ غصبًا” (1 صم 2: 12 – 17).
ويقول الرب لملك يهوذا على فم إرميا النبي: “اقضوا في الصباح عدلًا وأنقذوا المغصوب من يد الظالم لئلا يخرج كنار غضبي فيحرق وليس من يطفئ من شر أعمالكم” (إرميا 21: 12، انظر أيضًا حز 33: 15، 45: 9).
ويقول الرب أيضا موبخًا الشعب قديمًا على فم ملاخي النبي: “جئتم بالمغتصب والأعرج والسقيم، فأتيتم بالتقدمة فهل أقبلها من يدكم قال الرب؟” (ملاخي 1: 13).
ويقول الرب يسوع للجموع: “من أيام يوحنا المعمدان إلى الآن، ملكوت السموات يُغصب، والغاصبون يختطفونه” (مت 11: 12، أنظر أيضًا لو 16: 16) أي أن كل واحد يشق طريقه باجتهاد للدخول إلى الملكوت “، كما جاء في ترجمة كتاب الحياة للعبارة في إنجيل لوقا.
ويقول الرسول بولس في وصفه الجامع للأشرار: “في طرقهم اغتصاب وسحق وطريق السلام لم يعرفوه” (رو 3: 16 و17 – انظر أيضًا أي 24: 2، هو 12: 1، عا 3: 10، ميخا 2: 2، حب 1: 3… إلخ).
غضن
فرع الشجرة (قض 9: 48). وقد استعمل المسيح الغصن تعبيرًا مجازيًا للكنيسة المتفرعة تفرع الغصن من الشجرة (يو 15: 2ـ 6). واعتبر اشعياء يسوع غصنًا من أصول جذع يسّى (اش 11: 1) وتنبأ زكريا بيسوع كغصن ينبت ويبني هيكل الرب (زك 3: 8 و6: 12)، واعتبره ارميا غصن بر لداود يقيم العدل في الأرض (ار 23: 5 و33: 15) وقد فرش الجمع الأغصان أمام المسيح عندما دخل أورشليم في أحد الشعانين.
الغصن هو ما تشعب من ساق الشجرة. وفي الكتاب المقدس ثماني عشرة كلمة عبرية وأربع كلمات يونانية للدلالة على الغصن أو الفرع، وتستخدم في بضع دلالات مختلفة بين الحرفي والمجازي:
(1) المدلول الحرفي لكلمة غصن:
أي غصن شجرة حقيقي، كما في “وأخذ أبيمالك الفؤوس بيدُة وقطع غصن شجر ورفعه ووضعه على كتفه.. فقطع الشعب أيضًا كل واحد غصنًا وساروا وراء أبيمالك” (قض 9: 48 و49). وكما في قول المرنم: “فوقها طيور السماء تسكن من بين الأغصانُ تسمع صوتًا” (مز 104: 12).
وفي عيد المظال، كانوا يأخذون “ثمر أشجار بهجة وسعف النخل وأغصان أشجار غبياء” ليصنعوا منها مظالًا يسكنون فيها سبعة أيام (لا 23: 40 – 43، نح 8: 14 و15).
(2) الأغصان مجازيًا (شخص هام):
تستخدم الأغصان مجازًا للدلالة على شخص هام، فيقول يعقوب في بركته لأولاده: “يوسف غصن شجرة مثمرة، غصن شجرة مثمرة على عين. أغصان قد ارتفعت فوق حائط” (تك 49: 22). ويشبه أيوب نفسه بشجرة قائلًا: “أصلي كان منبسطًا إلى المياه والطل بات على أغصاني” (أي 29: 19).
وقد رأى نبوخذنصر ملك بابل في حلم: “فإذا بشجرة في وسط الأرض وطولها عظيم.. وتحتها استظل حيوان البر، وفي أغصانها سكنت طيور السماء” وقد فسر له دانيال هذا الحلم بأن “الشجرة.. إنما هي أنت أيها الملك…” (دانيال 4: 10 – 12، 20 – 22).
(3) الغصن مجازيًا (الأمم):
تستخدم الأغصان أيضًا مجازًا للدلالة على الأمم، كما يقول إشعياء النبي عن موآب: “تاهت في البرية، امتدت أغصانها عبرت البحر” (إش 16: 8) وينذر الرب الأمة الإسرائيلية – على فم إرميا النبي – بأنها: “زيتونة خضراء… أوقد نارًا عليها فانكسرت أغصانها” (إرميا 11: 16). ويقول حزقيال النبي عن فرعون: “يا ابن آدم قل لفرعون ملك مصر وجمهوره… كثرت أغصانه وطالت فروعه لكثرة المياه إذ نبت، وعششت في أغصانه كل طيور السماء” (حز 31: 2 – 6، انظر أيضًا 19: 10، مز 80: 8 – 11).
ويشبه الرسول بولس الأمة اليهودية بزيتونة قُطعت أغصانها “من أجل عدم الإيمان” ويقول: “إن كان الله لم يشفق على الأغصان الطبيعية، فلعله لا يشفق” على الأغصان المطعمة (رو 11: 17 – 24).
(4) أنا الكرمة وأنتم الأغصان:
يقول الرب للتلاميذ “أنا الكرمة الحقيقية… أنا الكرمة وانتُم الأغصان الذي يثبت في وأنا فيه هذا يأتي بثمر كثير… إن كان أحد لا يثبت في يطرح خارجًا كالغصن فيجف ويجمعونه ويطرحونه في النار فيحترق” (يو 15: 1 – 6).
(5) المسيا غصن الرب (الرجل الغصن):
أما أهم استخدام لكلمة “غصن” في العهد القديم فهو في الإشارة إلى “المسيا” فيقول إشعياء “في ذلك اليوم يكون غصن الرب بهاءً ومجدًا، وثمر الأرض فخرًا وزينة للناجين من إسرائيل” (إش 4: 2، انظر أيضًا إرميا 23: 5، 33: 15، زك 3: 8، 6: 12).
ويقول إشعياء أيضًا في نبوة عن الرب يسوع: “ويخرج قضيب من جذع يسى وينبت غصن من أصوله ويحل عليه روح الرب روح الحكمة والفهم روح المشورة والقوة روح المعرفة ومخافة الرب” (إش 11: 1 – 2).
غطاريس | مغطرسة
غطرس غطرسة: أُعجب بنفسه وتطاول على أقرانه. والغطريس: الظالم المتكبر ويقول المرنم “طوبى للرجل الذي يجعل الرب متكله ولم يلتفت الى الغطاريس والمنحرفين إلى الكذب” (مز 40: 4)، أي الظالمين المتكبرين ويقول إشعياء عن بابل: كيف باد الظالم، بادت المغطرسة؟ (إش 14: 4).
غطس | التغطيس في المعمودية
طقس الغسل بالماء رمزًا للنقاوة والانخراط في سلك طائفة ما. وقد عرف اليهود هذه العادة واستعملوها كما نفهم من الكتاب المقدس (خر 29: و30: 20 و40: 12 ولاص 15 و16: 26 و28 و17: 15 و4 و6 وعد 19: 8). ولما جاء يسوع تبنى هذا الطقس وجعله فريضة في الكنيسة المسيحية (مت 28: 19 ومر 16: 16) إذ جعل التعميد بالماء باسم الثالوث الأقدس علامة على التطهير من الخطيئة والنجاسة وعلى الانتساب رسميًا إلى كنيسة المسيح. أي أن المعمودية في العهد الجديد تشبه الختان في العهد القديم. وكلاهما علامة على العهد. ويصرح الله للمعتمد، بواسطة هذه العلامة، بغفران الخطايا، ومنح الخلاص. أما المعتمد فيتعهد، هو أو المسئولون عنه، بالطلعة لكلمة الله والتكريس لخدمته (1ع 2: 21 ورو 6: 3 وغل 3: 27 و1 بط 3: 21). أي أن المعمودية تختم وتشهد على اتحاد المؤمنين بالله بالإيمان والبنوة وغفران خطاياه بموت المسيح وقيامته. إلا أن المعمودية ليست في حد ذاتها سبًا للتجديد والولادة الثانية والخلاص. فكرنيليوس مثلًا، حل عليه الروح القدس وقبل الإيمان من قبل أن يعتمد (أع 10: 44 – 48). وسيمون الساحر اعتمد ومع هذا ظل إنسانًا عتيقًا واخطأ في عيني الرب (أع 8: 13 و21 – 23).
ولم يعمد المسيح أحدًا (يو 4: 2). وكانت أول معمودية مسيحية في يوم الخمسين، بعد أن قبل التلاميذ معمودية الروح القدس والنار (مت 3: 11 ولو 3: 16 وأع ص 2). وقد قبل يسوع المعمودية ليظهر موافقته على عمل يوحنا المعمدان، وليكرس نفسه للخدمة المقدسة، ويعبر عن تحمله خطايا البشر.
وقد اختلفت وجهات نظر المسيحيين حول المعمودية وكان الجدل الأكبر حول قضيتين: نوع المعمودية، ومعمودية الصغار أو الكبار.. فإيماننا الأرثوذكسي القويم يقول بأن المعمودية لا تصح إلا بتغطيس الإنسان تغطيسًا كاملًا، وبتغطيسه ثلاث مرات، وليس مرة واحدة، كما قال البعض. إلا أن مسيحيين آخرين (مثل الكاثوليك) يكتفون برش الماء على الوجه لأن المقصود من وضع الماء هو الإشارة إلى غسل الروح القدس. لذلك كانت كمية الماء غير مهمة في الموضوع. وقال مسيحيين آخرين أنه لا لزوم لتعميد الأطفال، وأن الاعتماد للمؤمنين فقط، أي الذين تعدوا مرحلة الطفولة وبلغوا سن الرشد، بحيث يمكن لهم فهم الخلاص والاعتراف بالتوبة. إلا أن أغلبية المسيحيين تعتبر معمودية الصغار واجبة، ما داموا أطفالًا لمؤمنين، وذلك علامة على الميثاق بين الله وبينهم.
