قاموس الكتاب المقدس
حرف س
سارافاسم
عبراني معناه “احتراق أو حية” وساراف رجل من نسل شيلا بن يهوذا، وكان من أصحاب مواب (1 أخبار 4: 22).
ساراي
Sarai اسم عبراني معناه “المجاهدة” وهو الاسم الأصلي لسارة Sarah زوجة إبراهيم (تكوين 11: 29).
سارة زوجة إبراهيم
Sarah اسم عبراني معناه “أميرة”. وهي زوجة إبراهيم Abraham، وكانت في الأصل تدعى ساراي Sarai.
تزوجت سارة من إبراهيم في أور الكلدانيين وكانت أصغر منه بعشر سنوات (تكوين 11: 29 – 31 و17: 17). وعندما خرج إبراهيم من حاران كان عمر سارة 65 سنة (تكوين 12: 4) ولكنها كانت جميلة بالرغم مما بلغت من العمر، وكانت محتفظة بقوتها وشبابها.
وبعد مغادرة حاران وقبل النزول إلى مصر، تحدث إبراهيم مع سارة وطلب منها أن تخفي أنها زوجته وتقول أنها أخته، وقد كانت بالفعل أخته ابنة أبيه ليست ابنة أمه (تك 20: 12). وكان سبب طلب إبراهيم ذلك خوفه من أن جمال سارة يلفت نظر المصرين إليها، فيقتلونه ويأخذونها. وأطاعت سارة زوجها. فأخذها ملك مصر، ولكن الله منعه من الاقتراب إليها. ووبخ فرعون زوجها عندما أعلن له الله الأمر.
وبعد عدة سنين سكن إبراهيم في جرار وقال عن سارة أنها أخته، فطلب أبيمالك أن يتزوج منها، ربما لغرض إيجاد تحالف مع الأمير البدوي القوي. وهنا أيضًا منع الله أبيمالك من الإساءة إلى سارة (تكوين 20: 1 – 18).
وعندما كان عمر سارة 75 سنة ضعف إيمانها في إتمام وعد الله من حيث حصولها على نسل، فأشارت على زوجها أن يتزوج من جاريتها هاجر، فولدت هاجر إسماعيل (تكوين 16: 1 – 16).
وعندما بلغت سارة سن 89 جاءها الموعد بميلاد إسحق Isaac الذي ولدته بعد سنة. وغيَّر الله اسم ساراي إلى سارة في ذلك الوقت – وقت الموعد (تك 17: 15 – 22 و18: 9 – 15 و21: 1 – 5).
وعندما فطم إسحق أقام والداه وليمة عظيمة.. ولاحظت سارة أن إسماعيل يمزح، وقد قيل أنه كان يصوب سهامه على إسحق مهددًا بقتله من باب التخويف، فطلبت سارة من إبراهيم أن يطرد الجارية مع ابنها. وقد ظن البعض أن ذلك كان قساوة وشرًا من سارة، غير أن البعض الآخر يعتقد أن سارة لم تطلب طرد هاجر إلا إلى الخيام الأخرى لإبراهيم والتي كان يقيم فيها عبيده الآخرون، أي أن سارة منعت الجارية وابنها من السكن في خيمة السيد، وجعلتها تأخذ مكانها كجارية فقط.
واختلفت الآراء في سارة، ولكنها كانت في الحق مؤمنة فاضلة وزوجة أمينة وأمًا مثالية. (). وقد ماتت سارة في سن 127 سنة، بعد ولادة إسحق بما يزيد على 36 سنة، ودفنها ودفنها إبراهيم في حقل المكفيلة الذي اشتراه لهذا الغرض.
سارَح
اسم عبري معناه “شارح” وهو الشخص الذي يوضح.
وسارح هي ابنة أشير، وقيل أنها الابنة الوحيدة، كما قيل أنها كانت متميزة بشخصيتها وبجمالها، وكان هذا سبب ذِكْر اسمها (عدد 26: 46 تك 46: 17 و1 أخبار 7: 30).
سارَد
اسم عبري معناه “خوف”. وهو اسم رجل من زبولون قيل أنه بكره، وقد ورد اسمه مرتين في سلسلة الأنساب (تكوين 46: 14 وعدد 26: 26).
ساردِس
← اللغة الإنجليزية: Sardis – اللغة اللاتينية: Sardi – اللغة العبرية: סרדיס – اللغة اليونانية: Σάρδεις.
كانت مدينة من أهم وأقدم مدن آسيا الصغرى، وكانت في أول الأمر تابعة للميونيّين ثم أتبعت لليديّين. وكانت واقعة في سفح جبل تمولوس Bozdağ Mountain: Mount Tmolus على شاطئ نهر بكتولوس في وسط إقليم خصب وعلى مسافة خمسين ميلًا شرقي سميرنا.
في سنة 546 قبل الميلاد استولى كورش الكبير على المدينة، وكانت إذ ذاك عاصمة لليديين وملكها (كريسوس) الملك الغني جدًا. وصارت عاصمة المقاطعة الفارسية. وقد احرقها الأثينويون سنة 499 ق. م. وكان هذا سبب غزو فارس لبلاد اليونان على يد داريوس واكسركسيس. وفي سنة 334 ق. م. خضعت للإسكندر الكبير، وفي سنة 214 استولى عليها انطيوخس الكبير Antiochus III the Great، ولكنه لم يقدر على الاحتفاظ بها بسبب هزيمته أمام الرومان في مغنيزيا سنة 190 ق. م. وقد ألحقها الرومان بمملكة برغامس ولكنهم عندما أنشأوا إقليم آسيا سنة 129 ق. م. وقعت ساردس ضمن ولاية آسيا.
وسكن اليهود فيها، وتأسست فيها كنيسة مسيحية (سفر الرؤيا 1: 11 و3: 1 و4). وكا: 1 و4). وكانت على ما يُستنتج كنيسة كبيرة مشهورة، ولكنه لم تحفظ مكانها إذ انزلقت في الشهوات والنجاسات، ويبدو أن الثروة ضيعتها، فقد كانت الثروة تعود إلى الذهب الذي وُجد في رمال نهر باكتولوس stream Pactolus، وهناك سُكت أول عملة ذهبية وفضية. وظلت الكنيسة محتفظة بمظاهر الحياة القوية ولكنها في الحقيقة ميتة. نعم كانت وسط حضارة عظيمة جدًا، ولكنها لم تؤدي الرسالة الصحيحة، وقد جاءها الإنذار فلم تهتم به، ولذلك فقدت مكانها.
وساردس اليوم قرية صغيرة اسمها “سرت” وتوجد في مكان المدينة العظيمة بقايا هيكل أرطاميس العظيم الذي بني في القرن الرابع قبل الميلاد، وكان هذا الهيكل قد بني في مكان هيكل أعظم، قيل أنه كان لسبيلي (Cybele). ونجد ملاصقًا لبقايا الهيكل في الجهة الشمالية بقايا جدران كنيسة مسيحية بنيت قبل القرن الرابع للميلاد.
وقد اكتشف الباحثون أن بعض اللصوص كانوا يسكنون جبل تمولوس وكانوا ينزلون بين آن وآخر لسرقة آي مكان في ساردس، ولعل هذا سر إشارة الرب إلى مجيئه كلص (رؤيا 3: 3) ويرّجح أن “صفارد” في (عوبديا 20) تشير إلى ساردس.
كذلك نسمع في سفر الرؤيا عن السبع الكنائس التي في آسيا التي في أفسس، سميرنا، برغامس، ثياتيرا، ساردس، فيلادلفيا، لاوديكية “(رؤ 1: 11).
سارَديُّون
اسم عبري معناه “خوف”. وهو اسم رجل من زبولون قيل أنه بكره، وقد ورد اسمه مرتين في سلسلة الأنساب (تكوين 46: 14 وعدد 26: 26).
سارُون
هذه هي الصيغة اليونانية لكلمة عبرانية معناها “سهل” لم ترد إلا في (سفر الأعمال 9: 35) بهذه الصيغة، ولكنها وردت في أماكن أخرى باسم شارون.
ساريد
اسم عبراني معناه “باقٍ بعد غيره”، وهي قرية على حدود زبولون (يش 19: 10 و12). وقيل أن ساريد هي تل اشدود إلى الجهة الشمالية من سهل يزرعيل، مرج بن عامر على بعد خمسة أميال إلى الجنوب الغربي من الناصرة.
سَعير الأمير الحوري
← اللغة الإنجليزية: Seir – اللغة العبرية: שֵׂעִיר – اللغة اليونانية: σηιρ.
كلمة عبرانية معناها “كثير الشعر”:
اسم أمير حوري أطلق اسمه على المناطق الجبلية التي سكنها (تكوين 36: 20).
سَأف
وردت هذه الكلمة في بعض النسخ العربية ترجمة للكلمة “شحف” وهو طائر بحري، يسمّى زُمَّجُ الماء أو النورس، أجنحته وظهره بيضاء اللون مشربة باللون الرمادي، طويل الأجنحة، مكفّف الأرجل. وهو من الطيور النجسة عند اليهود (لا 11: 16) وكان يكثر عند شواطئ فلسطين. وهذا الاسم عام لا يُطلق على طائر واحد، بل عدة أنواع من الطيور.
ساف
اسم سامي معناه “حوض أو عتبة” أحد جبابرة الفلسطينيين (2 صموئيل 21: 18) ويدعى أيضًا سفَّاي (1 أخبار 20: 4).
سَاكار أبو آخيام
اسم عبراني معناه “اجرة”:
واحد من الهراريين، وهو أبو آخيآم أحد أبطال داود (1 أخبار 11: 35) وقد وردت في (2 صموئيل 23: 33) شارار.
البوَّاب اللاوي سَاكار ابن عوبيد أدوم
اسم عبراني معناه “اجرة”:
بوّاب من اللاويين، وهو رابع أولاد عوبيد ادوم (1 أخبار 26: 4).
سَالَع | سَالِع | سِلَع
اسم عبراني معناه “صخرة” وهي أمنع موقع في أرض ادوم، كان يهرع إليها الادوميون كقلعة حصينة لا تُقهر وقت الحصار الحربي، لأنها تقع على قمة جبل. وقد وصف عوبديا اطمئنان الادوميين إليها في عوبديا 3.
أخذها امصيا ملك يهوذا من ادوم ودعها يقتئيل (2 ملوك 14: 7) وقد تكون الإشارة على الصخرة التي وردت في قضاة 1: 36 عن هذا المكان. ويغلب انها هي المقصودة في 2 أخبار 25: 12 واشعيا 42: 11 وعوبديا 3، وربما أيضًا اشعياء 16: 1. وقد أقام من سكانها في الأعالي في شقوق الصخر (عوبديا3). ويدعوا اليونانيون المكان “بترا” التي معناها صخر وترجمة كلمة سالع.
وتقع سالع بقرب سفح جبل هور، في منتصف المسافة بين أريحا وجبل سيناء، وترتفع الجبال التي تخفي هذه المدينة فوق الحدود الشرقية للعربة التي هي الوادي العميق الممتد من البحر الميت إلى خليج العقبة.
وفي القرن الرابع ق. م. انتقلت “بترا” من الادوميين إلى “العرب النبطيين” الذين جعلوها من أفضل البقاع الزراعية، بفضل نظام الري الرائع وخزانات المياه، فعمّروا الصحراء، كما استخدموا أفضل الأساليب الحربية المعروفة وقتئذ، وادخلوا عليها التحسينات. وكانت بلادهم مركز التجارة القادم من الشمال والجنوب والشرق والغرب وكانت الأسرة الحاكمة تضم عددًا من الملوك باسم “الحارث” ورد ذكر أحدهم في 2 كورنثوس 11: 32. وقد تزوج هيرودس ابنة الحارث، ولكنه طلقها حين تزوج امرأة أخيه.
وانتهت مملكة النبطيين سنة 105 بعد المسيح، عندما هاجمها الإمبراطور الروماني تراجان، وصارت مدينة الصخر العربية الجميلة مقاطعة رومانية. وقد كشف مكانها المستكشف والرائد المشهور بركهادت عام 1812 بعد أن أخربت في عام 629، فتمت فيها نبوة ارميا (49: 16 و17).
ويزور سالع اليوم سياح كثيرون، ويمكن الوصول إليها من جهة الشرق عن طريق جسر اسمه السيق، ويبلغ طوله ميلًا واحدًا، وهو محاط من جميع نواحيه بصخور ذات ألوان طبيعية رائعة تختلف عن فعل الماء. (). ويسمى هذا الجسر أيضًا باسم وادي موسى، ويزعم الاعراب الساكنون هناك أنه تخلف عندما ضرب موسى الصخرة بعصاه.
ويخترق وادي السيق طولًا نهر ص السيق طولًا نهر صغير اسمه عين موسى، وجدران الوادي من صخور رملية منضدة ملونة بألوان قرمزية ونيلية وصفراء وارجوانية.
وتجاه نهاية السيق هيكل منحوت في الصخر يسمى خزنة فرعون، يبلغ ارتفاعه 85 قدمًا، وتفاصيل نحته محفوظة جيدًا، ولا تزال خمسة من أعمدته الستة قائمة حتى اليوم.
وداخل باب هذا الهيكل دار مربعة طولها وعرضها ستة وثلاثون قدمًا، وارتفاعها خمسة وعشرون قدما، وعلى بعد نحو ست مئة قدم منه توجد بقايا مسرح عظيم، هو فخر سالع، قطره 117 قدمًا، وفيها ثلاثة وثلاثون صفًا من المقاعد التي تسع بين ثلاثة وأربعة آلاف متفرج.
ومن جملة غرائب سالع قصر فرعون وقوس النصر مع عدة هياكل وقبور، بعضها ذات شأن. ويتجشم الزائرون كثيرًا من المتاعب قبل الوصول إليها، لأنها في داخل الصحراء.
ويقول التقليد المسيحي أن بولس الرسول زار سالع هذه عندما ذهب إلا البلاد العربية (غلاطية 1: 17) ولكن لا يوجد دليل على صدق هذا التقليد. غير أن المسيحية وصلت إليها غالبًا عن طريق قوافل التجارة التي كانت تمر بها. واسم قلعة سالع اليوم “أم البيَّارة”.
سالو
اسم عبراني ربما كان معناه “موزون”. وهو اسم رئيس لبني شمعون (عدد 25: 14) وهو أبو زمري الذي قتله فينحاس مع المرأة المديانية التي أدخلها زمري إلى خيام إسرائيل.
سالومة زوجة زبدي، أم يعقوب ويوحنا
أم إبني زبدي، وهو اسم عبري مؤنث سليمان.
زوجة زبدي وأم يعقوب ويوحنا (قارن متى 27: 56 ومرقس 10: 40 و16: 1) وكانت إحدى النساء اللواتي أتبعن المسيح في الجليل وخدمنه (مرقس 15: 40 و41)، وإحدى اللواتي شاهدن الصلب (متى 27: 56) وذهبت إلى القبر مع النساء وهن يحملن الأطياب (مرقس 16: 1)، وهي التي طلبت من المسيح أن يجلس واحد من أولادها يمينه والآخر عن يساره (متى 20: 2024). ويُرَجِّح البعض أنها أخت مريم أم يسوع مستنتجين ذلك من (يوحنا 19: 25)، ولكن هذا مجرد افتراض.
سالومة ابنة هيروديا
Salome اسم عبري مؤنث سليمان.
يقال أن سالوما ابنة هيروديا Herodias زوجة هيرودس فيلبس، هي التي رقصت في حفلة عيد ميلاد هيرودس أنتيباس عمها غير الشقيق، فسرته، ووعد بقسم أنه مهما طلبت يعطيها. وبناء على مشورة أمها رأس يوحنا المعمدان على طبق؛ لأنه كان يوبخ هيرودس أنتيباس، قائلًا له إنه لا يحل أن تكون له زوجة أخيه (مت 14: 3 – 11، مرقس 6: 17 –28).
ولا تذكر الأناجيل اسم هذه الصبية، ولكن ذكره يوسيفوس. ونعلم من يوسيفوس أيضًا أنها تزوجت أولًا من عمها فيلبس رئيس ربع تراخونيتس (لو 3: 1) ثم من ابن عمها أرستوبولوس بن هيرودس ملك خالكيس.
مكان ساليم
اسم عبراني معناه “سلام” (انظر أيضًا شاليم).
مكان بالقرب من مياه عين نون حيث كان يوحنا المعمدان يجري تعميد الناس (يوحنا 3: 23). والمكان غير معروف الآن بالضبط، على انه بحسب ما جاء في كتابات جيروم فإِن عين نون وساليم تقعان في وادي الأردن على بعد ثمانية أميال رومانية من سكيثوبوليس، والمظنون أن المكان هو أحد المكنة الآتية:
المكان المدعو الآن الدير حيث يوجد إلى جواره سبعة ينابيع، كما توجد خرائب كثيرة. أو انه المعروف بأم المعمدان وهو إلى الشرق قليلًا من المكان الأول.
أو انه الخرائب والنبع في سفح تل ردغة التي لا تبعد عن سكيثوبوليس إلا سبعة أميال رومانية.
أما في الخريطة الحديثة، فنحن نقرأ فعلًا أسماء عين نون وساليم، فهناك مدينة اسمها ساليم تقع على مسافة أربعة أميال شرق شكيم على سهل ممتد جنوب وادي فارعة. وعين نون هي خرائب ممتدة على منحدر وادي طوباس على بعد نحو عشرة أميال شمال شرق شكيم، وأربعة أميال شمال وادي فارعة.
على أن اعتراضًا يقوم ضد اعتبار هذين المكانين هما مكان معمودية يوحنا، وهو ان عين نون هذه ليست بقرب ساليم، فإن المسافة بين القريتين تزيد على ثمانية أميالن ووادي فارعة يقع بينهما، كما أن عين نون أقرب إلى شكيم منها على ساليم، خصوصًا وانه يربط بينها وبين شكيم طريق. (). فإذا تركنا عين نون جانبًا، فإننا نجد وادي فارعة الذي لا يبعد عن ساليم بأكثر من ثلاثة أميال… أو الينبوعين اللذين يغذيان ساليم بالماء. ولكن هذه العيون توجد في أقليم السامرة، ويظن أن يوحنا المعمدان قد عمَّد في السامرة (انظر متى 3: 5 و10: 5 ولوقا 3: 3).
ويرى آخرون أن المكان المقصود هو شلحيم، وهو مترجم في السبعينية “سليم”، ويقع في البرية في الجنوب الأقصى لليهودية، ويوجد بالقرب من مكان يدعى “عين” (يشوع 15: 32) غير أن عين تُذكر دائمًا مع رمون وليس مع شحليم.
والأرجح أن عين نون هي في وادي فارعة آخر، وهو وادي منعزل فيه ينابيع فائضة على مسافة ستة أميال شمال شرق أورشليم. وأقرب الظن أن هذا المكان هو عين نون، لا لأن عين نون ذكرت، لكن لأنه يوجد على مسافة ميلين من هذا المكان وادي سليم.
ساليم | أورشليم مدينة السلام
اسم عبراني معناه “سلام” (انظر أيضًا شاليم).
اختصار طبيعي لأورشليم مدينة السلام، أو أساس السلام (مزمور 76: 2) ورما أيضًا (تكوين 14: 18)، انظر “ملكي صادق”.
سام
← اللغة الإنجليزية: Sem, Shem – اللغة العبرية: שם – اللغة اليونانية: Σημ – اللغة القبطية: Cam.
اسم عبراني معناه “اسم” وهو أكبر أبناء نوح (تك 5: 32 و9: 23 – 27 و10: 1 و21) ولد حين كان عمر نوح خمسمئة سنة, وكان متزوجًا وقت الطوفان, لكن لم يكن له أولاد وقتئذ (تك 7: 7 و1 بط 3: 20) وبسبب تغطية عري أبيه مع أخيه يافث بعد الطوفان نال بركة, وفي البركة أن عبادة الله ستستمر في نسله (تك 9: 23 – 27). وقد ولد ابنه الأكبر أرفكشاد حين كان عمره مئة سنة (تك 11: 10) ثم رزقه الله بأولاد وبنات في السنوات الخمسمئة التي تلت ذلك حتى موته. وقد سكن نسله من أولاده الخمسة في رقعة الأرض الممتدة من عيلام في غرب آسيا حتى شرق البحر الأبيض المتوسط, ومن نسل سام اليهود والأراميون والآشوريون والعرب, ولذلك تدعى اللغات التي يتكلم بها نسل سام اللغات السامية نسبة إليه, مثل اللغة العربية واللغة العبرانية.
امرأة سام | زوجة سام
Shem’s Wife في حين ذكر الكتاب المقدس أسماء أبناء نوح (تك 6: 18؛ 7: 1، 7، 13؛ 8: 16، 18)، لم يذكر أسماء زوجاتهم. ويُتوقَّع أنهم كانوا أبرارًا مثل باقي الأسرة، فاستحقوا أن تخلص نفوسهم بالماء (1 بط 3: 20)، وكان من ضمنهم زوجة سام ابن نوح. وقد أنجبت لسام بنين وبنات (تك 11: 11).
بنات سام
Shem’s Daughters ذكر الكتاب المقدس أن سام قد أنجب “وَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ” من زوجته (تك 11: 11)، إلا أنه لم يردنا أي من أسمائهنًّ ولا بِمَنْ تزوَّجن.
مدينة السامرة
Samaria سامرة، اسم عبراني معناه “مركز الحارس”.
عاصمة الأسباط العشرة أثناء أطول مدة في تاريخهم. وقد بُنيت المدينة أو أصلح بناؤها أيام عمري بن آخاب ملك إسرائيل (876 – 842 ق. م.) على تل اشتراه بوزنتين من الفضة (أي نحو ألف جنيه مصري) وكان صاحب الأرض اسمه “شامر” الذي يعني “مراقب” أو “حارس”.
والمدينة الواقعة على تل, أسماها عمري شوميرون بمعنى “مكان المراقبة” (1 مل 16: 24) وكانت فعلًا محصنة ببرج عظيم في الجنوب الغربي, وكان حولها سور عرضه خمسة أقدام. وقد أطلق عليها أحيانًا بسبب تحصينها “جبل السامرة” (عاموس 4: 1 و6: 1) وكانت قائمة في وسط وادٍ خصيب (أشعياء 28: 1) وقد كان المكان حسنًا جدًا حتى أنه بقي عاصمة للملكة الشمالية إلى وقت السبي, وكان الملوك الحاكمون يقيمون فيها, وعند موتهم يدفنون فيها (1 ملوك 16: 28 و29 و20: 43 و22: 10 و37 و51).
وما أن بُنيت السامرة حتى قام نزاع بين بنهدد ملك أرام وعمري, فقد أقام ملك أرام أسواقًا في السامرة (1 ملوك 20: 34) وفي أيام آخاب قامت حرب أيضًا انكسر فيها أرام. وكانت هناك بركة قريبة غسلوا فيها العربة التي جرح فيه آخاب في موقعة راموت جلعاد. وقد أظهرت الاستكشافات قصر الملك آخاب وما كان فيه من أواني عاجية, وفي مبنى مجاور وُجدت لوحة مكتوب عليها بالعبرانية غالبًا في أيام يورام عندما هاجم أرام السامرة وفشل (2 ملوك 6: 8 – 7: 20). وقد قتل شيوخ السامرة أبناء آخاب رغبة في إرضاء ياهو الذي قام على آخاب بثورة.
كانت السامرة من البداءة مدينة وثنية وبنى فيها آخاب هيكلًا للبعل (1 ملوك 16: 32) ثم جلس أنبياء السواري أو أشيرة على مائدة الملكة إيزابل (1 ملوك 18: 19) وظل الوثن إلى أن قام ياهوبثورته (2 ملوك 13: 6) فحارب هذه الوثنية لكنها عادت فتملكت الأرض (هوشع 8: 4 – 6 وعاموس 8: 14).
وفي عام 724 ق. م. هاجم شلمنأَصر ملك أشور مدينة السامرة (2 ملوك 17: 3 – 6) وتغلب عليها في عام 720 على يد خلفه سرجون الذي أخذ المدينة, وأسكن فيها الغزاة الأجانب.
وفي عام 332 ق. م. استولى على المدينة الإسكندر الكبير ونقل سكانها إلى شكيم وأسكن بدلًا منهم مقدونيين وسوريين.
وفي عام 120 ق. م. حاصرها يوحنا هيركانوس (Yohanan Girhan – Yohanan Hyrcanus – יוחנן הורקנוס – Ιωάννης Υρκανός) حصارًا طويلًا صمدت له المدينة سنة كاملة, ثم سقطت في يده بسبب الجوع. وأراد يوحنا هيركانوس أن يمحو ذكر المدينة ومسحها إلى الأرض. ولكنها عادت وعمرت بالسكان في أيام إسكندر جانيوس, وألحقها بومبي بمقاطعة سوريا, وحصنها جابينيوس من جديد. (). ثم أعاد هيرودس الكبير بناءها وتحصينها ودعاها سيباسطة, وهو اسم المؤنث من سيباسطوس الذي هو الاسم اليوناني لأغسطس القيصر الروماني. وبنى هيرودس في السامرة هيكلًا رائع الجمال فوق موقع قصور الملوك الإسرائيليين القدامى, ولا زالت آثار هيكل هيرودس باقية إلى اليوم.
وقد ذهب فيلبس الشماس إلى السامرة وبشر فيها, فآمن عدد كبير بالمسيح واعتمدوا, ومن بينهم سيمون الساحر. وأرسلت الكنيسة في أورشليم بطرس ويوحنا ليتفقدا أحوال الكنيسة في أورشليم بطرس ويوحنا ليتفقدا أحوال الكنيسة هناك (أعمال 8: 5 – 25).
وتقع مدينة سيباسطة أو السامرة على تل على مسافة خمسة أميال ونصف شمال غرب شكيم, والتل منحدر, ولكن القمة مستوية. ويبلغ طولها ميلًا من الشرق إلى الغرب. والقرية موجودة على هذا التل تسمى “سبسطية”.
إقليم السامرة | مملكة إسرائيل | المملكة الشمالية
Samaria سامرة، اسم عبراني معناه “مركز الحارس”.
السامرة أيضًا اسم الإقليم الذي عاصمته مدينة السامرة, وهو الذي احتله الأسباط العشرة. والسامرة اسم المملكة الشمالية, وعندما نقول السامرة نقصد مملكة إسرائيل (1 ملوك 21: 1 و2 ملوك 17: 24 وأشعياء 7: 9 وإرميا 31: 5 وحزقيال 16: 46).
إقليم السامرة
Samaria سامرة، اسم عبراني معناه “مركز الحارس”.
إقليم السامرة ويضم وسط فلسطين ويقع بين الجليل في الشمال واليهودية في الجنوب. وقد وصف يوسيفوس هذا الإقليم كما كان في أيام المسيح, وتمر الحدود الشمالية فيه في قرية تدعى جينية وهي غالبًا المكان المعروف اليوم باسم جنين. وامتدت السامرة إلى الأردن شرقًا, ولكنها لم تصل إلى البحر الأبيض المتوسط. ويقول التلمود اليهودي أن حدها الغربي أنتيباترس, وقد ضمت أراضي منسى غرب الأردن وأفرايم ويساكر وجزءًا من بنيامين. وفي عام 63 ألحقها بومبي بولاية سوريا وفي عام 6 ق. م. أقام الإمبراطور أغسطس عليها حاكمًا, وكانت هذه حالتها وقت ظهور يسوع المسيح.
السامريون | شعب السامرة | العداء بين السامريين وبين اليهود
المرة الوحيدة التي وردت فيها هذه الكلمة “السامريون” في العهد القديم في (سفر الملوك الثاني 17: 29) وتعني السكان المتصلون بالمملكة الشمالية.
وفي كتابات العِبرانيين المتأخرة التي جاءت بعد السبي كان معناها سكان إقليم السامرة الذي يقع في وسط فلسطين (لوقا 17: 11).
وعندما غزا سرجون السامرة عام 722 ق. م. سبي من سكانها 27280 شخصًا. وترك بعض السكان الأصليين, وإذ وجد أنهم متمردون دبّر خطة يقتل بها وطنيتهم الثائرة, فنقل شعبًا من بابل وحماة والعربية إلى السامرة (2 ملوك 17: 24) وصار هؤلاء هم السامريين, وظلوا يمارسون عباداتهم التي اعتادوها قبل المجيء إلى السامرة.
وكان بسبب الحروب المتواصلة أن قلّ عدد السكان, فكثرت الوحوش البرية في الأرض التي استعملها الله عصا تأديب وقد قتلت بعض تلك الوحوش سكان الأرض الجدد, فاعتقدوا أن “إله الأرض” غاضب عليهم, فأرسلوا يستغيثون بملك آشور, الذي أرسل إليهم أحد الكهنة ليعلمهم فرائض إله الأرض وجاء الكاهن وسكن في بيت إيل. على أن الكاهن لم يقدر أن يجعلهم يتركون عبادات أصنامهم, فظلوا يمارسون عبادة الله كما في أسفار موسى. كما يمارسون عبادة الأصنام (2 ملوك 17: 25 – 33) وظلوا يمارسون هذه العبادة المزدوجة حتى سقوط أورشليم عام 586 ق. م. (2 ملوك 17: 34 – 41) وظل أسرحدون ينفذ الخطة التي نفذها جده سرجون (عزرا 4: 2).
وحدث أن اليهود ثاروا على عبادة الأصنام (2 أخبار 34: 6 و7) فتناقصت تلك العبادة… ثم ضرب يوشيا الملك الوثنية ضربة أخرى. وبعد عشرات السنين كان بعض السامريين يذهبون إلى الهيكل في أورشليم للعبادة أو الزيارة. وعندما عاد المسبيون جاء السامريون وطلبوا من زربابل أن يشتركوا معه في بناء الهيكل قائلين أنن كنا نعبد الر إله إسرائيل منذ أيام أسرحدون (عزرا 4: 2) ولكن زربابل رفض الطلب, فلم يطلب أهل السامرة الاشتراك في البناء مرة أخرى, بل عملوا على محاربة اليهود في البناء, وانضموا إلى أعداء اليهود في تعطيل البناء, كما عملوا بعد ذلك على تعطيل بناء السور (نحميا 4: 1 – 23).. وكان قائدهم في هذه الحركة الأخيرة سنبلط الحوروني. وكان منسى الكاهن, وهو واحد من بني يوياداع بن ألياشيب الكاهن العظيم صهرًا لسنبلط, فطرده نحميا من الكهنوت, فاغتاظ سنبلط من ذلك كثيرًا وساعد نسيبه الذي التجأ إليه فبنى هيكلًا في جرزيم وكان بعض اليهود الهاربين من القانون في أورشليم يذهبون إلى هيكل جرزيم للعبادة, فكانوا يقابلونهم بترحيب كبير.
واستمر عداء السامريين لليهود, فعندما نجَس أنطيوخس أبيفانيس هيكل أورشليم بتقديم خنزيرة على مذبحه, أعلن السامريون أنهم لا ينتمون إلى الأصل اليهودي أبدًا, وأعلنوا ولاءهم للطاغية بأن كرسوا هيكلهم على جبل جرزيم هيكلًا للإله زفس حامي الغرباء.
وفي عام 128 استولى يوحنا هيركانوس (Yohanan Girhan – Yohanan Hyrcanus – יוחנן הורקנוס – Ιωάννης Υρκανός) على شكيم وجرزيم وأخرب الهيكل هناك بعد بنائه بمئتي سنة, ولكن السامريين ظلّوا يقدّمون قرابينهم على الجبل حيث كان هيكلهم. وكانوا يفعلون هذا حتى جاء المسيح إلى أرضنا (يوحنا 4: 20 و21). وفي عام 6 ق. م. ألقى بعض السامريين عظامًا نجسة في هيكل أورشليم, فصار اليهودي يستنكف من أن ينجس شفتيه بنطق كلمة “سامري” , وكان يحسب طعام السامري نجسًا كلحم الخنزير.
وهكذا كان العداء مستحكمًا بين اليهود والسامريين, ولم يكن اليهود يسمحون بأي علاقة اجتماعية أو دينية مع السامريين.
وفي زمن المسيح لم تكن عقائدهم اللاهوتية تختلف عن عقائد اليهود وخصوصًا عقائد الصدوقيين منهم, وكانوا مثلهم ينتظرون “المسيا” على أنهم لم يقبلوا من العهد القديم إلا أسفار موسى.
وقد قبل السامريون رسالة المسيح بعد أن رأوا الآيات العظيمة على يد فيلبس, كما أن المسيحية اتسعت لقبولهم, بخلاف الديانة اليهودية الضيقة,. لكن إقبالهم كان ضعيفًا.
ولا تزال هناك جماعة قليلة من السامريين تقيم في نابلس (شكيم القديمة) وحولها. وهم يصعدون إلى جبلهم جرزيم ثلاث مرات في السنة, وفي عيد الفصح وعيد الأسابيع وعيد المظال, وهم يعيّدون الأعياد الموسويّة, ويذبحون ذبائح دمويّة في عيد الفصح..
وفي حين كان عداء عنصري قديم بين اليهود والسامريين – – ربما يرجع للاحتلال الأشوري لأرض إسرائيل (2 مل 17: 21)، وظهور عداء السامريين لليهود (عز 4؛ نح 4)، لم يكن تعامل السيد المسيح مع امْرَأَةٌ مِنَ السَّامِرَة هو التعامل الوحيد بينه وبين السامريون، فقد ذكر مَثَل السامري الصالح (لو 10: 33؛ 17: 16، 18)، كما اتُهِمَ بدوره من قِبَل اليهود بأنه هو نفسه سامري وبه شيطان (يو 8: 48)، كما شفى السيد المسيح واحد منهم من البرص، ووبَّخ اثنين من تلاميذه لأنهم رغبوا في القضاء نفر منهم بنزول نار من السماء (لو 9: 55، 56؛ 10: 30 – 37).
التوراة السامرية
احتفظ السامريون بالتوراة العبرانية (الأسفار الخمسة الأولى من العهد القديم) وقد اقتبس من هذه التوراة السامرية جيروم ويوسابيوس وغيرهما من الآباء المسيحيين. ومعظم الأدراج السامرية التي تشتمل الأسفار الخمسة كلها أو جزءًا منها لا ترجع إلى ما قبل القرن العاشر الميلادي مع أنه توجد نسخة تدعي أن الأجزاء القديمة منها كتبت في عام 656 ميلادي. ولدى جماعة من السامريين في نابلس نسخة خطية يقولون أنها نسخت عام 13 بعد فتح كنعان. إلا أن جمهور العلماء يقولون أن الخط الذي كتبت به هذه النسخة يرجع إلى القرن الثالث عشر الميلادي. وهذه الأدراج مكتوبة بالخط السامري الذي يشبه الخط الموجود على النقود التي وصلتنا من عصر المكابين. وكان العبراني يكتب بهذا الخط قبل البدء في استخدام الحروف المربعة المستعملة في الوقت الحاضر.
ويختلف النص السامري عن النص العبري فيما يقرب من ستة آلاف موضع, فمثلًا أبدلت التوراة السامرية عيبال بجرزيم (تث 27: 4 و8) زيادة في إكرام جبلهم المقدس وتعزى معظم هذه الاختلافات إلى أخطاء في النقل وقعت من النساخ وقت الكتابة أو إلى أخطاء متعمدة قاموا بها عن قصد وإصرار. ويتفق نص التوراة السامرية مع الترجمة السبعينية في ألف وتسعمائة موضع من هذه المواضع مما يدل على أن مترجمي السبعينية استخدموا نسخة عبرية تتفق مع النسخة السامرية إلا أن هذه الاختلافات ليست ذات بال. وربما ترجع التوراة السامرية إلى العصر الذي طرد فيه منسى حفيد ألياشيب رئيس الكهنة وصهر سنبلط من أورشليم (نح 13: 23 – 30 آثار يوسيفوس 11: 7 و8) والتجأ إلى السامريين, فبنى هيكلًا على جبل جرزيم لينافس هيكل أورشليم, وإذا كانت قانونية الأسفار الخمسة قد تقررت حوالي عام 400 ق. م. فلا تكون التوراة السامرية في هذه الحالة قد تأثرت بالتوراة التي كانت في حوزة اليهود بعد ذلك التاريخ. ويظهر أن الشقاق بين اليهود والسامريين وقع قبل تقرير قانونية الأنبياء.
وينبغي أن لا يختلط الأمر علينا في أن التوراة السامرية تختلف عن النسخة السامرية للتوراة التي وضعت في لهجة السامريين في أوائل العهد المسيحي وفي حوزة السامريين ترجمة عربية أيضًا ترجمت في القرن الحادي عشر أو القرن الثاني عشر. وكذلك سفر يشوع مبني على سفر يشوع القانوني وكتب في القرن الثالث عشر الميلادي وغيره.
الْمَرْأَةُ السَّامِرِيَّة
Woman of Samaria ذُكِرَت قصة المرأة السامرية في إنجيل يوحنا (يو 4: 4 – 30، 39 – 42)، حينما تقابل معها السيد المسيح، حيث “كَانَ لاَ بُدَّ لَهُ أَنْ يَجْتَازَ السَّامِرَةَ”، في مدينة سوخار. وجلس يسوع على بئر يعقوب ليرتاح من من الطريق – وهو في انتظار التلاميذ الذين ذهبوا للمدينة ليبتاعوا طعامًا – وهناك حوالي الساعة الثانية عشرة ظهرًا ( “نَحْوَ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ” بالتوقيت المُستخدم) “جَاءَتِ امْرَأَةٌ مِنَ السَّامِرَةِ لِتَسْتَقِيَ مَاءً”، وذُهِلَت حينما طلب منها المسيح ماءً ليشرب. ثم دخلت معه في حوار رائع، بدأ بتوضيح اندهاشها من كلامه معها، حيث كان “الْيَهُودَ لاَ يُعَامِلُونَ السَّامِرِيِّينَ”. فأجابها يسوع: “لَوْ كُنْتِ تَعْلَمِينَ عَطِيَّةَ اللهِ، وَمَنْ هُوَ الَّذِي يَقُولُ لَكِ أَعْطِينِي لأَشْرَبَ، لَطَلَبْتِ أَنْتِ مِنْهُ فَأَعْطَاكِ مَاءً حَيًّا”. وهنا بدأت المرأة في الشعور بشيئًا ما تِجاه هذا الرجل ذو الكلام العالي المستوى، وسألته قائلة: “أَلَعَلَّكَ أَعْظَمُ مِنْ أَبِينَا يَعْقُوبَ، الَّذِي أَعْطَانَا الْبِئْرَ؟”. وكان رد المسيح هو: “كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هذَا الْمَاءِ يَعْطَشُ أَيْضًا. وَلكِنْ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى الأَبَدِ، بَلِ الْمَاءُ الَّذِي أُعْطِيهِ يَصِيرُ فِيهِ يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ” (إنجيل يوحنا 4: 13، 14).
وحينما طلبت المرأة من هذا الماء طلب منها السيد المسيح إحضار زوجها، فأخبرته بأنها غير متزوجة، فامتدح فيها الرب اعترافها بأنها غير متزوجة، وأخبرها بأن الرجل الذي تعيش معه حاليًا ليس هو زوجها، وأنه كان لها “خَمْسَةُ أَزْوَاجٍ” في السابق. وهنا تأكد شك المرأة في الرجل – يسوع – حينما اكتشف حقيقتها وقالت له: “يَا سَيِّدُ، أَرَى أَنَّكَ نَبِيٌّ!”، واستفسرت عن مكان السجود، هل “فِي هذَا الْجَبَلِ” مثل آباؤهم، أم في أُورُشَلِيم، فرد عليها المسيح: “يَا امْرَأَةُ، صَدِّقِينِي أَنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ، لاَ فِي هذَا الْجَبَلِ، وَلاَ فِي أُورُشَلِيمَ تَسْجُدُونَ لِلآبِ. أَنْتُمْ تَسْجُدُونَ لِمَا لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ، أَمَّا نَحْنُ فَنَسْجُدُ لِمَا نَعْلَمُ. لأَنَّ الْخَلاَصَ هُوَ مِنَ الْيَهُودِ. وَلكِنْ تَأْتِي سَاعَةٌ، وَهِيَ الآنَ، حِينَ السَّاجِدُونَ الْحَقِيقِيُّونَ يَسْجُدُونَ لِلآبِ بِالرُّوحِ وَالْحَقِّ، لأَنَّ الآبَ طَالِبٌ مِثْلَ هؤُلاَءِ السَّاجِدِينَ لَهُ. اَللهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا” (إنجيل يوحنا 4: 21 – 24). وللمرة الثالثة تلقي المرأة كلمة توحي بأنها على أعتاب اكتشاف رهيب بأن هذا الرجل هو المسيا المُنتظر، فقالت له: “أَنَا أَعْلَمُ أَنَّ مَسِيَّا، الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْمَسِيحُ، يَأْتِي. فَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُخْبِرُنَا بِكُلِّ شَيْءٍ”، وانتهت كل تكهُّناتها في لحظة حينما قال له المسيح: “أَنَا الَّذِي أُكَلِّمُكِ هُوَ”.
وانتهى الحوار بعودة التلاميذ من المدينة، واندهاشهم لحديث المسيح مع السامرية، إلا أنها لم تنتظر قليلًا، وأسرعت إلى مدينتها تارِكةً جرَّتها بجانب البئر.. وبدأت في التبشير بمجيء المسيح قائلة: “هَلُمُّوا انْظُرُوا إِنْسَانًا قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْتُ. أَلَعَلَّ هذَا هُوَ الْمَسِيحُ؟”. وهنا خرج الجموع من المدينة وأتوا إليه واستمعوا لكلامه، و “آمَنَ بِهِ مِنْ تِلْكَ الْمَدِينَةِ كَثِيرُونَ مِنَ السَّامِرِيِّينَ بِسَبَبِ كَلاَمِ الْمَرْأَةِ”. وأخبروها أنهم تأكدوا من صِحة كلامها بأن ذلك هو المسيح، ولم يؤمنوا به لمجرد ثقتهم في كلامها بدون أن يتأكَّدوا منه، وقالوا لها: “لأَنَّنَا نَحْنُ قَدْ سَمِعْنَا وَنَعْلَمُ أَنَّ هذَا هُوَ بِالْحَقِيقَةِ الْمَسِيحُ مُخَلِّصُ الْعَالَمِ”. وأصبحت هذه المرأة هي أول كارِزة في السَّامِرَة بالسيد المسيح.
وفي حين كان عداء عنصري قديم بين اليهود والسامريين،، ربما يرجع للاحتلال الأشوري لأرض إسرائيل (2 مل 17: 21)، وظهور عداء السامريين لليهود (عز 4؛ نح 4)، لم يكن هذا هو التعامل الوحيد بين السيد المسيح والسامريون، فقد ذكر مَثَل السامري الصالح (لو 10: 33؛ 17: 16، 18)، كما اتُهِمَ بدوره من قِبَل اليهود بأنه هو نفسه سامري وبه شيطان (يو 8: 48)، كما شفى السيد المسيح واحد منهم من البرص، ووبَّخ اثنين من تلاميذه لأنهم رغبوا في القضاء نفر منهم بنزول نار من السماء (لو 9: 55، 56؛ 10: 30 – 37).
أزواج المرأة السامرية الخمسة
Woman of Samaria’s Husbands في حديث السيد المسيح مع المرأة السامرية في سوخار (يو 4: 4 – 30، 39 – 42)، اعترفت له بأنها ليس لها زوج (إنجيل يوحنا 4: 17)، فامتدح فيها الرب هذا، وكشف لها عن معرفته بسرها، بأنها كان لها “خَمْسَةُ أَزْوَاجٍ”، والرجل الذي تعيش معه حاليًا ليس هو زوجها. ودخلا في حوار شيِّق تعرَّضا فيه إلى بئر يعقوب وأورشليم ويعقوب والمسيا المُنتظر، ومن خلال هذا الحوار أسرعت المرأة لمدينتها تُبَشِّر بمجيء المسيح الأول، وآمن كثيرون من خلالها (إنجيل يوحنا 4: 39).
صديق المرأة السامرية الذي يعيش معها
Woman of Samaria’s Friend في حديث السيد المسيح مع المرأة السامرية في سوخار (يو 4: 4 – 30، 39 – 42)، اعترفت له بأنها ليس لها زوج (إنجيل يوحنا 4: 17)، فامتدح فيها الرب هذا، وكشف لها عن معرفته بسرها، بأنها كان لها “خَمْسَةُ أَزْوَاجٍ”، والرجل الذي تعيش معه حاليًا ليس هو زوجها، وكانت في علاقة غير شرعية معه.
ساموثراكي
اسم يوناني معناه “مرتفع ثراكي” وهي جزية في بحر إيجة بالقرب من شاطيء ثراكي. وتزيد مساحتها قليلًا على ثلاثين ميلًا مربعًا, وفيها جبال يزيد أعلاها ارتفاعًا على 1500 مترًا. وكانت جزيرة ساموثراكي مشهورة بكثرة المعابد واللوحات والأبنية التذكارية الدينية المختلفة. وقد اتجهت سفينة بولس الرسول من ترواس إليها مباشرة (أعمال 16: 11) ومع أنه كان من الصعب وجود موسى صالح للسفن إلا أن البحارة كانوا يفضلون قضاء الليل فيها على المخاطرة ليلًا في وسط البحر.
جزيرة ساموس
← اللغة الإنجليزية: Samos – اللغة العبرية: סאמוס – اللغة اليونانية: Σάμος.
. اسم يوناني معناه “مرتفع” وهي جزيرة جبلية تبلغ مساحتها 165 ميلًا مربعًا في بحر اليونان, وترتفع جبالها إلى علو أكثر من 1500 مترًا فوق سطح البحر, ومن هذا الارتفاع أخذت اسمها وتقع ساموس بالقرب من شاطئ آسيا الصغرى إلى الجنوب الغربي من أفسس, وكانت مشهورة بالفخار النفيس كما كانت مركزًا لعبادة الآلهة هيرا. وقد مرت جزيرة ساموس في ظروف سياسية مختلفة ما بين استقلال, وحماية رومانية, وعندما زارها بولس الرسول في طريق عودته من رحلته التبشيرية الثالثة كانت في دائرة النفوذ الروماني (أعمال 20: 15) وسكان ساموس مشهورون بالتجارة, ومحاصيلها بالزيت والخمر والبرتقال والعنب والزبيب والحرير.
سَبأ ابن كوش
ويحتمل أن هذا هو اللفظ العربي للاسم شبا:
أكبر أبناء كوش (تكوين 10: 7 و1 أخبار 1: 9).
بلاد سَبأ
ويحتمل أن هذا هو اللفظ العربي للاسم شبا:
بلاد سبا: في جنوب جزيرة العرب, ويردُ ذكرها في الكتاب مع مصر والحبشة, (مزمور 72: 10 وأشعياء 43: 3).
أما سبا أو سبأ في ملوك الأول 10: 1 و4 و10 و13 و2 أخبار 9: 1 و3 و9 و12 وأيوب 6: 19 فهي شبأ في الأصل العبراني, رغم أنها مترجمة سبا.
ملكة سَبأ
Queen of Sheba ويحتمل أن هذا هو اللفظ العربي للاسم شبا:
يروي السفر المقدس أن ملكة سبا قد زارت الملك سليمان بعد أن سمعت عن حكمته (ملوك الأول 10). ويسميها المسيح ملكة التيمن, بمعنى ملكة الجنوب (متى 12: 42).
وتقول التقاليد العربية أن اسمها بلقيس. وأنها ولدت ابنًا من سليمان, ولكن لا يوجد دليل تاريخي صحيح يبرهن هذه التقاليد. وعندما ذهبنا لإثيوبيا عام 2008، علمنا أن التقليد الحبشي يسميها “ميكادا”، وهي مثل مثيلتها في العربية “مخدة” أو بالإنجليزية pillow.
ويقول التقليد الحبشي أن سلسلة ملوك الحبشة يرجع نسبها إلى سليمان عن طريق هذه الملكة ولذلك يلقب ملك الحبشة نفسه “الأسد الخارج من سبط يهوذا”.
سَبَئِيُّون
أهل سبا, وهم المذكورون في (أيوب 1: 15) , وهم شعب طوال القامة (أشعياء 45: 14) وكانوا يغيرون على البلاد ويسبون ساكنيها كما فعلوا مع أيوب, وهم يتنقلون من بلد إلى بلد (أيوب 6: 19) وكانوا يتاجرون في العبيد (يوئيل 3: 8) ويعتقد دلمان أنهم فرع من الكوشيين. وقد يكونون من نسل سبا بن كوش (تكوين 10: 7) وكانوا أهل حضارة ويشتغلون بالتجارة فتاجروا في الذهب والعطور, ولم تقتصر تجارتهم على حاصلاتهم المحلية بل امتدت إلى حاصلات الهند والحبشة. وانتشر أهل سبا في الأراضي حتى وصلوا إلى شمال غرب بلاد العرب في أيام الآشوريين في القرن الثامن قبل الميلاد, ووصلوا إلى شمال الصحراء مع النبطيين, كما امتزجوا بالقبائل الأخرى عن طريق الزواج والارتباطات السياسية, وكان من تأثير ذلك أن اختلطت سلاسل أنسابهم.
ومن قصة زيارة ملكتهم لسليمان في أورشليم نرى أنهم كانوا يعطون المرأة مكانًا عظيمًا, وكانوا لا يتزوجون أكثر من واحدة… وكانوا يعبدون الشمس.
وكانت عاصمتهم تسمى مأرب وقد أقاموا فيها سدًا عظيمًا ذا شهرة واسعة ثم بنوا هيكلًا للقمر يسمى الآن هيكل “بلقيس” وقد اكتشف هذا الهيكل حديثًا, ووجد فيه شيء من بدائع الفن والأعمدة الهائلة والأسوار المنيعة والتماثيل الرائعة.
وقد كانوا من ضمن الذين هجموا على ممتلكات أيوب البار مثل الكلدانيون.
سبائيون
أهل سبا, وهم المذكورون في (أيوب 1: 15) , وهم شعب طوال القامة (أشعياء 45: 14) وكانوا يغيرون على البلاد ويسبون ساكنيها كما فعلوا مع أيوب, وهم يتنقلون من بلد إلى بلد (أيوب 6: 19) وكانوا يتاجرون في العبيد (يوئيل 3: 8) ويعتقد دلمان أنهم فرع من الكوشيين. وقد يكونون من نسل سبا بن كوش (تكوين 10: 7) وكانوا أهل حضارة ويشتغلون بالتجارة فتاجروا في الذهب والعطور, ولم تقتصر تجارتهم على حاصلاتهم المحلية بل امتدت إلى حاصلات الهند والحبشة. وانتشر أهل سبا في الأراضي حتى وصلوا إلى شمال غرب بلاد العرب في أيام الآشوريين في القرن الثامن قبل الميلاد, ووصلوا إلى شمال الصحراء مع النبطيين, كما امتزجوا بالقبائل الأخرى عن طريق الزواج والارتباطات السياسية, وكان من تأثير ذلك أن اختلطت سلاسل أنسابهم.
ومن قصة زيارة ملكتهم لسليمان في أورشليم نرى أنهم كانوا يعطون المرأة مكانًا عظيمًا, وكانوا لا يتزوجون أكثر من واحدة… وكانوا يعبدون الشمس.
وكانت عاصمتهم تسمى مأرب وقد أقاموا فيها سدًا عظيمًا ذا شهرة واسعة ثم بنوا هيكلًا للقمر يسمى الآن هيكل “بلقيس” وقد اكتشف هذا الهيكل حديثًا, ووجد فيه شيء من بدائع الفن والأعمدة الهائلة والأسوار المنيعة والتماثيل الرائعة.
سبولت
كلمة عبرية معناها “سنبلة أو مجرى ماء”. عندما حارب يفتاح الجلعادي افريم وانتصر عليهم، أقام أناسًا على الأردن. فالذين هبروا من الافراميين، كانوا يسألونهم: “هل أنت افرايمي؟” فإن أجاب: “لا”، طلبوا منه أن يقول: كلمة “شبولت” فإن اخطأ وقال: “سبولت” قتلوه في الحال. والسبب في ذلك أن هذه الكلمة تُمَيِّز لهجة الإفراميين عن الجلعاديين. فالإفرامييون لا ينطقون حرف “الشين” في “شبولت”. وقُتِلَ في ذلك اليوم 42000 إفرايمي (قض 12: 5، 6).
يوم السَبْت
← اللغة الإنجليزية: Sabbath – اللغة العبرية: שבת.
كلمة عبرانية معناها “راحة” , وقد بدأ التفكير في يوم السبت على أنه اليوم الذي يترك فيه الإنسان أشغاله المادية حتى يستريح قديمًا, وذلك تذكارًا لليوم السابع من الخليقة “لذلك بارك الله يوم السبت وقدسه لأن فيه استراح الرب من جميع أعماله” (تكوين 2: 1 – 3) ويقول (سفر الخروج 20: 8 – 11) يجب أن نستريح في اليوم السابع لأن الله استراح فيه من الخليقة. وقد منع الله نزول المن لإسرائيل في اليوم السابع حتى يستريحوا (خروج 16: 22 – 30).
ثم تطور التفكير عن يوم السبت حين أمر الله في الوصية الرابعة بحفظ السبت لأن: “الله بارك يوم السبت وقدسه”. وأمر الله أن يستريح الإنسان والحيوان ونزيل البيت في السبت, لا لأنه استراح فيه فحسب, بل لأنه باركه وقدسه أيضًا. وعلى هذا فإنه عندما كسر أحد اليهود السبت قتلوه بدون رحمة (عدد 15: 32 – 36).
Sabbath.
ومن هذا نرى أن يوم السبت كان يومًا واضح المعالم مرعيًا في إسرائيل من الجانب الديني للعبادة, ومن الجانب الاجتماعي لإراحة المشتغلين والعبيد (تثنية 5: 12 – 15).
وقد حاول البعض أن يرجعوا السبب في حفظ يوم السبت إلى حفظ البابليين له, فقد كان هؤلاء يحفظون اليوم السابع والرابع عشر والحادي والعشرين والثامن والعشرين من كل شهر, مهما كان اسم اليوم, وكانت شرائعهم تقول أن الملك لا يأكل اللحم المطبوخ على الفحم في هذه الأيام, ولا يغير ثياب جسده, ولا يلبس ثيابًا نظيفة, ولا يقم ذبيحته, ولا يركب في عربة, ولا يتكلم في قضية, ولا يجوز للرائي في هذه الأيام أن يقدم للناس ما يرى, ولا يجوز للطبيب أن يضع يده على جسد إنسان. وعند المساء يأتي الملك بتقدماته للآلهة.
لكن هذه الأيام كانت تحفظ تبعًا لنور القمر, وواضح من التاريخ الكتابي أن حفظ يوم السبت عند اليهود كانت تبعًا لنور أعظم من نور القمر, وهو الأمر الإلهي ونور الإعلان السماوي, فلا علاقة أساسية بين الغرض من تقديس يوم الله ويوم بابل, فإن السبت العبري يوم عينته إرادة الله.
وقد بقي اليهود يحفظون يوم السبت بمواظبة, حتى تطرفوا في ذلك, فحفظوه حفظًا حرفيًا أحيانًا, وخلطوه بعبادات الأوثان أحيانًا أخرى, فأرسل لهم الله الأنبياء ليرشدوهم إلى حفظ السبت حفظًا روحيًا, حسب رغبة الله (2 ملوك 4: 23 وعاموس 8: 5 وهوشع 2: 11 وأشعياء 1: 13 وحزقيال 46: 3).
وفي فترة السبي التي قضاها اليهود في بابل نسوا حفظ السبت, فبدأ رجال الله يشدّدون على حفظه بعد العودة إلى كنعان, وجاهد نحميا جهاد الأبطال ليعيد إلى يوم السبت مكانته القديمة (نحميا 10: 31 و13: 15 – 22).
وفي فترة ما بين العهدين انتشرت مجامع اليهود, فكانوا يقضون يوم السبت في دراسة الناموس وفي الراحة من أشغالهم العالمية. وقد شدّدوا في حفظ يوم السبت حتى أنهم لم يرفعوا سلاحًا ضد مهاجميهم في هذا اليوم المقدس, فأهلك المهاجمون منهم كثيرين (1 مكابيين 2: 29 – 38). ولكنهم عادوا وتجاوزوا عن الحرب في يوم السبت للدفاع عن النفس في حالة الهجوم عليهم (1 مكابيين 2: 39 – 41).
وفي الفترة الواقعة بين عزرا والمسيح زاد اليهود عددًا من القوانين التقليدية التي يجب حفظها في يوم السبت, تاركين الرحمة والحق التي هي الأمور الرئيسية الواجبة فيه.. وعندما جاء المسيح كان موضوع حفظ السبت هو مادة النزاع الأولى بين المسيح وبين شيوخ اليهود. فقد أرادوا حفظ اليوم حرفيًا كعبيد للسبت, بينما علم المسيح أن السبت إنما جعل لأجل الإنسان (مرقس 2: 27).
ولم يجرد المسيح يوم السبت من قيمته كيوم للعبادة, فقد ذهب دومًا إلى المجامع للصلاة في يوم السبت (لوقا 4: 16) ولكنه كان يتحنن ويعمل المعجزات في يوم السبت لأنه رب السبت (مرقس 2: 28). وكان يريد ليوم السبت أن يكون يوم الخدمة وعمل الرحمة.
وقد قدس المسيحيون الأولون يوم السبت, ولكن اليوم الأول من الأسبوع أي (الأحد) حلّ تدريجيًا محل اليوم السابع, وكان المسيحيون الأولون يجتمعون فيه للصلاة, فقد جعلت قيامة ربنا قيمة خاصة لهذا اليوم الأول من الأسبوع.
وفي قرار المجمع المسيحي الأول لم يفرض قادة الكنيسة الأولى حفظ يوم السبت اليهودي على أحد (أعمال 15: 28 إلخ) فلم تعد هناك إلزامية حفظ يوم السبت اليهودي.. وقد نقل المسيحيون إلى اليوم الأول من الأسبوع أفضل ما في السبت اليهودي, وتخلصوا من كل الأخطاء التي ألصقها به اليهود.
على أن هذا لا يعني عدم حفظ يوم الأحد بدقة, فإن السبت كناموس أدبي أمر باقٍ. والسنَّة التي بني عليها لا تتغير بتغيير السبت إلى الأحد, فإنه يجب علينا أن نستريح يومًا في كل أسبوع بعد الكدّ والتعب.. كما أننا ينبغي أن نعطي الله سبع الوقت مكرسًا تمامًا له.
غير أن غاية المسيحي من حفظ الأحد تختلف عن غاية اليهودي من حفظ السبت, فإن المسيحي ينظر إلى يوم الأحد واثقًا بالفادي الذي قام فيه منتصرًا من الأموات ليتمم له عمل الفداء..
وهناك جماعة من المسيحيين يفتكرون أن المسيحيين ينبغي أن يحفظوا يوم السبت لا يوم الأحد… لكن قيامة المسيح غيّرت يوم السبت إلى الأحد بقوة إلهية, وقد اعتاد المسيحيون الأولون أن يجتمعوا للعبادة المسيحية في أول الأسبوع كما هو ظاهر في الإنجيل. وكان بعض المسيحيين الأولين يحفظون كلًا من السبت اليهودي ويوم الرب المسيحي واستمر هذا مدة أربعة قرون, ثم انتهى أمره بعد أن منعه مجمع لاودكية الكنسي في عام 364 م. واعتمدوا في ذلك على اجتماع المسيح بتلاميذه في اليوم الأول من الأسبوع دومًا.
ويخبرنا تاريخ الكنيسة أنها حفظت اليوم الأول من الأسبوع بناء على أوامر الرسل. وقد كتب أغناطيوس داعيًا بحفظ يوم الأحد كيوم الرب الذي به قيامة الحياة لنا, وقال الشهيد جستينوس: “نجتمع سويّة يوم الأحد لأنه اليوم الأول الذي فيه غيّر الله الظلمة إلى نور, والعدم إلى وجود. وفي هذا اليوم قام مخلصنا يسوع المسيح من الأموات” , وشهد أثناسيوس الإسكندري: “إن الله قد غيّر يوم السبت إلى يوم الرب”: وقال يوسيبيوس العالم في أصول الديانة المسيحية: “والكلمة (المسيح) بالعهد الذي قطعه معنا غيّر وليمة السبت إلى نور الصباح وأعطانا المخلّص يوم الرب رمز الراحة الحقيقية. ففي هذا اليوم يجب أن نسلك بموجب الشريعة الروحية, وكل ما يمكننا أن نعمله يوم السبت فقد نُقل إلى يوم الرب, وقد أُعلن لنا أنه يجب أن نجتمع في مثل هذا اليوم”.
ومن الأدلة الكتابية على حِفْظ الأحد بدل السبت (يوحنا 20: 19 وأعمال 20: 7 و1 كورنثوس 1: 2 ورؤيا 1: 10).
أسفار الكتاب المقدس بالترتيب
سفر التكوين.
سفر الخروج.
سفر اللاويين (سفر الأحبار).
سفر العدد.
سفر التثنية (تثنية الاشتراع).
سفر يشوع.
سفر القضاة.
سفر راعوث.
سفرا صموئيل.
سفرا الملوك.
سفرا أخبار الأيام.
سفر عزرا.
سفر نحميا.
سفر طوبيا.
سفر يهوديت.
سفر أستير.
تتمة سفر أستير.
سفر أيوب.
سفر المزامير.
سفر أمثال سليمان.
سفر الجامعة.
سفر نشيد الاناشيد.
سفر الحكمة.
سفر يشوع ابن سيراخ.
سفر إشعياء.
سفر إرميا.
سفر مراثي إرميا.
سفر باروخ (سفر باروك).
سفر حزقيال.
سفر دانيال.
سفر هوشع.
سفر يوئيل.
سفر عاموس.
سفر عوبديا.
سفر يونان.
سفر ميخا.
سفر ناحوم.
سفر حبقوق.
سفر صفنيا.
سفر حجي (سفر حجاي).
سفر زكريا.
سفر ملاخي.
أسفار المكابيين.
انجيل متى.
انجيل مرقس.
إنجيل لوقا.
إنجيل يوحنا.
سفر أعمال الرسل.
الرسالة إلى رومية (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومة).
رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس (قورنتس).
رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس (قورنتس).
الرسالة إلى أهل غلاطية.
رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس.
الرسالة إلى فيلبي.
رسالة بولس إلى أهل كولوسي.
الرسالتان إلى أهل تسالونيكي (تسالونيقي).
رسالة تسالونيكي الأولى.
رسالة تسالونيكي الثانية.
رسالتا تيموثاوس.
الرسالة الأولى لتيموثاوس (طيموتاوس).
الرسالة الثانية لتيموثاوس (طيموثاوس).
رسالة بولس الرسول إلى تيطس (طيطس).
الرسالة إلى فليمون.
الرسالة إلى العبرانيين.
رسالة يعقوب.
رسالة بطرس الأولى.
رسالة بطرس الثانية.
رسائل يوحنا.
رسالة يوحنا الأولى.
رسالة يوحنا الثانية.
رسالة يوحنا الثالثة.
رسالة يهوذا.
سفر رؤيا يوحنا.
سَفَر سَبْت
(أع 1: 12) كان نحو سبع غلوات ونصف وحسب التقليد اليهودي كان يجوز في السبت قطع هذه المسافة بدون أن يحسب ذلك مناقضًا للشريعة (خر 16: 29). ويقال في سبب ذلك أن هذه المسافة كانت بعد ما بين الخيمة وطرف المحلة أولًا وبعد ما بين الهيكل وأطراف المدينة ثانيًا إلا أن ذلك وهم لا طائل تحته.
ولم ترد عبارة “سفر سبت” إلا في سفر أعمال الرسل (1: 12) لتحديد المسافة بين أورشليم وجبل الزيتون الذي أخذ الرب يسوع تلاميذه إليه في يوم صعوده. وكان المعلمون اليهود (الربيون) يستخدمون هذه العبارة للدلالة على المسافة المسموح لليهودي أن يقطعها في يوم السبت، دون أن يعتبر ذلك كسرًا لوصية حفظ السبت. وكانت هذه المسافة حسب تعليمات الربيين ألفي ذراع من منزل الشخص أو المكان الذي يقيم فيه. ولعل أساس ذلك كانت المسافة التي أمر الرب أن تكون بين تابوت العهد والشعب السائر وراءه (يش 3: 4). ويفترض أيضًا أنها كانت هي نفسها المسافة بين خيام الشعب وخيمة الاجتماع، فكانوا يقطعون هذه المسافة في ذهابهم إلى الخيمة لتقديم الذبائح في يوم السبت في أثناء تجوالهم في البرية. ولا نعلم متى أصبحت هذه المسافة مقياسًا للسفر في يوم السبت. ولكن يبدو أن هذا التحديد كان ساريًا في أيام وجود الرب يسوع على الأرض. والمسافة بين جبل الزيتون وأورشليم تبلغ نحو ألف يادرة وهو ما يعادل ألفي ذراع تقريبًا. وقد اخترع الريبون وسيلة لإطالة هذه المسافة لتجنب التعدي على الشريعة، فكان اليهودي يستطيع أن يضع بعض الطعام – قبل السبت – على بعد ألفي ذراع من محل إقامته، ومعلنًا أن تلك النقطة هي محل إقامته المؤقت، وبذلك كان يمكنه أن يسير مسافة ألفي ذراع أخرى ابتداء من تلك النقطة دون أن يعتبر متعديًا للوصية كما ابتكروا غير ذلك من الوسائل للتحايل على الوصية، مثل اعتبار حدود الحي الذي يقيم فيه الشخص هو نقطة البداية، بل واعتبروا البداية أسوار المدينة نفسها متى كانت مدينة ذات أسوار، فتحسب مسافة الألفي ذراع ابتداءً من أحد أبواب المدينة. ولعل تحديد مسافة الألفي ذراع “لسفر سبت” قام أيضًا على أساس أن حدود مسارح مدن الكهنة كانت ألفي ذراع من كل جانب (عد 35: 5).
سَبْتَا | سَبْتَة
اسم الابن الثالث من أبناء كوش (تكوين 10: 7 و1 أخبار 1: 9) والمظنون أن أولاده أقاموا في جنوب بلاد العرب وأن اسم مدينتهم كان شبوة عاصمة حضرموت.
سَبَتْكا
اسم الابن الخامس والأصغر من أولاد كوش (تكوين 10: 7 و1 أخبار 1: 9). والمظنون أن أولاده سكنوا في مكان ما من بلاد العرب عند الخليج الفارسي.
تسبيحة
جاء في العهد الجديد ذكر التسابيح مع المزامير والأغاني الروحية (أفسس 5: 19 وكولوسي 3: 16) وقد كان بولس وسيلا يصليان “ويسبحان الله” وهما في سجن فيليبي (أعمال 16: 25). وقد كان المسيح في هذا مثالًا للمسيحيين جميعًا عندما سبح وخرج إلى جبل الزيتون استعدادًا للصليب (متى 26: 30).
والمسيحية هي الديانة الوحيدة التي تحتوي على التسابيح والأغاني الروحية لأنها ديانة الفرح الروحي العميق.
سَبرائم
كلمة عبرانية ربما كان معناها “الأمل المضاعف” وهي بقعة مرتفعة في شمال فلسطين بين تخوم دمشق وحماة (حزقيال 47: 16) , ولا يستبعد أن تكون هي سفروايم (2 ملوك 17: 24 و31) التي أخربها شلمنأَصر, كما قد تكون خربة سنبرية هي مكان سبرائم القديمة, وهي تقع على الضفة الغربية من نهر الحصباني على بعد ثلاثة أميال جنوب شرقي آبِل.
سبط | أسباط بني إسرائيل | الأسباط الاثني عشر
← اللغة الإنجليزية: Tribes of Israel.
اسم من كلمة عبرانية لفظها “شبط” ومعناها “عصا” أو “جماعة يقودها رئيس بعصا” , وكانت تطلق عادة على كل من أفرايم ومنسى ابن يوسف. ولم يكن سبط لاوي محسوبًا من ضمن الأسباط, فكان عدد الأسباط اثني عشر سبطًا, لأن أفرايم ومنسى أُضيفا بدل سبط يوسف (عدد 26: 28) وهكذا تقسمت أرض كنعان إلى اثني عشر قسمًا, أما سبط لاوي فقد تعين للخدمة في الهيكل, وكان باقي الأسباط يعولونهم.
وكان لكل سبط رئيس (عدد 1: 16 و1 أخبار 27: 22) كما كان لكل سبط استقلال ذاتي ولكنه كان يرتبط بمعاهدة مع باقي الأسباط. وكثيرًا ما حارب سبط مع سبط آخر أو على حدة (قضاة 1: 3 و1 أخبار 4: 42 و43 و5: 10 و18 – 22) كما كان بعض القضاة على سبط واحد أو على عدة أسباط.
وبقي الأسباط الاثنا عشر مرتبطين في مملكة واحدة حتى مات الملك سليمان, فحدثت بينهم مخاصمات ومشاحنات, وحدثت خصومة بين يهوذا وأفرايم (2 صموئيل 2: 4 – 9 و19: 41 – 43) انتهت إلى انقسام المملكة إلى قسمين: فانحاز يهوذا وبنيامين إلى رحبعام ابن الملك سليمان ودعوا مملكتهما باسم “مملكة يهوذا” أو “المملكة الجنوبية” , وانحاز الأسباط العشرة الباقون إلى يربعام بن نباط, ودعوا أنفسهم “مملكة إسرائيل” أو “المملكة الشمالية”.
وقد عيّن المسيح اثني عشرًا رسولًا بناءً على عدد الأسباط الاثني عشر. (). وفي سفر الرؤيا يقسم يوحنا المناظر السماوية التي رآها كالأختام والأبواب والأساسات إلى أثني عشر (رؤيا 7: 4 – 8 و21: 10 – 21).
وأسماء أسباط بني إسرائيل حسب الترتيب الأبجدي هي:
سبط أشير.
سبط أفرايم.
سبط بنيامين.
سبط جاد.
سبط دان.
سبط رأوبين.
سبط زبولون.
سبط شمعون.
سبط لاوي (تعيَّن للخدمة).
سبط منسى.
سبط نفتالي.
سبط يساكر.
سبط يهوذا.
سبعة | سابع
ويرمز العدد سبعة في الكتاب المقدس إلى التمام والكمال، فعدد أيام الأسبوع سبعة (تكوين 2: 2) وحذر الله نوحًا قبل الطوفان، ثم قبل نزول المطر بسبعة أيام وعندما أرسل نوح الغراب والحمامة كان ذلك بعد سبعة أيام (تكوين 7: 4 و8: 10 و12) وكان عدد الحيوانات الطاهرة التي دخلت الفلك سبعة (تكوين 7: 2) والعاصفة التي جاءت بعد الطوفان ضُبطت في آخر اليوم السادس، وأول يوم أشرق بالصحو كان اليوم السابع، وكذا كان السابع هو الذي استقر فيه الفلك وقُدمّت فيه ذبائح الشكر. وفي حلم فرعون الذي فسَّره يوسف كان عدد البقرات والسنابل سبعة (تكوين 41: 2 – 7) وكان اليهود يحتفلون باليوم السابع للعبادة، وبالسنة السابعة، وكانت سنة اليوبيل سبع سنين سبع مرات، وكانت أعياد الفطير والمظال سبعة أيام وكانت الذبائح فيها سبعة, وكان الدم يرش على المذبح في يوم الكفارة سبع مرات (لاويين 16: 14 و19) وكانت المنارة ذات سبع فروع, وطاف الكهنة حول أسوار أريحا يضربون بسبعة أبواق, وفي اليوم السابع طافوا سبع مرات, وكتب يوحنا الرائي في سفر الرؤيا إلى سبع كنائس, ورأى سبع منائر وسبعة أرواح وسبعة ختوم وسبعة أبواق وسبعة رعود وسبع جامات وسبع ضربات. وبالاختصار ورد ذكر السبعات أكثر من ست مئة مرة في الكتاب المقدس.
وكان البابليون الساميون يطلقون كلمة واحدة على العدد سبعة وعلى كلمة “كل” , كما كان العدد سبعة تعبيرًا عن أعظم قوة وعن كمال العدد.
أما عن مضاعفات السبعة فلها نصيب مهم: فالعدد 14 مهم في حساب عيد الفصح (خروج 12: 6 و16) والعدد 49 كان يحدّد اليوبيل ويوم الخمسين وحلول الروح القدس, والعدد 70 كان يشير إلى عدد كبير من الجمهور (خروج 1: 5 و24: 1 قضاة 1: 7) والعدد 77 كان يظهر الفخامة, ويظهر في كلمات لأمك (تكوين 4: 24) وفي عظمة التقدمات (عزرا 8: 35) أما سبعين مرة سبع مرات فيشير إلى الدوام (متى 18: 22) والعدد سبعة آلاف فقد أشار إلى عظمة العدد أيضاَ (1 ملوك 19: 18 ورومية 11: 4).
أما نصف العدد سبعة فكان يشير إلى الضيق وهو نصف الكمال (رؤيا 11: 11 ودانيال 7: 25).
إن العدد “سبعة” من أبرز الأعداد في الكتاب المقدس وأبعدها دلالة. ويرد نحو ستمائة مرة في الكتاب المقدس. وللرقم دلالته العددية أساسًا، ولكنه لا يخلو في غالبية الأحوال من معنى رمزى. وهناك أدلة واضحة في الكتابات المسمارية Cuneiform على أن البابليين كانوا يعتربونه عدد الكمال. بل إن السومريين – الذين أخذ عنهم البابليون – كانوا يستخدمون العدد “سبعة” مرادفًا لكلمة “الكل”. وكانت الأبراج البابلية المكونة من سبعة طوابق، تمثل الكون. كما كانوا يستخدمون العدد “سبعة” تعبيرًا عن أكبر قوة وأعظم قدرة. وهكذا وجد طريقه إلى المجال الديني، ربما منذ منتصف الألف الثالثة قبل الميلاد، فكانت العبارة “سبعة آلهة” تعني “جميع الآلهة” ويظن البعض أن ذلك كان مرتبطًا بآلهة السبعة الكواكب التي كانوا يعرفونها. ولو أن البعض الآخر يقولون إن هذا العدد “قد اكتسب معناه الرمزي قبل ذلك بكثير، فقد كان ذلك مألوفًا عند البابليين والأمم المحيطة بهم، بل وفي الهند والصين، وبين الكلت والجرمان. فلا بد أن ذلك نشأ عن حقيقة واقعة، كانت موضع مشاهدة الجميع، ولعلها أوجه القمر الأربعة، التي يستغرق كل منها سبعة أيام تقريبًا. ويمكننا أن نتأمل في مدلول هذا الرقم – في الكتاب المقدس – من أربعة وجوه:
(1) العدد “سبعة” في الطقوس: فالعدد “سبعة” يلعب دورًا بارزًا في الكثير من طقوس العبادة والتطهير حسب الشريعة، فكان اليوم السابع مقدسًا (تك 2: 3)، وكانت هناك سبعة أيام الفطير (خر 34: 18 إلخ)، وسبعة أيام عيد المظال (لا 23: 34)، والسنة السابعة، سنة الإبراء (خر 21: 2، تث 15: 1) وقد بنى بالاق ملك موآب سبعة مذابح ثلاث مرات، وذبح في كل مرة سبعة ثيران وسبعة كباش (عد 23: 1 و14 و29). وأمرت الشريعة بتقديم سبعة حملان في الكثير من الأعياد (عد 28: 11 و19 و27… إلخ) كما كان هارون ينضح الدم سبع مرات في يوم الكفارة في دفعتين (لا 16: 14 و19) كما يتكرر العدد سبعة في عملية تطهير الأبرص وتطهير بيته (انظر لا 13: 4 و21 و27 و31 و50، 14: 7 و16 و27 و51) وقد أمر أليشع النبي نعمان السرياني أن يغتسل في نهر الأردن سبع مرات فيطهر (2مل 5: 10) وفي حالة الولادة تكون الأم نجسة سبعة أيام (لا 12: 2)، وفي اليوم التالي للسابع (أي في اليوم الثامن) يُختن الولد (لا 12: 3) وكان يجب أن يكون الحيوان الطاهر سبعة أيام مع أمه قبل تقديمه ذبيحة للرب (خر 22: 30، لا 22: 27)، كما تتكرر مدة “سبعة أيام” ثلاث مرات في عملية تقديس الكهنة (خر 29: 30 و35 و37) كما يتكرر العدد سبعة فيما يتعلق بخيمة الشهادة وأوانيها، فكان للمنارة سبعة سرج (عد 8: 2، زك4: 2)، وغير ذلك كثير.
(2) العدد “سبعة” واستخدامه تاريخيًا: يرد العدد “سبعة” كثيرًا في الأحداث التاريخية، سنذكر البعض من أهمها، مثل خدمة يعقوب سبع سنوات مرتين لأجل راحيل (تك 29: 20 و27) وسجد يعقوب لأخيه عيسو سبع مرات (تك 33: 3) وهناك سبع سنوات الشبع، وسبع سنوات الجوع، والسبع البقرات، والسبع السنابل (تك 41)، وسبع بنات يثرون (خر 2: 16)، وسبعة أيام الوليمة عند زواج شمشون (قض 14: 12)، وسبعة الأوتار التى أُوثق بها، وسبع خصل رأسه (قض 16: 7 و19) وأبناء يسى السبعة (1صم 16: 10)، وأبناء شاول السبعة (2صم 21: 6)، وأبناء أيوب السبعة (أيوب 1: 2، 42: 13).
