قاموس الكتاب المقدس
حرف ذ
ذكري
اسم عبري معناه (الذي يذكر) وهو لاوي من عشيرة قهات من بيت يصهار) خر6: 21) والاسم في الأصل هو نفس (زكري).
مذبح لإله مجهول
أشار إليه بولس في (أع17: 23) ولعل هذا المذبح بني كأحد المذابح التي أنشئت بسبب الوباء الذي كتب عنه المؤرخ ديوجينس لارتيوس ذاكرا أن أبامنيدس الكريتي نصح الأثينيين بإطلاق عدد من أغنامهم البيضاء المخططة بسواد لتجول في أريوس باغوس حتى تستقر، وحيثما استقرت فهناك يقدمون ذبائحهم لإله هذا المكان. ولعل الأثينيين تحيروا أكثر عندما استقرت الأغنام في أمكنة ليس لها إله معروف، فاضطروا إلى بناء مذابح كتبوا فوقها (لإِلَهٍ مَجْهُولٍ).
وبالرغم من كون هذا العنوان يحمل معنى وثنيا إلا أنه تعبير عظيم يمكن أن يحمل تفسيرا أسمى وأعظم، ولم تفت هذه الفرصة بولس الذي استخدمها أفضل استخدام لتقديم بشارة المسيح والإنجيل.
ومن المفيد أن نقارن ما جاء في تعليم المسيح عن عبادة المجهول وعبادة المعلوم (يو4: 22). (أَنْتُمْ تَسْجُدُونَ لِمَا لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ، أَمَّا نَحْنُ فَنَسْجُدُ لِمَا نَعْلَمُ – لأَنَّ الْخلاَصَ هُوَ مِنَ الْيَهُودِ).
وفي الحقيقة نحن نلمس في عبادة المجهول اندفاعا طبيعيا في الإنسان نحو عمل مرضي في عيني إلهه أيا كان. لكن هذه المجهودات البشرية تبقى ناقصة وبدون معنى ما لم ينرها ويتوجها الإعلان السماوي الحقيقي (رو2: 14 – 16).
ذو ذهب
اسم عبري معناه (من لديه ذهب) وهو اسم مكان على مقربة منه كلم موسى بني إسرائيل بشأن معاملة الرب لهم (تث1: 1).
ذئب
اسم مدياني معناه (ذئب) وقد ورد اسم أمير للمديانيين، قتل على يد جدعون ورجاله، عند معصرة تسمت باسمه فيما بعد (قض7: 25). ولعل هذا الاسم ذئب أطلق على الأمير بسبب مهارته الحربية حسب العادة المتبعة في تلك الأيام في إطلاق الأسماء والألقاب.
ذئب
اسم حيوان يتصف بشدة الافتراس والشراسة (أش11: 6 وحب1: 8 ويو10: 12)، حجمه كحجم الكلب الكبير وكثيرا ما يشبهه، وهو من ألد أعداء الغنم فأنها ترتاع منه حين تراه. واسمه في اللاتينية Canis lupus وعندما بارك يعقوب أولاده تنبأ عن مقدرة سبط بنيامين، وشبههم بالذئب الذي لا يعوزه الطعام بسبب مهارته الفائقة (تك49: 27 وقض20: 21 و25). لكن هذا التشبيه بالذئب ليس تشبيها مشرفا على الدوام، فقد شبه الكتاب رؤساء بني إسرائيل بالذئاب الخاطفة إشارة إلى ظلمهم (حز22: 27)، وكذلك شبه المعلمين الكذبة بالذئاب) مت7: 15 وأع20: 29) وكذلك أعداء شعب الله (مت10: 16).
أما هجوم ذئاب المساء في طلب الفريسة (حب1: 8) فيشار به إلى الهلاك المعد للأشرار) أر5: 6) وأما قوله في
(صف3: 3 ( (لا يبقون شيئا إلى الصباح) فأشار به إلى شراهة الذئب التي تجعله يفترس أكثر مما يلزم لطعامه.