معمودية الروح القدس والنار:
أنها رمز لانسكاب الروح القدس على الرسل في يوم الخمسين وأوقات أخرى من تاريخ الكنيسة (مت 3: 11 ولو 3: 16).
معمودية يوحنا المعمدان:
أرسل الله يوحنا ليعمد الذين قبلوا كلمته. وتسمى “معمودية التوبة لمغفرة الخطايا” (مر 1: 4). وكان طالبو المعمودية يعترفون بخطاياهم وندمهم عليها ويعلنون عن إيمانهم بالله بواسطة المسيح المنتظر الذي سيغفر خطاياهم. أي أن معموديته كانت تشير إلى التطهير الداخلي التابع للتوبة، وكانت من جهة أخرى استعدادًا للمعمودية بالروح القدس والنار (مت 3: 11 ولو 3: 16). غير أنه لم يكن يطلب من المعتمدين عند يوحنا قبول تعاليم الثالوث. كما أن معمودية يوحنا لم يتبعها حلول الروح القدس. وكان تلاميذ المسيح يعمدون الذين عمدهم يوحنا ثانية (أع 19: 1 – 6 وقابل اع 18: 25 و26 مت ص 3). ونحن نجهل طريقة طقس المعمودية عند يوحنا. ولكننا نعلم أن يسوع تعمد بدخوله نهر الأردن (مر 1: 9 و10).
المعمودية من أجل الأموات:
لا يعرف تمامًا المقصود بهذه العبارة ويقول المفسرون أن لها أكثر من تفسير واحد. وقد وردت في الكتاب مرة واحدة (1 كو 15: 29). ويعتقد أنها إشارة إلى عادة كانت شائعة قديمًا، وخاصة عند المسيحيين الأولين، وهي تعميد شخص حيّ من أجل شخص آخر ميت كان مؤمنًا بحياته ولكنه مات قبل أن يعتمد. إلا أن الكنيسة تركت هذه العادة، باستثناء بعض الفرق التي أصبحت هرطوقية. وبولس نفسه، الذي أورد هذه العبارة، لم يكن يرضى بها. وقد وصف يوحنا فم الذهب ممارسة هذه العادة بقوله أنهم كانوا يضعون رجلًا تحت سرير رجل آخر مات قبل أن يعتمد (شرط أن يكون مؤمنًا وطالب الدخول إلى الكنيسة)، ثم بأخذ الكاهن يسأل أسئلته للميت بينما يجيب الحي عنه، ثم يعمد الحي نيابة عن الميت.
ومن التفاسير الأخرى للمعمودية من أجل الأموات أنها رمز للمعمودية في آخر الحياة. وأنها تعني أن لا قوة ولا فائدة للمعمودية إذا لم يقم الموتى وإن كان المسيح لم يقم من القبر.
غِطاء التابوت
غطاء تابوت العهد كان مصنوعًا من ذهب نقي واسمه بالعبري “كفورث” يعني غطاء أو كفارة وكان طوله ذراعين ونصف وعرضه ذراعًا ونصف، وعليه كروبان من ذهب يبسطان جناحيهما كل واحد عند الآخر (خر 25: 17ـ 22 و37: 6ـ 9 وعب 9: 5). وكان الرب يتكلم مع موسى من على الغطاء من بين الكروبين (خر 25: 22). كان الكاهن العظيم يرشه بدم ذبيحة الخطيئة يوم الكفارة (لا 16: 15 و16). وأما بيت الغطاء في هيكل سليمان فهو قدس الأقداس (1 أخبار 28: 11) راجع “تابوت العهد”، “الهيكل”.
غطاء الرأس
يبدو أن تغطية الرأس كانت أمرًا شائعًا بين اليهود في العهد القديم، فكانوا يغطون الرأس بعصابة (1 مل 20: 38 و41) كما أوصت شريعة “المشنا” اليهودية بأن عدم تغطية المرأة لرأسها يبيح الطلاق وقد كشفت الأبحاث الأثرية الحديثة في الرسومات والصور والتماثيل الأثرية، عن أنواع أغطية الرأس التي كانت تستخدم قديمًا، والتي كان أبسطها العصابة وكانت النساء يلبسن إمَّا “العصائب” (إش 3: 20)، أو العمائم (إش 3: 23) وكانت جميعها للزينة فكانت العروس تتزين بعمامة (إش 61: 10).
ويكتب الرسول بولس في رسالته إلى الكنيسة في كورنثوس: “أريد أن تعلموا أن… كل رجل يصلي أو يتنبأ وله على رأسه شيء يشين رأسه (المسيح). وأما كل امرأة تصلي أو تتنبأ ورأسها غير مغطى، فتشين رأسها (الرجل) لأنها والمحلوقة شيء واحد بعينه. إذ المرأة إن كانت لا تتغطي فليقص شعرها. وإن كان قبيحًا بالمرأة أن تقص أو تحلق، فلتتغط” (1 كو 11: 3 – 6) فقد كانت العاهرات يكشفن رؤوسهن (انظر عدد 5: 18) وكان الرسول بولس يريد أن تتميز النساء المؤمنات بإظهار الخضوع لرجالهن وبالحشمة والوقار (1 تي 2: 9).
غفر الأيائل
الغُفر هو ولد الظبية، أو “الأيل الغبّي” كما جاء في كتاب الحياة (الترجمة التفسيرية) ويمتاز بالرشاقة وخفة الحركة. وتقول عروس النشيد: “حبيبي هو شبيه الظبي أو بغفر الأيائل (نش 2: 9 و17، 8: 14).
الرسالة إلى أهل غلاطية
إنها رسالة وجهها إلى الكنائس في غلاطية التي كانت قد تألفت بعد زيارة بولس لتلك البلاد (غل 1: 2 و4: 14 و15). وقد كتبت إما في أعقاب رحلة بولس التبشيرية الثانية (حول 55 م.) أو أثناء رحلته التبشيرية الثالثة (حوالي 57 م.). وكتبها بولس بعد أن ترامى إليه أن بعض معلمي التعاليم المغايرة لما علم هو وللحق أخذوا يفسدون عقول الشعب ويغالطون بولس عن خطأ ويدعون إلى التمسك بالتقاليد الموسوية القديمة، وذريعتهم أن المسيحية امتداد لليهودية، وأن طقوس موسى هي أساس المسيحية ويجب عدم التخلي عنها.. كما أنهم طغوا على شخص بولس نفسه، وقالوا أنه دخيل على الإيمان، وأن معرفته للإنجيل جاءت غير مباشرة، وليس من مصدرها الأصلي. وربما كان احتدام الصراع بين بولس وهؤلاء هو الذي يزيد في حرارة هذه الرسالة، ومنطقها السليم.
تعتبر رسالة بولس إلى الغلاطيين من أهم الوثائق في المسيحية. وهي تبدأ بالمقدمة (1: 1ـ 10) التي يفتتح بولس فيها موضوع خطئهم في الاستماع إلى المبشرين المزيفين، ويؤكد قداسة الكلمة التي نقلها إليهم وكرز بها أمامهم، ثم يدافع عن رسالته التبشيرية بأنها من المسيح مباشرة وليست من إنسان (1: 11ـ 2: 21). ويقول أن الكنيسة في القدس، وباقي الرسل، يوافقون على آرائه (2: 1ـ 10). وأنه ثابت على رأيه (2: 11ـ 21). ويبدأ في الإصحاح الثالث تفسير نظريته بأن الإيمان وحده يبرر الإنسان، لأن الإيمان يجعل الإنسان ابنًا لإبراهيم، ولأن الختان وباقي الطقوس ليست لازمة، ويستشهد بولس على ذلك باختبارات الرسل في القدس (3: 1ـ 5). وعلى أقوال الكتاب (3: 6ـ 9) وعلى الإيمان بأن يسوع قد حرر الإنسان من اللعنة (3: 10ـ 14). وأن الله عدل ميثاقه مع إبراهيم، في العهد الجديد، بحيث أصبح ناموس العهد القديم بحاجة إلى تعديل (3: 15ـ 18). ويتابع تفسيراته في الإصحاح الرابع لصحة الإنجيل وقداسته، من حيث بنوة المؤمنين وحقوق البنوة (4: 1ـ 11) ومحبتهم الشخصية له (4: 12ـ 20). وتشبيه الناموس بهاجر في قصة هاجر وسارة (4: 21ـ 31) ويشرح بولس في (5: 1 – 6: 10) التحرر من الناموس ويدعوهم لئلا يسيئوا هذا التحرر، وأن يمارسوه بمسؤولية وإخلاص وكتب الرسول ختام الرسالة (6: 11ـ 18) بيده.
ويمكننا أن نلخص قيمة هذا السفر، وهو التاسع من أسفار العهد الجديد، بما يلي: أولًا: فيه معلومات عن حياة الرسل، مما يكمل ما ورد في أعمال الرسل. ثانيًا: فيه معلومات موافقة الرسل الأوائل على تعاليم بولس، مع أنهم عهدوا إليه بالعمل بين الأمم. ثالثًا: إنه يعطي ملخصًا سريعًا، وعمليًا، لبرنامج الخلاص نفسه، الذي نجده في الرسالة إلى أهل رومية: الناموس ذاته غير صالح لتبرير وتخليص الخاضعين له. المسيح نفسه هو سبيل الخلاص لأنه بموته واجه ادعاء الناموس ضد المؤمنين، والناموس لم يوضع ليخلص، وإنما وضع ليوجه ويحذر ويعلم ويمهد للمسيح. هذه الرسالة تكرس إعلان المسيحية دينًا عالميًا مستقلًا وليس مجرد تتمة للدين اليهودي.