ودار الكهنة السبعة ومعهم سبعة أبواق الهتاف، حول أسوار أريحا سبعة أيام، وفي اليوم السابع داروا سبع مرات (يش 6: 8 – 16) وصعد غلام إيليا إلى قمة جبل الكرمل سبع مرات (1مل 18: 43) وعطس ابن المرأة الشونمية سبع مرات قام بعدها حيًا (2مل 4: 35) وأمر نبوخذنصر ملك بابل بأن يُحَمى الأتون “سبعة أضعاف أكثر مما كان معتادًا أن يحمى” (دانيال 3: 19) وطُرد نبوخذنصر من بين الناس لإصابته بالجنون، سبعة أزمنة (دانيال 4: 16 و23 و25 و32) وعاشت حنة النبية سبع سنين مع زوجها (لو 2: 36) وأشبع الرب أربعة آلالاف بسبع خبزات، ثم رفعوا سبعة سلال من الكسر (مت 15: 34 – 37) وفى المسألة التي قدمها الصدوقيون للرب بخصوص القيامة، ذكروا سبعة إخوة (مت 22: 25) وأخرج الرب سبعة شياطين من مريم المجدلية (مرقس 16: 9، لو 8: 2) وأقام الرسل فى الكنيسة في أورشليم سبعة رجال للخدمة (أع 6: 3)، وكان لسكاوا سبعة أبناء (أع 19: 14).
وفي الكثير من هذه المواضع يحب أن نأخذ العدد بمعناه الحرفي، ولكنه مع ذلك لا يخلو من معنى رمزي.
(3) العدد “سبعة” واستخدامه للدلالة على الكثرة: كثيرًا ما يستخدم العدد “سبعة” للدلالة على الكثرة أو الشدة. (انظر المزيد عن). ويبدو هذا صريحًا في بعض الأحيان ومضمرًا في أحيان أخري.
(أ) فنراه واضحًا مثلًا في الانتقام لقايين “سبعة أضعاف” (تك 4: 15)، والهروب في “سبع طرق” (تث 28: 7 و25)، والنجاة من سبع شدائد (أيوب 5: 19)، وتسبيح الرب سبع مرات في النهار (مز 119: 164)، و “سبع رجاسات” (أم 26: 25، انظر أيضًا أم 6: 16)، “وكلام الرب نقي كفضة مصفاة.. ممحوصة سبع مرات” (مز 12: 6)، وكما في: إن أخطأ إليك أخوك.. سبع مرات في اليوم ورجع إليك سبع مرات تائبًا فاغفر له “(لو 17: 3 و4 – انظر أيضًا مت 18: 21)، وسبعة أرواح شريرة (مت 12: 45، لو 11: 26 – انظر أيضًا راعوث 4: 15، 1صم 2: 5، مز 79: 12).
(ب) ونراه مضمرًا في تكرار عبارة “صوت الرب” سبع مرات في المزمور التاسع والعشرين، مما جعل البعض يطلقون عليه “مزمور الرعود السبعة” والأوصاف السبعة لروح الرب (إش 11: 2) وفي كلتا الحالتين لم يذكر هذا العدد عفوًا، بل ليشير إلى الكمال المطلق.
ونجد في العهد الجديد الطلبات السبع في الصلاة الربانية (مت 6: 9 – 13)، والأمثال السبعة لملكوت السموات (مت 13)، والويلات السبعة للفريسيين (مت 23: 13 و15 و16 و23 و25 و27 و29) وأيضًا سبع مرات يقول الرب يسوع المسيح: “أنا هو” في إنجيل يوحنا (يو 6: 35، 8: 12، 10: 7 و11، 11: 25، 14: 6، 15: 1) والتلاميذ السبعة على بحيرة طبرية (يو 21: 2) ويتكرر العدد “سبعة” كثيرًا أيضًا في الرسائل، فهناك سبعة أنواع من الشدائد (رو 8: 35)، وسبع مواهب من الروح القدس (رومية 12: 6 – 9)، وسبع صفات للحكمة التي من فوق (يع 3: 17)، وسبع فضائل يجب أن تتوفر في الإيمان (2بط 1: 5 – 7)، وهناك سبعة أشياء في تسبيحتي الشكر والتعظيم للرب (رؤ 5: 12، 7: 12)، وسبع فئات من الناس سيحاولون إخفاء أنفسهم من وجه الجالس على العرش (رؤ 6: 15 و16).
(1) العدد “سبعة” في سفر الرؤيا: يتكرر العدد “سبعة” في سفر الرؤيا بصورة تستلفت النظر، فنقرأ عن السبع الكنائس: (1: 4.. إلخ)، والسبع المناير الذهبية (1: 12.. إلخ)، والسبعة الكواكب (1: 16 و20)، والسبعة الملائكة (1: 20)، سبعة مصابيح من نار (4: 5)، والسبعة الأرواح (1: 4، 3: 1، 4: 5) وللسفر سبعة ختوم (5: 1)، وخروف قائم له سبعة قرون وسبع أعين (5: 6)، وسبعة ملائكة معهم سبعة أبواق (8: 2)، وسبعة رعود (10: 3)، ووحش له سبعة رؤوس (13: 1)، وسبعة ملائكة معهم السبع الضربات الأخيرة (15: 1)، وسبعة جامات ذهبية مملوءة من غضب الله (15: 7)، ووحش قرمزي له سبعة رؤوس التي هي سبعة جبال، وسبعة ملوك (17: 3 و9 و10).
وتمتد أهمية العدد “سبعة” إلى العدد “أربعة عشر” (7×2). فيستخدم العدد “14” رمزيًا فى بعض الحالات، فكان اليوم الرابع عشر من الشهر هو عيد الفصح (خر 12: 6 و16… إلخ) كما كان يقدم أربعة عشر خروفًا في كل يوم من الأيام السبعة لعيد المظال (عد 29: 13 و15).
كما نلاحظ أن عدد الأجيال من إبراهيم إلى المسيح، قسمت إلى ثلاثة أقسام كل منها أربعة عشر جيلًا (مت 1: 17)، وواضح أن ذلك كان لهدف معين (ولكن لا يبدو أن هناك قصدًا معينًا في أع 27: 27، 2كو 12: 2، غل 2: 1) ويجب أن نذكر أن العدد “أربعة عشر” في العبرية والعربية واليونانية، ويتكون من عددين هما “أربعة” و “عشرة” ولكل منهما مدلوله.
ثم نجد العدد “7×7” في عبارة “سبعة أسابيع” يذكر مرتين في سفر اللاويين (23: 15، 25: 8).
كما كان العدد “سبعون” (7×10) يستخدم للدلالة على عدد كبير من الناس، في مواضع كثيرة في العهد القديم: “فجميع نفوس بيت يعقوب التي جاءت إلى مصر سبعون” (تك 46: 27، خر 1: 5، تث 10: 22) وكان شيوخ إسرائيل “سبعون” (خر 24: 1 و9، عد 11: 16 و24 و25)، وسبعون ملكًا قطع أدوني بازق أباهم أيديهم وأرجلهم (قض 1: 7)، وسبعون ابنًا لجدعون (قض 8: 30، 9: 2)، وسبعون ابنًا وحفيدًا لعبدون يركبون على سبعين جحشًا (قض 12: 14)، وسبعون ابنًا لأخآب (2مل 10: 1 و6 و7) ورأى حزقيال سبعين رجلًا يتعبدون للأوثان (حز 8: 11).
كما يستخدم العدد “سبعون” للدلالة على الزمن، فقد بكى المصريون على يعقوب سبعين يومًا (تك 50: 3) وتنبأ إشعياء عن أن صور ستُنسى سبعين سنة (إش 23: 15 و17) وتنبأ إرميا بأن شعب إسرائيل سيسبَى سبعين سنة (إرميا 25: 11 و12 – انظر دانيال 9: 2، زك 1: 12، 7: 5) وتبنأ دانيال بأن سبعين أسبوعًا قضيت على شعبه (دانيال 9: 24) ويقول موسى إن أيام الإنسان هى سبعون سنة (مز 90: 10).
كما وجد بنو إسرائيل سبعين نخلة في إيليم (خر 15: 27، عد 33: 9) وقدموا في أيام حزقيا الملك من المحرقات سبعين ثورًا (2أخ 29: 32) وقدم كل واحد من رؤوس الأسباط منضحة من فضة وزنها سبعون شاقلًا (عد 7: 13.. إلخ).
ونقرأ في العهد الجديد عن سبعين تلميذًا (لو 10: 1 و17) وكان اليهود يعتقدون أن هناك سبعين أمة غيرهم يتكلمون سبعين لغة، تحت رعاية سبعين ملاكًا. ولعلهم بنوا ذلك على ما جاء في الإصحاح العاشر من سفر التكوين. وكان أعضاء السنهدريم اليهودي نحو سبعين شيخًا. وتنسب الترجمة السبعينية إلى سبعين شيخًا قاموا بترجمتها (والأرجح أنهم كانوا اثنين وسبعين). ولابد أن هذه الأهمية للعدد سبعين ترجع إلى أنه حاصل ضرب 7×10.
ويرد العدد “77” ثلاث مرات، مرة في حديث لامك: “إنه ينتقم لقايين سبعة أضعاف. وأما للامك فسبعة وسبعين” (تك 4: 24) والمرة الثانية في تحديد عدد شيوخ سكوت (قض 8: 24) والمرة الثالثة في تحديد عدد الخراف التي قربها بنو إسرائيل محرقات لإله إسرائيل (عز 8: 35).
وهناك العدد “7 × 70″، إذ يسأل بطرس الرب: “كم مرة يخطئ إلي أخي وأنا أغفر له، هل إلي سبع مرات؟” فيقول الرب يسوع: “لا أقول لك إلى سبع مرات بل إلى سبعين مرة سبع مرات” (مت 18: 24) والمعنى الواضح هو أن يكون على استعداد للغفران على الدوام.
كما نجد العدد “7. 000” (7 × 1000) في سفر الملوك الأول (19: 18، انظر أيضًا رومية 11: 4) عن عدد الذين لم يحنوا ركبة لبعل في أيام إيليا، وهو يدل على الكثرة الكاثرة.
كما يبدو أن لنصف العدد “7” أهمية خاصة (انظر دانيال 7: 25، 9: 27، لو 4: 25، يع 5: 17، رؤ 11: 2، 13: 5).
* ومن التأملات الروحية حول أن هذا الرقم هو رقم الكمال، فإن 7 = 3 + 4، أي أن الكمال يمكن لأن الأرض تتحد باتجاهاتها الأربعة، من خلال الثالوث القدوس (الآب والابن والروح القدس).
أُسْبُوع
الكلمة العبرية هي “شَبُوَع” وهي من أصل معناه سبعة وقد استخدم العبرانيون تقسيم الوقت إلى أسابيع في عصر مبكر جدًا في تاريخهم فالخلق تمّ في أسبوع من سبعة أيام (تك 1: 1 – 2: 3) وكذلك ورد ذكر الأسبوع كثيرًا في قصة الطوفان (تك 8: 8 و10 و12). وكانت حفلات الزواج تستغرق سبعة أيام (تك 29: 27 و28). وكانت المآتم كذلك تقام لمدة سبعة أيام (تك 50: 10). وكان الأسبوع ذا أهمية بالغة في الشريعة العبرية الطقسية (خروج 12: 15 و13: 6 و7 و22: 30 و29: 30 و35 و37 ولاويين 12: 2 و13: 5 و14: 8 إلخ.) ولم يطلق العبرانيون أسماء على أيام الأسبوع فيما عدا اليوم السابع الذي أطلقوا عليه اسم السبت (انظر سَبْت).
وكان العبرانيون يقدسون مدة من الزمن تقسم إلى سبعات من السنين وتختتم بالسنة التي هي سبت السنين (لاويين 25: 3 و4) ويعتقد أغلب العلماء أن الكلمة أسبوع المستعملة في دانيال 9: 24 – 27 تعني مدة من سبع سنوات.
أما الكلمة اليونانية في العهد الجديد فهي كلمة “سبّاتون” وهي كما هو واضح مشتقة من “سَبْت” وتعني مدة الزمن الممتدة من سبت إلى السبت الآخر (مت 28: 1) وفي القرن الأول الميلادي كان العبرانيون يطلقون أسماء الأعداد على أيام الأسبوع كأول الأسبوع وما شابه ذلك (مت 28: 1 وأعمال 20: 7) وكانوا أحيانًا يلقبون اليوم السابق ليوم السبت بيوم الاستعداد (مر 15: 42).
وقد سار البابليون أيضًا على اعتبار الأسبوع وحدة الزمن عندهم، وذلك على حسابهم الزمن لبعض فروضهم وطقوسهم الدينية. وتشير قصة الطوفان عند البابليين عدة مرات إلى دورة من الزمن قوامها سبعة أيام، كما ورد في قصة الطوفان في العهد القديم. أما المصريون فكانوا يحسبون الدورة عشرة أيام. وقد قسم اليونان الشهر إلى ثلاثة أقسام. أما الرومان فكانت دورة الزمن عندهم ثمانية أيام ولكنهم في القرن الثاني الميلادي أخذوا باستخدام أسبوع مكوَّن من سبعة أيام.
يظهر تقسيم الزمن إلى أسابيع في الكتب المقدسة في صلته بتجديد يوم السبت (تكوين 2: 1 – 3) , وقد اعتاد السوريون أن يحتفلوا بالزواج أسبوعًا (تكوين 29: 27 و28). وهكذا كانت مدة الجنازة (تكوين 50: 10 و1 صموئيل 31: 13) فقد كان أسبوع السبعة أيام وحدة لقياس الزمن.
ولم يكن العبرانيون يعرفون أيام الأسبوع بأسماء خاصة, إلا يوم السبت, ويوم الجمعة الذي كانوا يطلقون عليه يوم الاستعداد (مرقس 15: 42) وكانوا يطلقون على الأيام أعدادًا, كاليوم الأول والثاني وهكذا (متى 28: 1).
ولم تكن كل الشعوب تقسم الزمن إلى سبعة أيام, فقد قسمه الرومان إلى ثمانية, وقسم المصريون الشهر إلى ثلاثة أقسام, كل منها عشرة أيام, وذلك قبل بناء الأهرام.
ولم تتسّم الأيام بأسماء إلا في وقت متأخر في أيام الرومان الذين أطلقوا على كل يوم من أيام الأسبوع السبعة اسم كوكب من كواكب السماء.
سابق
وردت في عبرانيين 6: 20 ويُراد بها المسيح الذي دخل سابقًا المجد لأجلنا, إلى حضرة الله, إلى ما وراء الحجاب. والسابق هو من يذهب ليجهز المكان أولًا, أو ليقود إليه.
والسابق في ثمر التين هو الباكورة (1 كورنثوس 15: 20 و23).
كما أن السابق هو من يسبق الحصان أو العربة لتهيئة الطريق أمام عظيمٍ (استير 6: 9).
سِبْكَايُ الْحُوشَاتِيُّ
Sibbekai the Hushathite اسم عبراني ربما كان معناه, “غابة يهوه” وهو أحد أبطال الملك المعدودين, ويُطلق عليه اسم مبوناي (2 صموئيل 23: 27) وهو الذي قتل سأف أو سفاي الذي هو أحد أولاد رافا (2 صموئيل 21: 18 و1 أخبار 11: 29). كما أنه رئيس فرقة الجيش للشهر الثامن في زمن داود الملك (سفر أخبار الأيام الأول 27: 11).
سَبْمَة | سِبْمَة
إحدى مدن الرعي التي وقعت في قرعة رأوبين وجاد (عدد 32: 38) وفي يشوع 13: 9 وردت سِبْمة, ولا ندري كيف استرجعها موآب بعد مدة. وقد كانت مشهورة بكرومها (أشعياء 16: 8 و9) ويقول جيروم أنها واقعة على مسافة نصف ميل من حشبون, وقد تكون هي سومية الحالية التي تقع على الجانب الغربي من وادي حسبان, على بعد ميلين من حسبان, ولازالت آثار معاصر العنب الحجرية القديمة باقية فيها إلى اليوم. وورد اسم هذه المدينة بصورة “سام” أو “شباء” في عدد 32: 3.
السَبي
السبي هو حالة الوجود تحت عبودية الأسر, على الأخص في أرض غريبة, وقد اعتاد الكلدانيون أن ينقلوا أهل البلاد التي يفتحونها إلى بلاد أخرى حتى يفقدوا حماسهم الوطني, بعيدًا عن ذكريات الوطن.
ويذكر الكتاب المقدس سببين هامين وقعًا للعبرانيين بسبب الخطيئة والبعد عن الله:
السبي الأول سبي الأسباط العشرة أو مملكة إسرائيل الشمالية: -.
ففي عام 842 ق. م. كان ياهو يؤدي الجزية إلى شلمنأَصر ملك آشور, وأثناء حكم تغلث فلاسر (746 – 728 ق. م) بدأ الآشوريون يسبون سكان الأرض. وفي أثناء حكم فقح سبي سبط نفتالي (2 ملوك 15: 29) ثم سبي بقية السكان من الروأبينيين والجاديين ونصف سبط منسى إلى ما بين النهرين (1 أخبار 5: 26) ثم حوصرت مدينة السامرة وسقطت بيد سرجون عام 722 ق. م. وسبي السكان إلى مادي وما بين النهرين (2 ملوك 17: 5 و6 و18) أما الباقون في الأرض فقد دفعوا الجزية. وملأ الآشوريين الأرض بغرباء أتوا بهم من بلاد أخرى, فامتلأت الأرض بعبادة أصنام هؤلاء الغرباء.
وبعد أن ردّ الرب سبي الشعب بقي كثيرون من اليهود في الخارج, وكانوا يزورون أورشليم بين آن وآخر (أعمال 2: 8 و9).
أما السبي الثاني الهام فهو:
سبي يهوذا (سبي بابل): -.
وقد سبق أشعياء وتنبأ عن هذا السبي قبل وقوعه بمئة وخمسين عامًا (أشعياء 6: 11 و12) وتنبأ إرميا أن مدة السبي ستكون سبعين عامًا (25: 1 و11 و12).
وقد تم هذا السبي على يد نبوخذناصر في أربع مراحل في عام 605 ق. م 597 ق. م. و587 ق. م. ثم في عام 582 ق. م. (2 أخبار 36: 2 – 7) فأخذ نبوخذنصر عظماء البلاد ومنهم دانيال ورفاقه, والعمال الفنيين, كما أخذ آنية الهيكل وأخربه بعد ذلك.
وقد وصل اليهود في السبي إلى مراكز محترمة جدًا, فامتلكوا البيوت, وكان لهم الخدم, واشتغلوا بالتجارة (عزرا 2: 65 ودانيال 2: 48 ونحميا 1: 11) وكان كهنتهم يعلمونهم هناك, كما كان حزقيال يتنبأ لهم (عزرا 1: 5 وحزقيال 1: 1) ثم سقطت بابل في عام 539 ق. م. في يد كورش الفارسي, فسمح بعودة اليهود إلى أرضهم, ولكن كثيرين منهم فضلوا البقاء في بابل, فصار اسمهم يهود الشتات. (). وعاد بعضهم إلى أرض آبائهم تحت قيادة زربابل (عزرا 2: 2) ثم تحت قيادة عزرا (عزرا 7: 1 – 7) ثم تحت قيادة نحميا (نحميا 7: 5 – 66).
أولًا – سبي المملكة الشمالية (إسرائيل) – سبي العشرة أسباط.
ثانيًا – سبي المملكة الجنوبية (يهوذا) – السبي البابلي.
سَبي الأسباط العشرة | سبي مملكة إسرائيل الشمالية
(1) غزوات شلمنأسر الثاني ملك أشور (860 – 825 ق. م):
تأسست الإمبراطورية الأشورية في نحو سنة ألفين قبل الميلاد، وبدأ أول احتكاك لها بمملكتي إسرائيل ويهوذا في عهد شلمنأسر الثاني، وهو غير شلمنأسر الرابع المذكور في سفر ملوك الثاني (17، 18)، والذي جاء بعد شلمنأسر الثاني بنحو قرن من الزمان. وكان شلمنأسر الثاني – الذي حكم طويلًا – معاصرًا ليهوشافاط ويهورام وأخزيا ويهواش ملوك يهوذا، ولأخآب وأخزيا ويهورام وياهو ملوك إسرائيل، وكذلك لحزائيل وبنهدد الثاني ملوك أرام في دمشق، ولميشع ملك موآب. ومصادر تاريخه هي ما نقشه في أيامه على صخور أرمينية، والمسلة السوداء التي اكتشفها “لايارد” (Layard) في نمرود، والمحفوظة الآن في المتحف البريطاني، والنصوص المحفورة على الأبواب البرونزية في “بالاوات” والتي اكتشفها “هورموزد رسَّام” في 1878م، ورأى فيها الأبواب الدوارة في قصر شلمنأسر. ونعلم من كل هذه المصادر أنه واجه في السنة السادسة من ملكه، قوات دمشق وحماة وإسرائيل وغيرها، التي تحالفت معًا لمقاومة تقدمه غربًا، ولكنه استأصل هذه القوات تمامًا في موقعه “قرقر” (854 ق. م) وكان هذا الخطر الكاسح قد دفع سورية وإسرائيل إلى التحالف، وهو ما تؤيده القصة الكتابية عن عقد معاهدة بينهما، شجبها نبي الله (1مل 20: 34 – 43)، أقاموا بعدها ثلاث سنين بدون حرب بين أرام وإسرائيل (1مل 22: 1) ولكن يبدو أن الهزيمة النكراء التي أوقعها بهم شلمنأسر قد قضت على هذا التحالف، لأننا – بعد ذلك – نجد أخآب يتحالف مع يهوشافاط ملك يهوذا – في محاولة فاشلة – لاسترداد مدينة راموت جلعاد من أرام بعد أن أصابتهما الهزيمة، ولكن تلك المحاولة انتهت بقتل أخآب (1مل 22) وفي غزوة أخرى للغرب – لم يسجل الكتاب المقدس عنها شيئًا – أخذ شلمنأسر الجزية من صور وصيدون، ومن “ياهو ملك أرض عمري” – كما كان يطلق على إسرائيل في الآثار الأشورية.
(2) وكان الملك الأشوري التالي الذي زحف بجيوشه إلى الغرب هو “رمّون نيراري” (810 – 781 ق. م) حفيد شلمنأسر الثاني.
ومع أنه لم يذكر بالاسم في الكتاب المقدس، إلا أننا نلمس وجوده ونفوذه في الأحداث المدونة في سفر الملوك الثاني، فقد كان هو الذي جعل أرام ترخي قبضتها عن إسرائيل في أيام يهوآحاز. فقد فضل شعب إسرائيل أن يخضعوا – اسميًا – لسيادة ملك بعيد في نينوى، عن الخضوع لملك قريب في دمشق يسومهم الاضطهاد. وكان “رمّون نيراري” هو المخلص الذي أعطاه الرب لإسرائيل “فخرجوا من تحت يد الأراميين” (2مل13: 5 و23).
(3) تغلث فلاسر الثالث (745 – 726 ق. م):
بموت رمّون نيراري في 781 ق. م ضعفت شوكة أشور وقتيًا، وفي نفس الوقت بلغت مملكة يهوذا في أيام عزيا الملك، ومملكة إسرائيل في أيام يربعام الثاني، أوج قوتهما. وفي 745ق. م اغتصب “فول” عرش أشور وحكم باسم تغلث فلاسر الثالث، ويذكر باسمه “فول” في الكتاب المقدس (2مل15: 19، 1أخ5: 26)، ولكنه يُذكر باسمه الثاني “تغلث فلاسر الثالث” على الآثار الأشورية، وأصبح من المؤكد الآن لدى المؤرخين أن الاسمين لشخص واحد.
وكان تغلث فلاسر الثالث من أعظم الملوك في التاريخ، فكان أول من حاول تكوين إمبراطورية على النمط الذي عرفه العالم بقيام الإمبراطورية الرومانية، فلم يكتف بالحصول على الجزية من الملوك والولاة الذين هزمهم، بل أصبحت الأقطار التي غزاها، ولايات في إمبراطوريته عليها مرازبة (ولاة) أشوريون يجمعون الجزية للخزينة الإمبراطورية. ولم يلبث طويلًا بعد اعتلائه العرش، حتى وجه نظره نحو الغرب وبعد حصاره لأرفاد – إلى الشمال من حلب – اجتاحت جحافله سورية. وسار على النهج الأشوري في إجلاء الشعوب المغلوبة، وإحلال غيرهم محلهم. وليس من السهل الجزم بالسبب الذي جعل تغلث فلاسر يحجم عن التحرش بيهوذا. وفي غزوة تالية، وضع منحيم ملك إسرائيل وغيره من الملوك تحت الجزية وهو ما نجده مسجلًا بالتفصيل في سفر الملوك الثاني: “فجاء فول ملك أشور على الأرض فأعطى منحيم لفول ألف وزنة من الفضة لتكون يداه معه، ليثبت المملكة في يده. ووضع منحيم الفضة على إسرائيل على جميع جبابرة البأس ليدفع لملك أشور خمسين شاقل فضة عن كل رجل. فرجع ملك أشور ولم يقم في الأرض” (2مل15: 19 و20).
“وفى أيام فقح (بن رمليا) ملك إسرائيل جاء تغلث فلاسر (وهو نفسه فول) ملك أشور” واستولى على الأجزاء الشمالية من إسرائيل وسبى الشعب إلى أشور (2مل15: 29).
ونقرأ بعد ذلك كيف أن آحاز ملك يهوذا استنجد بالأشوريين لينصروه ضد “ذنبي هاتين الشعلتين المدخنتين” رصين ملك أرام وفقح بن رمليا (إش7: 4) ولكي يضمن معونة الأشوريين “أخذ آحاز الفضة والذهب الموجود في بيت الرب وفي خزائن بيت الملك وأرسلها إلى ملك أشور هدية” (2مل16: 8) وكان تغلث فلاسر في ذلك الوقت يُعد لحملة جديدة على الغرب، فاجتاح بقواته سورية والأراضي المتاخمة حتى وصل إلى غزة. وفي طريق عودته استولى على السامرة دون أن يدمرها إلى الأرض، وكان الشعب قد اغتال فقح، فأقام الملك الأشوري هوشع، قائد المؤامرة، ملكًا عوضًا عن فقح، تحب سيادة أشور.
(4) شلمنأسر الرابع (727 – 722 ق. م):
مات تغلث فلاسر الثالث في 727 ق. م وخلفه شلمنأسر الرابع، الذي حكم مدة قصيرة ولم تصل إلينا حولياته، ولكننا نقرأ في سفر الملوك الثاني (17، 18) أن هوشع ملك إسرائيل – اعتمادًا على ملك مصر – ظن أن موت تغلث فلاسر فرصة طيبة لإعلان الاستقلال، ولكنها كانت محاولة فاشلة إذ كانت مملكة إسرائيل قد أوشكت على النهاية. فقد كان الشعب قد استسلم للمظالم والشرور التي وبخهم عليها النبيان هوشع وعاموس فقد تنبأ هوشع بشكل خاص عن انحلال إسرائيل وسقوطها، قائلًا: “السامرة ملكها يبيد كغثاء على وجه الماء، وتُخرب شوامخ آون خطية إسرائيل. يطلع الشوك والحسك على مذابحهم ويقولون للجبال غطينا وللتلال اسقطي علينا” (هو10: 7 و8 – انظر أيضًا عددي 14 و15) ولم تكن نبوات إشعياء وميخا – عن المصير الذي ينتظر السامرة – بأقل صرامة: “ويل لإكليل فخر سكارى أفرايم، وللزهر الذابل جمال بهائه الذي على رأس وادي سمائن المضروبين بالخمر” (إش28: 1)، “كل هذا من أجل إثم يعقوب ومن أجل خطية بيت إسرائيل. ما هو ذنب يعقوب؟ أليس هو السامرة؟.. فأجعل السامرة خربة في البرية مغارس للكروم” (ميخا 1: 5 و6) ولم تأت للملك هوشع معونة من مصر، فوقف وحيدًا في مواجهة قوات عاتية، أسرته خارج السامرة، والأرجح أُنه أخذ أسيرًا إلى نينوى، واجتاحت الجيوش الغازية البلاد وعاثوا فيها فسادًا، كما سبق أن أعلن الأنبياء.
(5) سرجون يستولى على السامرة:
وبعد مقاومة عنيفة من المدافعين عن المدينة “زال الحصن من أفرايم” (إش 17: 3) فبعد أن حاصر الأشوريون السامرة ثلاث سنوات، سقطت في أيديهم (2مل17: 5) وقد يخيل إلينا – من رواية الكتاب المقدس – أنها سقطت في يد شلمنأسر، ولكننا نعلم من النقوش الأشورية، أنه قبل استسلام السامرة، كان شلمنأسر قد تنازل عن العرش أو مات، وجلس على عرش أشور سرجون، أحد عظماء ملوك أشور، ولكنه لم يذكر إلا مرة واحدة في الكتاب المقدس (إش 20: 1) ونعلم من النقوش الكثيرة التي خلفها سرجون، والتى اكتشفت في أطلال خورزباد، أنه هو – وليس شلمنأسر – الذي أكمل غزو المملكة المتمردة (إسرائيل) وأجلى سكانها إلى أشور فيقول سرجون في حولياته: “فى بداية حكمي استوليت على مدينة السامرة بمعونة” شماش “(إلهه) الذي ضمن لي النصر.. وأخذت 27. 290 أسيرًا من سكانها، كما استوليت على خمسين مركبة ملكية منها.. لقد أعدت الاستيلاء على المدينة، وأسكنت فيها أناسًا من البلاد التي غزوتها بذراعي.. وعينت حاكمًا عليهم وفرضت عليهم الجزية والضرائب كما على الأشوريين”. وهذه الحوليات يؤيدها ما جاء في الكتاب المقدس، كما يكمل أحدهما الآخر في هذه النقطة. ويصف المؤرخ الكتابي ما حدث بالقول: “فى السنة التاسعة لهوشع أخذ ملك أشور السامرة وسبى إسرائيل إلى أشور وأسكنهم في حلح وخابور نهر جوازان، وفي مدن مادي.. لأنهم لم يسمعوا لصوت الرب إلههم، بل تجاوزوا عهده وكل ما أمر به موسى عبد الرب فلم يسمعوا ولم يعملوا” (2مل17: 6 و7، 18: 11 و12).
(6) إجلاء سكان السامرة وإحلال غيرهم محلهم:
كما يصف الكتاب المقدس كيف جاء ملك أشور بأقوام من شعوب أخرى وأسكنهم في مدن السامرة: وأتى ملك أشور بقوم من بابل وكوث وعّوا وحماة، وسفروايم، وأسكنهم في مدن السامرة عوضًا عن بني إسرائيل، فامتلكوا السامرة وسكنوا في مدنها (2مل17: 24) وتؤيد نقوش سرجون هذه الحقيقة، وهى أنه جاء بغرباء ممن سباهم في حروبه وأسكنهم في السامرة كما يتضح أن ذلك حدث على عدة دفعات. فقد رأينا أن تغلث فلاسر سبق أن أجلى الأسباط الشمالية إلى أشور وأقام عليهم حكامًا من قبله. ونعلم أنه بعد ذلك بزمن، جاء حفيده آسر حدون، ثم ابنه – أشور بانيبال (أسنفر العظيم الشريف) بأناس من الشعوب التي غزاها في الشرق، وأسكنهم في السامرة (عز4: 2 و10) وأمر ملك أشور أن يبعثوا إليهم في بيت إيل بواحد من الكهنة الذين سبق أن سباهم من السامرة، ليعلمهم “قضاء إله الأرض” وقد ذكر عنهم أنهم “كانوا يتقون الرب ويعبدون آلهتهم كعادة الأمم الذين سبوهم من بينهم” (2مل17: 33) والسامريون، الذين نقرأ عنهم في الأناجيل، هم نسل هذا الخليط من اليهود والأمم الذين أسكنهم ملوك أشور في مدن السامرة.
(7) الأسباط العشرة في السبي:
لا يجب أن يتطرق إلى أذهاننا أنه قد تم إجلاء كل سكان المملكة الشمالية (إسرائيل)، إذ لا شك في أنه حدث هنا مثلما حدث عند السبي البابلي، أن “رئيس الشرط أبقى من مساكين الأرض كرامين وفلاحين” (2مل25: 12) بل إن الذين تم إجلاؤهم لم يكونوا سوى قسم من الشعب. ولكن المملكة الشمالية – مملكة الأسباط العشرة – كانت قد انتهت وأصبحت مجرد ولاية أشورية، يحكمها وال من قبل ملك أشور. أما عن الجلاء – أي الأسرى الذين نقلوا إلى مدن مادي – فيجب ألا نظن أنهم قد امتصتهم الشعوب الذين استقروا بينهم، بل احتفظوا بتقاليدهم اليهودية وممارساتهم وتماسكهم، وأصبحوا جزءًا من شتات اليهود المنتشرين في كل بلاد الشرق. ومن المحتمل جدًا أنهم اندمجوا – فيما بعد – مع المسبيين من يهوذا، الذين سباهم نبوخذنصر ملك بابل، وهكذا أصبح أفرايم ويهوذا شعبًا واحدًا – كما لم يحدث من قبل – وأصبح اسم “اليهود” يطلق على الجميع سواء كانوا قبلًا من المملكة الشمالية (إسرائيل) أو من المملكة الجنوبية (يهوذا).
السَبي البابلي | سبي بابل | سبي المملكة الجنوبية | سبي يهوذا
بينما تعاقبت على المملكة الشمالية عدة أسرات ملكية، ظلت يهوذا وأورشليم مواليتين لبيت داود حتى النهاية، فقد قامت المملكة الجنوبية على أساس أكثر رسوخًا، وصمدت أورشليم بهيكلها وكهنوتها أمام الأعداء الذين أطاحوا بالسامرة، لمدة نحو قرن ونصف بعد سقوط السامرة.
(1) تفكك الإمبراطورية الأشورية:
جاء بعد سرجون الذي أطاح بالسامرة في 722 ق. م. ملوك عظام اشتهروا بفتوحاتهم ومبانيهم التي تمثل حضارة عصرهم، فجاء سنحاريب وآسرحدون وأشور بانبيال وبعد أن مات أشور بانبيال في 625 ق. م. أشرفت الإمبراطورية الأشورية على الانحلال، فوهنت قبضتها على الناطق الغربية وبدأت شعوبها في التمرد على نينوى، وأخذت عصابات سكيثية في الزحف من المناطق الواقعة بين جبال القوقاز وبحر قزوين، إلى أملاك الإمبراطورية الأشورية حتى حدود فلسطين ومصر. وتنم نبوات إرميا وصفنيا عن أساليبهم الحربية وشراستهم البربرية، ولكنهم رُدّوا على أعقابهم عند الحدود المصرية، ويبدو أنهم عادوا إلى الشمال دون أن يغزوا يهوذا.
(2) سقوط نينوى في 606ق. م:
ثم شرعت هذه الجحافل الشمالية في الزحف نحو نينوى، التي كانت قوتها قد بدأت في الاضمحلال. ويرسم ناحوم النبي صورة للفرح الذي يعم مملكة يهوذا لتوقع سقوط نينوى: “وحي على نينوى.. هوذا على الجبال قدما مبشر مناد بالسلام. عيِّدي يا يهوذا أعيادك، أوفي نذورك، فإنه لا يعود يعبر فيك أيضًا المهلك. قد انقرض كله” (ناحوم 1: 1 و15، انظر أيضًا 3: 8 – 11) واستعاد الماديون استقلالهم وتحالفوا بقيادة ملكهم “سياجزريس” (Cyaxaris) مع الكلدانيين الذين ثاروا بعد ذلك بقيادة نبوبولاسَّار حاكم بابل من قبل أشور (). وحشد نبوبولاسَّار كل هذه العناصر تحت رايته، وحاصر عاصمة أشور، فسقطت في يده نينوى عاصمة الفاتحين العظام، والتي وصفها النبي بالقول: “أكثرت تجارك أكثر من نجوم السماء” (نا3: 16) سقطت نينوى في 606ق. م أمام جحافل الماديين والكلدانيين، سقوطًا لم تقم بعده أبدًا، وقامت على أنقاضها الإمبراطورية الكلدانية، التي كان من أبرز ملوكها نبوخذنصر الذي أشركه أبوه نبوبولاسَّار في الحكم معه.
(3) تمرد نخو فرعون مصر:
ونستطيع أن نفهم جيدًا سبب الفرح الذي عمَّ يهوذا لسقوط نينوى والإمبراطورية الأشورية. لقد نجت أورشليم برحمة الله، عندما اكتسح سنحاريب المناطق المحيطة بها، وأسر منها نحو 200. 150 نفسًا، ودمر المدن والحصون، وظلت يهوذا ترزح تحت نير أشور البغيض، فقد بسطت نفوذها ليس على يهوذا فقط، بل على مصر ووادي النيل. وفي 608 ق. م. تمرد نخو فرعون مصر على أشور وزحف بجيشه شرقًا، ولم تكن به رغبة في المواجهة مع يوشيا ملك يهوذا، ولكن كان لابد له من المرور في أرض يهوذا، فاعترض يوشيا – ولاء منه لأشور – طريق فرعون، فقُتل في معركة مجدو. ويبدو أن فرعون رجع إلى مصر آخذًا معه يهوآحاز بن يوشيا، بعد أن عين أخاه يهوياقيم ملكًا على يهوذا، وفرض جزية باهظة على البلاد.
(4) معركة كركميش في 604 ق. م:
لم يرجع نخو عن هدفه في الزحف نحو الشرق، فتقدم بجيشه حتى وصل نهر الفرات، وهناك لقي هزيمة منكرة على يد نبوخذنصر ملك بابل، في معركة حاسمة في كركميش في 604ق. م. وخرج الكلدانيون من المعركة وهم سادة أسيا الغربية، وانتقلت يهوذا من تحت سيادة أشور، وأصبحت تحت سيادة بابل.
(5) الإمبراطورية البابلية الجديدة في عهد نبوخذنصر، 604 إلى 562 ق. م:
لم يكن ثمة فرق بين قسوة البابليين وقسوة الأشوريين، فيقول حبقوق عن الأمة الكلدانية: “هي هائلة ومخوفة.. خيلها أسرع من النمور وأحد (أشرس) من ذئاب المساء.. وفرسانها يأتون من بعيد ويطيرون كالنسر المسرع إلى الأكل” (حب1: 7 و8). وأصبح نبوخذنصر – بعد معركة كركميش – سيدًا على كل غربي أسيا بما فيها يهوذا. وكان من العبث أن تستنجد يهوذا بمصر، فقد كانت لنبوخذنصر ذراع طويلة يؤدب بها كل من يخرج على طاعته.
وكانت رسالة إرميا النبي – في تلك الأوقات العصيبة في تاريخ يهوذا هي أن يخضعوا لملك بابل، وأن يصلحوا طرقهم أمام الرب، حتى ينجوا من الغضب الإلهي الذي يتهددهم، فيخبرهم – بأمر الرب – بالدينونة التي ستحل بأورشليم والشعوب المجاورة، على يد الكلدانيين. بل إنه يتنبأ بالمدة التي سيقضونها تحت حكم الكلدانيين: “وتصير كل هذا الأرض خرابًا ودهشًا، وتخدم هذه الشعوب ملك بابل سبعين سنة” (إرميا 25: 11). وكانت هذه الرسالة غير مقبولة عند الموالين لمصر، الذين كانوا يتكلون على مناعة أورشليم. ولكن إرميا – بتوبيخه القارص، وبأعمال رمزية – أنبأهم بمصير أورشليم، متحملًا في سبيل ذلك الاضطهاد الشديد، بل إن حياته نفسها تعرضت للخطر.
(6) تمرد يهوياقيم وعقابه (608 – 597 ق. م.):
خضع يهوياقيم أولًا لنخو فرعون مصر، ثم خضع لنبوخذنصر، وكان على مثال شعبه من الشر والفساد، إذ يتهمه إرميا بالجشع وسفك الدماء البريئة والظلم والخطف والاغتصاب (إرميا 22: 13 – 19). وكانت السنة الرابعة ليهوياقيم هي السنة الأولى لنبوخذنصر (إرميا 25: 1) الذي انتشى بنصره في موقعة كركميش، وأصبحت سطوته ملموسة في العالم الغربي، وأصبح ملك يهوذا الخائن عبدًا للملك نبوخذنصر، وظل على هذه الحال ثلاث سنوات، تمرد بعدها على نبوخذنصر، ولم يقف بجانبه أحد من الشعوب المجاورة، “فأرسل الرب عليه غزاة الكلدانيين وغزاة الأراميين وغزاة الموآبيين وغزاة بني عمون، وأرسلهم على يهوذا ليبيدها حسب كلام الرب الذي تكلم به على يد عبيده الأنبياء” (2مل 24: 2).
(7) السبي الأول (606 ق. م.):
نقرأ في سفر دانيال “في السنة الثالثة من ملك يهوياقيم ملك يهوذا، ذهب نبوخذنصر ملك بابل إلى أورشليم وحاصرها” (دانيال 1: 1) وأخذ معه بعض آنية بين الله وبعض أفراد من النسل الملكي وشرفاء يهوذا، وكان من بينهم دانيال النبي ورفقائه.
وتاريخ الجزء الأخير من حياة يهوياقيم يبدو غامضًا، إذ يذكر سفر الملوك الثاني أن يهوياقيم – بعد أن ملك 11سنة – أضطجع مع آبائه (2مل 24: 5 و6). ونفهم من ذلك أنه مات ميتة طبيعية، ولكن يبدو مما ذكرناه من سفر دانيال، أن السبي الأول كان يشمل يهوياقيم نفسه، وهو ما يؤكده سفر الأخبار حيث يقول: “عليه صعد نبوخذنصر ملك بابل وقيده بسلاسل نحاس ليذهب به إلى بابل” (2أخ 36: 6)، ويضيف سفر الملوك: “ولم يعد أيضًا ملك مصر يخرج من أرضه لأن ملك بابل أخذ من نهر مصر إلى نهر الفرات، كل ما كان لملك مصر” (2مل 24: 2). وتحسب مدة السبعين سنة من سنة السبي الأول (606ق. م).
(8) حصار أورشليم وسقوطها في أيام يهوياكين في 597 ق. م:
ملك يهوياكين، والذي خلف أباه يهوياقيم ثلاثة شهور فقط – وهي نفس المدة التي ملكها يهوآحاز من قبل – وقد سُبي يهوآحاز إلى مصر، وسُبي يهوياكين إلى بابل. ويصف حزقيال سبيهما في مرثاة رائعة، فيقارنهما بشبلي أسد، ابني لبوءة – كناية عن إسرائيل – تعلَّم كل منهما افتراس الفريسة وأكل الناس، ولكنهما كليهما وقعا في حفرة الأمم، ووُضعا في قفص بخزائم لكيلا يُسمع صوتهما بعد ذلك على جبال إسرائيل (حز 19: 1 – 9).
(9) السبي الثاني (597 ق. م):
جاء نبوخذنصر بنفسه في أثناء حصار عبيده لأورشليم، فاستسلم له يهوياكين، فأخذ نبوخذنصر ملك بابل، الملك يهوياكين وأمه وعبيده ورؤساءه وخصيانه وجميع جبابرة البأس “عشرة آلاف مسبي، وجميع الصناع والأقيان. لم يبق أحد إلا مساكين شعب الأرض” كما حمل معه “كل خزائن بيت الرب وخزائن بيت الرب وخزائن بيت الملك، وكسَّر كل آنية الذهب التي عملها سليمان ملك إسرائيل في هيكل الرب، كما تكلم الرب.. وجميع أصحاب البأس سبعة آلاف، والصناع والأقيان ألف، وجميع الأبطال أهل الحرب، سباهم ملك بابل إلى بابل. وملَّك ملك بابل متنيا عمه عوضًا عنه وغَّير اسمه إلى صدقيا” (2مل 24: 10 – 17) وعاش يهوياكين الملك المسكين 37سنة أسيرًا في بابل. ويبدو أنه كان يحظى باحترام وولاء المسبيين الذين عاش بينهم، إلى أن رفع أويل مرودخ ملك بابل في سنة تملكه رأس يهوياكين من السجن (2مل 25: 27 – 30).
وكان إجلاء الأمراء والصناع والأقيان هو موضوع رؤية إرميا لسلتي التين، اللتين كان في إحداهما تين جيد جدًا، وفي الأخرى تين ردئ جدًا لا يؤكل من رداءته (إرميا 24: 1 – 3). فالتين الجيد هم المسبيون من يهوذا الذين أُخذوا إلى أرض الكلدانيين للخير، أما التين الرديء فهم الملك صدوقيا والأمراء والباقون في أورشليم الذين كانت تنتظرهم دينونة قاسية حتى يفنوا عن وجه الأرض (إرميا 24: 4 – 10).
(10) خدمة حزقيال 592 – 570 ق. م.:
كان بين المسبيين إلى بابل الذين وضعوا على ضفاف نهر خابور، حزقيال النبي الكاهن. وبعد السبي بخمس سنوات، بدأ يقص رؤياه العجيبة، ويعلن أهميتها للمسبيين عند أنهار بابل. ولم يكن حزقيال ليستطيع أن يعلن للمسبيين – الذين كانت تخيم عليهم الكآبة – أنباء تدمير أورشليم إلا بالرموز والكنايات، إلى اليوم الذي وصلتهم فيه الأخبار المحزنة عن سقوط مملكة يهوذا وخراب المدينة وحرق الهيكل. ولكن لم ينطق حزقيال – لأولئك الأسرى المحطمين البائسين – بالمراثي الحزينة، كالتي نطق بها إرميا – بل بالحري تنبأ لهم بأخبار مفرحة عن إعادة بناء المدينة وقيام المملكة وإعادة تشييد الهيكل العظيم.
(11) خدمة إرميا في أورشليم 597 – 588 ق. م.:
رغم سبي زهرة شباب الشعب وشرفائه إلى بابل، ونهب كنوز الهيكل، فإن أورشليم والهيكل كانا مازالا قائمين. وكانت لدى إرميا رسالة للشعب الباقي في الأرض، وكذلك للذين سُبوا إلى بابل. فقد قام نصيحة للمسبيين بأن يخضعوا، مؤكدًا لهم أن العبادات الوثنية البغيضة التي حولهم، يجب أن تجعلهم يرجعون إلى شريعة إلههم، وهكذا يرفعون الحالة الأدبية والروحية في وسطهم: “هكذا قال الرب:.. أعطيهم قلبًا ليعرفوني أني أنا الرب فيكونوا لي شعبًا وأنا أكون لهم إلهًا لأنهم يرجعون إلىَّ بكل قلوبهم” (إرميا 24: 5 و7). ولم تجد نبواته ومشوراته، عند الباقين في أورشليم، أذانًا صاغية، بل بالحري غرضته للاتهام بالخيانة لشعبه ولله. وكانت أشد تحذيراته وأوقعها تأثيرًا، تلك الصورة الرمزية من وضع الربط والأنيار على عنقه وإرسالها “إلى ملك أدوم وإلى ملك موآب، وإلى بني عمون وإلى ملك صور وإلى ملك صيدون” الذين يبدو أنه كانت لديهم فكرة تكوين حلف ضد نبوخذنصر (إرميا 27: 1 – 11). كما حث صدقيا الملك على الخضوع لملك بابل، لعل ملك بابل يسمح للمسبيين من يهوذا بالعودة. ولكن صدقيا أضاع هذه الفرصة بتآمره مع فرعون مصر الشاب، “حفرع” (أبريس)، وذلك بتحريض من الحزب الموالي لمصر. وهكذا تمرد صدقيا على ملك بابل (2مل24: 20).
(12) تمرد صدقيا وحصار أورشليم 588 – 586ق. م:
كانت تلك خطوة جريئة، ولم يكن في طوق نبوخذنصر أن يقبل مثل هذه الخيانة من أحد أتباعه، فزحف على الفور إلى الغرب، وأوكل إلى نبوزرادان مهمة الاستيلاء على أورشليم، بينما أقام هو قاعدته في ربلة على نهر الأورنت في سورية. وفي تلك الأثناء عبر فرعون مصر مع جيشه الحدود لمعاونة حلفائه، وأجبر الكلدانيين على رفع الحصار عن أورشليم، والالتحام معه في معركة (إرميا 37: 5). وهنا خانته شجاعته، فقفل راجعًا على أعقابه قبل الدخول في معركة، فعاد نبوزرادان بجيشه لمحاصرة أورشليم، وضيَّق عليها الخناق أكثر من قبل.
وفى الفترة التي تنفست فيها أورشليم الصعداء، لانسحاب الكلدانيين، خرج إرميا من المدينة قاصدًا بلدته عناثوث في شأن عائلي (إرميا 37: 11 – 15)، وأكتُشف خروجه وأتهم بأنه “يقع للكلدانيين”، فقُبض عليه ووضع في السجن في بيت يوناثان الكاتب، وبينما هو في السجن، استدعاه الملك وسأله: “هل توجد كلمة من قِبل الرب؟ فقال إرميا (بلا خوف): توجد، فقال إنك تدفع ليد ملك بابل” (إرميا 37: 17). وبأمر من صدقيا الملك تمتع إرميا بعد ذلك بنوع من الحرية. ولكن إذ واصل تحريضه للشعب على الاستسلام، تعاهد أعداؤه على قتله، وألقوا به في جب ماء – ولم يكن به ماء بل وحل – حيث كان معرضًا لخطر الاختناق أو الموت جوعًا. ولكن الملك استدعاه مرة ثانية، ووعده بأنه لن يقتله ولن يسمح لأعدائه بالقضاء عليه، فأشار عليه النبي مرة أخرى بالاستسلام لملك بابل، وسُمح لإرميا بنوع من الحرية.
(13) تدمير أورشليم، والسبي الثالث في 586ق. م:
كانت نهاية المدينة قد اقتربت، ففي السنة الحادية عشرة لصدقيا في 586ق. م في الشهر الرابع، في اليوم التاسع من الشهر، ثُغرت المدينة (إرميا 39: 1 و2) بعد أن أرهقها الحصار والمجاعة. ويبدو أن صدقيا ورجال الحرب لم ينتظروا بالمدينة حتى سقوطها، بل هربوا من المدينة ليلًا “في طريق جنة الملك من الباب بين السورين”، وساروا شرقًا نحو العربة، ولكن جيش الكلدانيين سعى وراءهم، فأدركوا صدقيا في سهول أريحا، وأخذوه أسيرًا وأحضروه إلى نبوخذنصر في ربلة. فقتل ملك بابل بني صدقيا أمام عينيه، ثم قلعوا عيني صدقيا وقيوه بسلسلتين من نحاس وجاءوا به إلى بابل (2مل25: 4 – 7). ولم ينج من هذه المرة لا المدينة ولا الهيكل ولا القصر، فقد أحرق نبوزرادان “بيت الرب وبيت الملك وكل بيوت العظماء، أحرقها بالنار” (2مل25: 9)، كما هدم جنوده أسوار أورشليم. وكل ما نجا من كنوز الهيكل وأمتعته الثمينة، نُقل إلى بابل (). لقد كان خراب أورشليم كاملًا. ويعَّبر سفر مراثي إرميا عن مشاعر الحزن والأسى والعار التي جاشت في نفس شاهد عيان لِمَا حاق بالمدينة المقدسة: “أتم الرب غيظه، سكب حمو غضبه، وأشعل نارًا في صهيون فأكلت أسسها. لم تصدق ملوك الأرض وكل سكان المسكونة أن العدو والمبغض يدخلان أبواب أورشليم” (مراثي 4: 11 و12). “ويل لنا لأننا قد أخطأنا. من أجل هذا حزن قلبنا. من أجل هذا أظلمت عيوننا. من أجل جبل صهيون الخرب. الثعالب ماشية فيه” (مراثي5: 16 – 18). ويلخص إرميا هذه الأحداث بالقول: “فسبى يهوذا من أرضه” (إرميا 52: 27، 2مل 25: 21).
(14) السبي الرابع في 581ق. م:
نقرأ في نبوة إرميا عن الدفعات الثلاث الأخيرة من السبي البابلي. ففي السنة السابعة لنبوخذنصر ملك بابل (أي في 597ق. م) سبى نبوخذنصر 3. 023 من اليهود، وفي السنة الثامنة عشر (أي في 586ق. م) سبى 832 شخصًا. وفي السنة الثالثة والعشرين (أي في 581ق. م) سبى نبوزرادان رئيس الشرط 745 شخصًا من اليهود. أي أن جملة النفوس أربعة آلاف وست مائة (إرميا 52: 28 – 30، انظر أيضًا 2مل 24: 14 – 16).
ويقدر جورج آدم – بناء على ما جاء في سفر الملوك الثاني ونبوة إرميا أن مجموع المسبيين كان يتراوح بين 62,000، 70,000 نسمة. ففي 606 ق. م سُبي أفراد من النسل الملكي وشرفاء يهوذا (دانيال 1: 1 – 4). وفي 597ق. م سبي الأمراء والشرفاء والصناع والأقيان ولم يترك سوى “مساكين شعب الأرض” (2مل 24: 14). وفي 586 ق. م سُبي “بيقة الشعب الذين بقوا في المدينة” ولكنه أبقى من مساكين الأرض “كرامين وفلاحين” (2مل 25: 12). وفي 581ق. م وهي السنة الثالثة والعشرون لنبوخذنصر، سبى نبوزرادان رئيس الشرط سبع مئة وخمسًا وأربعين نفسًا (إرميا 52: 30). وهكذا لم يترك سوى مجموعة من مساكين الفلاحين غير المثقفين بلا هيكل ولا قائد وبلا تنظيم، أنهكهم الجوع وأحاط بهم الأعداء من كل جانب. كانوا كمية مهملة، بل صاروا عبئًا على الذين عادوا من السبي وأعادوا بناء الأمة.
(15) جدليا حاكم يهوذا:
عُيِّن جدليا حاكمًا على الباقين في البلاد، فجعل من المصفاة مقرًا لحكمه، ومعه حامية بابلية. وتُرك لإرميا الخيار في الذهاب إلى بابل أو البقاء في يهوذا، ففضل البقاء مع الشعب الذين أُوكل أمرهم لجدليا. وبمقتل جدليا على يد إسماعيل بن نثنيا، من النسل الملكي، بدا وكأن مملكة يهوذا قد انتهت تمامًا، ولن تقوم لها قائمة أبدًا. ورغم مشورة إرميا قررت البقية – بقيادة يوحانان بن قاريح – اللجوء إلى مصر. وأصروا على أخذ إرميا وباروخ بن نيريا معهم. وفي مصر قضى إرميا أيامه الأخيرة. وقد اكتشفت مؤخرًا في جزيرة فيله بالقرب من أسوان في صعيد مصر، مخطوطات تركها أحفاد أولئك اليهود الذين نزلوا إلى مصر. وهي تتكون من مخطوطات بردية بالأرامية تعود إلى تاريخ لا يتجاوز المائة عام بعد موت إرميا. وهي عبارة عن حسابات وعقود وصكوك من أنواع مختلفة، نستدل منها على أنه في القرن الخامس قبل الميلاد، كانت تقيم هناك جالية يهودية تعيش منعزلة، وتعبد “يهوه” لا سواه. وكان لها هيكل ومذبح وذبائح، كما كان يفعل أجدادهم في أورشليم قبل تدمير الهيكل. وتقدم لنا هذه البرديات لمحات عن الظروف الاجتماعية والدينية التي عاشها أولئك اللاجئون.
(16) المسبيون في بابل:
نعرف بعض الأمور عن المسبيين الذين سباهم نبوخذنصر وأسكنهم على ضفاف أنهار بابل، من نبوات حزقيال ودانيال ومزامير السبي. كما نقرأ في نبوات حجي وزكريا، وفي سفري عزرا ونحميا عن ترميم أسوار أورشليم وإعادة بناء الهيكل، وكشفت لنا الألواح المكتوبة بالخط المسماري والتي اكتشفت في حفائر مدينة “نبُّور” الكثير عن الأحوال الاجتماعية للمسبيين. ونجد بين الأسماء المسجلة في هذه الألواح المسمارية Cuneiform المحفوظة الآن في المتحف العثماني بالقسطنطينية، عددًا من الأسماء اليهودية بين رجال الأعمال في “نُّبور” ترجع إلى أيام أرتحشستا الأول وداريوس الثاني (464 – 405ق. م). ومما يستلفت النظر أن الكثير من هذه الأسماء هي أسماء نقرأها في سلاسل الأنساب الواردة في أسفار الملوك والأخبار وعزرا ونحميا. ويذكر التلمود أن “نبوّر” هي “كلنة” (تك 10: 10)، وأن نهر خابور في أرض الكلدانيين الذي رأى عنده حزقيال النبي رؤياه، أصبح معروفًا الآن أنه كان قناة ملاحية واسعة لا تبعد كثيرًا عن “نبوّر”.
(17) ظهور اليهودية وتطورها:
لا يمكن المغالاة في وصف أثر السبي كعامل في تطور “اليهودية”، فسبي يهوذا (كما يقول دكتور فوكس جاكسون) كان من أهم الأحداث في التاريخ الديني. فبالسبي “ينتهي تاريخ إسرائيل ويبدأ تاريخ اليهود”. فإذ وجدوا أنفسهم بين شعوب وثنية، انفصلوا عن نجاسات جيرانهم، وتعلقوا بإيمان الآباء بإله إبراهيم. وإذ تعرضوا للسخرية والاحتقار من الأمم حولهم، تقوقعوا على أنفسهم وكوَّنوا مجتمعات منعزلة، أصبحت طابعًا لهم. لقد أصبحوا بلا وطن، وبلا طقوس، وبلا أساس مادي لحياتهم كشعب، فأدركوا أكثر من ذي قبل أهمية تراثهم الروحي الذي وصل إليهم من العصور الماضية، فبنوا قوميتهم – في محيطهم الجديد – على أساس الدين. لقد شجعهم أنبياؤهم – وبخاصة إرميا وحزقيال – بالكلام عن البركات الروحية التي لهم، وبالوعد بالعودة. فكما كان الأنبياء صريحين في الإنذار بالسبي، كذلك كانوا في التنبؤ بالعودة. فإشعياء بحديثه عن البقية، كما أن ميخا وصفنيا وإرميا وحزقيال وغيرهم، قد أناروا الأفق أمام الأمة بالحديث عن يقين العودة، ليس ليهوذا فقط بل لكل إسرائيل. فستعود جبال السامرة ووديان يهوذا تزهو بكرومها وتينها. بل لقد تنبأ إرميا عن مدة السبي عندما ذكر أن شعوب الأراضي سيخدمون ملك بابل سبعين سنة (إرميا 25: 12، 29: 10). وهكذا لم يجد المسبيون لهم من سند إلا في التمسك بشريعة موسى، فأصبحت الشريعة والمجتمع هما رابطة العقد.
(18) العودة بأمر كورش في 538ق. م:
عندما استولى كورش الفارسي على بابل وقضى على الإمبراطورية البابلية في 539 ق. م. انتعشت آمال المسبيين، فقد كان كورش “الفأس” التي سيسحق بها “يهوه” بابل (إرميا 51: 20). وقد تنبأ إشعياء قائلًا: “(الرب) القائل عن أورشليم ستعمر ولمدن يهوذا ستُبنين وخربها أقيم، القائل للُّجَّة انشفي وأنهارك أجفف. القائل عن كورش راعَّي فكل مسرتي يتمم، ويقول عن أورشليم ستبنى وللهيكل ستؤسس” (إش44: 26 – 28).
(19) إعادة يناء الهيكل في 536ق. م:
لم تمض سنة على دخول كورش إلى بابل، حتى أصدر مرسومًا بمنح المسبيين الإذن بالعودة وبناء بيت الرب في أورشليم (2أخ 36: 22 و23، عز1: 1 – 4). كما أخرج آنية الهيكل التي أحضرها نبوخذنصر إلى بابل وسلَّمها إلى شيشبصر رئيس يهوذا، فأصعدها شيشبصر معه عند “إصعاد السبي من بابل إلى أورشليم” (عز1: 7 – 11).
ونجد أخبارًا مفصلة عن العودة في سفري عزرا ونحميا وفي نبوتي حجي وزكريا. وقد رجع من المسبيين 42,360 بقيادة شيشبصر علاوة على العبيد. وفي أيام يشوع بن صادوق الكاهن وزربابل بن شألتئيل، بنوا المذبح ووضعوا أساسات الهيكل، ولكن العمل توقف لمقاومة السامريين لعدم الإذن لهم بالمشاركة في البناء. وهنا قام النبيان حجي وزكريا بحث الشعب على استئناف العمل وتشجيعهم بالقول بأن مجد هذا البيت سيكون أعظم من مجده الأول (حجي 2: 9). وأخيرًا في شهر آذار في السنة السادسة لداريوس الملك (515ق. م) تم العمل واحتفلوا بالفصح فيه (عز 6: 15 – 18).
(20) إصلاحات عزرا ونحميا:
صمت التاريخ المقدس لبضعة عقود من السنين. وفي 458ق. م. شرع عزرا في العودة إلى أورشليم ومعه نحو 1. 800 شخص، ووجد أن اليهود الراجعين من السبي قد تحالفوا وتزاوجوا مع شعب الأرض، وأصبحوا في خطر فقدان مميزاتهم القومية بالاختلاط بالوثنيين (عز9). ولكن أمكن تجنب هذا الخطر نتيجة لجهوده وجهود نحميا وأقوال ملاخي النبي. وبعد ذلك بثلاث عشرة سنة (445ق. م) سمع نحميا – ساقي الملك “أرتحشستا” – بحالة الخراب في المدينة المقدسة، مدينة قبور آبائه، فحصل على إذن من الملك لزيارة أورشليم، وأعطاه الملك رسائل توصية للحكام على الطريق وللحراس على غابة الملك. وأخيرًا وصل بسلام إلى أورشليم، واستكشف بنفسه حالة الأسوار، ودعا الشعب للعمل لترميم الخرائب. ورغم كل عداء وافتراء من جانب السامريين، أمكنه أن يرى العمل وقد أكمل وأقيمت الأبواب وامتلأت المدينة بسكانها. وجميع نحميا وعزرا الشعب ليستمع إلى الشريعة حيث قرأوها وفسروها للشعب، وقطعوا عهدًا أن يحفظوا ناموس موسى، وألا يتزاوجوا مع الوثنيين، وأن يحفظوا السبت، وأن يدفعوا ثلث الشاقل كل سنة لخدمة الهيكل، وأن يقدموا الباكورات والعشور (نح 10: 28 – 39).
(21) نظريات حديثة عن العودة:
هناك بعض العلماء الذين ينكرون عودة المسبيين في أيام كورش الملك، ويزعمون أن إعادة يناء الهيكل قام بها اليهود الذين بقوا من السبي في يهوذا وفي أورشليم، ويبنون نظريتهم على أساس رفضهم لتاريخية سفري عزرا ونحميا. ولكن ليس بالسفرين من الصعوبات ما يدعو إلى إنكار حقيقة عودة المسبيين، وما عمله كل من عزرا ونحميا. ففيما يتعلق بالعودة نجد أن سياق القصة تؤيده الوثائق التي تحمل طابع الحق التاريخي الذي لا يحتمل جدلًا. كما أن عملًا عظيمًا يحتاج إلى كل هذه الطاقة والمهارة والإيمان، لم يكن ممكنًا أن يقوم به الباقون من الشعب دون معونة قوية من الخارج، فقد عرفنا أنه لم يبق في البلاد سوى الضعفاء والمساكين الذين لا يمكن أن ينتظر منهم القيام بمثل هذا العمل الضخم. كما أن صمت حجي عن موضوع العودة، لا يمكن أن يكون أساسًا سليمًا لإنكار العودة. وكل قصة السبي تؤيد القول بأن اليهود الباقين كانوا في حاجة ماسة إلى العائدين من بابل ليشعلوا فيهم الغيرة والحماس للعمل.
(22) أهمية فترة عزرا ونحميا:
لقد كان لعصر نحميا والفترة التي سبقته مباشرة نتائج حاسمة، كان لها أبعد الأثر في المستقبل. ففي خلال هذه المائة من السنين (كما يقول دكتور “هاي هنتر” Hay Hunter – في كتابه “بعد السبي”): “أصبح تعليم موسى أساس الحياة القومية، كما تحددت الأسفار المقدسة، وتمت صياغة المجتمع اليهودي على الصورة التي لم يطرأ عليها تغيير جذري طيلة القرون التالية. ففي خلال ذلك العهد، ظهرت القوى التي قاومت المسيح، والقوى التي انحازت إليه. فقد رأي ذلك القرن قيام الجماعات التي عرفت فيما بعد بأسماء الفريسيين والصدوقيين، وجماعة الرببيين (المعلمين اليهود)، وتحدد موقف اليهود من الأمم، ودُفع بالكهنوت إلى مركز السلطة العليا، كما بدأ الانفصال السامري”.
# عرض آخر لنفس المُحتوى: -.
حدث السبي البابلي ليهوذا علي يد نبوخذراصر ملك بابل الكلداني. فبينما تعرضت المملكة الشمالية (إسرائيل) للكثير من الانقلابات وقيام أسرات ملكية في تعاقب سريع، ظلت مملكة يهوذا موالية لبيت داود، وقد ساعد علي ذلك وجود الهيكل والكهنوت في أورشليم عاصمة يهوذا، وقد استمرت مملكة يهوذا نحو 150 سنة بعد القضاء علي المملكة الشمالية – (إسرائيل) علي يد الأشوريين.
1 – انحلال الامبراطورية الأشورية: فبعد سرجون الذي غزا السامرة في 722 ق. م. جلس علي عرش أشور بعض الملوك العظام الذين اشتهروا بفتوحاتهم والمباني الكثيرة التي أقاموها والكتابات والنقوش العديدة التي خلفوها، مثل سنحاريب وآسرحدون وأشور بانيبال. وعندما مات أشور بانيبال في 625 ق. م.، كانت الإمبراطورية الأشورية قد أوشكت علي الانحلال، فضعفت قبضتها علي الأقطار الغربية، وبدأت الشعوب الخاضعة للجزية في التمرد وشق عصا الطاعة، فزحفت جحافل السكيثيين – وهم قبائل بدوية من الجنس الآري – من المنطقة المحصورة بين جبال القوقاز وبحر قزوين، علي الامبراطورية الأشورية حتي وصلت إلي فلسطين وحدود مصر. وتلقي نبوات إرميا وصفنيا الضوء علي أسلوبهم في الحرب وطبائعهم الشرسة، ولكن مصر صدتهم، ويبدو أنهم عادوا أدراجهم شمالًا دون أن يحاولوا غزو يهوذا.
2 – سقوط نينوى في 606 ق. م.: أطبقت هذه الجحافل الزاحفة من الشمال علي نينوي، وكانت قوة أشور قد بدأت في الاضمحلال في كل ناحية. ويتنبأ النبي ناحوم في “وحي علي نينوى” عن ابتهاج يهوذا بسمع الأخبار المفرحة عن سقوط نينوي القريب “،” هوذا علي الجبال قدمًا مبشر مناد بالسلام! عيدي يا يهوذا أعيادك أو في نذورك، فإنه لا يعود يعبر فيك أيضًا المهلك – قد انقرض كله “(1: 5 مع 3: 8 – 11)، واستعاد الميديون استقلالهم وتحالفوا بزعامة ملكهم سياجزارس مع الكلدانيين الذين سرعان ما ثاروا بقيادة نبو بولاسار نائب الملك علي بابل، وحشد نبو بولاسار حوله كل هذه القوي المتمردة وحاصر نينوي عاصمة أشور في 606 ق. م. فسقطت نينوى التي كانت قصبة المملوك الأقوياء والفاتحين العظام، والتي أكثرت تجارها أكثر من نجوم السماء (ناحوم 3: 16). سقطت نينوي مرة واحدة ونهائيًا أمام حجافل الميديين والكلدانيين، ولم تقم لها قائمة بعد ذلك.
3 – تمرد فرعون نخو: ولا ريب في أننا نفهم دواعي ابتهاج يهوذا بسقوط نينوى والإمبراطورية التي تمثلها. لقد نجت أورشليم برحمة الله من حصار سنحاريب لها قبل ذلك بنحو قرن من الزمان، عندما سبي من البلاد المحيطة بها 150 ,200 من النفوس، ودمر ما فيها من مدن وحصون. ولكن نير أشور البغيض استقر علي يهوذا للنهاية، وليس علي يهوذا فحسب، بل وعلي مصر ووادي النيل. وفي 608 ق. م. تمرد فرعون نخو ملك مصر علي سيده ملك أشور، وعزم علي الزحف شرقًا، ولم يكن في نيته أن يحارب يوشيا ملك يهوذا، الذي كان لابد أن يعبر في أرضه، ولكن يوشيا – موالاة لسيده ملك أشور – اعترض طريق المصريين، فقتله فرعون نخو في معركة مجّدو (). ويبدو أن فرعون عاد إلي مصر وأخذ معه يهوآحاز بن يوشيا، وأقام عوضًا عنه أخاه يهوياقيم ملكًا علي يهوذا بعد أن غرَّم يهوذا جزية كبيرة (مئة وزنة من الفضة ووزنة من الذهب – 2 مل 23: 31 – 34).
4 – هزيمة نخو في كركميش في 604 ق. م.: لم يرجع نخو عن غايته في تكوين إمبراطورية شرقية، فسار في طريقه حتى بلغ نهر الفرات حيث تقابل مع الجيوش البابلية بقيادة نبوخذراصر، فهزمه بنوخذراصر هزيمة منكرة في موقعة كركميش في 604 ق. م.، وبذلك أصبح الكلدانيون سادة أسيا الغربية بلا منازع، وأصبحت مملكة يهوذا خاضعة للنفوذ البابلي بعد أن كانت خاضعة للنفوذ الأشوري.
5 – الإمبراطورية البابلية الجديدة في زمن نبوخذراصر من 604 – 562 ق. م.: ولم يكن هناك فرق كبير بين قسوة طغيان السادة الجدد وطغيان السادة السابقين، حيث يصف حبقوق الإمبراطورية الكلدانية بالقول: “الأمة المرة القاحمة.. خليها أسرع من النمور وأحد من ذئاب المساء، وفرسانها ينتشرون، وفرسانها يأتون من بعيد ويطيرون كالنسر المسرع إلي الأكل” (حب 1: 7 و8). وبعد موقعة كركميش، أصبح نبوخذراصر سيدًا علي كل أسيا الغربية بما فيها يهوذا، وكان من العبث أن تحاول يهوذا الارتماء في أحضان مصر، وهي تري أن لنبوخذراصر ذراعًا طويلة وقوية يستطيع بها تأديب من يخرج من عبيده عن طاعته.
وكانت رسالة إرميا النبي في هذه الفترة الحرجة من تاريخ يهوذا، وهي أن السبيل الوحيد للنجاة من نقمة الله التي توشك أن تقع علي البلاد والشعب، هو الخضوع والطاعة لملك بابل والإِصلاح الأدبي بعد أن استشري الفساد. ويخبرهم باسم الرب، بالدينونة الوشيكة الوقوع علي يد الكلدانيين علي أورشليم والشعوب المجاورة، بل إنه ينبئهم بمدة خضوعهم للكلدانيين: “وتصير كل هذه الأرض خرابًا ودهشًا وتخدم هذه الشعوب ملك بابل سبعين سنة” (ارميا 25: 11). ولكن لم تكن رسالة إرميا هذه مقبولة عند أنصار مصر وعند الذين كانوا يعتقدون في مناعة أورشليم. ولكن النبي أعلن مصير أورشليم في عبارات صارمة وتصوير قوي، فأدي رسالته بكل أمانة في مواجهة اضطهادات عنيفة بل والمخاطرة بحياته.
6 – تمرد يهوياقيم وعقابه في 608 – 597 ق. م.: كان يهوياقيم – الذي كان خاضعًا أولًا لفرعون نخو، ثم لنبوخذراصر – مثالًا صادقًا لما كان عليه شعبه من فساد وشر، فقد وبخه إرميا علي الطمع وسفك الدم الزكي والاغتصاب والظلم (ارميا 22: 13 – 19). وكانت السنة الرابعة ليهوياقيم هي السنة الأولي لنبوخذراصر، الذي انتشي بنصره في موقعة كركميش، فبسط سطوته علي العالم الغربي، وأصبح ملك يهوذا الذليل خاضعًا لنبوخذراصر، واستمر في ولائه له ثلاث سنوات “ثم عاد فتمرد عليه” ولكنه لم يجد تشجيعًا أو معاونة من الشعوب المجاورة، بل بالحري “أرسل الرب عليه غزاة الكلدانيين وغزاة الأراميين، وغزاة الموآبيين وغزاة بني عمون، وأرسلهم علي يهوذا ليبيدها حسب كلام الرب الذي تكلم به عن يد عبيده الأنبياء” (2 مل 24: 2). وتاريخ يهوياقيم بعد ذلك، يحوطه الغموض، فنقرأ في سفر الملوك الثاني، أنه بعد أن ملك إحدى عشرة سنة، اضطجع مع آبائه (2 مل 23: 36، 24: 6) مما نفهم أنه مات موتًا طبيعيًا. ونقرأ في نبوة دانيال “:” أنه في السنة الثالثة من ملك يهوذا ذهب نبوخذاصر ملك بابل إلي أورشليم وحاصرها “وأخذ معه – بالإِضافة إلي آنية بيت الله – أفرادًا من النسل الملكي ومن أشراف يهوذا، كان منهم دانيال النبي، ويبدو من سفر أخبار الأيام الثاني، أنه كان بينهم أيضًا الملك يهوياقيم نفسه:” عليه صعد نبوخذناصر ملك بابل وقيده بسلاسل نحاس ليذهب (؟) به إلي بابل “(2 اخ 36: 6). ويضيف المؤرخ في سفر الملوك بعد أن سجل موت يهوياقيم، هذه العبارة الهامة:” ولم يعد أيضًا ملك مصر يخرج من أرضه لأن ملك بابل أخذ من نهر مصر إلي نهر الفرات كل ما كان لملك مصر “(2 مل 24: 7).
7 – حصار أورشليم واستسلامها في عهد يهوياكين في 597 ق. م.: ملك يهوياكين الذي خلف أباه يهوياقيم، ثلاثة أشهر، وهي نفس المدة التي ملكها عمه يهوآحاز المسكين (2 مل 23: 31). وقد سُبي يهوآحاز إلي مصر، أما يهوياكين فقد سُبي إلي بابل، وكانا موضوع المرثاة الرائعة التي أمر الرب حزقيال أن يرفعها علي رؤساء إسرائيل، حيث يشبهما بشبلين ابني لبوءة هي إسرائيل تعلما افتراس الفريسة والتهام الناس، ولكنهما أُخذا في حفرة الأمم ووضعا في قفص بخزائم حتى لا يسمع صوتهما بعد علي جبال إسرائيل (حز 19: 1 – 9).
8 – السبي الأول في 597 ق. م.: جاء نبوخذنصر بنفسه بينما كان عبيده يحاصرون أورشليم، فاستسلم يهوياكين علي الفور، فأخذ نبوخذنصر يهوياكين وأمه وعبيده ورؤساءه وقواده وجميع جبابرة البأس حتى بلغ عددهم عشرة آلاف، “لم يبق إلا مساكين شعب الأرض”.. “وأخرج من هناك جميع خزائن بيت الرب وخزائن بيت الملك وكسَّر كل آنية الذهب التي عملها سليمان ملك إسرائيل في هيكل الرب كما تكلم الرب”.. وجميع أصحاب البأس سبعة آلاف والصناع والأقيان ألف وجميع الأبطال أهل الحرب سباهم ملك بابل إلي بابل. وملك ملك بابل متنيا عمه عوضًا عنه وغير اسمه إلي صدقيا “(2 مل 24: 10 – 17). وتبدأ مدة السبي البابلي بسبي يهوياكين الملك في 597 ق. م. وقد عاش هذا الملك المسكين مدة 38 سنة في السبي، ويبدو أنه استعاد احترام وولاء المسببين الذين عاش بينهم.
ويشير إرميا إلي سبي الرؤساء والصناع والأقيان، برؤيته التي رأي فيها سلتي التين، في أحدهما تين جيد مثل التين الباكوري، وفي الأخرى تين رديء جدًا لا يؤكل من رداءته (إرميا 24: 1 – 3). والتين الجيد إشارة إلي سبي يهوذا الذي أخذ إلي أرض الكلدانيين للخير، أما التين الرديء فأشار إلي صدقيا الملك ورؤسائه وبقية أورشليم الذين ستنصب عليهم دينونات قاسية حتى يفنوا عن وجه الأرض.