ذباب، أو ذبان، جمع ذبابة
وهي حشرة صغيرة طائرة تعيش في بلدان الشرق وفي البلاد الحارة بكثرة، وتوجد أنواع كثيرة منها تنتسب إلى الجنس الذي يسمى باللاتينية Diptera، بعضها مزعج فقط وبعضها الآخر ضار للغاية، وقد كان الذباب الضربة الرابعة على مصر أيام موسى (خر8: 21). وفي لغة إشعياء يظهر لنا الذباب كنوع من التأديب والقضاء الإلهي (أش7: 18). والكلمة العبرانية للذباب هي (زبوب) وهذا يوضح معنى بعل زبوب، أي رب الذباب، الذي يحمي من هذا الوباء، وقد كان هذا إله العقرونيين حسب ما جاء في (2 مل 1: 2 – 16) واشتهر بقدرته على كشف المستقبل.) انظر (بعلزبوب)).
ذبيحة
ترجع عادة تقديم الذبائح لله إلى فجر التاريخ البشري، فنجد في العهد القديم إشارات إلى مثل هذه الذبائح كطريقة للتقدم إلى الله (تك8: 20 وخر10: 25 ولا4: 23، 5: 7، 17: 11)، وقد وجدت طقوس متنوعة بخصوص الذبائح في بابل ومصر وغيرهما قبل أيام موسى بكثير.
أما المسيحيون الآن ففي غنى عن هذه الذبائح لأن المسيح رفع على الصليب ذبيحة طاهرة كاملة لأجلهم (عب13: 11 و12) إلا أنهم يقدمون ذبائح من صنف آخر تدل على شركتهم في المسيح، كالتسبيح وفعل الخير والتوزيع (عب13: 15 و16) (انظر (قربان)).
مذبح
ويعني مكان مرتفع تقدم عليه الذبيحة أو التقدمة أو البخور أثناء العبادة، وقد وردت في العهد القديم أكثر من أربعمائة إشارة إلى المذابح، إلا أن أول إشارة جاءت عند خروج نوح من الفلك (تك8: 20) مع أن الذبائح كانت معروفة قبل الطوفان.
وكان القدماء يعيرون المذابح اهتماما عظيما ويعدونها من المستلزمات الضرورية للعبادة، فبنوها على أشكال تختلف باختلاف الأمم التي كانت تقيمها، فمنهم من كان يبني المذبح مستديرا وغيرهم مربعا. وعلى الغالب فإن المذابح كانت تكرس لبعض الآلهة وتسمى بأسمائها. وبعضها لم يكن له اسم إطلاقا، كما في أثينا فهناك المذبح (لإله مجهول) وكان الرومانيون كثيرا ما يزينون مذابحهم بالأكاليل والأزهار ويحفرون على جوانبها تماثيل الآلهة التي كانت الهياكل مكرسة لها.
وكان القصد من بناء المذابح الاستغاثة بالله أو تقديم الشكر له، أو طلب مراحمه. وكانوا يؤثرون لذلك الأماكن المرتفعة في أغلب الأحيان، وهكذا نفهم معنى كلام داود في (مز121: 1 ( (أَرْفَعُ عَيْنَيَّ إِلَى الْجِبَالِ…). وفي (مز122: 4 ( (حَيْثُ صَعِدَتِ الأَسْبَاطُ، أَسْبَاطُ الرَّبِّ، شَهَادَةً لإِسْرَائِيلَ، لِيَحْمَدُوا اسْمَ الرَّبِّ) وهذا هو سر صعود صموئيل النبي إلى المرتفعة لتقديم الذبيحة. ولعل السر في تفضيل المكان المرتفع راجع إلى فكرة الاقتراب إلى الله إلى جانب لياقة المظهر وجلاله. وكانت المذابح تبنى تذكارا للحوادث العظيمة مثل انهزام عماليق (خر17: 15) وقطع العهد مع إسرائيل (خر24: 4) إلخ. وفي البداية كانت المذابح تصنع بدون شكل أو رسم معين، ولم تكن متقنة البناء إلا عند بعض الوثنيين الذين كانوا ينحتون وجوه آلهتهم في صخرة المذبح. أما سائر المذابح فقد كانت عبارة عن كومة مربعة من الحجارة أو تل من التراب، يصنعه الإنسان أمام خيمته حيثما حل، للعبادة أو تذكارا لمقابلة مع الله، وعلى هذا الأساس صنع يعقوب مذبحه في بيت إيل (تك35: 1 و7) من الحجر الذي توسده ليلة هروبه من عيسو ومقابلته لله) تك28: 18، 35: 14)، وأمثلة هذا المذبح نجدها في (عد23: 1 – 30 و1 صم 14: 35 (إلخ.