غلفة | أغلف | غلفاء
(1) الأغلف هو الأغرل أي غير المختون، فالغفلة هي القلفة والغرلة.
(2) غلف قلبه غلفًا: لم يع الرشد كأن على قلبه غلافًا، فهو أغلف وهي غلفاء. وكثيرًا ما ترد عبارة “غلف القلوب” في العهد القديم، للدلالة مجازًا على القلوب المغلقة أمام وصايا الله (انظر مثلًا: لا26: 41، إرميا 9: 26، حز44: 7)، وكذلك “الأذن الغلفاء” أي الصماء عن سماع صوت الله (إرميا6: 1).
(3) ويوصي الرب بني إسرائيل قائلًا: “متى دخلتم الأرض وغرستم كل شجرة للطعام، تحسبون ثمرها غرلتها، ثلاث سنين تكون لكم غلفاء، لا يؤكل منها. وفي السنة الرابعة يكون كل ثمرها قدسًا لتمجيد الرب. وفي السنة الخامسة تأكلون ثمرها. لتزيد لكم غلتها” (لا 19: 23 – 25). وغلفاء هنا بمعنى “محرَّمة”، وقد جاءت هكذا في “كتاب الحياة – ترجمة تفسيرية”.
غلة
الغلة: هي ما تُغلُّه الأرض من حنطة أو ثمر أو خلافه، وهى الدخل من كراء دار أو ريع أرض أو أجر عامل. وعندما فسر يوسف الحلم لفرعون قال له. “لينظر فرعون رجلًا بصيرًا وحكيمًا ويجعله على أرض مصر: يفعل فرعون فيوكِّل نظارًا على الأرض، ويأخذ خمس غلة أرض مصر في سبع سني الشبع.. ويخزنون قمحًا.. فيكون الطعام ذخيرة للأرض لسبع سني الجوع.. فلا تنقرض الأرض بالجوع” (تك 41: 33 – 36، انظر أيضًا 47: 24، خر 23: 10، لا 23: 39، مز 65: 10، 67: 6 00إلخ).
ويقول موسى في بركته لسبط يوسف: “مباركة من الرب أرضه بنفائس السماء.. ونفائس مغلات الشمس، ونفائس منبتات الأقمار” (تث 33: 13 و14)، و “مغلات الشمس” هي ما تنتجه الأرض من خيرات بفعل أشعة الشمس وحرارتها.
وقد ظل بنو إسرائيل يأكلون “المن” كل أيام البرية إلى أن دخلوا أرض كنعان وعملوا الفصح في اليوم الرابع عشر من الشهر (الأول) مساء في عربات أريحا، “وأكلوا من غلة الأرض في الغد بعد الفصح فطيرًا وفريكًا في نفس ذلك اليوم. وانقطع المن في الغد عند أكلهم من غلة الأرض، ولم يكن بعد لبني إسرائيل منَّ. فأكلوا محصول أرض كنعان في تلك السنة” (يش 5: 10 – 12).
غمد
أغمد السيف: أدخله في غمده، والغمد هو غلاف السيف. و “اخترط السيف من غُمدة”: استله من غمده (1صم 17: 51)). ولما ضرب الرب الشعب بالوبأ عندما أمر داود بإحصاء الشعب، واعترف داود بخطيته، أمر الرب الملاك فرد سيفه إلى غمدة “(1 أخ 21: 27، انظر أيضًا إرميا 47: 6، حز 21: 3 و30).
ولما قبضوا على الرب يسوع، استل بطرس سيفه “وضرب عبد رئيس الكهنة، فقطع أذنه اليمنى 0000 فقال يسوع لبطرس: اجعل سيفك في الغمد” (يو 18: 10 و11).
غمر | الغمر
غَمرُ الماء: كثر حتى ستر مثقره. والغمر من الماء خلاف الضحل، والغمر هو الذي يعلو من يدخله ويغطيه. (والغمارة: المياه الكثيرة (انظر مز 32: 6، مز93: 4، دانيال 9: 26) وكلمة “غمر” في العبرية هي “تيهوم” وتستخدم للدلالة على:
(1) كتلة الماء التي كانت تغطي الكرة الأرضية عند الخليقة (تك1: 2، مز 104: 6، أم 8: 27).
(2) البحر (خر 15: 8، أو “الغمر العظيم” إش 51: 10، يونان 2: 5 000إلخ).
(3) خزان المياه الجوفية (تك 7: 11، 8: 2، 49: 25) أو “اللجة الرابضة تحت” (تث 33: 13).
(4) تستخدم مجازيًا بمعنى الكثرة أو العظمة التي لا حدود لها، كما في القول: “أحكامك لجة (غمر) عظيمة” (مز 36: 6 مع 92: 5، انظر أيضا 1كو 2: 10).
ويقول المرنم بروح النبوة عن الرب يسوع المسيح: “غمر ينادي غمرًا عند صوت ميازيبك. كل تياراتك ولججك طمت علىَّ” (مز 42: 7).
غمز
غمز بالعين: أشار بها. وتغامز القوم: أشار بعضهم إلى بعض بأعينهم. ويقول المرنم: “لا يشمت بي الذين هم أعدائى باطلًا، ولا يتغامر بالعين الذين يبغضوننى بلا سبب” (مز 35: 19). ويقول الحكيم: الرجل اللئيم.. يغمز بعينيه، يقول برجله، يشير بأصابعه “(أم 6: 12 و13)،” ومن يغمز بالعين يسبب حزنًا “(أم 10: 10). وقال الرب:” من أجل أن بنات صهيون يتشامخن ويمشين ممدودات الأعناق، غامزات بعيونهن، وخاطرات في مشيهن.. يُصلع السيد هامة بنات صهيون.. “(إش 3: 16 –24).
أما ما جاء في إرميا، من قول الرب عن آدوم: “هوذا يصعد (ملك بابل) كأسد من كبرياء الأردن إلى مرعى دائم. لأني أغمز وأجعله يركض عنه” (إرميا 49: 19، انظر أيضًا إرميا 50: 44)، فكلمة أغمر هنا تعني: في “طرفة عين” أي “فجأة يطرده من بلاده”.
غمقة
الغمقة من الأراضي هي ذات الندى أو القريبة من الماء. ويتساءل بلدد الشوحي صاحب أيوب قائلًا: “هل ينمي البردي في غير الغمقة، أو تنبت الحلفاء بلا ماء؟” (أي 8: 11، انظر أيضًا أي 40: 21، حز 47: 11). وقد تُرْجِمَت نفس الكلمة العبرية في “كتاب الحياة” (الترجمة التفسيرية)، إلى “مستنقع” في المواضع الثلاثة.
غنَّى | غِناء | مُغنُّون
فن عرفه الإنسان منذ أقدم عهوده التاريخية للتعبير عن عواطفه (عواطف الفرح في معظم الأحيان وعواطف الحزن في بعضها)، ولتكريم أحيائه ومعبوداته وللترفيه عن نفسه وعن غيره. وقلما قامت عبادة ما، يهودية كانت أم مسيحية أم وثنية، لم تقبل الغناء، وتعطه صبغة مقدسة، وتجعله فرضًا من فروض طقوسها. وقد كان العبرانيون يستخدمون الغناء في عباداتهم كلها، داخل الهياكل وخارجها، كما كانوا يغنون في الاحتفالات والمواسم (1 صم 18: 6 واش 30: 29). وكان أغلب المغنين ومن يصاحبهم من الموسيقيين من اللاويين (1 أخبار 15: 16ـ 24 و23: 5) وقسّم داود المغنين والموسيقيين إلى أربع وعشرين فرقة (تتألف كل منها من اثني عشر رجلًا) وجعل على كل فرقة رئيسًا اسمه رئيس المغنين، وأضاف إليها مئة وأربعًا وخمسين. وكانت الفرق تتناوب الخدمة في الهيكل وفي المواسم والأعياد. واستمر هذا التقسيم إلى أيام السبي حينما علق المغنون أعوادهم على الصفصاف في بابل، علامة حدادهم وانقطاعهم عن الغناء، ولما عاد عزرا إلى القدس صحب معه مئتين من المغنيات والمغنين (1 أخبار 23: 5 وص 25 و2 أخبار 5: 11 و14 ومز 137: 2 وعز 2: 65). ويرجع الكتاب المقدس أصل الغناء والموسيقى إلى يوبال (تك 4: 21) ويوبال هذا من أحفاد قايين بن آدم. وكان من جملة الآلات التي استعملها العبرانيون للضرب وذكرها الكتاب، ما هو ذات أوتار (العود والمزمار والرباب والسنطير والقيثار) وآلات النفخ (البوق والقرن والناي) وآلات الضرب (الصنوج والدفوف والمثلثات). لشرح وتفسير هذه الآلات راجع عن كل واحدة منها تحت اسمها. وقد تطورت هذه الآلات مع الوقت عند الشعوب الأخرى. وخاصة بعد أن تبنت المسيحية الغناء الديني وجعلت من الترنيم أسلوبًا للتعبد الكنسي. وفي الكتاب المقدس أناشيد وترانيم كثيرة كان اليهود يلحنونها وينشدونها في احتفالاتهم الخاصة أو العامة، منذ خروجهم من مصر إلى عودتهم من السبي (خر 15: 1ـ 18 وتث ص 32) وكانوا يصاحبون مع الترانيم معزف على آلات الغناء ورقص (خر 15: 20 و21 واش 38: 20). ولم تكن هذه الأغاني كلها دينية. فمنها ما كان علمانيًا (تك 31: 27 وعد 21: 17 و1 صم 18: 6 و7 ومز 69: 12).