9 – خدمة حزقيال: كان بين المسبيين إلي بابل الذين وضعوا علي ضفاف نهر خابور، النبي الكاهن حزقيال، وفي السنة الخامسة من السبي بدأ يري “رؤي الله العجيبة ويوضح معانيها للمسبيين عند انهار بابل.. ولم يستطع حزقيال أن يكلم المسبيين البائسين والمثقلين بالهموم من جهة مملكة يهوذا التي لم تكن قد انهارت بعد ومن جهة المدينة المقدسة التي لم تكن قد احترقت بعد، لم يستطع أن يكلمهم إلا بالرموز والاستعارات عن دمار المدينة والأمة إلي اليوم الذي وصلتهم فيه أخبار سقوطها بالكامل، فبدأ بعد ذلك يكلمهم لا بالمراثي مثل تلك التي تكلم بها إرميا، بل بالحري بنبوات مفرحة عن المدينة وقد أعيد بناؤها، والمملكة وقد أعيد تأسيسها، وعن هيكل جديد مجيد.
10 – خدمة إرميا في أورشليم من 597 – 588 ق. م.: رغم أن زهرة السكان قد سبوا إلي بابل، ونهبت كنوز الهيكل، فإن المدينة والهيكل ظلا قائمين. وكان لدي إرميا رسالة للباقين في البلاد وكذلك للمسبيين في بابل. فقدم نصائحه للمسيبين بالخضوع والاستقرار، وكيف أن العبادات الوثنية البغيضة المحيطة بهم يجب أن تدفعهم للعودة إلي ناموس إلههم وهكذا تعمل علي تجديدهم أدبيًا وروحيًا: “هكذا قال الرب.. أعطيهم قلبًا ليعرفوني أني أنا الرب فيكونوا لي شعبًا وأنا أكون لهم إلهًا لأنهم يرجعون إلَّي بكل قلبهم” (إرميا 24: 5، 7). أما نبواته “لبقية أورشليم” ونصائحه لهم، فكانت قاسية عرضته للشك في ولائه لشعبه ولإلهه، ولم يكن في تحذيراته ما هو أعمق أثرًا من الربط والآنيار التي أمره الرب أن يصنعها لنفسه ويجعلها علي عنقه ويرسلها إلي ملوك أدوم وموآب وعمون وصور وصيدون الذين يبدو أنهم كانوا يفكرون في تكوين حلف مع صدقيا ضد نبوخذراصر (). وقد اضطر الملك صدقيا للخضوع ولكنه ظل يعلل نفسه بأن ملك بابل سيسمح للمسبيين من يهوذا بالعودة، وقد ذهب هو نفسه إلي بابل، ربما بدعوة من سيده ملك بابل (إرميا 51: 59). ولوجود حزب موال لمصر في أورشليم كان يحرض الملك علي التحالف مع مصر، ولوجود فرعون شاب ميال للحرب، علي عرش مصر – هو خفرع (إبريس) – ظن صدقيا أن الفرصة مواتية للحصول علي الاستقلال، فتآمر مع ملك مصر وتمرد علي ملك بابل (2 مل 24: 20).
11 – تمرد صدقيا وحصار أورشليم، 588 – 586 ق. م.: لقد كان تمرد صدقيا مغامرة جريئة، ولكن نبوخذراصر لم يكن ليقبل مثل هذا العصيان من أتباعه، فزحف في الحال إلي الغرب، وأوكل إلي نبوزرادن مهمة الاستيلاء علي أورشليم، أما هو نفسه فقد جعل مقر قيادته في ربلة علي نهر الأورنت في سوريا، وفي هذه الأثناء اجتاز فرعون الحدود علي رأس جيشه لنجدة حلفائه، فاضطر الكلدانيون إلي رفع الحصار عن أورشليم لمقابلته في العراء (ارميا 37: 5)، ولكن فرعون خانته شجاعته وأثر السلامة، فرجع بسرعة بدون الدخول في معركة، فعاد بنوزردان إلي حصار أورشليم حصارًا اشدَّ من الحصار الأول.
وفي الفترة القصيرة التي شم فيها المحاصرون أنفاسهم لانسحاب الكلدانيين، خرج إرميا من أورشليم ليذهب إلي موطنه في عناثوث علي بعد نحو أربعة أميال إلي الشمال الشرقي عبر الجبل، لشأن عائلي (ارميا 37: 11 – 15) واكتُشِفَ رحيله، فقبض عليه واتهم بأنه يقع إلي الكلدانيين، ووضعوه في بيت السجن في بيت يوناثان الكاتب، وبينما هو هناك أرسل الملك صدقيا وأخذه وسأله سرًا، وقال له: “هل توجد كلمة من قبل الرب؟” فاجأبه إرميا بدون وجل: “توجد.. إنك تدفع ليد ملك بابل”. وقد تمتع إرميا، بعد ذلك – بتدخل من الملك صدقيا – بقسط أكبر من الحرية. ولكن بسبب مواصلته المناداة في آذان الشعب بضرورة التسليم، تآمر أعداؤه علي قتله، فألقوه في جب موحل لاماء فيه، حيث تعرض لخطر الموت اختناقًا أو جوعًا. ومرة أخري سعي الملك لمقابلة إرميا وأعدَّ إياه سراَّ بأنه لن يقتله ولن يدفعه إلي أيدي أعدائه ليقتلوه، فنصحه ارميا مرة اخري بالتسليم، وظل ارميا يتمتع بقسط من الحرية.
12 – تدمير أورشليم في 586 ق. م.: لكن المدينة كانت علي وشك أن تلقي مصيرها، “ففي السنة الحادية عشرة لصدقيا” (586 ق. م.) في الشهر الرابع في تاسع الشهر فتحت المدينة “(ارميا 39: 1 و2) فانقض الكلدانيون عليها بعد أن كانت شهور الحصار والجوع قد فعلت فعلها. ويبدو أن صدقيا وكل رجال الحرب لم ينتظروا نهاية الهجوم بل هربوا” ليلًا من المدينة في طريق جنة الملك من الباب بين السورين “وساروا شرقًا في طريق العربة، ولكن جيش الكلدانيين سعر وراءهم” فأدركوا صدقيا في عربات أريحا “فأخذوه أسيرًا وأتوا به إلي نبوخذراصر إلي ربلة فقتل ملك بابل بني صدقيا في ربلة أمام عينيه، وقتل كل أشراف يهوذا، ثم قلع عيني صدقيا. وفي تلك المرة لم تنج المدينة ولا الهيكل ولا القصر” وأحرق (نبوزردان) بيت الرب وبيت الملك وكل بيوت أورشليم، وكل بيوت العظماء أحرقها بالنار “(2 مل 25: 9)، وهدم جنوده ايضا جميع أسوار أورشليم مستديرا. ًوكل كنوز الهيكل وأمتعته الثمينة – التي أفلتت من النهب في المرة الأولى – أخُذت إلي بابل. لقد حاق الدمار الكامل بأورشليم. ويسجل سفر المراثي مدي ما أحس به شاهد عيان، من حزن وعار وندامة علي المسبيين وخراب المدينة المقدسة:” أتم الرب غيظه، سكب حمو غضبه وأشعل نارًا في صهيون فأكلت أسسها. لم تصدق ملوك الأرض وكل سكان المسكونة أن العدو والمبغض يدخلان أبواب أورشليم.. ويل لنا لأننا قد أخطأنا. ومن أجل هذا حزن قلبنا. ومن أجل هذه أظلمت عيوننا. ومن أجل جبل صهيون الخرب. الثعالب ماشية فيه “(مراثي 4: 11 و12، 5: 16 – 18).
13 – السبي الثاني في 586 ق. م.: يقول النبي إلذي عاصر حصار المدينة وسقوطها: “فسُبي يهوذا من أرضه” (إرميا 52: 27)، ويبدو شيء من الغموض في أعداد المسبيين، فنقرأ في ارميا (52: 28 – 30) عن ثلاث دفعات للسبي، ففي 597 ق. م. سبي 3,023من اليهود، وفي 586 ق. م. سبي نبوخذراصر 832 نفسًا.
14 – السبي الثالث في 581 ق. م.: وفي 581 ق. م. سبي نبوزرادان رئيس الشرط 745 نفسًا من اليهود، فتكون جملة النفوس 4,600 (ارميا 52: 30). ونجد في سفر الملوك الثاني (24: 15 و16) أن نبوخذراصر قد سبي في 597 ق. م. ثمانية الاف. ويقدر دكتور جورج آدم سميث – بعد دراسة كل البيانات – أن أكبر رقم محتمل هو 62,000 – 70,000 من الرجال والنساء والأطفال (أي أقل من النصف السكان). ففي 597 ق. م. أخذ نبوخذراصر الرؤساء والشرفاء والصناع والأقبان تاركًا فقط مساكين شعب الأرض (2 مل 24: 14). وفي 586 ق. م. سبي نبوزرادان بقية الشعب الذين تركوا في المدينة، ولكنه أبقي من مساكين الأرض كرامين وفلاحين “(2 مل 25: 12)، ويقول دكتور جورج آدم سميث (في كتابه:” أورشليم “- المجلد الثاني، 268 – 270):” لقد كانوا – كما يذكر الكتاب – مساكين شعب الأرض، قد أخذ من بينهم كل إنسان لديه مال أو قوة، مجرد مجموعات من الفلاحين بلا قائد وبلا مركز، مشتتين مكتئبين، يعضهم الجوع بأنيابه، ويحيط بهم الأعداء من كل جانب، غير متعلمين، فريسة سهلة للوثنية التي كانت تحاصرهم. ونحن نقدر صمت الكتاب بخصوصهم، مما جعلنا لا نعرف أعداهم علي وجه اليقين لقد كانوا كمية مهملة بالنسبة لمستقبل إسرائيل دينيًا، كانوا بلا حافز، لا حول ولا طول لهم، بل كانوا عبئًا ثقيلًا علي قادة الأمة الذين أعادوا بناءها بعد العودة من بابل “.
15 – جدليا حاكم اليهود: أقام نبوخذراصر ملك بابل جدليا بن أخيقام واليًا علي الشعب الذي بقي في أرض يهوذا، وجعل مقره في المصفاة، ومعه حامية من البابليين للحراسة. وكان أمام إرميا أن يختار بين البقاء في أرض يهوذا أو الذهاب إلي بابل، ولكنه فضل البقاء مع بقية الشعب تحت رعاية جدليا. وبمقتل جدليا بيد إسماعيل بن نثنيا من النسل الملكي – الذي نجا بعد ذلك بنفسه وهرب إلي بني عمون – بدا أنه قد باد آخر أثر لمملكة يهوذا. وأخذ يوحانان بن قاريح وكل رؤساء الجيوش الذين معه كل بقية الشعب الذين استردهم من إسماعيل بعد مقتل جدليا، وعزم علي السير إلي مصر – رغم نصيحة إرميا – وصمموا علي أن يأخذوا معهم إرميا وباروخ (ارميا 43: 1 – 7). وهناك في مصر – وسط مشاهد الإحباط وخيبة الأمل التي كانت تحيط بهم – سجل ارميا لنا المرحلة الأخيرة من سقوط يهوذا.. وقد اكتشفت آثار هامة لسلالة أولئك الذين استوطنوا مصر. وتتكون هذه الآثار من برديات بالأرامية وجدت في أسوان، ترجع إلي عصر لا يتجاوز القرن بعد موت إرميا. وهذه الوثائق عبارة عن حسابات وعقود وصكوك عقارية من كل نوع، نعرف منها أنه في القرن الخامس قبل الميلاد كان هناك يهود – منفصلون عن الآخرين كالعهد بهم – يعبدون الرب “يهوة” ولا يعبدون معه إلهًا آخر، بل لقد كان لهم معبد ومذبح للمحرقات التي كانوا يقدمونها لله كما فعل آباؤهم في أورشليم قبل تدمير الهيكل. وهذه البرديات تعطينا لمحات – عظيمة القدر – عن الحالة الاجتماعية والاهتمامات الدينية لأولئك المستوطنين.
16 – المسبيون في بابل: ونعلم شيئًا عن أحوال المسبيين الذين نقلهم نبوخذراصر إلي بابل فأقاموا علي ضفاف أنهارها، من بنوات دانيال ونبوات حزقيال ومزامير السبي. ونعرف من نبوات حجي وزكريا كيف فكروا في إعادة بناء الهيكل وكيف أتموه. والاكتشافات التي أسفر عنها التنقيب في نيبّور، تلقي أمامنا ضوءًا قويًا علي الحالة الاجتماعية للمسبيين. وهناك ألواح بالخط المسماري – محفوظة الآن في المتحف العثماني باستانبول، بين ملفات أعمال شركة موراشو الفنية من أبناء نيبّور في أيام أرتحشستا الأول وداريوس الثاني (464 – 405 ق. م.) – نقرأ فيها عددًا ملحوظًا من الأسماء اليهودية. ومما يسترعي الانتباه أن الكثير من هذه الأسماء أسماء مألوفة لنا من قوائم الأنساب الموجودة في أسفار الملوك والأخبار وعزرا ونحميا. ويستنتج بروفسور هلبرخت (في كتاب: البعثة البابلية – المجلد التاسع – 13 وما بعدها) من فحص هذه الألواح أن عددًا كبيرًا من المسبيين اليهود الذين جاء بهم نبوخذراصر بعد تدمير أورشليم، قد استقروا في نيبّور وما حولها، وهناك أدلة كثيرة علي هذه الحقيقة. وفي هذه الوثائق ما يؤيد ما جاء بالتلمود من أن نيبّور هي كلنة (تك 10: 10). ونعلم من النقوش المكتشفة أن “نهر خابور في أرض الكلدانيين” الذي رأي عنده حزقيال رؤياه، كان قناة واسعة صالحة للملاحة لا تبعد كثيرًا عن نيبّور.
17 – قيام اليهودية وتطورها: لايمكن المغالاة في تقدير أثر السبي في تطور اليهودية، فكما يقول الدكتور فوكس جاكسون (في التاريخ الكتابي للعبرانيين، 316): “إن السبي هو أحد الأحداث العظيمة في تاريخ الديانة.. فبالسبي أنتهي تاريخ إسرائيل، وبدأ تاريخ اليهود”، فوجودهم في وسط ذلك الخضم من الأمم الوثنية، جعل الجالية اليهودية تبتعد عن كل رجاسات المحيطين بهم، وتلتصق بإيمان آبائهم في إله إبراهيم. ولأنهم كانوا معرضين للازدراء والسخرية من الأمم التي كانت تحتقرهم، كوّنوا دائرة مقفلة علي ذواتهم، وهكذا نشأت عادة الانعزال التي أصبحت من خصائصهم منذ ذلك الوقت. فبعد أن أصبحوا بلا وطن وبلا نظام طقسي وبلا أي أساس مادي لحياتهم كشعب، تعلموا – كما لم يتعلموا من قبل – أن ينظروا بعين التقدير لتراثهم الروحي الذي وصل إليهم من الماضي العريق، فأقاموا هويتهم الوطنية – في محيطهم الجديد – علي أساس ديانتهم، ولقد شجعهم أنبياؤهم، وبخاصة إرميا وحزقيال، وأيدوهم بتأكيد البركات الروحية والوعد بالعودة. لقد كانوا في حاجة إلي مبدأ ثابت دائم لتنظيم كل حياتهم الاجتماعية والعائلية والروحية، وقد دفعت هذه الحاجة قادتهم ومفكريهم إلي الرجوع إلي شريعة موسي والاعتماد عليها، وحل المعلم (الربي) والكاتب في مكانة الكاهن الذي يقدم الذبائح، وشغل المجمع والسبت مركزًا جديدًا في حياة الشعب الدينية. لقد نضجت هذه المبادئ اليهودية وغيرها، وبلغت أوجها بعد العودة من السبي، فهو الذي خلق الحاجة إليهما. وبينما كان الأنبياء واضحين في التنبوء بالسبي، فإنهم لم يكونوا أقل وضوحًا في التنبوء بالعودة من السبي. فإشعياء – بأقواله عن “البقية” – وكذلك ميخا وصفنيا وإرميا وحزقيال وغيرهم قد أبهجوا قلوب الشعب – كل منهم في أيامه – برجاء العودة، ليس ليهوذا فقط بل ولإسرائيل أيضًا، فستعود الكروم للازدهار فوق جبال السامرة كما في وديان يهوذا، بل إن إرميا تنبأ بمدة السبي عندما أعلن أن شعوب تلك البلاد ستخدم ملك بابل سبعين سنة (إرميا 25: 12، 29: 10).
18 – العودة بتصريح من كورش في 538 ق. م.: تحققت آمال المسبيين باستيلاء كورش ملك فارس علي بابل والقضاء علي الإمبراطورية البابلية، لقد كان الفأس التي تنبأ عنها إرميا لسحق بابل. كما تنبأ عنه إشعياء وعن مسيرته الظافرة كمخلص للشعب، “هكذا يقول الرب.. القائل عن أورشليم ستعمر ولمدن يهوذا ستبيين، وخربها أقيم، القائل للجة انشفي، وأنهارك أجفف، القائل عن كورش راعي فكل مسرتي يتمم، ويقول عن أورشليم ستبني وللهيكل ستؤسس” (اش 44: 24 – 28).
19 – إعادة بناء الهيكل في 536 ق. م.: في السنة الأولي لدخول كورش إلي بابل، صدر مرسوم بالتصريح للمسبيين بالعودة وبناء بيت الرب في أورشليم (2 اخ 36: 22 و23، عزرا 1: 1 – 4)، كما أخرج آنية الهيكل – التي أخذها نبوخذراصر من أورشليم ونقلها إلي بابل – وسلمها كورش لشيشبصر رئيس يهوذا، وأحضرها شيشبصر معه عند عودته بالمسبيين من بابل إلي أورشليم.
ونجد أخبار العودة من السبي مفصلة في سفري عزرا ونحميا ونبوتي حجي وزكريا. وقد عاد مع شيشبصر 42,000 من المسبيين فضلًا عن العبيد. وبقيادة يشوع بن يوصاداق الكاهن وزربابل بن شألتئيل، بنو أولًا مذبحا للرب ثم وضعوا أساسات الهيكل. وقد تعطل العمل ثم توقف نهائيا لمعارضة السامريين، لأن بني إسرائيل رفضوا إشراكهم معهم في بناء الهيكل. وفي تلك الأثناء قام حجي وزكريا يحثان الشعب علي استئناف العمل، ووجها اللوم للشعب علي بخلهم، كما تنبأ حجي بالمجد الذي سيكون للهيكل، مما جعلهم يسرعون إلي بناء الهيكل، فتم العمل في شهر آذار في السنة السادسة لداريوس الملك (515 ق. م.). واحتفلوا بالفصح في رحاب المقدس الذي كمل بناؤه (عزرا 6: 15 – 18).
20 – جهود عزرا ونحميا في الإصلاح: وتمضي بضعة عقود من السنين، لايذكر الكتاب عنها شيئًا، حتي نأتي إلي عام 458 ق. م. عندما صعد عزرا من بابل إلي أورشليم ومعه 1,800 من المسبيين، فوجد أن اليهود الذين قد عادوا من السبي، قد ارتبطوا بشعب الارض بالزواج، وأصبحوا في خطر فقدان مميزاتهم القومية والذوبان في الشعوب الوثنية (عزرا 9). وقد أمكن دفع هذا الخطر بجهود عزرا ونحميا وأقوال ملاخي. وبعد ذلك بثلاث عشرة سنة (445 ق. م.)، سمع نحميا – ساقي الملك ارتحشستا – بحالة الخراب التي كانت عليها المدينة المقدسة وقبور آبائه، فاستأذن سيده في الذهاب إلي أورشليم، فأذن له الملك وأعطاه رسائل توصية إلي ولاة عبر النهر لكي يجيزوه، وإلي حارس فردوس (غابة) الملك ليعطيه الأخشاب اللازمة للبيت وللأسوار. وهكذا سار إلى أورشليم فوصلها بسلام، وقام بفحص الأسوار، ثم استنفر الشعب للعمل وترميم ما انهدم منها. وبالرغم مما تعرضوا له من الاستهزاء والسخرية والمقاومة العنيفة من أعدائهم السامريين، أمكن لنحميا أن يري العمل وقد كمل والأبواب وقد أقيمت والمدينة وقد ازدحمت بالسكان. عندئذ جمع نحميا وعزرا الشعب لسماع كلمات الشريعة. وفي اجتماع مهيب قرأوا الناموس وفسروه للشعب، وبعد ذلك ختم الشعب علي ميثاق يتعهدون فيه بحفظ ناموس موسي، وعدم التزاوج بينهم وبين الأمم، وحفظ يوم السبت وعدم المتاجرة فيه، ودفع ثلث شاقل سنويا لخدمة الهيكل، وتقديم الباكورات والعشور (نح 10: 28 – 39).
21 – نظريات حديثة عن العودة: يعترض بعض علماء العصر الحاضر علي رواية هذا التاريخ، فينكرون عودة المسبيين في أيام كورش، ويقولون إن الذين بنوا الهيكل هم اليهود الذين بقوا في اليهودية وفي أورشليم، ويعتنق هذا الرأي بروفسور كوسترز من ليدن ويؤيده بروفسور ه. ب. سميث وآخرون، فهم ينكرون تاريخية سفري عزرا ونحميا، ولكن الصعوبات التاريخية الموجودة في السفرين، لا تدعو بالمرة إلي نكران حقيقة “العودة” وما قام به عزرا ونحميا، فالعودة من السبي تؤيدها وثائق تحمل طابع الحق التاريخي مما لا يمكن دحضه بمثل هذا الاستخفاف. وعلاوة علي ذلك، فان مشروعًا ضخمًا مثل هذا، يستدعي كل تلك الجهود والمهارات، لا يمكن إنجازه بواسطة البقية المسكينة بدون معونة خارجية، ولقد رأينا من قبل مدي عجز البقية التي كانت تتكون من مساكين الأرض. كما أن صمت حجي عن موضوع العودة من السبي لا يمكن أن يكون حجة علي ذلك. إن قصة السبي نفسها تدل علي حاجة البقية المسكينة إلي قوة دافعة من يهود بابل الذين امتلأت نفوسهم غيرة وحماسة مما عانوه في السبي.
22 – أهمية فترة عزرا ونحميا: لقد كان لعصر نحميا والفترة التي سبقته مباشرة، بالغ الأثر في مستقبل الأمة، “ففي أثناء تلك المئة السنة، رسخت شريعة موسي كأساس للحياة القومية، وبدأت الخطوات الأولي في تحديد أسفار الكتاب المقدس، وأخذ المجتمع الإِسرائيلي الطابع الذي مميزه في العصور التالية التي طورته دون أن تغيره تعييرًا جذريًا. ففي خلال تلك الفترة أخذ المجتمع اليهودي الصورة التي كان عليها في أيام ربنا يسوع المسيح، فتكونت القوي التي عارضت المسيح وكذلك القوي التي وقفت إلي جانبه، فقد رأي ذلك القرن قيام الأحزاب التي أصبحت بعد ذلك الطوائف المعروفة بالفريسيين والصدوقيين، كما وضُع فيه أساس علماء اليهود (الربيين)، وتحدد موقف اليهود من الأمم، ووضُع الكهنة علي الطريق للسيادة العليا، وحدث الانفصال عن السامريين” (دكتور ب. هاي هنتر في كتابه “ما بعد السبي” – القسم الأول – الفصل السادس عشر).
بنو السَبي
كلمتان كثيرتان الورود في الكتاب المقدس (انظر عزرا 4: 1) ويقصد بهما المسببون وأولادهم, كما تجد العبارات أن الله رد سبي صهيون (مزمور 126: 1) وأرد سبيكم (إرميا 29: 14) وأرجع سبيهن (حزقيال 16: 53) وهي تعني رجوع الشعب إلى أرضه. وقد تستعمل كلمة السبي للدلالة على الذل والخذلان, وفي أيوب 42: 10 ردّ الله السبي أيوب بمعنى أنه خلصه من المصائب والارتباك والخسائر التي كان مسبيًا فيها, وجعله يفرح في رضا الله.
ويقال عن المسيح سبي سبيًا (أفسس 4: 8) بمعنى أنه أخضع السبي فأطلق شعبه (غلاطية 4: 24 وعبرانيين 2: 15 و2 بطرس 2: 19).
العائدون من السبي البابلي في (عزرا 2؛ نحميا 7)
هذه هي قائمة أسماء العائدون من سبي نَبُوخَذْنَاصَّرُ مَلِكُ بَابِلَ إِلَى بَابِلَ، وذلك بعد مُناداة كورش الملك، والقائمة مذكورة في (عز 2). كم ذُكِرَت القائمة في (نح 7) تحت عنوان “سِفْرَ انْتِسَابِ الَّذِينَ صَعِدُوا أَوَّلًا” (نح 7: 5) (1). وقد اتفق سفريّ عزرا ونحميا في العدد الإجمالي، إلا أنهما اختلفا في تفاصيل الأعداد. وتم وضع الأرقام المختلفة في نفس السطر مع ذكر الشاهد من سفر نحميا، وهم سبعة عشر اختلافًا. ثم في (عز 8: 1 – 14) قرأنا عن مجموعة أخرى من الصاعدين من سبي بابل.
وكالعادة، فهناك أشخاص قد يحملون أكثر من اسم، وضعنا بعضهم بين قوسين حسب سفريّ عزرا ونحميا.
وقد ذُكرت معظم الأسماء مُنتسبة لرب الأسرة (بنو فلان: اسم العائلة)، ولكن هناك أسماك أخرى انتسبت للقرية أو المدينة الذين هم منها..
وهناك ملاحظة بخصوص بَنُو عَزْمُوتَ لم يتضح في (عز 2: 24) هل هو اسم شخص أم مكان، ولكن في (نح 7: 28) كان اتضح أنه مكان “بَيْتِ عَزْمُوتَ”.
عدد العائدين:
حسب (عز 2: 65):
42,360: عدد العائدين اثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ أَلْفًا وَثَلاَثُ مِئَةٍ وَسِتُّونَ.
7337: العبيد والإماء سَبْعَةَ آلاَفٍ وَثَلاَثَ مِئَةٍ وَسَبْعَةً وَثَلاَثِينَ.
200: مِنَ الْمُغَنِّينَ وَالْمُغَنِّيَاتِ مِئَتَانِ [العدد المختلف حسب (نح 7: 67): 245].
المواشي معهم:
حسب (عز 2: 66 – 67):
736: خَيْلُهُمْ سَبْعُ مِئَةٍ وَسِتَّةٌ وَثَلاَثُونَ.
245: بِغَالُهُمْ مِئَتَانِ وَخَمْسَةٌ وَأَرْبَعُونَ.
435: جِمَالُهُمْ أَرْبَعُ مِئَةٍ وَخَمْسَةٌ وَثَلاَثُونَ.
6720: حَمِيرُهُمْ سِتَّةُ آلاَفٍ وَسَبْعُ مِئَةٍ وَعِشْرُونَ.
وهذه هي قائمة الأسماء والأعداد المذكورة حسب (عز 2):
التقسيم المذكور: الَّذِينَ جَاءُوا مَعَ زَرُبَّابِلَ – رِجَالِ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ – الْكَهَنَةُ – اللاَّوِيُّونَ – الْمُغَنُّونَ – بَنُو الْبَوَّابِينَ – النَّثِينِيمُ + بَنُو عَبِيدِ سُلَيْمَانَ – جماعة من النَّثِينِيمُ لم يكن لهم ذِكر في قوائم الأنساب – كهنة لم يكن لهم ذِكر في قوائم الأنساب:
أولًا: – الَّذِينَ جَاءُوا مَعَ زَرُبَّابِلَ:
حسب (عز 2: 2) والأخير من (نح 7: 7)، ربما كممثلين عن الأسباط الاثني عشر (شاملًا زربابل):
زَرُبَّابِلَ.
يَشُوعُ (يهوشع).
نَحَمْيَا.
سَرَايَا (عَزَرْيَا).
رَعْلاَيَا (رَعَمْيَا).
مُرْدَخَايُ.
بِلْشَانُ.
مِسْفَارُ (مِسْفَارَثُ).
بِغْوَايُ.
رَحُومُ (نَحُومُ).
بَعْنَةَ.
نَحَمَانِي.
ثانيًا: – عَدَدُ رِجَالِ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ:
حسب (عز 2: 2 – 35):
2172: بَنُو فَرْعُوشَ أَلْفَانِ وَمِئَةٌ وَاثْنَانِ وَسَبْعُونَ.
372: بَنُو شَفَطْيَا ثَلاَثُ مِئَةٍ وَاثْنَانِ وَسَبْعُونَ.
775: بَنُو آرَحَ سَبْعُ مِئَةٍ وَخَمْسَةٌ وَسَبْعُونَ [العدد المختلف حسب (نح 7: 10): 652].
2812: بَنُو فَحَثَ مُوآبَ مِنْ بَنِي يَشُوعَ وَيُوآبَ أَلْفَانِ وَثَمَانُ مِئَةٍ وَاثْنَا عَشَرَ [العدد المختلف حسب (نح 7: 11): 2818].
1254: بَنُو عِيلاَمَ أَلْفٌ وَمِئَتَانِ وَأَرْبَعَةٌ وَخَمْسُونَ.
945: بَنُو زَتُّو تِسْعُ مِئَةٍ وَخَمْسَةٌ وَأَرْبَعُونَ [العدد المختلف حسب (نح 7: 13): 845].
760: بَنُو زَكَّايَ سَبْعُ مِئَةٍ وَسِتُّونَ.
642: بَنُو بَانِي سِتُّ مِئَةٍ وَاثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ [العدد المختلف حسب (نح 7: 15): 648].
623: بَنُو بَابَايَ سِتُّ مِئَةٍ وَثَلاَثَةٌ وَعِشْرُونَ [العدد المختلف حسب (نح 7: 16): 628].
1222: بَنُو عَرْجَدَ (عَزْجَدَ) أَلْفٌ وَمِئَتَانِ وَاثْنَانِ وَعِشْرُونَ [العدد المختلف حسب (نح 7: 17): 2322].
666: بَنُو أَدُونِيقَامَ سِتُّ مِئَةٍ وَسِتَّةٌ وَسِتُّونَ [العدد المختلف حسب (نح 7: 18): 667].
2650: بَنُو بِغْوَايَ أَلْفَانِ وَسِتَّةٌ وَخَمْسُونَ [العدد المختلف حسب (نح 7: 19): 2067].
454: بَنُو عَادِينَ أَرْبَعُ مِئَةٍ وَأَرْبَعَةٌ وَخَمْسُونَ [العدد المختلف حسب (نح 7: 20): 655].
98: بَنُو آطِيرَ مِنْ يَحَزَقِيَّا ثَمَانِيَةٌ وَتِسْعُونَ.
323: بَنُو بِيصَايَ ثَلاَثُ مِئَةٍ وَثَلاَثَةٌ وَعِشْرُونَ [العدد المختلف حسب (نح 7: 23): 324].
112: بَنُو يُورَةَ (حَارِيفَ) مِئَةٌ وَاثْنَا عَشَرَ.
223: بَنُو حَشُومَ مِئَتَانِ وَثَلاَثَةٌ وَعِشْرُونَ.
95: بَنُو جِبَّارَ خَمْسَةٌ وَتِسْعُونَ.
123: بَنُو بَيْتِ لَحْمٍ مِئَةٌ وَثَلاَثَةٌ وَعِشْرُونَ.
56: رِجَالُ نَطُوفَةَ سِتَّةٌ وَخَمْسُونَ.
128: رِجَالُ عَنَاثُوثَ مِئَةٌ وَثَمَانِيَةٌ وَعِشْرُونَ.
42: بَنُو عَزْمُوتَ اثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ.
743: بَنُو قَرْيَةِ عَارِيمَ (يعاريم): كَفِيرَةَ وَبَئِيرُوتَ سَبْعُ مِئَةٍ وَثَلاَثَةٌ وَأَرْبَعُونَ.
621: بَنُو الرَّامَةِ وَجَبَعَ سِتُّ مِئَةٍ وَوَاحِدٌ وَعِشْرُونَ.
122: رِجَالُ مِخْمَاسَ (مخماش) مِئَةٌ وَاثْنَانِ وَعِشْرُونَ.
223: رِجَالُ بَيْتِ إِيلَ وَعَايَ مِئَتَانِ وَثَلاَثَةٌ وَعِشْرُونَ [العدد المختلف حسب (نح 7: 32): 123].
52: بَنُو نَبُو اثْنَانِ وَخَمْسُونَ.
156: بَنُو مَغْبِيشَ (مجبيش) مِئَةٌ وَسِتَّةٌ وَخَمْسُونَ.
1254: بَنُو عِيلاَمَ الآخَرِ أَلْفٌ وَمِئَتَانِ وَأَرْبَعَةٌ وَخَمْسُونَ.
320: بَنُو حَارِيمَ ثَلاَثُ مِئَةٍ وَعِشْرُونَ.
725: بَنُو لُودَ، بَنُو حَادِيدَ وَأُونُو سَبْعُ مِئَةٍ وَخَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ [العدد المختلف حسب (نح 7: 37): 721].
345: بَنُو أَرِيحَا ثَلاَثُ مِئَةٍ وَخَمْسَةٌ وَأَرْبَعُونَ.
3630: بَنُو سَنَاءَةَ ثَلاَثَةُ آلاَفٍ وَسِتُّ مِئَةٍ وَثَلاَثُونَ [العدد المختلف حسب (نح 7: 38): 3930].
ثالثًا: أَمَّا الْكَهَنَةُ:
حسب (عز 2: 36 – 39):
973: بَنُو يَدْعِيَا مِنْ بَيْتِ يَشُوعَ تِسْعُ مِئَةٍ وَثَلاَثَةٌ وَسَبْعُونَ.
1052: بَنُو إِمِّيرَ أَلْفٌ وَاثْنَانِ وَخَمْسُونَ.
1247: بَنُو فَشْحُورَ أَلْفٌ وَمِئَتَانِ وَسَبْعَةٌ وَأَرْبَعُونَ.
1017: بَنُو حَارِيمَ أَلْفٌ وَسَبْعَةَ عَشَرَ.
رابعًا: أَمَّا اللاَّوِيُّونَ: -.
حسب (عز 2: 40):
74: بَنُو يَشُوعَ وَقَدْمِيئِيلَ مِنْ بَنِي هُودُويَا (يهوذا) أَرْبَعَةٌ وَسَبْعُونَ.
خامسًا: الْمُغَنُّونَ:
حسب (عز 2: 41):
128: بَنُو آسَافَ مِئَةٌ وَثَمَانِيَةٌ وَعِشْرُونَ [العدد المختلف حسب (نح 7: 44): 148].
سادسًا: بَنُو الْبَوَّابِينَ:
حسب (عز 2: 42): 139: الْجَمِيعُ مِئَةٌ وَتِسْعَةٌ وَثَلاَثُونَ [العدد المختلف حسب (نح 7: 45): 138]:
بَنُو شَلُّومَ.
بَنُو آطِيرَ.
بَنُو طَلْمُونَ.
بَنُو عَقُّوبَ.
بَنُو حَطِيطَا.
بَنُو شُوبَايَ.
سابعًا: النَّثِينِيمُ + بَنُو عَبِيدِ سُلَيْمَانَ:
حسب (عز 2: 43 – 58): 392: جَمِيعُ النَّثِينِيمِ وَبَنِي عَبِيدِ سُلَيْمَانَ ثَلاَثُ مِئَةٍ وَاثْنَانِ وَتِسْعُونَ:
(أ) النَّثِينِيمُ:
حسب (عز 2: 43 – 54):
بَنُو صِيحَا.
بَنُو حَسُوفَا.
بَنُو طَبَاعُوتَ.
بَنُو قِيرُوسَ.
بَنُو سِيعَهَا.
بَنُو فَادُونَ.
بَنُو لَبَانَةَ.
بَنُو حَجَابَةَ.
بَنُو عَقُّوبَ.
بَنُو حَاجَابَ.
بَنُو شَمُلاَيَ.
بَنُو حَانَانَ.
بَنُو جَدِيلَ.
بَنُو حَجَرَ (جاحر).
بَنُو رَآيَا.
بَنُو رَصِينَ.
بَنُو نَقُودَا.
بَنُو جَزَّامَ.
بَنُو عُزَّا.
بَنُو فَاسِيحَ.
بَنُو بِيسَايَ.
بَنُو أَسْنَةَ.
بَنُو مَعُونِيمَ.
بَنُو نَفُوسِيمَ.
بَنُو بَقْبُوقَ.
بَنُو حَقُوفَا.
بَنُو حَرْحُورَ.
بَنُو بَصْلُوتَ.
بَنُو مَحِيدَا.
بَنُو حَرْشَا.
بَنُو بَرْقُوسَ.
بَنُو سِيسَرَا.
بَنُو ثَامَحَ (تامَح).
بَنُو نَصِيحَ.
بَنُو حَطِيفَا.
(ب) بَنُو عَبِيدِ سُلَيْمَانَ:
حسب (عز 2: 55 – 57):
بَنُو سَوْطَايَ.
بَنُو هَسُّوفَرَثَ.
بَنُو فَرُودَا.
بَنُو يَعْلَةَ.
بَنُو دَرْقُونَ.
بَنُو جَدِّيلَ.
بَنُو شَفَطْيَا.
بَنُو حَطِّيلَ.
بَنُو فُوخَرَةِ الظِّبَاءِ.
بَنُو آمِي (آمون).
ثامنًا: جماعة من النَّثِينِيمُ لم يكن لهم ذِكر في قوائم الأنساب:
حسب (عز 2: 59 – 60): مجموعة من النَّثِينِيمِ الَّذِينَ صَعِدُوا مِنْ تَلِّ مِلْحٍ وَتَلِّ حَرْشَا، كَرُوبُ، أَدَّانُ، إِمِّيرُ، وَلَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يُبَيِّنُوا بُيُوتَ آبَائِهِمْ وَنَسْلَهُمْ هَلْ هُمْ مِنْ إِسْرَائِيلَ: العدد 652 (سِتُّ مِئَةٍ وَاثْنَانِ وَخَمْسُونَ) [العدد المختلف حسب (نح 7: 61 – 62): 642]:
بَنُو دَلاَيَا.
بَنُو طُوبِيَّا.
بَنُو نَقُودَا.
تاسعًا: كهنة لم يكن لهم ذِكر في قوائم الأنساب:
حسب (عز 2: 61 – 63): مجموعة من مِنْ بَنِي الْكَهَنَةِ فَتَّشُوا عَلَى كِتَابَةِ أَنْسَابِهِمْ فَلَمْ تُوجَدْ، فَرُذِلُوا مِنَ الْكَهَنُوتِ (بدون عدد مكتوب):
بَنُو حَبَايَا.
بَنُو هَقُّوصَ.
بَنُو بَرْزِلاَّيَ الَّذِي أَخْذَ امْرَأَةً مِنْ بَنَاتِ بَرْزِلاَّيَ الْجِلْعَادِيِّ وَتَسَمَّى بِاسْمِهِمْ.
قائمة رؤوس العائلات العائدين من السبي مع عزرا (عزرا 8)
في (عز 2) رأينا أول مجموعة من العائدين من السبي البابلي بعد قرار كورش الملك، وفي (عز 8: 1 – 14) في “مُلْكِ أَرْتَحْشَسْتَا الْمَلِكِ” صعد مع عزرا مجموعة أخرى من المسبيين في بَابِلَ (1).. والأرقام في بداية السطور هي العدد شامل رئيس العائلة:
1: مِنْ بَنِي فِينَحَاسَ: جِرْشُومُ.
1: مِنْ بَنِي إِيثَامَارَ: دَانِيَالُ.
1: مِنْ بَنِي دَاوُدَ: حَطُّوشُ.
151: مِنْ بَنِي شَكَنْيَا مِنْ بَنِي فَرْعُوشَ: زَكَرِيَّا، وَانْتَسَبَ مَعَهُ مِنَ الذُّكُورِ مِئَةٌ وَخَمْسُونَ.
201: مِنْ بَنِي فَحَثَ مُوآبَ: أَلِيهُوعِينَايُ بْنُ زَرَحْيَا، وَمَعَهُ مِئَتَانِ مِنَ الذُّكُورِ.
301: مِنْ بَنِي شَكَنْيَا: ابْنُ يَحْزِيئِيلَ، وَمَعَهُ ثَلاَثُ مِئَةٍ مِنَ الذُّكُورِ.
51: مِنْ بَنِي عَادِينَ: عَابِدُ بْنُ يُونَاثَانَ، وَمَعَهُ خَمْسُونَ مِنَ الذُّكُورِ.
71: مِنْ بَنِي عِيلاَمَ: يَشْعِيَا بْنُ عَثَلِيَا، وَمَعَهُ سَبْعُونَ مِنَ الذُّكُورِ.
81: مِنْ بَنِي شَفَطْيَا: زَبَدْيَا بْنُ مِيخَائِيلَ، وَمَعَهُ ثَمَانُونَ مِنَ الذُّكُورِ.
219: مِنْ بَنِي يُوآبَ: عُوبَدْيَا بْنُ يَحِيئِيلَ، وَمَعَهُ مِئَتَانِ وَثَمَانِيَةَ عَشَرَ مِنَ الذُّكُورِ.
161: مِنْ بَنِي شَلُومِيثَ: ابْنُ يُوشَفْيَا، وَمَعَهُ مِئَةٌ وَسِتُّونَ مِنَ الذُّكُورِ.
29: مِنْ بَنِي بَابَايَ: زَكَرِيَّا بْنُ بَابَايَ، وَمَعَهُ ثَمَانِيَةٌ وَعِشْرُونَ مِنَ الذُّكُورِ.
111: مِنْ بَنِي عَزْجَدَ: يُوحَانَانُ بْنُ هِقَّاطَانَ، وَمَعَهُ مِئَةٌ وَعَشَرَةٌ مِنَ الذُّكُورِ.
61: مِنْ بَنِي أَدُونِيقَامَ الآخَرِينَ وَهذِهِ أَسْمَاؤُهُمْ: أَلِيفَلَطُ وَيَعِيئِيلُ وَشَمْعِيَا، وَمَعَهُمْ سِتُّونَ مِنَ الذُّكُورِ.
71: مِنْ بَنِي بَغْوَايَ: عُوتَايُ وَزَبُّودُ، وَمَعَهُمَا سَبْعُونَ مِنَ الذُّكُورِ.
ستر | أستار
ورد في سفر الخروج وسفر العدد ذكر للأستار, وهي الستائر أو الحجب التي كانت تعلّق على جدران دار الخيمة المصنوعة من الشقق (خروج 27: 9 و35: 17 وعدد 3: 26 و4: 26).
سِتْري
اسم عبراني معناه “ملجأ” أو “مخبأ” والمقصود “الله ملجأ” , شخص من سبط لاوي من عشيرة قهات (خروج 6: 22).
سَتُور الجاسوس
← اللغة الإنجليزية: Sethur the son of Michael.
اسم عبراني بمعنى “مخفي” ابن ميخائيل وهو أحد الرجال الذين ذهبوا ليتجسسوا أرض كنعان, وقد أرسل نائبًا عن سبط أشير (عدد 13: 13).
سَجد | يسجد | سجود
السجود يدل على تقديم الاحترام والإكرام والتحية المتواضعة (تكوين 37: 10 و1 ملوك 1: 53 ومتى 9: 18). وهذا النوع من السجود لا يزيد عما يقدمه الناس لمن يكرمونهم من الأمراء أو الحكام, ولا يزيد عن الانحناء أمامهم. ويوجد سجود آخر يفهم من القرينة أنه تقديم التعبد لله (تكوين 24: 48 ويوحنا 4: 24). والسجود بمعنى التعبد لغير الله ضرب من ضروب العبادة الوثنية (دانيال 3: 4 – 18 وأعمال 10: 25).
سجَّس | يستسجس
سجَّس الماء: كدَّره، وسجَّس القوم: أوقع فيهم السجس أي الشغب. ونقرأ أن الرجال الذين أرسلهم موسى ليتجسسوا الأرض، رجعوا “وَسَجَّسُوا عَلَيْهِ كُلَّ الْجَمَاعَةِ بِإِشَاعَةِ الْمَذَمَّةِ عَلَى الأَرْضِ” (سفر العدد 14: 36)، أي أثاروا عليه كل الجماعة وأحدثوا الشغب فيها.
كما أن اليهود غير المؤمنين في تسالونيكي، “اتَّخَذُوا رِجَالًا أَشْرَارًا مِنْ أَهْلِ السُّوقِ، وَتَجَمَّعُوا وَسَجَّسُوا الْمَدِينَةَ” (سفر أعمال الرسل 17: 5) أي أثاروا الشعب وأحدثوا فيهم الشغب والقلاقل.
سَجْف | سِجْف
وهو اصطلاح كتابي يقصد به الحجب أو الستائر, وقد وُضع سجف أمام باب الخيمة (خروج 26: 36) وأمام مدخل الدار (خروج 27: 16) وتُسْتَعْمَل هذه الكلمة في جملة أماكن مضافة إلى حجاب (خروج 35: 12 و39: 34 و40: 21 وعدد 4: 5).
مسَجَّل
مسجل الملك هو سكرتيره ومشيره أيضًا وهو موظف عظيم المقام في المملكة, وقد أنشأ داود الملك هذه الوظيفة وبقيت بعده, فكان المسجل يؤتمن على أهم أعمال المملكة, فيسجلها في سفر ليذكر الملك بها عند اللزوم. كان المسجل من أكبر رجال المملكة في أيام داود وسليمان (2 صموئيل 8: 16 و1 ملوك 4: 3) كما ناب عن الملك حزقيا (2 ملوك 18: 18 و37) وكذلك اؤتمن على الإصلاحات في الهيكل في أيام يوشيا (2 أخبار 34: 8).
السِجْن | السجون
السجن مكان يُحْجَز فيه الإنسان أو يحبس للحد من حريته وحركته. ويتم ذلك – غالبًا – كوسيلة للعقاب على جرم أو خطأ ارتكبه أو اتهم به. أول ما نسمع عن السجن في مصر، فقد كان هناك مكان للتحفظ على المذنبين، وكان عادة جزء من بيت موظف عسكري. وكان المجرمون يقيدون ويوضعون فيه (تكوين 40: 3 و4 و42: 16 و17 و24). كما نقرأ أن الفلسطينيين كانوا يخصصون مكانًا لحبس المذنبين، وقد اقتيد إليه شمشون بعد أن قلعوا عينيه (قضاة 16: 21).
أما بين العبرانيين فلم يكن السجن معروفًا في أول الأمر، وكانوا يحاكمون المجرمين بعد القبض عليهم حالًا، ولم يكن السجن موضع قصاص عندهم إلا بعد تأسيس المملكة، غير أننا نلاحظ أنه عند مرور بني إسرائيل في البرية وضعوا أناسًا مجرمين في المحرس (لاوين 24: 12 وعدد 15: 34) ومن تكوين 37: 34 وارميا 38: 6 – 13 يستدل أنهم استعملوا بئرًا أو جبًّا لهذه الغاية. وفي أيام الملوك شغل السجن قسمًا من القصر الملكي (ارميا 32: 2).
ودام الحال كذلك في أيام هيرودس وخلفائه (أعمال 23: 35). واستعمل الرومانيون برج أنطونيا في أورشليم سجنًا، كما استعملوا المعسكر في قيصرية كذلك (أعمال 23: 10) وكان هناك سجن تابع للرؤساء الدينيين في أورشليم (أعمال 5: 18 – 23 و8: 3).
أولًا – السجن في العهد القديم:
لم يكن عند العبرانيين سجون بمعناها المعروف، إذ كانت تتم محاكمة المجرمين حال القبض عليهم. وعندما كانوا في البرية وواجهتهم أوضاع جديدة، وضعوا ابن المرأة الإسرائيلية الذي جدف على اسم الله في “محرس” (أي تحت الحراسة) إلى أن يعلن لهم الرب فكره من جهة هذا الأمر. وقد أمر الرب بأن ترجمة كل الجماعة (لا 24: 10 – 13). كما أنهم وضعوا الرجل الذي وجدوه يحتطب حطبًا في يوم السبت في “محرس” إلى أن أعلن الرب لهم وجوب رجمة أيضًا بحجارة خارج المحلة (عد 15: 32 – 36). ولم تقرر الشريعة عقوبة السجن. ولكن في عهد الملكية أصبح السجن أحد أساليب القصاص (انظر إرميا 32: 3).
وأول مرة يذكر فيها “السجن” – في الكتاب المقدس – كان ذلك في مصر عندما أخذ فوطيفار رئيس الشرط، “يوسف ووضعه في بيت السجن المكان الذي كان أسرى الملك محبوسين فيه. وكان هناك في بيت السجن” (تك39: 20 – 23).. والكلمة العبرية المترجمة “سجنا” هنا هي “سوهار”، وهي في اللغات السامية تدل على “مبنى مستدير تحيط به الأسوار”. ولذلك يُظن أن يوسف وُضع في إحدى القلاع أو الحصون، التي كان يقيم فيها رئيس الشرط. وكانت السجون المصرية تستخدم أماكن للعقاب بالعمل بالأشغال الشاقة، أو للحبس الاحتياطي انتظارًا للمحاكمة. وقد وضع يوسف مع ساقي ملك مصر والخباز اللذين “أذنبا إلى سيدهما.. فوضعهما في حبس في بيت رئيس الشرط، في بيت السجن، المكان الذي كان يوسف محبوسًا فيه” (تك40: 1 – 3)، إلى أن تم النظر في أمرهما. وبعد ذلك بنحو سنتين “أرسل فرعون ودعا يوسف، فأسرعوا به من السجن” (تك40: 14، انظر جامعة4: 14).
وعندما كان يوسف حاكمًا على كل أرض مصر، وجاء إليه إخوته ليشتروا قمحًا، وضعهم “فى حبس ثلاثة أيام” (تك 42: 17 و19).
وبعد أن أسر الفلسطينيون شمشمون وضعوه في “بيت السجن” بعد أن قلعوا عينيه وأوثقوه بسلاسل (قض16: 21 و25).
ووُضع إرميا النبي في “دار السجن الذي في بيت ملك يهوذا” (إرميا 32: 2 و8 و12، 33: 1، 37: 21، 38: 28، انظر أيضًا نحميا 3: 25، 12: 39). وفي أغلب هذه الحالات، كان يوجد في هذه السجون آبار تستخدم “كزنزانات”، تتعرض فيها حياة السجين للخطر أو الموت جوعًا (إرميا 37: 16 و20، 38: 6 و13). كما كانت هذه السجون مظلمة (إش 42: 7)، فكانت رمزًا للعبودية التي سيُخرج الرب شعبه منها (أع26: 15 – 18، انظر أيضًا لو1: 79).
ولم يكن إرميا هو النبي الوحيد الذي وضع في سجن لأمانته في تبليغ رسالة الله، فقد غضب آسا ملك يهوذا على حناني الرائي، لتوبيخه له لعدم استناده على الرب، “ووضعه في السجن” (2أخ16: 10). كما وضع أخآب ملك إسرائيل، ميخا بن يملة في السجن وأمر أن يطعموه “خبز الضيق وماء الضيق” لأنه لم يتنبأ له كما يريد (1مل22: 27، 2أخ18: 26).
وكثيرًا ما كان يوضع الملوك المهزومون في السجون. فقد قبض ملك أشور على هوشع بن أيلة ملك إسرائيل، و “أوثقه في السجن” (2مل17: 4). وكذلك فعل نبوخذنصر ملك بابل بيهوياكين ملك يهوذا، فوضعه في السجن لمدة 37سنة، إلى أن أفرج عنه أويل مرودخ ملك بابل في سنة تملكه (2مل24: 12، 25: 27 – 29، إرميا 52: 31 – 33). كما فعل نبوخذنصر نفس الشيء بصدقيا ملك يهوذا (إرميا 52: 11). ويذكر حزقيال النبي أن يهوياكين قد أُخذ إلى بابل في قفص “بخزائم” في أنفه (حز19: 9).
ثانيًا – السجن في العهد الجديد:
قبض الملك هيرودس على يوحنا المعمدان، وأوثقه وطرحه في سجن من أجل هيروديا امرأة فيلبس أخيه (مت 14: 3). ويقول يوسيفوس إن هذا السجن كان في قلعة “مكاروس” في بيرية شرقي البحر الميت. وقد أسفر التنقيب هناك عن اكتشاف زنزانتين، وُجد بإحداهما بقايا قيود.
وبعد يوم الخمسين، ألقي رئيس الكهنة ومن معه، أيديهم على الرسل ووضعوهم في “حبس العامة” (أع5: 19، انظر أيضًا أع4: 3).
وعندما وضع الملك هيرودس الرسول بطرس في السجن – ولعله كان في قلعة أنطونيا – حيث وُضع الرسول بولس فيما بعد (أع21: 34) – أسلمه “إلى أربعة أرابع من العسكر ليحرسوه”، وكان مقيدًا بسلسلتين إلى عسكريين عن جانبيه (أع12: 3 – 7). وكان للسجن باب حديدي (أع12: 10). وفي فيلبي، أُلقي بولس وسيلا في السجن في حراسة حافظ السجن الذي وضع أرجلهما في المقطرة (أع16: 24). وكان بالمقطرة ثقوب كثيرة، كانت توضع فيها السيقان متباعدة لضمان عدم محاولة الهرب، كما كانت للتعذيب. ثم سُجن الرسول بولس في قصر هيرودس في قيصرية (أع23: 35). ولكنه لما كان سجينًا في رومية، أذن له أن يقيم وحده مع العسكري الذي كان يحرسه “(أع 28: 16)، حيث أقام” سنتين كاملتين في بيت استأجره لنفسه “(أع28: 30).
وقد أوصى الرب يسوع تلاميذه بأن يزوروا المحبوسين (مت 25: 36 – 39)، وهو ما نفذه أنيسيفورس عندما كان بولس سجينًا في رومية (2تي1: 16 و17).
وتستخدم كلمة “السجن” مجازيًا كما في “الأرواح التي في السجن” التي “عصت قديمًا حين كانت أناة الله تنتظر مرة في أيام نوح إذ كان الفلك يُبني” (1بط3: 19 و20). كما أن الشيطان سيُقبض عليه ويُقيد ألف سنة ويُطرح في الهاوية ويُغلق عليه ويُختم عليه (رؤ20: 2 و3).
سَجَّان | حَافِظَ السِّجْن
“حافظ السجن” أو السجَّان هو الحارس المسئول عن حراسة المسجونين. ولا تَرْد هذه العبارة إلا مرة واحدة في العهد الجديد، عن حارس السجن في فيلبي عندما أُلْقِيَ القبض على بولس وسيلا (أع16: 23 و24).
سَجُوب ابن حيئيل
اسم عبري معناه “مرتفع”:
الابن الأصغر لحيئيل (حيئيل البيتئيلي) الذي أعاد بناء أريحا، وقد مات الابن عندما فرغ أبوه من بناء المدينة (1 ملوك 16: 34) وبذلك تمّت اللعنة التي نطق بها يشوع (يش 6: 26).
سَجُوب ابن حصرون
اسم عبري معناه “مرتفع”:
من نسل يهوذا، وهو ابن لحصرون ولدته ابنة ماكير (1 أخبار 2: 21 و22) وسجوب ولد ياثير الذي كان له ثلاث وعشرون مدينة في أرض جلعاد.
سَحاب | سحابة
هي الغيم، والقطعة منه سحابة (أمثال 25: 14) وكان مجيء السحاب من الغرب علامة المطر في أرض فلسطين (لوقا 12: 54). وقد قاد الله بني إسرائيل بعمود من السحاب وهم في طريق خروجهم من أرض مصر، وهو سحاب معجزي غير معتاد (خروج 13: 21 و22). وعندما يجيء المساء كان الله يرسل النور فيه ليضيء لهم. وكان السحاب يستر مجد الله (خروج 16: 10) كما وقد ظللت سحابة المسيح والرسل الثلاثة على جبل التجلي (متى 17: 5). وعندما انتهت خدمة المسيح على الأرض صعد على سحابة (أعمال 1: 9) وسيأتي ثانية على سحاب المجد (متى 24: 30) ويكون ذلك لدينونة الأمم (رؤيا 14: 14). وقد يعبّر بالسحابة عن قصر الزمن (أيوب 30: 15) كما تعني كثرة الجماهير (اشعياء 60: 8).
أولًا – السحاب في فلسطين:
لم ترد في الكتاب المقدس سوى إشارات قليلة إلى ارتباط السحب بالظواهر الجوية. فالطقس في فلسطين أكثر استقرارًا وأقل تقلبًا منه في كثير من البلاد. ففلسطين عبارة عن شريط طويل ضيق يمتد بين البحر المتوسط غربًا والصحراء شرقًا. والرياح التي تهب من الغرب، تأتي دائمًا محملة بالأبخرة، فإن كانت درجة الحرارة فوق البلاد منخفضة بدرجة كافية، تكثفت السحب وهطلت الأمطار. أما إذا كانت درجة الحرارة مرتفعة – كما في أشهر الصيف الخمسة – فلا تهطل الأمطار رغم ظهور السحب. فالسماء – بصفة عامة – ملبدة بالغيوم شتاء وصافية صيفًا.
(1) السحب المطيرة: في فصل الخريف تهب العواصف فجأة من البحر، وما يبدو مجرد غيمة صغيرة “قدر كف إنسان” كالتي رآها غلام إيليا (1مل18: 44) صاعدة من البحر، سرعان ما تتحول في خلال بضع ساعات قليلة إلى عاصفة سوداء تهطل “مطرًا عظيمًا” (1مل18: 45). فالرياح الغربية والجنوبية الغربية ممطرة دائمًا (انظر لوقا12: 54).
(2) سحب بغيضة: تهب أحيانًا في شهور أبريل ومايو وسبتمبر رياح شرقية قادمة من الصحراء تحمل معها سحبًا رملية تملأ الجو وتنفذ إلى كل شيء. وفي الصيف، وبخاصة في شهر أغسطس، قد تزحف من الجنوب – في وقت الأصيل – على ساحل البحر، سحب منخفضة تعرف علميًا “بالسمحاق الطبقي” (Cirro – Stratus) تملأ الجو بالرطوبة مما يزيد الإحساس بالقيظ، وهي التي يصفها يهوذا بأنها “غيوم بلا ماء” (يهوذا 12)، أو كما يقول إشعياء: “حر بظل غيم” (إش 25: 5).
ثانيًا – الاستعمالات المجازية للسحاب:
يكثر في الكتاب المقدس استخدام “السحاب” استخدامًا رمزيًا في صور مجازية رائعة، وبخاصة في سفر أيوب.
(1) ففي العهد القديم كان الرب “يهوه” يستعلن بمجده في السحاب، فيقول: “ها أنا آت إليك في ظلام السحاب” (خر19: 9، انظر أيضًا 24: 16، 34: 5). وقد ملأ مجده المكان في السحاب، حيث التفتوا “فإذا مجد الرب قد ظهر في السحاب” (خر16: 10، انظر أيضًا 40: 38، عد10: 34). ويقول النبي: “التحفت بالسحاب حتى لا تنفذ الصلاة” (مراثي3: 44) و “كان لما خرج الكهنة من القدس أن السحاب ملأ بيت الرب” (1مل8: 10).
ونقرأ في العهد الجديد، أن ابن الإنسان سيأتي على السحاب، فيقول: “ويبصرون ابن الإنسان آتيًا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير” (مت 24: 30، انظر أيضًا 26: 64، مرقس13: 26، 14: 62، لو 21: 27). وفوق جبل التجلي ظللت الرب ومعه موسى وإيليا “سحابة نيرة” (مت17: 5)، كما أن الرب يسوع المسيح عند صعوده أخذته سحابة عن أعين الرسل (أع1: 9). وسيأتي ثانية مع السحاب (رؤ1: 7). “ثم نحن الأحياء الباقين سنُخطف جميعًا معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء، وهكذا نكون كل حين مع الرب” (1تس4: 17).
(2) عمود السحاب: كان عمود السحاب رمزًا لوجود الله وسط شعبه وقيادته لهم في رحلاتهم إلى أرض الموعد: “أنت برحمتك الكثيرة لم تتركهم في البرية، ولم يزل عنهم عمود السحاب نهارًا لهدايتهم في الطريق” (نح9: 19).
(3) القوس في السحاب: “قال الرب لنوح: هذه علامة الميثاق الذي أنا واضعه بيني وبينكم.. وضعت قوسي في السحاب، فيكون علامة ميثاق بيني وبين الأرض، فيكون متى أنشر سحابًا على الأرض، وتظهر القوس في السحاب، أني أذكر ميثاقي.. فمتى كانت القوس في السحاب، أبصرها لأذكر ميثاقًا أبديًا..” (تك9: 12 – 17).
(4) السحاب يحجب الضوء: فالسحاب المتراكم يظلم الجو ويُستخدم رمزًا للدينونة، فيقول حزقيال النبي: “ويظلم النهار في تحفنحيس.. فتغشاها سحابة.. فيعلمون أني أنا الرب” (حز30: 18 و19، انظر أيضًا مراثي2: 1).
(5) السحب العابرة: يوجد عادة فرق كبير بين درجات الحرارة في الليل في فلسطين، ودرجات الحرارة في النهار. فالنهار دافئ والسحب القادمة من البحر كثيرًا ما تتلاشي بفعل حرارة الجو فوق اليابسة، وتختفي وكأنها لم تكن. وهكذا يقول الرب: “قد محوت كغيم ذنوبك، وكسحابة خطاياك” (إش44: 22). كما يشير النبي هوشع إلى سرعة زوال هذا السحاب العابر بالقول: “إن إحسانكم كسحاب الصبح، وكالندى الماضي باكرًا” (هو6: 4). ويشبه أيوب سعادته بالسحاب العابر: “فعبرت كالسحاب سعادتي” (أي30: 15).
(6) السحاب وقدرة الله المطلقة وجهالة الإنسان: فالله “يصر المياه في سحبه” (أي26: 8)، و “السحاب غبار رجليه” (نا1: 3). كما أنه يأمر “الغيم أن لا يمطر فلا يمطر” (إش5: 6). أما بالنسبة للإنسان: “من يحصي الغيوم بالحكمة، ومن يسكب أزقاق السموات؟” (أي38: 37). و “هل يعلل أحد عن شق الغيم أو قصف مظلته؟” (أي36: 29)، “أتدرك موازنة السحاب، معجزات الكامل المعارف؟” (أي37: 16). ويقول الجامعة: “من يراقب السحب لا يحصد” (جا11: 4). لأن الله هو الذي يتحكم في السحب، ولا يستطيع الإنسان أن يسير غور حكمة الله، لأن “السحاب ستر له فلا يُرى” (أي22: 14).
(7) السحاب والرؤي: ارتبطت السحب بالعديد من الرؤي، فقد رأى حزقيال: “وإذا بريح عاصفة جاءت من الشمال، سحابة عظيمة” (حز1: 4). ويقول يوحنا الرائي: “ثم نظرت وإذا سحابة بيضاء، وعلى السحابة جالس شبه ابن الإنسان” (رؤ14: 14 – انظر أيضًا دانيال7: 13، رؤ10: 1، 11: 12). (انظر المزيد عن).
(8) السحاب المخيف: كما يرمز السحاب أيضًا للخوف والدمار، فإن يوم الرب “يوم غيم” (حز30: 3، 34: 12). وهو “يوم سخط، يوم ضيق وشدة، يوم خراب ودمار، يوم ظلام وقتام، يوم سحاب وضباب” (صف1: 15). كما يوصف العدو الغازي بأنه “كسحاب يصعد” (إرميا4: 13). ويتنبأ يوئيل عن هجوم الجراد بأنه “يوم ظلام وقتام، يوم غيم وضباب” (يؤ2: 2)، وهو تشبيه حرفي ومجازي. كما يشبه الجامعة الشيخوخة برجوع “السحب بعد المطر” (جا12: 2).
(9) تشبيهات أخرى: وتستخدم السحب في العديد من التشبيهات الأخرى، مثل سرعة الحركة: “من هؤلاء الطائرون كسحاب؟” (إش60: 8)، “وهوذا الرب راكب على سحابة سريعة” (إش19: 1، انظر مز140: 3). وكقيد للبحر: “السحاب لباسه والضباب قماطه” (أي38: 9). كما تشير السحب إلى الارتفاع الشاهق: “ولو بلغ السموات طوله ومس رأسه السحاب” (أي20: 6)، “وأصعد فوق مرتفعات السحاب، أصير مثل العلي” (أش14: 14). كما تشير إلى الكثرة كما فى: “إذ لنا سحابة من الشهود مقدار هذه” (عب12: 1). ويرمز “صباح صحو مضيء غب المطر” (2صم23: 4) إلى جو البر والعدل. كما يشير السحاب إلى المجد المستتر (لا16: 2، أع1: 9، رؤ1: 7).
السَّحَر (آخر الليل)
السحر هو آخر الليل قبيل الفجر، وقد اختار شاول الملك هذا الوقت للهجوم على العمونيين، فضربوهم “حتى حمي النهار” (1صم11: 11). ويقول المرنم: “أنا أستيقظ سحرًا” (مز57: 8، 108: 2)، ليصلي لله ويسبحه.
السِحْر | ساحر | سحرة
الساحر هو من يدعي لنفسه قدرة فوق الطبيعة أو معرفة الغيب بطرق مختلفة، وعلى الأخص بالأرواح الشريرة (خروج 7: 11) وقد أدّعى السحرة أن لهم سيطرة على حوادث المستقبل لتغيريها أو تعديلها بطرق سرية، وزعموا أن لهم علاقة بالجان أو بالآلهة. وقد كان هناك سحرة في مصر وفي أشور (ناحوم 3: 4) كما وُجدوا في بابل (اشعياء 47: 9) وفي بعض البلاد الأخرى.
وقد شدّد الكتاب المقدس ضد السحرة وتهددهم ومن يثقون فيهم بالعقاب الشديد (ملاخي 3: 5 ورؤيا 22: 15). وأمر الله بمنعهم بتاتًا (تثنية 18: 10 – 12) كما منع العرافون من الإقامة في أرض العبرانيين (خروج 22: 18).
غير أن شعب إسرائيل تهاون في حفظ هذه الوصية الإلهية، فبدأ الشعب يلجأ إلى السحرة عند الحاجة، فلجأ الملك شاول إلى عرافة عين دور بعد مفارقة روح الرب له (1 صموئيل 28: 3 – 20) كما أن العهد الجديد يحدثنا عن سيمون الساحر (أعمال 8: 9) وعن بار يشوع (أعمال 13: 6) وعن بني سكاوا (أعمال 19: 13).
أولًا – ماهية السحر:
السحر هو محاولة التأثير في الناس أو الأحداث، إما بوسائل الخداع والشعوذة، أو بتسخير قوى شيطانية، وذلك لجلب منفعة أو دفع مضرة، أو إيقاع أذى بالغير، أو استطلاع المستقبل والرجم بالغيب. والسحر ظاهرة عالمية تنتشر في كل بقاع الأرض وبين كل الشعوب منذ أقدم العصور. وله صور متنوعة، فقد يكون بتوجيه اللعنات، أو بترديد التعاويذ، أو باستخدام التمائم والأحراز، أو بتحطيم نموذج للعود مصنوع من الشمع أو الخشب أو الطين أو غير ذلك، أو بقراءة الطالع بالورق أو الكؤوس أو الرمل أو الحصي، أو رمي السهام، أو حركات الكواكب والنجوم، أو اتجاه الطيور في طيرانها، أو حركات الحيوانات أو فحص أحشائها، أو غير ذلك من الأساليب التي لا طائل وراءها، ولا جدوى منها.
ثانيًا – السحر في أشور ومصر وفلسطين:
كان العبرانيون محاطين بعالم كان يمارس فيه السحر منذ قرون عديدة:
(1) السحر في أشور وبابل:
جاء في التراث الشعبي الأكادي السومري أن الآلهة كانوا – مثل سائر البشر – في حاجة إلى استخدام السحر لحماية أنفسهم من الآلهة الآخرين. ففي “ملحمة الخلق البابلية” نجد أن “إيَّأ أنكي” كان “رب الرُقي”. وقد هزم ابنه “مرودخ” الإلهة “تيامات” لأن تعاويذه كانت أقوى من تعاويذها. وقد وصلت إلينا كتابات بها قوائم طويلة بالأمور التي تجلب الأذى للناس، والطقوس والإجراءات اللازمة للتطهر منها. كما أن هناك ألواح أشورية تتحدث عن قراءة المستقبل باستطلاع النجوم والأحداث البشرية وحركات الطيور وأعضاء الحيوانات. ويقول ناحوم النبي عن نينوى (عاصمة أشور): “من أجل زنى الزانية الحسنة الجمال، صاحبة السحر، البائعة أممًا بزناها، وقبائل بسحرها” (نا3: 4).
(2) السحر في مصر:
كان السحر في مصر أمًرا شائعًا يرعاه الآلهة العظام أمثال توت وايزيس. وقد استخدمت ايزيس – في أسطورة “أوزيريس” المشهورة – السحر في التغلب على الإله “ست” أو وإعادة زوجها إلى الحياة. وكانوا يعلمون السحر في المدارس الملحقة بالمعابد (وكانوا يسمونها “بيوت الحياة”). وكان هناك كهنة متخصصون في ممارسة السحر لأحياء وللأموات لتزويدهم بما يحتاجون إليه في حياة الآخرة. وهناك مخطوطة تُعرف باسم: “تعليمات للملك مريكار” (ترجع إلى حوالى 2200 ق. م.) تبين العلاقة الوثيقة بين السحر والطب في مصر القديمة، كما كان الأمر في بابل، وكان تفسير الأحلام فنًا متقدمًا، كما اشتهر السحرة المصريون بعمل العجائب كما حدث في عهد موسى.
(3) السحر في فلسطين:
جاء في الملاحم الكنعانية أن الآلهة والبشر كانوا يمارسون السحر. ففي “ملحمة البعل”، انقلبت غلبة الإله “موط” على “بعل” إلى هزيمة بفعل الوسائل السحرية التي استخدمتها الإلهة “أنات” أو “عنات”. وفى أسطورة “قريط” ملك أوغاريت، أجرى الإله “إيل” طقوسًا كثيرة ليرد للملك صحته. وهناك الكثير من هذه الملاحم التي تتحدث عن استخدام النساء للسحر والتنجيم.
ثالثًا – العهد القديم والسحر:
هذه الظاهرة العالمية، لابد كان لها أثرها على بني إسرائيل. والعهد القديم واضح كل الوضوح في النهي عن كل صور السحر. وهناك نهي بالغ القوة في هذا الصدد: “متى دخلت الأرض التي يعطيك الرب إلهك، لا تتعلم أن تفعل مثل رجس أولئك الأمم. لا يوجد فيك من يجيز ابنه أو ابنته في النار، ولا من يعرف عرافة ولا عائف ولا متفائل ولا ساحر، ولا من يرقي رقية، ولا من يسأل جانًا أو تابعة، ولا من يستشير الموتى، لأن كل من يفعل ذلك مكروه عند الرب..” (تث 18: 9 – 14، انظر أيضًا لا 19: 26). وتكاد هذه العبارة تضم كل أنواع السحر.
وكان الإسرائيلي يتعلم منذ صباه أن يتجنب الكثير من الممارسات الدينية التي تؤديها الشعوب حوله، واعتبارها خرافات خطيرة، لا يمكن أن توجد جنبًا إلى جنب مع عبادة “يهوه”. وكانت عقوبة السحر القتل رجمًا: “لا تدع ساحرة تعيش” (خر22: 18) “وإذا كان في رجل أو امرأة جان أو تابعة فإنه يُقتل. بالحجارة يرجمونه. دمه عليه” (لا20: 27). ونجد نفس هذا الموقف في الأنبياء، فمثلًا: “وإذا قالوا لكم: اطلبوا إلى أصحاب التوابع والعرافين المشقشقين والهامسين. ألا يسأل شعب إلهه؟ أيسأل الموتى لأجل الأحياء؟” (إش8: 19)، “فلا تسمعوا أنتم لأنبيائكم وعرَّا فيكم وحالميكم وعائفيكم الذين يكلمونكم.. لأنهم إنما يتنبأون لكم بالكذب” (إرميا27: 9 و10). “وأنت يا ابن آدم، فاجعل وجهك ضد بنات شعبك اللواتي يتنبأن من تلقاء ذواتهن، وتنبأ عليهن وقل: هكذا قال السيد الرب: ويل للواتي يخطن وسائد لكل أوصال الأيدي، وتصنعن مخدات (أو أقنعة) لكل قامة لاصطياد النفوس” (حز13: 18). وبذلك كن يذهبن إلى أبعد مما جاء في نبوة ميخا من: “الأنبياء الذين يضلون شعبي الذين ينهشون بأسنانهم وينادون سلام. والذي لا يجعل في أفواههم شيئًا يفتحون عليه حربًا” (ميخا3: 5) فكانوا يتنبأون بالخير أو بالشر حسب استعداد السائل للدفع. ويبدو أن الوسائد والمخدات، كان يلبسها السحرة أنفسهم (العددان 20 و21) والعملاء (عدد 18) ولعل الساحرة (أو الساحر) كانت تصنع هذه المخدات (أو الأقنعة) لتمثل الخصم، على شكل دمي، ثم تلبسها بعض الوقت وتقرأ عليها بعض التعاويذ. ويظن بعض العلماء أن الساحرة كانت تزعم أنها قد أمسكت بالنفوس وربطتها في هذه الوسائد والمخدات حتى تقضي عليها. وكان يمكن أن يُستعاض عن هذه الدمى والوسائد والمخدات بشيء مما يخص الخصم، مثل دمه أو شعره أو أظافره أو شيء من متاعه.
ولكن النبي ينذرهم بأن الرب سيقيم في صهيون حجر امتحان “كريمًا أساسًا مؤسسًا، من آمن لا يهرب. وأجعل الحق خيطًا، والعدل مطمارًا، فيخطف البرد ملجأ الكذب.. ويمحى عهدكم مع الموت، ولا يثبت ميثافكم مع الهاوية. والسوط الجارف إذا عبر تكونون له للدوس..” (إش28: 16 – 19).
ومن المحزن أن الكثيرين من الشعب القديم لم يطيعوا وصايا الرب بالابتعاد عن كل ما يتصل بالسحر والسحرة. فتقرأ عن الملك شاول أنه لجأ – بعد أن تخلى عنه الرب – إلى عرَّافة عين دور. كما نقرأ عن “سحر أيزابيل” (2مل9: 22)، وكان من أسباب القضاء على مملكة إسرائيل وسبي الشعب، “أنهم عبدوا البعل وعبروا بنيهم وبناتهم في النار وعرفوا عرافة وتفاءلوا وباعوا أنفسهم لعمل الشر في عيني الرب لإغاظته” (2مل17: 17) كما أن منسى ملك يهوذا “عبَّر ابنه في النار وعاف وتفاءل واستخدم جانًا وتوابع وأكثر عمل الشر في عيني الرب لإغاظته” (2مل 21: 6) ولكن حفيده التقى يوشيا أطاع الرب، فإن “السحرة والعرافون والترافيم والأصنام وجميع الرجاسات التي رُئيت في أرض يهوذا وفى أورشليم أبادها يوشيا ليقيم كلام الشريعة” (2مل23: 24).
وقد استأجر بالاق ملك موآب بلعام النبي الكذاب (عد22: 1 – 24: 16)، والعرَّاف (يش13: 22) ليلعن شعب الله. ولكن الله لم يسمح له بذلك، بل وضع في فمه – رغمًا عنه البركة عوضًا عن اللعنة، فقال: “كيف ألعن من لم يلعنه الله؟ وكيف أشتم من لم يشتمه الرب؟” (عد23: 8)، “إني قد أُمرت أن أبارك. فإنه (الرب) قد بارك فلا أرده.. إنه ليس عيافة على يعقوب ولا عرافة على إسرائيل” (عد24: 20 – 23). فيجب ألا يخشى أولاد الله القوى الشيطانية في جميع صورها، لأنهم “مباركو الرب” (انظر مت 25: 34، أف1: 3).
ويصور إشعياء النبي عدم جدوى السحر والعرافة بالقول: “قفي في رقاك وفى كثرة سحورك.. ليقف قاسمو السماء الراصدون النجوم المعرَّفون عند رؤوس الشهور، ويخلَّصوك مما يأتي عليك. ها إنهم قد صاروا كالقش. أحرقتهم النار. لا ينجُّون أنفسهم من يد اللهب” (إش47: 12 – 15).
رابعًا: – العهد الجديد والسحر:
يواصل العهد الجديد شجب السحر والسحرة وكل ما يمت لذلك بصلة. فيضع الرسول بولس “السحر” بين أعمال الجسد البغيضة (غل5: 19) كما يشبه الأشرار الذين يقاومون الحق، بالسحرة الذين قاوموا موسى قائلًا: “كما قاوم ينيس ويمبريس موسى، كذلك هؤلاء أيضًا يقاومون الحق، أناس فاسدة أذهانهم، ومن جهة الإيمان مرفوضون (2تي3: 1 – 9) كما أنه قد يشير بكلمة” الأشرار والمزورين “(فى عدد 13) إلى السحرة والعرافين.
ولما جاء الرسول بولس إلى أفسس، آمن عدد كبير، “وكان كثيرون من الذين يستعملون السحر، يجمعون الكتب ويحرقونها أمام الجميع، وحسبوا أثمانها فوجدوها خمسين ألفًا من الفضة وهكذا كانت كلمة الرب تنمو وتقوى بشدة” (أع19: 19 و20).