هذا هو المذبح الذي أطلق عليه بعض الباحثين اسم المذبح العامي أو الشعبي، الذي كان يجوز لكل واحد أن يقدم عليه ذبائحه، لهذا فليس عجيبا أن يبدأ الله معاملاته مع شعبه بهذا المذبح حالا بعد الوصايا العشر (خر20: 24). ويتدرج الله مع شعبه فيحدثهم عن المذبح الذي من حجر أو من حجارة غير منحوتة صحيحة بدون حفر أو نقش لئلا يعتبر بمنزلة الصور أو التماثيل الوثنية، فلم يسمح لهم باستعمال الحديد في بنائه لئلا يتدنس (خر20: 25 وتث27: 5 و6 ويش8: 31)، كما طلب أن يكون بدون درج لنفس السبب (خر20: 26).
ثم تدرج الله مع شعبه أيضا فأعلن لهم عن مذبح آخر يسميه بعضهم (المذبح الكهنوتي)، وقد قدمه الله على يد موسى. فكان مختلفا عن كل المذابح السابقة، إذ صنع من خشب السنط المغشى بالنحاس أو الذهب، بمقاييس دقيقة أعلنها الله لموسى وبشكل مخصوص تظهر قرونه الأربعة في أركانه الأربعة. ولا يجوز لأحد أن يقدم ذبيحة على هذا المذبح إلا للكاهن اللاوي. ويوضع هذا المذبح (مذبح المحرقة) في مدخل خيمة الاجتماع مؤكدا أنه لا يستطيع الإنسان أن يتقدم إلى الله إلا باعتباره خاطئا يقترب في دم الذبيحة.
والمذابح اليهودية المعروفة هي:
1 – مذبح المحرقات أو المذبح النحاسي: ونجده وقت عبادة بني إسرائيل في البرية في صدر المدخل الرئيسي لخيمة الشهادة. وكان مصنوعا من خشب السنط طوله خمسة أذرع وعرضه خمسة أذرع، وارتفاعه ثلاثة أذرع، وهو مجوف ومغشى بصفائح من نحاس وله قرون على زواياه الأربع مصنوعة من الخشب ومغشاة بالنحاس أيضا. وكانت معلقة به شبكة من النحاس لوضع النار عليها أو لوضع موقدة من التراب كما صنعت جميع آنية الهيكل كالقدور والرفوش والمراكن والمناشل والمجامر من النحاس. وثبتت في كل زاوية من زواياه الأربع حلقة من النحاس يدخل في كل اثنتين منها عصا من خشب السنط مغشاة بنحاس تسهيلا لحمله (خر27: 1 – 8، 38: 1 – 7). أما نار هذا المذبح فقد أشعلها الله في البداية بطريقة عجيبة (لا9: 24) واستمرت مشتعلة لا تنطفئ لأن الذبائح كانت تقدم بدون انقطاع فيسكب دمها على النار دائما ويتصاعد دخانها إلى السماء بصورة متواصلة.
وعندما بنى سليمان الهيكل الأول بنى هذا المذبح على نموذجه المعروف في خيمة الشهادة سابقا، لكنه بناه متسع الحجم طوله ثلاثون قدما. وعرضه كذلك، وارتفاعه خمسة عشر قدما. وقد وضعه في المدخل الرئيسي للهيكل. ولعل مثاله كان قد أعلن من الله لداود بصورة ما، ثم سلمه لسليمان (1 أخ 28: 11 و12 و19). وكان يصعد إليه بثلاث درجات كما يزعم البعض، ويقول آخرون بل بواسطة سطح مائل ويستدل من رؤيا حزقيال أن الدرجات كانت إلى الجهة الشرقية من المذبح (حز43: 17) وأما في الهيكل الثالث المعروف باسم هيكل هيرودس والذي بني ب
ذراع
(انظر (مكاييل)).