يتضح لنا من تكرار ذكر الغناء والمغنين في العهد القديم، ما كان للغناء والمغنين من أهمية منذ أقدم العصور. وقد جاء في مستهل سفر التكوين أن توبال أحد أبناء لامك من أحفاد قايين، كان أبا لكل ضارب بالعود والمزمار، وكان أخوه يابال أبًا لساكني الخيام ورعاة المواشي، مما يحمل على الظن بوجود علاقة وثيقة بين حياة الرعي ونشأة الأغاني (انظر تك 4: 22).
ويقول لابان الأرامي ليعقوب عند هروبه بأسرته: “لماذا هربت خفية وخدعتني ولم تخبرني حتى أشيعك بالفرح والأغاني بالدف والعود؟” (تك 31: 27)، مما نعلم منه أن الأغاني كان يصاحبها العزف على الآلات الموسيقية منذ تلك العهود القديمة. كما كان يصاحبها الرقص أحبانا، فعندما عبر بنو إسرائيل البحر الأحمر ونجوا من قبضة فرعون، رنموا وسبحوا للرب، “وأخذت مريم النبية أخت هارون الدف بيدها، وخرجت جميع النساء وراءها بدفوف ورقص” (خر 15: 1 و20 – انظر أيضًا قض 5: 1 – 31).
وعند نزول موسى من فوق الجبل ولوحا الشريعة في يده، وسمع هو ويشوع صوت الشعب في هتافه حول العجل الذهبي الذي صنعوه في غيبته، وقال له يشوع: “صوت قتال في المحلة. فقال (موسى) ليس صوت صياح النصرة ولا صوت صياح الكسرة، بل صوت غناء أنا سامع. وكان عندما اقترب إلى المحلة أنه أبصر العجل والرقص” (خر 32: 15 – 20). والأمثال المذكورة في سفر العدد هي في حقيقتها أغان كان يترنم بها الشعب “(انظر عد 21: 14 و27 – 30، يش 10: 13، 2صم 1: 17 – 27). وعندما قتل داود جليات،” خرجت النساء من جميع مدن إسرائيل بالغناء والرقص “(1صم 18: 9، أنظر أيضًا 1 صم 21: 11، 29: 5).
وكما كان للأغاني دورها الهام في الحياة الاجتماعية لبني إسرائيل، هكذا أصبح لها دور هام في العبادة. فعندما أراد داود إحضار التابوت من بيت عوبيد أدوم إلى أورشليم، “أمر داود رؤساء اللاويين أن يوقفوا أخوتهم المغنين، بآلات غناء بعيدان ورباب وصنوج، مسمعين برفع الصوت بفرح” أمام تابوت الله (1أخ15: 16 – 29، 16: 23 و42).
وكان عدد بنى آساف ويدوثون وهيمان “المتعلمين الغناء للرب، كل الخبيرين مئتين وثمانية وثمانين”، وقد قسمهم إلى أربع وعشرين فرقة (1 أخ25: 1 – 31، انظر أيضًا 2أخ 7: 6، 20: 28، 29: 25 – 28، 35: 15، عز 2: 65 و70، 3: 10 و11، 7: 7، 10: 24، نح 7: 67 و73، 12: 36 و42 و45 – 47).
وقد صنع سليمان الملك من خشب الصندل أعوادا وربابًا للمغنيين (1 مل10: 12).
وكانت المزامير في غالبيتها، تسابيح وأغاني تعبيرا عن الشكر والحمد (انظر مثلًا مز 13: 6، 59: 16، 89: 10، 119: 112.. إلخ.) فللمؤمن الحق أن يغنى بين الناس فيقول: “قد أخطأت وعوجت المستقيم، ولم أجاز عليه. فدى نفسي من العبور إلي الحفرة، فترى حياتي النور” (أي 33: 27).
وكان لداود في قصره مغنون ومغنيات (2صم 19: 23)، وكذلك كان لسليمان (جا 2: 8). ويبدو مما جاء في نبوة إشعياء (23: 15 و16) أن الزواني كن يحترفن الغناء والعزف في الشوارع (انظر أيضًا جا 7: 5، إش 24: 8 و9).
وعند خراب بابل الرمزية، المدينة العظيمة في أواخر الأيام، لن يُسْمَع فيها “صوت الضاربين بالقيثارة والمغنين والمزمرين والنافخين بالبوق” (رؤ 18: 21 و22).
أغاني روحية
يقول الرسول بولس: “مكلمين بعضكم بعضًا بمزامير وتسابيح وأغاني روحية مترنمين ومرتلين في قلوبكم للرب” (أف 5: 19، كو 3: 16). وهي ليست مجرد قصائد وأناشيد، ولكنها “أغاني روحية” أي أنها من الروح القدس، ويتغنى بها المؤمنون في محضر الرب بفرح في الروح القدس. ويمكن أن يفيض قلب المؤمن بهذه الأغاني والتسابيح (مز 45: 1) وهو في خلوة، أو في العبادة العائلية، أو في ولائم المحبة، أو في اجتماعات العبادة مع غيره من المؤمنين. وما جاء في رسالتيّ أفسس وكولوسي، لا يحصر المؤمنين في دائرة سفر المزامير، بل يترك المجال واسعًا “لمزامير وتسابيح وأغاني روحية” حسبما يقودهم الروح القدس.
والترنيمة الجديدة في سفر الرؤيا (5: 9، 14: 3)، و “ترنيمة موسى عبد الله وترنيمة الخروف” (رؤ 15: 3)، دليل على أن المؤمنين لن يكفوا في الأبدية عن الترنيم للرب الذي فداهم.
غنوسية
هي حركة دينية صوفية ظهرت في القرون الثلاثة الأولى بعد الميلاد، ويرجع اسمها إلى وسيلة الخلاص عند أصحابها. فالغنوسي يخلص بامتلاك معرفة خاصة (وهي في اليونانية “غنوسي” – Gnosis).
والغنوسية في صورتها الكاملة برزت في القرنين الثاني والثالث، وإن كان بعض العلماء يطلقون هذا الاسم أيضًا على بعض النزعات الغنوسية في القرن الأول. وليس ثمة دليل قاطع على وجود حركة غنوسية قبل العصر المسيحي.
أولًا – مصادر تاريخهم:
إن معرفتنا بهذه الحركة يرجع أساسًا إلى كتابات آباء الكنيسة ضدها، وبخاصة “إيريناوس” (Irenaeus) في كتابه “ضد الهراطقة”، “وهيبوليتوس” Hippolytes)) فى كتابه “تفنيد الهراطقة”، “وترتليان” (Tertullian) في كتابه ضد الماركونية، “وكليمندس السكندري” في “متنوعات”، وأوريجانوس (Origen) قى شرحه إنجيل يوحنا.
ولم تصلنا من كتابات الغنوسيين أنفسهم إلا القليل جدًا قبل القرن العشرين، ولكن حدث في 1946 أن اكتشفت مكتبة كبيرة من ثلاث عشرة مخطوطة قبطية بالقرب من مدينة نجع حمادى في صعيد مصر، تجمع ما بين كتابات مسيحية وكتابات غنوسية، مع جزء صغير من “جمهورية أفلاطون” وتشمل مجموعات من الأحاديث والصلوات والحوارات والتأملات والرسائل والرؤى والمواعظ. ومع أن للبعض منها عناوين، مثل: “أعمال الرسل”، “وأناجيل”، لكنها ليست من نوع الأناجيل أو أعمال الرسل القانونية.
ثانيًا – عقائدهم:
إن أساس التعليم الغنوسي، هو الوجودية الثنائية، من الله، المحبة، الأسمى الفائق الوصف، والعالم المادي الذي يعتبر شرا، أو على الأقل محايدًا. ويوجد بين الله والمادة عدد ضخم من القوى الروحية، يسمونها في مجموعها “ملء الله” (بليروما – Pleroma)، ومن أدنى درجاتها يجيء “الخالق” ( “الديميرج” – Demiurge) الذي هو “يهوه” العهد القديم. ويربطون بين القوى الروحية الساقطة وبين الأجرام السماوية باعتبار أنها هي التي تسيطر على العالم الآن.
ويمتلك بعض البشر (أي الغنوسيين) شرارة إلهية، نفسًا داخلية، تختلف عن النفس البشرية، ورغم أنها مسجونة في الجسد، إلا أن مسكنها الحقيقي هو “البليروما” (الملء)، إذ يدركون حالتهم عن طريق وساطة هذه المعرفة (Gnosis)، وهي ليست معرفة عقلية، لكنها معرفة أسطورية برؤية حقيقية وسمع حقيقي.
والفداء عند الغنوسيين لا يتوقف أساسًا على الله، بل على فهم الفرد لذاته، وما ينتج عن ذلك من حرية.
ثالثا – الجذور:
لقد استعارت الغنوسية الكثير من تقاليد العالم الهلليني. ومع أن العلاقة الدقيقة بين هذه المنابع ما زالت غامضة، إلا أنه يمكن تمييز أربعة مصادر.
(أ) الفلسفة الأفلاطونية:
فالغنوسية مدينة بالكثير للفلسفة اليونانية الكلاسيكية وبخاصة الأفلاطونية الوسيطة. ومن أبرز هذه الأفكار أن النفس شرارة إلهية مسجونة في الجسد، وأن الخليقة من عمل “ديميرج” منشق، والثنائية بين الروح والمادة، ومعرفة “الواحد” (أي الله) التي تأتي بالحدس عن طريق الإعلان الذي كثيرًا ما يكون سَّرًا. وتوجد تعاليم مشابهة فيما يسمى بـ “الكتابات السحرية”، وهي مجموعة من الكتابات الأسطورية اليونانية واللاتينية تُنْسَب إلى “هرمس ترسمجستوس” Hermes Trismegistus وتبدو أهمية أفلاطون عند الغنوسيين، في وجود “جمهورية أفلاطون” بين مخطوطات نجع حمادي.