وفى السامرة، كان “رجل اسمه سيمون يستعمل السحر ويدهش شعب السامرة قائلًا إنه شيء عظيم.. وكانوا يتبعونه لكونهم قد اندهشوا زمانًا طويلًا بسحره. ولكن لما صدقوا فيلبس وهو يبشر بالأمور المختصة بملكوت الله وباسم يسوع المسيح اعتمدوا رجالًا ونساء، حتى إن سيمون نفسه إذ رأى آيات وقوات عظيمة تجرى، اندهش” (أع8: 9 – 13). كما نقرأ في سفر أعمال الرسل عن “عليم الساحر” الذي كان يفسد والى جزيرة قبرص عن الإيمان (أع13: 6 – 8). وعن الجارية التي أخرج منها الرسول بولس روح العرافة في فيلبي (أع16: 16 – 18)، وأبناء سكاوا السبعة في أفسس (أع19: 13 – 17)، وكيف انتصر عليهم خدام الله. ففى كل مكان حاول السحرة مقاومة كلمة الله، ظهر خزيهم وانكشف زيفهم.
السَديم
اسم عبري معناه “اخاديد” “حقول” وهو واد ملآن بحفر الزفت المعدني (الذي يتكون من 85 في المئة من الفحم و12 في المئة من الايدروجين وثلاثة في المئة من الأكسجين). ويقع هذا الوادي في منطقة بحر الملح الذي هو البحر الميت. وفي هذا الوادي جرت الحرب بين أربعة ملوك وخمسة. وهي الحرب التي انتصر فيها كدرلعومر على ملك سدوم وحلفائه (تكوين 14: 3 و8 و10). وهي اليوم منطقة مغمورة بالمياه في جنوب البحر الميت.
سَدوم
← اللغة الإنجليزية: Sodom – اللغة العبرية: סְדוֹם – اللغة اليونانية: Σόδομα.
إحدى مدن السهل الخمسة التي أحرقتها النار التي نزلت من السماء بسبب خطيئة أهلها العظيمة (تكوين 19: 24) وقد ورد ذكر سدوم للمرة الأولى في التوراة في الحديث عن حدود أرض كنعان (تكوين 10: 19) ثم اختارها لوط مدينة للسكن بعد انفصاله عن إبراهيم لمعرفته بخصب أرضها وسهولة الري فيها (تكوين 13: 10).
وهاجم كدرلعومر وحلفاؤه وهزمها فأسرع إبراهيم ورجاله وردّوا الغنيمة المسلوبة (تكوين 14) ولكن لوط عاد وسكن في سدوم، وعاودت سدوم سيرتها الأولى في الشر والبعد عن الله، فأرسل الله نارًا من السماء فأحرقتها (تكوين 19). ولم ينجِ منها سوى لوط وابنتيه.
وقد صارت خطيئة سدوم مضرب الأمثال، وكذلك صار مصيرها (طالع متى 10: 15 ويهوذا 7 ورؤيا 11: 8) كما أن خطيئة “السدومية” أو الشذوذ الجنسي أخذت اسمها من سدوم (تكوين 19: 5).
وتقع سدوم تحت الماء اليوم في جنوب البحر الميت، وتجري المحاولات لكشف مكانها بواسطة الغواصين الذين يغوصون تحت الماء بمعداتهم الحديثة.
سَذْاب
نبات بين العشب والشجر ويصل أحيانًا إلى حجم العليقة، وكان الفريسيسون يهتمّون بدفع العشور عنه (لوقا 11: 42) واسمه باللاتينية Ruta graveolens ويتراوح ارتفاعه بين قدمين أربعة أقدام، وله رائحة نفّاذة، قد تكون غير مقبولة، وكانوا يزرعونه للحصول على دواء منه، كما كانوا يأخذون شعبة منه ويضعونها على غطاء رأس الطفل كطلسم لحفظه من الحسد. والشذاب من محاصيل البحر الأبيض المتوسط، وكان لبعض يستعملونه للطعام. وهو ليس نباتًا بريًا كما يظن البعض، والا ما كان هناك سبب لتقويم العشور عنه.
سَرافيم | السرافيم
← اللغة الإنجليزية: seraph, pl seraphim – اللغة العبرية: שְׂרָפִים – اللغة اليونانية: Σεραφείμ – اللغة القبطية: Ceravim.
السرافيم (السراف أو الساراف) كلمة عبرانية يغلب أن يكون معناها “كائنات مشتعلة” أو ربما كان معناها “شرفاء” وهي في صيغة الجمع، ولم ترد إلا في نبوة اشعياء 6: 2 و6 تسمية للأرواح التي كانت تخدم عرش الرب وظهرت لاشعياء في رؤياه ويصف اشعياء السرافيم دون أن يذكر عددهم، فيقول أن لهم وجوهًا وأيدي وأرجلًا وأجنحة، ولكل منهم ستة أجنحة، باثنين يغطي وجهه وباثنين يغطي رجليه وباثنين يطير، وذلك لأنه لا يستحق أن يرى وجه الله، ولأنه لا يريد أن يرى الله رجليه، ولأنه يطير ليصنع مشيئة الله. وقد طار واحد منهم بجمرة من على المذبح ووضعها على شفتي أشعياء لتطهيرهما.
ويبدوا أن السرافيم كالكروبيم نوعان ساميان من الملائكة الذين يخدمون الله. ويقول لنا أشعياء أن السرافيم كانوا يرنمون ويرددون “قدوس….” تمجيدًا لله. وكما كان اليهود يتكلمون عن الكروبيم في حلوله على التابوت في سحاب، هكذا تكلم اشعياء عن السرافيم على أنهم لامعون ساطعون.
ويتحدث سفر الرؤيا عن الحيوانات ذات الأجنحة والعيون، والتي تخدم الله (رؤ 4: 8) ولكننا لا نجد معلومات أكثر من هذه في الكتاب المقدس عن أي من هذه المخلوقات. ().
سِراكوسا
مدينة كانت على شيء من الأهمية وكانت تقع على ساحل جزيرة صقلية الشرقي، قضى فيها بولس الرسول ثلاثة أيام في طريقه من مليطة إلى روما (أعمال 28: 12). أسس المدينة المستعمرون الكورنثيون عام 758 ق. م. ونجحت نجاحًا عظيمًا، ثم حاصرها الرومان وأخذوها عام 212 ق. م. بعد أن قتل المهندس المشهور ارخميدس في الحصار، وقد كان يعاون بخبرته الهندسية في الدفاع عنها. كانت المدينة مركزًا تجاريًا هامًا وميناء من أفضل مواني جزيرة صقلية. قال فيها شيشرون أنها من أعظم المدن اليونانية وأجملها قاطبة. وكانت سفن نقل الحنطة ترسوا فيها لحسن مرفأها وجودة مياهها. وسيراكوسا الحديثة لا تتمتع بالأهمية التجارية التي كانت للمدينة القديمة.
شُوْشَا | شيشا | سرايا | شيوا
اسم ارامي ربما كان معناه “الشمس” كاتب للمك داود ولسليمان من بعده (1 أخبار 18: 16). وسمى أيضًا شيشا (1 مل 4: 3) وسرايا (2 صم 8: 17) وشيوا (2 صم 20: 25).
سَرايا الكاهن، أبو عزرا
اسم عبري معناه “الله قد غلب”:
الكاهن العظيم في ملك صدقيا، أخذه نبوخذنصر مع كثيرين من عظماء المملكة في ربلة مسبيًّا وقتل (ارميا 52: 24 و27). وقد ورد اسمه في قائمة رؤساء الكهنة (1 أخبار 6: 14) وهو أبو عزرا (عزرا 7: 1).
سَرايا ابن تنحومث النطوفاتي
اسم عبري معناه “الله قد غلب”:
ابن تنحومث النطوفاتي، وأحد الأبطال الذين خلصوا أنفسهم من غضب نبوخذنصر بعد أن قتلوا جدليا الحاكم الذي تواطأ مع الكلدانيين المستعمرين (2 ملوك 25: 23 – 25).
سَرايا ابن قناز
اسم عبري معناه “الله قد غلب”:
ابن قناز وأخو عثنيئيل الأصغر، وهو والد يوآب أبي وادي الصنّاع (1 أخبار 4: 13 و14).
سَرايا جد ياهو
اسم عبري معناه “الله قد غلب”:
جدّ ياهو وهو من سبط شمعون (1 أخبار 4: 35).
عزريا الكاهن | سَرايا
سرايا: اسم عبري معناه “الله قد غلب” – عزريا: “مَنْ أعانه يهوه” وهو:
كاهن عاد من بابل إلى أورشليم مع زربابل (عزرا 2: 2 نحميا 7: 7) ويدعى أيضًا عزريا. وهو أحد الذين أمضوا العهد بعدم زواج العبرانيين من أجنبيات (نحميا 10: 2) وقد صار رئيسًا لبيت الله بعد بنائه، لأنه من سلالة الكهنة (نحميا 11: 11).
سَرايا ابن عزرئيل
اسم عبري معناه “الله قد غلب”:
ابن عزرئيل وهو أحد الذين أمرهم الملك بالقبض على ارميا وعلى سكرتيره باروخ (ارميا 36: 26).
سَرايا ابن نيريا
اسم عبري معناه “الله قد غلب”:
ابن نيريا الذي ذهب إلى السبي مع صدقيا ملك يهوذا، وقد طلب منه النبي إرميا أن يحمل معه إلى بابل سفرًا حوى كل الشرور الآتية على بابل، وطلب منه أن يقرأه ثم يربطه بحجر ويلقيه في وسط الفرات رمزًا لهلاك بابل (ارميا 51: 59 – 64).
السَراب
ورد ذكره في الترجمة العربية التي بين أيدينا (اشعياء 35: 7) ولكن البعض يظنون أن الأصل يعني “حرارة محرقة” والسراب عبارة عن رمال الصحراء تراها في ضوء النهار وكأنها ماء حين تنعكس عليها أشعة الشمس، فيظهر سطح الأرض المقفرة وكأنه بحيرة ماء صافية. ويقصد النبي بهذا القول أن السراب الخداع سيصبح حقيقة وواقعة صحيحة، فتصير الأرض القفر بحيرة ماء تنمو حولها الأشجار، وهو قول نبوي يشير إلى زمن مجيء المسيح.
السرادق
السرادق هو الفسطاط (أو الخيمة) يجتمع فيه الناس لعرس أو مأتم أو لغير ذلك. ويقول الله على فم إشعياء النبي أنه “ينشر السموات كسرادق ويبسطها كخيمة للسكن” (إش 40: 22). والكلمة في العبرية “دُك”، ولم تستخدم فى الكتاب المقدس إلا في هذا الموضع، وهى قريبة من الكلمة العربية “دَكَ”، بمعنى هدم، وذلك لأن السرادق تسهل إقامته كما يسهل هدمه.
سِراج
وعاء كان يصنع من فخَّار أو نحاس يوضع فيه سائل قابل للاشتغال كالزيت أو النفط أو القطران، ثم يوضع فيه فتيل يشعلونه ليضيء في الظلام. وكانت توجد في الهيكل سبعة سرج في المنارة مصنوعة من ذهب (خروج 37: 23 و1 ملوك 7: 49). وكانوا يشعلونها بفتائل من ثياب الكهنة البالية وبزيت الزيتون (خروج 27: 20) وكانوا يبقون السرج مشتعلة طوال الليل، لأن إطفائها علامة الفقر الشديد أو هجر البيت (أيوب 18: 6 وارميا 25: 10). وكانت إضاءة السرج تشير إلى اتساع ثروة الصديق (أمثال 13: 9) وإلى حسن تدبير المرأة المنزلي (أمثال 31: 18).
وكان الحديث إلى السراج يرمز إلى الهداية (مزمور 119: 105) كما كان يرمز إلى نفس الإنسان (أمثال 20: 27) أو إلى الابن الذي سيخلف أباه (1 ملوك 15: 4).
وقد تكلم المسيح في العهد الجديد كثيرًا عن السرج، فطلب من تلاميذه الاستعداد بالسرج الموقدة التي ترمز إلى التهيؤ (لوقا 12: 35) كما ضرب مثل العذارى الحكيمات وسرجهنّ المنيرة (متى 25) وقال أن نور المسيحي يجب أن ينير على الجميع كما ينير السراج على كل الجالسين في البيت (متى 5: 15).
الملك سَرجون الثاني
الصيغة العبرية لكلمة اكادية معناها “الملك المثبت” “شارو كين”. ولم يرد ذكر اسم الملك سرجون إلا في (نبوة اشعياء 20: 1) كما أشير إليه فقط في (الملوك الثاني 17: 6)، وهو ملك أشور وخليفة شلمنأصر وأبو سنحاريب. وقد ملك سرجون من عام 722 إلى 705 ق. م.
ويظن أن سرجون اغتصب العرش من شلمنأصر وعزا إلى نفسه شرف فتح السامرة التي كان قد حاصرها شلمنأصر لمدة ثلاث سنوات ثم سبى أهلها (2ملوك 17: 6) ويستدل من الكتابات التي وُجدت على آثار نينوى أن مملكة يهوذا كانت تدفع له الجزية.
وقد كان سرجون رجل حرب عظيمًا، واشتهر بالانتصارات العظيمة على الممالك التي حوله، الممتدة من بابل في الجنوب ومادي في الشرق إلى كبدوكية في الشمال وسوريا وفلسطين ومصر في الغرب، كما اشتهر بحسن الرسم وإتقان البناء.
وقد عصا عليه مرودخ بلادان في بابل، بعد أن كان يدفع الجزية لشلمنأصر، فتوجه إليه سرجون على رأس جيش قوي وهزمه في عام 710 ق. م. وطده من عاصمته بيت ياكين. وتوج نفسه مكانه ملكًا على بابل وفي عام 705 ق. م. مات مقتولًا في قصره، وملك ابنه سنحاريب مكانه. وقد كشف الملقبون عن قصر سرجون في خورسباد بالقرب من نينوى وقد وجدت في القصر آثار كثيرة من ضمنها ثور مجنح هائل الحجم محفوظ في جامعة شيكاغو.
الوالي سَرجيوس بولس
اسم لاتيني وهو الوالي الروماني على جزيرة قبرص والذي آمن بالمسيح على يد بولس الرسول. وكانت وظيفته الرسمية “نائب قنصل” وقد أظهر فهمًا وإخلاصًا في تقصي الحقيقة عن الدين الذي ينادي به بولس وبرنابا في أثناء رحلتهما التبشيرية الأولى (أعمال 13: 5 – 12) وآمن بعد أن رأى العجيبة مع عليم الساحر. وقد زعم بعضهم ان شاول الطرسوسي قد جعل اسمه بولس اعجابًا بسرجيوس بولس، لكن الحقيقة أن شاول كان له اسم بولس على الأرجح من قبل ذلك، وأن اتفاق الاسمين مصادفة وعندما حاول عليم الساحر ان يقف بين بولس وبين الوالي، وربما ذكر بولس حينئذ أن اسمه كاسم الوالي، كان على بولس ألا يترك الساحر يفسد إيمان الوالي فضرب عليم بالعمى. وقد تجدد الوالي لا عندما تأثر بكلمات النعمة الخارجة من فم بولس.
مسارح
يعسر التمييز في تواريخ العبرانيين بين القرى والمدن غير أنه يرّجح بأن كل مدينة كان مبدأ أمرها قوية غير محصنة ثم عندما صار عدد الأهالي كافيًا أخذوا يحصنون ذواتهم بسور وقناة يحيكان البلد فصارت مدينة صغيرة كانت أم كبيرة (عد 13: 28 وتث 3: 5). وأول من بنى مدينة هو قايين (تك 4: 17). وكانت المدن القديمة كثيرة الاهالي وازقتها ضيقة معوجة وكان بعض الازقة فها معقودًا أو مسقوفًا وسميت بحسب مهن أهلها كزقاق الجبانين في أورشليم. وكان موضع الاجتماع في المدن في الساحة عند الابواب (نح 8: 1 و3 واي 29: 7). وهناك كانوا يبيعون بضائعهم (2 مل 7: 1) ويشار إلى هذه الساحة أيضًا في 2 أخبار 32: 6 وكان في بعض المدن ساحات متفرقة ومتنزهات وذلك على الاخص في مدن اشور وبابل. وكانت ازقة أكثر المدن مبلطة وقد ورد في الكتاب المقدس وصفًا للسماء بصورة مدينة عظمية (رؤ 21: 22).
سِرّ | أسرار
وردت كلمة سر في العهد الجديد بمعنى حقيقة روحية عميقة لا يقدر إنسان أن يدركها بعقله الطبيعي ولا بفكره الجسدي، كما أنه لا يقدر أن يفهمها فهمًا صحيحًا في هذا العالم لأنها تفوق الإدراك الطبيعي. ومن الأسرار المذكورة في الإنجيل سر اقتبال الأمم إلى الإيمان بالمسيح (رومية 11: 25) وسر قيامة الأموات (1 كورنثوس 15: 51) وسر ميلاد المسيح من عذراء. واتحاد لاهوته بناسوته (1 تيموثاوس 3: 16) وسر اتحاد المسيح بالكنيسة (افسس 5: 32). على أن الرسول بولس يتحدث عن الإنجيل ويقول انه سر (افسس 6: 19) وهي تحمل معنى غير ما تقدم، إذ تعني الشيء المكتوم في الصدر إلى أن يجيء وقت الإفصاح عنه، فيصبح العلم به في حيز الإمكان، والرسول يعني أن المجهول يصير معلومًا بإذاعته. وتستعمل كلمة سر في سفر الرؤيا للدلالة على شيء رمزي فمثلًا سر السبعة كواكب (1: 20) وسر المرأة المتسربلة بالقرمز (17: 7). وقد كانت بعض الهيئات اليونانية تحفظ أسرارًا لها, فلا تُفضي بها إلا إلى الأخصاء من تابعيها, وذلك بعد حصولهم عاي اختبارات معينة.
السُرِّيَّة | السراري | نظام التسرّي
زوجة شرعية حسب الناموس اليهودي, ولكنها في درجة أقل من درجة سيدة البيت. وقد كان هذا جائزًا في نظام تعدد الزوجات, فكانت السراري يؤخذن عادة من العبيد ويشترين بثمن, نظير هاجر (تكوين 16: 2 و3) وبلهة (تكوين 29: 29) وسرية جدعون (قضاة 8: 31). وكنّ أحيانًا من الفتيات اللواتي يبيعهن آباؤهن, أو من أسيرات الحرب. وقد كان طلاق السرية أسهل من طلاق السيدة, ولكن حقوقها محفوظة بحسب الشريعة الموسوية (خروج 21: 7 – 11 وتثنية 21: 10 – 14). ولم يكن الزواج بسراري أجنبيات شرعيًا في الناموس اليهودي. ولكن يتضح في العهد الجديد سواء في نصه أم روحه أن الزواج يقتصر على زوجة واحدة لا غير.
سَرْ سَخيم
اسم أكادي ربما كان معناه “رئيس العبيد” وكان يعمل في قصور نبوخذنصر وقد دخل أورشليم مع عظماء ملك بابل (ارميا 39: 3).
السرقة | السارق
كانت السرقة عند اليهود من الجرائم التي يعاقب مرتكبيها عقابًا صارمًا, وفي البلاد التي تعيش عيشة بدائية يعاقب السارق بقطع يده اليمنى. وقد ذكرت شريعة موسى شيئًا عن سرقة المواشي وسرقة الناس, وكانت سرقة المواشي أكثر شيوعًا (خروج 22: 1 – 4). وفي الوصايا العشر وصية تنهي عن السرقة عمومًا. والحكم على السارق في الشريعة الموسوية أن يرد خمسة أضعاف ما سرق من بقر أو أربعة أضعاف إذا كان المسروق غنمًا, ويتحتم تنفيذ الحكم ولو يباع السارق نفسه, وكان التعويض يصل أحيانًا إلى سبعة أضعاف (أمثال 6: 31) ولو أعطى في ذلك كل قنية بيته. وكان الذي لا يرد الوديعة التي عنده أو يخبئ اللقطة التي وجدها يردها بزيادة خمس قيمتها (لاويين 6: 1 – 5). ومن هذه القوانين نفهم لماذا أعطى زكا نصف أمواله للمساكين وردّ من سلبه أربعة أضعاف (لوقا 19: 8).
السرقة هي أخذ مال الغير في خفاء أو بالخداع والحيلة، ويمكن أن يقوم بذلك فرد أو عصابة (انظر أيوب 1: 15 و17). (). وكثيرًا ما شجب الأنبياء هذا العمل (انظر مثلًا هو 4: 2، 6: 9، ميخا 2: 8). وقد استمر وجود عصابات السرقة في العهد الروماني حيث شاع الفساد بين رجال الإدارة، فكانوا يأخذون الرشاوى للتستر علي هذه العصابات. وكان بعض هذه العصابات يدفعها مجرد الطمع في المال، والبعض الآخر تدفعها عوامل سياسية مثل الرغبة في الاستقلال (انظر لو 10: 30، 23: 19، أع 5: 36 و37، 21: 38).
ونجد في الأصحاح الثاني والعشرين من سفر الخروج أحكام الشريعة بالنسبة للأنواع المختلفة من السرقة، والعقوبات اللازمة في كل حالة. وكان التعويض محتمًا، وتختلف قيمته بحسب كل حالة. وكان يمكن أن يباع السارق وما يملك للتعويض عن ما سرقه (خر 22: 3). أما في حالة سرقة إنسان، فكانت العقوبة القتل (تث 24: 7). وكان يجب رد المسروق ويضاف إليه خُمس قيمته (لا 6: 5). كما كان ممنوعًا منعًا باتًا نقل التخوم أي تغيير الحدود لسرقة الأرض (تث 27: 17).
وكان باراباس الذي طلب الشعب إطلاقه بدلًا من إطلاق الرب يسوع المسيح “قد طرح في السجن لأجل فتنة وقتل” (لو 23: 19) كما كان “لصًا” أيضًا (يو 18: 4). ويوصف المذنبان اللذان صلبا مع الرب يسوع عن يمينه وعن يساره بأنهما كانا “لصين” (مت 27: 38، مرقس 15: 27). ولابد أن جريمتهما كانت جريمة كبرى حتى حُكم عليهما بالموت. وقد اعترف أحدهما قائلًا: “لأننا ننال استحقاق ما فعلنا” (لو 23: 41).
السرمدي
السرمد الدائم الطويل الذي لا ينقطع، والسرمدي الذي لا أول له ولا آخر. وهو أحد أوصاف الله الذي لا بداية له ولا نهاية. “ودعا (إبراهيم) هناك باسم الرب الإله السرمدي” (تك 21: 33). ويقول الرسول بولس: “لأن أموره (الله) غير المنظورة تُرى منذ خلق العالم، مدركةً بالمصنوعات قدرته السرمدية ولاهوته، حتى إنهم بلا عذر” (رو 1: 20).
سَرْو | شجر السرو
السرو شجرة كبيرة توجد بكثرة في سوريا وفلسطين وتنمو مع الأرز في لبنان (1 ملوك 5: 8). ويبلغ طولها من عشرة إلى خمسة وعشرين مترًا, ولونها أخضر باصفرار, ولها رائحة جميلة دائمة. واسم شجرة السرو باللاتينية Cupressus sempervirens والكلمة العلابية سرو ترجمة لكلمة عبرانية قد تشير إلى شجر الصنوبر.
ومن السرو الشربين البري وأغصانه ممتدة, وهيئة الشجرة بيضاوية بخلاف السرو الذي تصعد أغصانه إلى أعلى وتكوين هيئة الشجرة مخروطية مستطيلة.
ويستعمل خشب السرو البري لبناء المراكب (حزقيال 27: 5) ولعمل آلات الطرب (2صموئيل 6: 5) ولبناء وتشييد البيوت مع خشب الأرز (1 ملوك 5: 8) ولعمل الرماح (ناحوم 2: 3) ولشدة ارتفاعه اختاره اللقلق ليبني عشه فيه (مزمور 104: 17).
ويكنّى بأشجار السرو عن القوة والعظمة (2 ملوك 19: 23 وأشعياء 14: 8). ويقابل اهتزاز أغصانه مع الريح اهتزاز الرماح في الحروب (ناحوم 2: 3) ويشار بتفريخ السرو إلى الخضرة وإلى الخصب.
سَرُوج
اسم سامي معناه “يصوّب” أو “غصن” وهو اسم ابن رعو وأبو ناحور وسلف إبراهيم، وهو أحد الآباء من سلالة سام بعد الطوفان (تكوين 11: 20 – 23 و1 أخبار 1: 26 ولوقا 3: 35). وكانت هناك مدينة بهذا الاسم بالقرب من حاران.
سَراويل
السراويل قطعة الثياب الداخلية, وقد أوثق رجال نبوخذنصر الفتية الثلاثة في سراويلهم وأقمصتهم وأرديتهم ولباسهم وألقوا بهم في وسط النار المتقدة, الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الاشتعال, ولكنه بقوة الرب أدّى إلى زيادة التعجب من قوة المعجزة (دانيال 3: 21).
السَارية
Asherah pole ورد ذكرها في (أشعياء 30: 17) على أنها علامة أو دليل منصوب على مكان مرتفع حتى يراه المسافرون والشائحون للإرشاد إلى طريق أو للتحذير من خطر. وكانت السواري تُنْصَب على الأماكن المرتفعة حتى يجتمع الناس حولها لعبادة البعل (تثنية 12: 2 و3 و16: 21 و2 ملوك 23: 6). وقد اعتاد الملوك المنحرفون عن عبادة الرب إقامة تلك المرتفعات لعبادة الأصنام, ولكن الملوك الأتقياء كانوا ينزعونها. وقد أظهر البحث الحديث أن الكلمة العبرية “أشيرة” تشير إما إلى آلهة (قض 3: 7) أو تشير إلى السارية الخشبية التي كانت تقام نصبًا رمزًا إلى هذه الآلهة (خر 34: 13). وقد ذكرت هذه الآلهة في لوحات أوغريت التي اكتشفت في رأس الشمرة.
السُرياني
تكلم المسيح في (لوقا 4: 27) عن نعمان السرياني الذي شفاه أليشع النبي, والسرياني هو أحد أهالي سوريا أو أرام, ولم تكن كلمة سوريا مستخدمة في العهد القديم, بل كان يطلق عليهم الأراميون.
سِرْيون
كلمة صيدونية معناها “درع” , وهو الاسم الذي كان الصيدونيون يطلقونه على جبل حرمون (تثنية 3: 9 ومزمور 29: 6). ويبدو أن هذا الاسم لم يطلق على جزء معين من سلسلة جبال حرمون, بل كان يطلق على الجزء الذي كان يرى من خرمون عند الوقوف على شاطئ بلاد الصيدونيين.
سِسَماي
رجل من سبط يهوذا من عائلة حصرون من بيت يرحمئيل (1 أخبار 2: 40). وهو ابن إلعاسة، وأنجب ابنًا اسمه شلوم.
سستراتس
كان حاكمًا للقلعة في أورشليم في عهد الملك أنطيوكس الرابع (إبيفانس). وحاول أن يحصل من رئيس الكهنة منلاوس على الأموال التي كان وعد بها الملك ليعينه رئيسًا للكهنة، ولكن منلاوس رفض أن يوفي شيئًا من هذه الأموال، فاستدعاهما كليهما الملك، ولا يعلم شيء بعد ذلك عن سستراتس (2مك 4: 27 – 29).
المسطار
المُسطار أو المِسطار، هي الخمرة الصارعة لشاربها أو الحامضة أو المرة أو الحديثة، ويقول الرب لهرون: “كل دسم الزيت، وكل دسم المسطار والحنطة، أبكارهن التي يعطونها للرب لك أعطيتها” (عد 18: 12 – انظر قض 9: 13، 2أخ 31: 5، 32: 28، أم 3: 10، إش 24: 7، هو 2: 8 و22، 9: 2، يؤ 1: 10، 2: 19، حجي 1: 11، زك 9: 17).
السمندل
يقال إنه طائر بالهند يأكل البيش (نبات مثل الزنجبيل رطبًا ويابسًا، وربما نبت فيه سم قاتل لكل حيوان أو طائر آخر) وإنه يستلذ بالنار ولا يحترق بها (طائر خرافي). والكلمة العبرية المترجمة “سمندل” هنا هي “حول”، وقد ترجمت في جميع المواضع الأخرى إلى “رمل” sand، وهكذا جاءت في الترجمة الكاثوليكية، كما تُرجمت “حبات الرمل” في كتاب الحياة.
وقد ذُكِر مرة واحدة في الكتاب المقدس على لسان الصديق أيوب: “فَقُلْتُ: إِنِّي فِي وَكْرِي أُسَلِّمُ الرُّوحَ، وَمِثْلَ السَّمَنْدَلِ أُكَثِّرُ أَيَّامًا” (سفر أيوب 29: 18).
سِطْنة
اسم عبراني معناه “خصام” وهو اسم البئر الثانية التي حفرها اسحق في وادي جرار, والتي تخاصم عليها رعاة جرار مع رعاة مواشي اسحق, وتقع بين بئر سبع وبين رحوبوت في واد صغير يطلق عليه اليوم سلطنة الرحيبة.. وفي هذا الاسم الحديث نرى أحياء لاسم سلطنة واسم رحوبوت التي كانت بقرب السلطنة (تك 26: 22).
سَعُوريم
اسم عبراني معناه “شعير” وهو من سلالة هارون, ونمت عائلته فصارت فرقة من فرق الكهنة في أيام داود, وسعوريم هذا رئيس الفرقة الرابعة (1 أخبار 24: 8).
ساعٍ | سُعاة
وهم الجنود المشاة وكانوا يحرسون الملك عادة, وكان بنياهو بن يهوياداع رئيسًا لهم في أيام داود الملك (2 صموئيل 8: 18) وكان السعاة ذوي سرعة عظيمة في المشي, وكانوا متمرنين على طول السير إن في المدة أو في المسافة, حتى كان يصل الساعي منهم أورشليم إلى صور في أربعٍ وعشرين ساعة. وكان لدى أحشويروش الملك سعاة يمشون ليلًا ونهارًا حتى يوصّلوا أوامره إلى أنحاء مملكته الواسعة الأطراف بعجلة وسرعة (أستير 3: 13).
وللاسم ترجمة أخرى وهي “فِلِثِيون، فليثيون”، وقد ذُكِروا أكثر من مرة مع جماعة “الجلادون (الكريتيون)” (الجلادون والسعاة).
بريد الخيل ركاب الجياد والبغال بني الرمك
في أثناء تجهيز مردخاي وأستير للحرب ضد مَنْ يريدون إبادتهم بزعامة هَامَانَ بْنِ هَمَدَاثَا الأَجَاجِي، أعطى أحشويروش الملك الحرية الكاملة لهما بكِتابة ما يريدون للنصرة على أعدائهم.. وتم إرسال تلك الرسائل العديدة “بِأَيْدِي بَرِيدِ الْخَيْلِ رُكَّابِ الْجِيَادِ وَالْبِغَالِ بَنِي الرَّمَكِ” (سفر أستير 8: 10)، “فَخَرَجَ البَرِيدُ رُكَّابُ الْجِيَادِ وَالْبِغَالِ” (سفر أستير 8: 10). أي هم السُّعاة راكبي الدابة السريعة..
غرفة السعاة
هي المخدع الذي كان سعاة الملك يقيمون فيه ليكونوا قريبين من الملك ليحملوا رسائله في أي وقت (1 ملوك 14: 28).
سَعير الأمير الحوري
← اللغة الإنجليزية: Seir – اللغة العبرية: שֵׂעִיר – اللغة اليونانية: σηιρ.
كلمة عبرانية معناها “كثير الشعر”:
اسم أمير حوري أطلق اسمه على المناطق الجبلية التي سكنها (تكوين 36: 20).
أرض سَعير
← اللغة الإنجليزية: Seir – اللغة العبرية: שֵׂעִיר – اللغة اليونانية: σηιρ.
كلمة عبرانية معناها “كثير الشعر”:
اسم الأرض التي كان يسكنها الحوريون (تكوين 14: 6) ثم استولى عليها عيسو ونسله (تكوين 32: 3) وكانت تسمى أيضًا جبل سعير لأنها أرض جبلية على الجانب الشرقي من البرية العربية, ويصل ارتفاع أعلى قمة في هذه الأرض إلى 1600 مترًا وهي قمة جبل هور. وقد حاول بنو إسرائيل أن يعبروا تلك الأرض في طريقهم من مصر إلى كنعان, ولكن الأدوميون رفضوا السماح لهم, فدخل العبرانيون البرية العربية شرقي أرض سعير, وساروا في أرض وعرة قاسية حتى يتفادوا المرور في سعير.
* انظر أيضًا: أدوم.
جبل سَعير
← اللغة الإنجليزية: Seir – اللغة العبرية: שֵׂעִיר – اللغة اليونانية: σηιρ.
كلمة عبرانية معناها “كثير الشعر”:
جبل في أرض يهوذا (يشوع 15: 10) بين قرية يعاريم وبيت شمس, وربما كان سلسلة الجبال التي تقع عليها قرية ساريس إلى الجنوب الغربي من قرية يعاريم وإلى الشمال الغربي من أورشليم. ولا زالت آثار الغابات التي كانت تنمو فوقه موجودة إلى اليوم.
موضع سَعِيرة
اسم عبراني معناه “أرض جبلية تغطيها الغابات” , وهو الموضع الذي هرب إليه أهود بعد أن قتل عجلون ملك موآب (قضاة 3: 26) وربما كان موقعه جبل أفرايم, ولعل مرور أهود في الجلجال يقرب هذا الفرض (قضاة 3: 9).
سَفوح الفِسجة
هو مكان كان يطل على البحر الميت من جهة الشرق في الفسجة (تثنية 3: 17 و4: 49 ويشوع 12: 3 و13: 20). ويُرَجَّح أنه عيون موسى.
سفر | أسفار
كانت الحوادث تسجل في الأزمنة القديمة على الحجر أو الخزف. وربما اخترع المصريون ورق البردى (البابيروس) في العصور السابقة للسلالات الملكية التي حكمت بلادهم. ويظهر أن العبرانيين استعملوا الكتابة لأول مرة بعد خروجهم من مصر وأنهم تعلموا هذه الصناعة من المصريين الذين كانوا يتقنونها عصورًا طويلة قبل ذلك (خر 17: 14). وليست الـ46 سفرًا التي تؤلف العهد القديم والـ27 سفرًا التي تؤلف العهد الجديد هي كل ما كتبه العبرانيون مدة كتابة هذا القانون المقدس.
والأمور التي جرت أثناء ملك داود وسليمان سجلت أيضًا في سفر أخبار صموئيل الرائي وأخبار ناثان النبي وأخبار جاد الرائي وفي نبؤة أخيا الشيلوني (1 أخبار 29: 29 و2 أخبار 9: 29). وأيضًا في سفر أخبار الأيام للملك داود الذي يظهر أنه أول من أدرج عادة حفظ الأخبار الملوكية (1 أخبار 27: 24). وسجلت أخبار ملك سليمان ويربعام في رؤى يعدو الزائي (2 أخبار 9: 29). وأخبار ملك رحبعام في أخبار شمعيا النبي الرائي (2 أخبار 13: 15). وقد سجل مؤرخو ملوك بني إسرائيل وملوك يهوذا تاريخ هاتين المملكتين من وقت رحبعام ويربعام حتى ملك الملك يهوياقيم (1 مل 14: 19 و29 و2 مل 24: 5). وفوق كل هذه الكتب كانت توجد أيضًا مكتبة حافلة وقت كتابة أخبار الملوك وكانت تلك المكتبة تتألف من تواريخ ذكر أكثرها في الأماكن التالية: (2 أخبار 13: 22 و20: 34 و24: 27 و26: 22 و32: 32 و33: 18 و19 و35: 25 وأيضًا ام 25: 1 و1 مل 4: 32 و33).
وكان العبرانيون يحفرون الكلمات والحروف والأرقام على ألواح حجر ويطبعونها على لبن أو ينقرونها في صفائح معدنية كالرصاص أو الحديد أو البرونز أو النحاس ويحفرونها في ألواح خشبية. وكانوا ينقرون الكتابات في الصخور ويسكبون رصاصًا في الحروف المحفورة بهذه الطريقة (أي 19: 24).
وقد استعمل البشر أيضًا الجلود والقماش والرقوق (2 تي 4: 13) للكتابة، وكذلك أوراق الأشجار وقشورها. وبعد كتابة النصوص الطويلة على الجلود أو الرقوق كانت هذه تلف على نفسها حاملة الكتابة على أحد وجهيها أو على الوجهين معًا (حز 2: 10). وكثيرًا ما استعملوا في ذلك قطعًا من قماش الكتان أو الرقوق أو البابيروس (البردى) على هيئة درج، عرض القطعة منها 12 – 14 بوصة، وعند كل طرفيها قضيب من خشب يلف الدرج عليه كما تلف الخارطات اليوم. وكانوا يلفون كل طرف على قضيب حتى يلتقي النصفان في وسط الكتاب أو كانوا يلفون كل القطعة على قضيب واحد موصول بطرف واحد من الدرج. ويشير أشعياء النبي إلى ذلك عندما يقول “وتلتف السماوات كدرج” (اش 34: 4). وكان القاري يلف من الطرف الواحد إلى أن يصل إلى الكلام المقصود فيكون أكثر الكتاب ملفوفًا إلا ما قصدت قراءته, وكانوا يضعون اللفة أو اللفتين في غلاف من جلد أو خشب. وكانوا يقسمون القماش إلى صفحات يجمعونها حسب طريقة أيامنا الحاضرة, إلا أنهم كانوا يدخلون أطراف كل صفحة في قضيب يتصل طرفاه بحلقات من الوراء، فكان ظهر الكتاب يتألف من تلك القضبان المجموعة معًا. وكثيرًا ما كانوا يجلدون الكتاب بخشب أو بغيره من المواد.
وكانت أكثر الكتابات القديمة موصولة كلماتها بعضها ببعض، لا فاصل بينها، خلافًا لعادة العرب الذين كانوا يفصلون بين الكلمات. واختلفت الأمم من جهة الكتابة، فكتب بعضهم من الشمال إلى اليمين كاليونان. وبعضهم من اليمين إلى الشمال كالعرب وبعضهم إلى كل من الجهتين. (). أما أهل الصين فكانوا وما زالوا يكتبون من فوق إلى أسفل.
واستعمل المصريون البابيروس (البردى) لاصطناع الرقوق فكانوا يشقونه إلى صحائف رقيقة بواسطة آلة من حديد. وكان عرض تلك الصحائف من 10 إلى 15 بوصة، يضعونها بعد قصها على سطح مستو ثم يغمسونها في ماء النيل كي يتغطى سطحها بشيء من رسوبه فتلتحم به حافاتها ويكتسي وجهها بطبقة منه ثم كانت تلك الصحائف تنشر في الشمس وتطلى بمادة تكسيها ملاسة وقابلية للانحناء والانطواء، ثم كانوا يطرقونها بالمطارق ويصقلوها، وربما كانوا يجعلون 20 صحيفة أو أكثر منها في الدرج الواحد.
أما اللوح (لوقا 1: 63) فيرّجح أنه كان صفحة مغطاة بطبقة رقيقة من الشمع يكتب عليها بقلم من حديد ومثل هذه الألواح بقيت مستعملة إلى سنة 1300 م.
وأما الأقلام فكانت من حديد في رؤوسها أحيانًا قطع من الماس (ار 17: 1). أما ما كانت منها الكتابة على الصفائح المشمعة فَكان محدد الطرف الواحد ومسطح الآخر لتمليس سطوح الشمع وتسويتها به. وكثيرًا ما كانوا يكتبون على البردي وغيره من المواد اللينة بالفرشاة كما هي العادة عند أهل الصين إلى اليوم. ويظهر أن اليهود في أيام النبي آرميا كانوا يكتبون بأقلام من قصب يهذبونها عند الحاجة بواسطة مبراة يصنعونها لهذه الغاية (ار 36: 23).
وأما الحبر فكان يوضع في دواة (حز 9: 2) تحت المنطقة على ما يشاهد حتى اليوم في بعض البلاد الشرقية.
وكان السفر يحاط بسير يلتف على الدرج ويعقد في أسفله (اش 29: 11). ومن الكتب المذكورة في الكتاب المقدس: كتاب مواليد آدم (تك 5: 1) وتاب ميلاد يسوع المسيح (مت 1: 1). ويظن أن سفر الأحياء (مز 69: 28) وسفر حياة الخروف (رؤ 21: 27) يشار بهما إلى كتب المواليد التي كان اليهود يحفونها ويمحون منها أسماء الأموات (اش 4: 3) عند انتقالهم عن وجه هذه البسيطة.
والأسفار المذكورة في (دا 7: 10) هي أسفار الدينونة وهذا التعبير إما مأخوذ عن الدفاتر المحفوظة لمحاسبة المستخدمين أو عن أسفار ملوك فارس التي كانوا يدونون فيها وقائعهم اليومية ولاسيما ما كان يختص بالخدمات المقدمة لهم (اس 6: 1 – 3).
مكان سَفار
اسم سامي معناه “عد” أو “إحصاء” مكان لم يرد ذكره إلا في (تكوين 10: 30) كتخم من حدود بني يقظان, ولعلها ظفر الحالية, ولكن هناك مكانات باسم ظفر: أحدهما إلى الجنوب من صنعاء, والآخر على الشاطئ في منطقة شحر إلى الشرق من حَضْرَموت. ولعل الموضع الأخير هو نفس سفار القديمة.
ونقرأ في الأصحاح العاشر من سفر التكوين أن بني يقطان بن عابر، كان مسكنهم من “ميشا حينما تجئ نحو سفار جبل المشرق” (تك 10: 30). فكان جبل سفار يشكل التخمٍ الشرقي لأرض يقطان. وللشبه الكبير بين أسماء أبناء يقطان وأسماء مناطق ومدن الجزء الجنوبي من شبه الجزيرة العربية، يبدو من المؤكد أن “سفار” هي “ظفار” في العربية. ولكن هناك مدينتين بهذا الاسم في شبه الجزيرة العربية، إحداهما تقع إلى الجنوب من صنعاء، ويقول تقليد قديم أن الذي بناها هو شامير أحد ملوك سبأ، وقد ظلت لهم عاصمة زمنًا طويلًا. و “ظفار” الثانية تقع على الساحل الشرقي في منطقة “الشحر” إلى الشرق من حضرموت، والأرجح أن “ظفار” الثانية هي المشار إليها في تك 10: 30.
عنو بيت الأسفاران.
هو البيت الذي كانت تحفظ فيه أسفار تواريخ ملوك فارس, وكان أحد البيوت خزائن الملك (عزرا 5: 17 و6: 1).
الأسفار القانونية
في هذا البحث سنحاول أن نوضح كيف حصلنا على الأسفار في كتابنا المقدس. ونحن لا نسأل عمن كتب هذه الأسفار, بل عمّن جمعها معًا, وأعطاها صفة الاستعمال القانوني المقدس. وقد أطلقت الكنيسة المسيحية اسم الأسفار القانونية على أسفار الكتاب المقدس لتكون القانون الوحيد المعصوم للإيمان والأعمال.
(1) العهد القديم:
هناك رأي يقول أن الذي أضفى صفة القانونية على أسفار العهد القديم هم كتَّاب الأسفار أنفسهم, وقد شعروا وهم يكتبون بدافع من الروح القدس أنهم يكتبون قوانين الحياة للشعب, ثم أظهرت محتويات ما كتبوه صحة رأيهم وصوابه, فقد كان ما كتبوه قانونًا إلهيًا حقًا.
وهناك رأي آخر يقول أن الذي أعطى صفة القانونية لهذه الأسفار هم الكتّاب المقودون بالروح القدس, ومعهم قادة الدين من اليهود والمسيحيين الذين قبلوا هذه الأسفار بإرشاد من الروح القدس أيضًا.
غير أنه لم تجمع أسفار العهد القديم معًا إلا بعد السبي, وقد زعم اليهود أن عزرا الكاتب وهو الذي جمعها على هيئتها الحاضرة, وقد عاونه في ذلك رجال المجمع الكبير.
وقد قسم اليهود أسفار العهد القديم إلى أربعة أقسام:
(أ) التوراة أو الناموس – وهي أسفار موسى الخمسة.
(ب) الأنبياء – وينقسمون إلى قسمين: الأنبياء المتقدمون وهي أسفار يشوع والقضاة وسفرا صموئيل وسفرا الملوك (وكل من الأخيرين اعتبرا سفرًا واحدًا) ثم الأنبياء المتأخرون وهم أشعياء وإرميا وحزقيال, والأنبياء الاثنا عشر الصغار (وقد اعتبرت أسفارهم سفرًا واحدًا).
(جـ) والقسم الثالث هو الكتب. وهي المزامير والأمثال وأيوب والنشيد والجامعة وراعوث والمراثي وأستير, ودانيال, ثم عزرا ونحميا كسفر واحد, وسفرا الأخبار كسفر واحد. ثم عاد اليهود وأضافوا سفر راعوث إلى القضاة, ومراثي إرميا إلى سفر إرميا, فصار عدد الأسفار القانونية 22 سفرًا فقط, بعدد حروف الأبجدية العبرية.
(د) الأسفار القانونية الثانية: طوبيا، يهوديت، يشوع بن سيراخ، باروخ، سفر الحكمة، المكابيين الأول والمكابيين الثاني، بالإضافة إلى تتمة أستير وتتمة دانيال.
فيوجد في نسخ الترجمة السبعينية أسفار لم تجمع ضمن أسفار العهد القديم العبرية، وهذه الأسفار تعرف بـ “الابوكريفا”. وهناك أسفار تؤمن بها الكنيسة الأرثوذكسية والكاثوليكية، ولكن يرفضها البروتستانت تُعْرَف باسم الأسفار القانونية الثانية.
أما عن حفظ الكتابات المقدسة فيقول سفر الخروج 40: 20 أن موسى أخذ لوحي الشهادة ووضعهما في لتابوت, كما يقول (سفر التثنية 31: 9) أن موسى كتب التوراة وسلمها للكهنة بني لاوي, وأمرهم بوضعها بجانب التابوت (تثنية 31: 24 – 26) ويتضح من (ملوك الأول 8: 9) أن لوحي الشهادة كانا محفوظين حتى زمن سليمان, كما أن يهوياداع الكاهن قدّمهما إلى يوآش (2 ملوك 11: 12) وقد نقل رجال حزقيا الملك أمثال سليمان (أمثال 25: 1).
ثم أن هذه الكتابات المحفوظة كانت ذان سلطان على حياة الناس, ويتضح هذا من قصة سفر الشريعة الذي غيّر حياة الشعب (2 ملوك 22: 8 – 20) كما يظهر هذا من (نحميا 8: 8) وكذلك انظر (زكريا 7: 12 ودانيال 9: 2) كما أن بولس يقول هذا في (رسالته الثانية إلى تيموثاوس 3: 16).
وقد عمل على حفظ كتابات العهد القديم ترجمتها إلى اليونانية بالترجمة المعروفة “السبعينية” والتي بدأت حوالي 250 وأكملت حوالي 150 ق. م. وقد بدأت هذه الترجمة بأمر من بطليموس فيلادلفوس الذي كان يحب الكتب, والذي حكم في مصر من سنة 285 ق. م. ومن العهد الجديد نتأكد أن العهد القديم كما هو الآن كامل وله سلطان مطلق, فقد اقتبس منه 275 شاهدًا كما اقتبست منه قصص وأفكار, مما يبرهن لنا صحة العهد القديم كما هو بين أيدينا اليوم. وقد قبل رجال الكنيسة الأولون العهد القديم كما هو بين أيدينا اليوم. , ويتضح ذلك من كتابات جستن مارتر حوالي نحو 164 م. ومن كتابات أسقف ساردس الذي ذهب إلى فلسطين خصيصًا من أجل هذا الأمر للفحص والبحث في نحو 170 م. ومن أوريجانوس الإسكندري حوالي سنة 254 م.
فمجموع أسفار العهد القديم: 46 سفرًا. والعهد الجديد 27 سفرًا.
(2) العهد الجديد:
وينقسم تاريخ جمع أسفار العهد الجديد إلى ثلاثة أقسام:
(أ) القسم الأول من البدء حتى عام 170 م. وقد تمت كتابة جميع أسفار العهد الجديد في القرن الأول المسيحي, وكان لهذه الكتابات السلطان المقدس, فقد طلب بولس الرسول أن تكون لكتاباته السلطة الرسولية الواجبة (1 تسالونيكي 5: 27 وكولوسي 4: 16) وحذّر يوحنا الجميع من إضافة شيء أو حذف شيء مما كتبه في سفر الرؤيا (رؤيا 22: 18 و19) واعتبر الرسول بطرس كتابات بولس الرسول ذات سلطة قانونية كبقية الكتب المقدسة (2 بطرس 3: 16). (انظر المزيد عن). وقد كان الآباء الأولون يتبادلون الرسائل والكتابات لتعمّ الفائدة, وهكذا صارت كتابات العهد الجديد معروفة للمسيحيين جميعًا. وقد اقتبس أكليمندس الروماني في عام 95 م. من متى ولوقا ورسالة العبرانيين ورومية وكورنثوس وتيموثاوس وتيطس وأفسس, وذلك في رسالة كتبها إلى مسيحيي روما.
وكتب أغناطيوس رسالة عام 115 م. إلى بوليكاربوس أسقف سميرنا اقتبس فيها الكثير من مختلف أسفار العهد الجديد.
وقد قامت هرطقات كثيرة فكرية لمقاومة المسيحيين, فقام الآباء الأولون بالرد عليها من الأناجيل الأربعة وبقية كتابات الرسل. ومن الآباء المدافعين عن الإيمان جستن مارتر وأرستيدس ومليتو من ساردس وثاوفيلس من أنطاكية.
(ب) القسم الثاني من 170 إلى 220 م. وهو الوقت الذي انشغلت فيه الكنيسة المسيحية بالمباحث اللاهوتية والعقائدية. وبرز فيه إيرناوس في آسيا الصغرى وإكليمندس الإسكندري وترتليان في شمال إفريقيا. ومن كتاباتهم يتضح أنه لم يكن هناك نزاع حول الأسفار القانونية في العهد الجديد, إلا أن تحديدها لم يكن واضحًا.
(جـ) القسم الثالث ومدته القرنان الثالث والرابع الميلاديان: اجتمع المجمع المسيحي المسكوني في قرطجنة عام 397 م. وقرر أن الأسفار القانونية هي الأسفار السبعة والعشرون التي بين أيدينا اليوم, والتي تقبلها الكنيسة المسيحية اليوم بكل طوائفها.
سفر الحياة
Book of Life سفر الحياة – في العهد الجديد – هو السجل الذي يحتوى على أسماء المخلَصين الذين صارت لهم حياة أبدية في المسيح. وقد ورد ذكر “سفر الحياة” و “سفر حياة الخروف” كثيرًا بهذا المعنى (في 4: 3، رؤ 3: 5، 13: 8، 17: 8، 20: 12 و15، 21: 27). أما عبارة “سفر الحياة” في الرؤيا (22: 19) فالترجمة الدقيقة لها هي “شجرة الحياة” (انظر كتاب الحياة). ويوجد نفس المفهوم في لو 10: 20، وربما في عب 12: 23.
وتوجد عبارة “سفر الأحياء” في العهد القديم (مز 69: 28، انظر أيضًا خر 32: 32 و33، دانيال 12: 1). ولكن المقصود بها في العهد القديم هو سجل الأحياء أي الذين ما زالوا عائشين في ذلك الزمن، وبذلك يكون المفهوم “بالمحو من” سفر الأحياء “أو” كتابك الذي كتبت “هو المحو من الحياة ذاتها، أي الموت الجسدي والقضاء على سلسلة العائلة.
وقد وُرِدَ اللقب أيضًا في سفر يشوع بن سيراخ في سياق حديث الحكمة عن نفسها: “مَنْ شرحني فله الحياة الأبدية، هذه كلها هي سفر الحياة وعهد العلي وعلم الحق” (سفر يشوع بن سيراخ 24: 31، 32).
ويقول الرب في الرؤيا (3: 5): “من يغلب فذلك سيلبس ثيابًا بيضًا ولن أمحو اسمه من سفر الحياة”. ويرى كثيرون أن المقصود بهذا القول هو أن الشخص المخلِّص لا يمكن أن يفقد خلاصه لأنه مضمون في المسيح، الأمر الذي تؤكده فصول عديدة في كلمة الله، فالآية لا تقول أن الرب “سيمحو أسم أحد من سفر الحياة”، بل بالحري “لن أمحو اسمه من سفر الحياة”، “وهو الذي يعطينا الغلبة بربنا يسوع المسيح” (1كو 15: 57).
سَفير | سُفراء
هو ممثل الدولة التي ينتمي إليها في الدولة التي يقيم فيها, وذلك بتعيين من دولته وقد قال الرسول بولس أن مبشري الإنجيل هم سفراء المسيح في مملكة هذا العالم (2 كورنثوس 5: 20).
سِفارة
جماعة من دولة تمثل الدولة التي تنتمي إليها في دولة أخرى لأداء مهمة خاصة (لوقا 14: 32).
سَفَرْوَايم
اسم بلدة, وهي كلمة عبرانية في صورة المثنى, مما أدى إلى الظن أنهما بلدتا سفارة اللتان تقعان على ضفتي نهر الفرات على بعد 16 ميلًا جنوب غرب بغداد , وقد كانتا مركزًا هامًا لعبادة الإله البابلي إله الشمس “شاماش” وعبادة الآلهتين أشتار وأنونيت. وكان اسم أحد المدينتين سفار شاماش والأخرى سفار أنونيت, ويقول المستكشف هورمزد راسام في عام 1881 أن موقعهما اليوم هو “أبو حبّة”.
غير أن صعوبة تقوم أمامنا فإن 2 ملوك 19: 13 يقول أنه كان لها ملك, ولكننا نعلم من التاريخ أنها كانت تابعة لبابل ولم يكن لها ملك, ويظن بعضهم أن سفروايم هي سبرائم المذكورة في حزقيال 47: 16 ويظن آخرون أن مكانها اليوم شومورية شرقي بحيرة حمص.
وسفروايم هي البلد الذي أتى منه ملك آشور بمهاجرين ليسكنوا في السامرة بدل سكانها الذين نقلهم إلى بلاد أخرى (2 ملوك 7: 24 و18: 34 وأشعياء 36: 19).
سَفَرْوَايميّون
السفروايميون هم أهل سفروايم (2 ملوك 17: 31) وكان ملك آشور قد وطنهم في السامرة, ولكنهم استمروا يحرقون أولادهم كتقدمات للآلهة الوثنية.
السَفَط
سلّة (سبت) من البردي (خروج 2: 3) صنعتها أم موسى وطلتها بالحمر والزفت حتى لا يتسرب الماء إليها, ووضعت فيها ابنها, وسلمته لابنتها مريم لتضعه بين الحلفاء النامية على شاطئ النيل.
سِفَّاي
اسم عبراني معناه “حوض” أو “عتبة” وهو جبار فلسطيني (1 أخبار 20: 4) ويدعى أيضًا ساف (2 صموئيل 21: 18).
سَفِّيرة
الإنجليزية: Sapphira.
اسم أرامي معناه “جميلة” وهي زوجة حنانيا, وقد ماتت هي وزوجها لأنهما كذبا الروح القدس (أعمال 5: 1 – 10).
سِفْمُوث
اسم عبراني ربما كان معناه “شوارب” وهو مكان لجأ إليه داود عندما طارده الملك شاول (1 صموئيل 30: 28) وأرسل إليه هدايا من غنيمة صقلغ, ولعلها في جنوب يهوذا, وقد كان زبدي الشفمي من أهلها (1 أخبار 27: 27).
السَفِينة | السفن
كان اليهود أهل رعي, ولم يكونوا يركبون البحر كثيرًا, ولم يكن في بلادهم سوى ميناء واحد بناه سمعان المكابي في يافا. وفي زمن الملك هيرودس كان ميناء قيصرية عامرًا, ولكنه كان تحت إشراف الرومانيين. وقد استعار الشعراء العبرانيون صور مخاطر البحار من حياة الصوريين والمصريين, أكثر مما استعاروها من حياتهم هم.
وقد بدأ الناس يركبون البحر منذ فجر التاريخ وذلك على نهر النيل ونهر الفرات, وكانت دعائم السفن مصنوعة من خشب الصفصاف, ويعومها رجلان يحمل كل منهما عارضة خشبية يدفعان بها السفينة وكانت أكبر سفينة تحمل خمسة آلاف وزنة, وكانت السفن التي تسير على النيل مصنوعة من خشب السنط.
ولا شك في أن العبرانيين استعملوا سفن الصيد على بحر الجليل منذ زمان طويل, ولكن العهد القديم لا يذكر لنا ذلك, بينما يفيض العهد الجديد في ذكر ذلك (مثلا يوحنا 6: 22).
وكان سليمان أول من بدأ استخدام السفن التجارية بين العبرانيين, وقد حاول الملك يهوشافاط أن يحذو حذوه ولكنه لم ينجح, وقد اعتمد سليمان ويهوشافاط على البحارة الفينيقيين, لا على الإسرائيليين, وقد حمل البحارة الصيدونيون أخشاب بناء هيكل سليمان على أطواف إلى يافا (1 ملوك 5: 9) كما حملوا أخشاب بناء الهيكل الثاني كذلك (عزرا 3: 7). (). وبحارة السفينة التي حملت يونان النبي الهارب كانوا من الأجانب (يونان 1: 5).
وقد كان البحر الأبيض المتوسط مسرحًا لكثير من السفن التجارية والعسكرية (عدد 24: 24 ودانيال 11: 30). وقد كانت السفن الحربية تحمل الجنود. كما كانت تشترك في المعارك الحربية, إذ كان بعضها مجهزًا بمقدمة مسنونة تطعن بها سفن العدو فتغرقها. وكان بعضها يسير بالقلوع والبعض الآخر بالقلوع والمجاديف معًا. وكانت هناك سفن فاخرة للسفر يقدم لنا حزقيال وصف إحداها, فيقول إن ألواحها كانت من خشب السرو ذي الرائحة الجميلة, وسواريها من أرز لبنان, وشراعها من كتان مطرز, أما غطاؤها الذي يظلّل الركاب من الشمس فقد كان من الأسمانجوني والأرجوان! وكان لها قائد وبحارة ينفذون تعليماته (حزقيال 27).
وكانت هناك سفن ضخمة تحمل الكثير من المسافرين والبضائع, فقد كانت سفينة بولس المسافرة إلى مالطة تحمل 276 راكبًا عدا حمولة القمح, ويقول يوسيفوس: أنه ركب سفينة تحمل ست مئة راكب وألف طن من الحمولة. وكانت دفة السفينة صغيرة جدًا بالنسبة إلى حجمها (يعقوب 3: 4). وكانت أحيانًا مجذافًا كبيرًا يُربط بجانب السفينة وينزع عند اللزوم (أعمال 27: 40). وكانت تزين بتماثيل وعليها صور كعلامة توأمي زفس (الجوزاء) يتيمّن بها البحارة الوثنيون (أعمال 28: 11). وكان لها مراسي تشبه مراسي سفن اليوم, وفيها حبل للقياس وحبال أخرى لحزم السفينة عند اللزوم لحفظها من التفكك بفعل العواصف.
ويقدم لنا سفر الأعمال وصفًا رائعًا لسفن تلك الأيام والسفر بها, وذلك في وصف رحلات بولس التبشيرية.
السَقْف
السقف للبيت هو الذي يحميه من المطر والشمس, وقد صنع سقف هيكل سليمان وأضلاعه من خشب الأرز (1 ملوك 6: 9 و15 و7: 3). وكانت سقوف بعض البيوت مصنوعة من طوب فخاري يتداخل بعضه في بعض يمكن أن يُرفع ويمكن أن يعاد إلى مكانه بسهولة, ولهذا استطاع أهل المفلوج أن يرفعوا السقف ليدلوا مريضهم أمام المسيح (مرقس 2).
ساقٍ | السُّقاة
موظف عظيم القيمة في بلاط الملوك القدماء, كان يقدم الشراب للملك بعد أن يشرف على تجهيزه بنفسه (تكوين 40: 1 – 13 ونحميا 1: 11). وكانت العادة سابقًا أن يقدم الكأس باليد ولا يوضع على المائدة. وكان ساقي الملك معروفًا بإخلاصه وأمانته قبل أن توكل إليه هذه المسؤولية خوفًا من دس السم للملك. وكان للسقاة رئيس في بيت الملك نبوخذنصر (دانيال 1: 11). وكانوا في الأغلب من الخصيان، مثل رئيس سقاة فرعون ورئيس خبازين فرعون (سفر التكوين 40: 2).
وقد عمل نحميا ساقيًا للملك أَرْتَحْشَسْتَا (سفر نحميا 2: 1).
رئيس السقاة لفرعون في زمن يوسف
Chief butler كان هذا الرجل أحد الخصيين من عبيد فرعون وخدمه اللذان سخط عليهما فرعون بسبب ذنبًا اقترفاه – وكان الآخر هو رئيس الخبازين – فتم سجنهما مع يوسف في حَبْسِ بَيْتِ فُوطِيفَارُ رَئِيسِ الشُّرَطِ (سفر التكوين 40: 1 – 3)، وجعل فوطيفار يوسف يقوم بخدمتهما في السجن (سفر التكوين 40: 4).
حلم رئيس السقاة:
وفي أحد الأيام استيقظ يوسف ليجدهما مُغْتَمَّانِ (سفر التكوين 40: 5 – 9)، وعرض عليه رئيس السقاة حلمه الذي ضايقه: “كُنْتُ فِي حُلْمِي وَإِذَا كَرْمَةٌ أَمَامِي. وَفِي الْكَرْمَةِ ثَلاَثَةُ قُضْبَانٍ، وَهِيَ إِذْ أَفْرَخَتْ طَلَعَ زَهْرُهَا، وَأَنْضَجَتْ عَنَاقِيدُهَا عِنَبًا. وَكَانَتْ كَأْسُ فِرْعَوْنَ فِي يَدِي، فَأَخَذْتُ الْعِنَبَ وَعَصَرْتُهُ فِي كَأْسِ فِرْعَوْنَ، وَأَعْطَيْتُ الْكَأْسَ فِي يَدِ فِرْعَوْنَ” (سفر التكوين 40: 9 – 11). ففسَّر يوسف له الحلم بأنه خلال ثلاثة أيام سيعفو عنه فرعون ويسامحه.
وطلب يوسف من الرجل أن يذكره عند فرعون حينما يحدث ما فسَّره لأنه مظلومٌ (سفر التكوين 40: 14، 15)، إلا أن رئيس السقاة نسى الطلب هذا بعدما حدث ما قاله يوسف (سفر التكوين 40: 23). ولكن بعد سنتين حينما حلم فرعون حُلمًا أزعجه، تذكَّر رئيس السقاة “الغُلاَمٌ عِبْرَانِيٌّ عَبْدٌ لِرَئِيسِ الشُّرَطِ” الذي فسَّر له ولرئيس خبازي فرعون الحلم، وصحَّ تفسيره. فأسرع فرعون بإخراج يوسف ليفسر له الحلم، وحينما وجده فرعون رجل “بَصِيرٌ وَحَكِيمٌ” جعله سيدًا على كل مصر لتدبير أمورها في الفترة الصعبة (سفر التكوين 41).
رئيس السقاة للملك نبوخذنصر
Chief butler قام أشفنز رئيس خصيان نبوخذنصر الملك بتولية رئيس سقاة الملك هذا على الفتية الثلاثة (حننيا – ميشائيل – عزريا) ودانيال (سفر دانيال 1: 11)، وذلك لكي يتم تجهيزهم جسديًّا لخدمة الملك. إلا أن دانيال عرض على رئيس السقاة ألا يأكل هو والثلاثة فتية معه من أطايِب الملك، وأن يعطوهم “الْقَطَانِيَّ” فقط مع الماء، على أنم يختبرهم بهذا ويراهم بعد عشرة أيام كيف يصبحون (سفر دانيال 1: 8 – 13). وكان هذا الرجل مرنًا ووافَق على الأمر، وعندما نجحت التجربة، كان الرجل يعطيهم ما طلبوه للأكل فقط، ويرفع من أمامهم أَطَايِبِ الْمَلِكِ وَخَمْرِ مَشْرُوبِهِ، وذلك طوال مدة الثلاثة سنوات (سفر دانيال 1: 5، 14 – 19).
سَقْي بالرِّجْل
يُراد بهذه العبارة سهولة ري الأرض، وذلك بواسطة أخاديد صغيرة في الأرض تسد أو تفتح بالرِجل، أو بواسطة دولاب يُدار بالرِجل ويرفع الماء إلى القناة.
سَكَاكَة
اسم عبري معناه “غطاء” أو “مكان كثير الغاب” وهي إحدى المدن الست في برية يهوذا (يشوع 15: 61). وتقع في الأرض غير المزروعة غربي البحر الميت، ولا زالت ترعى فيها اليوم أغنام البدو، وتظهر فيها آثار العمران القديم. ويعتقد كوندر أن خربة السكة التي تقع على بعد ميلين غربي بيت عنيا (قرية العازرية) هي مكان سكاكة القديمة.
سَكَاوا
رجل يهودي رئيس كهنة من أفسس، وكان أولاده السبعة يشتغلون بالسحر، والأغلب أنه لم يكن يشتغل بالكهانة، ولعله كان من عائلة الكهنوت فقط. وقد رأى أولاد سكاوا السبعة بولس الرسول وهو يخرج الأرواح الشريرة بسلطان اسم المسيح، فرأوا أن يستغلوا الاسم في ربح المال من المرضى، فذهبوا إلى رجل به روح شرير وسمّو على الروح الشرير باسم المسيح الذي ينادي به بولس مبشرًا، فهجم عليهم الرجل الذي به الروح الشرير، ومزق ثيابهم وجرّح أجسادهم، وطردهم من البيت، فكان هذا برهانًا على صحة الإنجيل الذي ينادي به بولس في نظر أهل أفسس، فأقبل كثيرون إلى الإيمان المسيحي، وجاءوا بعدد كبير من كتب السحر التي تبلغ قيمتها خمسين ألفًا من الفضة واحرقوها (سفر أعمال الرسل 19: 14 – 19).
سَكيب | السكيب
سكب السائل أي صبه، والسكيب هو المسكوب. وكان مقدار السكيب – في العهد القديم – يتناسب مع حجم الذبيحة، فكان ربع الهين للخروف، وثلث الهين للكبش، ونصف الهين للثور. وكان السكيب من الخمر (خر 29: 40، عد 28: 7). ولعل الخمر كان بديلًا عن سكائب الوثنيين من الدم (مز 16: 4). وكانت السكائب أمرًا شائعًا في العبادات الوثنية (تث 32: 28، إش 57: 6، ارميا 7: 18، حز 20: 28).
وكان السكيب يعتبر رائحة سرور للرب (عد 15: 7). ومثل المحرقة كان السكيب يقدم كله للرب، فلم يكن للكاهن نصيب فيه، بل كان يسكب جميعه في القدس (عد 28: 7)، ولكن لم يكن يسكب أي سكيب على مذبح البخور (خر 30: 9).
وكان السكيب يقدم مع التقدمة اليومية (خر 28: 40 و41، عد 28: 7)، ومع تقدمة يوم السبت (عد 28: 9)، وتقدمة رأس الشهر (عد 28: 14).
كما كان السكيب يقدم مع محرقات عيد الفطير (عد 28: 16 – 24)، وفي يوم الباكورة (لا 23: 31، عد 28: 26 – 31)، وفي يوم الخمسين (لا 23: 18)، وفي عيد الأبواق (عد 29: 6، انظر أيضًا حز 45: 17)، وفي عيد الكفارة (عد 29: 7 – 10)، وفي اليوم الثاني وما يليه من أيام عيد المظال (عد 29: 18 و21،.. إلخ.). والأرجح أن عدم ذكرة فيما يختص باليوم الأول (عد 29: 12 – 26). لا يعني أنه لم يكن يقدم فيه سكيب. وكان على النذير يوم تكمل أيام انتذاره أن يقرب مع قربانه سكيبه (عد 6: 17). ولكن لا يُذكر السكيب في تطهير البرص (لا 14: 10 – 20)، وكذلك مع ذبائح الخطية والاثم. ويرمز السكيب إلى الفرح في الروح القدس، تقديرًا للعمل الذي أكمله الرب يسوع المسيح على الصليب لمجد الله. وقد أستخدم الرسول بولس “السكيب” مجازيًا للتعبير عن استشهاده لأجل الإنجيل (فى 2: 17؛ 2 تى 4: 6).
سُكْر
كانت الخمر تصنع من العنب، فكانوا يجمعون العناقيد في سلال (ارمياء 6: 9) ثم يحملونها إلى المعصرة ويلقونها هناك. وكانت المعصرة مركبة من دنّ قليل العمق مبني على الأرض أو منقور في الصخر (اش 5: 2)، ويتصل بثقوب في اسفله بدنّ آخر، منقور في الصخر أيضًا. وكان العنب يُسحق بطريق الدوس بالأقدام (نحميا 13: 15 وايوب 24: 11)، وكانوا يستخدمون رجلًا أو أكثر حسب حجم الدن. وكان الائسون – في مصر وربما في فلسطين أيضًا – يمسكون بحبال معلقة حتى لا يسقطوا، ويغنون أثناء عملهم على وتيرة واحدة كنوع من التسلية والترفيه أثناء العمل (اش 16: 10 وارميا 25: 30 و48: 33) وحولهم وثيابهم (اش 63: 1 – 3). ومن الدنّ الأعلى ينساب العصير إلى الدنذ الأسفل، ويوضح بعد ذلك في أزقة أو قنينات من الجلد (ايوب 32: 19 ومتى 9: 17) أو في أوعية كبيرة من الفخار، حيث يترك طويلًا ليختمر. وبعد الاختمار تنقل إلى أوعية أخرى (ارمياء 48: 11 و12).
وكان عصير العنب يُستمل بعد عصره بطرق مختلفة: كشراب فاكهة غير مختمر، أو كخمر بعد التخمير، أو كخل بعد زيادة تخميره. ولعلهم كانوا في الزمن القديم – كما في الوقت الحاضر – يصنعون من العصير شرابًا حلوًا بعد غليه.
وقد ذُكرت الخمر مع الحنطة والزيت كعطية عظمى للإنسان، وكانت في كل بيت يقدمونها للضيوف لاسيما في الأعياد (تك 14: 18 ويو 2: 3). غير أن اليهود، وسائر الأمم، كما وبخهم أيضًا العهد الجديد (ام 20: 1 و23: 29 – 35 واش 5: 22 و28: 1 – 7 و56: 12 وهوشع 4: 11). وفي الطقس الموسوي كانت السكيب من خمر مع المحرقة اليومية (خر 29: 40) وعند تقديم الباكورات (لا 23: 13) وعند تقديم بقية الذبائح (عدد 15: 5). (). وكان يدفع العشر منه (تث 18: 4) ولم يكن يُسمح للنذير بأن يشرب منه مدة نذره (عدد 6: 3) ولذلك لم يكن يسمح للكاهن بأن يشرب منه عند دخوله لخدمة المقداس (لا 10: 9) ولم يكن لائقًا للقضاة أن يشربوا منه عند جلوسهم في مجالس القضاة. (امثال 31: 4 و17 و23: 20 و21 و29 – 35). وقد اتخذت في العهد القديم احتياطات كثيرة لوقاية الناس من الإفراط في شربها، كمزجها بالماء. ويذكر الكتاب أنهم كانوا يعينون رئيسًا للوليمة ويعتق للوليمة ويعتقد أنه كان يعين لهذا الغرض (يو 2: 9 و10). وقد نهى الكتاب عن السكر بالخمر، وعلّم أن السُّكر بها خطيئة (1 صم 1: 14 – 16 واش 5: 11 – 17 و1 كو 5: 11 و6: 10 وغلا 5: 21 وافسس 5: 18 و1بط 4: 3). والخمر الممزوجة (امثال 9: 2) والشراب الممزوج ليسا خمرًا ممزوجة بماء لتخفيفها بل يشيران إلى مزيج الخمر بأنواع من العقاقير والتوابل التي تجعل طعمها يلذ بأنواع من العقاقير والتوابل التي تجعل طعمها يلذ شاربيها، وتجعل لونها شائقًا.
المُسْكر
كان العبرانيون يصنعون المسكر من العنب، فكانوا يجمعون الثمر الناضج، ويعصرونه في معصرة منحوتة من الحجر، بأن يدوسه رجال متخصصين بأقدامهم. وكان العصير يخرج من ثقوب خاصة من الحجر إلى مخزن منحوت في الصخر أيضًا (اشعياء 5: 2 ونحميا 13: 15). وكان الرجال الذين يعصرون العنب بأقدامهم يستندون إلى حبال مدلاة من سقف المكان، ويشتغلون وهم يغنون بصوت مرتفع (اشعياء 16: 10) ثم كانوا يأخذون العصير الطازج ويضعونه في زقاق (قرَب الجلد) أو في أواني فخارية أو خزفية (أيوب 32: 19 ومتى 9: 17) حتى يتخمر، ثم كانوا يصفونه خوفًا من وجود حشرات فيه (لاويين 11: 20 و23 و41 و42) ولعل حديث المسيح في متى 23: 24 كان يشير إلى ذلك.
وكان اليهود يشربون العصير طازجًا قبل أن يختمر إذا أرادوا (يوئيل 2: 24 واشعياء 62: 8 و9 و65: 8) على أن بعض اليهود كانوا يفصلون العصير بعد أن يختمر (هوشع 4: 11 ولوقا 5: 39). ويعتقد الكثيرون أن المسيح قدم نتاج الكرمة أي العصير غير المختمر إلى تلاميذه في العشاء الرباني (متى 26: 29).
أما الخمر المتخمرة فقد كانت تستعمل طيبًا (1 تيموثاوس 5: 23) وكان الولع بالخمر الكثير ممنوعًا (1 تيمو 3: 8). ومع أن البعض كانوا يسكرون (1 تس 5: 7) إلا أن الكتاب ينهي عن المسكر (أمثال 20: 1 واشعياء 5: 11).
مدينة سُكُّوت
اسم عبري معناه “مظلات” وهو:
المكان الذي رحل إليه يعقوب بعد أن ترك أخاه عيسو، وقد أطلق عليه هذا الاسم بعد أن أقام فيه مظلات له ولبنيه ولمواشيه (تكوين 33: 17). وقد وقعت سكوت من نصيب سبط جاد، وجاء ذكرها مع بيت نمرة (يشوع 13: 27). وقد عاقب جدعون أهلها بعد عودته من حروب زبح وصلمناع ملكي المديانيين منتصرًا، فقد درس شيوخ سكوت مع شوك البرية وقتل أهلها وهدم برج فنوئيل، وكان قد طلب عونهم ضد المديانيين فرفضوا (قضاة 8: 5 – 8 و14 – 16) وكان بين سكوت وصرتان مسابك للنحاس سكبوا فيها آنية الهيكل في أيام سليمان (1 ملوك 7: 46 و2 أخبار 4: 17).
وتقع سكوت شرق الأردن وشمال مخاضة يبوق ومن مزموريّ (60: 6 و108: 7) نعرف أنها كانت تقع في واد. ومكانها اليوم تل اخصاص غربي دير علة بالقرب من اليبوق (نهر الزرقاء) وعلى بعد أربعة أميال شرقي الأردن.
محلة سُكُّوت في مصر
اسم عبري معناه “مظلات” وهو:
أول محلة وقف فيها العبرانيون بعد خروجهم من مصر (خروج 12: 37 و13: 20 وعدد 33: 5) والبعد بينها وبين ايثام يدل على أنها تقع في وادي الطميلات، ولكن المكان غير معروف بالضبط. وكانت في سفر يوم من رعمسيس، فظن البعض أنها تل المسخوطة، وظن آخرون أنها المدينة المحيطة بفيثوم.
سُكُّوث بَنُوت
وهو اسم صنم أقامه المستعمرون البابليون في السامرة، وبنى له المهاجرون من بابل هيكلًا هناك (2 ملوك 17: 30) ويقول الأستاذ دليش: أن سكوت بنوث هو الاسم العبري للإله اكاد الحاكم الأعظم للعالم عند البابليين. ويظن آخرون أن هذه الصيغة العبرية لاسم إلهة بابلية لفظ الاسم فيها “صاربنيتو”.
سِكِّيُّون
اسم قبيلة في إفريقيا، لعلها قريبة من شواطئ البحر الأحمر، وقد جاء بعض جنود منها مع جنود لوبيين وأحباش تحت قيادة شيشق ملك مصر لغزو يهوذا (2 أخبار 12: 30).
المَسكن | المساكن
كان الآباء الأولون يسكنون الكهوف (تكوين 19: 30). ولكن المطر كان يحيلها إلى مستنقعات تصعب فيها الحياة، ففكر الناس في طريقة أخرى للسكن، فسكن جانب كبير من القبائل القديمة في خيام مؤلفة من عواميد من الخشب تمتد فوقها أغطية من شعر المعزى، وهي مشدودة بحبال ومثبتة بأوتدة (اشعياء 54: 2). وكانت تنقسم أحيانًا إلى غرف بواسطة قطع من شعر المعزى. وكانت تفرش أرضها بالبسط والسجاد، وكان الباب ستارة من القماش تفتح برفعها أو بدفعها إلى جانب وكانوا يوقدون النار في موقدة في أرض الخيمة، وهذا كله يشبه ما يفعله البدو في خيامهم حتى اليوم. وقد أخذ بولس الرسول الخيمة ليشبه بها إقامة الإنسان في الجسد، لأن ساكن الخيمة غريب، ولأن الخيمة معرضة للزوال (2 كورنثوس 5: 1 – 10).