مذراة
وردت في (أش30: 24 ومت3: 12) وهي آلة زراعية تسميها العامة (مذراية) وهي ذات أصابع يرمى بها خليط التبن والحنطة في الهواء فيطير التبن إلى جانب وتقع الحنطة وحدها على الأرض، والرفش والمنسف آلات زراعية أخرى تستعمل في تنقية القمح) انظر (درس)).
ذهب
من أثقل وأثمن المعادن، ويقبل التطريق أكثر من غيره. كان يستورد قديما من أرض الحويلة (تك2: 11 و12) ومن سبأ (1 مل 10: 2 ومز72: 15) ومن أوفير) 1 مل 22: 48 و2 أخ 8: 18)، وكان استعمال الذهب شائعا بين العبرانيين. فإن عدة قطع أثاث في خيمة الاجتماع ثم في الهيكل كانت مغشاة بالذهب (خر25: 18، 36: 34 – 38 و1 مل 7: 48 – 50). وقد صنعت أصنام كثيرة من الذهب (خر20: 23، 32: 31 وأش40: 19 وأع17: 29) كما صنعت تيجان (مز21: 3 ( وسلاسل) تك41: 42) وخواتم (نش5: 14) وحلقان (قض8: 26) كما استعمل الذهب كعملة في وقت مبكر جدا (عز2: 69 وأع3: 6، 20: 33).
وقد سمى العبرانيون الذهب حسب أنواعه بأسماء مختلفة، كالذهب الخالص، والمطرق، والإبريز إلخ
(1 مل 10: 17 – 22) (انظر (إبريز)).
ويرمز الذهب إلى القيم الحقيقية أو الثمينة (مرا4: 2 ورؤ3: 18).
مذهبة
ترجمة لكلمة عبرية وهي كلمة غامضة المعنى. وردت في عناوين ستة من مزامير داود وهي (مز16 و56 – 60) ولفظها (مكتام). وقد ترجمت في السبعينية (كتابة منقوشة) وفي الترجوم (النقوش المستقيمة)، ويعتبرها جيروم وصفا لداود يقصد به المتواضع والمخلص، وأما الكلمة الأصلية فربما تشير إلى الأخفاء والتغطية، ولعلها تشير إلى تغطية الخطيئة، فتكون المذهبة عبارة عن مزمور يهدف إلى مساعدة المتعبد في تغطية خطيئته أو نتائجها بالتكفير عنها. ورأى آخرون أيضا أنها ربما تعني (مزمور للعبادة الشخصية) في مقابل مزامير العبادة الجمهورية العامة. ورأى بعضهم أيضا أنها ربما تشير إلى نوع اللحن الذي يرتل عليه المزمور.
مصطلحات إضافية من موقع سانت تكلا هيمانوت
ذِئب – أمير المديانيين
اسم مدياني معناه “ذنب” وقد ورد اسم أمير للمديانيين، قتل على يد جدعون ورجاله، عند معصرة تسمت باسمه فيما بعد (قض 7: 25). ولعل هذا الاسم ذئب أطلق على الأمير بسبب مهارته الحربية حسب العادة المتبعة في تلك الأيام في إطلاق الأسماء والألقاب.
ذبَاب | ذُبان ذبابة
وهي حشرة صغيرة طائرة تعيش في بلدان الشرق وفي البلاد الحارة بكثرة، وتوجد أنواع كثيرة منها تنتسب إلى الجنس الذي يُسَمَّى باللاتينية Diptera. بعضها مزعج فقط وبعضها الآخر ضار للغاية، وقد كان الذباب الضربة الرابعة على مصر أيام موسى (خر 8: 21). وفي لغة اشعياء يُظهر لنا الذباب كنوع من التأديب والقضاء الإلهي (اش 7: 18). والكلمة العبرانية للذباب هي “زبوب” وهذا يوضح معنى بعل زبوب، أي رب الذباب، الذي يحمي من هذا الوباء، وقد كان هذا إله العقرونيين حسب ما جاء في 2 مل 1: 2 – 16 واشتهر بقدرته على كشف المستقبل.