(ب) الديانات الشرقية:
إن علوم الكون عند الغنوسيين مشتقة أساسًا من ديانة الفرس وبلاد بين النهرين، فقد أصبحت الوجودية الثنائية في ديانة “زرادشت” هي محك الفكر الغنوسى، وعليه فهناك قوتان كونيتان تتنازعان العالم المادي، هما: “أهوراماذدا” قوة الخير والنور، وملائكته، و “أهريمان” الروح الشريرة أو قوة الظلمة، وشياطينه. وجمعوا بين بعض هذه القوات (وبخاصة قوات “أهريمان”) وبين الأجرام السماوية كما فعل البابليون. وقد لاحظ بعض العلماء التشابه الموجود بين هذه المعتقدات والأسرار الميثراتية الفارسية التي كانت تعتقد بصعود النفس عن طريق الكواكب لتتحد مرة أخرى بالله.
(ج) اليهودية:
كان لليهود في القرن الأول الميلادي، أثر واضح في الغنوسية الناشئة، فالكتابات الرؤيوية ولفائف البحر الميت، يبدو فيها تشابهات واضحة مع الأفكار الغنوسية اللاحقة. فجميعها تتميز بثنائية قوية (مثلا: نور وظلمة، العالم الآتي والعصر الحاضر الشرير)، وجميعها تشدد على أهمية المعرفة. ففي مخطوطات قمران كان “سمع أشياء عميقة” مقصورًا على فئة محدودة. وفي الكتابات الرؤيوية نجد الأحاديث الإعلانية والرؤى تكشف خلاص الله.
وفي الإسكندرية خلع “فيلو” (Philo Judaeus) ثوبًا يونانيًا على اليهودية، ففي سلسلة من الكتابات للأمم، جمع بين العهد القديم والفلسفة اليونانية بتفسير مجازي، يجد أمورًا أسطورية وفلسفية تحت الروايات الحرفية. وقد تبنَّى هذه الطريقة، بصورة واسعة، المسيحيون والغنوسيون. وأعظم ما ساهم به “فيلو” هو مطابقته بين “لوجوس” الفلسفة وبين الحكمة الكتابية (فى أمثال 8) كالوسط بين الله الفائق السمو، وبين كون يمتلئ بالشر.
كما استعارت الغنوسية كثيرًا من مواضيع وأسماء من سفر التكوين، وبالأسلوب المجازي الغنوسي جدلتها معًا، فمثلًا لم يعد “السقوط” يشير إلى حادث بشري، بل إلى سقوط “صوفيا” ( “الحكمة”، أي حواء) من اللاهوت.
(د) المسيحية:
يزداد عدد العلماء الذين يعتقدون أن المسيحية بإعلانها عن مخلص إلهي، كانت عاملًا مساعدًا للحركة الغنوسية. وقد نسب كثيرون من الغنوسيين تعليمهم إلى المسيح والتعليم السري الذي أعلنه لتلاميذه ضمنيًا، بعد القيامة. فالغنوسية تقدم مخلصًا بدون التجسد (المسيح – الروح)، يمنح المعرفة عوضًا عن الدعوة للإيمان [قارن هذا مع (مرقس 12: 14، غل 2: 16)].
رابعًا – الغنوسية في زمن العهد الجديد:
عندما قويت الحركة الغنوسية في النصف الأخير من القرن الأول الميلادي، وجدت الكنيسة نفسها تواجه بصورة متزايدة تعاليم كاذبة مصبوغة بألوان من الغنوسية.
فالرسول بولس واجه بيئات سادتها بعض العناصر المكوِّنة للغنوسية، فهو يخاطب مقاومين في كورنثوس “منتفخين بالعلم” (1كو 8: 1) يؤكدون على الحكمة القاصرة على عدد محدود، ظانين أنفسهم “بالغين”، وعليه فهم جماعة الصفوة الممتازة (1 كو 2: 6)، فيؤكد لهم بولس أن المحبة هي التي تبني وليس العلم (8: 1، 13: 8)، وهى ليست الحكمة السرية، بل جهالة الصليب (1: 18، 2: 7 و8)، ليس الانتماء إلى الصفوة الممتازة بل “فكر المسيح” (1 كو 2: 16، في 2: 5 – 11) ويكتب الرسول بولس إلى الكنيسة في كولوسي ضد تعليم خلط الفكر الهيليني ببعض اليهودية، وجعل منها غنوسية بدائية، وكان هذا التعليم يقول بأن المسيح إنما هو جزء من “بليروما الله” (ملء الله)، لذلك يشدد الرسول بولس على أن المسيح هو صورة الله وسيد كل القوى الروحية (كو1: 15)، وأن “فيه يحل كل ملء اللاهوت جسديًا” (كو 2: 9، انظر أيضا 1: 19). ولأن الهرطقة كانت تنادى بالتقشف (كو 2: 21 – “ولا تمس ولا تذق ولا تجس”)، فإن الرسول بولس نادى بقوة المسيح المحررة (2: 11 –15، 3: 10).
وتقدم لنا الرسائل الرعوية صورة من أوضح الصور لما تطورت إليه الغنوسية. ففي الرسالة الأولى لتيموثاوس، يشجب المعلمين الذين يتعللون “بمباحثات ومماحكات الكلام، التي منها يحصل الحسد والخصام والافتراء والظنون الردية” (1 تي 6: 4)، الذين “بالعلم (gnosis) الكاذب” (1تى 6: 20) الذي يتناول “خرافات وأنساب لا حد لها تسبِّب مباحثات دون بنيان الله الذي في الإيمان” (1تي 1: 4، 4: 7، تى 1: 14). كما كانوا ينادون بقيامة روحية “قائلين إن القيامة قد صارت” (2تي 2: 18). وكان كل ذلك مصحوبا بدعوة للتقشف في الطعام (1تى 4: 3)، “مانعين عن الزواج” (1 تي 4: 3، انظر أيضا 1 تي 2: 15، 5: 14، تي 2: 4).
وفي رسالة يوحنا الرسول الأولى، يشجب الرسول بشدة مثل هذه المعتقدات، فقد أخذ “المعلمون الكذبة” أقواله عن النور والظلمة “(1يوو 1: 5 و6)، والله والشرير” (5: 19) على أنها ثنائية وجودية، وهكذا استعاضوا عن التجسد بمسيح روحى تمامًا (1 يو 4: 2) فأنكروا مجيئه في الجسد. واستعاضوا عن الإيمان بالمعرفة (1يو 3: 23، 5: 20)، وادعو بلوغهم درجة روحية عالية _ ( “في النور” بلا خطية “- 1: 7 و8)، بدون ارتباط بالكفارة (2: 2، 5: 6 –10). كما كانوا يفصلون (كما حدث في كورنثوس) بين الروحانية والسلوك الأخلاقي (1 يو: 3 و10 و11)، منكرين إله المحبة المعلن في المسيح يسوع (1يو 4: 8)، ففيهم” روح ضد المسيح (1 يو 4: 3)، فهم “مضلون 00 لا يعترفون بيسوع المسيح آتيًا في الجسد” (2 يو 7).
ويعتقد بعض العلماء أن النقولايين كانوا من باكورات الغنوسية، فقد كانوا يفخرون بأنهم يعرفون “الأعماق” وهي مصطلح غنوسي (رؤ 2: 6 و15 و24). ويجب على المؤمنين أن يقفوا صامدين أمام هذه التجربة من الزنا الروحي والفجور الدنيوي (رؤ 2: 20).
خامسًا – الغنوسية بعد العصر الرسولي:
بدأت الغنوسية تأخذ صورتها الرسمية في نهاية القرن الأول. ويعتبر سيمون الساحر أحد مؤسسيها (أع 8: 9 –24)، فقد كان معلمًا دينيًا بين السامريين. بل لقد تطورت أفكارهم عنه حتى قالوا إن سيمون هو “المُعْلِن السماوي” وكانوا يجمعون بينه دائمًا وبين رفيقته “هيلين” التي كانت تجسد عندهم الحكمة. وقد قال آباء الكنسية عن سيمون “إنه أب كل هرطقة”.
وكان كيرنثوس (Cerinthus) أحد أوائل الغنوسيين. ويقول التقليد إنه كان معاصرًا للرسول يوحنا، وكان يعتقد أن المسيح (الروح) حل على الإنسان يسوع عند معموديته، وفارقه قبل الصليب.
وفي القرن الثاني أخذت الغنوسية صورتها الكاملة، وتشكلت منها جملة مدارس كبرى، وكانت أبرز هذه المدارس مدرسة “فالنتينوس” (Valentinus) الذي تعلم في الإسكندرية، ثم جاء إلى روما (نحو 136م)، وهناك اعتنق المسيحية. ويجمع “إنجيل الحق” الذي كتبه “فالنتينوس” بين إنجيل يوحنا والفكر الغنوسي في القرن الثاني، ولكن الكتابات اللاحقة انحرفت كثيرا عن هذه المبادئ، وتحول الفالنتيون إلى نظام أسطوري، ونادت المدرسة الفالنتينية بدعوى الخلافة الرسولية، وادعوا أن “ثيوداس” أستاذ “فالنتينوس” كان تلميذًا للرسول بولس. فقد نحوا إلى الأسلوب المجازي في تفسيرهم لإنجيل يوحنا.
وكان “باسيليدس” (Basilides) معاصرًا “لفانيتينوس” وقد علًّم في الإسكندرية وفي روما، وقد اشتط في أسلوبه الفلسفي كما انتحى ناحية أكثر أسطورية.