ثم تغيرت عوائد الناس وأخذوا يبنون بيوتًا مستديمة، وأتقنوا فن البناء منذ عصر قديم ولكن العبرانيين لم يبدأوا بناء البيوت إلا بعد استقرارهم في أرض كنعان. غير أن الآباء الأولين مثل إبراهيم وإسحق ويعقوب كانوا يسكنون الخيام.
وتتكون ثلاثة أرباع مساكن فلسطين من طابق واحد ذي غرفة واحدة، وينقسم داخله إلى قسمين، أحدهما أعلى من الآخر ببضعة أقدام. ويقود الباب إلى الجزء الأول الذي هو مسكن الحيوانات، ثم يصعد إلى الداخل إلى الجزء الثاني ببضع درجات، حيث يسكن الناس. وجدران البيت مصنوعة من الطين أو الطوب الأخضر، ويُصنع السقف من أغصان الشجر والنخيل ثم يغطى بطبقة كثيفة من الطين، وهذه البنية لا تتحمل المطر (حزقيال 13: 10 – 16). أما بيوت الطبقة الغنية فتختلف عن ذلك جدًا، ويقدم الكتاب المقدس لنا في قصصه وأحاديثه ما يعطي فكرة واضحة عن البيت القديم. فقد كان الأغنياء يبنون بيوتًا كثيرة الثمن (عاموس 3: 15) وكانت غُرف البيت مرّتبة حول صالة مربعة فسيحة، وباب الدخول في صدر الصالة، وكثيرًا ما كانت تكون عند المدخل دار خارجية أو دهليز فيه البواب (أعمال 12: 13) أما الصالة فتسمى الوسط (لوقا 5: 19). وهي التي تمد الغرف المختلفة بالنور والهواء، وكثيرًا ما كانت تكون مبلطة كما في أيامنا هذه، وفي وسطها بئر (2 صموئيل 17: 18) وحول هذه الصالة رواق مسقوف. وكانت الصالة المربعة موضع اجتماع الضيوف (استير 1: 5). وكانوا أحيانًا يمدون فوقها الستائر لتمنع دخول أشعة الشمس إليها في الصيف، ولعل المرنم يشير إلى ذلك وهو يقول “الباسط السموات كشقة” (مزمور 104: 2). وكان صاحب البيت يجلس في الصالة (استير 5: 1) وقد تكون عالية فيصعدون إليها بسلم بسيط أو بمرتقى منحدر (1 ملوك 6: 8). (انظر المزيد عن). وكانت حجرات النساء في أقصى البيت الداخلي (استير 2: 3) وكثيرًا ما كانت مزينة، وكانت الحجرات العليا في الطابق الثاني تبرز فوق الطريق، كما انه قد تبنى علية للضيوف فوق السطح في وسطه، ويصعدون إليها بسلم منفصل من خارج البيت، مثل العلية التي بنوها لاليشع النبي (2 ملوك 4: 10) ومثل علية البرود للملك عجلون (قضاة 3: 20 – 24) وقد هرب اهود من السلم الخاص بالعلية بعد أن قتل عجلون. وكان هناك المخدع – وهو غرفة صغيرة منعطفة عن بقية البيت (متى 6: 6).
أما سطح البيت فقد كان لابد له من أن يحاط بسياج مبني ليمنع سقوط الذين يصعدون فوق السطح حسب أمر الناموس (تثنية 22: 8) وكان ينبت على السطح عشب (2 ملوك 19: 26) وكانوا يصنعون المظال على السطوح (نحميا 8: 16) كما كانوا يتمشون عليه (2 صموئيل 11: 2) وكانوا يستعملونه لتجفيف الحبوب والتين (يشوع 2: 6) كما كانوا ينصبون الخيام عليه (2 صموئيل 16: 22) وكانوا يجتمعون عليه للمشورة (1 صموئيل 9: 25) وكانوا أحيانًا يستعملونه لعبادة الأوثان (2 ملوك 23: 12).
أما كوى المسكن فكانت تفتح في الغالب إلى الدار، غير أن بعضها يشرف على الطريق (قضاة 5: 28 و2 ملوك 9: 30).
ولم يكن للبيوت القديمة مداخن، فكانت الكوى تخرج الدخان (هوشع 13: 3). وكانوا يستخدمون المواقد للتدفئة في الشتاء (ارميا 36: 22). وكانت بيوت الأغنياء من الحجارة المنحوتة (عاموس 5: 11) أو من رخام وحجارة ثمينة (استير 1: 6). وكانوا يستعملون للسقوف أو لتغطية الحوائط خشب الأرز (ارميا 22: 14) وكانوا ينتحتون البيوت ويزينونها بذهب وفضة وعاج (1 ملوك 22: 39 ومزمور 45: 8 وعاموس 3: 15) أما بيوت الفقراء فكانت تبنى من حجارة غير منحوتة. أو من تراب أو من لبن أو قضبان مورقة بعد تغطيتها بالطين.
وقد جرت العادة أن يدشن العبرانيون بيوتهم ليباركها الله (تثنية 20: 5).
مَسكونة | المسكونة
وردت هذه العبارة في الكتاب بعدة معاني:
(1) المكان الذي يوجد فيه سكان (أيوب 15: 28).
(2) الكون (1 أخبار 16: 30).
(3) شعوب الأرض (مزمور 96: 13 و98: 9).
(4) الأرض (مزمور 33: 8).
(5) الإمبراطورية الرومانية (لوقا 2: 1).
(6) قيلت مجازًا عن الأرض المقدسة ومجاوراتها (أعمال 17: 6).
مَسكِين
المقصود بهذه الكلمة الفقير إلى المال، كما أنها تعني المسكين بالروح الذي له ملكوت السماوات. أما عن المسكنة المادية فإن الله لا يرضها. وقد طلب توزيع الدخل توزيعًا عادلًا (خروج 6: 4 و8). وعندما كان العبراني يبيع أرضه بسبب الحاجة كان يستردها في سنة اليوبيل (لاويين 25: 13 و23) كما أن جائع كان يمكن أن يقطف السنابل (تثنية 23: 24 و25) كما يجمع البقية التي يتركها الحصادون عن قصد في الحقول والكروم (لاويين 19: 9 وتثنية 24: 19 – 21) وكان المسكين يأكل ثمر الأرض في السنة السابعة والسنة الخمسين (لاويين 25: 4 – 7 و11 و12) ويستلف أي مبلغ من المال أو يبيع خدماته لرجل غني (لاويين 25: 38 – 42 وتثنية 15: 7 – 10) على أن المسكنة بقيت بالرغم من كل هذه التشريعات، وكان السبب في ذلك يرجع إلى سوء تصرف بعض الناس في أموالهم، كالابن الضال في الكورة البعيدة، أو بسبب الضعف الروحي وعدم مراعاة هذه النواميس الدينية (اشعياء 1: 23 وحزقيال 22: 7 و29).
وقد اهتمت الكنيسة المسيحية بالمساكين فأعطى الغني المحتاج بسخاء (أعمال 2: 45 و4: 32 و1 كورنثوس 16: 1 – 3).
أما المسكنة الروحية فتعني أن يشعر الإنسان بأن ما لديه هو من يد الله، ولا فضل له فيه، كما تعني الأعتراف بالخطيئة ونوال الغفران بدم المسيح.
السَكينة
السكينة هي الطمأنينة والاستقرار، وقد وعد الرب داود أن يجعل “سلامًا وسكينة في إسرائيل” في أيام ابنه سليمان (1أخ 22: 9).
السِكِّين
وهي سلاح للذبح والقطع (تك 22: 6 و10، قض 19: 29، أم 30: 14). وكانت تصنع قديمًا من الصوان (يش 5: 2 و3). وكانت ذات حد واحد أو حدين. وقد صنعت السكاكين بعد ذلك من البرونز ثم من الحديد.
والسكين – بوجه عام – شبيه بالخنجر أو السيف الصغير، ولم تكن – عادةً – تنقش كالسيوف، هي أو مقبضها، وكانت تتكون من سلاح مستقيم من ست إلى عشر بوصات، ولو أنه وجدت سكاكين ذات سلاح مقوس. أما المقابض فكانت تصنع من نفس مادة السلاح، قطعة واحدة، أو تصنع لها مقابض من الخشب، تثبت بالسلاح إما بربطها بأربطة مختلفة، أو بالمسامير، أو بإدخال جزء من السلاح في شق محكم في خشب المقبض.
ولم يكن اليهود – مثلهم مثل سائر الشرقيين – يستخدمون السكين في تناول الطعام على المائدة، كما يجرى الآن، بل كان اللحم يقطع قطعًا صغيرة قبل تقديمه للأكل، أما الخبز فكان يقطع باليد.
وتستخدم السكاكين مجازيًا في الإشارة إلى التهام المساكين (أم 30: 14). ويقول الحكيم: “ضع سكينًا لحنجرتك إن كنت شرهًا” (أم 23: 2) أي أن يضبط الإنسان نفسه في الأكل فلا يكون نهمًا.
وكانت السكاكين تستخدم لأغراض مختلفة: فقد استخدم يشوع سكاكين من صوان ليختن بنى إسرائيل (يش 5: 2 و3، انظر أيضًا خر 4: 25).
كما استخدم كهنة البعل في أيام إيليا النبي، في حيرتهم، سيوفًا (أو سكاكين) في تقطيع أنفسهم استرضاء للبعل (1مل 18: 28).
وكانت السكين تستخدم في ذبح الحيوان وتقطيعه، وقد أخذ إبراهيم معه سكينًا عندما كان ذاهبًا لتقديم ابنه وحيده إسحق محرقة (تك 22: 6 و10). كما استخدم اللاوى سكينًا في تقطيع جثة سريته (قض 19: 29). كما كانت السكين الحادة تستخدم كموسى حلاقة (حز 5: 1).
وكانت المناجل (تث 16: 9، 23: 25، 1صم 13: 20 و21، إش 2: 4، 18: 5، إرميا 50: 16، يؤ 3: 10 و13، ميخا 4: 3، مرقس 4: 29، رؤ 14: 14) – على الأرجح – عبارة عن سكاكين كبيره ذات سلاح مقوس لحصد النباتات.
وجاء في سفر عزرا أنه كان من بين الأشياء التي سلمها الملك كورش لشيشبصر رئيس يهوذا “تسعة وعشرون سكينًا” (عز 1: 9)، كانت تستخدم – لا شك – في ذبح الذبائح وتقطيعها، وقد جاءت كلمة “سكين” هنا – في بعض الترجمات – “تسع وعشرون مبخرة”.
سَكُونْدُس
اسم لاتيني معناه “الثاني”. وهو مسيحي من تسالونيكي وكان من مرافقي بولس الرسول في سفره من مقدونية إلى آسيا الصغرى (أعمال 20: 4) وكانوا قد سبقوا بولس إلى تراوس وانتظروه هناك. فإذا كان سكوندس واحدًا من ممثلي الكنائس اليونانية التي قدمت عونها المالي لكنيسة أورشليم، فلا بد أنه سافر مع بولس حتى أورشليم (أعمال 24: 17 و2 كورنثوس 8: 23).
سِكِيثيّ | سكيثيا | سيثيا | سقيثيا | سيكيثيا
← اللغة الإنجليزية: Scythia – اللغة اللاتينية: Scythia – اللغة اليونانية: Σκυθική – اللغة الأمهرية: እስኩቴስ.
ورد ذِكر هذا الجزء من الناس في (كولوسي 3: 11) وهم قبائل غير متحضرة متجوّلة من شمال البحر الأسود وبحر قزوين، وهم من البدو الذين لا يزرعون بل ينتقلون في عربات تحمل كل متاعهم. ولهم عادات غريبة فهم لا يغتسلون بالماء أبدًا، ويشربون دم الضحية الأولى في المعركة، ويستعملون جماجم الموتى كأواني للشرب. وكانوا يعبدون السيف. وكانوا يقدمون جسد رجل من كل مئة من أسراهم لهذا الإله الغريب، وكانوا يشتغلون في الحرب فقط، فيغيرون على البلاد كالجراد. وقد سكن بعضهم في بيت شان.
ولا يُذْكَر هذا الاسم في العهد القديم (وإن كان كثيرون من العلماء يرجحون أنهم المذكورون تحت اسم “أشكناز” في (سفر التكوين 10: 3) – بنو جومر أشكناز وريفاث وتوجرمة). وهم شعب بدوي من الجنس الهندي الآري، كان موطنهم جنوبي روسيا، شمالي البحر الأسود وهضبة القوقاز وبحر قزوين. وقد بدأوا يزحفون نحو الشرق الأوسط في القرن الثامن قبل الميلاد مع شعوب أخرى مثل الكيمريين (جومر – تك 10: 3، 1أخ 1: 6) ووصلوا في زحفهم جنوبًا إلى حدود مصر في القرن السابع قبل الميلاد (حوالي 632 ق. م.). ولكن صدهم عنها بسماتيك الأول فرعون مصر، فغزوا أشقلون وأشدود على ساحل فلسطين. وقد ظن بعد العلماء –في وقت من الأوقات – أنهم هم الأعداء الذين كانوا يهددون أورشليم من الشمال الذين تكلم عنهم إرميا وصفنيا (إرميا 1: 13 – 15، 4: 5 – 31، 5: 15 – 17، 6: 1 – 5، صف 1: 10).
وكان السكيثيون أصلًا حلفاء للإمبراطورية الآشورية في عصر آسرحدون (681 – 670 ق. م.)، ولكنهم ثاروا عليها مع المنيين والأراراطيين (انظر إرميا 51: 27). وبعد ذلك استطاع الميديون والفرس أن يهزموهم ويطردوهم إلى الشمال. وقد لعبوا دورًا في هزيمة الفرس لبابل في 538 ق. م.
ويصفهم هيروديت في كتابه الرابع بأنهم شعب متوحش، يقطنون منطقة غير محددة التخوم إلى الشمال من البحر الأسود وجبال القوقاز وبحر قزوين، وكانوا جماعة من البدو الرحل لا يزرعون ولا يحصدون، يتجولون في عربات وعلى ظهور الخيل، حاملين معهم أمتعتهم. وكانت لهم عادات قذرة، فلم يكونوا يغتسلون بالماء أبدًا. وكانوا يشربون دم أول عدو يقتلونه في معركة، ويستخدمون فروة رؤوس الأعداء مناديل أو فوطًا، والجماجم كؤوسًا ليشربوا فيها. وكان لهم العديد من الآلهة، كانت في معظمها هي نفس الآلهة اليونانية. ولكن كان أهم ما يميزهم هو عبادتهم للسيف المسلول، كما كانوا يقدمون الأسير الأخير من كل مائة أسير، قربانًا لآلهتهم. وكانت الحرب هي عملهم الرئيسي فكانوا بلاء على كل شعوب غربي آسيا، إذ كانوا يزحفون كأسراب الجراد على ميديا وأشور، ويأتون على الأخضر واليابس، ويتركون الحقول الخضراء خرابًا بلقعًا، ومن هنا يبدو أن الرسول بولس يذكرهم مثالا للهمجية في رسالته إلى الكنيسة في كولوسي في آسيا الصغرى: “حيث ليس يوناني ويهودي، ختان وغرلة، بربري سكيثي عبد حر بل المسيح الكل في الكل” (كو 3: 11).
وُيظن أن جماعة منهم استقرت في “بيت شان” فكانت تسمى في العصر اليوناني والبيزنطي: “سيكثو بوليس” (أي مدينة السكيثيين). وقد ظهرت منهم جماعات في عصور مختلفة، وكان من أبرزهم “الفرتيون” (أنظر أع 2: 9) الذين أسسوا إمبراطورية شاسعة امتدت من الفرات حتى تخوم الهند ونهر جيحون، وظلت على مدى قرون أقوى منافس لروما.
سَلاميس
مدينة على شاطئ جزيرة قبرص الشرقي وتقع على بعد ثلاثة أميال شمالي فاماغوستا الحالية على ضفة نهر يديئيوس الذي يجري في داخل الجزيرة حتى مدينة نيقوسيا العاصمة الحالية وقد كانت ميناء عظيمًا عامرًا بالسكان وناجحًا أثناء الحكم الروماني واليوناني، وكان أهلها خليطًا من اليونانيين والفينقيين الذين كانوا يتاجرون مع أهل صقلية وسوريا. وكانوا يتعبدون لإله زفس.
زار بولس وبرنابا هذه المدينة ومعهما يوحنا مرقس في الرحلة التبشيرية الأولى، بعد أن تركا ميناء سلوكية، وقد قطعوا من رحلتهم 130 ميلًا، وذهب بولس وبرنابا يبشران بالإنجيل في مجامع المدينة، وكان لليهود مجمع هناك (1 أعمال 13: 5) كما كان لليهود عدة مجامع في بلاد مختلفة من جزيرة قبرص. ولم يرجع بولس إلى سلاميس مرة أخرى، ولكن برنابا عاد في رحلته التبشيرية الثانية (أعمال 15: 39) ويقول التقليد أنه مات هناك شهيدًا بأمر من نيرون في المكان بالقرب من سلاميس.
وفي عام 116 ميلادية ثار اليهود هناك وقتلوا مئتين وأربعين ألفًا من اليونان والرومان، فأخمد ثورتهم الإمبراطور هادريان، وهدم جزء من المدينة، ثم آتت الزلازل على الجزء الباقي منها. ولكن الإمبراطور المسيحي قسطنطين الثاني بناها، وكان فيها أسقف مسيحي ممتاز ثار ضد الهراطقة واسمه أبيفانيوس. (). وقد أخربت في عام 647 م. وتوجد اليوم في مكانها عواميد محطمة وصهاريج مشققة وأساسات الأبنية القديمة، واسمها فاماغوستا القديمة.
السِلاح | الأسلحة
كانت الأسلحة نوعين: نوع للهجوم وآخر للدفاع، ويقدم لنا الكتاب أسماء أسلحته الهجوم والدفاع التي استعملها جليات الفلسطيني الجبار (1 صموئيل 17: 5 – 7) والتي جهز بها الملك عزيا جيشه (2 أخبار 26: 14) ثم يقدم لنا النبي ارميا أسماء الأسلحة التي استعملها جيش فرعون نحو (ارميا 46: 3 و4) وفي العهد الجديد يتكلم بولس الرسول عن أسلحة المؤمن الروحية، مستعيرًا إياها من أسلحة الجندي الروماني (افسس 6: 10 – 17).
(أ) أسلحة الهجوم:
(1) العصا – وهي سلاح الراعي، وكان يعلقها على ذراعه بخيط، ومع أنه كان يستعملها لقيادة غنمه ولتشجيعها ولعدها (مزمور 23: 4 ولاويين 27: 32) إلا أنه كان يستخدمها أحيانًا للضرب (اشعياء 10: 5 و15) ولعل داود استخدم عصاه لقتل الأسد والدب. وكان المحارب يضرب بالعصا أو يرمي عدوه بها.
(2) المقلاع – وهو سلاح عادي مصنوع من الجلد العريض في الوسط عرضًا يكفي لوضع حجر فيه، ويمسك الشخص بطرفي الجلد ويطوح المقلاع بشدة بعد وضع الحجر إلى مرماه. وكان البنيامينيون ماهرين في الرمي بالمقلاع باليد اليسرى واليمنى على السواء (قضاة 20: 16). وكان المقلاع يستعمل في الحرب (2 ملوك 3: 25) وهو الذي قتل به داود جليات.
(3) السهم والقوس – وهو سلاح يمكن أن يستعمله المشاة أو راكبو الخيل، وقد صُنعت السهام أولًا من خشب خفيف، والقوس من خشب مرن أو نحاس (مزمور 18: 34) أما الوتر فكان يصنع من شعر الخيل أو الجلد وكانت القوس تخطئ أحيانًا (مزمور 78: 57) إذ تنثني إلى الوراء فتجرح صاحبها، أو أنها تضعف فلا توصل السهم إلى غايته. وكانت السهم أحيانًا مسمومة (أيوب 6: 4) كما كان بعض المقاتلين يضعون جمرًا في طرف السهم ليشعل النار في العدو (مزمور 120: 4).
(4) الرمح (المزراق أو الرمح القصير) – وكان يُصنع من الحديد ويبلغ طوله خمسة وعشرين قدمًا أحيانًا (1 صموئيل 17: 7) وكان المحارب يحمله معه، فإذا نام يركزه عند رأسه (1 صموئيل 22: 6 و26: 7) وكان يصدر عنه بريق في الحرب (ناحوم 3: 3).
(5) السيف – وكان يُستخدم في الدفاع أو الهجوم، وكان حدّه من الحديد، وكان يتدلى من حزام في الوسط إلى جهة الشمال، وقد يكون مسنون الحدين (قضاة 3: 16) وكان يحفظ في الغمد (1 صموئيل 17: 5) وكان استلال السيف معناه البدء في الحرب (حزقيال 21: 3) ويسمّي بولس الرسول كلمة الله سيف الروح (افسس 6: 17) ويقول كاتب الرسالة على العبرانين أن كلمة الله أمضى من كل سيف ذي حدين (عبرانيين 4: 12).
(6) الفأس – وهي من أدوات الحرب وتعرف الفأس الحربية عند العامة بالبلطة (ارميا 51: 20).
(ب) أسلحة الدفاع:
(1) الترس أو المجن – والترس هو الصغير والمجن هو الترس الكبير، وكان يصنع اسم يوناني معناه الخشب، وكثيرًا ما حمله رجل خاص (1 صموئيل 17: 7 و41). وكانت أحيانًا تلون بألوان مختلفة على هيئة دوائر في النصف (ناحوم 2: 3). ويقول الكتاب أن خشب أتراس جوج سيكفي إسرائيل وقودًا سبع سنوات (حزقيال 39: 9) وكثيرًا ما كانوا يغطونه بالجلد، ويغمسون الجلد في الزيت حتى لا يتشقق (اشعياء 21: 5) وكان لدى سليمان مئتا ترس من الذهب الخالص (1 ملوك 10: 16 و17). (). وكان المحارب يحمل الترس بحزام جلدي على ظهره، فإذا جاءت المعركة نزعه ليستعمله بيده اليسرى، بإدخال اليد تحت سيرين من الجلد على مؤخر الترس وقبض الأصابع على سير صغير عند حافته (اشعياء 22: 6). وكان الترس يستعمل لحماية المحارب من السهام والرماح والحجارة وقطع الفحم الملتهبة التي كانت تلقى على الجنود. ويقول الكتاب أن الله ترس المؤمن ومجنه (تكوين 15: 1 ومزمور 35: 2) كما يقول بولس الرسول أن المؤمن يطفئ بترس الإيمان جميع سهام الشرير الملتهبة.
(2) الخوذة – وهي لباس للرأس كان يلبسه الملوك والقواد وغيرهم من المحاربين (1 صموئيل 17: 38) وقد عمل عزيا خوذات لكل جنوده (2 أخبار 26: 14) وهكذا صنع فرعون نخو (ارميا 46: 4) وكانت الخوذة من جلد أو نحاس تتزين قمتها بريش أو بعرف. ويقول بولس الرسول أن الخلاص هو الخوذة لرأس المؤمن.
(3) الدرع – وكان يغطي الصدر والظهر والبطن، وهو يتألف من جزئين موصولين عند الجنب، وهو إحدى القطع التي جهزها عزيا لجنوده (2 أخبار 26: 14) وكان آخاب يلبسه عندما مات في معركة رامعوت جلعاد (1 ملوك 22: 34) ويقول إشعياء أن الله يلبس البر كدرع والخلاص كخوذة (59: 17) ويحث بولس الرسول على لبس درع البر (افسس 6: 14) وكان الدرع يُصنع من صفائح من نحاس أو من الجلد أو الكتان المبطن.
(4) الجرموق greaves وهو جورب من النحاس كان يلبس على الرجل، ولم يرد ذكره إلا في أسلحة جليات (1 صموئيل 17: 6) مما يظهر أن العبرانيين لم يكونوا يستعملونه، لكن الأشوريين والمصريين استعملوه.
(5) المنطقة – حزام على الوسط كان المحارب يدلى منه سيفه على جهة الشمال (1 صموئيل 18: 4).
أولاً: الأسلحة في العهد القديم:
قد يكون من الأسهل لنا أن نتناول هذا الموضوع بمعالجة الأسلحة الدفاعية ثم الأسلحة الهجومية التي ورد ذكرها في الكتاب المقدس. ونلاحظ أن كتبة الأسفار الإلهية لم يسهبوا في وصف هذه الأسلحة مثلما فعل هوميروس – مثلاً – الذي أسهب في وصف كل قطعة في سلاح أكيلا أو بتروكلوس، وترتيب لبسها.
ونجد قائمة بالأسلحة الهجومية والأسلحة الدفاعية التي كان يحملها جليات الفلسطيني الذي كان “على رأسه خوذة من نحاس، وكان لابساً درعاً حرشفياً، ووزن الدرع خمسة آلاف شاقل نحاس، وجرموقا نحاس على رجليه، ومزراق نحاس بين كتفيه” (أي مربوطاً إلى ظهره)، وقناة رمحه كنول النسَّاجين، وسنان رمحه ست مئة شاقل حديد، وحامل الترس كان يمشي أمامه “(1صم 17: 5 – 8) كما كان يحمل سيفاً موضوعاً في غمده، فاخترطه داود من غمده – بعد سقوط جليات – وقطع به رأسه (1صم 17: 51).
ثم نقرأ بعد ذلك أن عزيا الملك هيأ “لكل الجيش أتراساً ورماحاً وخوذاً ودروعاً وقسياً وحجارة مقاليع” (2أخ 26: 14) وفى قصيدة إرميا – بعد انتصار نبوخذنصر ملك بابل على فرعون نخو ملك مصر – نجده يصف أسلحة جيش فرعون بالقول: “أعدوا المجن والترس وتقدموا للحرب. أسرجوا الخيل واصعدوا أيها الفرسان، وانتصبوا بالخوذ. اصقلوا الرماح، البسوا الدروع” (إرميا 46: 3 و4) وهناك الكثير من النقوش والتماثيل الأثرية الأشورية والكلدانية والمصرية والحثية، تلقي الكثير من الضوء على الأسلحة التي جاء ذكرها في أسفار الكتاب المقدس.
ثانياً: الأسلحة في العهد الجديد:
فى مجاز رائع يصف لنا الرسول بولس السلاح الكامل الذي يجب أن يتسلح به المؤمن في حربه الروحية، مستعيراً الصورة من أسلحة الجندي الروماني، فيذكر المنطقة والدرع والحذاء والترس والخوذة والسيف، مع ملاحظة أنه لم يذكر الرمح أو الحربة التي تعتبر من أهم قطع السلاح الهجومية (أف 6: 10 – 17) كما يتحدث أيضاً عن أسلحة النور (رو 13: 12)، و “سلاح البر لليمين ولليسار” (2كو 6: 7) وقد وصف “بولبيوس” سلاح الجندي الروماني وصفاً دقيقاً، فقال: “يتكون لباس الجندي الروماني – أول كل شيء – من ترس … ومع هذا الترس سيف … ثم من رمحين وخوذة، وجرموقين … ويكمل تسلح الغالبية بوضع صفيحة برونزية على صدورهم تمتد نحو شبر من كل ناحية، ويسمونها” حارسة القلب “، ولكن من يدفعون ضريبة تزيد عن 10. 000 دراخمة، يلبسون بدل هذه الصفيحة، دروعاً ذات زرد، علاوة على قطع السلاح المذكورة”.
ثالثاً: الأسلحة الهجومية:
(1) العصا: وهي أبسط أنواع الأسلحة التى يحملها الراعي في يده في فلسطين حتى الآن، وهى عادة غصن شجرة أو قضيب خشبي قوي أملس، يستخدم للدفاع وللهجوم. ولعل داود قتل الاسد والدب بمثل هذه العصا (1صم 17: 34 – 36) ويستخدم الراعي عصاه للاتكاء عليها وفى قيادة قطيعه. ويقول داود للرب: “عصاك وعكازك هما يعزيانني” (مز 23: 4). كما يستخدمها الراعي في إحصاء قطعانه (لا 27: 32)، وهي أداة للضرب والعقاب (مز 2: 9، إش 9: 4، 10: 5 و15، حز 7: 11).
(2) المقلاع: ويتكون المقلاع من حبل مجدول أو شريط من الجلد، عريض نوعاً في منتصفه، بحيث يكون هذا الجزء على شكل كفة يوضع فيها الحجر أو ما يراد رميه بالمقلاع. ويمسك الرامي بطرفي الحبل – بعد وضع الحجر في كفته – ويحركه بسرعة وقوة فوق رأسه، ثم يفلت أحد الطرفين، فيندفع الحجر متطوحاً بعيداً حسب قصد الرامي. ومازال الرعاة يستخدمون المقلاع لرد خروف شارد، أو لطرد الطيور – التي تأكل الحبوب – عن الحقول. ويمكن استخدام المقلاع أداة فى الحرب لقتل الأعداء، كما استخدمه داود في قتل جليات الجبار الفلسطيني (1صم 17: 49 و50) وكان “أصحاب المقاليع” (2مل 3: 25) يعتبرون من المشاة الذين يحملون أسلحة خفيفة مثل رماة السهام. وقد اشتهر البنيامينيون في استخدام المقلاع، فكانوا “يرمون الحجر بالمقلاع على الشعرة ولا يخطئون” (قض 20: 16) وكان المقلاع يُستخدم أداة حرب في الجيوش المصرية والبابلية. وينذر الرب أورشليم على لسان إرميا النبي، قائلاً: “هأنذا رامٍ من مقلاع سكان الأرض هذه المرة وأضيِّق عليهم لكي يشعروا” (إرميا 10: 18، انظر أيضاً 1صم 25: 29).
(3) القوس والسهام: وكانت القسي والسهام من أهم أسلحة الهجوم في الحروب قديماً، وكان رماة السهام – سواء من الفرسان أو المشاة – عنصراً هاماً في الجيوش الإسرائيلية والفلسطينية والمصرية والأشورية.
(4) الرماح أو الحراب: كانت تتكون من عصا خشبية، مختلفة الأحجام، يُركَّب في نهايتها نصل أو سنان معدني من البرونز، أو من الحديد في العصور المتأخرة (1صم 17: 7). وكان وجود رمح شخص مركوزاً في الأرض أمام خيمته، يدل على موضع إقامته (1صم 26: 7) ويجمع ناحوم النبي في وصفه للجيوش الأشورية، بين لهيب السيف وبريق الرمح (نا 3: 3، انظر أيضاً إرميا 46: 4).
وكان حملة الرماح يعتبرون من الفرق ذات التسليح الثقيل. وكان المزراق أو الرمح القصير من الأسلحة الهجومية (يش 8: 18 – انظر أيضاً أيوب 41: 29، إرميا 6: 23 – والكلمة في العبرية، هي نفس الكلمة فى المواضع الثلاثة).
ولا تذكر الحربة في العهد الجديد إلا مرة واحدة عندما طعن واحد من العسكر الرب يسوع بعد أن أسلم الروح على الصليب، في “جنبه بحربة وللوقت خرج دم وماء” (يو 19: 34).
(5) السيف: وهو أكثر الأسلحة ذكراً في الأسفار المقدسة سواء للدفاع أو للهجوم. وكان نصل السيف من الحديد (1صم 13: 19 و20ذ، يؤ 3: 10) وكان السيف يعلق على الجانب الأيسر، ويستخدم في القطع والطعن. وقد صنع “إهود لنفسه سيفاً ذا حدين طوله ذراع وتقليده تحت ثيابه على فخذه اليمني” لأنه كان أعسر (قض 3: 15 و16) وكان للسيف غمد يوضع فيه (1صم 17: 51) وكان استلال السيف من غمده يعني بدء القتال (حز 21: 3 – 5)، فهو السيف الملتهب (نا 3: 3)، والبارق (حز 21: 10)، والصارم (إرميا 46: 16)، والسيف الذي يأكل الناس (2صم 18: 8، إرميا 12: 12)، ويُروى بالدماء، ويُطلى بالشحم (إش 34: 5 و6) وسيف الرب سيف بارق (تث 32: 41) ينفذ قضاء الرب (إرميا 47: 6، حز 21: 9 – 11).
ويستخدم الأنبياء السيف مجازياً للدلالة على الحرب وما يعقبها من كوارث (إرميا 50: 35 – 37، حز 21: 28).
وترد كلمة “سيف” في العهد الجديد بمعناها الحرفي (مت 26: 47 و51، أع 12: 2، عب 11: 37. 34). ويستخدمها الرسول بولس مجازياً، فيقول عن كلمة الله إنها “سيف الروح” (أف 6: 17) ويقول كاتب الرسالة إلى العبرانيين إن “كلمة الله حيَّة وفعَّالة وأمضى من كل سيف ذي حدين” (عب 4: 12، انظر أيضاً رؤ 1: 16، 19: 15).
(6) المنجنيق: وكان يُستخدم قديماً لرمي السهام والأحجار الثقيلة (2أخ 26: 15) لاحداث ثغرة في سور مدينة محاصرة (حز 4: 2، 26: 9) أو تحطيم بواباتها (حز 21: 22) لاقتحام المدينة منها (الرجا الرجوع إلى مادة “منجنيق” في حرف “ج” من المجلد الثاني من دائرة المعارف الكتابية).
رابعاً: الأسلحة الدفاعية:
(1) الترس والمجن: وهو كل ما يُتوقي به من سلاح، وكل ما يتترس به الإنسان فهو مترسة. وفى العبرية كلمتان رئيسيتان “صِنَّة” و “مجن” تترجمان في العربية “بترس” أو “مجن” دون تفريق واضح بين ترجمة الكلمتين، رغم أنهما يردان كثيراً جنباً إلى جنب (انظر مز 35: 2، 91: 4، إرميا 46: 3، حزقيال 23: 24، 38: 4).
و “الصِنَّة” هي الترس الثقيل الذي يكاد يغطي كل الجسد، كالترس الذي كان لجليات الجبار الفلسطيني، وكان يحمله شخص آخر يمشي قدامه (1صم 17: 7 و41). أما “المجن” فكان يحمله رماة السهام. ونقرأ عن جيش آسا ملك يهوذا أنهم كانوا “يحملون الأتراس ويشدون القسي” (2أخ 14: 8).
وكانت التروس العادية تصنع قديماً من الخشب أو الأغصان المجدولة المغطاة بالجلد. ويبدو أن هذه الأتراس الخشبية هي التى يقول عنها حزقيال النبي: “ويخرج سكان مدن إسرائيل ويشعلون ويحرقون السلاح والمجان والأتراس والقسي والسهام والحراب والرماح، ويوقدون بها النار سبع سنين” (حز 39: 9).
ولكن الأتراس صنعت بعد ذلك من المعادن، بل كان لسليمان في عظمته: “مئتا ترس من ذهب مطرق… وثلاث مئة مجن من ذهب مطرق” (1مل 10: 16 و17). وكانت هذه الأتراس الذهبية لمجرد الاستعراض. “وصعد شيشق ملك مصر إلى أورشليم” – في أيام رحبعام – “وأخذ جميع أتراس الذهب، فعمل الملك رحبعام عوضاً عنها أتراس نحاس” (1مل 14: 25 – 27).
وعند الخروج للحرب، كان الترس يُحمل بحزام جلدي على الكتف، وكان للترس عادة غطاء يُكشف عنه عند بدء القتال (إش 22: 6).
وتستخدم الكلمتان مجازياً، فيقال عن الرب إنه ترس لحماية شعبه، كما قال الرب لإبراهيم: “أنا ترس لك” (تك 15: 1)، كما أنه ترس لشعبه (تث 33: 29). ويقول المرنم إن الرب “ترس هو لجميع المحتمين به” (مز 18: 30، 25: 2… ألخ)، و “ترس ومجن حقه” (مز 91: 4).
ويذكر الرسول بولس في حديثه عن سلاح الله الكامل للمؤمن: “حاملين فوق الكل ترس الإيمان الذي به تقدرون أن تطفئوا جميع سهام الشرير الملتهبة” (أف 6: 16). وهو يستخدم هنا الكلمة اليونانية “ثوريوس” التي تعنى الترس الرومانى الكبير.
(2) الخوذة: الخوذة لباس لوقاية الرأس من مختلف أسلحة الهجوم. وعلى جدران معبد الكرنك، رسوم للحثيين يرتدون خوذاً. وكان يلبسها قديما الملوك والعظماء من القواد والأمراء. وعندما أراد شاول الملك أن يلبس داود ثيابه “جعل على رأسه خوذة من نحاس” (1صم 17: 38). كما كان جليات الجبار الفلسطيني يلبس “على رأسه خوذة من نحاس” (1صم 17: 5). وكانت الخوذ جزءاً من تسليح جيوش فرعون مصر (إرميا 46: 4)، وكذلك جيوش أشور (حز 23: 24)، وجيوش صور من المرتزقة من فارس ولود وفوط (حز 27: 10)، وجيوش ياجوج رئيس روس ماشك وتوبال (حز 38: 5). وقد زود الملك عُزيا جيوشه بخوذ مع غيرها من الأسلحة (2أخ 26: 14).
وكانت الخوذ تصنع أولاً من الخشب أو الكتان الثقيل أو اللباد أو حتى من السمار. ثم صُنعت من النحاس كما سبق القول عن جليات وشاول الملك (1صم 17: 5 و38). ومع ذلك ظلت الجلود تستخدم في صناعة الخوذ حتى عصر السلوقيين حين استبدلت بالنحاس (1مك 6: 35). وكانت الخوذ اليونانية والرومانية المصنوعة من الجلود أو النحاس معروفة جيداً في عهد الهيرودسيين.
وتستخدم الخوذة مجازياً للدلالة على القوة والمناعة، فيقول إشعياء عن الرب، إنه “لبس البر كدرع، وخوذة الخلاص على رأسه” (إش 59: 17). كما يذكر الرسول بولس الخوذة كقطعة من سلاح الله الكامل الذي يجب أن يلبسه المؤمن في حربه مع أجناد الشر الروحية: “وخذوا خوذة الخلاص” (أف 6: 17). كما يقول للمؤمنين في تسالونيكي: “فلنصبح لابسين درع الإيمان والمحبة، وخوذة هي رجاء الخلاص” (1تس 5: 8).
(3) الدرع: الدرع هو القميص من حلقات من الحديد متشابكة، يُلبس وقاية من السلاح، فهو من الأسلحة الدفاعية. وكان يستخدم في البداية لحماية الرقبة والكتفين، ثم استطال ليحمي الصدر والبطن، بل والفخذين حتى الركبتين.
وكان جليات الفلسطيني يلبس “درعاً حرشفياً” وزنه خمسة آلاف شاقل نحاس (أى نحو مائة كيلو جرام – 1صم 17: 5). ويبدو أنه كان قميصاً من جلد تكسوه حراشف من نحاس. وقد وجد درع من هذا القبيل في أطلال “نوزي” يرجع إلى القرن الخامس عشر قبل الميلاد. وقد وجد داود درع شاول الملك أثقل من أن يستطيع المشي به (1صم 17: 38).
وكان أخآب الملك يلبس درعاً في المعركة الحاسمة في راموت جلعاد، ولكن سهماً أصابه بين أوصال الدرع إصابة قاتلة (1مل 22: 34). وقد هيأ عُزيا الملك لكل جيشه “أتراساً ورماحاً وخوذاً ودروعاً…” (2أخ 26: 14). كما كان نصف العاملين مع نحميا – في بناء سور أورشليم بعد العودة من السبي البابلي – “يمسكون الرماح والأتراس والقسي والدروع” (نح 4: 16) خشية الهجمات المفاجئة من جانب الأعداء.
وفى معركة بيت صور في أيام المكابيين، جمع الملك أنطيوكس جيوشاً جرارة واثنين وثلاثين فيلاً مدربة على الحرب، وجعل عند كل فيل ألف رجل لابسين الدروع المسرودة، بل وجعل على الفيلة أيضاً دروعاً (1مك 6: 29 – 42).
وتستخدم كلمة “درع” مجازياً، فيصف إشعياء الرب قائلاً “لبس البر كدرع” (إش 59: 17) كناية عن مجازاته لمبغضيه بالعدل والحق، وقد اقتبس الرسول بولس هذا المعنى في تحريض المؤمنين على لبس سلاح الله الكامل فى حربهم الروحية ضد قوات الشر فيقول: “فاثبتوا ممنطقين أحقاءكم بالحق، ولابسين درع البر” (أف 6: 14). ويقول للمؤمنين في تسالونيكي: “أما نحن الذين من نهار فلنصبح لابسين درع الإيمان والمحبة” (1تس 5: 8).
(4) الجرموق: الجرموق جورب من النحاس أو الجلد كان يربط حول الساق لحمايتها في وقت الحرب. ولم يذكر الجرموق في الكتاب المقدس إلا في وصف تسليح جليات الجبار الفلسطيني (1صم 17: 6).
(5) المنطقة: حزام يُشد به الوسط. وكانت تصنع عادة من جلد. وكانت المنطقة التي يلبسها الجندي في الحرب ترصع بالمسامير أو بالقطع المعدنية، وكان المحارب يعلق بها سيفه موضوعاً في غمده، ليجرده عند القتال (2صم 20: 8، 1؛ مل 2: 5، 3: 21). ويقول إشعياء عن جيش الأشوريين “ليس فيهم رازح ولا عاثر، لا ينعسون ولا ينامون ولا تنحل حزم أحقائهم” (مناطقهم) (إش 5: 27). كما يصف حزقيال جيش البابليين بالقول: “منطقين بمناطق على أحقائهم” (حز 23: 15).
وتستعمل “المنطقة” مجازياً للدلالة على الصفة الملازمة، فيقول إشعياء عن المسيا: “يكون البر منطقة متنيه، والأمانة منطقة حقويه” (إش 11: 5). ويقول الرسول للمؤمنين في أفسس: “فاثبتوا ممنطقين أحقاءكم بالحق” (أف 6: 14).
سلاح | حامل السلاح
كان حامل السلاح محارباً يحمل الترس الكبير، وربما بعض الأسلحة الأخرى ليمشي بها أمام الملوك (1صم 31: 4)، أو أمام القائد العام (2صم 23: 37) أو الأمير (1صم 14: 6 و7) أو البطل (1صم 17: 7). وكان لكبار القواد مثل هؤلاء المرافقين، فلما خشي أبيمالك بن جدعون أن يقال عنه “قتلته امرأة” طلب من حامل سلاحه أن يخترط سيفه ويقتله (قض 9: 54). وكذلك فعل شاول الملك بعد أن جرح في المعركة الحاسمة في جبل جلبوع (1صم 31: 4). وكان حامل السلاح محارباً معروفاً في مركبات المصريين والأشوريين والحثيين، وكان عمله هو حماية رفيقة المهاجم في أثناء القتال.
مدينة سَلْخَة | سَلْكَة
اسم عبري معناه “سياحة” أو “سلوك السبيل” وهو اسم مدينة ورد للمرة الأولى في تثنية 3: 10 لتعيين حدود باشان الشرقية، وكانت إحدى البلاد التي حكمها عوج ملك باشان (يشوع 12: 5) ثم وقعت في التقسيم في نصيب نصف سبط منسى (يشوع 13: 29) ومن 1 أخبار 5: 11 نرى أن جاد سكن مقابل رأوبين في أرض باشان حتى إلى سلخة، ونستدلّ من ذلك على أن الأسباط غيّروا حدود أقسامهم. وسلخة القديمة هي سلخد الحالية التي تقع عند طرف جبل الدروز الجنوبي (جبل باشان) وتقوم قلعتها على تلة بركانية يبلغ ارتفاعها 300 قدم تشرف على السهل، وكان الرومانيون قد بنوها، وهي محاطة بخندق عميق مطمور بالأحجار، وعلى بعض أعتابها رسوم نسور روماينة وكتابات يونانية وعربية. ويوجد حول تلك القلعة 800 بيت مسقوفة بالحجارة، على أن سكانها اليوم قليلون.
سَلَد ابن ناداب
اسم عبراني معناه “ابتهاج”، وهو رجل من بني يهوذا، ابن ناداب، وقد مات دون أن يترك نسلًا (1 أخبار 2: 30).
سِلسلة | سلاسل
(1) كانت تُستعمل للزينة وتلبس حول الرسغ (اشعياء 3: 20) وحول الرقبة كقلائد (نشيد 4: 9) كما استعملها سليمان أمام المحراب في هيكله (1 ملوك 6: 21).
(2) كانت تستعمل كقيود للأسرى، وكانت تصنع من نحاس (ارميا 39: 7) وكان الرومان يربطون يد الأسير الواحدة بيد عسكري أو يربطون يديه بيدي عسكريين على جانبيه (أعمال 12: 6 و7 و21: 33) كما كانوا يربطون المجانين بالسلاسل (مرقس 5: 3 و4).
(3) كانت تستعمل جزءًا من ملابس رئيس الكهنة (خروج 28: 14).
(4) كانت تُستعمل بمعنى مجازي في الأسر والضيق (2 بطرس 2: 4 ورؤيا 20: 1).
سليط
السليط هو من طال لسانه، والسليطة من النساء الوقحة الحادة اللسان. ويصف الرب أورشليم على لسان حزقيال النبي: “مَا أَمْرَضَ قَلْبَكِ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، إِذْ فَعَلْتِ كُلَّ هذَا فِعْلَ امْرَأَةٍ زَانِيَةٍ سَلِيطَةٍ” (سفر حزقيال 16: 30).
مُسَلَّط | متسلط
وكيل السلطان أو نائب الملك أو مندوب صاحب الأمر. وقد كان يوسف متسلطًا على أرض مصر بتفويض من الملك فرعون (تكوين 42: 6).
والمسلَّط هو مَنْ مُنِحَ له السلطان فأصبح الحاكم المتصرف، والمتسلِّط هو من له السلطان المطلق. فبعد أن فسر يوسف لفرعون حلمه، جعله على كل أرض مصر، وبدونه لا يرفع إنسان يده ولا رجله في كل أرض مصر (تك41: 43). وهكذا أصبح “يوسف هو المسلَّط على الأرض” (تك 42: 6)، “ومتسلِّطا على كل أرض مصر” (تك 45: 8). وكذلك “كان سليمان متسلطاً على جميع الممالك من النهر إلى أرض فلسطين وإلى تخوم مصر” (1مل 4: 21).
ويقول يهوشافاط الملك للرب في صلاته: “يا رب إله آبائنا أما أنت هو الله في السماء، وأنت المتسلط على جميع ممالك الأمم، وبيدك قوة وجبروت وليس من يقف معك؟” (2أخ 20: 6، انظر مز 22: 28، 59: 13، 66،: 7، … دانيال 4: 17 و25… ألخ). ولكن ما أعجب أن يقول إشعياء بروح النبوة عن الرب يسوع في اتضاعه: “هكذا قال الرب فادى إسرائيل قدوسه، للمهان النفس لمكروه الأمة لعبد المتسلطين” (إش 49: 7).
سلاف
سلاف الخمر وسلافتها أول ما يُعْصَر منها، وقيل هو ما سال من غير عصر (انظر إش 65: 8). والسلافة من الخمر أخلصها وأفضلها. وتقول عروس النشيد: “أَقُودُكَ وَأَدْخُلُ بِكَ بَيْتَ أُمِّي، وَهِيَ تُعَلِّمُنِي، فَأَسْقِيكَ مِنَ الْخَمْرِ الْمَمْزُوجَةِ مِنْ سُلاَفِ رُمَّانِي” (سفر نشيد الأنشاد 8: 2). ويقول هوشع النبي: “الزنى والخمر والسلافة تخلب القلب” (هو 4: 11، انظر أع 2: 13).
سِلْفة
السِلفة للمرأة هي زوجة أخي زوجها. وكانت راعوث سلفة لعرفة، وعرفة سلفة لراعوث، إذ كانتا زوجتين لأخوين هما محلون وكليون ابني أليمالك زوج نعمي. وبعد أن مات الرجال الثلاثة، وأرادت نعمي أن ترجع إلى أرضها، لصقت بها راعوث، فقالت لها نعمي: “هوذا قد رجعت سلفتك إلى شعبها وآلهتها. ارجعي أنت وراء سلفتك” (راعوث 1: 15). ولكن راعوث لم ترجع رغم إلحاح نعمي، وهكذا باركها الرب الذي جاءت “لكي تحتمي تحت جناحيه” (راعوث 2: 12).
سلكة
السلكة الواحدة من السلك، والسلك خيط من المعدن دقيق أو غليظ. ويقول عريس النشيد لعروسه: “شَفَتَاكِ كَسِلْكَةٍ مِنَ الْقِرْمِزِ، وَفَمُكِ حُلْوٌ” (سفر نشيد الأنشاد 4: 3).
السلاء
السلاء هو شوك النخلة، وهو شوك طويل حاد الطرف موجع. ويقول الرب لحزقيال النبي وصفاً لبني إسرائيل في عهده: “أَمَّا أَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ فَلاَ تَخَفْ مِنْهُمْ، وَمِنْ كَلاَمِهِمْ لاَ تَخَفْ، لأَنَّهُمْ قَرِيسٌ وَسُلاَّءٌ لَدَيْكَ، وَأَنْتَ سَاكِنٌ بَيْنَ الْعَقَارِبِ” (سفر حزقيال 2: 6؛، انظر أيضاً حز 28: 24).
سلّ | استل | استلال
سلَّ الشيء من الشيء انتزعه وأخرجه برفق، كما يقال سلَّ الشعرة من العجين. وسلَّ السيف من غمده واستله، أخرجه من غمده استعداداً للقتال. ويقول المرنم: “الأشرار قد سلَّوا السيف ومدوا قوسهم لرمى المسكين والفقير، لقتل المستقيم طريقهم. سيفهم يدخل في قلبهم وقسيهم تنكسر” (مز 37: 14). ويقول الرب لأورشليم على فم حزقيال النبي: “هأنذا عليك وأستل سيفي من غمده فأقطع منك الصديق والشرير… فلذلك يخرج سيفي من غمده على كل بشر… فيعلم كل بشر أنى أنا الرب سللت سيفي من غمده، لا يرجع أيضاً… فيذوب كل قلب وترتخي كل الأيدي وتيئس كل روح” (حز 21: 3 – 7).
وقد مد بطرس يده “واستل سيفه وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه. فقال له يسوع: رد سيفك إلى مكانه لأن كل الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون” (مت 26: 51 و52، مرقس 14: 47، يو 18: 10). ولما استيقظ سجان فيلبي بعد الزلزلة: “استل سيفه وكان مزمعاً أن يقتل نفسه ظاناً أن المسجونين قد هربوا” (أع 16: 27).
و “مستل السيف” هو الذي أخرجه من غمده وأمسكه بيده (انظر 2صم 24: 9، 2مل 3: 26، 1أخ 21: 5… ألخ).
سَلُّ | سَلَّة | سلال
وعاء يصنعونه من عيدان الشجر، وبالأخص عيدان شجر الصفصاف، وكان يُستعمل لحفظ الأشياء أو حملها أو نقلها (تكوين 40: 17 وخروج 29: 3)..
والسلة هي وعاء يصنع من شقاق القصب أو أغصان الشجر أو الحلفاء أو ألياف النخيل وسعفه، تجمع فيه الفاكهة والحاصلات الزراعية وغيرها، وفيه أيضاً تُحفظ وتُنقل. وكان لبعضها أيادِ، كما كان لبعضها أغطية من نفس مادتها.
(I) السلال في العهد القديم:
هناك أربع كلمات عبرية تترجم إلى سل أو سلة:
(1) “دود”: والأرجح أنها كانت تطلق على كل أنواع السلال، فكان يستخدمها بنو إسرائيل في مصر لحمل الطين والطوب، حتى أصبحت رمزاً لعبوديتهم، فيقول المرنم: “أبعدت من الحمل كتفه. يداه تحولتا عن السل” (مز 81: 6). ولاشك أنها كانت سلالاً كبيرة متينة. وبعد أن قتل أهل السامرة بني أخآب السبعين، “وضعوا رؤوسهم في سلال وأرسلوها إليه (ياهو) إلى يزرعيل” (2مل 10: 7). وتستخدم نفس الكلمة العبرية للسلتين اللتين أراهما الرب لإرميا، وفى إحداهما تين جيد جداً، و “فى السلة الأخرى تين ردئ جداً لا يؤكل من رداءته” (إرميا 24: 1 و2). ومما يدل على أنها كانت تستخدم للدلالة على مختلف أنواع السلال أو الأوعية، أنها هي المترجمة إلى “مرجل” (1صم 2: 14، أيوب 41: 20)، وإلى “قدر” (2أخ 35: 13).
(2) “تينا”: ويبدو أنها كانت تُطلق على السلال الكبيرة العميقة التي كانت تُنقل فيها أو تُحفظ فيها الحبوب والفواكه والحاصلات الزراعية وغيرها (تث 28: 5 و17) وفيها كانت تحمل الباكورات إلى المقدس (تث 26: 2 و4).
(3) “سل”: وهى أكثر الكلمات العبرية استخداماً في هذا المعنى في العهد القديم، وهى الكلمة التي تُستخدم للدلالة علي السلال التي كان يستخدمها رئيس الخبازين فى قصر فرعون لحمل الطعام لفرعون (تك 40: 16 و17 و18). ويبدو أنها كانت أشبه بالطبق، وكانت توضع فيها تقدمه الدقيق عند تقديس الكهنة (خر 29: 3 و23 و32، لا 8: 2 و26 و31). وكذلك في تقدمه النذير يوم اكتمال انتذاره (عد 6: 15 و17 و19). وقد وضع جدعون لحم جدي المعزى الذي قدمه ذبيحة للرب في سل (قض 6: 19). وتستخدم نفس الكلمة العبرية عن سلال القطاف (إرميا 6: 9).
(4) “كلوب”: وتستخدم للدلالة على سلة القطاف في نبوة عاموس (عا 1: 1 و2). ويبدو أنها كانت أشبه بالقفص حيث أنها تُترجم إلى “قفص” (إرميا 5: 27).
(II) السلال في العهد الجديد:
والكلمة اليونانية المترجمة إلى “سل” و “سلال” في العهد الجديد هي “سبيريس” (Spuris) (انظر مت 15: 37، 16: 10، مرقس 8: 8 و20). وهناك كلمة أخرى هي “كوفينوس” (Kophinos) وتترجم “قفة” (مت 14: 20، 16: 9، مرقس 6: 43، 8: 19، لو 9: 17، يو 6: 13). ونلاحظ أن كلمة “سل وسلال” تستخدم فيما يتعلق بمعجزة إشباع الخمسة الآلاف. ويبدو أن “السلة” كانت أكبر.
سِلّ
السِّلّ هو السُّل أو الدرن، وهو داء معروف يسبب هزال البدن وسعالاً طويلاً ينتج عن وجود قُرح بالرئة. وقد أنذر الرب شعبه قديماً بأنهم إذا رفضوا وصاياه ولم يعملوا بها فإنه يسلط عليهم “رعباً وسلاً وحمى تفنى العينين وتتلف النفس” (لا 26: 16، انظر أيضاً تث 28: 22).
سِلَّى (مكان)
مكان فيه قام عبيد الملك يوآش وقتلوه في بيت القلعة حيث كان نازلًا (2 ملوك 12: 20) وحيثما يكون بيت القلعة هذا فإن سِلَى في أسفله، لكن المكان غير معروف اليوم.
سَلاَّي البنياميني
اسم عبراني معناه “الوفاء فورًا” أو “تكريس” وهو:
رجل بنياميني سكن في أورشليم بعد عودته من السبي (نحميا 11: 8).
سَلاَّي الكاهن
اسم عبراني معناه “الوفاء فورًا” أو “تكريس” وهو:
كاهن عاد إلى أورشليم (نحميا 12: 20).
سَلُّو البنياميني
اسم عبراني معناه “وفيّ فورًا” أو “مكرس” وهو:
رجل من سبط بنيامين (نحميا 11: 7 و1 أخبار 9: 7).
سَلُّو الكاهن
اسم عبراني معناه “وفيّ فورًا” أو “مكرس” وهو:
كاهن عاد إلى أورشليم بعد السبي مع زربابل بن شألتئيل (نحميا 12: 7).
السَلام
Peace حالة الراحة من الاضطراب الخارجي الذي يحدث بهجوم جيش في الحرب، أو من الاضطراب الداخلي براحة النفس. وكانت هذه الكلمة عبارة التحية عند اليهود، وهم يقصدون بها الاطمئنان والسرور والراحة، كما يقصدون بها الأمن الخارجي والتحرر من الاستبعاد السياسي. وهو تحية المسيحيين أيضًا، ولكنهم يريدون به السلام القلبي العميق الذي اشتراه المسيح بدمه، سلامًا لا تُنيله الدنيا ولا تنزعه كل عواصفها. وهو السلام الذي يملك على قلب المؤمن نتيجة مصالحته مع الله (رومية 5: 1 وافسس 2: 14). وكان اليهود يُطيلون السلام والتحية فتتعطل المصالح ويضيع الوقت، وعلى هذا فقد طلب اليشع النبي من غلامه جيحزي ألا يطيل السلام على أحد، إذ قصد أن يسرع إلى الصبي الميت ليضع عكازه عليه (2 ملوك 4: 29) كما هي المسيح تلاميذه من التسليم على أحد في الطريق لنفس السبب (لوقا 10: 4).
السلام هو الأمن والاطمئنان والخلو من الخوف والانزعاج والقلق والاضطراب، سواء لأسباب خارجية أو لأسباب نفسية. كما أنه يعنى النجاح والصحة والسعادة ماديًا وجسمانيًا ونفسيًا.
وتتراوح المواقف التي توصف بالسلام – في الكتاب المقدس – من الراحة من العداء بين الأمم، وعدم وجود اضطرابات مدنية أو دينية، إلى التحرر من المنازعات والخصومات بين الأفراد نتيجة المواقف الإيجابية التى يتحقق معها نجاح الفرد ماديًا أو صحيًا، والخلو من القلق نفسيًا وروحيًا، وحيث تتوفر السكينة والهدوء، ويقل الضجيج إلى أبعد حد.
ولكن ليس في الكتاب المقدس موقف هو مجرد موقف بشري، ففي جميع وجوه النشاط الإنساني، يتجلى الأثر الإلهي. ويجب فهم المضمون الكتابي للسلام من خلال ذلك. أما أسفار العهد الجديد فقد أضافت عنصرًا آخر لمفهوم السلام في العهد القديم، بإقرار أن أساس المصلحة بين الله والإنسان، وبين الإنسان والإنسان، بل وبين الإنسان ونفسه، إنما هو موت الرب يسوع المسيح وقيامته، وعمل الروح القدس، وهكذا أصبح السلام متاحًا للإنسان.
(أ) السلام في العهد القديم:
لم يستخدم كتَّاب العهد القديم – في أغلب الأحيان – كلمة “شالوم” (أى سلام) دون أن يتضمن ذلك – تلميحًا على الأقل – مفهومًا دينيًا، وهى تستخدم فى:
(1) التحية المألوفة بين الأصدقاء والسؤال عن صحتهم، كما كانت تستخدم أيضا عند الوداع (انظر تك 29: 6، 43: 23, 27، قض 18: 15، 19: 20)، فقال الرب لجدعون عندما ظهر له: “السلام لك” (قض 6: 23).
(2) السلام من الأعداء، مما يعنى الفوز والنجاح، وكانت هذه أعظم أمنية عند الأمة، وكان السلام منحة من الله لشعبه إذا ساروا في طرقه (لا 26: 6). وكانت بركة هرون وبنيه للشعب هى: “يرفع الرب وجهه عليك ويمنحك سلامًا” (عد 6: 26 – انظر أيضًا مز 29: 11، إش 26: 12… ألخ).. و “إذا أرضت الرب طرق إنسان جعل أعداءه أيضًا يسالمونه” (أم 16: 7)، بل حتى الوحوش تسالمه (أيوب 5: 23 و24). وكان الموت في سلام هو أمنية كل فرد (انظر تك 15: 15، 1مل 2: 6، 2أخ 34: 28… إلخ.).
(3) السلام الداخلي، وكان من نصيب الأبرار المتكلين على الله، “تعرف به واسلم. بذلك يأتيك خير” (أيوب 22: 21)، “لأنه يتكلم بالسلام لشعبه ولأتقيائه” (مز 85: 8، انظر مز 4: 8، 119: 165، أم 3: 2 و17)، “تحفظه سالمًا سالمًا لأنه عليك متوكل” (إش 26: 3)، “كان عهدي معه للحياة والسلام” (ملاخي 2: 5).
(4) كان على البار أن يطلب السلامة ويسعى وراءها (مز 34: 14) وأن يحب “الحق والسلام” (زك 8: 16 و19).
(5) سيكون السلام من أبرز معالم عصر المسيا الذي هو “رئيس السلام” (إشعياء 9: 6، 11: 6، انظر أيضًا إش 2: 4، حز 34: 25، ميخا 4: 2 – 4، زك 9: 10).
(ب) السلام في العهد الجديد:
والكلمة اليونانية هى “إيرينى” (eiréné)، وتؤدى نفس معنى الكلمة العبرية “شالوم” التي ترجمت بهذه الكلمة في الترجمة السبعينية:
(1) فإنجيل المسيح هو رسالة سلام من الله للإنسان (لو 2: 14)، فهو “الكلمة التي أرسلها… يبشر بالسلام بيسوع المسيح. هذا هو رب الكل” (أع 10: 36). وقد صار “لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح” (رو 5: 1). ومن ينادون بالإنجيل إنما يبشرون بالسلام وبالخيرات (رو 10: 15). والمسيح “هو سلامنا” الذي “نقض حائط السياج المتوسط أي العداوة” بين اليهود والأمم (أف 2: 14 و15). كما أن السلام عنصر هام في ملكوت الله (رو 14: 17).
(2) يجب على المؤمنين أن يشتهوه ويتبعوه، فقد أوصي الرب يسوع المسيح تلاميذه: “ليكن لكم في أنفسكم ملح وسالموا بعضكم بعضًا” (مز 9: 50). ويحرض الرسول بولس المؤمنين قائلًا: “عيشوا بالسلام، وإله المحبة والسلام سيكون معكم” (2كو 13: 11، انظر أيضًا رو 12: 18، 1كو 7: 15).
(3) والله هو “إله السلام” فهو مصدر ومانح كل سلام وخير وبركة (انظر رو 15: 33، 16: 20)، وهو “رب السلام” ومعطي السلام (2تس 3: 16). وكانت التحية والطلبة الرسولية من أجل الكنيسة هى: ليكن لكم “سلام من الله أبينا والرب يسوع المسيح” (انظر 1كو 1: 3، 2كو 1: 2… إلخ.).
(4) كما أن “السلام” كان التحية المألوفة (مت 10: 13، لو 10: 5)، و “ابن السلام” هو المستحق للسلام والذي يسعى للسلام (لو 10: 6). وكانت تحية الرب يسوع لتلاميذه: “سلام لكم” (لو 24: 36، يو 20: 19 و21 و26). وقبل أن يفارقهم، باركهم قائلًا لهم: “سلامًا أترك لكم، سلامي أعطيكم، ليس كما يعطى العالم أعطيكم أنا” (يو 14: 27). وكثيرًا ما قال “اذهب بسلام” (مرقس 5: 34، لو 7: 50).
(5) السلام الذي صنعه المسيح هو أساسًا سلام روحي من الله ومع الله، سلام في القلب، وسلام في الروح. وقد قال الرب: “لا تظنوا أنى جئت لألقي سلامًا على الأرض. ما جئت لألقي سلامًا بل سيفًا” (مت 10: 34، لو 12: 51) مشيرًا بذلك إلى طبيعة دعوته الفاحصة وما سينتج عنها من انقسامات حول الحق الواضح. لكن لاشك في أن روح الإنجيل والحياة المسيحية هو السلام. ومن واجب المؤمن أن يسعى نحو السلام، وأن يعمل على وضع حد للحروب والمنازعات والمخاصمات أينما وجد.
سُلُّم يعقوب
← Jacob’s Ladder.
رأى يعقوب سلمًا منصوبة على الأرض ورأسها يمس السماء وذلك في رؤيا ليلًا وهو في طريقه من بيت خاله لابان هاربًا من وجه عيسو، وكانت ملائكة الله تصعد وتنزل عليها. وفي هذا تعبير عن عناية الله الخاصة بيعقوب، فقد كانت هذه السلم واسطة اتصال السماء بالأرض التي تأتي عليها الملائكة لخدمة الإنسان. وكان الله نفسه على رأس السلم. وسلم بيت إيل يشير إلى ناسوت المسيح الذي التقت فيه السماء بالأرض.
ويقول القديس هيبوليتس (1): “الصليب هو سلم يعقوب؛ هذه الشجرة ذات الأربعاء السماوية ارتفعت من الأرض حتى السماء، أقامت ذاتها غرسًا أبديًا بين السماء والأرض، لكي ترفع المسكونة”.
وفي طقس الكنيسة القبطية، من ألقاب العذراء القديسة مريم لقب “سلم يعقوب” (2)، فالعذراء هي الواسِطة التي جعلت هناك علاقة بين السماء والأرض وبقدسيتها استحقت أن تلد الرب يسوع الوسيط بين الله والناس. وفي ثيؤطوكية الثلاثاء يُقال: “أنتِ هي السُّلَّم الذي رآه يعقوب ثابتٌ علي الأرض، ومرتفع إلى السماء والملائكة نازلون عليه”.
سَلْمَا
اسم عبراني معناه “لابس”، وهو ابن حور من نسل كالب، وأبو بيت لحم، ويُظن بعضهم انه سلمون (1 أخبار 2: 51).
سَلْمَاي | شَمُلاي
اسم عبراني معناه “كساء” أو “مكسوّ” وهو أب لبعض النثينيم الذين عادوا إلى أورشليم [عددهم الإجمالي مع جَمِيعُ النَّثِينِيمِ وَبَنِي عَبِيدِ سُلَيْمَانَ: 392] (نحميا 7: 48) ويدعى أيضًا شمُلاي أو سلْمَاي (عزرا 2: 46).
سَلْمو | سَلْمَا
أبو بوعز (1 أخبار 2: 11)،.
سَلْمُون
اسم عبراني معناه “كساء” أو “مكسو” وهو أبو بوعز زوج راعوث وجدّ يسى أبي داود (راعوث 4: 20 و21) وقد ورد اسمه في سلسلة انساب المسيح (متى 1: 4 و5) ومن هذا نرى أنه تزوج راحاب وولد منها بوعز.
سَلْمُوني
اسم ميناء في كريت، توقفت فيه سفينة بولس الرسول بعد أن منعتها الرياح المضادة من متابعة الرحلة إلى روما مباشرة (أعمال 27: 7) وموقعها اليوم بلد اسمه رأس سيديرو في الكن الشمالي الشرقي من جزيرة كريت.
سَلاه
تعبير موسيقي ورد إِحدى وسبعين مرة في تسعة وثلاثين مزمورًا، كما وردت ثلاث مرات في سفر حبقوق. ويظن البعض أن الكلمة تعني تقوية اللحن وتوقيعه بشدة، وفي هذا المعنى يتوقف المرنمون لتسمع الآلة الموسيقية وحدها. ويظن آخرون أن معناها وقفة موسيقية، فتتوقف الآلات الموسيقية ويصمت المرنمون. ويقول يعقوب الذي من الرها أنها تشبه آمين التي يرددها المرنمون المسيحيون بعد سماع البركة، فكأن سلاه تعني: “أعط بركتك”. ولكن المعنى الأساسي المقصود من هذه الكلمة غير معروف.
بِرْكَة سِلْوام
وسلوام اسم عبراني معناه “مُرسَل”، وهو اسم البركة القريبة من أورشليم والتي يطلق عليها اسم شيلوه (اشعياء 8: 6) والتي تجري مياهها في هدوء وسكوت، وتقع عند جنينة الملك (نحميا 3: 15) ولو أن هذا لا يحدد موقعها بالضبط. ويقول المؤرخ يوسيفوس أنها تقع أسفل وادي الجبانين، وهي البركة التي تسمى اليوم بركة سلوان، ويبلغ طولها 58 قدمًا، وعرضها 18 قدمًا وعمقها 19 قدمًا، وجوانبها مبنية بالأحجار – ولو أن جانبها الغربي تحطم، وفيها ماء جار ملح المذاق، ولو أنه اليوم غير نقي لأن الغسالات يغسلن فيه، كما يغطس فيه الدباغون جلودهم ويأتي الماء إلى بركة سلوام من عين العذراء في قناة ملتوية منحوتة في الصخر 1708 قدمًا ويفيض الماء ليروي بعض الحدائق في وادي قدرون.
وقد دخل صبي من جانب القناة المواجهة للبركة، فأكتشف ستة سطور من الكتابة في عام 1880، وبعد فحص الكتابة أتضح أنها باللغة العبرية القديمة، وترجع إلى زمن حزقيا الملك، ولو أن بعض السطور قد محيت بمرور الزمن، إلا أن المعنى المقصود من الكلام المنحوت واضح، وهو أن العمال بدأوا ينحتون الصخر من جانب العين ومن جانب البركة وظلا يعملان حتى التقيا أخيرًا، ووصل ماء النبع إلى البركة.
وقد اعتاد اليهود في احتفالهم باليوم الأخير العظيم من عيد المظلات أن يذهب كاهن بابريق من ذهب إلى بركة سلوام، ويغترف به ثلاث مرات من الماء، ثم يعود بالإبريق المليء في موكب عظيم إلى الهيكل مجتازًا باب الماء، ثم يصب الماء في وعاء فضي على جانب المذبح الغربي وسط الترنيم: “احمدوا الرب فإنه صالح، وأن إلى الأبد رحمته”. (). ولعل المسيح أشار إلى هذا الاحتفال عند قوله: “إن عطش أحد فليقبل إلي ويشرب” (يوحنا 7: 37 و38).
وقد أرسل المسيح الرجل المولد أعمى في يوم السبت إلى البركة ليغتسل فيها فيبصر (يوحنا 9: 7 – 11).
بُرْج سِلْوام
هو البرج الذي سقط على ثماني عشرة شخصًا وقتلهم (لوقا 13: 4). ولا يعرف مكانه اليوم بالضبط، ولعله كان في القرية التي تسمى اليوم سلوان عند جبل الزيتون بقرب المكان الذي بنى فيه سليمان الهياكل لكموش وعشتاروت وملكوم. واسمه اليوم جبل الفساد.
سِلوانس
Silvanus هو أحد الرسل السبعين.
مدينة سَلوكية
ميناء إنطاكية التي ركب منها بولس وبرنابا في رحلتهما التبشيرية الأولى (أعمال 13: 4) وهي على شاطئ البحر على بعد خمسة أميال شمال فم نهر العاصي، وعلى بعد 16 ميلًا غرب إنطاكية. وكانت سلوكية القديمة على منحدر جبل كوريفيوس (اسمه الآن جبل موسى). وقد أسسها سلوقس نيكاتور الذي توفي عام 280 ق. م. وقد كانت أثناء حكم الرومان ذات جمال عظيم وتنظيم رائع، كما كانت ميناؤها حسنة ولا زالت كذلك إلى يومنا، ولها رصيفان أحدهما باسم بولس والآخر باسم برنابا. وقد اجتمعت في سلوكية بعض مجامع الكنيسة الأولى، ولكن أهميتها صارت إلى الاضمحلال منذ القرن السادس والسابع الميلاديين. واسمها اليوم السويدية ويوجد بقرب خرائب سلوكية القديمة قرية اسمها القبوصي.
تقع سلوكية على ساحل سوريا في الركن الشمالي الشرقي للبحر المتوسط على بعد نحو خمسة أميال إلى الشمال الشرقي من مصب نهر العاصي، وتقع أنطاكية – عاصمة سوريا في عهد السلوقيين – على بعد بضعة أميال في الداخل عند النقطة التي ينحرف عندها نهر العاصي بزاوية حادة – بعد مسيرته شمالًا بين جبال لبنان – متجهًا شرقًا إلى البحر المتوسط. وقد أدت عملية اجتثاث غابات جبال لبنان التي بدأت قبل الميلاد بنحو ثلاثة عشر قرنًا من الزمان، عندما أدرك الفينيقيون – سكان الشريط الساحلي – أن هناك سوقًا عالمية رائجة لخشب الأرز، إلى خلق مشكلة التعرية التي لم تجد لها حلًا حاسمًا حتى اليوم. ولذلك فإن نهر العاصي كان يحمل أحمالًا ضخمة من التربة التي جرفها في طريقه إلى البحر. ونتيجة لهذه التعرية، ثبتت حكمة بناء ميناء سلوكية على بعد قليل شمالي مصب نهر العاصى. وكان الميناء يتكون من حاجزين حجريين، كان الجنوبي منهما أعرض من الشمالي، ويرتفع فوقه، مما كَّون مدخلًا محميًا من الرياح الجنوبية السائدة، وعائقًا أمام تيار الطمي الذي يجرفه النهر، ورغم ذلك فإن الطمي الذي جلبه النهر، ترسب على طول الساحل حتى اختنق مدخل الميناء. أما موقع الميناء الآن فهو مسطح مكون من رواسب الطمي، ولا يمكن تمييز إلا القليل من بقايا مباني الميناء القديمة. وكانت سلوكية التي أقيمت لتكون ميناء لأنطاكية، واحدة من تسع مدن حملت اسم سلوقس أول ملوك الأسرة التي حكمت سورية والمناطق المجاورة منذ بداية القرن الثالث قبل الميلاد إلى أن استولى الرومان – بعد ذلك بنحو قرنين ونصف – على المنطقة شرقي البحر المتوسط.
ومن أعجب الظواهر في التاريخ ما حدث من تغير في النمط السياسي لمنطقة شرقي البحر المتوسط بعد فتوحات الإسكندر الأكبر السريعة، وتقسم الأقاليم التي فتحها بين قواده الذين جعلوا من أنفسهم ملوكًا. وكان أحدهم سلوقس، الذي أطلق على نفسه لقب “نيكاتور” (أي الفاتح) – رغم أنه كان من صغار قواد الإسكندر – وتولى حكم الولايات الشمالية من إمبراطورية الإسكندر الأكبر في الشرق. وأسس سلوقس مملكة السلوقيين في سورية في 312 ق. م. وفى 301 ق. م. بنى ميناء سلوكية وأطلق عليها اسمه. وكان الاسمان: سلوقس وأنطيوكس اسمين شائعين بين ملوك السلوقيين، مما يفسر إطلاق اسمي “سلوكية وأنطاكية” على الكثير من المدن في المنطقة.
وكانت مدينة سلوكية السورية تعرف باسم “سلوكية بيرية” تمييزًا لها عن المدن التي تحمل نفس الاسم في بلاد ما بين النهرين وفى كيليكية القريبة. ويبدو أن اسم “بيرية” يحتفظ باسم ميناء فينيقي أقام على أنقاضه، سلوقس الأول هذا الميناء، ولكن ليس ثمة دليل على ذلك. وقد قصد الملك السوري أن يكون ميناؤه قلعة حصينة تحرس واحدًا من أهم المداخل الرئيسية إلى مملكته. ورغم كل قوتها – الطبيعية والصناعية – حدث بعد نصف قرن أن قام بطليموس الثالث “أورجيتس” بالاستيلاء على سلوكية عند هجومه على سورية متخذًا – على الأرجح – من قبرس قاعدة له (1مك 11: 8)، وذلك بسبب ما كان ينقص مملكة السلوقيين من التماسك الذي كانت تتمتع به مصر البطلمية، حيث كان من العسير على سورية أن تحكم قبضتها على الأقاليم المختلفة، والحدود البعيدة التي تضم شعوبًا متباينة وولايات متنافرة. وظلت سورية في تنافس مستمر مع مصر شريكتها في خلافة الإسكندر، إلا أنها لم تتعرض لهزيمة أشد من تلك التي تلقتها على يد بطليموس الثالث الذي طعنها في موضع القلب منها. وظلت سلوكية في يد المصريين تهديدًا لأمن أنطاكية لأكثر من ثلاثين عامًا، ثم استردها أنطيوكس الكبير في 219 ق. م. لكنها وقعت مرة أخرى في يد البطالمة في 146 ق. م. وتتضمن الفصول التي كتبها بوليبيوس (Polybius) عن حصار أنطيوكس لسلوكية، وصفًا بليغًا للأهمية الحربية والطبوغرافية لتلك الميناء.
لقد كانت استعادة أنطيوكس لسلوكية من مصر جزءًا من برنامج ذلك المحارب لجمع شمل مختلف أقاليم مملكة السلوقيين. وكان واضحًا أنه يجب أن يسترد سلوكية أولًا، إذ اعتبر ميناء سلوكية رمزًا لنجاحه العسكري. ويقال إنه في 205 ق. م. دخل سلوكية في موكب ظافر وكأنه الإسكندر الثاني، في طابور من الفيلة وكميات ضخمة من الغنائم. وخلع على نفسه في هذه المناسبة لقب “الملك العظيم” وأصبح يعرف باسم “أنطيوكس الكبير” وفى عهده أصبحت سلوكية مدينة جميلة حصينة تحقق الغرض من إقامتها لتكون قاعدة للدفاع عن أنطاكية العاصمة.
ونتيجة لحملات أنطيوكس الكبير البعيدة، في محاولته لاستعادة السيطرة على كل المناطق التي كانت خاضعة من قبل لسورية السلوقية، وجد أنطيوكس نفسه في مواجهة الرومان، الذين تنبهوا – بفعل الحرب البونية الثانية – إلى التزامهم الدولي، وأدركوا أنه لكي يقيموا حدودًا قوية، لابد أن تمتد سيطرتهم إلى الممالك الهيلينية شرقي البحر المتوسط. وكان من أعظم أخطاء أنطيوكس السياسية هو فشله في إدراك القوة المتصاعدة لروما واهتمامها الشديد بشرقي البحر المتوسط، فمد فتوحاته إلى أبعد ما استطاع غربًا، فلقي هزيمة منكرة على يد الرومان. وبتوقيعه معاهدة مع الرومان في أبامبا – على نهر العاصي – في 188 ق. م. لم تعد المملكة السلوقية في سوريا قوة عظمى في حوض البحر المتوسط، إلا أنها احتفظت بمكانتها كقوة في الشرق الأوسط. وكانت مدينة سلوكية حينئذ ما زالت حصنًا عظيمًا في يد السوريين، ولك تكن روما تسعى نحو انتصارات بقدر ما كانت تسعى نحو حدود شرقية ثابتة وآمنة.
ولم يحدث إلا بعد أكثر من قرن من الزمان أن ظهر الرومان بقوتهم في قلب الإمبراطورية السورية. وقد نظر كل من “ميثريديتس” (Mithridates) ملك بنطس، و “تيجرينس” (Tigranes) ملك أرمينية بعين الريبة والعداء إلى تعاظم قوة روما في أسيا الصغرى. وبسبب ما حدث من انهيار عام في المنطقة شرقي البحر المتوسط والأقاليم المجاورة، خوَّل مجلس الشيوخ الروماني سلطات خاصة للمحارب العظيم بومبي في 66 ق. م. ليقضي على الفوضى المتزايدة فى المنطقة وليعيد إليها السلام. وخلال السنوات الثلاث التي أقامها بومبي في الشرق، قام بعمل عسكري وإداري فذ. وعندما وصل بومبي، وجد أن الغزو الأرميني البنطي قد وصل حتى أورشليم. أما سلوكية، فبفضل تحصيناتها المنيعة التي تمت منذ قرن مضي، فظلت شوكة في مؤخرة جيوش الغزاة، ولهذا فإن بومبي بعد أن استعاد بسرعة كل الأقاليم غربي الفرات، جعل سلوكية “مدينة حرة”. وعند تنظيمه للمنطقة الواسعة الممتدة من أسيا الصغرى حتى مصر، قضى على كل أثر لمملكة السلوقيين التي ظلت تتدهور زمنًا طويلًا، بعد أن أضعفتها الانقسامات الداخلية والمنازعات على العرش، فتآكلت حدودها. وإذ أدرك بومبي هذه الحقيقة، جعل من سورية مقاطعة رومانية. وظلت سلوكية مدينة حرة داخل الحدود الإقليمية، وميناء رئيسيًا للسيطرة على المناطق الداخلية. وزاد بومبي في تحصين الميناء لتصبح مثل قيصرية – على نفس الساحل – ميناء وقاعدة حربية حصينة.
وبحلول السيادة الرومانية، ومعها السلام، في منطقة طالما مزقتها المنازعات والفوضى والحروب المتواصلة، بدأت سلوكية قرنًا من الازدهار. ولابد أن النشاط البحري للميناء كان عظيمًا، ولم تعد مجرد منفذ للخروج والدخول إلى مقاطعة رومانية هامة، بل أصبحت أيضًا مرفأ للسفن، في زمن كانت الملاحة فيه تفضل السير بمحاذاة السواحل.
وقد أبحر الرسولان بولس وبرنابا من سلوكية إلى قبرس (أع 13: 4) في أول رحلة تبشيرية. وبعد ذلك بنحو نصف قرن، مر إغناطيوس أسقف أنطاكية بسلوكية في طريقه إلى الاستشهاد في روما. ولابد أن الرسولين بولس وبرنابا عادا من نفس الطريق (أع 14: 26). ومن التقاليد القديمة أنه يوجد في أطلال الميناء القديمة التي غطاها الطمي، رصيفان باسمي بولس وبرنابا.
ومن المحتمل أيضًا أن بولس في رحلته التبشيرية الثانية قد أبحر مع سيلا من سلوكية (أع 15: 40 و41). ويسير التيار البحري بمحاذاة الساحل في الاتجاه الشمالي الشرقي، إلا أن الرياح الساحلية تعادل تأثير التيار، وهكذا يمكن للمسافر أن يصل إلى قبرس في أقل من يوم.
وقد احتفظت سلوكية بوضعها كمدينة حرة، وقد تأيد ذلك بمرسوم من الإمبراطور فسباسيان في 70 م. وظلت سلوكية طوال القرن الميلادي الأول قاعدة للأسطول الروماني في سورية. وقد عملت الحكومة الرومانية باستمرار على تحسين الميناء. وهناك آثار للأعمال الهندسية الرومانية، من أهمها نفق ضخم طوله نحو 200 ياردة، لتحويل السيول المتدفقة من التلال المجاورة، بعيدًا عن الميناء، فمن الواضح أن مشكلة التعرية والطمي، كانت موضع اهتمام جاد. ويحمل النفق نقوشًا باسمي فسباسيان وابنه تيطس. ويبدو هذا دليلًا على أن سلوكية كانت قد اكتسبت أهمية كبيرة كقاعدة وميناء إمداد خلال الثورة الكبرى في اليهودية، فقد كان لسلوكية ميزة واضحة على قيصرية في هذه الناحية، لبعدها النسبي عن ميدان القتال وغارات العصابات.
ولابد أن مدينة سلوكية في ذلك الزمان كانت مدينة رائعة غنية بمعابدها، وبمسرح دائري ضخم منحوت فى جرف جبل مازالت بقاياه قائمة. كما يمكن تتبع الطريق العظيمة التي كانت تربط سلوكية بأنطاكية، ومازالت تشاهد الأطلال السامقة لبوابة السوق في سور المدينة. وعلى المنحدرات السُفلي لجبل “موسي داج” توجد كهوف صنعها الإنسان، يُظن أنها كانت مخازن في أيام ازدهار سلوكية ورواج تجارتها البحرية.
وسلوكية الآن عبارة عن مساحة شاسعة من الأطلال، يجرى عدد من البعثات الأثرية التنقيب عن آثارها منذ عام 1932 م.، وقد تم كشف الكثير من مبانيها وأبوابها وأسوارها ومسرحها، والميناء الداخلي والقناة العظيمة التي حفرها قسطنطيوس في 338 م. في الصخر الصلد، لنقل مياه السيول المتدفقة من الجبال إلى البحر بعيدًا عن المدينة، وكذلك القناة التي كانت تربط الميناء الداخلي بالبحر والتي كانت قد اختفت تحت الطمي منذ زمن بعيد.
طائر السَلْوَى
quails طيور ترحل من إفريقية في الجنوب إلى الشمال في أسراب كثيرة العدد جدًا، وقد صيد منها في إيطاليا مئة ألف طائر في يوم واحد، وهي تطير في أسراب فتشبه السحاب الكثيف ويُسمى السلوى باللغة اللاتينية Coturnix dactylisonas. وقد أرسل الله كمية كبيرة من هذه الطيور إلى محلة العبرانيين ليأكلوا لحمها بعد أن تذمروا على موسى (خروج 16: 13 وعدد 11: 31). وقد طارت أسرابها من الجنوب عن طريق البحر الأحمر، فقطعت خليجي العقبة والسويس، ووصلت إلى البرية في شبه جزيرة سيناء متعبة مرهقة، وإذ بدخان محلة العبرانيين يعاكسها فتسقط بالآلاف على الأرض، فيسهل إمساكها باليد.
والسلوى حلوة المذاق، وهي تبيض من 12 إلى عشرين بيضة وتحتضنها في عش على الأرض، وتطير على ارتفاع صغير “نحو ذراعين فوق وجه الأرض” (عدد 11: 31) وقد نشر العبرانيون السلوى ليجففوها باسطين إياها حول المحلة. وقد كان إرسال السلوى بهذه الكمية الوافرة مدة شهر كامل علامة من علامات عناية الله الكاملة (مزمور 78: 26 – 30). 1.
السليخة
لحاء شجر له رائحة طيبة كان يأتي من شرقي آسيا عبر المحيط الهندي إلى جنوبي بلاد العرب حيث تنقله القوافل إلى فلسطين. وكان الدهن المقدس للمسحة يتكون من “مر قاطر خمس مئة شاقل، وقرفة عطرة نصف ذلك مئتين وخمسين، وقصب الذريرة مئتين وخمسين، وسليخة خمس مئة بشاقل القدس، ومن زيت الزيتون هينا” (خر 30: 23 و24). والكلمة في العبرية هي “قدة” لأنها قشر شجر منسلخ. ولا تذكر في الكتاب المقدس مرة أخرى إلا في حزقيال (27: 19) حيث يقول إن “دان وياوان قدموا غزلًا في أسواقك (صور). حديد مشغول وسليخة وقصب الذريرة كانت سوقك”. أما كلمة سليخة في العبارة: “كل ثيابك مر وعود وسليخة” (مز 45: 8) فهي في العبرية “قيسبوت” (في صيغة الجمع) وتدل أيضًا على شرائح اللحاء العطر.
1. أو القرفة الخشبية أو القنة وباللغة العبرية يسمى القدة والاسم العلمي له هو Cinnamomum Cassia.
تُعتبر السليخة من التوابل الأقل جودة ويُستخرج زيتها بتقطير أوراق نبات (Cinnamomum aromaticum).
2. السليخة لونها أصفر ورائحة قوية ونفَّاذة وكانت تستخدم في إزالة اليرقان والسعال، وكذلك في تخفيف أوجاع المعدة وفى معالجة الزكام وهى تختلف عن النوع الأحمر وهو أيضاً طيب الرائحة.
3. لهذا النبات أسماء أخرى كثيرة مثل دار صيني الدون، دار صوص أو دار سين.
4. يسمى في اللغة الإنجليزية الدارجة Chinese Cinnamon.
5. أطلق عليه العرب نبات اليارذد الفارسي.
6. وهو لا يُستخدم كثيراً اليوم لكنه كانت له قيمة أكبر في عصور الكتاب المقدَّس فقد كان ضمن المواد التي كانت تُستخدم في المسحة التي كانت تُمسح بها خيمة الاجتماع وتابوت الشهادة والمائدة وكل آنيتها والمنارة ومذبح البخور ومذبح المحرقة وكل آنيته والمرحضة وقاعدتها وكانت أيضاً تُستخدم لمسح الكهنة قبل أول مرَّة يكهنوا فيها (خر 30: 24) والسليخة تدخل في تركيب العطور المكوّنة للمسحة المقدسة “ميعة وأظفاراً وقنة عطرة ولباناً نقياً” (خر 30: 34) والسليخة هي القنة العطرة ولقد ذكرت مع قصب الذريرة في سفر حزقيال النبي (حز 27: 19).
7. كان تتاجر فيها صور (حز 27: 19، مز 45: 8، حز 27: 19).
8. لقد قال داود الأنطاكي أن عطر السليخة يؤخذ من أشجار القنة وله طعم لاذع وينبت في سوريا وبلاد الفرس.
ومن الجدير بالذِّكر أن هذا النبات يُسْتَخْدَم في عمل زيت الميرون المقدس في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
الملك سُليمان الحكيم
← اللغة الإنجليزية: Solomon – اللغة العبرية: שְׁלֹמֹה – اللغة اليونانية: Σολομών – اللغة القبطية: Colomwn – اللغة الأمهرية: ንጉሥ ሰሎሞን.
اسم عبري معناه “رجل سلام” وهو ابن الملك داود الذي خلفه على عرش بني إسرائيل، فكان أعظم ملك، وقد ملك أربعين سنة. ومع أنه كان لديه ستة أخوة من أمهات مختلفات وهم: أمنون – كيلآب – أبشالوم وأدونيا – شفطيا – يثرعام، إلا أن سليمان هو الذي مَلَكَ. وهو ابن بَثْشَبَع (1 ملوك 1: 11) التي كانت زوجة لأوريا الحثي. وقد أحب داود سليمان لأنه كان ابن زوجته المفضلة، وأطلق عليه اسم سليمان متمنيًا له سلام بلا حرب، ولكن الله أعطاه اسم يديديا أي محبوب يهوه (2 صموئيل 12: 24 و25). وكان شديد الذكاء واستوعب كل الدراسات التي تلقاها غالبًا على يد ناثان النبي (1 ملوك 4: 32 و33).
وكان داود قد وعد بثشبع أن يملك ابنها سليمان على الشعب بعده، وذلك بعد خيانة أبشالوم (1 ملوك 1: 17) وقد حاول أدونيا بن داود أن يأخذ الملك قبل وفاة والده، ولكنه فشل واسلم نفسه لسليمان (1 ملوك 1: 53) وهكذا صار سليمان وريث العرش بدون منازع.
وبدأ سليمان حكمه بالزواج من ابنة الملك فرعون حتى يكون ذلك مصدر أمن له، وقد تزوج سليمان زيجاته لغرض دبلوماسي، فبقي بنوا إسرائيل أربعين سنة في سلام بدون حروب (1 ملوك 4: 24).
وقد رأى سليمان في بدء حكمه حلمًا، سأله فيه الله عما يطلب فلم يطلب غنى ولا عظمة ولا طول أيام، بل طلب الحكمة (1 ملوك 3: 5 – 9) وقد أعطاها له الله، فظهرت حكمته في ذهابه إلى المذبح الذي بناه موسى في البرية وذبح ألف محرقة هناك (1 ملوك 3: 4). كما ظهرت حكمته في الحكم بين السيدتين المتنازعتين على الطفل الحي (1 ملوك 3: 16 – 28) وقد تحقق في حكم سليمان وعد الله لإبراهيم إذ ملك سليمان من نهر مصر إلى نهر الفرات الكبير (تكوين 15: 18).
وكان يعاون سليمان في ملكه اثنا عشر وكيلًا، هم رئيس الكهنة ومعه كاهنان، وكاتبان ومسجل، ورئيس الجيش، ورئيس على الوكلاء، وصاحب لملك، ورئيس للبيت، ورئيس للتسخير (1 ملوك 4: 2 – 6) كما كان له اثنا عشر وكيلًا آخرين، كل وكيل على قسم من الشعب، يجمع من قسمه نفقات شهر لبيت الملك، وكان اثنان من هؤلاء الوكلاء متزوجين من ابنتين لسليمان (1 ملوك 4: 7 – 19) وقد زاد عدد الشعب في حكمه على الأربعة ملايين، لكنهم كانوا مثقلين بالضرائب.
وقد كان سليمان على صداقة مع حِيرام ملك صُور، فقدم سليمان الطعام لعبيده، مقابل مواد بناء الهيكل (1 ملوك 5: 1 – 12) وقد اعتمد سليمان على الشعب في أعمال السخرة للأبنية العامة ولبناء الهيكل (1 ملوك 5: 13 – 18) وكان سليمان بناءً عظيمًا مثل رمسيس الثاني، فبنى الهيكل، وكان أبو داود قد جهز الكثير من مواد البناء قبل موته، ولم يسمح له الرب بالبناء كان رجل دماء (1 أخبار 22: 8). وقد استغرق بناء هيكل سليمان سبع سنوات على مثال الرسم الذي أعطاه الله لموسى، ولكن بضعف حجمه (1 ملوك 6) وكان موقع البناء على جبل المريا حيث قدم إبراهيم ابنه اسحق، وعلى بيدر ارونة اليبوسي. (انظر المزيد عن). وكان الهيكل أعظم أعمال سليمان بلا جدال. ودشن سليمان الهيكل بعد يوم الكفارة العظيم وقبل عيد المظال، في احتفال رائع، وامتلأ بيت الله بالسحاب وملأ مجد الله البيت (2 أخبار 5) وصلى سليمان صلاة طويلة للرب إله السماء، نجدها في 1 ملوك 8: 23 – 53. وقدم سليمان محرقات عظيمة لتدشين هيكله، وفي هذا نرى أن سليمان أخذ مكان هرون ومكان موسى؛ وبنى سليمان أبنية أخرى مثل بيت وعر لبنان، ورواق الأعمدة، ورواق الكرسي الذي كان موضع القضاء، كما بنى بيتًا لابنة فرعون (1 ملوك 7: 2 – 8) وبنى قلعة لحماية الهيكل (1 ملوك 9: 24). وحصون عديدة في أنحاء المملكة (1 ملوك 9: 15 – 19) لحماية المملكة والدفاع عنها. ولم يترك سليمان مجالًا لملك آخر ليبني بعده، فقد أكمل الملوك أو رمموا ما بدأ سليمان به.
وعند منتصف أيام حكم الملك سليمان زارته ملكة سبا بعد أن سمعت عن حكمته، فأراها سليمان عاصمة ملكه وابنتيه ونظام حكمه، فأدهشها هذا جدًا حتى لم يَبق فيها روح بعد، وقد فاق سليمان كل ما سمعته عن حكمته، بعد أن أجاب على كل أسئلتها، فطوبت رجاله الذين يسمعون حكمته، وقدمت له هدية عظيمة (1 ملوك 10).
وكانت عظمة غنى سليمان مذهلة، وكان عصره عصر نجاح اقتصادي، ولم تكن هناك حروب تستنزف مال الشعب، وقد أتته سفنه مرة محملة بأربع مئة وعشرين وزنة ذهب (وزنة الذهب قيمتها عشرة آلاف جنيه مصري) وكانت له أساطيل تجارية في بحر الهند والبحر الأبيض المتوسط، فجلبت له الذهب والفضة والنحاس والعاج والأبنوس والبوص والخيل والمركبات والقردة والطواويس (1 ملوك 10: 22) وكان في خدمته عشرة آلاف يأكلون من مائدته. وكان له آنية فضية مثل الحجارة وخشب الأرز مثل الجميز. وتقدر قيمة دخل سليمان سنويًا بما يساوي عشرة ملايين دولار تقريبًا (1 ملوك 9: 26 – 28).
وكانت رحابة قلب سليمان عجيبة جدًا (1 ملوك 4: 29) فقد درس كل العلوم التي يمكن أن تدرس وفاق فيها كل علماء عصره المشهورين، فدرس علم النبات وعلم الحيوان وعلم الطيور، وكتب الأمثال وكتب الحكمة والقصائد (1 ملوك 4: 29 – 34) وقد ضاع كثير مما كتبه سليمان، ولم يبقى إلا بعضه، مما ورد في سفر الأمثال (ام 1: 1 و10: 1 و25: 1) والأغلب أنه هو الذي كتب سفر الجامعة وسفر الحكمة وسفر نشيد الانشاد.
على أن السنوات الأخيرة من حكم سليمان كانت مؤسفة، فقد بدأ بتعدد الزوجات، وأحب نساء غريبة كثيرة مع بنت فرعون، فكان له سبع مئة من الزوجات وثلاثة مئة من السراري (1 ملوك 11: 1 – 8) فأملنَ قلبه إلى الآلهة الغريبة حتى بنى أماكن لعبادة الأوثان إِرضاء لهن، فغضب الرب عليه، وهدده بتمزيق المملكة عنه، وأقام له خصومًا (1 ملوك 11: 9 – 25) وقد طلب سليمان قتل يربعام الذي قال له النبي اخيا أن معظم المملكة سيكون له فهرب يربعام إلى مصر (1 ملوك 11: 26 – 40).
وهكذا نرى أن العظمة والغنى والنجاح قد قادت سليمان إلى نهاية بعيدة عن الله… وإذا بسحابة داكنة تخيم على مساء اليوم الصاحي المشرق…. “واضطجع سليمان مع آبائه ودُفن في مدينة داود” فإن حكمة سليمان لم تنطبق على حياة سليمان لم تنطبق على حياة سليمان؛ “وهوذا أعظم من سليمان ههنا”.
وقد أظهر التنقيب في مجدو اصطبلات لخيل سليمان تسع حوالي خمسمئة من الخيل. وكذلك أظهر التنقيب في عصيون جابر مسابك للنحاس ترجع إلى عصر سليمان مما يدل على سعة ملكه وثروته.
عبيد سُليمان
يذكر سفر عزرا عودتهم من السبي إلى أورشليم لبناء الهيكل (عزرا 2: 55 و58 ونحميا 7: 57 و60) ويرد ذكرهم دومًا بعد النثينيم مما يظهر أن لهم خدمة في الهيكل (قارن عزرا 7: 24). والأغلب أنهم يخدمون اللاويين ولم يكونوا من أصل عبراني، ولكنهم دخلوا في قائمة خدم الهيكل بعد أن فرغوا من بنائه، وقد قدمّهم لذلك سليمان.
فقد استلزمت شؤون الدولة في عهد سليمان والعمائر العظيمة التي أقامها، وجود عدد كبير من العبيد الذين كانوا أصلًا من نسل الأموريين والحثيين والفرزيين والحوريين واليبوسيين الذين ليسوا من بني إسرائيل، فقد جعل عليهم سليمان “تسخير عبيد” (1مل 9: 20 و21). وقد تكرر ذكر عبيد سليمان مرارًا (انظر مثلًا 1مل 3: 15، 5: 6)، وإن كانت لفظة “عبيد” يمكن أن تطلق على كل رعايا الملك باعتبارهم “عبيدًا للملك” أي خاضعين له ورهن إشارته، إلا أنه يبدو أنها هنا تشير إلى فئة خاصة هي “عبيد التسخير”.
وعند العودة من السبي البابلي، كان من بين الراجعين إلى أرض يهوذا، “بنو عبيد سليمان” (عز 2: 55 – 58، نح 7: 57 – 60). والأرجح أنهم كانوا نسل عبيد سليمان الذين جعلهم تحت التسخير من غير بني إسرائيل (1مل 9: 20 و21). ويبدو أنهم كانوا طبقة معروفة في إسرائيل ويهوذا، وكانوا أشبه بالنثينيم الذين يخدمون في الهيكل (انظر عز 7: 24).
رواق سُليمان
الرواق ممشى مسقوف، وكان رواق سليمان شرقي الهيكل ودار الأمم (يوحنا 10: 23 وأعمال 3: 11 و5: 12). وكان سقفه من خشب الأرز ويستند على صفين من الأعمدة الرخامية البيضاء المنحوتة على النظام الكورنثي.
وكان “رواق سليمان” بهوا مسقوفًا على أعمدة في هيكل هيرودس في أورشليم يقع في الجانب الشرقي نم فناء الهيكل الخارجي, يطل على وادي قدرون.
وكان يسوع يتمشى في الهيكل في “رواق سليمان” عندما احتاط به اليهود يطلبون منة أن يقول لهم جهرا إن كان هو المسيح (يو 10: 23).. وبعد أن شفى بطرس ويوحنا الرجل الأعرج من بطن أمة عند باب الهيكل الذي يقال له الجميل, “تراكض إليهم جميع الشعب إلى الرواق الذي يُقال لهُ رواق سليمان وهم مندهشون” (أع 3: 12 – 26). وقد اجتمع الرسل والمؤمنون “بنفس واحدة في رواق سليمان” (أع 5: 12) , حيث كانوا “في الهيكل واقفين يعلمون الشعب” (أع 5: 25).
بِرَك سُليمان
ثلاث برك توجد في الجنوب الغربي من بيت لحم، على بعد عشرة أميال من أورشليم، ويقول التقليد أن سليمان بناها ليتجمع فيها الماء ويصل إلى أورشليم في قناة (جامعة 2: 6) وبعضها منحوت في الصخر والبعض الآخر مبني بناءً متينًا. ويتجمّع الماء النازل من المطر من التلال المحيطة، ويصل إلى البرك عن طريق قناة تحت الأرض لحفظ الماء من التبخر. وهي بِرَك عظيمة الحجم، كانت تمون أورشليم بالماء، وقد عمل بيلاطس البنطي إصلاحات كثيرة في هذه البرك ورَمَّمَها.
أسفار سليمان | كتب سليمان
قام سُليمان الحكيم بكتابة أربعة أسفار في الكتاب المقدس – بخلاف مزموريّ 72، 127 – وهم:
سفر أمثال سليمان.
سفر الجامعة.
سفر نشيد الأناشيد.
سفر الحكمة.
نساء سليمان: زوجاته وسراريه الألف
Solomon’s Wives and Concubines بالرغم من نص قانون الملوك وحياتهم على أن الملك “ألَّا يُكَثِّرْ لَهُ نِسَاءً لِئَلاَّ يَزِيغَ قَلْبُهُ” (سفر التثنية 17: 17)، فقد ارتبط سليمان بألف امرأة أكثر من كل ملوك إسرائيل، حيث “كَانَتْ لَهُ سَبْعُ مِئَةٍ مِنَ النِّسَاءِ السَّيِّدَاتِ، وَثَلاَثُ مِئَةٍ مِنَ السَّرَارِيِّ” (سفر الملوك الأول 11: 3). فقد جعلته إحداهن (ابنة فرعون) ينحدر نحو عبادة الأوثان (1 مل 3: 1 – 3؛ 7: 8؛ 11: 4؛ 15: 13؛ 2 أخ 22: 2). وأحب نساء غريبة من جنسيات غير إسرائيل، وقد أملن تلك النسوة قلبه نحو آلهة غريبة (1 مل 11: 1 – 8).
وكانت جميع علاقات سليمان رسمية حينها سواء بنظام الزواج أو التسرّي، ولكن هذا الأمر كان من ضعفات سليمان الخطيرة، والتي تسببت في تمزُّق مملكته الهائلة إلى قسمين بعد وفاته كعقاب له.
زوجات سليمان الملك السبعمائة
بالرغم من نص قانون الملوك وحياتهم على أن الملك “ألَّا يُكَثِّرْ لَهُ نِسَاءً لِئَلاَّ يَزِيغَ قَلْبُهُ” (سفر التثنية 17: 17)، فقد ارتبط سليمان بألف امرأة أكثر من كل ملوك إسرائيل، حيث “كَانَتْ لَهُ سَبْعُ مِئَةٍ مِنَ النِّسَاءِ السَّيِّدَاتِ، وَثَلاَثُ مِئَةٍ مِنَ السَّرَارِيِّ” (سفر الملوك الأول 11: 3). فقد جعلته إحدى زوجاته (ابنة فرعون) ينحدر نحو عبادة الأوثان (1 مل 3: 1 – 3؛ 7: 8). وأحب نساء غريبة من جنسيات غير إسرائيل “مُوآبِيَّاتٍ وَعَمُّونِيَّاتٍ وَأَدُومِيَّاتٍ وَصِيدُونِيَّاتٍ وَحِثِّيَّاتٍ” (سفر الملوك الأول 11: 1)، وقد أملن تلك النسوة قلبه نحو آلهة غريبة (1 مل 11: 1 – 8). وبسبب هذا تمزَّقَت مملكته الهائلة إلى قسمين بعد وفاته كعقاب له.
ومن تلك الزوجات:
ابنة فرعون (1 ملو 3: 1).
نعمة العمونية (1 مل 14: 13 و2 أخبار 12: 13)، وهي الزوجة الوحيدة المذكور اسمها من نساء سليمان.
وقالت بعض التقاليد العربية والحبشية أن سليمان تزوَّج ملكة سبأ أو ارتبط بها جسديًّا وأنجب منها، ولكن لا يوجد أي أدلة على صحة هذا القول.
سراري سليمان الملك الثلاثمائة
بالرغم من نص قانون الملوك وحياتهم على أن الملك “ألَّا يُكَثِّرْ لَهُ نِسَاءً لِئَلاَّ يَزِيغَ قَلْبُهُ” (سفر التثنية 17: 17)، فقد ارتبط سليمان بألف امرأة أكثر من كل ملوك إسرائيل، حيث “كَانَتْ لَهُ سَبْعُ مِئَةٍ مِنَ النِّسَاءِ السَّيِّدَاتِ، وَثَلاَثُ مِئَةٍ مِنَ السَّرَارِيِّ” (سفر الملوك الأول 11: 3). فقد جعلته إحداهن (ابنة فرعون) ينحدر نحو عبادة الأوثان (1 مل 3: 1 – 3؛ 7: 8). وأحب نساء غريبة من جنسيات غير إسرائيل، وقد أملن تلك النسوة قلبه نحو آلهة غريبة (1 مل 11: 1 – 8). وبسبب هذا تمزَّقَت مملكته الهائلة إلى قسمين بعد وفاته كعقاب له.
وكانت السرية في مرتبة أقل من الزوجة قانونًا.
امرأتان زانيتان في وقت سليمان
Two Harlot Mothers كانت تلك الزانيتان تعيشا معًا، وولدتا في وقت قريب من بعضهنَّ البعض، فولدت الأولى ابنًا، والثانية ولدت ابنًا بعد ثلاثة أيام ولكنه مات بسبب اضطجاعها عليه بدون أن تدري (سفر الملوك الأول 3: 17 – 19). فقامت الثانية بتبديل الطفلين في الليل وأخذت الطفل الحي، وأعطتها الطفل الميت وهي نائمة. وعندما استيقظت في الصباح اكتشفت اللعبة، ولكن المرأة الأخرى أصرَّت على موقفها أن ابنها هو الحي (سفر الملوك الأول 3: 20 – 23).
وبالرغم من أن كليهما زانيتان خاطِئتان، إلا أنهما في هذه القضية ذهبا للملك والقاضي، والذي يحكم بالعدل للجميع، ويسوس الجميع بالقانون بغض النظر عن مستوى الشخص الاجتماعي أو مدى طهارتهُ من عدمه (سفر الملوك الأول 3: 16).. وبحكمة سُليمان عندما عُرِضَ عليه الأمر، أمر بشطر الطفل نصفين وإعطاء نصفًا لكلٍ منهما، وكانت هذه الفكرة بغرض أن يستَشِفّ الحقيقة ويرى مَنْ هي أم الطفل الحي. وللوقت انهارت الأم الحقيقية وتنازلت عن ابنها للأخرى لئلا يموت، في حين لم تُمانِع الأخرى في قتل الطفل لئلا يكون لأيٍ منهنَّ. وبعد هذا الحوار الدرامي عرف سليمان الأم الحقيقية وأعطاها طفلها (سفر الملوك الأول 3: 24 – 28).
المرأة الزانية أم الطفل الحي في وقت سليمان
ولدت تلك المرأة طفلًا، وبعدها بثلاثة أيام ولدت امرأة زانية أخرى كانت تقيم معها طفلًا آخرًا، ولكن الأخيرة مات ابنها، فقررت تبديل الطفلين في أحد الأيام لتأخذ الطفل الحي (سفر الملوك الأول 3: 16 – 21). وعندما أصرَّت على الادعاء بأن الحي هو طفلها، ذهبتا لسليمان للحصول على العدل. وعندما أصرَّت كلٍّ منهنَّ على موقفها، أمر الملك بشطر الطفل، إلا أن تلك المرأة انهارت على الفور وعرضت ترك الطفل للمرأة الأخرى لئلا يموت. فعرف سليمان أنها هي أم الطفل الحقيقية وأعطاها الولد (سفر الملوك الأول 3: 22 – 28).
المرأة الزانية أم الطفل الميت في وقت سليمان
كانت زانيتان تعيشان معًا في بيت واحد، وولدت هذه المرأة طفلًا مات بسببها، فقامت بتبديل الطفل الميت بطفل حي ولدته المرأة الأخرى التي كانت تعيش معها (سفر الملوك الأول 3: 16 – 21). ولكن عندما استيقظت الأخرى واكتشفت الأمر، رفضت هذه المرأة إعطاؤها الطفل، فذهبن كليهما لسليمان لطلب العدل. وعندما استمع سليمان لكلامهنَّ أمر بشطر الطفل نصفين وإعطاء كلٍّ منهنَّ نصفًا، ففرحت هذه بكل وقاحة بالحكم، ليتم قتل الطفل ولا يكون لها ولا للمرأة الأخرى. فعرف سليمان أن هذه ليست أم الطفل الحقيقية، وأعطى الولد للمرأة الأخرى (سفر الملوك الأول 3: 22 – 28).
ابن المرأة الزانية الميت
ولدت امرأة زانية طفلًا، إلا أنها عن طريق الخطأ اضطجعت عليه ومات (سفر الملوك الأول 3: 16 – 19)، فقامت بتبديل ابنها بابن امرأة أخرى (وُلِدَ قبل الميت بثلاثة أيام) معها لكي تستحوِذ عليه، إلا أنه بحكمة سليمان في الحكم في تلك القضية عرف أن الطفل الحي هو ابن المرأة الأخرى (سفر الملوك الأول 3: 20 – 28).
ابن المرأة الزانية الحي
ولد هذا الطفل من امرأة زانية، وبعد ثلاثة أيام ولدت امرأة زانية أخرى كانت تعيش معها طفلًا آخرًا، ولكن الأخير مات بسبب اضطجاع أمه عليه بدون أن تدري (سفر الملوك الأول 3: 16 – 19). فقامت أم الطفل الميت بسرقة هذا الولد ليلًا وادعاء أنه ابنها، فققرتا الذهاب لسليمان لطلب العدل في تلك القضية (سفر الملوك الأول 3: 20 – 23)، إلا أن الملك أمر بشطر الطفل نصفين، فعرف من خلال الحوار أمه الحقيقية، وعاد هذا الطفل إلى أحضان أمه سالِمًا (سفر الملوك الأول 3: 24 – 28).
سَمْجَر نبو
اسم اكادي ربما كان معناه “تحنن يانبو” (ارميا 39: 3) أحد رجال نبوخذنصر ملك بابل الذين دخلوا أورشليم وجلسوا في الباب الأوسط.
سمَّرَ – المسمار
سمَّر الخشب وغيره شده بالمسامير. وكانت المسامير معروفة منذ القديم، ولكنها كانت تختلف في الحجم والشكل قليلًا عن المسامير المستخدمة حاليًا، إذ كانت تطرق يدويًا، وليس بالآلات كما هو الحال الآن.
وكانت تصنع عادة من الحديد أو النحاس، كما كانت تصنع رؤوس بعض المسامير، أو كلها، من الذهب أو من الفضة لأغراض الزينة. وقد هيأ داود الملك لبناء الهيكل: “حديدًا كثيرًا للمسامير لمصاريع الأبواب للوصول” (1أخ 22: 3). وكان “وزن المسامير” التي استخدمت في بناء الهيكل “خمسين شاقلًا من ذهب” (2أخ 3: 9). ويصف إشعياء صانع الصنم، بأنه: “مكَّنه بمسامير حتى لا يتقلقل” (إش 41: 7). ويقول إرميا أيضا عن الأصنام: “بالفضة والذهب يزينونها، وبالمسامير والمطاريق يشددونها فلا تتحرك” (إرميا 10: 4).
وعندما صلبوا رب المجد دقوا المسامير في يديه ورجليه، إذ يقول توما: “إن لم أبصر في يديه أثر المسامير، وأضع إصبعي في أثر المسامير، وأضع يدي في جنبه لا أؤمن” (يو 20: 25).
ويقول الرسول بولس إن الرب يسوع قد “محا الصك الذي علينا في الفرائض الذي كان ضدًا لنا، وقد رفعه من الوسط مسمِّرًا إياه بالصليب” (كو 2: 14).
سِمعان الشيخ
← اللغة الإنجليزية: Simeon the Righteous – اللغة العبرية: שמעון הקדוש – اللغة القبطية: Cumewn.
اسم عبراني معناه “مستمع” وهو:
سمعان الشيخ (لوقا 2: 25) رجل تقي سكن أورشليم، وأوحى إليه أنه سيعيش حتى يرى المسيح المتجسد. وقد انقاد بالروح إلى الهيكل عندما ذهب يوسف ومريم بالطفل يسوع إلى هناك، وأخذ الطفل بين ذراعيه وشكر الله، ثم طلب أن يطلقه بسلام. وتقول بعض التقاليد أنه ابن هلليل الربي اليهودي ووالد غمالائيل، ولكن لا ظل من الصحة لهذه التقاليد، كما أنها بلا سند.
القديس الشهيد بُطْرُس الرسول
← اللغة الإنجليزية: Peter – اللغة العبرية: פטרוס – اللغة اليونانية: Πέτρος – اللغة القبطية: Petroc – اللغة الأمهرية: ጴጥሮስ (بيتروس) – اللغة السريانية: ܫܡܥܘܢ ܟܐܦܐ.
اسم عبري معناه “صخرة” أو “حجر” وكان هذا الرسول يسمى أولًا سمعان واسم أبيه يونا (مت 16: 17) واسم أخيه أندراوس، واسم مدينته بيت صيدا. فلما تبع يسوع سمي “كيفا” وهي كلمة أرامية معناها صخرة، يقابلها في العربية صفا أي صخرة وقد سّماه المسيح بهذا الاسم. والصخرة باليونانية بيتروس ومنها بطرس (يو 1: 42 ومت 16: 18) وكانت مهنة بطرس (يو 1: 42 ومت 16: 18) وكانت مهنة بطرس صيد السمك التي كان بواسطتها يحصل على ما يكفي عائلته المقيمة في كفر ناحوم كما يستدل من عيادة يسوع لحماته وشفائها من الحمّى. (مت 8: 14 و15 ومر 1: 29 – 31 ولو 4: 38 – 40).
ويرجح أن بطرس كان تلميذًا ليوحنا المعمدان قبل مجيئه إلى المسيح. وقد جاء به إلى يسوع أخوه أندراوس واحد من تلميذي يوحنا المعمدان المقربين إليه. وقد أشار يوحنا في حضورهما إلى يسوع بعد رجوعه من التجربة في البرية (يوحنا 1: 35 – 42). وقد دعا يسوع بطرس ثلاث مرات فأولًا: دعاه ليكون تلميذًا، ودعاه ثانية: لكي يكون رفيقًا له ملازمًا إياه باستمرار (مت 4: 19 ومر 1: 17 ولو 5: 10) ثم دعاه ثالثة: لكي يكون رسولًا له (مت 10: 2 ومر 3: 14 و16 ولو 6: 13 و14) وقد ساعد حماس بطرس ونشاطه وغيرته على أن يبرز كالمتقدم بين التلاميذ من البداية. فيذكر اسمه دائمًا أولًا عند ذكر أسماء الرسل (مت 10: 2 ومر 3: 16 ولو 6: 14 واع 1: 13). وكذلك عند ذكر أسماء التلاميذ الثلاثة المقربين جدًا إلى يسوع كان اسمه يذكر أولًا فمثلًا في التجلي، وعند إقامة ابنه بايرس، وفي بستان جثسيماني وهلم جرا (مت 17: 1 ومر 5: 37 و9: 2 و13: 3 و14: 33 ولو 8: 51 و9: 28). وربما كان تحليل كل هذا بصورة خاطئة ما دعا الأخوة الكاثوليك إلى وضع بطرس الرسول في مرتبة خاصة، على الرغم من أن نفس السلطان الذي أخذه بطرس أخذه باقي التلاميذ، بل أن اندفاعه وتهوره في الفعل والكلام أدى إلى أن يكلمه السيد المسيح بأحاديث قاسية أكثر من مرة.. وستجد في كتاب الصخرة الأرثوذكسية للمتنيح حبيب جرجس المزيد عن هذه النقطة بالذات،.
ولا يدل سقوطه السريع على شيء من الشك، فإن ما أظهره من المحبة لسيده بعد ذلك كفيل بالبرهنة على أن ما حصل من إنكار سيده، كما تركه جميع التلاميذ في ليلة المحاكمة، إنما كان ضعفًا بشريًا، لم يستمر طويلًا بل أن نظرة العتاب من سيده الذي عرفه جيدًا جعلته يخرج إلى خارج ويبكي بكاءً مرًّا (لو 22: 62).
وفي الكتاب المقدّس أمور تذكر مختصة بهذا الرسول، تظهر صفاته الحسنة، كقوله ليسوع “اخرج من سفينتي يا رب لأني رجل خاطيء” (لو 5: 8 و9) وما ذلك إلا لتأّثره السريع بالعجيبة التي صنعها المسيح. وهكذا إذا تتبّعنا سيرة هذا الرسول نرى أمورًا تبرهن على سرعة إيمانه وثقته بابن الله، منها مشية على الماء (مت 14: 29) ومنها أنه أوّل من أدرك حقيقة شخصية يسوع فاقرّ جهارًا بأنه المسيح ابن الله (مت 16: 16).
هذا ولا يخلو أن فكرة كان متّجهًا نحو الأشياء الزمنية كما يظهر من قوله ليسوع بعد ذلك “حاشاك يا رب، لا يكون لك هذا”. (انظر المزيد عن). وذلك إذ سمعه يقول، أنه ينبغي أن يذهب إلى أورشليم ويتألم.. إلخ. (مت 16: 22 و23) إلا انه مع كل ذلك كان متمسّكًا بكل ثبات بسده كما ظهر من قوله، “يا رب إلى من نذهب؟ كلام الحياة الأبدية عندك” (يو 6: 67 و68).
وحينما أراد يسوع أن يغسل أرجل التلاميذ أبي عليه ذلك أولًا إلاّ أنه لم يلبث أن اقتنع بكلام سيده وصرخ قائلًا “ليس رجليّ فقط بل يديّ وراسي”. وإذا قال يسوع لتلاميذه “حيث اذهب أنا لا تقدرون انتم أن تأتوا”، قال له بطرس: “يا سيد، لماذا لا اقدر أن اتبعك الآن؟ إني أضع نفسي عنك” (يو 13: 37 و38).
وبعد القيامة، يخبرنا الجزء الأول من سفر الأعمال أن بطرس حقق ما أنبأ المسيح عنه “وعلى هذه الصخرة ابني كنيستي” فسواء أكان المقصود بالصخرة الإيمان الذي صرّح به لبطرس، “إنه المسيح بن الله الحي” أم إن لفظة صخرة قصد بها الاستعمال المزدوج أي أن الإيمان هذا كان الأساس، أو أن بطرس واسمه معناه “صخرة” كما قدّمنا يعبّر عن الحقيقة أن كل من يؤمن بأن المسيح هو ابن الله الحي ومخلص العالم يكوّن الكنيسة، على كلا الحالين نشط بطرس لقيادة أعضاء الكنيسة الأولى.
فكان هو الذي قاد التلاميذ إلى سدّ الفراغ في عدد الرسل (1ع 1: 15) بانتخاب بديل ليهوذا. وكان هو الذي أوضح معنى حلول الروح، وكيف انه من الآن يكون الخلاص بالإيمان بابن الله لمغفرة الخطايا (1ع 2: 14 – 36). فانضم عند ذاك للكنيسة أول ثلاثة ألاف عضو. وكان الواسطة في شفاء الأعرج، وكان الكليم المدافع، والشارح للمسيحية (1ع 3: 4 و12 4: 8) وكان هو الذي وبّخ حنانيًا وسفيرة لتطهير أغراض ودوافع العطاء (1ع 5: 3 و8) وكان هو الفم الذي أعلن فتح باب الخلاص لليهود (1ع 2: 10 و38) وللأمم في موضوع كَرنيليوس (أع 10).
وبعد ما وُضعت أساسات الكنيسة، بدأ بطرس يختفي آخذًا مكانًا متواضعًا برضى وقبول. ففي الكنيسة في أورشليم أخذ القيادة يعقوب، أخو الرب (أع 12: 17 و15: 13 و21: 18 وغل 2: 9 و12) وكان الباب للأمم قد فتح على مصراعيه وتولىّ بولس الرسول القيادة في توصيل بشرى الخلاص لهم (غل 2: 7). وأما بطرس كرسول إنجيل الختان، تاركًا أورشليم ليعقوب والأمم لبولس.
وينهي سفر الأعمال ذكر نشاط بطرس في ص 15 عندما قوبل رأيه عن تبشير الأمم بالترحيب من الجميع. وبعد ذلك نسمع أنه كان في أنطاكية (غل 2: 11) وربما في كورنثوس (1 كو 1: 12) وأنه واصل رحلاته التبشيرية وزوجته معه من مكان لآخر (1 كو 9: 5) وأخيرًا استشهد كما سبق الرب وأخبره (يو 21: 19).
بخلاف ذلك لا يخبرنا الكتاب المقدس شيئًا عن حظ هذا الرسول وعن أتعابه وآلامه أو نجاحه وتوفيقه غير ما نستطيع استنتاجه من رسالتيه. ففيهما يبرز بطرس أمامنا مثالًا للوداعة والثبات في الإيمان وأنموذجًا للرجاء الذي لا يفنى ولا يضمحل.
ووصف المؤرخون كيفية سجنه وصلبه بالتفصيل. غير أنه لا يستطيع أحد تأكيد أين ومتى كان ذلك بالضبط. وقيل أن المسيحيين في رومية نصحوا له بأن يهرب غير أنه, كما يقولون, رأى السيد داخلًا رومية وهو يحمل الصليب. فقال له إلى أين يا سيد؟ فأجابه إلى رومية حيث أصلب ثانية. قيل فتوبخ بطرس ورجع واستشهد مصلوبًا, وطلب أن ينكس الرأس إمعانًا في تأديب نفسه وفي الشهادة لسيده.
غير أنه يكفينا الترجيح أن بطرس ذهب إلى رومية واستشهد فيها حسبما ذكر بابياس وإيرونيموس وإكليمندس الإسكندري وترتوليانوس وكايوس وأوريجانوس ويوسابيوس. فإن هؤلاء لم يزيدوا على قولهم أن الرسول ذهب إلى رومية حيث استشهد.
وقد ذهب بعض الطوائف إلى جعل بطرس رئيسًا على الكنيسة وجعلوا من أنفسهم خلفاء له.
وأما دعوى تغيير الاسم والتصريح الذي نطق به السيد المسيح قائلًا: “على هذه الصخرة أبني كنيستي” فقد سبق شرحهما بما فيه الكفاية. وشبيه بذلك, الإدعاء أن رومية, تبعًا لذلك ينبغي أن تكون الكرسي الوحيد للرئاسة في الكنيسة. ويكفي أن نقول أن الروح لا يحصر في مكان أو كرسي وأنه حيث يحل الروح يكون كرسي المسيح ولو تعددت الكراسي. وكأني بالرسول الذي حنّكته الأيام قد ترك اندفاعه الطبيعي الذي جعله أوّل من كان ينطق عندما يوجّه إليهم السؤال, كأني به في أخريات حياته خشي ما وقع فيه أولئك, فبدأ رسالته الثانية بالتصريح, “سمعان بطرس عبد يسوع المسيح ورسوله إلى الذين نالوا معنا إيمانًا ثمينًا, مساويًا لنا ببرّ إلهنا والمخلص يسوع المسيح”. فساوى المسيحيين بنفسيه فكم بالحري القادة بينهم وبين غيرهم.
وقد كتب الرسول بطرس رسالتين النبرة العظمى والفكرة الواضحة فيهما هي: “الرجاء الحي” (1 بط 1: 3 و4 و2بط 3: 13).
* انظر أيضًا: رسالة بطرس الأولى – رسالة بطرس الثانية، هيرودس أغريباس الأول، السجن، السلاسل، طابيثا، صور القديس الشهيد بطرس الرسول، برنابا، الساحر سيمون، يوحنا التلميذ، أسماء كنائس باسم الشهيد بطرس الرسول في مصر.
سِمعان القانوي الرسول | سمعان الغيور
← اللغة الإنجليزية: Simon the Zealot, Cananeus – اللغة العبرية: שמעון – اللغة اليونانية: Σίμων ο Κανανίτης – اللغة القبطية: Cimwn pi – kananeoc – اللغة السريانية: ܫܡܥܘܢ ܩܢܢܝܐ.
اسم عبراني معناه “مستمع” وهو:
سمعان القانوني (متى 10: 4) وهو سمعان الغيور أحد الرسل الاثني عشر، وكان ينتمي إلى حزب الغيورين، والكلمة قانوني كلمة أرامية معناها غيور وقد أطلق عله لقب غيور kananaioc للتفريق بينه وبين سمعان بطرس.
سِمعان الإسخريوطي أبو يهوذا
اسم عبراني معناه “مستمع” وهو:
سمعان الإسخريوطي, وهو والد يهوذا الإسخريوطي (يوحنا 6: 71).
سِمعان الأبرص
اسم عبراني معناه “مستمع” وهو:
سمعان الأبرص من بيت عنيا, وقد سكبت مريم أخت لعازر الطيب على رأس المسيح في بيته, ويظهر أنه كان أبرص وأبرأه المسيح, ويظهر أيضًا أنه كان صديقًا للعازر ومريم ومرثا (متى 26: 6 ويو 12: 1 – 7).
وقد حلَّل البعض أنه هو نفسه سمعان الفريسي، ولكن هذا مجرد تخمين غير مُتوافَق عليه.
سِمعان الفريسي
اسم عبراني معناه “مستمع” وهو:
سمعان الفريسي رجل فريسي غسلت امرأة خاطئة قدمي المسيح بالدموع ومسحتهما بشعر رأسها في بيته (لوقا 7: 36 و40).
فقد دعا الرب يسوع إلى وليمة في بيته. وبينما هو متكئ جاءت امرأة خاطئة “بقارورة طيب ووقفت عند قدميه من ورائه باكية، وابتدأت تبل قدميه بالدموع، وكانت تمسحهما بشعر رأسها، وتقبِّل قدميه وتدهنهما بالطيب. فلما رأي الفريسي ذلك تكلم في نفسه قائلاً، لو كان هذا نبياً لعلم من هذه الامرأة التي تلمسه، وما هى. إنها خاطئة. فأجاب يسوع وقال له: يا سمعان عندي شيء أقوله لك. فقال:” قل يا معلم “. فذكر له الرب قصة المداين الذي كان له” مديونان على الواحد خمسمائة دينار وعلى الأخر خمسون. وإذ لم يكن لهما ما يوفيان سامحهما جميعاً “وفى نهايتها مدح يسوع المرأة لأجل محبتها الكثيرة، وقال لها” إيمانك قد خلصك. إذهبي بسلام “(لو 7: 36 – 50).
ويجمع بعض العلماء بين سمعان الفريسي وسمعان الأبرص على أساس أن البشير لوقا يروى هنا نفس القصة المذكورة في إنجيل متى (26)، وفى إنجيل مرقس (14). ولكن من الواضح أن القصة في إنجيل لوقا، مختلفة عما في إنجيل متى ومرقس، وأن سمعان الفريسي شخص آخر غير سمعان الأبرص.
سِمعان قريب يسوع
اسم عبراني معناه “مستمع” وهو:
سمعان أخو الرب (متى 13: 55 ومرقس 6: 3).
سِمعان القيرواني
← اللغة الإنجليزية: Simon the Cyrenian أو Simon of Cyrene – اللغة العبرية: שמעון מקירנה – اللغة اليونانية: Σίμων ο Κυρηναίος.
اسم عبراني معناه “مستمع” وهو:
سمعان القيرواني وكان من قريني ليبيا ولذا يجب أن يكون لقبه القريني Cyrene أو القوريني، فاسم المدينة بالعربية هو “قوريني” أو “قورينا”، واسمها الحالي هو “شحات”. ومن الجدير بالذكر أنه بالتأكيد ليس من “القَيْرَوَان” (قيروان Kairouan) المدينة التونسية، والتي أنشأها عقبة بن نافع القائد الإسلامي عام 670 م.
وسمعان هو الرجل الذي أجبره الجنود الرومان على حَمْل صليب المسيح عندما سقط تحته (متى 27: 32؛ مرقس 15: 21؛ لو 23: 26)، حيث كان آتيًا من الحقل أو الريف country.
وهو أبو الكسندر وروفس المعروفين في الدوائر الكنسية في رومية (مرقس 15: 21؛ رومية 16: 13؛ أع 19: 33)، أي كانا من المؤمنين هناك.
سِمعان نيجر
Simeon اسم عبراني معناه “مستمع” وهو:
سمعان نيجر Niger (أعمال 13: 1) أحد الأنبياء والمعلمين في كنيسة أنطاكية وقد استنتج بعضهم من لقبه أنه كان أسود اللون.
سِمعان الدباغ
Simon the tanner اسم عبراني معناه “مستمع” وهو:
سمعان الدباغ رجل أضاف بطرس الرسول في يافا (أعمال 9: 43) وبيته عند البحر، وذلك بسبب ناموس الطهارة عند اليهود، أو لأسباب صحية.
سَمَك | الأسماك
← اللغة الإنجليزية: Fish – اللغة العبرية: דג – اللغة اليونانية: Ψάρι – اللغة الأمهرية: ዓሣ.
خلق الله السمك وسلّط الإنسان عليه كما سلطه على الأشجار والحيوان (تكوين 1: 26 و28 ومزمور 8: 8) غير أن الناموس ميز بين السمك الطاهر والسمك النجس، فالذي له زعانف وحراشف طاهر، والذي ليس له زعانف وحراشف كان نجسًا (لاويين 11: 9 – 12). وكان لسليمان الملك معرفة بأسماك فلسطين (1 ملوك 4: 33) غير أن الكتاب المقدس لا يحدثنا عن أنواع السمك، بل يذكر النوع عمومًا. وتجارة السمك مريحة، وقد خسر المصريون كثيرًا عندما ضرب الله ماء النيل فصار دمًا، ومات فيه السمك، وقد اشتاق العبرانيون إلى سمك النيل وهم في طريقهم إلى كنعان (عدد 11: 5) وقد تنبأ النبي أشعيا. عن نقص مياه مصر فيقل السمك وتسوء حالة صياديه (أشعيا 19: 5 – 10).
ويصاد السمك بالشباك (متى 4: 18) وبالصنارة وبالحراب (أيوب 41: 7) ويكثر السمك في مياه فلسطين ولا سيما في بحر الجليل, وهناك أكثر من ثلاثين نوعًا من السمك الصالح للطعام (متى 13: 47 و48) وقد كان أربعة من تلاميذ المسيح على الأقل يشتغلون بصيد السمك (متى 4: 18 – 21) وكان الصيادون يأتون بالسمك للبيع في أورشليم ويدخلون به من باب السمك (2 أخبار 33: 14) ومن الملاحظ أن بيت صيدا تعني بيت الصيد, لأن أغلب أهلها اشتغلوا بصيد السمك.
وقد كانت الآلهة “أتارجتس” التي كانت تعبد في أشقلون نصفها الأعلى على شكل إنسان ونصفها السفلي على شكل سمكة.
وقد دعا المسيح تلاميذه من صيد السمك ليكونوا “صيادي الناس” (مرقس 1: 17) كما أنه شبّه ملكوت السموات بشبكة تجمع مختلف أنواع السمك (متى 13: 47) ويقول حزقيال على سبيل المجاز أن مياه المقدس التي وصلت إلى البحر الميت قد أصلحت مياهه, فعاش فيها السمك وبدأ الصيادون في صيده (حزقيال 47: 1 – 10).
وقد رمز المسيحيون الأولون بالسمكة إلى إيمانهم, فكانت علامة التعارف بينهم, والواقع أن حروف السمكة في اليونانية هي بدء كلمات الجملة “يسوع المسيح ابن الله مخلص”.
باب السَمَك
باب في أورشليم ويرجح أن صيادي السمك كانوا يدخلون منه ببضاعتهم لبيعها لأهل المدينة, ولعله كان بالقرب من بركة السمك (2 أخبار 33: 14) وربما كان في السور الذي كان على الجانب الشمالي للمدينة أورشليم.
سَمَكْيَا
اسم عبراني معناه “من عضده يهوه” وهو اسم بواب لاوي من نسل عوبيد أدوم (1 أخبار 26: 7).
سَمْلَة ملك أدوم
اسم عبراني معناه “ثوب” وهو اسم ملك من ملوك أدوم القدماء وقد ملك قبل أن يكون ملك في إسرائيل, وكانت عاصمة مملكته مسريقة (تكوين 36: 36 و1 أخبار: 47).
وقد مَلَكَ بعده شأول ملك أدوم.
سَماء
← اللغة الإنجليزية: Sky – اللغة الأمهرية: ሰማይ.
الكلمة تشير إلى كل ما هو ليس أرضًا, فيقول التكوين أن الله خلق السموات والأرض, بمعنى أنه خلق النجوم والغيوم.
وهناك السماء الهيولية والسماء الروحية, أما الهيولية فهي التي تظهر فوق رؤوسنا وتسمى القبة الزرقاء, وكان العبرانيون يقولون أنها الجلد (تكوين 1: 14) ويقولون مجازًا أن بها كوى ومصاريع ينزل منها المطر والصقيع والثلج (تك 7: 11 ومزمور 78: 23 ويعقوب 5: 18 وأيوب 38: 29). وقد سميت النجوم نجوم السماء وجند السماء وأنوار الجلد (ناحوم 3: 16 وتثنية 4: 19 وتكوين 1: 14) وسوف يأتي اليوم الذي فيه تضمحل هذه السماء مع الأرض وتظهر بدلًا منهما أرض جديدة (2 بطرس 3: 10 ورؤيا 21: 1).
أما السماء الروحية فهي مسكن الله الخاص, ولذلك يقال أن الله في السماء وأنه إله السماء, ومشيئته نافذة هناك ولذلك نصلي قائلين: “لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض” ويقال عن المسيح أنه الرب من السماء (متى 5: 45 و1 كورنثوس 15: 47) وقد نزل المسيح من السماء وصعد إليها وهو فيها (يوحنا 3: 13) هناك تسكن الملائكة, ويسود الفرح والسلام. وقد هيأ المسيح فيها منازل كثيرة للمؤمنين به (لوقا 19: 38 ويوحنا 14: 2) وقد صعد إيليا في عاصفة إليها (2 ملوك 2: 1) كما أن لكل مؤمن ميراثًا فيها وهو يكنز فيها كنوزه (1 بطرس 1: 4 ومتى 6: 20) والكلمتان الفردوس وحضن إبراهيم تشيران إلى نفس الشيء (لوقا 23: 43 و16: 22).
أما الهاوية فهي ضد السماء, وقد هبط الشيطان من السماء إلى الهاوية (لوقا 10: 18 و2 بطرس 2: 4). وقد قال الربيون أن هناك سبع سموات، ولكن بولس الرسول يقول أنه صعد إلى السماء الثالثة في رؤياه (2 كورنثوس 12: 2) وهي ما يعبر بها عن سماء السموات، فالسماء الأولى سماء السحب والطيور، والسماء الثانية سماء الكواكب والنجوم، أما السماء الثالثة فهي مظهر المجد الإلهي ومسكن المسيح بالجسد والملائكة والقديسين. (). وحالتها فوق فهمنا وإدراكنا (افسس 1: 3 ويوحنا 14: 2 و3 عبرانيين 4: 11).
السماء في العبرية هي “شماييم”، وهى مشتقة من السمو والارتفاع، فهي تعني “الأعالي” أو “المرتفعات”. وفي اليونانية هي “أورانوس” (ouranos) وتؤدي نفس المعني. وتستخدم كلمة “سماء” في الكتاب المقدس للدلالة على:
(1) سماء الجو الذي يحيط بالأرض، وفيها الهواء الذي نتنفسه، وتعرف علميًا باسم “التروبوسفير”، وترتفع لأكثر من عشرين ميلًا فوق سطح الأرض. أما الفضاء الذي يعلو ذلك فهو “الستراتوسفير”.
وأهم الظواهر الجوية المذكورة في الكتاب المقدس، هى: المطر والثلج. ومن أروع الفصول الكتابية في وصف هذا الظواهر: “لأنه كما علت السموات عن الأرض، هكذا علت طرقي عن طرقكم وأفكاري عن أفكاركم. لأنه كما ينزل المطر والثلج من السماء، ولا يرجعان إلى هناك، بل يرويان الأرض ويجعلانها تلد وتنبت وتعطي زرعًا للزارع وخبزًا للآكل، هكذا تكون كلمتي التي تخرج من فمي. لا ترجع إلىَّ فارغة بل تعمل ما سررت به وتنجح في ما أرسلتها له” (إش 55: 9 – 11). كما أن الصقيع ينزل من السماء، فيسمى “صقيع المساء” (ايوب 38: 28). والأرجح أن الحجارة العظيمة التي رمي الرب بها الأموريين “من السماء” في معركة جبعون، كانت عبارة عن حجارة برد كبيرة من عاصفة ثلجية (يش 10: 11، مز 18: 13). كما يذكر الكتاب المقدس مرارًا الرعد من السماء، فتقول حنة أم صموئيل: “من السماء يرعد عليهم” (1صم 2: 10)، وهو “الكاسي السموات سحابًا المهيئ للأرض مطرًا” (مز 147: 8).
وكثيرًا ما يذكر الكتاب “رياح السماء الأربع” (زك 2: 6)، فالرياح تهب وتتحرك في طبقة التروبوسفير “. والأرجح أيضًا أن عبارة” أمطر لكم خبزًا من السماء “(خر 16: 4، مز 78: 24) تشير إلى السماء الجوية. كما قد تعنى أن هذا الخبز” المّن “كان عطية من الله. كما أن الطيور تسمى” طير السماء “(تك 1: 26 و30، أم 23: 5).
وأحيانا تكون هذه الظواهر الجوية لخير الإنسان كما قد تكون لأذيته، مثل “الكبريت والنار” اللذين نزلا “من عند الرب من السماء لتدمير سدوم وعمورة”.
(2) سماء الأجرام السماوية: وهي الفضاء الشاسع الذي تدور فيه الأجرام السماوية من سُدُم ونجوم وكواكب وأقمار. ففي بداية الخليقة “قال الله: لتكن أنوار في جلد السماء (تك 1: 14). والنجوم هي” نجوم السماء “(انظر تك 15: 5، تث 4: 19). ويقول كاتب الرسالة إلى العبرانيين:” السموات هي عمل يديك “(عب 1: 10، مز 33: 6). كما يذكر من الكواكب في الكتاب المقدس،” الزهرة “(إش 14: 12)، كما تذكر بعض المجموعات النجمية مثل النعش والثريا والجبَّار (أيوب 9: 9، 38: 31، عا 5: 8).
وقد نهي الله بني إسرائيل عن عبادة هذه الأجرام السماوية (خر 20: 4). وقد عاقبهم الرب من أجل تقديمهم ذبائح “لملكة السماء” (إرميا 44: 17 – 25). كما نهاهم عن كل ما يتصل بالتنجيم (إش 47: 13). وتشير عبارة “المملكة تحت كل السماء” (دانيال 7: 27) إلى كل البشر.
(3) السماء مسكن الله: مع أن الكتاب المقدس يعلمنا أن “سماء السموات لا تسع” الله (1مل 8: 27)، وأن الله موجود في كل مكان في الكون، إلا أنه يقول أيضا أن السماء هي مسكن الله: “لأنه هكذا قال العلي ساكن الأبد، القدوس اسمه: في الموضع المرتفع المقدس أسكن، ومع المنسحقين” والمتواضع الروح لأحيي روح المتواضعين ولأحيي قلب المنسحقين (إش 57: 15)، “تطلع من السموات وانظر من مسكن قدسك ومجدك. أين غيرتك وجبروتك؟ زفير أحشائك ومراحمك نحوي امتنعت” (إش 63: 15).
ويخاطب المرنم: “الرب العلي”، وبخاصة عندما يريد أن يرفع الشكر لله على إنقاذه، وعندما يتضرع إليه لينجيه من الضيق (مز 7: 17، 18: 13، 57: 2). وفي الفصول التي يذكر فيها إسرائيل مع الأمم حوله، كثيرًا ما يذكر “الرب إله السماء” (2أخ 36: 23، نح 1: 4 و5، دانيال 2: 37 و44). (). وفى بشارة الملاك جبرائيل للعذراء مريم، يقول عن الرب يسوع إنه “ابن العلي يدعي” (لو 1: 32)، كما يذكر الرب يسوع “بني العلي” (لو 6: 35).
وجميع الأسماء التي تطلق على السماء – في العهدين القديم والجديد – تحمل فكرة “المسكن”. فالكلمة الأساسية هي “الخيمة” بالاشارة إلى الخيمة التي أقامها موسي في البرية. والخيمة أو “المسكن الذي نصبه الرب لا إنسان” (عب 8: 2، 9: 11). وفكرة سكنى الله في هيكل على الأرض ترتبط بسكناه في السماء (1مل 8: 12 و13). وكلمة “مَقدس” تستخدم في الإشارة إلى سكنى الله في خيمة الشهادة (خر 25: 8)، كما تستخدم في الإشارة إلى سكناه في السماء (عب 8: 2، 9: 8 و12).
وكلمة “مسكن” تستخدم في الإشارة إلى خيمة الشهادة (خر 15: 13، مز 26: 8)، كما في الإشارة إلى مسكن الله في السماء: “من مكان سكناه تطلع إلى جميع سكان المسكونة” (مز 33: 14) انظر أيضا (إش 63: 15، لو 16: 9).
ومن أكثر الكلمات استخدامًا، كلمة “بيت” سواء عن مكان سكنى الله في السماء أو على الأرض. واستخدمت هذه الكلمة في هذا المعنى لأول مرة في سفر التكوين: “ما هذا إلا بيت الله وهذا باب السماء” (تك 28: 17). ويكرر سليمان ذلك خمس عشرة مرة في صلاته لتدشين الهيكل وبخاصة في قوله الرائع: “لأنه هل يسكن الله حقا على الأرض. هوذا السموات وسماء السموات لا تسعك، فكم بالأقل هذا البيت الذي بنيت” (1مل 8: 27). وهو نفس المعنى في قول الرب: “في بيت أبي منازل كثيرة” (يو 14: 2) في الإشارة إلى عودته إلى بيت الآب، ثم مجيئه ثانية ليأخذ قديسيه (انظر مز 65: 4).
ثم كلمة “هيكل” التي تستخدم أيضًا في الإشارة إلى مسكن الله في السماء وكذلك إلى الهيكل الأرضي، بل وإلي خيمة الشهادة (1صم 1: 9، 3: 3). ومن الأمثلة على ذلك قول داود: “في ضيقي دعوت الرب، وإلى إلهي صرخت، فسمع من هيكله صوتي وصراخي دخل أذنيه” (2صم 22: 7، انظر أيضا إش 6: 1).
وتشير كلمة “قدس” أحيانًا إلى “قدس الأقداس” في خيمة الشهادة أو في الهيكل، كما إلى مسكن الله السماوي: “لأنه أشرف من علو قدسه، الرب من السماء إلى الأرض نظر” (مز 102: 19، انظر أيضا عب 8: 2).
وكثيرًا ما تسمى السماء “كرسي الله”، سواء في العهد القديم أو الجديد (مز 11: 44، إش 66: 1، إرميا 14: 21، مت 5: 34، أع 7: 49… إلخ). كما تستخدم كلمة “مجد” في الإشارة إلى الخيمة الأرضية أو إلى الهيكل الأرضي أو إلى السماء، فعندما كان استفانوس يُرجم، كان يتطلع إلى السماء “فرأى مجد الله” (أع 7: 55)، كما أن الرب يسوع “رُفع في المجد” (1تي 3: 16).
وقد تستخدم كلمة “السماء” في الإشارة إلى الله نفسه، كما في عبارة “ورفع نظره نحو السماء” (مت 14: 19، لو 9: 16)، ويقول الابن الضال: “أخطأت إلى السماء” (لو 15: 18) وهو يعنى أنه أخطأ إلى الله (انظر أيضا مت 23: 22).
(4) علاقة المسيح بالسماء: يقول الرب يسوع للآب: و “الآن مجدني أنت أيها الآب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم” (يو 17: 5)، أي أنه كان منذ الأزل مع الآب في السماء. فهو الكلمة الذي كان من البدء (يو 1: 1 و2) ويقول عنه يوحنا: “الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب” (يو 1: 18). وكثيرا ما يعبر عن مجيء المسيح في الجسد، بأنه “نزل من السماء” (يو 3: 13). ويكرر الرب يسوع – في حديثه عن خبز الحياة – ست مرات، في الإشارة إلى نفسه بأنه الخبز “النازل من السماء” (يو 6: 33 – 51). وثلاث مرات يجئ الإعلان من السماء في الأناجيل: “هذا هو ابني الحبيب”، عند المعمودية (مت 3: 6 و17)، وعلى جبل التجلى (مت 17: 5، 2بط 1: 18)، ثم في إنجيل يوحنا: “جاء صوت من السماء مجدت وأمجد أيضًا” (يو 12: 28).
وبعد أن أكمل الرب يسوع عمل الفداء على الصليب، “صعد إلى السماء” كما يعلن هو نفسه (يو 20: 17)، وكما يعلن لوقا البشير (لو 24: 51، أع 1: 9)، وكما يشهد الرسول بولس (أف 4: 10، 1تي 3: 16) والرسول بطرس (1بط 3: 22). والصعود إلى السماء يعنى “الصعود إلى الآب” حيث جلس في يمين العظمة في الأعالي (عب 1: 3).
(5) سكان السماء الآن: قبل خلق الإنسان بدهور طويلة، كانت السماء مسكن الملائكة الذين يُذكرون في العهد القديم، مائة وسبعين مرة. ويشار إلى مجموعات منهم بأنهم “جنود الله”، كما يقول المرنم: “سبحوه يا جميع ملائكته، سبحوه يا كل جنوده” (مز 148: 2، انظر أيضًا مز 103: 21). (). كما لاشك في أن كلمة “القديسين” (أيوب 5: 1، 15: 5) تشير إلى الملائكة. كما أن “القديسين” في نبوة زكريا (14: 15) تشمل الملائكة.
ويذكر “الكروبيم” عقب سقوط الإنسان وطرده من الجنة، حيث أقام الله “شرقي جنة عدن الكروبيم ولهيب سيف متقلب لحراسة طريق شجرة الحياة” (تك 3: 24). كما يذكر “الكروبيم” في رؤيا حزقيال (حز 10: 1 – 22). وواضح أنهم هم أنفسهم “الحيوانات” (الكائنات الحية) المذكورين في الأصحاح الأول من نفس السفر.
(6) إمكانية الحياة السماوية الآن: في بداية خدمة الرب يسوع، علَّم تلاميذه أن يصلوا قائلين: “لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض” (مت 6: 10)، مما يعنى أن السماء تهيمن على الأرض، وهو ما يذكرنا بما جاء في الرسالة إلى العبرانيين (1: 14) من أن الملائكة هم “أرواح خادمة”. وخدام الله الحقيقيون لا يمكن أن يفعلوا إلا ما فيه طاعة مشيئة الله. ويقول الرسول بولس للمؤمنين أن لا يخدموا “بخدمة العين كمن يرضي الناس، بل كعبيد المسيح عاملين مشيئة الله من القلب” (أف 6: 6).
ويعلن الرسول بولس في رسالته إلى الكنيسة في فيلبي، حقيقة من أروع الحقائق عن علاقة المؤمن بالسماء، فهو يربط بين تأثير السماء على الحياة الحاضرة، والحقيقة العظيمة بأنه – يومًا ما – يسكون للمؤمنين في السماء أجساد على صورة جسد مجد المسيح: لأن “سيرتنا نحن هي في السموات، التي منها أيضًا ننتظر مخلصًا هو الرب يسوع المسيح، الذي سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده، بحسب عمل استطاعته أن يخضع لنفسه كل شئ” (فى 3: 10 و21).
والكلمة اليونانية المترجمة هنا “سيرتنا” هى “بوليتيوما” (politeuma) وتعني مستعمرة من الغرباء، هم الآن في بيئة خارج وطنهم، لا يعيشون حسب قوانين البلاد التي يعيشون فيها، بل حسب قوانين الموطن الأصلي. وتترجم نفس هذه الكلمة في سفر أعمال الرسل بكلمة “رعوية” (أع 22: كلمة المترجمة “السماويات” هي الكلمة اليونانية “إبورانيا” (epourania). ولا ترد عبارة “فى السماويات” إلا في الرسالة إلى أفسس. وقد استخدم الرب نفسه كلمة “سماوي” في الإشارة إلى الله: “أبي السماوي” (مت 18: 35). كما يستخدمها الرسول بولس في وصف “الأجسام السماوية” (1كو 15: 40) كما يستخدم كلمة “السماوي” كثيرًا في الإشارة إلى المسيح وملكوته (1كو 15: 48 و49، 2تي 4: 18، عب 11: 16، 12: 22)، ويستخدمها إحيانًا في الإشارة إلى الأشياء السماوية (عب 9: 23).
ويعلق “وستكوت” على هذه العبارة بالقول: “إن العالم غير المحسوس، أو ما نسميه” العالم الروحي “، هو الذي لا يُرى بالعيان بل بالفكر، وهو ليس نائيًا أو مستقبليًا، بل حاضرًا، فهو العالم الذي فيه يصارع المؤمن، والذي فيه تتركز حياته، وتظهر قوته، وتتحقق نصرته”.
والرجاء الذي يسندنا، موضوع لنا في السموات (كو 1: 5). والمؤمنون هم شركاء الدعوة السماوية (عب 3: 1).
(7) سلطان السماء في سفر الرؤيا: باستثناء الإشارات إلى “ملكوت السموات” في إنجيل متى، نجد أن كلمة “السماء” تتكرر كثيرًا جدًا في سفر الرؤيا، أكثر مما في أي اثنين وعشرين أصحاحًا متتالية من أي سفر آخر في الكتاب المقدس. فهي تذكر في سفر الرؤيا، اثنتين وخمسين مرة على وجه التحديد. فكل الأحداث الخطيرة التي يتنبأ عنها هذا السفر، ستحدث بأمر من السماء. ويذكر في هذا السفر مرة أن الله هو إله السماء “(رؤ 11: 13). وكثيرًا ما يرتبط ذكر السماء في سفر الرؤيا،” بالعرش “، (أو” الكرسي “) الذي يذكر ستا وثلاثين مرة في سفر الرؤيا – ابتداء من الإصحاح الأول إلى الإصحاح الأخير، وهو مفهوم يرجع إلى سفر المزامير (مز 45: 6، المقتبس في عب 1: 8) والجالس على العرش الذي رآه يوحنا عندما أُصعد إلى السماء هو الله الآب (رؤ 4: 2، انظر أيضا 5: 1 – 6). كما رأى يوحنا جمهورًا من الملائكة” يضربون بقيثاراتهم “(رؤ 14: 2).
وقد رأى الرائي أنه قد “انفتح هيكل الله في السماء وظهر تابوت عهده” (رؤ 11: 19). وتابوت العهد يرمز لأمانة الله في الإحسان إلى شعبه والانتقام من أعدائهم. فمن هذا الهيكل تخرج الدينونات، الواحدة بعد الأخرى (انظر 14: 15 و17، 15: 5 – 16: 17). فمن قدس الأقداس صدرت أيضًا أحكام الانتقام، التي وصفها الجمع الكثير في السماء بأنها “حق وعادلة” (رؤ 19: 2).
وانفتاح هيكل الله وظهور تابوت العهد، “يدلان على أن ما يعقب ذلك من رؤى، إنما تتعلق بشعب العهد ومعاملات الله معهم” (كما يقول ألفورد).
والملائكة هم الذين يعلنون دينونات الله المختلفة (رؤ 8: 1 – 9: 1، 16: 1 – 17). كما أعطى مفتاح بئر الهاوية لأحد الملائكة (9: 1). وهناك الملائكة الذين تحت رئاسة ميخائيل في الحرب التي ستحدث في السماء (12: 7 – 9). كما أنه سيرسل ملائكة من السماء لإعلان دينونة بابل (17: 1، 18: 1 و4 و21). وسيشترك جمع كثير في الترنيمة الثانية عشرة في سفر الرؤيا، الخاصة بعُرس الخروف (رؤ 19: 6 – 8).
وبعد أن رأى يوحنا السماء مفتوحة في بداية سلسلة الدينونات (4: 1)، سمع “صوت ملائكة كثيرين… ربوات ربوات وألوف ألوف” (رؤ 5: 11) وفي الأحداث الأخيرة نجد “ملاكًا نازلًا من السماء معه مفتاح الهاوية وسلسلة عظيمة على يده، فقبض على التنين الحية القديمة الذى هو إبليس والشيطان وقيده ألف سنة، وطرحه في الهاوية وأغلق عليه وختم عليه” (رؤ 10: 1 – 3).
وهكذا نجد الكتاب المقدس يبدأ بالله خالق السموات والأرض، ويبدأ العهد الجديد بابن الله نازلًا من السماء ليتمم عمل الفداء، ليحيا المفديون الحياة الأبدية معه في السماء، فكان من الملائم أن يتضمن آخر أسفار العهد الجديد التمرد الأخير الشامل ضد المسيح، الذي سيشترك فيه الناس والشيطان وملائكته وضد المسيح. كما يبين لنا أن السماء ومن فيها من السمائيين يعلمون مقدمًا بكل ما سيجرى على الأرض، وسيشتركون في إجراء دينونة الله على كل القوى التي اصطفت ضده، وهكذا ستتحقق نهائيًا تلك الحقيقة أنه قد دفع للرب يسوع وحده كل سلطان، وأنه سيخضع لنفسه كل شئ، وسيحضر مفدييه إلى مسكنهم الأبدي مع الله.
انظر أيضًا: ملكوت السموات، عدد السماوات في المسيحية، الدينونة، الأرض الجديدة، الأبدية، مقالات عن الملكوت من كتاب أبانا الذي في السموات (من مكتبة كتب قداسة الأنبا البابا شنوده الثالث)، كتاب لماذا القيامة؟ لنفس المؤلف.
ملكوت الله | ملكوت السموات | ملكوت السماء | ملكوت ربنا
← اللغة الإنجليزية: Kingdom of Heaven – اللغة القبطية: `qmetouro `nte nivhou`i.