ويعتقد بعض العلماء أن “ماركيون” (Marcionn) كان غنوسيًا. وكان من بنتس، واشتهر في روما كمعلم ومصلح أخلاقي، ولكنه مثل الغنوسيين ميز بين الآب المحب المجهول (إله يسوع)، وبين الله الخالق ( “الديميرج”) صاحب العدالة الجامدة، وقال إنه “يهوه” العهد القديم. ولكى يؤيد تعليمه، جرَّد العهد الجديد من كل أثر لليهودية ( وكان قد رفض من قبل العهد القديم) ولم يعترف إلا بإنجيل لوقا وعشر رسائل لبولس. كما أنه علَّم – مثل الغنوسيين – بالتقشف الشديد، ولكنه اختلف عنهم في تأكيدهم على اللاهوت الفطري للنفس الداخلية وأفكارهم الأسطورية.
وقد ضعفت الغنوسية بسرعة في القرن الثالث أمام الهجمات المسيحية على أفكارهم الأسطورية، ولكن القرن الرابع شهد نهضة كانت تنادي بفكر ثنائي استطاع أن يجذب إليه الكثيرين بما فيهم الشاب “أوغسطينوس” ومع أن “المانية” اعتنقت بعض الأفكار الغنوسية (مثل الحكمة المقصورة على عدد محدود من الناس)، إلا أنها أدمجتها في نظام ديني مفكك، فقد كانت الغنوسية قد ماتت وانتهت.
سادسًا – تقييمها:
كانت الغنوسية في بداية أمرها، تهدد باكتساح العقيدة المسيحية بهذه الأساطير الجذابة الذاتية الراديكالية. وقد خرجت الكنيسة من تلك الأزمة بتشكيلات متطورة من السلطة (الأسقفية والقوانين الكنسية)، وبدأت في تفسير الكتاب ووضع اللاهوت النظامي. كما أن الكنيسة برفضها الغنوسية، أكدت الوحدة بين العهدين القديم والجديد، وبين الخالق والفادي. كما أكدت أولوية المحبة، وأجابت على الأسئلة الغنوسية: “من نحن؟ وماذا أصبحنا؟ وإلى أين نسرع الخطى؟”.
غِنَى
الغنى هو امتلاك الثروة سواء على شكل أرض أو ماشية أو مبانٍ أو عبيد أو أموال، فهذه هي التي كانت تشكل عناصر الثروة في المجتمع قديمًا في فلسطين.
وكانت النظرة الأصلية للثروة – في العهد القديم – هي أن يهوه – باعتباره الخالق – هو مالك كل شيء لأن “للرب الأرض وملؤها. المسكونة وكل الساكنين فيها” (مز 24: 1). وفى الحقيقة لم يكن بنو إسرائيل سوى وكلاء على أرض فلسطين، وقد استودعها إياهم الرب (لا 25: 23، عد 33: 53، تث 15: 4، 26: 9). وكان فشلهم في الاتكال على الرب – مصدر كل خير لهم – وذلك بنقضهم العهد وعبادتهم لآلهة أخرى (انظر تث 8: 17 – 20)، هو سبب إجلائهم عن الأرض وسبيهم. لكن الرب وعد البقية الأمينة بأن يأتي إليهم بثروات الأمم حولهم (إش 45: 14، 60: 5، 66: 12، ميخا 4: 13)، وهكذا كان الغنى علامة على غضب الرب (انظر مز 1: 3 و4).
وكما كانت المكافأة على الطاعة والأمانة هي بركة الأمة، وكما كانت اللعنة والخراب عقابًا للعصيان، هكذا كان الأمر أيضًا بالنسبة للأفراد. فكما بارك الله الأمة على أمانتها، هكذا بارك الله إبراهيم (تك 13: 2، 14: 23)، وسليمان (1 مل 3: 13). ويتناول سفر أيوب هذه القضية من كلا الوجهين، فالأمانة تأتي بالغنى، والعصيان يأتي بالفقر والضيق (انظر مثلًا أيوب 21).
ويمتلئ العهد القديم بالإنذارات والتحذيرات للذين يسعون وراء الغنى بوسائل وطرق غير شريفة، مثل الجشع والخيانة، وكذلك للذين يفترون ويتكبرون ويفخرون بالغنى (مز 52: 7، 62: 10، جا 10: 6، إش 5: 8، 10: 1 –3، إرميا 5: 27 –29، 17: 3 و4، حز 7: 10 و11، 28: 2 – 9، ميخا 2: 2، 6: 12)، “لأن كل أعماله هي حق وطرقه عدل، ومن يسلك بالكبرياء فهو قادر أن يذله (دانيال 4: 37).
وفي كثير من المزامير تستخدم كلمة “غنى مرادفًا لكلمة” شرير “، بينما تستخدم كلمة” مسكين “مرادفًا” للأمين “أو” البار “أو” التقي “، وإن كانت كلمة” مسكين “– هنا – يجب أن تفهم على الأكثر بالمعنى الروحي أي المسكين بالروح.
ويعكس سفر الأمثال موقفًا متوازنًا من الغنى، فبينما يمكن أن يكون الغنى “مصدر أمان (أم 10: 15، 18: 11)، ويمكن أن ينقذ حياة الشخص (أم 13: 8)، وهو بركة، مكافأة للسلوك بالحكمة ومخافة الرب (أم 3: 16، 10: 22 و24، 22: 4)، كما أنه مكافأة للاجتهاد (أم 10: 4). ثم إن” الصيت أفضل من الغنى الكثير “(أم 22: 1). وقد تكون الشهوة الجامحة للغنى سببًا في المبالغة في الثقة بالنفس والكبرياء (أم 28: 11)، وفى الطمع (أم 28: 22)، وفى الغرور (أم 18: 11 و12 و23، 11: 28)، وفى الفساد (أم 28: 6)، بل وفقدان الغنى أخيرا (أم 13: 11، 22: 16).
ولإدراك موقف العهد القديم من الغنى إدراكًا صحيحًا، علينا أن نتأمل موقفه من الفقير والضعيف (الأرملة واليتيم والغريب والنزيل).
ويتفق موقف العهد الجديد من الغنى مع موقف العهد القديم، وإن يكن بتركيز أكثر على مخاطر الغنى. فيحذر الرب يسوع من غرور وخداع الغنى، ويقول: “ما أعسر دخول ذوي الأموال إلى ملكوت الله.. ما أعسر دخول المتكلين على الأموال إلى ملكوت الله. مرور جمل من ثقب إبرة أيسر من أن يدخل غني إلى ملكوت الله. ولكن.. كل شيء مستطاع عند الله” (مر 10: 23 – 27، انظر أيضًا مت 19: 24، لو 18: 2554)، ويتردد هذا المعنى في كثير من الفصول، كما في مثل الغني الغبي (لو 12: 13 –21)، والشاب الغنى الذي مضي حزينًا عندما طلب منه الرب يسوع أن يبيع كل ما له ويعطي الفقراء (مر 10: 17 – 22).
ويصوِّر الرب يسوع الشر الكامن في الغنى، بالقول: “لا يقدر أحد أن يخدم سيدين” (مت 6: 24). ويوصي تلاميذه قائلًا: “اعملوا لكم أكياسًا لا تفنى وكنزًا لا ينفذ فى السموات حيث لا يقرب سارق، ولا يبلى سوس، لأنه حيث يكون كنزكم هناك يكون قلبكم أيضًا” (لو 12: 33 و34، انظر أيضًا لو 10: 4، 12: 21، 22: 36، مت 10: 10)، كما قال إن الغنى يمكن أن يكون عائقًا في طريق التلمذه له (لو 14: 33).
ويلزمنا أن نلاحظ أن الرب يسوع لم يأمر كل إنسان بأن يتخلى عن ممتلكاته، فإن الشاب الغني كان شخصًا تسيطر أمواله على حياته، لذلك طلب منه الرب يسوع – فاحص القلوب – أن يبيع ممتلكاته التي كانت كل شيء بالنسبة له، كما أن الرب يسوع كان يعد تلاميذه للمهام الجسام التي كانت تنتظرهم. والرب يسوع – مع ذلك – لم يمتدح الفقر، والأرملة التي ألقت كل ما عندها في خزانة الهيكل، لم يمتدحها الرب لفقرها، بل لسخائها في العطاء وتكريسها الكامل لله (مر 12: 41 –44).
ومع أن الكثيرين من أتباع يسوع كانوا فقراء، لكن لم يكن الجميع كذلك، فقد كان منهم زكا رئيس العشارين (لو 9: 2)، ويوسف الرامي (مت 27: 57)، وبرنابا (أع 4: 37) وغايس الذي كان يضِّيف كل الكنيسة (رو 16: 23، 3 يو5)، وغيرهم. وعندما قال الرب: “طوباكم أيها المساكين” (لو 6: 20، انظر أيضًا مت 5: 3). كان يقصد المعنى الروحي كما في سفر المزامير، أي المساكين بالروح.
وكان موقف الكنيسة الأولى متفقًا مع تحذير الرب يسوع من مخاطر الغنى، ويتضح ذلك من أنه “لم يكن أحد يقول إن شيئًا من أمواله له، بل كان عندهم كل شيء مشتركًا” (أع 4: 32 – 35). ولم يكن هذا مثالًا عامًا ليحذوا الجميع حذوه (انظر أع 5: 4)، ولكنه يقدم لنا صورة رائعة للكنيسة الأولى، واستعداد المؤمنين للبذل والعطاء.
ويحرض الرسول بولس المؤمنين أن يشتغلوا، لا لسد أعوازهم فحسب، بل لمساعدة الآخرين في حاجتهم، وأن الرب يسوع قال: مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ “، وجعل الرسول من نفسه قدوة في ذلك (أع 20: 34 و35، 2كو 8: 13 – 15، أف 4: 28). كما يجب ألا يكون الإنسان مستعدًا لشهوة الغنى (1 كو 7: 30 و31).