تفيد هذه العبارات عدة معان: حياة التقوى في القلب (مت 6: 33) والنظام الذي أتى المسيح لينظمه (مت 4: 17 و13: 11 واع 1: 3) وتفضل شعب الله حسب اختيار الرب (مت 21: 43) ومجد المسيح وتسلطه (مت 16: 28) وسلطان الله على الكل (مت 6: 10) والحالة السماوية (مت 8: 11 و2 بط 1: 11).
سمي شعب بني إسرائيل مملكة كهنة (خر 19: 6) وسمي يسوع ملكًا (مز 2: 6 – 9) وقد كثرت النبوات المنبئة بتأسيس مملكة المسيح وامتدادها (اش ص 2 ومي ص 4 وار 23: وحز 34: 22 – 31 وغيرها) وأتى يوحنا ليبشر بها (مت 3: 2) وأخبر بها المسيح (مت 4: 17) وأوضح ما يختص بها وبالدخول إليها (مت 25: 34 ومر 9: 47 واع 14: 22) ودخل المسيح أورشليم بصفة ملك (لو 19: 38 قابل 1: 32) وأرسل المسيح تلاميذه ليبشروا بهذا الملكوت على أو وقت ظهوره كان معروفًا عند الآب وحده (مت 24: 36 واع 1: 7). ووضع حجر أساسه يوم الخمسين بفيضان الروح القدس ومن ثم بشر به التلاميذ (أع 8: 12 و20: 25 و28: 23) غير أنه لا يظهر تمامًا إلى أن يأتي المسيح ثانية (2 تي 4: 1 ودا 7: 13 ومت 13: 43 ولو 22: 29 و30).
وبعد تمام ملكوت المسيح وجميع الأنفس التي تخلص سيسلم المسيح الملكوت الذي أخذه عند صعوده (اف 1: 20) إلى الآب (1 كو 15: 24) ويصير ملكوت الله (عب 1: 8) إلى الأبد.
وأما الكنيسة الروحية غير المنظورة فهي من ضمن ملكوت الله (مت 13: 24 ومر 4: 26 ولو 13: 18 – 21 ويو 18: 33 – 37).
(أ) أول سؤال يتبادر إلى الذهن هو: هل “ملكوت الله” “هو ملكوت السموات”، عبارتان مترادفتان؟
(1) يصر بعض القبلانيين (الذين يقولون بأن المسيح سيأتي ثانية قبل المُلك الألفي) على أنهما تدلان على أمرين مختلفين، ويقولون إن ملكوت السموات يشير إلى المُلك الأرضي الذي وعد به الرب شعبه في القديم، بينما يشير “ملكوت الله” إلى ملك المسيح روحيًا على قلوب المؤمنين.
(2) ويعتقد البعض الآخر من القبلانيين أنهما مترادفان.
(3) أما مَنْ لا يعتقدون بوجود الملك الألفي الحرفي، ومَنْ يعتقدون أن المسيح سيأتي ثانية بعد الملك الألفي، فيرون أيضًا أنهما مترادفان.
ونحن ضد فكرة الحُكم الألفي أو المُلك الألفي كما يستخدمها المعترضون (البروتستانت الإنجيليون).
(ب) ودراسة استخدام العبارتين تكشف لنا عن أن متى يستخدم عبارة “ملكوت السموات” 34 مرة، وعبارة “ملكوت الله” خمس مرات، بينما ترد عبارة “ملكوت الله” 14 مرة في إنجيل مرقس، 22 مرة في إنجيل لوقا ومرتين في إنجيل يوحنا، وست مرات في أعمال الرسل، وثماني مرات في رسائل الرسول بولس، ومرة في سفر الرؤيا. ويستخدم متى عبارة “ملكوت السموات” أربع مرات في نفس المواضع التي يستخدم فيها مرقس ولوقا عبارة “ملكوت الله” (مت 4: 17 مع مرقس 1: 15، مت 10: 7 مع لو 9: 2، مت 5: 3 مع لو 6: 20، ومت 14: 11 مع مرقس 4: 11، لو 8: 10).
ومن الواضح أنه كان لدى متى سبب في اختياره لعبارة “ملكوت السموات”. لقد كان متى يهوديًا يكتب لليهود من جنسه، فاحترم عادتهم في حرصهم على عدم استخدام اسم الله إلاَّ في النادر من الحالات، ولذلك استخدم عبارة “ملكوت السموات” تجنبًا لاستخدام اسم الله (انظر لو 15: 18، حيث يقول الابن الضال: “أخطأت إلى السماء”، وهو يقصد أنه أخطأ إلى الله). (انظر المزيد عن). ومن الجانب الآخر، لقد كتب البشيرون الثلاثة الآخرون إلى الأمم الوثنيين، فاستخدموا عبارة “ملكوت الله” التي تؤكد “وحدانية الله وسلطانه المطلق”، بينما عبارة “ملكوت السموات” كان يمكن أن يفهموها على أنها لا تنفي تعدد الآلهة في السماء. هذا على الأرجح هو ما جعل البشيرين الآخرين يتجنبون استخدام عبارة “ملكوت السموات”.
ويرى البعض أن متى استخدم عبارة “ملكوت السموات” لأسباب لاهوتية، للتفريق بينها وبين “ملكوت الله”، إلا أننا نلاحظ أن متى يستخدم أيضًا عبارة “ملكوت الله” خمس مرات (مت 6: 33، 12: 28، 19: 24، 21: 31 و43). وأنه في حادثة الشاب الغني (مت 19: 23 و24) يذكر متى العبارتين بالتبادل كمترادفين.
(ج) جانبان للملكوت: وهناك جانبان للملكوت:
(1) في الحاضر: يبدو الجانب غير المنظور للملكوت، في الوقت الحاضر، في الأناجيل في الدعوة إلى التوبة في كرازة يوحنا المعمدان كما في كرازة المسيح (مت 3: 2، 4: 17 و23، لو 4: 43 مع مت 10: 7)، وفي تعليم المسيح عن القداسة كمميز للحياة المسيحية في الموعظة على الجبل (مت 5 – 7)، وفي حديثه عن أسرار الملكوت، وبخاصة عن بداية الملكوت الألفي (مت 13: 19 و24 و33 و44 و45 و47 و52 ومرقس 4: 30).
وهناك فصول في الرسائل تبين أن ملكوت الله على الأرض الآن لا يضم إلا الذين أنقذهم من سلطان الظلمة ونقلهم إلى ملكوت ابن محبته (كو 1: 13). فالملكوت يوجد الآن حيثما يعيش المسيحيون في خضوع لمشيئة الله، بعمل قوة نعمته في تغيير حياتهم (1كو 4: 20). فليس الملكوت هو الحصول على ما يريده الإنسان من أكل أو شرب، بل هو السلوك المستقيم في سلام وتوافق مع غيره من المؤمنين، والفرح في الروح القدس (رو 14: 17).
(2) في المستقبل: إن الجانب المنظور من الملكوت حين يملك المسيح على الأرض نجده واردًا في فصول عديدة من العهد القديم (انظر مثلًا تث 30: 1 – 10، مز 2، مز 72، 89: 19 – 29، مز 110، إش 11: 1 – 16، 65: 17 – 66: 24، إرميا 32: 36 – 44، 33: 4 – 22، يؤ 3: 17 – 21، زك 14: 9 – 17). وكان اليهود يتطلعون إلى هذا الملكوت المنظور. وقد ذكر الرب يسوع أمثال الملكوت (مت 13) ليكشف للتلاميذ السر بأن الملكوت يجب أن ينمو روحيًا بصورة خفية في عصر الإنجيل، ولكن الأمر لم يقف عند هذا الحد، لأنه في زيارته الأخيرة لأورشليم ذكر مثل “الأمناء” لكي يعلَّمهم أن الملكوت الأرضي ما زال في طي المستقبل لأنهم “كانوا يظنون أن ملكوت الله عتيد أن يظهر في الحال” (لو 19: 11 – 27).
والسؤال الأخير الذي سأله التلاميذ للرب بعد قيامته، وقبيل صعوده، وهو: “يا رب هل في هذا الوقت ترد المُلك إلى إسرائيل؟” (أع 1: 6). ولم يقل لهم المسيح إنه لن تكون هناك مملكة أرضية، أو لن يكون هناك رد للملك لإسرائيل. وحيث أنه لم يقل لهم من قبل ولا في إجابته على هذا السؤال الأخير شيئًا ليغير من مفهومهم واعتقادهم فيما يختص بهذا الملك لابن داود على شعبه، فلابد أنهم كانوا على صواب في مفهومهم لذلك المُلك رغم أنهم لم يميزوا الأوقات. وأي استنتاج آخر يعني أنهم كانوا على خطأ، وأننا نعلم أكثر مما كانوا يعلمون، وأن المسيح تركهم في جهلهم (للمزيد من المعرفة عن الملكوت في المستقبل، وإلى قسم “مجيء المسيح ثانية”.
* انظر أيضًا: سماء، عدد السماوات في المسيحية، الدينونة، الأرض الجديدة، الأبدية، مقالات عن الملكوت من كتاب أبانا الذي في السموات (من مكتبة كتب قداسة الأنبا البابا شنوده الثالث)، الجحيم، جهنم، الفردوس، بدعة المطهر الكاثوليكية.
سِميْرنَا
← اللغة الإنجليزية: Smyrna – اللغة اليونانية: Σμύρνη.
مدينة على الساحل الغربي لآسيا الصغرى، تأسست كمستعمرة يونانية عام ألف قبل الميلاد، ثم أصبحت مدينة عظيمة أمتد سلطانها شرقًا وغربًا وعظم نفوذها، ثم هزمها الياتيس Alyattes ملك ليدية ودمرها عام 60 ق. م. فأعاد اليونانيون بناءها في القرن الثالث ق. م. وأقاموا فيها مجالس نيابية ومعاهد للتعليم، وفي عام 195 ق. م. بنت سميرنا هيكلًا وخصصته لمعبودات رومان فتوطدت أواصر الصداقة بينها وبين روما.
وقد نقش أهل سميرنا على عملتهم القول: “سميرنا أجمل وأكبر مدن آسيا” ويقول المؤرخ استرابوا: “إن جمال سميرنا يعزى إلى نظافة شوارعها وأناقة أرصفتها، وفخامة مبانيها، وروعة البحر الذي يحدق بها، وجلال الآكام التي تكتنفها، وجمال أشجار السرو والسنديان التي تظللها”.
وقد كان أهل سيمرنا على أخلاق حسنة، غير أن السواد الأعظم منهم كانوا يتعبدون في هيكل باخوس إله الخمر، ثم تأسست فيها كنيسة مسيحية أمتدحها الرسول يوحنا في سفر الرؤيا (رؤيا 2: 10) وكان بوليكاربوس تلميذ يوحنا الرسول أسقفًا لها، وقد مات فيها شهيدًا في عام 155م. وقبره يقوم على تل فيها إلى اليوم وقد أرسلت كنيسة سيمرنا نائبًا عنها إلى مجمع نيقية المسيحي الذي أجتمع عام 325م.
وأزمير الحالية هي سيمرنا القديمة، وهي تقع على بعد خمسين ميلًا شمال افسس. ().
كذلك نسمع في سفر الرؤيا عن السبع الكنائس التي في آسيا التي في أفسس، سميرنا، برغامس، ثياتيرا، ساردس، فيلادلفيا، لاوديكية “(رؤ 1: 11).
سَنَاءَة
اسم عبري ربما كان معناه “مكروه”، ويذكر عزرا ونحميا أن بني سناءة كونوا جماعة عادت بعد السبي مع زربابل إلى أرض كنعان [عددهم: 3630؛ العدد المختلف حسب (نح 7: 38): 3930] (عزرا 2: 35 ونحميا 7: 38) وقد قيل عنهم أنهم بنو هسناءة (نحميا 3: 3) ولعلهم من سبط بنيامين (1 أخبار 9: 7). وربما كان مكانها اليوم محلة “الشيخ تروني” على مسافة سبعة أميال شمال أريحا.
سَنْبَلَّط الحوروني
اسم اكادي وسن هو إله القمر وبلط معناها أعطى الحياة، فيكون معنى الاسم “إله القمر أعطى الحياة”. وهو شخص عظيم النفوذ (نحميا 2: 10) وكنيته الحوروني، وليس معنى ذلك أنه كان مواطنًا من حورونايم في مآب، بل كان من بيت حورون. وقد قاوم بناء الهيكل وأسوار أورشليم بأن هيج العرب وغيرهم من جيش السامرة، ثم تآمر على قتل نحميا وحاول تلويث سمعته. وكان سنبلط معاصرًا للكاهن العظيم الياشيب، وكان متفقًا معه ومع طوبيا العبد العموني ضد نحميا وجماعته، وذلك في السنة العشرين لحكم ارتكزركسيس (نحميا 3: 1 و4: 7) وقد جاء في أوراق البردي التي اكتشفت في الجزيرة في اسوان أنه كان حاكمًا للسامرة قبل عام 407 ق. م. مباشرة، وذلك في السنة السابعة عشر لداريوس نوثوس. وقد زوّج سنبلط ابنته إلى منسى ابن يوياداع ابن الاشيب الكاهن العظيم، ولذلك طرد نحميا الياشيب بعد أن عزله (نحميا 13: 28).
سِنْتِيخِي
اسم يوناني معناه “سعيد الحظ” وهو اسم سيدة مسيحية في كنيسة فيلبى، ذكر بولس اسمها واسم سيدة أخرى هي افودية، وكان بينهما خصام، فطلب منهما أن تتصالحا، كما طلب من شخص غير معروف لنا ولكنه شريكه المخلص أن يساعدهما على الصلح، وقد كان بولس يعرف كنيسة فيلبي جيدًا، ولعل سنتيخي كانت شماسة هناك (فيلبي 4: 2).
سَنْحاريب ملك أشور
← اللغة الإنجليزية: Sennacherib – اللغة العبرية: Σενναχειρείμ – اللغة السريانية: ܣܢܚܪܝܒ.
اسم أكادي معناه “الإله القمر زاد عدد الأخوة” أو “سن (إله القمر) قد زاد الإخوة”. وهو ملك أشور (704 – 682 ق. م.) وقد اعتلى العرش بعد وفاة والده سرجون، وترك بابل التي فتحها أبوه، فعاد مرودخ بلادان إلى حكمها. وأراد مرودخ أن يثير الحرب على سنحاريب، فأرسل إلى حزقيا رسلًا يسألون عنه في مرضه (2 ملوك 20: 12 – 19) وشعر سنحاريب بذلك فقام بحرب على بابل هزم فيها مرودخ بلادان، وجعل على بابل ملكًا سواه. وبدأ سنحاريب يتجه نحو الغرب، وكان حزقيا قد بدأ يجهز دفاعه عن بلاده، فأرسل هدايا إلى مصر بالرغم من معارضة اشعياء (اش 30: 1 – 4). وبنى بركًا وقناة لجلب الماء إلى أورشليم إذا حوصرت (2 ملوك 20: 20) وبدأ سنحاريب يزحف نحو أورشليم، فأرسل له حزقيا هدايا كي يسترضيه فرجع عنه (2 ملوك 18: 14). ثم ثارت بابل في السنة التالية على سنحاريب، فعول الحاكم الذي أقامه هناك، ومات مرودخ وأقام سنحاريب أبنه ملكًا على بابل. وعاد حزقيا وعصى سنحاريب فأرسل إليه سنحاريب رسائل يهزأ فيها بإلهه، فبسط حزقيا الرسائل أمام الله وصلى، فاستجاب الرب له وضرب جيش الآشوريين الذي كان يحاصر أورشليم، فمات منهم 185 ألفًا في ليلة واحدة، فرفع سنحاريب الحصار وعاد إلى عاصمته (2 ملوك 19: 35 و36) وبعد ذلك بحوالي عشرين سنة كان سنحاريب ساجدًا في بيت نسروخ إلهه، فضربه ابناه ادرملك وشرآصر بالسيف (2 ملوك 19: 37) فمات. (). وقد كان سنحاريب محاربًا عظيمًا، وقد ترك من أثار فتوحاته وغزواته الكثير. وقد كشف التنقيب عن نقوش كتبت في عصره وفيها يشير إلى أنه حاصر حزقيا كما يحاصر الطائر في قفصه ولكن يتضح من هذه النقوش أيضًا انه لم يأخذ أورشليم.
(1) اعتلاء سنحاريب العرش:
اعتلى العرش بعد موت أبيه سرجون الثاني. وكما يدل اسمه، لم يكن هو أكبر أبناء سرجون، ولكنه اختير ولياً للعهد وحاكماً عسكرياً لمنطقة الحدود الشمالية المضطربة. وكانت جرأته في المواقف الصعبة، وحزمه في إجراء العدالة، مما دعم موقفه، فحالما اغتيل أبوه في 705 ق. م. أسرع إلى الاستيلاء على العرش قبل أن يزحف على المنشقين.
(2) سياسة سنحاريب الخارجية:
(أ) القبائل الشمالية:
منذ انتصار سرجون على القبائل الشمالية، تعرضوا لضغوط من الكمريين (أو “الجمراي” في اللغة الأشورية) الذين كانوا يتحركون من جبال القوقاز إلى الغرب نحو ليديا. وقاد سنحاريب حملات إلى جبال زاجروس وإلى تابال وكيليكية، واستولى على طرسوس. وكان هدفه أن يحفظ طرق التجارة مفتوحة أمام الشعوب الصديقة خارج المناطق التي غزاها حديثاً، وبذلك حمى الحدود واستطاع أن يكرس جهوده للمناطق الأكثر قلاقل في إمبراطوريته.
(ب) ولاية سنحاريب في بابل:
في نفس السنة التي تولى فيها سنحاريب الحكم، تولى عرش بابل مرودخ “أبلاإدِّينا” (مرودخ بلادان) عدو أبيه، وشيخ بيت ياكين بتأييد من جحافل العيلاميين. وكان سنحاريب يصرف أغلب وقته في “بورسيبِّا” لأنها كانت أقرب إلى موطنه الأصلي، وأسهل في الدفاع عنها بأتباعه من الأراميين. وفى 703 ق. م. ساق سنحاريب جيشه لمحاربة الثائرين عليه، فهزمهم بالقرب من كيش. وبعد أن نهب بابل، أخذ 208,000 أسير، وأقام عليها ملكاً ألعوبة في يده، سبق أن تربى في نينوى، اسمه “بعل ابني”. فلجأ “مرودخ أبلاإدِّينا” إلى المستنقعات الجنوبية، إلى أن استطاع – بعد ثلاث سنوات – أن يحصل على مساعدة العيلاميين، ويثير القبائل الكلدانية والأمورية، ويتآمر مع “بعل ابني”. ولكن زحف الأشوريين السريع قضى على محاولة ذلك الحلف لتأييد استقلاله. وفى هذه المرة فرَّ مرودخ أبلاإدِّينا عبر الخليج الفارسي إلى جنوبي عيلام حيث قضى نحبه. وأراد سنحاريب – كعادته – أن يقضي على الشر من جذوره، فقام بغزوة بحرية بأسطول من السفن يقودها ملاَّحون من صور وصيدون وقبرص، وسارت السفن في نهري الدجلة والفرات، ومن رأس جسر على الساحل قام بغارات تأديبية على القرى التي آوت رجال القبائل الفارين من أرض المستنقعات.
ولكن هذه الغارات التأديبية لم يكن لها أثر دائم، إذ سرعان ما قام العيلاميون بالانتقام، فساروا فى نهر الدجلة، وأسروا “أشور – نادين – شومي” في سبَّار، وكان أصغر أبناء سنحاريب، وقد ولاَّه عرش بابل (699 – 694 ق. م.) وحل محله على عرش بابل أحد أنصار عيلام، اسمه “نرجل يوشزيب.” ولكن في 693 ق. م. رحفت جيوش أشورية من الجنوب وهزمت “نرجل يوشزيب” في “نبُّور”، ولكنها لم تستطيع الإستيلاء على بابل نفسها التي كان يدافع عنها أرامي آخر اسمه “موشزيب مردوخ”، وفى السنة التالية قام سنحاريب بحملة قوية لتأكيد سلطة آشور في الجنوب، فقابل العيلاميين وهزمهم في “الدير”، وهرب “موشزيب مردوخ” إلى عيلام، وأغرى العيلاميين والأراميين ليكمنوا للآشوريين في “هالول” حيث جرت موقعة دموية، ولكنها لم تكن فاصلة. وحالت الانقسامات الداخلية في عيلام دون استمرار مساعدتها لموشزيب فاستطاعت قوة آشورية أن تحاصره فى بابل طيلة تسعة شهور. وعندما سقطت المدينة، تعرضت للسلب والنهب، وأخُذ “مردوخ” إلهها إلى “نينوى”. وظلت بابل هادئة إلى نهاية حكم سنحاريب.
(ج) حملة سنحاريب على يهوذا:
يبدو أن حزقيا ملك يهوذا، بإغراء من “مرودخ أبلا إدِّينا” (مرودخ بلادان) ملك بابل للانضمام إلى الخلف ضد آشور (2مل 20: 2 و13)، قبض على “بادي” ملك عقرون من قِبل الأشوريين (2مل 18: 8) وعندما رفضت صيدون وصور دفع الجزية في 701 ق. م. وجَّه سنحاريب حملته الثالثة إلى الغرب فاكتسح الساحل الفينيقي، واستولى على صيدون وصرفة ومحالب ( “أحلب” في قض 1: 31) ويوشو وعكا. وهرب “إيلولي” ملك صور وحل محله “إيثبعل”، ولكن سنحاريب تجاوز هذا الميناء البحري المنيع (صور). وخضع له ملوك صيدون وأرواد وبيبلوس وبيت عمون وأدوم، ولكن عسقلون وبيت داجون ويافا قاومته، ففتحها ونهبها. وكانت مقاومة حزقيا في وسط هذه الظروف عملاً جريئاً، وبخاصة أنه عندما زحف الأشوريون إلى “إلتقية” (يش 19: 44)، هزموا المصريين الذين كان يستند على معونتهم – ولاشك – الحلف ضد الأشوريين. وسلخ الأشوريون جلود شيوخ عقرون وهم أحياء، لتسليمهم ملكهم لحزقيا. ثم حاصر الأشوريون لاخيش فسقطت بعد حصار شديد، ونهبوا ستاً وأربعين مدينة وقرية في يهوذا، وأخذوا 150 و220أسيراً وغنائم كثيرة. ورغم أدوات الحصار العديدة التي كانت تطوق أورشليم، أبي حزقيا الاستسلام (2مل 18: 17، إش 36: 1 – 21).
ويذكر سنحاريب في نقوشه أن حزقيا دفع له بعد ذلك – كجزية – أربعين وزنة من الذهب، وثمانمائة وزنة من الفضة وحجارة كريمة وغير ذلك من البضائع النادرة. ويذكر سفر الملوك الثاني (18: 13 – 16) أن حزقيا دفع لسنحاريب ثلثمائة وزنة من الفضة، وثلاثين وزنة من الذهب. وقد يرجع هذا الفرق إلى أن باقي الجزية دفع في أشكال أخرى، أو لاختلاف وحدات الأوزان المستخدمة، أو لميل الأشوريين للمغالاة.
ويذكر سنحاريب أن حزقيا أطلق سراح “بادي” الذي مُنح بعض المناطق التي كانت قبلاً من أراضي يهوذا، تعويضاً له على ما تحمله في سبيل آشور. ويقول سنحاريب “إنه في تلك الأثناء حبست حزقيا في أورشليم – عاصمة ملكه – كطير في قفص، وأقمت مراكز حراسة حول المدينة لكي يلقي حتفه كل من يجرؤ على الخروج من باب المدينة”.
ولم ينجح الحصار لأن حزقيا كان قد سبق فأجرى الماء في نفق تحت الأرض من نبع جيحون إلى داخل أورشليم (2مل 20: 20؛ 2أخ 32: 30)، ولثقته العظيمة في الله واتكاله الوطيد عليه، وليس على معونة خارجية (2مل 19: 32 – 34).
ولا يذكر سنحاريب في تاريخه شيئاً عن نتيجة هذا الحصار، فقد كانت نتيجته خيبة كاملة له، وهزيمة ساحقة لجيشه الذي قتل منه ملاك الرب مئة ألف وخمسة وثمانين ألفاً (2مل 19: 35).
ويزعم هيرودوت Herodotus أن هلاك جيش سنحاريب كان بسبب “جيوش جرارة من الفئران زحفت بالليل وقرضت كل سهام وأقواس العدو، وكل المناطق التي كانوا يشدون بها تروسهم… فعندما بدأوا القتال في اليوم التالي سقطت منهم الأعداد الكبيرة إذ لم يجدوا في أيديهم سلاحاً يدافعون به عن أنفسهم”.
ويدور جدل كبير حول ما إذا كانت هذه الأحداث جرت في حصار واحد أو في مرتين. فالذين يقولون إن سنحاريب حاصر أورشليم مرتين، يرون أن الإشارة إلى اقتراب القوات المصرية بقيادة ترهاقة الملك النوبي (2مل 19: 9، إش 37: 9) تدل على حصار آخر حيث أن ترهاقة لم يجلس على عرش مصر إلا في 690 ق. م. ويمكن الرد على ذلك بأن ترهاقة عمل قائداً عاماً لجيش مصر قبل ذلك، إذ لا دليل أكيداً على أنه ولد في 709 ق. م. وبذلك كان أصغر من أن يقود جيش مصر في أثناء الحصار الأول في 701 ق. م.
ويقول أصحاب نظرية مَرَّتَي الحصار، إنه في الحصار الأول في 701 ق. م. ودفع حزقيا الجزية وأطلق سراح بادي، ثم بعد ذلك ثبت أمام الحصار الثاني (نحو 689 – 686 ق. م.) عندما هاجم سنحاريب العرب جنوبي دمشق، وهو ما لا تذكر عنه السجلات الأشورية شيئاً. والذين يقولون بهذه النظرية يلزمهم إثبات أن المؤرخين العبرانيين قد خلطوا بين المرتين وجعلوهما حصاراً واحداً. كما أنهم يفسرون ما جاء في سفر الملوك الثاني (19: 37) عن مقتل سنحاريب، بأن هذه العبارة تعنى أن مقتل سنحاريب حدث بعد عودته من فلسطين مباشرة، ولكن العبارة الكتابية لا تتضمن ذلك مطلقاً، فهي لا تذكر كم مضى من الزمن بين عودته إلى نينوى ومقتله في 681 ق. م. فقد حدث ذلك – على أي حال – بعد مضي سنوات بعد الحصار في كلتا الحالتين، فليس ثمة دليل تاريخي ينفي أنه كان حصاراً واحداً في 701 ق. م. وهو الأمر الذي أصبح يلقى قبولاً لدى الأكثرين.
(د) موت سنحاريب:
نعلم مما جاء في سفر الملوك الثاني ونبوة إشعياء أن سنحاريب اغتاله ابناه بينما كان ساجداً في بيت نسروخ إلهه (2مل 19: 37؛ إش 37: 38). وأنهما هربا إلى أرض أراراط، وملك آسرحدون ابنه عوضاً عنه. ولا تذكر السجلات الأشورية شيئاً عن ذلك، ولكن السجلات البابلية تذكر أنه قُتل بيد “ابنه”، وهذا اختلاف عادي، إذ قد يكون أحد الابنين هو المحرض أو هو الذي أجهز عليه. ولا يشير آسرحدون أي إشارة إلى مقتل أبيه في قصة ارتقائه العرش، وإن كان يذكر معارضة أخويه له، واضطراره إلى قتال المعارضين وهزيمتهم قبل أن يرتقي العرش. ويذكر أنه هزمهم في “هاينجالبات”، ومنها فر اثنان منهم إلى أراراط. ويذكر أشور بانيبال – بعد ذلك بنحو ثلاثين سنة – أن جده سنحاريب: قد سُحق بين تمثالي إلهين حارسين.
(3) سياسة سنحاريب الداخلية:
حكم سنحاريب حكماً صارماً ولكنه اشتهر بعدله فى وطنه. وبتشجيع من زوجته السامية الغربية (على الأرجح فلسطينية) “نقية زكوتو”، صرف جهوداً كبيرة في إعادة بناء عاصمته نينوى. وسخَّر أسرى الحرب في بناء “قصره الذي لا نظير له”، وعمل أثاث الحجرات من خشب الأرز والسرو والجوز والأبنوس، وزين حوائطها بأكثر من 9,000 قدم مربع من النقوش التي تصور انتصاراته بما في ذلك حصاره لخيش.
وقد تم الكشف عن هذا القصر في 1965 ق. م. وكان الماء يُجلب للمدينة عن طريق قنوات وسدود لفري المدينة والبساتين حولها بين نهري دجلة وخوسر. وقد أدخل سنحاريب زراعة القطن إلى آشور.
سِنْدِيان | سنديانة
يوجد في فلسطين تسعة أنواع مختلفة من أشجار السنديان (مفرد سنديانة)، بعضها يحمل ثمرًا يؤكل وبعضها للظل فقط، كما أن بعضها ينمو في الجبال العالية والبعض الآخر في الأودية والسهول المنخفضة. على أنه لا يمكن تحديد أي أنواع من السنديان هو الذي ورد ذكره في الكتاب، فليس من السهل تحقيق النوع المقصود. واسمه باللاتينية Quercus والبلوط والبطم نوعان من أشجار السنديان. وقد ورد ذكره في الكتاب المقدس في اش 41: 19 و44: 14 و60: 13.
واسمه في العبرية “ترزة” أي “صلبة” (انظر “ترز” في العربية بمعنى صَلُبَ). فهي شجر صلب. وبعض أنواعه قليل الأهمية، ولكن هناك نوع منه اسمه العلمي “كوركس كوسيفيرا” (Quercus Coceifera) عبارة عن شجر ضخم ينمو إلى ارتفاع أربعين قدمًا أو أكثر، وينمو كثيرًا في فلسطين. (). ويقول الرب على لسان إشعياء النبي لبيان قدرته: “أفتح عل الهضاب أنهارًا… أجعل القفر أجمة ماء والأرض اليابسة مفاجر مياه. أجعل في البرية الأرز والسنط والآس.. أضع في البادية السرو والسنديان والشربين معًا” (إش 41: 18 و19، انظر أيضا إش 60: 13). ومنه كانت تصنع بعض الأصنام (إش 44: 14، انظر أيضا إش 40: 20).
وقد ذكرت شجرة السنديانة كذلك في سفر تتمة دانيال من الأسفار القانونية الثانية (58: 13) في قصة سوسنة العفيفة.
سنْسَنَة
اسم عبراني معناه “سعف النخل”، وهي اسم موضع في النقب (يشوع 15: 31) وهي إحدى المدن التي وقعت في نصيب سبط يهوذا، ويدعى اسمها أيضًا حصر سوسة (يشوع 19: 5) ومعناها “دار الخيل”، كما أنها تسمى أيضًا حصر سوسيم (1 أخبار 4: 31). ولعل موقعها اليوم خربة الشمسانيات التي تقع على بعد 10 أميال شمالي شرق بئر سبع.
سَنْط | خشب السنط
نوع من الشجر كان ينمو في وادي الأردن من بحر الجليل إلى البحر الميت، كما كان ينمو بكثرة في سيناء. واسمه باللاتينية Acacia وقد عمل موسى التابوت وعصويه من خشب السنط، كما عمل أيضًا المائدة وألواح المسكن والعوارض، فإن خشبه يصلح لصنع الأثاث (خروج 25: 5 و10 و13 و23 و26: 15). وكان المصريون يصنعون السفن منه وخشب الصنت ثقيل جدًا وصلب يبقى أمدًا طويلًا، ولون لبه أسمر مائل إلى الحمرة، وأغصانه ذات شوك، واوراقه ريشية مزدوجة، وأزهاره صغيرة مجتمعة في رؤوس.. ومن أغصان السنط يستخدمون الصمغ العربي وكثيرًا ما يصنعون منه فحمًا جيدًا.
وادي السَنْط | وادي شِطِّيم
واد جاف وغير مثمر، لم يكن ينمو فيه سوى أشجار السنط فقط، ولعله وادي النار الذي ينحدر من أورشليم شرقًا في اتجاه البحر الميت (ربما قصد به الوادي الذي يبدأ شمال غربي أورشليم وينحدر إلى شرق المدينة فاصلًا إياها عن جبل الزيتون ثم يسير إلى الجنوب الشرقي نحو البحر الميت). وقد تكلم النبي يوئيل عن وادي السنط (يوئيل 3: 18) لأن مياهه غير حية، ولأن صخوره قاحلة، وهو يقول أنه في يوم الرب الذي يأتي فيه بالدينونة على الأمم البعيدة عن الله، سيفيض الله بالبركة على شعبه وأرضهم، حتى أن وادي السنط القاحل يروي ويثمر. وربما كان هو وادي النار حاليًا.
السَنْطير
آلة موسيقية من ذوات الأوتار (دانيال 3: 5) وقد عملها الصيدونيون أولًا، وكان جسمها من الخشب أو المعدن، وكانت أوتارها تصنع من أمعاء بعض الحيوانات، وكان عددها من عشرة إلى أربعين وترًا.
سِنُّ
قال ناموس موسى “عين بعين وسن بسن” (خروج 21: 24) وقد فهم اليهود من ذلك أن هذا القانون يبيح الأخذ بالثأر، ولكن الناموس أعطى القاضي وحده حق استعمال هذا القانون. غير أن المسيح عمل بناموس جديد هو ناموس المحبة والمغفرة وطول الأناة، فنادى بمحبة الأعداء (متى 5: 38 و39) وألغى بهذا القانون الجديد الناموس القديم “عين بعين وسن بسن”.
نظافة الأسنان:
تعبير أورده النبي عاموس بمعنى الجوع الذي لا يترك للإنسان ما يأكله، فتبقى أسنانه نظيفة (عاموس 4: 6). ويتكلم الكتاب أيضًا عن صرير الأسنان، بمعنى أن يصِرّ المرء بأسنانه علامة الخوف والغضب واليأس والندم (متى 8: 12) كما يتكلم الكتاب أيضًا عن ضَرَس أسنان الأبناء عندما يأكل الوالدون الحصرم (حزقيال 18: 21). وذلك في حديث عن خطايا الآباء التي تترك تأثيرها السيئ في أولادهم، وهي تعني أيضًا أراض الوراثةْ.
صخرة سَنَه
اسم عبري معناه “شوك”، وهي صخرة حادة تقابل صخرة حادة أخرى اسمها بوصيص، كانت تعترضان الطريق من مخماس إلى جبع من ناحتيتي الشرق والغرب. وقد جاز يوناثان بين هاتين الصخرتين وهو في طرقه لمهاجمة الفلسطينيين (1 صموئيل 14: 4 و5).
السَنهَدريم | السنهدرين
The Great Sanhedrin هو مجلس اليهود الكبير في أيام حياة مخلصنا على الأرض، وقد أطلق المؤرخون هذا الاسم على هذا المجلس باعتباره المحكمة العليا للأمة اليهودية.
وكان السنهدريم يمثل الشعب أمام الرومان، ويتكون من واحد وسبعين عضوًا، سبعين منهم مثل عدد الشيوخ الذين عاونوا موسى، والحادي والسبعون هو رئيس الكهنة.
وقد قبض مجلس السنهدريم على المسيح وحاكمه (مرقس 14: 43 ومتى 26: 59).
وقد توقف عمل السنهدريم بعد عام 70 م. وذلك بعد خراب أورشليم.
وكان نيقوديموس عضوًا في مجمع السنهدريم.
وكلمة سنهدرين هي كلمة عبرية منقولة عن “سندريون” (synedrion) اليونانية، ومعناها “الجالسون معًا” (أي مجمع مشيخة أو مجلس المشيرين).
وكان مجلس السنهدريم يقوم بالسلطة القضائية المركزية لليهود، ويُشار إليه في العهد الجديد – عند إصدار الأمر بالقبض على الرب يسوع – “بشيوخ الشعب” (مت 26: 47)، و “المجمع” (يو 11: 47 – 52). وقد وقف أمامه للمحاكمة “الرب يسوع” (مت 26: 57 – 27: 2). كما وقف أمامه بعض الرسل والتلاميذ (انظر أع 4، 5: 21 – 40، حيث يذكر أنه قد “اجتمع الرؤساء والشيوخ والكتبة”)، ويسمى أيضًا “المجمع” في سفر أعمال الرسل (أع 6: 12، 22: 30 – 23: 10).
(I) أعضاء مجمع السنهدريم:
كان عدد أعضاء السنهدريم سبعين شخصًا، وإذا أضيف إليهم رئيسه، يصبح عددهم واحدًا وسبعين شخصًا. وكان يرأس اجتماعاته في أيام العهد الجديد رئيس الكهنة (انظر مت26: 57) وكان أعضاء المجلس يُختارون من العائلات الكهنوتية وكبار المعلمين الدينيين المعروفين باسم الكتبة أو معلمي الشريعة.. وبالجمع بين هاتين الفئتين، كان السنهدريم يتكون من الصدوقيين (رجال الكهنوت) ومن الفريسيين (الكتبة)، كما كان يضم عددًا من الشيوخ الذين لا ينتمون لهاتين الفئتين. ومن الإشارات المختلفة لهذا المجلس في العهد الجديد، ندرك أن تكوينه كان يختلف باختلاف الظروف، فكان يتكون من “الكهنة وكتبة الشعب” (مت2: 4)، أو من “رؤساء الكهنة مع الكتبة والشيوخ” (مت27: 41)، أو رؤساء الكهنة والمجمع كله (مرقس14: 55)، أو “مشيخة الشعب: رؤساء الكهنة والكتبة” (لو22: 66)، أو “رؤساء الكهنة والعظماء والشعب” (لو23: 13)، أو “رؤسائهم وشيوخهم وكتبتهم” (أع4: 5)، أو “رؤساء الكهنة والشيوخ” (أع4: 23).
(II) منشأ مجمع السنهدريم:
يرجع تقليد معلمي اليهود بمنشأ “السنهدريم الأعلى” إلى السبعين شيخًا الذين استعان بهم موسى في البرية (عد11: 16 و17 و24 و25). وفي الواقع كان هناك – في أوقات متفرقة، فيما قبل السبي وبعده – جماعة من الشيوخ كمجلس شورى (انظر 1مل8: 1، 20: 7، 2مل23: 1، 2أخ19: 8، حز14: 1، 20: 1). وفي أيام عزرا ونحميا، لم يكن هناك مجلس من الشيوخ فحسب (عز5: 5، 6: 7، 10: 8، نح4: 14)، بل كان يجتمع أحيانًا كل الشعب (عز10: 9، نح7: 5). وكان لمبدأ “اجتماع كل الأمة” أهمية كبيرة رغم أن ذلك لم يعد ممكنًا بعد ذلك، فتحولت اختصاصات “اجتماع كل الأمة” إلى المجمع المركزي في أورشليم باعتباره ممثلًا لكل الأمة.
ولقد تفاوتت سلطات السنهدريم في إدارة شئون الأمة بحسب الظروف السياسية للأمة، وتغير الحكومات، فمثلًا في عهود بعض الحكام المكابيين (1مك12: 6 و35 و36، 2مك 13: 13) كان للسنهدريم نصيب كبير في الحكم. وفي أحيان أخرى كانت تضيق اختصاصاته حتى تصبح قاصرة على شئون العبادة في الهيكل.
وبوجه عام، قام السنهدريم بأعمال السلطة المركزية في الإدارة المدنية لأورشليم، وبالإشراف على الشؤون الدينية، ووضع خطة للخدمات في الهيكل، وفي تنفيذ العدالة في الحالات التي لم تكن تختص بها السلطات المحلية، أو التي لم تكن تحتفظ بحق البت فيها السلطات الرومانية، فكان يختص بالقضايا المتعلقة بشئون الهيكل وحفظ وصايا التوراة. وفي أيام الرومان، كانت سلطة السنهدريم في الحكم بالموت، تختلف باختلاف سياسة الحاكم (انظر يوحنا 18: 31، أعمال 23: 27). وكان للحاكم الروماني الحق في وقف تنفيذ الأحكام أو إعادة النظر في أي أحكام يصدرها السنهدريم (انظر أع 22: 30، 23: 28).
وكان السنهدريم يمارس سلطاته على اليهود خارج اليهودية عن طريق المجامع (انظر أع 9: 2، 1). ولم تكن الحكومة الرومانية تعترف بهذا السلطان خارج اليهودية.
وبالإضافة إلى السنهدريم (المجمع المركزي في أورشليم) نجد في العهد الجديد إشارات إلى مجامع يهودية محلية (انظر مت 5: 22، 10: 17). وكانت هذه المجامع المحلية تتولى تنفيذ العدالة في دائرتها، وكانت تملك سلطة الفرز من المجمع (يو 16: 2)، وتوقيع العقوبات البدنية (انظر مت 10: 17، أع 22: 19، 1كو 11: 24).
وكان يوسف الرامي عضوا (أو مشيرًا) في مجمع محلى (مرقس 15: 43).
طائر السُنونة
طائر صغير الحجم طويل الجناح نسبيًا، وسريع الطيران حتى لتسمع صوت جناحيه يضربان الهواء (أمثال 26: 2 ومزمور 84: 3). واسمه باللاتينية Hirundo وهو يبني عشه من الطين في مساكن الناس أو أبنية العبادة، وهو مستأنس بالبشر، ويرنم بموسيقى هادئة جميلة. وقد ورد ذكر السنونة في ترجمة الكتاب العربية المتداولة في (اش 38: 14 وارميا 8: 7) ولكن جمهور العلماء يظنون أن الإشارة هنا إلى الكركي لا إلى السنونة.
السنة | السنوات
قد كانت السنة عند العبرانيين شمسية تتكون من أثني عشر شهرًا، ولكن شهورهم كانت قمرية، وكانوا يوفقون ذلك بإضافة أيام إلى التقويم، إذ يضيفون شهرًا إلى كل سنة كبيسة، ولكن هذا غير مذكور في الكتاب المقدس.
كانت السنة العبرية تبدأ بشهر ابيب (ابريل – نيسان) (خروج 12: 2 و23: 15) وكانت سنتهم الزراعية تبدأ في الخريف (خروج 23: 16 و34: 22 ولاويين 25: 4 و9). وقد اعتبر اليهود الذين عادوا من السبي اليوم الأول من الشهر السابع عيدًا لرأس السنة (عزرا 3: 6 ونحميا 8: 2).
وقد ذكر العبرانيون من الفصول الصيف والخريف والشتاء (مزمور 74: 17 وارميا 36: 22 وزكريا 14: 8 وعاموس 3: 15). أما أعيادهم فقد كانت تتبع المواسم الزراعية.
كان لدى قدماء العبرانيين – كسائر الشعوب القديمة – نظام لحساب مرور الزمن رغم أنه لم تكن تتوفر لديهم الوسائل العلمية الدقيقة المتاحة الآن. ومع أنه لا يوجد لدينا بيان كامل بالتقويم الإسرائيلي، إلا أننا نجد في الكتاب المقدس وفى سجلات بلاد الشرق الأوسط القديمة، فكرة عامة عن هذا التقويم، علما بأنه كان تقويماً مرناً تعرض للتغيير المستمر.
كان التقويم في إسرائيل – كما في سائر بلاد الشرق الأوسط قديماً – يقوم – إلى حد بعيد – على أساس حركة الأجرام السماوية من شمس وقمر ونجوم. كما كان يتأثر – إلى حد أقل – بعوامل أخرى مثل الفصول الزراعية والأعياد الدينية، كما بأعمال الله في التاريخ. ففي دولة كهنوتية، كإسرائيل، لم يكن للاعتبارات السياسية أهمية كبيرة. وكانت وحدة الزمن في التقويم الأساسي، هي السنة وإن اختلفت طرق قياسها.
كانت أهم الطرق لقياس السنة بالنسبة لحركة الأجرام السماوية، هي السنة الشمسية والسنة القمرية، وفى السنة الشمسية كانت نقطة البداية هي الاعتدال الربيعي أو الاعتدال الخريفي. وكان عدد أيام السنة الشمسية 365 يوما، ولعلهم نقلوها عن مصر، فهكذا كانت السنة المصرية عند الفراعنة، كما يذكر هيرودوت. وكانت تتكون من اثني عشر شهراً، كل منها ثلاثون يوما، مع إضافة يوم كل ثلاثة شهور، أو إضافة الفرق عند بداية العام. ونجد في سفري اليوبيل وأخنوخ الأول (من أسفار الأبوكريفا) وكذلك في مخطوطات قمران كيفية حساب السنة الشمسية بدقة.
أما في الحساب القمري، فقد كانت الوحدة الأساسية هي الشهر الذي يبدأ بظهور الهلال عند غروب الشمس، فكان اليوم الذي يعقب ظهور الهلال هو “رأس الشهر”، وكان يعتبر يوماً مقدساً (عد 10: 10، 28: 11، مز 81: 3، إش 66: 23، هو 2: 11، عاموس 8: 3، وانظر أيضا كو 2: 16).
وكان عيد الفصح يقع في منتصف الشهر القمري عندما يكون القمر بدراً (خر 12: 6، لا 23: 5)، وبه كان يبدأ عيد الفطير (لا 23: 6). وكانت السنة القمرية تتكون من اثني عشر شهراً أيضاً، وكان الشهر يتكون من 29 أو 30 يوماً (إذ أن الشهر القمري تسعة وعشرون يوما ونصف يوم تقريبا). فكان مجموع أيام السنة القمرية هو 354 يوماً، أي أنها كانت تقل عن السنة الشمسية بنحو أحد عشر يوماً. لذلك كان يلزم إضافة شهر ثالث عشر بين وقت وآخر لإعادة التوافق بين التقويمين القمري والشمسي. وكان هذا التصويب يختلف من عصر لآخر. ففي العصور المتأخرة من العهد القديم، كان يضاف شهر “اذار الثاني” لسبع سنوات من كل تسع عشرة سنة قمرية، بترتيب معين حتى لا تتسع الشقة بين التقويمين.
وهكذا تداخل التقويمان الشمسي والقمري في حساب الزمن عند الإسرائيليين، ونلمح ذلك في بعض المواضع (انظر خر 23: 14 – 17، 34: 18 – 26). فالإشارة إلى الأعياد تمثل السنة الشمسية التي ترتبط بالاعتدالين، بينما نجد أن الشهور نفسها قمرية. وهكذا كان التقويم العبري تقويما شمسياً قمرياً. فكانت الشهور تحسب على أساس دورة القمر، على أن يصوب التقويم في فترات محددة ليتمشى مع السنة الشمسية. ويبدو أن العبرانيين أخذوا أسماء الشهور في البداية عن الكنعانيين. ولا يذكر منها في الكتاب المقدس سوى أربعة شهور هي: أبيب (خر 13: 4)، وزيو (1مل 6: 1 و37)، أيثانيم (1مل 8: 2)، وبول (1مل 6: 38). ولكن في كل العهود، كانت الشهور تذكر بحسب موقعها من السنة، فالشهر الأول وهو شهر أبيب (خر 12: 2)، والشهر الثاني وهو شهر زيو (1مل 6: 1)، والثالث (خر 19: 1)، والرابع (1أخ 27: 7)، والخامس (عد 33: 38)، والسادس (1أخ 27: 9)، والسابع وهو أيثانيم (1مل 8: 2)، والثامن وهو بول (1مل 6: 38)، والتاسع (عزرا 10: 9)، والعاشر (2مل 25: 1)، والحادي عشر (تث 1: 3)، والثاني عشر (أس 3: 7).
وتذكر ثلاثة فصول بأسمائها في الكتاب المقدس هي: الصيف (تك 8: 22، مز 74: 17، أم 6: 8… إلخ)، والخريف (زك 14: 8، انظر أيوب 29: 4، يه 12)، والشتاء (تك 8: 22، مز 74: 7، أم 20: 4… إلخ).
ومع أن أغلب الإشارات في الكتاب المقدس تدل على أن السنة كانت تبدأ في الربيع، فإن هناك بعض الإشارات الأخرى التي تدل على أنها كانت تبدأ أو تنتهي في الخريف (انظر مثلاً خر 34: 22، لا 25: 9). ويبدو من ذلك أنه كانت هناك سنة دينية تبدأ في الربيع، بشهر أبيب (حز 12: 2، 13: 4)، وسنة زراعية تبدأ في الخريف.
وفى العهد الجديد كانت السنين تحسب من بداية حكم الحاكم الروماني أو اليهودي (انظر لو 2: 1 و2، 3: 1 و2)، وعلى الأغلب بالرجوع إلى الأعياد اليهودية (يو 2: 13، 7: 2، أع 2: 10، 1كو 16: 8).
ويتضح مما جاء في إنجيل يوحنا (18: 28) أن قادة اليهود كانوا يستعدون لأكل الفصح في اليوم الذي جاءوا فيه بالرب يسوع إلى أمام بيلاطس، بينما عمل الرب يسوع الفصح مع تلاميذه فى اليوم السابق، مما يحتمل معه أن الرب يسوع كان يتبع تقويما غير التقويم الذي كان يتبعه القادة، ونجد هذا الخلاف في تحديد الفصح واضحا في مخطوطات قمران (وكذلك في سفر اليوبيل الأبوكريفي) – (الرجا الرجوع أيضا إلى مادة “أزمنة” في موضعها من “دائرة المعارف الكتابية”).
سنة اليوبيل
اسم عبري معناه “قرن الخروف، بوق” ومعناها الأصلي النفخ بالبوق، لأنهم كانوا ينفخون بالأبواق يوم الكفارة في سنة اليوبيل، وهي السنة التي تلي أسبوع الأسابيع أي سنة الخمسين. وفي هذه السنة كان يعود الأشخاص والعائلات والعشائر إلى حالتهم الأصلية. فكان يحرر العبيد العبرانيو الأصل، حتى الذين كانت قد ثقبت آذانهم، وترد جميع الرهائن والأراضي إلى أصحابها الأصليين، ما عدا البيوت في المدن المسورة (لا 25: 8 – 17 و23 – 55 و27: 17 – 25 وعد 36: 4). وكان اليوبيل تاج النظام السبتي. وكانت السبوت لراحة الإنسان وتنمية الأحاسيس الروحية. وكانت السنين السبتية لراحة الأرض. وكان الوبيل لراحة الجمهور. ولكنه، على الأرجح، لم يمارس بالدقة والكيفية التي ذكر فيها في سفر اللاويين (لا 25: 8 – 17).
سنة السبت
كانت السنة السابعة تُسمى سنة السبت (لاوين 25: 2) كما كانت تُسمى أيضًا سنة الإبراء (تثنية 31: 10). وكانت سنة السبت سنة راحة لا يزرعون فيها، ويتركون محاصيل الأرض الذاتية للفقير والغريب والوحوش أيضًا (لاوين 25: 1 – 7). وقد ارتبط اعتبارهم لهذه السنة باعتبارهم ليوم السبت (خروج 23: 10 – 12). وقد كانت هناك ثلاثة أهداف لهذه السنة: هدف اجتماعي واقتصادي وديني. أما الاجتماعي فقد كان الاهتمام بالفقير والمسكين، والاقتصادي فقد كان إراحة الأرض حتى تجود بثمر أكثر، أما الديني فهو الهدف الأكبر، وهو إشعار الشعب كله أن الأرض للرب، وأن مصدر رزقهم من عنده، كما أنهم هم أيضًا له، ويجب أن يضعوا ثقتهم فيه وهو يعتني بهم. وقد كان بدء سنة السبت يوافق يوم الكفارة في الشهر السابع، وكان يليه عيد المظال الذي كان يستمر خمسة عشر يومًا، فكان الناموس يُقرأ أمام الشعب كله (تثنية 31: 10 – 13). وكان الشعب يقضي السنة في التعرّف على كلمات الناموس، كما كان مسموحًا لهم أن يصيدوا وأن يربوا النحل وأن يرعوا المواشي ويصلحوا الأبنية ويمارسوا التجارة.
سَنوبر | صَنوْبر
شجر جبلي دائم الخضرة من المخروطيات الصنوبرية، يبلغ ارتفاعه أربعون قدمًا، وخشبه شديد الصلد (شديد الصلابة)، واسمه باللاتينية Pinus، وقد ورد ذكره مرة واحدة في الكتاب المقدس (اش 44: 14)، حيث كان صانع الأصنام “يغرس سنوبرًا والمطر ينميه”.
وتوجد منه أنواع كثيرة، أشهرها السنوبر الحلبي والسنوبر السنوبري.
سَنِير | جبل حرمون
اسم أموري ربما كان معناه “جبل السنا” أو “النور”. وهو الاسم الذي أطلقه الأموريين على جبل حرمون (تثنية 3: 9) ولكن في 1 أخبار 5: 23 نجد أن سنير وحرمون مذكوران كجبلين مختلفين، والأغلب أن سنير اسم قسم من جبل حرمون (جبل الشيخ).
السهم | الأسهم
السهم هو الحصة أو النصيب أو الجزء الذي يخص الفرد من الشيء. أو هو جزء من رأس مال الشركة، يزيد أو ينقص تبع رواج بضاعتها. ويقول يعقوب – قبيل موته – لابنه المحبوب يوسف: “وأنا قد وهبت لك سهمًا واحدًا فوق إخوتك، أخذته من يد الأموريين بسيفي وقوسي” (تك 48: 22). والكلمة العبرية المترجمة “سهما” هنا هي “سِكِم” وقد ترجمت في سبعة عشر موضعًا بمعنى “كتف”.
وقال رجال إسرائيل لرجال يهوذا: “لي عشرة أسهم في الملك وأنا أحق منك بداود” (2صم 19: 43)، والكلمة العبرية هنا هي “يد” أي قسم أو جانب.
السهم | السهام
السهم والقوس – وهو سلاح يمكن أن يستعمله المشاة أو راكبو الخيل، وقد صُنعت السهام أولًا من خشب خفيف، والقوس من خشب مرن أو نحاس (مزمور 18: 34) أما الوتر فكان يصنع من شعر الخيل أو الجلد وكانت القوس تخطئ أحيانًا (مزمور 78: 57) إذ تنثني إلى الوراء فتجرح صاحبها، أو أنها تضعف فلا توصل السهم إلى غايته. وكانت السهم أحيانًا مسموة (أيوب 6: 4) كما كان بعض المقاتلين يضعون جمرًا في طرف السهم ليشعل النار في العدو (مزمور 120: 4).
سَوَا ملك مصر، فرعون مصر
فرعون (الإنجليزية: Pharaoh – العبرية: פרעה – اليونانية: Φαραώ – القبطية: Varaw) هي كلمة مصرية معناها “البيت الكبير” وهو لقب لملوك مصر يقرن أحيانًا الملك الخاص. وهناك العديد من الفراعنة المذكورين في الكتاب المقدس، من بينهم: -.
سوا ملك مصر، الذي كان معاصرًا لهوشع بن أيله ملك إسرائيل (2 مل 17: 4)، وقد أرسل إليه الملك لينجده ضد شلمنأصر ملك أشور (2مل 17: 1 – 4)، وذلك بعد أن رفض دفع الجزية له (2 ملوك 17: 3 و4). ولكن سوا لم ينفع هوشع بشيء. وجاء شلمنأصر وغلب السامرة وأخذها بعد حصار دام ثلاث سنوات. وقد قام الملك سوا بعد ذلك بحرب ضد أشور فهزمه سرجون الذي خلف شلمنأصر على العرش، وكان ذلك في موقعة رفح عام 720 ق. م. ويُرجَّح أن فرعون سوا هو سبئة الذي كان قائدًا في جيش مصر.
سُوبَاتَرُسُ الْبِيرِيّ
Sosipater (يُكتِب خطأ: سوباتروس) اسم يوناني معناه “صالح الأبوين”، وهو رجل من بيرية، كان رفيقًا لبولس الرسول في سفره من اليونان إلى آسيا وذلك في طريق عودة الرسول من رحلته التبشيرية الثالثة (أعمال 20: 4).
سُوح
اسم عبراني معناه “كناسات” وهو ابن صوفج من سبط أشير (1 أخبار 7: 36).
ساحة
ساحة المدينة مكان واسع داخل أسوار المدينة العبرية القديمة، وقد تكون الساحة عند الباب حيث يجلس شيوخ المدينة، أو قد تكون في منتصف المدينة. وكانت الساحة متروكة لاجتماع الناس ولبيع الحاجيات والمأكولات، كما كان الغرباء يبيتون فيها، وكانت الساحة مجلس عظماء المدينة (تكوين 19: 2 ونحميا 8: 1 وأيوب 29: 7).
مدينة سوخار
اسم بلدة ورد ذكرها مرة واحدة في الكتاب المقدس في (إنجيل يوحنا 4: 5) عند زيارة المسيح لبئر يعقوب، فقد كان مجتازًا السامرة في طريقه من اليهودية إلى الجليل.
وسوخار Sychar قرية غير مهمة، ورد ذكر اسمها لأنها قرية من بئر يعقوب. ويرجح أنها قرية “عسكر” على بعد نصف مل شمالي بئر يعقوب.
نقرأ في إنجيل يوحنا أن الرب يسوع في طريقه من اليهودية إلى الجليل “أتي إلى مدينة من السامرة يقال لها سوخار بقرب الضيعة التي وهبها يعقوب ليوسف ابنه. وكانت هناك بئر يعقوب” (يو 4: 5 و6، انظر أيضا تك 33: 19، 48: 22). ولا يذكر اسم هذه البلدة في غير هذا الموضع. ويقول جيروم نقلا عن يوسابيوس إن “سوخار” تحريف لاسم “شكيم”، كما أن اسم “سوخار” جاء باسم “شكيم” في المخطوطات السريانية القديمة.
ولكن العلماء الآن لا يقبلون هذا الرأي. وقد دلَّت الحفريات الأثرية الحديثة التي قام بها “ج. أ. رايت” (G. E. Wright) على أن شكيم انتهت كمدينة في 107 ق. م. عندما قام يهود أورشليم بقيادة يوحنا هيركانس (134 – 104 ق. م.) بتدمير الهيكل السامري على جبل جرزيم في 128 ق. م.، ثم دمروا شكيم نفسها في 107 ق. م. ولكن في وسط تلك الأطلال، في تل بلاطة، توجد دلائل على أنها كانت مأهولة منذ عصر السامريين إلى العصر الروماني. ويقع “بئر يعقوب” على بعد نحو نصف الميل إلى الشرق من قرية بلاطة، فهو يقع على الحافة الشرقية للوادي الذي يمر بين جبلي عيبال وجرزيم. وهناك طبقة غير مسامية من البازلت أسفل قاع البئر على عمق نحو عشرين مترًا من سطح الوادي. وبتراكم الأنقاض والحطام – منذ عصر الهكسوس، أصبحت شكيم تعلو اثني عشر إلى خمسة وعشرين مترًا فوق سطح الوادي، وبذلك أصبحت البئر عميقة، وهو ما يتفق مع قول السامرية: “يا سيد لا دلو لك والبئر عميقة” (يو 4: 11).
ويقول “أولبريت” (W. F. ALBRIGHT) إنها هي قرية “العسكر” القريبة من نابلس (شكيم). و “العسكر” كلمة عربية تعني “مقر العسكر” (أو الحامية العسكرية). وتقع قرية “العسكر” على السفح الشرقي لجبل عيبال، على بعد نحو نصف الميل إلى الشمال من بئر يعقوب، وشرقي شكيم مباشرة. ولكن هناك شك في ذلك، فليس من المحتمل أن تكون “العسكر” (وهي كلمة عربية) تحريفا لاسم “سوخار”. كما أن “العسكر” أبعد من شكيم عن بئر يعقوب. و “بالعسكر” نبع ماء دائم أكثر من كاف لحاجة أهل القرية، فلم تكن هناك حاجة بالمرأة السامرية أن تذهب للاستقاء من بئر يعقوب. وعلى ذلك فليس من المحتمل أن تكون “العسكر” هي “سوخار”.
سيدي
لقب معلم الدين العبراني قديمًا، وهي تقابل معنى حاخام (متى 26: 25 ومرقس 9: 5). وكان اليهود يميّزون بين رب بمعنى سيد، وبين ربي بمعنى سيدي، وبين زبوني بمعنى سيدي الكبير (يوحنا 20: 16). وقد كان الفريسيون يحبون أن يحييهم الناس وينادوهم بسيدي، لأنهم متكبرون يحبون المدح من الناس (متى 23: 7).
سيدة
السيدة هي المرأة التي لديها خادمات وإماء (مزمور 123: 2). وقد لقبت مملكة بابل بسيدة الممالك لكثرة مستعمراتها (اشعياء 47: 5 و7).
سُودِي
← اللغة الإنجليزية:.
اسم عبري معناه “صاحب السر”، وهو أبو جديئيل الجاسوس الذي ذهب من سبط زبولون ليتجسس في أرض كنعان (عدد 13: 10).
أسوار أورشليم | سور
اسم أحد أبواب أورشليم، لعله كان الباب الذي يؤدي من القصر الملكي إلى أفنية الهيكل. وقد أوقف يهوياداع الكاهن عنده ثلث قوة السعاة والجلادين، التي أعدها لحراسة الملك عند القضاء على الملكة الشريرة عَثليْا (2 مل 11: 6) ويسمى هذا الباب أيضا “باب الأساس” (2 أخ 23: 5).
ويرّجح أن الأسوار اليبوسية كانت تحيط بالتل الجنوبي الشرقي في أورشليم الذي يقع إلى جنوبي منطقة الهيكل وبعد أن أخذ الملك داود المدينة حصّن هذا السور (2صم 5: 9 و1 أخبار 11: 8) بما في ذلك “ملو” التي كانت على ما يرّجح قلعة للطرف الشمالي للتلّ. وبنى سليمان سورًا حول أورشليم بما في ذلك الهيكل والقصر المشيدان على التل الأوسط الشرقي (1مل 3: 1) ولكن لا يعرف مكان سور سليمان على وجه التحقيق. وأما باب الزاوية المذكور في عصر اميصا (2مل 14: 13) فيحتمل أنه كان بالقرب من مكان باب يافا أو باب الخليل، ويدل هذا على أن المدينة كانت تشمل التلّ الجنوبي الغربي. وكان السور الجنوبي الغربي للمدينة في عصر ارميا يصل إلى طرف وادي ابن هنّوم الذي هو الآن وادي الربابة (إر 19: 2) وكان السور الذي إلى الشمال في ذلك الحين، أي في القرن السابع قبل الميلاد، وكان يقع إلى شمال غربي الهيكل (2مل 22: 14).
ويصف نحميا في نحم 2: 12 – 15 كيف أنه شاهد الأسوار والأبواب التي هدمها البابليون ويخبرنا في نحميا أصحاح 3 كيف أصلح الشعب هذه الأسوار وهذه الأبواب ورمموها. وقد هدم انطيوخس أبيفانيس اسوار أورشليم في القرن الثاني قبل الميلاد (1 مكا 4: 60 و12: 36 و13: 10). وقد حصن هيرودس الكبير سور أورشليم وبنى فيها أبراجًا وبعض ما عمله هو أساس القلعة الموجودة في الوقت الحاضر في الزاوية الجنوبية الشرقية للمدينة وعند المكان الذي كان مبكى اليهود فيما قبل.
أما مكان السور على وجه التحقيق كما كان في أيام يسوع المسيح فغير يقيني. ويظن كثيرون من العلماء أن السور كان يتجه بحيث يجعل موقع كنيسة القيامة خارج المدينة وهذه هي وجهة النظر التقليدية. أما غيرهم فيظنون أن الأسوار كانت تشمل داخلها موقع هذه الكنيسة، وفي هذه الحال لا يكون هذا هو مكان الصلب الذي كان خارج المدينة (عب 13: 12). وقد بنى هيرودس اغريباس الأول السور الشمالي الثالث وقد اكتشفت بعض بقاياه شمالي السور الحالي. وفي سنة 132 ميلادية بنى الإمبراطور الروماني هدريان سورًا كان في الغالب مبنيًا في مكان الأسوار الحالية وقد أقامها السلطان التركي سليمان في القرن السادس عشر بعد الميلاد. ويوجد في الأسوار الحالية 34 برجًا وثمانية أبواب.
سِوار | أساور | أسورة
وهذه حلية للزينة كانت تُلبس على الساعد أو أعلى المرفق، وكان يلبسها الرجال والنساء على السواء (حزقيال 16: 11) فقد كان الملك شاول لابسًا سوارًا على ذراعه (2 صموئيل 1: 10) كما ألبس اليعازار الدمشقي عبد إبراهيم رفقة خطيبة اسحق سوارين على يديها (تكوين 24: 22) وقد أهدى العبرانيون أسورة من ذهب كهدية منهم وتبرع لبناء خيمة الاجتماع (عدد 31: 50) وكانت الإسورة تُصنع على هيئة سلاسل أو أشرطة أو صفائح.
وادي سُورق
اسم عبراني معناه “كرم مُختار”. وقد أطلق هذا الاسم على الوادي الذي سكنت فيه دليلة صديقة شمشون (قضاة 16: 4). واسمه اليوم وادي الصّرار الذي يبدأ على بعد ثلاثة عشر ميلًا غرب أورشليم ويمتد إلى البحر الأبيض المتوسط. ويشقّه نبع يصب في البحر على بعد ثمانية أميال ونصف جنوب يافا. وهناك وادٍ به خرائب شمال وادي الصرار اسمه “خربة سوريق”، على بعد ميلين من صرعة مكان ميلاد شمشون.
سورية | سوريا
← اللغة الإنجليزية: Syria – اللغة الأمهرية: ሶርያ – اللغة اليونانية: Συρία.
(متى 4: 24 ولوقا 2: 2) اسم البلاد التي تمتد على شاطئ البحر الأبيض المتوسط وإلى الداخل، وهي التي أطلق عليها العبرانيون اسم أرام، ويقول البعض أن الاسم سورية هو اختصار لكلمة أشور. وقد جرى استعمال هذا الاسم المختصر بعد أن غزا الإسكندر الأكبر هذه البلاد.
وتتكون سورية من مرتفعات وسهول تمتد من الشمال إلى الجنوب بحذاء شاطئ البحر الأبيض المتوسط، وتبدأ من الغرب بسهل خصيب يزيد ارتفاعه إلى الشرق حتى يبلغ 500 قدم، ويبلغ عرضه في بعض الأماكن ثمانية أميال، وتقع فيه مدن اللاذقية وطرابلس وبيروت. ويتلو هذا السهل جبال أعلاها جبلا كاسيوس الذي يبلغ ارتفاعه 5750 قدمًا، وجبل صنين الذي يبلغ ارتفاعه 8780 قدمًا، وتقع في جنوب هذه الجبال برية التيه. ثم تتلو سلسلة الجبال هذه جبال أخرى وهي تواجه لبنان وتمتد للجنوب إلى جبل حرمون، وتقع في جنوبها جلعاد وموآب وآدوم، وفي هذه السلسة جبال الدروز. ثم تلو هذه الجبال إلى الشرق أرض ضيقة مزروعة يجري فيها نهر ابانة (بردى) وهو مصدر حياة مدينة دمشق التي تقع في هذا الجزء، ثم يلي هذا بعض الأنهار والينابيع التي تتحكم الجبال في سيرها وكمية مياهها.
وتعتبر الأجزاء الغربية أغنى من الشرقية، ويُزرع فيها النخل وقصب السكر والقمح والذرة والعدس، كما توجد بها مراعي متسعة، لكن جبال الأجزاء الشرقية غنية بالمعادن لأن فيها الفحم والقار والكبريت، غير أن المنطقة كلها كانت طريقًا للتجارة الناجحة.
وقد سكن الحثيون في هذه البلاد أولًا وغيرهم من نسل حام، وفي سنة 2750 ق. م. بدأت العلاقة بين سورية وبابل حتى صارت تحت حكم نارام سن البابلي، وقد جعل الملك حمورابي اللغة البابلية لغة المراسلات الدبلوماسية. (). ثم وقعت سورية تحت حكم مصر عندما فتحها تحتمس الأول عام 1600 ق. م. ثم تلاه تحتمس الثالث الذي سجّل انتصاراته على حوائط معبد الكرنك بالأقصر، وظلت تحت حكم أمنحتب الرابع وسيتي الأول، ولكن نفوذ مصر عليها تقلص حتى إعادة رعمسيس الثاني إلى ما كان عليه وكانت سورية منقسمة بين ملوك كثيرين مثل ملوك دمشق ورحوب وصوبة وجشور (1 ملوك 10: 29 و2 ملوك 7: 6) وقد فتح يشوع بعض نواحي لبنان وجبل الشيخ (يشوع 11: 2 – 18) كما استعمر داود دمشق وأخضعها له (2 صموئيل 8: 3 – 13) وبقيت تحت حكم سليمان حتى استقلت قرب نهاية حكمه (1 ملوك 4: 21 و11: 23 – 25). وقد كان ملوك دمشق أعداء للعبرانيين وكثيرًا ما حاربوهم (1 ملوك 15: 18 – 20 و2 ملوك 6: 8 – 33).
وعندما حاول ملك سورية وملك بني إسرائيل أن يفتحا يهوذا استعان آحاز بملك أشور، وبعد نهاية الحرب انضمت مملكة سورية إلى مملكة أشور، ثم صارت جزءًا من مملكة الإسكندر الأكبر وذلك عام 333 ق. م، ثم وقعت في سلوقس الذي إنطاكية عاصمة له، وقد خلفه انطيوخس أبيفانيس الذي ظلم اليهود وقدم خنزيرًا على مذبح هيكل أورشليم لتنجيسه… ثم سقطت سورية تحت الحكم الروماني عام 64 ق. م. واستمرت إنطاكية عاصمة لها.
وقد دخلت المسيحية إلى سورية عن طريق مناداة بولس الرسول (أعمال 15: 23 و41 و18: 18 وغلاطية 1: 21).
المرأة الأممية الكنعانية السورية الفينيقية
Syro – Phoenician Woman كُتِبَت قصة هذه المرأة في (مت 15: 21 – 28؛ مر 7: 24 – 30)، وقد تقابلت مع السيد المسيح في أثناء زيارته إلى تخوم صور وصيداء. وقد قال عنها متى أنها “كنعانية”، في حين يقول “مرقس” أنها يونانية (سورية فينيقية)، وهذا لأن لفظ “يوناني” كان يُستخدم عمومًا للتفرقة بين الأمم واليهود. ويبدو أن المرأة الأممية سمعت عن السيد المسيح، بل وآمنت بتقواه، فذهبت وراءه هو وتلاميذه صارخة لكي يشفي ابنتها المجنونة التي بها روح نجس، وعندما تجاهلها زادت في صراخها وتضرُّعاتها، لدرجة أن طلب التلاميذ منه أن يصرفها لصياحها الشديد وراءهم. فأجابها الرب يسوع قائلًا: “لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ”، فذهبت له “وَخَرَّتْ عِنْدَ قَدَمَيْهِ” لأجل ابنتها، فرد عليها “لَيْسَ حَسَنًا أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَب”. وهنا قالت له: “نَعَمْ، يَا سَيِّدُ! وَالْكِلاَبُ أَيْضًا تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا!”.
وفي حين كونها امرأة أممية، مدح السيد المسيح إيمانها الشديد، وحكمتها في الحديث.. وقال لها: “يَا امْرَأَةُ، عَظِيمٌ إِيمَانُكِ! لِيَكُنْ لَكِ كَمَا تُرِيدِينَ”، وقد تمت معجزة شفاء ابنتها في نفس اللحظة. وعندما عادت المرأة إلى منزلها، وجدت ابنتها على الفراش، وقد خرج الشيطان منها.
ابنة المرأة الأممية الكنعانية السورية الفينيقية
Syro – Phoenician Woman’s Daughter دخل الشيطان في تلك الفتاة وأصبحت مجنونة، وبالتأكيد عانت أسرتها وأمها من مرضها الصعب، إلا أن حينما سمعت الأم الأممية (الكنعانية السورية الفينيقية) بوجود السيد المسيح في تخوم صور وصيداء، أسرعت وراءه وهي تصرخ لأجل شفاء ابنتها (مت 15: 21 – 28؛ مر 7: 24 – 30). وبسبب إيمان المرأة الكبير ولجاجتها امتدحها الرب يسوع وأجاب طلبها. وحينما عادت الأم إلى المنزل، وجدت الابنة على الفراش، والشيطان قد خرج منها.
حشرة السوس
السوس هو أصلا يرقات نوع من الفراش، فهو العث الذي يقع في الحبوب والطعام والصوف والثياب والخشب فيأكلها ويعبث بها. ويقول إشعياء النبي إن “الفقير عن التقدمة (الذي لا يستطيع أن يصنع له صنمًا من ذهب أو فضة) ينتخب خشبًا لا يسوس” (40: 20) كما يقول عن الأشرار إنهم “كالثوب بأكلهم العث، وكالصوف يأكلهم السوس” (إش 51: 8).
ويقول الرب يسوع: “لا تكنزوا لكم كنوزًا على الأرض حيث يفسد السوس والصدأ” (مت 6: 19، لو 12: 33، يع 5: 2). ويقول أيوب في وصف ضعف البشر إنهم “سكان بيوت من طين… أساسهم في التراب ويسحقون مثل العث” (أي 4: 19) كما يقول عن نفسه: “أنا كمتسوس يبلى، كثوب أكله العث” (أي 13: 28 – انظر أيضا مز 29: 11، إش 50: 9).
سُوستانيس
← اللغة الإنجليزية: Sosthenes – اللغة العبرية: וְסוֹסְתְּנִיס – اللغة اليونانية: Σωσθένης.
اسم يوناني معناه “سليم القوة”، وقد ورد هذا الاسم مرتين في العهد الجديد. وهو اسم رئيس مجمع اليهود في كورنثوس أثناء زيارة بولس الرسول للمدينة (عندما كان غاليون يتولى أخائية)، وقد ضربه بعض اليونانيين ضربًا شديدًا أمام الوالي الروماني غاليون دون أن يمد الوالي يدًا لينقذه، وذلك لأن سوستانيس واليهود كانوا قد اضطهدوا بولس الرسول (أعمال 18: 17).
والأغلب أن سوستانيس صار مسيحيًا بعد ذلك نتيجة لكرازة الرسول بولس هناك، كما فعل سلفة كريسبس (أع 18: 8)،. فلو كان هذا هو ما حدث، فسرعان ما احتمل الآلام من أجل الإيمان، لأنه عندما حدث الشغب أخذه اليونانيون “وضربوه قدام الكرسي ولم يهم غليون شيء من ذلك” (أع 18: 17). ومن المحتمل أيضا أنه لم يكن قد صار مسيحيا في ذلك الوقت، وأنهم ضربوه باعتباره يهوديا أحدث هو وأتباعه شغبا فى كورنثوس. ومن العجب أن الرسول نفسه لم يتعرض للضرب (ولا توجد كلمة “اليونانيين” في العدد السابع عشر في بعض المخطوطات القديمة).
ثم نقرأ هذا الاسم في فاتحة هذا الاسم في فاتحة الرسالة إلى الكورنثيين حيث ذُكر كمن يرسل سلامه مع بولس الرسول إلى الكورنثيين، ويعتبره بولس الرسول أخًا له (1 كورنثوس 1: 1). فإذا كانت الإشارة في العدد الأول من الرسالة الأولى إلى الكنيسة في كورنثوس، هي لنفس الشخص، فلابد أنه كان قد آمن بالرب يسوع وأصبح تلميذا بارزاً، حتى إن الرسول بولس عند كتابته الرسالة يجمع بين اسمه هو واسم “سوستانيس”، ويدعوه “الأخ” في تحيته للكنيسة هناك، مما يدل على أنه كان معروفا جيداً للكنيسة في كورنثوس. ويجب ألا يُفهم من هذا الجمع بين اسم الرسول واسم سوستانيس في مقدمة الرسالة، أنه شارك الرسول بولس – بأي صورة – في كتابتها. ولكن ذلك يدل على المكانة التي قد بلغها كرفيق للرسول بولس في رحلته.
سَوْسَن | سوسنة الأودية (الوادي، الوديان)
lily نبات ينمو في المراعي حيث تأكل وترعى الغزلان والأغنام (نشيد 2: 16 و4: 5 و6: 3) كما ينمو بين الأشواك (نشيد 2: 2) كذلك كانوا يزرعونه في الحدائق الخاصة (نشيد 6: 2) لكنه كان ينمو في الأودية بكثرة حتى تسمّى بسوسنة الأودية (نشيد 2: 1) وكان ذا رائحة طيبة ويقطر مرًا مائعًا (نشيد 5: 13) حتى كانت رائحته تعطّر الجو المحيط به. وكانت الأمثال تضرب بجمال السوسن (هوشع 14: 5) وكانوا ينحتون هيئة السوسن على رؤوس العواميد (1 ملوك 7: 19 و2 أخبار 4: 5) ووجدت عدة أنواع من السوسن في فلسطين, ولا ندري أي نوع منها قصده الكتاب في كل مرة ورد فيها ذكر السوسن والأغلب أن زهرة اللوتس المصرية هي نوع من السوسن.
سَوْسّنَة
مفرد السوسن (نشيد 2: 1).
مزمور على السُوسَنّ
عنوان مزمور 45 و60 و69 و80 ومعناها غير معروف بالتأكيد, لكنه قد يكون اسمًا للحن معروف.
سُوسَنَّة العفيفة
← اللغة الإنجليزية: Susanna – اللغة العبرية: שׁוֹשַׁנָּה. اسم عبري معناه “زهرة السوسن”:
وهو اسم أحد شخصيات كتب الأسفار القانونية الثانية وهو تتمة سفر دانيال؛ حيث يوجد به قصة سوسنه العفيفة، التي أنقذها دانِيال من العِقاب لأمر لم تقترفه. وهذا السفر حذفه البروتستانت من كتبهم عند انشقاقهم عن الكاثوليك في القرن السادس عشر.
وقد كانت سوسنة ابنة حلقيا امرأة بارة نقية و “جَمِيلَةً جِدًّا وَمُتَّقِيَةً لِلرَّبِّ” (دا 13: 2)، متزوجة من رجل غني جدًا اسمه يواقيم، وكان أوجَه رجال المدينة (1).
وكانت هناك حديقة في بيت زوجها في بابل، تخرج إليها سوسنة تتمشَّى عند الظهر (دا 13: 7)، ولم تكن تعلم أن هناك شيخان من القضاة الفاسدين يراقِبانها دائمًا (كلٍ على حدى)، إلى أن اشتعلت شهوتهما فيها واعترفا لبعضهما البعض بمرادهم. وفي أحد الأيام هجما عليها وصارحاها برغبتهما الرديئة، وطلبا منها موافقتهما وإلا شهدا عليها زورًا بأنه كان معها شابًا في الحديقة. “فَتَنَهَّدَتْ سُوسَنَّةُ وَقَالَتْ لَقَدْ ضَاقَ بِي الأَمْرُ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ، فَإِنِّي إِنْ فَعَلْتُ هذَا فَهُوَ لِي مَوْتٌ. وَإِنْ لَمْ أَفْعَلْ فَلاَ أَنْجُو مِنْ أَيْدِيكُمَا. وَلكِنْ خَيْرٌ لِي أَنْ لاَ أَفْعَلَ ثُمَّ أَقَعَ فِي أَيْدِيكُمَا مِنْ أَنْ أَخْطَأَ أَمَامَ الرَّبِّ” (دا 13: 22 – 23). ثم صرخت لطلب النجدة، فصرخا هما كذلك عليها، وعندما جاء أهل بيتها بعدما سمعوا الصراخ، شهد عليها الشيخان زورًا بكلام قبيح، لدرجة أنه “خَجِلَ الْعَبِيدُ جِدًّا لأَنَّهُ لَمْ يُقَلْ قَطُّ هذَا الْقَوْلِ عَلَى سُوسَنَّةَ” (دا 13: 27).
وفي الغد اجتمع الشعب مع يواقيم والقاضيان، وطلبا إحضار سوسنة، “فَأَتَتْ هِيَ وَوَالِدَاهَا (أبوها وأمها) وَبَنُوهَا وَجَمِيعُ ذَوِي قَرَابَتِهَا” (دا 13: 30)، “فَأَمَرَ هذَانِ الْفَاجِرَانِ أَنْ يُكْشَفَ وَجْهُهَا. وَكَانَتْ مُبَرْقَعَةً لِيَشْبَعَا مِنْ جَمَالِهَا. وَكَانَ أَهْلُهَا وَجَمِيعُ الَّذِينَ يَعْرِفُونَهَا يَبْكُونَ” (دا 13: 32 – 33). ثم شهدا عليها زورًا بأنها ارتكبت خطية الزنى مع أحد الشباب، الذي لما رآهما هرب منهما،. “فَصَدَّقَهُمَا الْمَجْمَعُ لأَنَّهُمَا شَيْخَانِ وَقَاضِيَانِ فِي الشَّعْبِ، وَحَكَمُوا عَلَيْهَا بِالْمَوْتِ (2)” (دا 13: 41).
وكانت سوسنة امرأة مؤمنة، وكان “قَلْبَهَا كَانَ مُتَوَكِّلًا عَلَى الرَّبِّ” (دا 13: 35)، فصلت تطلب المعونة الإلهية، “فَاسْتَجَابَ الرَّبُّ لِصَوْتِهَا” (دا 13: 44)، حيث “نَبَّهَ اللهُ رُوحًا مُقَدَّسًا لِشَابٍّ حَدَثٍ اسْمُهُ دَانِيآلُ” (دا 13: 45)، “فَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ أَنَا بَرِيءٌ مِنْ دَمِ هذِهِ” (دا 13: 46)، وحينها وبَّخ دانيال الشعب بأنهم صدَّقوا الأمر ببساطة، فالتمسوا فيه الحكمة. ثم طلب دانيال تفريقهما عن بعضهما البعض، وسأل أحدهما “تَحْتَ أَيَّةِ شَجَرَةٍ رَأَيْتَهُمَا يَتَحَدَّثَانِ؟”، فقال: “تَحْتَ الضِّرْوَةِ”، والآخر قال: “تَحْتَ السِّنْدِيَانَةِ”. وهنا ظهر للجميع أنهما كاذِبان، وحكموا عليهما بالموت. وسبَّح الجميع الله على كشف للحقيقة (دا 13: 63).
أم سوسنة العفيفة
كانت أم العفيفة سوسنة حاضرة مع زوجها يوم الشهادة الزور من القاضيان الفاسدان عليها (1)، وبالتأكيد كان أمرًا مؤلمًا بالنسبة إليها سماع ما سمعت يوم المُحاكمة (دا 13: 1 – 41).. إلا أن الرب أثبت براءتها في اليوم ذاته (دا 13: 42 – 62)، “فَسَبَّحَ حِلْقِيَّا وَامْرَأَتُهُ لأَجْلِ ابْنَتِهِمَا مَعَ يُويَاقِيمَ رَجُلِهَا وَذَوِي قَرَابَتِهِمْ لأَنَّهُ لَمْ يُوجَدْ فِيهَا شَيْءٌ قَبِيحٌ” (دا 13: 63).
أبناء سوسنة العفيفة
في يوم محاكمة القديسة سوسنة بعد شهادة القاضيان الزور ضدها (1)، تم استحضارها “فَأَتَتْ هِيَ وَوَالِدَاهَا وَبَنُوهَا وَجَمِيعُ ذَوِي قَرَابَتِهَا” (دا 13: 30). ويا لهول ما سمعه البنين من الشهادة الزور، التي حتى العبيد خجلوا من سماعها، “لأَنَّهُ لَمْ يُقَلْ قَطُّ هذَا الْقَوْلِ عَلَى سُوسَنَّةَ” (دا 13: 27). إلا أن الرب أثبت براءة سوسنة في اليوم ذاته أمام الجميع (دا 13: 42 – 63).
أقرباء سوسنة العفيفة
حضر هؤلاء يوم محاكمة سوسنة العفيفة بعد اتهامها بالزنى مع أحد الشباب (1)، وذلك بواسطة قاضيان شيخان لهما كلمة مسموعة في وسط الشعب (دا 13: 28 – 30). وشهد الجميع أحداث المحاكمة وكيف أظهر الله الحق (دا 13: 31 – 62)، “فَسَبَّحَ حِلْقِيَّا وَامْرَأَتُهُ لأَجْلِ ابْنَتِهِمَا مَعَ يُويَاقِيمَ رَجُلِهَا وَذَوِي قَرَابَتِهِمْ لأَنَّهُ لَمْ يُوجَدْ فِيهَا شَيْءٌ قَبِيحٌ” (دا 13: 63).
سُوسَنَّة التي خدمت المسيح بأموالها
اسم عبري معناه “زهرة السوسن”:
وهي إحدى النساء اللواتي خدمن المسيح من أموالهن (لوقا 8: 3).
الشاب الزائف في قصة سوسنة العفيفة
هو شخصية خيالية اختلقها الشيخان الفاسدان في شهادتهما الزور على العفيفة سوسنة (1)، وذلك حينما اتهماها بالزنى معه، لكي يغطيا على فسادهما وشهوتهما الرديئة. وكان بعدما خرجت جاريتا سوسنة من الحديقة أن “هَجَمَا عَلَيْهَا” وهدَّداها قائلين: “هَا إِنَّ أَبْوَابَ الْحَدِيقَةِ مُغْلَقَةٌ وَلاَ يَرَانَا أَحَدٌ، وَنَحْنُ كَلِفَانِ بِهَوَاكِ فَوَافِقِينَا وَكُونِي مَعَنَا. وَإِلاَّ فَنَشْهَدُ عَلَيْكِ أَنَّهُ كَانَ مَعَكِ شَابٌّ وَلِذلِكَ صَرَفْتِ الْجَارِيَتَيْنِ عَنْكِ” (دا 13: 19 – 21). ولما لم توافقهما القديسة شهدا عليها أمام الجميع مكررين القصة الوهمية بتفاصيل أكثر: “فَأَتَاهَا شَابٌّ كَانَ مُخْتَبِئًا وَوَقَعَ عَلَيْهَا. وَكُنَّا نَحْنُ فِي زَاوِيَةٍ مِنَ الْحَدِيقَةِ، فَلَمَّا رَأَيْنَا الإِثْمَ أَسْرَعْنَا إِلَيْهِمَا وَرَأَيْنَاهُمَا مُتَعَانِقَيْنِ. أَمَّا ذَاكَ فَلَمْ نَسْتَطِعْ أَنْ نُمْسِكَهُ لأَنَّهُ كَانَ أَقْوَى مِنَّا فَفَتَحَ الأَبْوَابَ وَفَرَّ. وَأَمَّا هذِهِ فَقَبَضْنَا عَلَيْهَا. وَسَأَلْنَاهَا: مَنِ الشَّابُّ؟ فَأَبَتْ أَنْ تُخْبِرَنَا” (دا 13: 37 – 40). إلا أن دانيال النبي بحكمته استطاع وهو في شبابه إنقاذ المرأة بكشف زور شهادة الرجلين (دا 13: 44 – 63).
سوسي
اسم عبري معناه “فارس”، وهو أبو جدي الجاسوس مثل سبط منسى (عدد13: 11).
سوسيباترس
اسم يوناني معناه “خلاص أب” وهو اسم شخص ارسل سلامه مع لوكيوس وياسون إلى مسيحيي روما (رومية 16: 21) وهو نسيب بولس بمعنى انه يهودي مثله (قارن رومية 9: 3 و16: 10) ولعله هو نفسه سوباترس الذي صاحب بولس في رحلته التبشيرية الثالثة، وكان معه في كورنتوس وقت كتابة الرسالة إلى رومية (أعمال 30: 4).
هو أحد الرسل السبعون.
سوسيم
أخبار 4: 31، انظر: حصر سوسيم.
السوط | السياط
كان الضرب بالسياط واسطة من وسائط التعذيب والعقاب، وقد سمح الناموس الضرب بالسياط على ألا يزيد ذلك على اربعين جلدة، فكان المحكوم عليه بالجلد بالسياط يحني جسده إلى الأمام وتربط يداه إلى عمود ثم يضرب ظهره العاري (تثنية 25: 2 و3) وقد تكلم الملك رحبعام عن الضرب بالسياط كعقوبة معروفة (1 ملوك 12: 11 و14) وقد استخدمه أنطيوخس أبيفانيس ليضطر اليهود إلى اكل لحم الخنزير وقد استخدم اليهود المتأخرون الضرب بالسياط كعقوبة على الذنوب التي لم ترد عقوبتها في التوراة، كما عاقبوا بها من خالف حكم السنهدريم والهرطوقيين وكان الجلد يوقع بأمر المجمع (متى 10: 17) كما كان يوقع بأمر السنهدريم (أعمال 5: 40) اما الرومانيون فقد كانوا يجلدون المتهمين ليستخلصوا منهم الأعترافات، ولكن القانون المتأخر اعفى الروماني من الجلد بالسياط وسمح به لغير الرومانين فقط، لأنه كان عقابا مذلا وكان المحكوم عليه بالصلب يجلد حتى كان كثيرون يموتون قبل ان يصلبوا! وقد ضرب فادينا بالسياط حتى تمزق جسده الطاهر، وبحبره (وجلداته) شفينا (اشعيا. 53: 5) وقد ضرب مسيحيو سميرنا بالسياط حتى تمزقت اجسادهم وظهرت اجزاء اجسادهم الداخلية، فماتوا شهدا. وكان السوط يدا من الخشب لها سيور من الجلد وتوضع بها قطع من الحديد أو المعدن لتمزيق الجسد المضروب، وكثيرا ما استخدمت العصي في الجلد (2 كورنتوس 11: 25).
سوطاي من عبيد سليمان
اسم عبراني ربما كان معناه “معرج” رجل عاد أحد خلفائه إلى اليهودية مع زربابل [عددهم الإجمالي مع جَمِيعُ النَّثِينِيمِ وَبَنِي عَبِيدِ سُلَيْمَانَ: 392]، وهو أحد عَبِيدِ سُلَيْمَان (عزرا 2: 55 ونحميا 7: 57).
ساعة
قسم من الوقت معروف الآن بجزء من اربعة وعشرين جزءًا من النهار، وقد قسم العبرانيون النهار إلى اقسام هي: الصباح والظهر والمساء (مزمور 55: 17 ودانيال 6: 10) وقد تحدثوا عن هذه الأقسام بوصفها الشروق وحر النهار والغروب. وقد بدأ استعمال الساعات بعد السبي، فانقسم اليوم من شروق الشمس حتى غروبها إلى اثنتي عشرة ساعة (مت 20: 1 _12 ويوحنا 11: 9) وكانت الساعة السادسة ساعة الظهر (يوحنا 4: 6 وأعمال 10: 9). وكانت الساعة التاسعة ساعة الصلاة (أعمال 3: 1).
أما الليل فقد قسموه إلى ثلاثة أقسام هي الهزيع الأول من غروب الشمس حتى منتصف الليل, والهزيع الثاني من منصف الليل إلى صياح الديك, والهزيع الثالث من صياح الديك إلى الشروق (خروج 14: 24 وقضاة 7: 19 ومراثي 2: 19) ثم قسم اليونان والرومان الليل إلى أربعة أقسام, وهذا ما يظهر في العهد الجديد (مرقس 6: 48 ولوقا 12: 38) ثم انقسم الليل إلى اثنتي عشر ساعة (قارن أعمال 23: 23).
وأول استعمال لكلمة ساعة في الكتاب المقدس جاء في أيوب 15: 21 ثم دانيال 3: 6, إلا أنها لا تشير إلى مدة معينة, وقد اختلفت أطوال الساعات باختلاف طول الليل والنهار, وذلك حسب شروق الشمس وغروبها. أما المصريون فقد حسبوا للنهار إثنتي عشرة ساعة, ومثلها لليل.
بلدة سُوف
اسم عبراني معناه “قصب الغاب” وهو اسم بلدة في عبر الأردن (تثنية 1: 1). وربما كان مكانها اليوم الموضع المسمى “خربة سوفة” على بعد ثلاثة أميال وثلاثة أرباع الميل جنوبي مادبا.
سُوفَة
اسم عبراني معناه “ريح عاصفة” وهو اسم مقاطعة في موآب (عدد 21: 14).
سُوفَرث
كلمة عبرانية معناها “كاتب” , وهي اسم رجل عاد وهو وبعض من نسله إلى أورشليم مع زربابل (نحميا 7: 57). ويسمى أيضًا هسوفرث (عزرا 2: 55) والهاء في ابتاء الاسم هي أداة التعريف في العبرانية, ويظن البعض أن هذا الاسم هو اسم وظيفة لبعض عبيد سليمان – هي وظيفة الكاتب.
سُوق
هو المكان الذي يجتمع فيه الناس للبيع والشراء أو لغير ذلك, وقد وردت كلمتان عبريتان بهذا المعنى في الكتاب المقدس, أولهما ترجمت سوق (حزقيال 27: 13 و17 و19) وترجمت الأخرى “متجرة” (أشعياء 23: 3) كما وردت كلمة يونانية بهذا المعنى معناها مكان اجتماع الناس. وقد تكون الأسواق شوارع طويلة أو قصيرة على جانبيها متاجر, وقد تكون مسقوفة أو غير مسقوفة, كما قد تكون ساحات فسيحة بجانب باب المدينة أو في وسطها يجتمع فيها الناس (مرقس 6: 56). وقد استعملت ساحة الأسواق كملعب للأولاد يرقصون فيه ويلعبون (متى 11: 16 و17) كما كانت مكانًا يجتمع فيه العاطلون من الفعلة في انتظار من يستخدمهم, فيساومون في مقدار أجرهم (متى 20: 1 – 16). وكانت الأسواق أيضًا مكانًا يعرض فيه المتكبرون من رجال الدين اليهودي أنفسهم فيحييهم الناس باحترام وهم يجرون أذيال أثوابهم الطويلة, فحذر المسيح تلاميذه من هذا (متى 23: 3 – 7). وقد استخدم بعض الناس الأسواق كمكان لاجتماع المرضى طلبًا للشفاء, فوجد المسيح في هذا فرصة لإجراء معجزاته (مرقس 6: 56) وكثيرًا ما أجريت المخاكمات في الأسواق كمحاكمة بولس وسيلا في فيليبي (أعمال 16: 19). وقد استخدم الرسل الأسواق كمكان للوعظ والتعليم (أعمال 17: 17) كما استخدمها الفلاسفة لنشر آرائهم وفلسفاتهم.
سوكاتيم
عائلة من الكتبة كانوا يسكنون مكانًا غير معروف لنا اليوم اسمه يعبيص (1 أخبار 2: 55).
سُوكو | سُوكوه
Sochoh كلمة عبرانية معناها “أشواق” وهي اسم مكانين في يهوذا أولهما ورد ذكره مع عدلام وعزيقة (يشوع 15: 35) وقد جمع الفلسطينيون جيوشهم للحرب فيه (1 صموئيل 17: 1) كما كانت بلدًا من التي تورد لسليمان حاجياته فيختار منها ما يطلب (1 ملوك 4: 10). ويدعى هذا المكان اليوم خربة الشويكة حيث ينحني وادي الشور إلى الغرب ويصير اسمه وادي السنط, على بعد تسعة أميال من بيت جبرين. أما المكان الثاني فقد ورد اسمه مع شامير ويتير (يشوع 15: 48) ويقع على بعد عشرة أميال جنوب غرب حبرون واسمه اليوم خربة الشويكة أيضًا.
سومر | السومريون
← اللغة الإنجليزية: Sumer – اللغة العبرية: שומר – اللغة اليونانية: Σουμέριοι – اللغة الأمهرية: ሱመር.
السومريون هم أقدم أمة معروفة سكنت في بلاد بين النهرين. وكان سومر تشغل الجزء الجنوبي من بلاد بابل، أي الجزء الجنوبي من العراق الحالية. أما مملكة “أكد” التي أعقبتها، فكانت تقع إلى الشمال الغربي. ولا يذكر اسم “سومر” في الكتاب المقدس، ولكن تُذكر “شنعار” (تك 10: 10، 11: 2، 14: 9. 1، إش 11: 11.. إلخ). وكانت شنعار تشمل منطقتي سومر وأكد. ومع ذلك فقد قامت في تلك البلاد إحدى الحضارات العظمى القديمة. ومازال من العسير تحديد من كان السومريون عرقيا أو لغويا (فاللغة السومرية مكونة من عناصر لغات عديدة)، ولكننا نعرف الكثير عن تاريخهم وديانتهم وأساليب حياتهم.
(أولًا) ملخص تاريخهم:
لا نعلم من أين جاء السومريون، ولكن يحتمل أنهم جاءوا من المناطق الجبلية فيما وراء إيران. ويبدو أنهم وصلوا إلى رأس الخليج الفارسي، وابتدأوا يتسلطون على السكان القدماء في منتصف الألف الرابعة قبل الميلاد.
(1) حقبة فجر التاريخ (ما بين 3300 – 2800 ق. م.): وجميع التواريخ هنا تقريبية، وعاصرت هذه الحقبة تقدما عظيما، ففيها ظهرت كل العناصر المميزة لحضارة بلاد بين النهرين. وكان أروع إنجاز هو ظهور الكتابة (حوالي 3300ق. م) على شكل صور رمزية، وهى الأشكال الأولى للكتابة السومرية، وقد أضاف إليها الأكاديون الساميون الكثير من الكلمات.
(2) حقبة الأسرات الأولى (2800 – 2360 ق. م.): وتسمى العصر السومري الكلاسيكي، وتقسم هذه الحقبة بالنسبة لآثارها بحسب مستوى المباني والأختام الأسطوانية، إلى الأسرات الأولى والثانية والثالثة (الأسرة الثالثة = أسرة أور الأولى) وتشمل المراجع عن هذه الحقبة، قوائم بالملوك السومريين، وهى تشابه إلى حد بعيد – في طول أعمار ملوكها – ما جاء في الكتاب المقدس عن أعمار الأجيال قبل الطوفان، فيسجل عن كل ملك أنه حكم عدة آلاف من السنين.
وقد اكتشف في 1965م، عدد كبير من الألواح السومرية في “تل أبو سلابخ” على بعد نحو اثني عشر ميلا من “نّبور” ترجع إلى نحو 2600ق. م ومن الصعب قراءتها، ولكن بعضها يسبق عصر الآداب السومرية الكلاسيكية بنحو 800 عام. وقد ثبت أن “وصايا شوروبَّاك”، و “ترانيم معبد كيش” هي نصوص قديمة العهد جدَّا.
ومن ملوك هذه الحقبة أورنانش من لاجاش، وإنَّاتوم، وإينتمنا، وإناتوم الثاني. وأخيرًا اغتصب العرش “أوروكاجينا” ثم اغتصبه منه “لوجالزا جيزي” حاكم “أمَّه” (Umma). وقد نجح في تأسيس الإمبراطورية السومرية الأولى، إذ غزا لاجاش وسائر المدن السومرية وجعل من “أرك” عاصمة له. ولكن سرعان ما هزمه “سرجون الكبير” ملك “أكد”، والذي لم يؤسس أسرة جديدة فحسب، بل بدأ حقبة جديدة من حكم الساميين.
(3) الأسرة الأكادية الأولى: (2360 – 2180 ق. م.): وقد أسسها سرجون الكبير أو سرجون الأول. وكان اسمه الأكادي “شاروكين” أي “الملك شرعي” وقد أطلق على نفسه هذا الاسم لأنه لم سكن شرعيا بل مغتصبا للعرش! وتعتبر مدة حكمه “العصر الذهبي” في التاريخ البابلي. ومصادر تاريخ هذه الأسرة هي النقوش الكثيرة المكتوبة بالأكادية القديمة، التي سجلها سرجون وخلفاؤه. وتدور حوله العديد من الأساطير. (). وخلفه ابنه “ريموش” الذي خلفه بدوره ابن آخر لسرجون اسمه “مانشتوسو” ثم “نارام – سِن”، ويرجح أنه كان حفيدًا لسرجون. ويصورونه – كجده – بطلًا (على عمود النصر الذي أقامه، وكذلك في الكتابات المتأخرة). ثم خلفه على العرش “شاركا لشاري”، الذي خلفه أربعة ملوك حكموا مددًا قصيرة. وأخيرًا أزاحت هذه الأسرة، قوى خارجية كان من بينها “الجوتيون” الذين جاءوا من جبال زاجروس. وفى الواقع، حكم الملوك الأربعة الأخيرين إلى جانب الجوتيين.
(4) عصر الجوتيين (2180 – 2060 ق. م.): كان سقوط الاسرة الأكادية واستيلاء الجوتيين على الحكم يعتبر كارثة عظمى، إذ حلت الجحافل البربرية غير المتحضرة، محل الاسرة الأكادية صاحبة الحضارة العريقة. والنقوش التي ترجع إلى هذه الحقبة قليلة، ومن الصعب الربط بينها وبين قوائم أسماء الملوك. ويبدو من الواضح أنه كان للاجاش وأرك حكامهما، أي أن الجوتيين لم تستتب لهم السيطرة على كل البلاد. وأخيرًا هزمهم وطردهم “أوتو هيجال” ملك أرك. وفي أثناء حكمه كان هناك حاكم لأور اسمه “أورنامو” الذي كان يعترف في البداية بسلطة أوتوهيجال، ولكنه أخيرًا هزمه، وجعل من “أور” عاصمة له، وأسس أسرة أور الثالثة.
(5) أسرة أور الثالثة (2060 – 1950 ق. م.): وكان منها خمسة ملوك: أورنامو، شولحي، أمار – سِن، شو – سِن، وإبي – سِن. وواضح أنه في منتصف عهدهم بدأوا في إطلاق أسماء أكادية على أبنائهم، لأن الأسماء الثلاثة الأخيرة أسماء أكادية. ويشتهر الآن “أور – نامو” بالقوانين التي سنها، ولعله كان معاصرًا لإبراهيم. وبداية من “أور – نامو” الذي استولى على معظم البلاد، بدأ ملوك أور يطلقون على أنفسهم “ملك أرض سومر وأكد”. وفي ذلك العهد تركزت الشؤون الاقتصادية في يد الملك. وكان من أعظم إنجازات ذلك العهد المباني العظيمة التي مازال بعضها قائما مثل “الزاجورات” (وهو برج مدرج، يعلوه معبد فوق القمة) الذي بدأ بناءه “أور – نامو”. وقد اكتشف الكثير من النصوص الاقتصادية التي ترجع إلى ذلك العهد.
ومن أعظم الحكام السومريين، “جودا” حاكم لاجاش، الذي يمكن أن حكمه (نائبا للملك؟) كان في بداية حكم أسرة أور الثالثة، وقد ترك عددًا كبيرا من النقوش والتماثيل، وجميعها من حجر الديوريت الاسود الصلد.
وقد شهدت السنوات القليلة الأخيرة من حكم “إبي – سِن” بزوغ عصر جديد، حتى أصبح حكمه قاصرا على أور، وأخيرا فقد عرشه، وأُخذ أسيرًا إلى “سوسه” في عيلام، وقد دمر العيلاميون “أور” تدميرًا تامًا (ويبدو أن الغيلاميين كانوا القوى الأجنبية التي قضت على الأسرة الأكادية قبل استيلاء الجوتيين على الحكم). وقد انضم إلى العيلاميين في القضاء على “أور” شعب غير معروف، ويطلق عليه اسم “سوا”.
وتظهر في ذلك العصر أسماء سامية غربية. وكان الناس الذين يحملون هذه الأسماء – في حقيقتهم – أموريين (ويطلق عليهم في السومرية “مارتو” وفي الأكادية “أمورو”) وكانوا يتكلمون إحدى اللغات الكنعانية القريبة من الفينيقية والأوغاريتية والعبرية.
(6) عصر إسن – لارسا (1950 – 1700 ق. م.): في نهاية الصراع المذكور آنفا، ظهر “إشبييرا” حاكم “إسن”، فطرد الحامية العيلامية التي كانت معسكرة في “أور” وأسس أسرة “إسن”. وقد أصدر خامس ملك من ملوك هذه الأسرة، وهو “ليبيت – إشتار” مجموعة قوانين. ولكن كان يعاصر هذه الأسرة، أسرة أخرى في الجنوب، هي أسرة “لارسا”، وأخيرًا هزم آخر ملوك لارسا “ريم – سِن”، وآخر ملوك أسرة “إسن”، ووحَّد البلاد، ولكن هذه الوحدة لم تدم طويلا، إذ هزم حمورابي الأموري – ملك مدينة بابل – “ريم – سِن”، آخر ملوك أسرة لارسا. وكانت الأسرة الحاكمة في بابل قد ظهرت قبل حمورابي بنحو مائة سنة، ولكن حمورابي هو الذي نجح في توحيد كل بلاد بابل.
وبالإنجاز فإنه في بداية القرن التاسع عشر قبل الميلاد، كانت هذه الأسرات العظيمة الثلاث (إسن، ولارسا، وبابل) تنتمي للعصر البابلي القديم (حيث كان لأشور وماري في الشمال الغربي، حكام مستقلون). ولكن بفتوحات حمورابي (1792 – 1750 أو 1728 – 1686 ق. م.)، أصبح للأسرة البابلية الأولى (التى بدأت في 1850 ق. م.) السيادة الكاملة. و “بحمورابي” ينتهي تاريخ سومر ويبدأ تاريخ بابل، الدولة السامية التي قامت على أسس سومرية (كما يقول كرامر).
ثانيا – الديانة السومرية:
كان للسومريين جماعة من “الآلهة الكبار”، وكان أكبر الآلهة الذكور ثلاثة هم “آن” إله الجو (ودعاه الأكاديون أخيرًا “آنو”) وكان مقر عبادته في “أرك”، و “إنليل” إله الهواء، وكان مقر عبادته في “نيبُّور”، و “إنكي” إله الجحيم والحكمة (ويسمى “إيا” في الأكادية) وكان مقر عبادته الرئيسي في “إريدو”. ويظهر “آن” رئيسا لمجمع الآلهة في العصور المبكرة. وبعد ذلك أصبح “إنليل” هو كبير الآلهة. وفي عصر حمورابي – في الدولة البابلية القديمة – أصبح “مردوخ” هو كبير الآلهة.
ومن كبار الإلاهات “ننتود” ( “نن” بمعنى سيدة، و “تود” بمعنى ولادة، أي سيدة الولادة أو “الإلاهة الأم”) وكان مقر عبادتها الرئيسي في “دلمون” (ويقول البعض إنها هي “البحرين” في الخليج الفارسي)، ولكن كان لها معابد أخرى في لاجاش وكيش. كما كانت “إنانَّا” (أو سيدة الجو أو ملكة السماء) إلاهة الحب والحرب، من كبار الإلاهات أيضا، وكان مقر عبادتها الرئيسي في “آن” أي “أرك”، وقد اكتشف لها معبد (يسمى “إيانَّا” أي “بيت السماء”) في “أرك” يرجع إلى عصر فجر التاريخ.
وكان هناك ثلاثة آلهة آخرون هم: (1) “أوتو”: إله الشمس (وهو الإله السامي “شماس”)، وكان مقر عبادته في سيبَّار ولارسا. (2) “نانَّا” إله القمر (وهو “سِن” في الأكادية – وكان يُعبد في أوروحاران) وكان مقر عبادته الرئيسي في “أور”. (3) “إشكر” إله الطقس (وهو “حدد” أو “هدد” بالأكادية، وهو نفسه “بعل” عند الكنعانيين).
وكان كل واحد من أولئك الآلهة العظام، يُصوَّر في صورة بشرية، فبم يُصوَّر أحد منها في صورة حيوانية (كما كان الحال في مصر، حيث كان يُصوَّر الإله برأس حيوان أو طائر).
وبالإضافة إلى هؤلاء الآلهة الكبار، كان هناك عدد من صغار الآلهة، مثل إله الزراع “ديموزي” (وهو “تموز” المذكور في نبوة حزقيال 8: 14، ويقابل “أدونيس” عند اليونانيين)، وكان “ديموزي” يموت ثم يعود للحياة كل سنة، فكان يرمز إلى الفصول. وكان من الآلهة الصغار الشياطين والجن.
ثالثًا: الحياة في سومر:
(أ) الملك:
(1) ألقابه: كان يسمى في اللغة “السومرية” إنسي إي “السيد”. كما كان يسمى “لوجال” أي “الرجل العظيم”. ويبدو أن كلمة “إنسي” كانت تطلق على ملك يحكم دولة من مدينة واحدة، أما “لوجال” فكانت تطلق على ملك يحكم دولة من أكثر من مدينة.
(2) تأليهه: كان الملك في مصر الفرعونية “يُؤلَّه” أي يعتبر “إلها”، ولكن لا أثر لذلك في عهود الأسرات الأولى في بلاد بين النهرين، ولكنه يظهر في العصور المتأخرة (مثل عصر الأسرة الأكادية الأولى، وأور الثالثة). ولكن تختفي هذه الظاهرة تمامًا منذ عصر حمورابي.
(3) واجباته: كان الملك يقوم بواجبات الكاهن لإله المدينة، ويدير شؤون المدينة باسم الإله، ويشرف على كل شؤون الدولة، وعلى إقامة المباني والمعابد، وحفر القنوات وبناء الجسور، وقيادة القوات المسلحة، كما أنه كان كبير القضاة، ومسئولًا عن تنفيذ العدالة.
(4) قصره: كان يسمى مقر الملك أو قصره “إيجال” (أي البيت العظيم، ومنها اشتقت كلمة “هيكل” أي معبد “). ولعل الملك كان يقيم – في العصور المبكرة – في المعبد.
(ب) المعبد:
قبل العصر الثالث في أوراء كان يوجد في سومر عدد كبير من الدول المكونة من مدينة واحدة، حيث كان المعبد هو المركز الروحي والاقتصادي والسياسي. وكان معنى ذلك أن يمتلك المعبد مساحات كبيرة من الأرض، كانت تستلزم أن يقوم بخدمتها عدد كبير من الناس، يعتمدون في معيشتهم على المعبد. وكان عدد أولئك الناس يتراوح بين ألف وألف ومائتي عامل (ماعدا عائلاتهم). ويبدو أن كل سكان لاجاش تقريبا كانوا يعتمدون في معيشتهم على المعبد. وكان ذلك يشمل الفلاحين، والحرَّاثين، والرعاة، والبستانيين، والصيادين. كما كانت هناك درجات في الوظائف، من خبازين، وطبَّاخين، وصنّاع الجعة، والصنَّاع الماهرين “، والصيَّاغ، والذين يقطعون الأحجار، والذين يصنعون الأختام. كما كانت النساء تعملن في الطحن والغزل والنسيج. كما كان هناك سعاة (يركبون عربات) ونوتية للسفن. وكان على كل أولئك مفتشون ومشرفون.
كان الكاهن فوق كل هذه الرتب. وكان يتولى هذه الوظايفة الملك والملكة. فكان الملك هو كبير كهنة الآلهة الذكور، والملكة كبيرة كاهنات الإناث من الآلهة. ولكن كثيراُ ما كان الملك يفوَّض آخر للقيام بأعماله الكهنوتية. ويجب ألا ننظر إلى خدام المعبد على أنهم كانوا عبيدًا، لأنهم كانوا يعتبرون أحرارًا. أما العبيد فكانوا يُستوردون من الخارج، وكان عددهم قليلا في المجتمع السومري.
وكان المصدر الأساسي للدخل هو الأرض، ليس فقط من المحاصيل، بل أيضا من الإيجارات التي كانت تدفع أحيانا بالفضة. كما كان الصيد أحد المصادر الأخرى للداخل (كان معبد لاجاش يستخدم مائة صيَّاد). كما كانت هناك المكوس على التجارة الخارجية من الأحجار والأخشاب والمعادن التي لم يكن يوجد شيء منها في الجزء الجنوبي من بلاد النهرين. وكانت التجارة واسعة مع عيلام والمناطق المحيطة بالخليج الفارسي، وسورية والمناطق الشمالية من بلاد بين النهرين وحتى بلاد الهند.
(ج) القانون:
وصلت إلينا مجموعتان غير متكاملتين من القوانين السومرية: مجموعة قوانين “أورو – نامّو” مؤسس الأسرة الثالثة في “أور”، أي أنها ترجع إلى نحو 2050 ق. م. ثم مجموعة “ليبيت – إشتار” الملك الخامس في “إسن” والتي ترجع إلى 1850 ق. م. وتتعلق هذه القوانين بالزواج والخطايا الجنسية والطلاق، والقذف والاعتداء، والعبيد، واهمال دفع الضرائب، والميراث، وتأجير الثيران… إلخ. وكانت هذه القوانين سابقة للقوانين الأشمل والأشهر مثل “قوانين حمورابي”.
سِيئون
كلمة عبرانية معناها “قمة” وهو اسم أطلق على جبل حرمون الذي هو جبل الشيخ (تثنية 4: 48) وربما أطلق هذا الاسم على قمة عالية فقط من الجبل مغطاة بالثلوج في الجنوب.
سياج | سياجات
هو السور الذي يحيط بالحقل أو الحديقة لمنع الناس من الدخول والدوس فيها (ميخا 7: 4). وكانوا يقيمونه من حجارة مرصوصة بغير طين, كما كانوا يقيمونه من أغصان الأشجار الشائكة (أمثال 15: 19) وكثيرًا ما يزرع الصبير أو العوسج أو نباتات أخرى متشابكة الفروع بجوار السياج. وكان بعض عابري السبيل يلجأون إلى ظل السياجات طلبًا للوقاية من حرارة الشمس (لوقا 14: 23).
سِيحون الملك
اسم أموري لا يعرف معناه وهو اسم ملك الأموريين حاول أن يمنع العبرانيين من المرور في أرضه وهم في طريقهم إلى أرض كنعان, بلا جدوى, فانهزم جيشه وانقسمت بلاده بين أسباط العبرانيين (عدد 21: 21 – 29) وقد ورد سفر المزامير اسمه كتحذير لمن يقاوم الرب أو شعب الرب (مزمور 135: 10 – 12 و136: 18 و19).
سِيخو
كلمة عبرانية معناها “التل أو المرتفع” وهي اسم مكان بين جبعة والرامة، أي بين مسكن صموئيل وشاول، ولم يرد ذكره إلا في 1 صموئيل 19: 22. وترجع شهرة المكان إلى بئر عظيمة أو خزان ماء كان هناك ويعتقد أنها ربما كانت شويكة التي تقع على بعد ثلاثة أميال شمالي الرام.
سير | سيور الحذاء
السير من الجلد ونحوه هو ما يُقدُّمنه مستطيلًا، وجمعه سيور. وكانت النعال قديما تربط إلى القدم بسيور (إش 5: 27)، هي “شراك النعل” (تك 14: 23) وقال يوحنا المعمدان عن نفسه إنه ليس أهلا أن ينحني ويحل سيور حذاء الرب يسوع المسيح (مر 1: 7، لو 3: 16، يو 1: 27) وكان هذا العمل عملًا حقيرًا يقوم به الخدم.
سِيرة | سِيَر
سيرة الإنسان هي تصرفه وطريقة معاملته للناس، فيتحدث بولس عن طريقة معاملته للكنيسة قبل إيمانه على أنها سيرته (غلاطية 1: 13) كما يطلب الرسول بطرس قداسة السيرة (1 بطرس 1: 15). أما كلمة سيرة الواردة في فيلبي 3: 20 فهي في اليونانية المملكة أو الدولة التي نحن رعيتها. والمقصود أن المؤمنين يهتمون بالسماويات لأن وطنهم السماء “أورشليم العليا هي أمنا” (غلاطية 4: 26) وهم رعايا السماء الذين يتمتعون بكل امتيازاتها.
ويُقال حاليًا لفظ “سير القديسين”، أي قصص آبائنا القديسين الأطهار والحوادث التي حدثت معهم ولهم في حياتهم وبعد نياحتهم..
السيرة
بئر السيرة هو المكان الذي جاءوا منه بانبير إلى يوآب ليقتله (2 صموئيل 3: 26) وقد يكون هو المكان المعروف اليوم بعين سارة وهو نبع على الجانب الغربي من الطريق بين حبرون وأورشليم، وعلى بعد ميل من حبرون. ويقول آخرون أنه المكان المعروف اليوم بحمَّام سارة قرب رامة الخليل.
السِّيرِتس
شاطئ رملي متقلب يتكون فيه تيار من الماء يدفع السفن بعيدًا عن خط سيرها (أعمال 27: 17) وكان هناك السيرتس الكبير والسيرتس الصغير، أما الكبير فكان شمال ليبيا بالقرب من مدينة طرابلس. وكان الصغير إلى الشرق من تونس.
يطلق هذا الاسم على الشواطئ المليئة بالرمال المتحركة التي بها تيارات شديدة من الماء تدفع السفن بعيدًا عن خط سيرها، وهى تتاخم سواحل ليبية وتونس على البحر المتوسط. فكان السيرتس الكبير يقع في خليج “سرت” (أو سدرة) في الجانب الشرقي من الساحل الليبي، والسيرتس الصغير إلى الشمال الغربي، ويعرف باسم خليج قابس المجاور لتونس. ويمتد على الساحل الليبي نحو 443 كيلو مترًا من مسراته حتى بني غازي، وترتفع درجة حرارته في شهر أغسطس إلى 531 م. فيكون أعلى حرارة من كل مياه البحر المتوسط. ويشتهر هذا الخليج بصيد التونة.
وعندما كانت السفينة التي كان عليها الرسول بولس، في طريقها إلى رومية، قد تجاوزت جزيرة كريت، هاجت عليها ريح زوبعية، فخاف النوتية أن تجرفهم الزوبعة فيقعوا في “السيرتس” أي على تلك الرمال المتحركة في خليج سرت، فأنزلوا القلوع في محاولة للنجاة (أع 27: 14 – 18).
سِيسرا قائد جيش يابين ملك حاصور
Sisera قائد جيش يابين ملك حاصور، وقد جاءت قصته في الإصحاح الرابع من سفر القضاة نثرًا، كما جاءت في الإصحاح الخامس شعرًا. كان سيسرا يسكن على شاطئ نهر قيشون الشرقي مسيطرًا على الطريق من السهل إلى البحر، فأذاق العبرانيين مرارة الذل. وقد شجعت دبورة باراق على محاربة سيسرا، فجرت الموقعة عند سفح جبل تابور، فانهزم سيسرا، وهرب على قدميه إلى الشمال الشرقي، إلى خيام حابر القيني، فلاقته زوجته ياعيل وقتلته بأن ضربت وتد الخيمة في صدغه بعد نومه.
سِيسرا النثينيمي
Sisera اسم عائلة من النثيينيم عادت بعد السبي [عددهم الإجمالي مع جَمِيعُ النَّثِينِيمِ وَبَنِي عَبِيدِ سُلَيْمَانَ: 392] (عزرا 2: 53؛ نحميا 7: 55).
أم سيسرا قائد جيش يابين
Sisera’s Mother جاءت سيرتها في ترنيمة دبورة وباراق بعد انتصارهم على جيش يابين ملك حاصور بقيادة سيسرا ابنها، وذلك بصيغة شعرية وهي تولوِل على حال ابنها كالتالي: “مِنَ الْكُوَّةِ أَشْرَفَتْ وَوَلْوَلَتْ أُمُّ سِيسَرَا مِنَ الشُّبَّاكِ: لِمَاذَا أَبْطَأَتْ مَرْكَبَاتُهُ عَنِ الْمَجِيءِ؟ لِمَاذَا تَأَخَّرَتْ خَطَوَاتُ مَرَاكِبِهِ؟ فَأَجَابَتْهَا أَحْكَمُ سَيِّدَاتِهَا، بَلْ هِيَ رَدَّتْ جَوَابًا لِنَفْسِهَا: أَلَمْ يَجِدُوا وَيَقْسِمُوا الْغَنِيمَةَ! فَتَاةً أَوْ فَتَاتَيْنِ لِكُلِّ رَجُل! غَنِيمَةَ ثِيَابٍ مَصْبُوغَةٍ لِسِيسَرَا! غَنِيمَةَ ثِيَابٍ مَصْبُوغَةٍ مُطَرَّزَةٍ! ثِيَابٍ مَصْبُوغَةٍ مُطَرَّزَةِ الْوَجْهَيْنِ غَنِيمَةً لِعُنُقِي!” (سفر القضاة 5: 28 – 30).
سِيعا | سيعها
أب عائلة عادت مع عزرا إلى أورشليم [عددهم الإجمالي مع جَمِيعُ النَّثِينِيمِ وَبَنِي عَبِيدِ سُلَيْمَانَ: 392] (نحميا 7: 47) ويدعى أيضًا سيعها (عزرا 2: 44).
سيف
السيف هو أكثر الأسلحة ذكرًا في الأسفار المقدسة سواء للدفاع أو للهجوم. وكان نصل السيف من الحديد (1صم 13: 19 و20، يؤ 3: 10) وكان السيف يعلق على الجانب الأيسر، ويستخدم في القطع والطعن. وقد صنع “إهود لنفسه سيفًا ذا حدين طوله ذراع وتقليده تحت ثيابه على فخذه اليمني” لأنه كان أعسر (قض 3: 15 و16) وكان للسيف غمد يوضع فيه (1صم 17: 51) وكان استلال السيف من غمده يعني بدء القتال (حز 21: 3 – 5)، فهو السيف الملتهب (نا 3: 3)، والبارق (حز 21: 10)، والصارم (إرميا 46: 16)، والسيف الذي يأكل الناس (2صم 18: 8، إرميا 12: 12)، ويُروى بالدماء، ويُطلى بالشحم (إش 34: 5 و6) وسيف الرب سيف بارِق (تث 32: 41) ينفذ قضاء الرب (إرميا 47: 6، حز 21: 9 – 11).
ويستخدم الأنبياء السيف مجازيًا للدلالة على الحرب وما يعقبها من كوارث (إرميا 50: 35 – 37، حز 21: 28).
وترد كلمة “سيف” في العهد الجديد بمعناها الحرفي (مت 26: 47 و51، أع 12: 2، عب 11: 37. 34). ويستخدمها الرسول بولس مجازيًا، فيقول عن كلمة الله إنها “سيف الروح” (أف 6: 17) ويقول كاتب الرسالة إلى العبرانيين إن “كلمة الله حيَّة وفعَّالة وأمضى من كل سيف ذي حدين” (عب 4: 12، انظر أيضًا رؤ 1: 16، 19: 15).
السَيَّاف
كانت وظيفة السياف في أيام العهد القديم وظيفة شريفة. وكان السياف الذي أتى برأس يوحنا المعمدان واحدًا من بطانة الملك (مرقس 6: 27).
سِيلا | سلوانس
اسم يوناني Σίλας / Σιλουανός مأخوذ عن الأصل الارامي لفظة “شئيلا” أو “شاول” ومعناه “المسئول” وقد خدم مع بولس الرسول (2 كورنثوس 1: 19) وكان أحد أعضاء كنيسة أورشليم البارزين وكان مواطنًا رومانيًا (أعمال 16: 37) ولذا فقد دعي أحيانًا باسمه اللاتيني “سلوانس” Silvanus وَرَافَق بولس في جزء من رحلته التبشيرية الثانية (أعمال 15: 18 – 22) وبدأ ذلك عندما اتخذت الكنيسة الأولى قرارها بإعفاء الأمم من الختان، فأوكلت إلى سيلا Silas أن يذهب مع يهوذا الملقب بارسابا مرافقين بولس وبرنابا لتبليغ كنائس إنطاكية وسورية وكليكية بذلك. ولأن سيلا كان رجلًا متقدمًا في الأخوة اختاروه ليذهب ليثبت شهادة بولس شفاهًا، ويقول الكتاب أن سيلا ذهب ووعظ الأخوة بكلام كثير وقواهم لأنه كان نبيًا (أعمال 15: 22 – 33). وقد رافق سيلا بولس بعد انفصال برنابا عنه (أعمال 15: 40) فزار سورية وكيلكية وغلاطية وفريجية وميسية ومعهما تيموثاوس (أعمال 15: 41 إلى 16: 8). وعندما ظهرت لهما رؤيا الرجل المقدوني الذي يطلب العون ذهبا إلى بلاد اليونان مارين بساموثراكي وروسيا في نيابوليس (أعمال 16: 9 – 11) وذهبا إلى فيلبي للكرازة هناك (أعمال 16: 12 – 39) ومنها تسالونيكي ثم إلى بيرية (أعمال 16: 40 – 17: 10) ثم لحق سيلا ببولس في أثينا (أعمال 17: 11 – 15). ولعلا سيلا مضى من أثينا إلى فيلبي (فيلبي 4: 15) ثم عاد والتقى ببولس في كورنثوس (2 كورنثوس 1: 19 و11: 9) حيث وعظ فيها… ويقول بطرس عن سيلا أنه أخ أمين (1 بطرس 5: 12).
هو أحد الرسل السبعين.
سِيمون الساحر
Simon اسم عبراني معناه “السامع” وفي الأصل لفظه نفس لفظ الاسم “سمعان” وردت قصة سيمون في الإصحاح الثامن من سفر الأعمال (9 – 24) وكان يدهش شعب السامرة بسحره، فكانوا يقولون أن سحره شيء عظيم، واعتقدوا أن قوة الله العظيمة حلت فيه! وجاء فيلبس المبشر والشماس يكرز بالإنجيل في السامرة ورأى سيمون المعجزات التي تجري على يد فيلبس، فأيقن أنها تجري بقوة أعظم من سحره، فآمن واعتمد ولازم فيلبس مندهشًا من المعجزات التي يجريها. ويبدو أن إيمانه لم ينشأ عن توبة إنما عن ثقة في قوة سحرية أقوى من قوة سحره. وسمع بطرس ويوحنا عن عمل الله في السامرة، فنزلا إليها. وأجرى الرب بهما معجزات أخرى شبيهة بتلك التي حدثت يوم الخمسين (أعمال 2) فأندهش سيمون أكثر، وأسرع طالبًا معرفة تلك القوة السحرية العظيمة مقدمًا المال ثمنًا لذلك، فوبخه بطرس بشدة وطلب منه أن يتوب. وقد عرفت الكنيسة شناعة هذه الخطيئة فأطلقت اسم السيمونية على كل من يتاجر في الوظائف الكنسية.
وقد واجه الكارزون الأولون بالمسيحية مقاومة من السحرة، مثلما جرى مع عليم الساحر الذي قاوم بولس الرسول (أعمال 13: 6 و7). (). ولكن قوة معجزات التلاميذ هزمت السحرة الكاذبين.
وقد كان لسيمون أتباع اسمهم السيمونيون اعتبروا سيمون مسيحهم وفاديهم. وهم شيعة صغيرة من شيع الغنوسيين، يقول اوريجانوس Origen عنهم أنهم ليسوا مسيحيين لأنهم يعتبرون سيمون مظهر قوة الله. ويقول ايريناوس أن سيمون هذا هو أبو الغنوسيين، ولكن أصل ومصدر الهرطقة الغنوسية غير معروف تمامًا. فقد يكون الربط بين سيمون الساحر السامري (أعمال 8) مع فكرة الغنوسية أمر غير سليم.
مدينة سِين
مدينة مصرية ورد ذكرها في (حزقيال 30: 15 و16) أطلق اليونانيون عليها اسم بلوسيون وقد جرت عندها مواقع كثيرة، لذلك يسميها حزقيال “حصن مصر”. وموقعها الآن تل الفرماء الذي يقع على بعد مسافة 20 ميلًا شمال شرقي القنطرة.
برية سِين
برية سين (عدد 33: 11) أول برية سيناء، وصل إليها العبرانيون بعد أن عبروا البحر الأحمر من إيليم (خروج 16: 1) إلى رفيديم. وفيها انزل الله المنَّ للمرة الأولى للشعب. ولعل مكانها اليوم دبة الرملة وهي كومة رمال عند سفح جبل التيه.
سِيناء | جبل حوريب | جبل سيناء | جبل موسى
← اللغة الإنجليزية: Sinai – اللغة العبرية: סיני – اللغة اليونانية: Σινά – اللغة السريانية: ܣܝܢܝ.
اسم جبل يطلق عليه أيضًا جبل حوريب واسم البرية المحيطة بهز ويذكر الكتاب المقدس برية سيناء وجبل سيناء 35 مرة، وفي 17 مرة تسمى حوريب وقد قضى العبرانيون عند هذا الجبل سنة في طريقهم من مارَّة وإيليم والبحر الأحمر، من مايو إلى ابريل، ووصلوا إليه بعد قيامهم من مصر بثلاثة أشهر (خروج 19: 1). وكان يبعد عن قادش برنيع مسيرة إحدى عشر يومًا عن طريق جبل ساعير (تثنية 1: 2) وعلى مسيرة ثلاثة أيام من مصر (خروج 5: 3). وكانت تحيط بهذا الجبل برية كافية لأن يعسكر فيها العبرانيون كلهم لمدة سنة (خروج 19: 2) وكانت البرية قريبة من الجبل حتى يمكن مسّه (خروج 19: 12) وقد أعطى الله الشعب الوصايا العشر من على هذا الجبل، وعمل معهم العهد أن يكون إلهًا لهم وأن يكونوا شعبًا له (خروج 20: 1 و24: 8) ولا يسجل لنا الكتاب المقدس أن أحدًا زار هذا الجبل بعد ذلك إلا إيليا حين هرب من وجه إيزابل (1 ملوك 19: 8).
وهناك رأيان عن موقع جبل سيناء، الأول أنه جبل سربال في وادي فيران، ويؤيد هذا القول يوسابيوس، ولكن لا توجد عند جبل سربال برية تكفي لأن يعسكر فيها العبرانيون كلهم لمدة سنة. والقول الآخر انه جبل موسى، ويوافق على ذلك جستنيان ويقول يوسيفوس أن جبل موسى عظيم الارتفاع ومن المستحيل تسلقه لأنه حاد الصخور وشديد الانحدار ولا يستطيع أحد أن يطيل النظر إليه دون أن تؤلمه عيناه لأنه شديد الضوء.. (). ويظن يوسيفوس أن هذه الأحوال الطبيعية تجعل جبل موسى أكثر استعدادًا لأن يكون الجبل من فوقه أعطيت الشريعة. ويقول البعض أن موقع سيناء في أرض آدوم ولكن لا يتفق هذا القول مع ما ورد في الكتاب المقدس عن رحلات العبرانيين في البرية. ويقع وادي الرحلة أسفل هذا الجبل، وتبلغ مساحته أربعة أميال مربعة، وهو يكفي لأن يعسكر فيه العبرانيون. وتوجد اليوم عند جبل موسى أديرة وكنائس اكتشفت فيها بعض النسخ القديمة من الأسفار المقدسة، في اللغات اليونانية والسريانية والجورجية والأثيوبية والسلافية والعربية وغيرها. وقد اكتشفت النسخة السينائية للكتاب المقدس في اللغة اليونانية في دير القديسة كاثرين وقد كتبت في القرن الرابع الميلادي.
(1) اسم سيناء:
اغلب الظن أن كلمة “سيناء” مشتقة من الكلمة العربية “سنا” أي الضوء الشديد، كما أن “سينو” هو الألقاب القم عند البابليين. وتقع برية “سين” (خر 16: 1، 17: 1، عدد 33: 11 و12) بين جبل سيناء وخليج السويس، ولعلها سميت بهذا الاسم من شدة انعكاس الضوء على الحجر الجيري الأبوية. إليها في سيناء فقد “كان منظر مجد الرب كنار آكله على رأس الجبل أم عيون بني إسرائيل” (خر 24: 17). وفي الواقع ما زال مجد الرب يصبغ منحدرات جبل موسى باللون الأحداث الناري المنعكس من صخوره الجرانيتية الحمراء، وصخور الصوان الوردية حتى بعد أن تكون الظلال قد خيمت على السهل أسفل الجبل. ويرد اسم سيناء سواء على البرية أهميتهم الجبل في خمسة وثلاثين موضعا من العهد القديم. ويطلق على الجبل والبرية اسم “حوريب” (ومعناها “الخراب” أهميتهم “القفر”) في سبعة عشر موضعًا، غالبيتها ففي سفر التثنية، ولو أن اسم “سيناء” يذكر أيضاً في سفر التثنية (33: 2). ويرد اسم حوريب في أسفار التوراة الآخرون (خر 3: 1، 17: 6، 33: 6) للدلالة على “جبل الله” وبرية رفيديم التي تقع على بعد نحو عشرين ميلا إلى الشمال الغربي منه.
(2) الموقع التقليدي لسيناء:
والإشارات ففي مختلف المواضع في أسفار التوراة، تؤيد الرئيسي التقليدي الذي أصبح مقبولًا عند كل المستكشفين الذين فحصوا الأمثلة بكل دقة، وان كانت هناك نظريتان أخريتان، يلزمنا التنويه بهما. لقد هرب موسى إلى أرض مديان (أهميتهم الأردن الخلاء) التي كانت تمتد في شرقي شبه جزيرة سيناء (عدد 22: 4 و7 و25 و31) وعندما كان يرعى القطعان جاء إلى حوريب (خر 3: 1) أي إلى الطرف الغربي من البرية. ونقرا في (سفر التثنية 1: 2) أن الرحلة من حوريب عن طريق جبل سعير إلى قادش برنيع كانت تستغرق أحد عشر يومًا، وهي مسافة تبلغ نحو 145 ميلا بسرعة نحو 14 ميلا في اليوم الواحد، ولو أن بني إسرائيل بقطعانهم ونسائهم وأولادهم قد قطعوا هذه المسافة على ست عشرة مرحلة. كما أن المسافة من مصر إلى سيناء هي “سفر ثلاثة أولا” (خر 5: 3). وهي مسافة 117 ميلا قطعها بنو إسرائيل في عشر مراحل. إليها العرب الذين لا يعوقهم وجود نساء أهميتهم أوصيكم أهميتهم قطعان، فإنهم يقطعونها على ظهور الجمال أهميتهم سير على الأقداس، في ثلاثة أولا بسرعة 39 ميلا في اليوم.
(3) جبل موسى:
وهذه المسافات لا تترك لنا مجالا للذهاب بجبل سيناء شرقا إلى ما وراء جبل موسى. والجبال العالية في كل بلاد العالم ينظر إلينا كأماكن مقدسة باعتبارها مسكنا لله. ويقول يوسيفوس أن جبل سيناء “أكثر الجبال ارتفاعا في تلك المنطقة” ثم يقول أيضاً “انه أعلنها الجبال في تلك البلاد وانه ليس شامخ الارتفاع فحسب، ولكنه أيضاً صعب المرتقى جدًا ليس لارتفاعه العظيم فحسب بل لصخور سفوحه الحادة، ولا يستطيع أحد أن يرفع عينه طويلا إلى القمة دون أن تؤلمه عيناه. كما انه كان مهيبا مرهوبا يخشى الاقتراب منه للاعتقاد بأن الله يسكن هناك”. وواضح انه في عصره كان جبل سيناء يعتبر إحدى قمم الكتلة الجرانيتية العظيمة المسماة “الطور” وأعلى قممها هو جبل كاترين الذي يرتفع إلى 8,550 قدما فوق سطح البحر. وإلى الشمال الشرقي منه يوجد جبل موسى (7,370 قدمًا). ومع انه اقل ارتفاعًا من جبل كاترين، الأشياء انه روعة لوجود سهل يسمى “سهل الراحة” إلى الشمال الغربي منه، ويبلغ طول هذا السهل نحو أربعة أملاكهم وعرضه أكثر من الميل مما يجعله مكانا طبيعيا عند أقاموا الجبل، يكفي لان ينزل به كل بني إسرائيل عند خروجهم من ارض مصر.
ولجبل موسى قمتان رئيسيتان، يتوج إحداهما التي في الجنوب الشرقي كنيسة. أما القمة الثانية فتقسمها ممرات ضيقة إلى ثلاث رؤوس شديدة الانحدار. ويقوم على الرأس الشمالية منها “دير” وتسمى “رأس الصفصافة”. وإلى الشمال من الدير توجد القمة الصغرى لجبل الدير.
(4) وصف جبل موسى:
ومن المستحيل أن نحدد تحديدا قاطعا أي قمة منها هي التي صعد إليها موسى، فجميعها أعلى من كل جبال سيناء ومديان أيضاً. فأعلى القمم في صحراء “التيه” إلى الشمال لا يزيد ارتفاعها عن أربعة آلاف قدم، ولا يوجد في بلاد مديان شرقي إيلات جبل يرتفع عن 200ر4 قدم. وأعلى قمة في جبال “سربال” التي تقع على بعد عشرين ميلا إلى الغرب من جبل سيناء يبلغ ارتفاعها 730ر6 قدما فوق سطح البحر. ولا يذكر الكتاب المقدس أن أحدا من بني إسرائيل زار جبل حوريب بعد أيام موسى سوى إيليا حيث هبت الريح العظيمة الشديدة التي شقت الجبال وكسرت الصخور (1 مل 19: 8 و11).
ومما يؤيد هذا الموقع التقليدي، أن الجو يتلبد فجأة بالسحب التي تستمر أيامًا (خر 24: 15 و16). وقد وصل بنو إسرائيل سيناء في أواخر مايو (خر 19: 1)، وحدث في اليوم الثالث “أنه صارت رعود وبروق وسحاب ثقيل على الجبل” (19: 16). ومثل هذه العواصف لا تحدث عادة في برية سيناء إلا في شهريّ ديسمبر ويناير. أما العواصف الرعدية فقد تحدث في فلسطين حتى في مايو.
(5) أقوال الآباء حول موقع جبل سيناء:
هناك تقليد متواتر يرجع إلى القرن الرابع، يحدد موقع الجبل. فيحدد يوسابيوس وجيروم موقع حوريب بالقرب من فاران التي كانت تقع بالنسبة لهم في “وإدراك فيران”. وقد شرقي النساك المتوحدون في فاران وفي سيناء منذ عام 365 م. وقد بنى الأماكن جستنيان الدير من أجلهم وما زالت كنيسته قائمة. ويقول “كوزماس” (Cosmas) أن رفيديم كانت تسمى في ذلك العهد “فاران” (ويفرق بين حوريب وسيناء كما يفعل يوسابيوس). ويحدد موقعها على “بعد ستة أملاكهم من فاران” “بالقرب من سيناء”.
وكل ما سبق أن ذكرناه يكفي لبيان أن التقليد المتواتر عن حوريب يرجع على الأقراط إلى زمن يوسيفوس، وانه يتفق تماما مع كل الإشارات الواردة عنه في العهد القديم.
(6) نظرية لبسيوس حول موقع جبل سيناء:
ينكر لبسيوس (في كتابه “رسائل من مصر” 1842 – 1844م) وجود أي تقليد متواتر غير منقطع عن موقع جبل سيناء، ويظن اعتمادًا على مفهومه لعبارة “كوزماس” أن جبل سيناء هو “جبل سريال” الذي يقع في وادي فيران، وحجته الأساسيان في ذلك هي انه زار سيناء في شهر مارس، ولم يجد في المنطقة مياها تكفي كل شعب إسرائيل. وردا على هذا، نذكر هنا ما يقوله القس “ف. و. هولاند” بعد أن زار سيناء أربع مرات (في 1861، 1865، 1867 م): “إليها عن موارد المياه، فليس في كل شبه الجزيرة موقع به من مصادر المياه، ما يضارع منطقة جبل موسى، ففيها أربعة نهيرات للمياه الجارية، أحدها في وادي الليجا، والثانية في وادي الطلا ويروي سلسلة من البساتين تمتد اكثر من ثلاثة أملاكهم ويكون بحيرات كثيرا ما سبحت فيها. والثالث ينبع من شمالي مجتمع المياه في سهل الراحة ويجرى غربا إلى وادي الطلا. إليها الرابع فيتكون من المياه المتدفقة من جبال” إليه علوي “إلى الشرق من” وادي الصبية “ويجرى إلى الوادي في جدول ضيق أم جبل الدير. وعلاوة على هذه النهيرات، يوجد عدد كبير من الآبار والعيون كما يكفل توفر المياه في كل هذه المنطقة الصخرية. وقلما احتجت إلى أن احمل معي ماء في رحلاتي الجبلية. واعتقد أن منطقة جبل موسى تضارع كثيرا من المناطق الجبلية في اسكتلنده فيما يتعلق بموارد المياه كما لا يوجد في كل شبه جزيرة سيناء نظير لهذه المنطقة ففي مراعيها”.
وهذا أمامي بالغ الأهداف فقد حل بنو إسرائيل بالقرب من سيناء من نهاية مايو إلى أبريل من السنة التالية. كما توجد بئر على السفوح السفلي لجبل موسى نفسه عند بداية مصعد الجبل.
(7) نظرية جرين عن موقع جبل سيناء:
وهناك نظرية أخرى أعلنت “مستر بيكر جرين” Mr. Baker Greene وايدها دكتور “سايك”، ولكنها تبدو واضحة الشطط وبعيدة جدًا عن الحقيقة، فهو يزعم أن “ايليم” (خر 15: 27) هي “ايلة” (تث 2: 8) على رأس خليج العقبة، وان جبل سيناء بناء على هذا هو جبل غير معروف في بلاد مديان. ولكن في هذه الحالة يكون بنو إسرائيل قد قطعوا في أربعة أولا مسافة لماسي ميل (خر 15: 22 و23: 27) وهو الأمثلة المستحيل إذا أخذنا في الاعتبار أنهم كانوا يصحبون معهم نساءهم وأطفالهم وغنمهم ومواشيهم.
أرض سِينْيم
قال النبي إشعياء: “هؤلاء من بعيد يأتون، وهؤلاء من الشمال ومن المغرب، وهؤلاء من أرض سينيم” (اشعياء 49: 12) ويعني أن الشتتين سيأتون من أرض بعيدة. ولا بد أن تكون هذه البلاد في الشرق أو في الجنوب، لأن النبي يذكر الشمال والغرب. وقد اختلفت الآراء في مكان سينيم هذه:
(1) هناك رأي يقول أنها جنوب فلسطين حيث برية سين، ولكن هذه ليست بلادًا بعيدة.
(2) ويقول رأي آخر أنها عيلام التي كانت تعرف بالسينيم أي الأرض المرتفعة.
(3) ويقول أنها الصين التي بدأ اليهود بالهجرة إليها في القرن الثالث ق. م. وكان التجار الصينيون قد بدأوا يسافرون إلى الهند منذ القرن العاشر ق. م. فكان هذا مدعاة لتعرف اليهود عليهم.
سِيْنِي
قبيلة كنعانية ورد اسمها مع الحويين والعرقيين (تكوين 10: 17) ويقول جيروم عن وجود خرائب بلد اسمها سين قرب عرقة عند سفح جبل لبنان.
سِيوان
مدة دوران القمر حول الأرض. وهو جزء من اثني عشر جزءًا من السنة. وكان العبرانيون القدماء يعبرّون عن الشهور بالأعداد، فيسمونها الشهر الأول والثاني والثالث والرابع إلخ.. وقد بدأوا يسمونها بأسمائها الخاصة في عصر مبكر من تاريخهم. فقد ذكرت أسماء أربعة شهور قبل سَبي بابل وهي: أبيب (خر 13: 4)، وزيو (مل 6: 37)، وايثانيم (1 مل 8: 2)، وبول (1 مل 6: 38).
وكان لهم نظام للسنة المدنية أو الهلالية تبدأ بهلال تشرين الأول، وجربوا عليها في الأشغال المدنية والزراعية فقط. وقد كشف التنقيب في جاز عن تقويم مكتوب على الحجر وفيه اثنا عشر شهرًا ويرجع إلى عصر سليمان. أما بدء السنة المقدسة فهو هلال نيسان لأنهم خرجوا من مصر في 15 من هذا الشهر واستخدموا هذا التقويم في حساب أعيادهم وما شابه ذلك. وهذا النظام هو المستخدم في الأنبياء. ومن جميل الظروف أن يكون يوم الفصح من سنة هو يوم إشراق البدر الكامل. أما الشهور الهلالية فقد عرفت في عصر مبكر (تك 1: 14 ومز 104: 19). وإشراق الهلال يرتبط بتقديم الذبائح ليهوه (عد 10: 10 و28: 11 – 14 و2 أخبار 2: 4) علمًا بأن الشهر كان 30 يومًا قبل الطوفان وبعده (تك 7: 11 و24 و8: 3 و4).
وبما أن الشهور الاثني عشر القمرية لم تكن إلاّ 354 يومًا عن السنة الرومانية. ولسبب ذلك أدخل اليهود شهرًا ثالث عشر، كل ثلاث سنوات سموه “فيادار” أو “آذار الثاني”. (وهكذا جعلوا السنة القمرية تعادل السنة الشمسية تقريبًا).
المحتويات
-
ساراف
-
ساراي
-
سارة زوجة إبراهيم
-
سارَح
-
سارَد
-
ساردِس
-
سارَديُّون
-
سارُون
-
ساريد
-
سَعير الأمير الحوري
-
سَأف
-
ساف
-
سَاكار أبو آخيام
-
البوَّاب اللاوي سَاكار ابن عوبيد أدوم
-
سَالَع | سَالِع | سِلَع
-
سالو
-
سالومة زوجة زبدي، أم يعقوب ويوحنا
-
سالومة ابنة هيروديا
-
مكان ساليم
-
ساليم | أورشليم مدينة السلام
-
سام
-
امرأة سام | زوجة سام
-
بنات سام
-
مدينة السامرة
-
إقليم السامرة | مملكة إسرائيل | المملكة الشمالية
-
إقليم السامرة
-
السامريون | شعب السامرة | العداء بين السامريين وبين اليهود
-
التوراة السامرية
-
الْمَرْأَةُ السَّامِرِيَّة
-
أزواج المرأة السامرية الخمسة
-
صديق المرأة السامرية الذي يعيش معها
-
ساموثراكي
-
جزيرة ساموس
-
سَبأ ابن كوش
-
بلاد سَبأ
-
ملكة سَبأ
-
سَبَئِيُّون
-
سبائيون
-
سبولت
-
يوم السَبْت
-
أسفار الكتاب المقدس بالترتيب
-
سَفَر سَبْت
-
سَبْتَا | سَبْتَة
-
سَبَتْكا
-
تسبيحة
-
سَبرائم
-
سبط | أسباط بني إسرائيل | الأسباط الاثني عشر
-
سبعة | سابع
-
أُسْبُوع
-
سابق
-
سِبْكَايُ الْحُوشَاتِيُّ
-
سَبْمَة | سِبْمَة
-
السَبي
-
سَبي الأسباط العشرة | سبي مملكة إسرائيل الشمالية
-
السَبي البابلي | سبي بابل | سبي المملكة الجنوبية | سبي يهوذا
-
بنو السَبي
-
العائدون من السبي البابلي في (عزرا 2؛ نحميا 7)
-
قائمة رؤوس العائلات العائدين من السبي مع عزرا (عزرا 8)
-
ستر | أستار
-
سِتْري
-
سَتُور الجاسوس
-
سَجد | يسجد | سجود
-
سجَّس | يستسجس
-
سَجْف | سِجْف
-
مسَجَّل
-
السِجْن | السجون
-
سَجَّان | حَافِظَ السِّجْن
-
سَجُوب ابن حيئيل
-
سَجُوب ابن حصرون
-
سَحاب | سحابة
-
السَّحَر (آخر الليل)
-
السِحْر | ساحر | سحرة
-
السَديم
-
سَدوم
-
سَذْاب
-
سَرافيم | السرافيم
-
سِراكوسا
-
شُوْشَا | شيشا | سرايا | شيوا
-
سَرايا الكاهن، أبو عزرا
-
سَرايا ابن تنحومث النطوفاتي
-
سَرايا ابن قناز
-
سَرايا جد ياهو
-
عزريا الكاهن | سَرايا
-
سَرايا ابن عزرئيل
-
سَرايا ابن نيريا
-
السَراب
-
السرادق
-
سِراج
-
الملك سَرجون الثاني
-
الوالي سَرجيوس بولس
-
مسارح
-
سِرّ | أسرار
-
السُرِّيَّة | السراري | نظام التسرّي
-
سَرْ سَخيم
-
السرقة | السارق
-
السرمدي
-
سَرْو | شجر السرو
-
سَرُوج
-
سَراويل
-
السَارية
-
السُرياني
-
سِرْيون
-
سِسَماي
-
سستراتس
-
المسطار
-
السمندل
-
سِطْنة
-
سَعُوريم
-
ساعٍ | سُعاة
-
بريد الخيل ركاب الجياد والبغال بني الرمك
-
غرفة السعاة
-
سَعير الأمير الحوري
-
أرض سَعير
-
جبل سَعير
-
موضع سَعِيرة
-
سَفوح الفِسجة
-
سفر | أسفار
-
مكان سَفار
-
الأسفار القانونية
-
سفر الحياة
-
سَفير | سُفراء
-
سِفارة
-
سَفَرْوَايم
-
سَفَرْوَايميّون
-
السَفَط
-
سِفَّاي
-
سَفِّيرة
-
سِفْمُوث
-
السَفِينة | السفن
-
السَقْف
-
ساقٍ | السُّقاة
-
رئيس السقاة لفرعون في زمن يوسف
-
رئيس السقاة للملك نبوخذنصر
-
سَقْي بالرِّجْل
-
سَكَاكَة
-
سَكَاوا
-
سَكيب | السكيب
-
سُكْر
-
المُسْكر
-
مدينة سُكُّوت
-
محلة سُكُّوت في مصر
-
سُكُّوث بَنُوت
-
سِكِّيُّون
-
المَسكن | المساكن
-
مَسكونة | المسكونة
-
مَسكِين
-
السَكينة
-
السِكِّين
-
سَكُونْدُس
-
سِكِيثيّ | سكيثيا | سيثيا | سقيثيا | سيكيثيا
-
سَلاميس
-
السِلاح | الأسلحة
-
سلاح | حامل السلاح
-
مدينة سَلْخَة | سَلْكَة
-
سَلَد ابن ناداب
-
سِلسلة | سلاسل
-
سليط
-
مُسَلَّط | متسلط
-
سلاف
-
سِلْفة
-
سلكة
-
السلاء
-
سلّ | استل | استلال
-
سَلُّ | سَلَّة | سلال
-
سِلّ
-
سِلَّى (مكان)
-
سَلاَّي البنياميني
-
سَلاَّي الكاهن
-
سَلُّو البنياميني
-
سَلُّو الكاهن
-
السَلام
-
سُلُّم يعقوب
-
سَلْمَا
-
سَلْمَاي | شَمُلاي
-
سَلْمو | سَلْمَا
-
سَلْمُون
-
سَلْمُوني
-
سَلاه
-
بِرْكَة سِلْوام
-
بُرْج سِلْوام
-
سِلوانس
-
مدينة سَلوكية
-
طائر السَلْوَى
-
السليخة
-
الملك سُليمان الحكيم
-
عبيد سُليمان
-
رواق سُليمان
-
بِرَك سُليمان
-
أسفار سليمان | كتب سليمان
-
نساء سلميان: زوجاته وسراريه الألف
-
زوجات سليمان الملك السبعمائة
-
سراري سليمان الملك الثلاثمائة
-
امرأتان زانيتان في وقت سليمان
-
المرأة الزانية أم الطفل الحي في وقت سليمان
-
المرأة الزانية أم الطفل الميت في وقت سليمان
-
ابن المرأة الزانية الميت
-
ابن المرأة الزانية الحي
-
سَمْجَر نبو
-
سمَّرَ – المسمار
-
سِمعان الشيخ
-
القديس الشهيد بُطْرُس الرسول
-
سِمعان القانوي الرسول | سمعان الغيور
-
سِمعان الإسخريوطي أبو يهوذا
-
سِمعان الأبرص
-
سِمعان الفريسي
-
سِمعان قريب يسوع
-
سِمعان القيرواني
-
سِمعان نيجر
-
سِمعان الدباغ
-
سَمَك | الأسماك
-
باب السَمَك
-
سَمَكْيَا
-
سَمْلَة ملك أدوم
-
سَماء
-
ملكوت الله | ملكوت السموات | ملكوت السماء | ملكوت ربنا
-
سِميْرنَا
-
سَنَاءَة
-
سَنْبَلَّط الحوروني
-
سِنْتِيخِي
-
سَنْحاريب ملك أشور
-
سِنْدِيان | سنديانة
-
سنْسَنَة
-
سَنْط | خشب السنط
-
وادي السَنْط | وادي شِطِّيم
-
السَنْطير
-
سِنُّ
-
صخرة سَنَه
-
السَنهَدريم | السنهدرين
-
طائر السُنونة
-
السنة | السنوات
-
سنة اليوبيل
-
سنة السبت
-
سَنوبر | صَنوْبر
-
سَنِير | جبل حرمون
-
السهم | الأسهم
-
السهم | السهام
-
سَوَا ملك مصر، فرعون مصر
-
سُوبَاتَرُسُ الْبِيرِيّ
-
سُوح
-
ساحة
-
مدينة سوخار
-
سيدي
-
سيدة
-
سُودِي
-
أسوار أورشليم | سور
-
سِوار | أساور | أسورة
-
وادي سُورق
-
سورية | سوريا
-
المرأة الأممية الكنعانية السورية الفينيقية
-
ابنة المرأة الأممية الكنعانية السورية الفينيقية
-
حشرة السوس
-
سُوستانيس
-
سَوْسَن | سوسنة الأودية (الوادي، الوديان)
-
سَوْسّنَة
-
مزمور على السُوسَنّ
-
سُوسَنَّة العفيفة
-
أم سوسنة العفيفة
-
أبناء سوسنة العفيفة
-
أقرباء سوسنة العفيفة
-
سُوسَنَّة التي خدمت المسيح بأموالها
-
الشاب الزائف في قصة سوسنة العفيفة
-
سوسي
-
سوسيباترس
-
سوسيم
-
السوط | السياط
-
سوطاي من عبيد سليمان
-
ساعة
-
بلدة سُوف
-
سُوفَة
-
سُوفَرث
-
سُوق
-
سوكاتيم
-
سُوكو | سُوكوه
-
سومر | السومريون
-
سِيئون
-
سياج | سياجات
-
سِيحون الملك
-
سِيخو
-
سير | سيور الحذاء
-
سِيرة | سِيَر
-
السيرة
-
السِّيرِتس
-
سِيسرا قائد جيش يابين ملك حاصور
-
سِيسرا النثينيمي
-
أم سيسرا قائد جيش يابين
-
سِيعا | سيعها
-
سيف
-
السَيَّاف
-
سِيلا | سلوانس
-
سِيمون الساحر
-
مدينة سِين
-
برية سِين
-
سِيناء | جبل حوريب | جبل سيناء | جبل موسى
-
أرض سِينْيم
-
سِيْنِي
-
سِيوان
No Result
View All Result
Discussion about this post