ورغم أن الرسول بولس أدرك مشاكل الغنى في الكنيسة (انظر مثلًا 1 كو 4: 7 و8) فقد أراد أساسًا أن يعيد تعريف الغنى الحقيقي، بأنه حضور المسيح وعمله في الكنيسة. لقد كان المسيح “غنيًا” ولكنه افتقر من أجلنا لكي نستغنى نحن بفقره (2 كو 8: 9، انظر أيضًا رو 2: 4، 9: 23، 10: 12).
ويجب أن تسكن كلمة المسيح “بغنى” في المؤمنين (كو 3: 16)، فهم الذين استغنوا في المسيح في كل كلمة وكل علم (1 كو 1: 5، انظر أيضًا 2 كو 9: 11)، والذين أعلن الله لهم “غنى مجد هذا السر” (كو 1: 27)، “وغنى يقين الفهم لمعرفة سر الله الآب والمسيح” (كو 2: 2)، و “غنى مجد ميراثه في القديسين” (أف 1: 18، 3: 16). فالغنى الحقيقي إنما هو في المحبة المضحية في المسيح الذي هو المحبة المتجسد (1كو 13: 4 –13). وكان على الرسول بولس أن يبشر “بين الأمم بغنى المسيح الذي لا يستقصى” (أف 3: 8).
كما تشمل رسائل العهد الجديد الأخرى تحذيرات جازمة فيما يختص بمخاطر الغنى (يع 5: 1 – 5)، وضد المحاباة للغنى (يع 2: 1 – 7)، وضد السعى وراء الغنى، فيقول الرسول بولس: “فإن كان لنا قوت وكسوة فلنكتف بهما. وأما الذين يريدون أن يكونوا أغنياء فيسقطون في تجربة وفخ وشهوات كثيرة غنية ومضرة تغرِّق الناس في العطب والهلاك، لأن محبة المال أصل لكل الشرور، الذي إذا ابتغاه قوم ضلوا عن الإيمان، وطعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة. أما أنت يا إنسان الله، فاهرب من هذا” (1 تى 6: 8 –11، انظر أيضا عب13: 5).
كما يكتب لتلميذه تيموثاوس أن يوصي “الأغنياء في الدهر الحاضر أن لا يستكبروا ولا يلقوا رجاءهم على غير يقينة الغنى، بل على الله الحي الذي يمنحنا كل شيء بغنى للتمتع 000 وأن يكونوا أغنياء في أعمال صالحة، وأن يكونوا أسخياء في العطاء، كرماء في التوزيع” (1 تي 6: 17 – 19).
وقد لا يكون ثمة تحذير أقوى من التحذير الذي وجهه الرب المقام لكنيسة اللاودكيين لأجل فتورها الروحي: “لأنك تقول: إني أنا غني، وقد استغنيت، ولا حاجة لي إلى شئ، ولست تعلم أنك أنت الشقي والبئس وفقير وأعمى وعريان. أشير عليك أن تشتري مني ذهبًا مصفى بالنار لكي تستغني، وثيابًا بيضًا لكي تلبس في يظهر خزي عريتك. وكحل عينيك بكحل لكي تبصر” (رؤ 3: 17 و18، انظر رؤ 18: 1 – 24).
مَغارة | مغاير
هي فجوة في طرف جبل داخل صخر ووجود المغاور يكثر في البلاد ذات الحجارة، والأراضي الكلسية، ولما كانت فلسطين من هذا النوع فهي تمتلئ بالمغاور. وقد كان لهذه الكهوف أهميتها في الأزمنة القديمة. إذ كان المطاردون يختبئون فيها ويجدون في جدرانها المناعة. ومن أشهر المغاور في فلسطين في العهد القديم مكفيلة (تك ص 23) وعدلام ومقيدة (يش 10: 16ـ 27 و1 صم 22: 1 و2 صم 23: 13). وقد اكتشفت آثار من العصر الحجري في مغاور في وادي المغارة عند جبل الكرمل. وكان أن الكثيرين يسكنون في المغاور، إذا كانت واسعة وصالحة للسكن (تك 19: 30). وحتى اليوم لا يزال بعض اللاجئين الفلسطينيين يقيمون في مغاور طبيعية قرب أريحا، وفي لبنان أقام الآلاف من نساك المسيحية والدرزية في مغاور لبنان الطبيعية في مختلف الدهور. وكانت المغاور المسكن الطبيعي لسكان أوائل العهود التاريخية ثم تحولت إلى مغاور مع مرور الزمن. ومن الذين يخبرنا الكتاب المقدس، عن لجوئهم إلى الكهوف لوط وابنتاه، وإيليا وداود (تك 19: 30 و1 مل 18: 4 و19: 9 وعب 11: 38 و1 صم 24: 3) أيضًا لجأ اليهود إلى المغاور خوفًا من ملك مديان (قض 6: 2) والفلسطينيون في زمن شاول (1 صم 13: 6).. ومن كهوف الدفن المذكورة في الكتاب المقدس مغارة مكفيلة حقل عفرون الحثي (تك 49: 29) وقبر العازر (يو 11: 39). وقد أخفى اليهود الكثير من مخطوطات الأسفار المقدسة في مغاور في وادي قمران في القرن الأول الميلادي.
والكلمة في اللغة العبرية هي “معارة” (بالعين المهملة). وتوجد الكهوف الطبيعية بكثرة في المنطقة الجبلية من فلسطين، التي يتكون غالبيتها من الحجر الجيري (فيما عدا نتوء من البازلت في جنوبي الجليل). وقد تفاعلت مياه الأمطار الحمضية مع الحجر الجيري وأذابت أجزاء منه، فتكونت هذه الكهوف أو المغاير. وقد استخدمت هذه المغاير – منذ أقدم العصور – لسكنى الإنسان أو ملاجئ للاختباء فيها، أو كقبور لدفن الموتى.
(1) استخدام المغارات أو المغائر للسكن:
اكتشفت مغاير سكنها الإنسان منذ أواخر الألف الرابعة قبل الميلاد (3400 – 3300 ق. م.) في “تل أبو مطر” إلى الجنوب من بئر سبع. كما قام الإنسان بتوسيع هذه الكهوف الطبيعية، أو ربطها ببعضها لتتكون منها جماعات من الفلاحين أو عمال مناجم النحاس.
وفي الألف الثانية قبل الميلاد، سكن لوط وابنتاه في مغارة في الجبل بالقرب من صوغر بعد تدمير سدوم وعمورة (تك 19: 30). كذلك أقام داود ورجاله في أثناء هروبه من الملك شاول، في مغارة عدلام (1صم 22: 1) كما بات إيليا بعد هروبه خوفًا من إيزابل الملكة الشريرة في مغارة في جبل حوريب (1 مل 19: 9 – 13).
(2) استخدم المغارات أو المغائر كملجأ:
عند هروب الخمسة الملوك الكنعانيين بعد هزيمة يشوع لهم في وادي أيلون، اختبأوا في مغارة في مقيدة (يش 10: 15 و16)، فأغلقها يشوع عليهم بحجارة عظيمة، وجعل عليها حراسًا حتى انتهى من المعركة، فعاد وأمر بفتح المغارة، وأخرج الملوك الخمسة وقتلهم (يش 10: 22 – 26).
كما لجأ بنو إسرائيل للاختباء في الكهوف والمغاير والحصون من وجه الغزاة المديانيين إلى أقام لهم الرب جدعون لينقذهم من المديانيين (قض 6: 1 و2). وكذلك فعلوا عندما تعرضوا لهجوم الفلسطينيين في أوائل حكم شاول الملك، حين “اختبأ الشعب في المغاير والغياض والصخور” (1 صم 13: 6).
وحين قتلت إيزابل – الملكة الشريرة – أنبياء الرب، أخذ عوبديا – الذي كان على بيت أخآب الملك – مئة نبي وخبأ كل خمسين منهم في مغارة وعالهم بخبز وماء (1 مل 18: 4، 13).
وكذلك اختبأ اليهود الأتقياء في أيام أنطيوكس إبيفانس، وهم على الأرجح الذين يشير إليهم كاتب الرسالة إلى العبرانيين بالقول: “تائهين في براري وجبال ومغاير وشقوق الأرض” (عب 11: 18). كما أتخذ الأسينيون كهوف ومغاير عين جدي ملجأ لهم، وهناك اكتشفت مخطوطات قمران.
(3) استخدام المغارات أو المغائر كقبور:
استخدم الإنسان المغاير والكهوف لدفن الموتى من عصور ما قبل التاريخ. وقد اشترى إبراهيم مغارة المكفيلة من عفرون بن صوحر الحثي، ليدفن فيها زوجته سارة، ولتصبح مدفنًا له ولأسرته من بعده (تك 23: 9 و11 و17 20، 25: 9، 49: 29 و30، 50: 13).
كما دُفن لعازر الذي من بيت عنيا في قبر في مغارة، وقد وضع عليه حجر. ومن هذا القبر أقامه الرب يسوع قائلًا: “لعازر هلم خارجًا” (يو 11: 38 – 44).
غيور | الغيور
يُلَقَّب سمعان أحد تلاميذ الرب الاثني عشر بـ “الغيور”، فَيُقَال عنه: “سمعان الذي يدعى الغيور” (لو 16: 15) بطرس. ويسمى سمعان هذا في إنجيلي متى ومرقس “بسمعان القانوي” (مت 10: 4، مرقس 3: 18). وكلمة “القانوي” في اللغة الأرامية، تعنى “الغيور” وليست نسبة إلى “قانا” كما يظن البعض. ويبدو أنه كان – قبل أن يصبح تلميذًا للرب – من حزب يهودي وطني، هو حزب الغيورين الذين كانوا يعارضون الحكم الروماني ويميلون إلى استخدام العنف.
غيور | الغيورون
يطلق اسم “الغيورين على حزب من اليهود الوطنيين الذين ظهروا في القرن الأول الميلادي، وكان استعمال العنف مقبولًا عند غالبيتهم طالما أنه لهدف شريف، وهو التخلص من الحكم الأجنبي، وكانوا يتخذون من فينحاس بن ألعازار بن هارون الكاهن، مثلهم الأعلى، فقد رضي الرب عن عمله، وقال عنه فينحاس بن ألعازار بن هارون الكاهن، قد رد سخطي عن بني إسرائيل بكونه قد غار غيرتي في وسطهم حتى لم أفن بني إسرائيل بغيرتي. لذلك قل: هأنذا أعطيه ميثاقي، ميثاق السلام، فيكون له ولنسله مكن بعده، ميثاق كهنوت أبدي لأجل أنه غار لله وكفَّر عن بني إسرائيل” (عد 25: 7 – 13). وقد أصبحت هذه الغيرة المتقدمة مثالًا للكثيرين من القادة العظام والأنبياء والكهنة والحكماء. فقد اقتدى به متتيا بن يوحنا، وغار للشريعة كما فعل فينحاس بزمري بن سالو “(1 مك 1: 24 – 28)، وهكذا بدأت ثورة المكابيين.
وقد أطلقت الكلمة على أعضاء حزب من المتطرفين بدأ ظهوره في 6 م عندما قام يهوذا الجليلي (أع 5: 37) وحرض على مقاومة إجراء الرومان للاكتتاب بعد أن أصبحت اليهودية ولاية رومانية خاضعة للإمبراطور مباشرة. وقد جعل يهوذا الجليلي شعاره: أن لا يدفع يهودي الجزية لروما. أو يقدم الولاء للإمبراطور لأنه مجرد إنسان. وكان يهوذا ينادي بأن أرض إسرائيل هي الأرض المقدسة، ويجب ألا يُعطي إنتاجها ومواردها لحاكم أجنبي، لأنها للرب، كما أن إسرائيل دولة ثيوقراطية وأي خروج عن الشريعة يعتبر ارتدادًا. وانضم إليه كثيرون، وكوَّنوا حزب الغيوريين، الذين كثيرًا ما لجأوا للعنف، بل للاغتيالات في بعض الأحيان، وسبَّبوا الكثير من المتاعب للرومان.
ويزعم البعض أن المسيح كان يؤيد الغيوريين، وأنه اختار سمعان من بينهم لإبداء موافقته على أفكارهم، ولكن هذا زعم خاطيء، وأبعد ما يكون عن الحقيقة. فكل أقوال يسوع وتصرفاته كانت تدعو للسلام، بل والمحبة للأعداء (انظر مثلًا مت 5: 43 –46)، وهو الذي أوحى لعبده بولس أن يكتب قائلًا: “لتخضع كل نفس للسلاطين الفائقة، لأنه ليسس سلطان إلا من الله، والسلاطين الكائنة هي مرتَّبة من الله، حتى إن من يقاوم السلطان، يقاوم ترتيب الله، والمقاومون سيأخذون لأنفسهم دينونة” (رو 13: 1 و2). كما يكتب إلى تيطس الابن الصريح في الإيمان أن يذكر المؤمنين “أن يخضعوا للرياسات والسلاطين ويطيعوا ويكونوا مستعدين لكل عمل صالح 00 مظهرين كل وداعة لجميع الناس” (تي 2: 1 و2). كما أوحى لعبده بطرس أن يكتب: “اخضعوا لكل ترتيب بشري من أجل الرب 00 أكرموا الجميع 00 خافوا الله. أكرموا الملك. أيها الخدام كونوا خاضعين بكل هيبة للسادة ليس للصالحين المترفقين فقط بل للعنفاء أيضًا 000” (1بط 2: 13 – 20).
ولابد أن سمعان الغيور تغير قلبه وأفكاره وتعلَّم للوداعة وحب السلام من المسيح رئيس السلام، وإن ظل يلَّقب بـ “الغيور” لبيان ما كان عليه قبلًا.
وقد استولى الغيورون على أورشليم في 66م، مما أدى في النهاية إلى سقوط اليهودية كلها في أيدى الرومان، وخراب أورشليم وتدمير الهيكل في 70 م، فأصبحوا في نظر الكثيرين، سبَّب الحرب وخراب أورشليم وتدمير الهيكل، حتى إن يوسيفوس – المؤرخ اليهودي الذي كان معاصرًا للحرب بل واشترك فيها – لم يعتبرهم “غيورين” لله حقيقة، ويسميهم “حملة الخناجر” أي “القتلة”. وقد سقط آخر حصونهم في “مسادا” في مايو 73 م. في أيدي الرومان.
غياض
الغيضة: الأجمة أو الموضع الذي يكثر فيه الشجر ويلتف، وجمعها: الغياض. وعندما ضايق الفلسطينيون بني إسرائيل في أيام شاول الملك، “اختبأ الشعب في المغاير والغياض والصخور والصروح والآبار” (1صم 13: 6).
غيظ | غاظ
غاظه غيظًا: أغضبه أشد الغضب. ولما لم ينظر الرب إلى قايين وقربانه، “اغتاظ جدًا، وسقط وجهه” فقال الرب لقايين: “لماذا اغتظت ولماذا سقط وجهك؟ إن أحسنت أفلا رَفْع؟” (تك 4: 5 – 7، انظر أيضًا يونان 4: 4 و9). وكانت نتيجة غيظ قايين أنه “قتل أخاه هابيل” (تك 4: 8)، “لأن غضب الإنسان لا يصنع بر الله” (يع 1: 20)، “ولأن الغيظ يقتل الغبي” (أي 5: 2). ويسأل “بلدد الشوحي” أيوب ظلمًا: “أيها المفترس نفسه في غيظه، هل لأجلك تُخلى الأرض أو يزحزح الصخر من مكانه؟” (أي 18: 4، انظر أيضًا 19: 29).
وقد أوصى يوسف إخوته قائلًا: “لا تتأسفوا ولا تغتاظوا لأنكم بعتموني إلى هنا” (تك 45: 5). ويوصي الرسول بولس المؤمنين قائلًا: “لا تغرب الشمس على غيظكم، ولا تعطوا إبليس مكانًا” (أف 4: 26 و27)، “ولا تغيظوا أولادكم” (أف 6: 4، كو 3: 21).
ويمكن للإنسان الضعيف أن يغيظ الله بحماقة وعصيان فيقول موسى عن بني إسرائيل: “أغاروه بالأجانب وأغاظوه بالأرجاس” (تث 32: 16 و21، 1مل 14: 9، 15: 30، 16: 7، 22: 53، 2مل 17: 11، 21: 15، و23: 6، انظر أيضًا مز 78: 58، 106: 29، إش 65: 3 إرميا 8: 19، 11: 17، 25: 7، 32: 29، 44: 3).
وغيظ الرب شديد لأنه “مخيف هو الوقوع في يدي الله الحي” (عب 10: 31) لأن “غيظه ينسكب كالنار، والصخور تنهدم منه” (نا 1: 6). ويحذر الرب الشعب قديمًا، قائلًا: “انزعوا غرل قلوبكم لئلا يخرج كنار غيظي، فيحرق وليس من يطفئ بسبب شر أعمالكم” (إرميا 4: 4، انظر أيضًا 21: 5، 23: 19 و20، 36: 7، 42: 18، إش 63: 3 و5، مز 2: 5)، لأن “الذي يغيظه يخطئ إلى نفسه” أم 20: 2). لذلك يصرخ داود للرب قائلًا: “يا رب لا توبخني بغضبك، ولا تؤدبني بغيظك” (مز 6: 1، 38: 1).
غَيم | غمام
هو السحاب. وقد شبه بطرس المعلمين الكذبة بالغيوم التي يسوقها النوء (2 بط 2: 17). وعرف إيليا من ظهور غيمة مغيرة أن المطر آتٍ (1 مل 18: 44).
المحتويات
-
غابيلوس
-
غاليون حاكم أخائية
-
الغاليون
-
غايس الكورنثوسي
-
غايوس المقدوني
-
غايس القائد المسيحي
-
غايوس الدربي
-
غُبار
-
غَبَّ
-
غبط | غبطة
-
غبن | مغابن
-
غَبِيَ
-
غبي | أغبي | غبياء
-
غثاء
-
غدير | غدران
-
غد السبت
-
غُراب | غربان
-
غراب الأمير
-
غراب | غروب
-
غريب ونزيل
-
غربل | غِرْبال
-
غَرَّ | يغتر | غرور
-
غَرْس | مغروسة
-
غرلة
-
غرم | غرامة
-
غرم | غريم | غرماء
-
مدينة غزة الفلسطينية
-
مدينة غزة في نصيب أفرايم
-
غُسل | غسلًا | اغتسالًا
-
غسل الأرجل
-
غش
-
غصب | اغتصابًا
-
غضن
-
غطاريس | مغطرسة
-
غطس | التغطيس في المعمودية
-
غِطاء التابوت
-
غطاء الرأس
-
غفر الأيائل
-
الرسالة إلى أهل غلاطية
-
غلفة | أغلف | غلفاء
-
غلة
-
غمد
-
غمر | الغمر
-
غمز
-
غمقة
-
غنَّى | غِناء | مُغنُّون
-
أغاني روحية
-
غنوسية
-
غِنَى
-
مَغارة | مغاير
-
غيور | الغيور
-
غيور | الغيورون
-
غياض
-
غيظ | غاظ
-
غَيم | غمام
No Result
View All Result
Discussion about this post