تفاصيل:
الذباب من الحشرات ثنائية الأجنحة، وهي من أكبر أسباب نشر الكثير من الأوبئة وتلوث الأغذية. ويبدو أن ما جاء في سفر الجامعة من أن “الذباب الميت ينتن ويخمر طيب العطار ” (جا 10: 1 والكلمة في العبرية “ذبوب”)، يشير إلى الذبابة المنزلية “موسكا ديموستيكا” (Musca demostica) التي تفسد العطور.
أما قول إشعياء النبي: “ويكون في ذلك اليوم أن الرب يصفر للذباب الذي في أقصى ترع مصر، وللنحل الذي في أرض أشور” (إش 7: 18)، فالأرجح أنه يشير إلى ذبابة الخيل أو ذبابة الماشية التي تهاجم الإنسان والحيوان. والذباب هنا يرمز إلى القوة العسكرية لمصر، والنحل للقوة العسكرية لأشور، فقد اشتهرت الذبابة بالعناد والألحاح، فكان قدماء المصريين يصنعون الأوسمة العسكرية على شكل ذبابة إشارة إلى الصلابة والاستبسال في القتال. ويقول البعض أن الكلمة العربية “ذباب” مأخوذة من كلمة “ذَّب” أي نحَّى وطرد لأنه كلما “ذُبَّ عاد”.
أما أسراب “الذبان” التي ملأت أرض مصر في الضربة الرابعة (خر 8: 2131، والكلمة في العبرية هنا هي “أروب”) فيمكن أن تكون الإشارة إلى الذبابة المنزلية أو الذبابة الزرقاء أو غيرها من أنواع الذباب العديدة، ومنها الماص فقط، ومنها الثاقب الماص الذي يلسع. ويقول المرنم: “أمر فجاء الذبان والبعوض في كل تخومهم” (مز 105: 31). وقد ترجمت نفس الكلمة العبرية “أروب” إلى “بعوض” في القول: “أرسل عليهم بعوضًا (أروب) فأكلهم” (مز 78: 45) مما قد يعني أنه كان من النوع الثاقب الماص.
والأرجح أن الدود المذكور في مواضع كثيرة من الكتاب المقدس (انظر خروج 16: 24، أيوب 7: 5، 17: 5، 25: 6، إش 14: 11) هو يرقات الذبابة المنزلية (التي ترى كثيرًا في أواني الجبن).
والذبابة المنزلية واسعة الانتشار في كل جهات فلسطين وبلاد الشرق الأوسط، وبخاصة حول أكوام القمامة والفضلات الإنسانية والحيوانية، حيث تضع الانثى بيضها فتخرج منه “يرقة” (دودة) تتغذى على الفضلات، وفي خلال بضعة أيام تتحول إلى “عذراء” سمراء اللون، تخرج منها بعد أيام قليلة حشرة كاملة. وتستغرق هذه الدورة كلها في الصيف حوالي أثني عشر يومًا، وهكذا يمكن أن يتوالد من ذبابة واحدة في خلال سنة واحدة نحو عشرين جيلًا من ملايين الذباب.
وكان العقرونيون يعبدون “بعل زبول” أي “بعل الرئيس” ، وقد حوَّلها اليهود استهزاء إلى “بعل زبوب” أي “رب الذباب” (2مل 1: 2 و6 و15).
ذبيحة المحرقة
← اللغة الإنجليزية: Burnt offering – اللغة العبرية: קָרְבַּן עוֹלָה.
(1) كيفية تقديمها: كان يجب أن تكون ذكرًا صحيحًا من البقر أو من الغنم، يأتي به العابد إلى باب خيمة الاجتماع ويضع يده فوق رأس المحرقة، أي أنه يتحد نفسه بالذبيحة لتكون عوضًا عنه، ويذبحها على جانب المذبح إلى الشمال أمام الرب، ويقرب بنو هرون الكهنة الدم ويرشونه مستديرًا على مذبح المحرقة (أي المذبح النحاسي) الذي أمام باب الخيمة. ويسلخ المحرقة ويقطعها إلى قطعها (أي عند مفاصلها)، ويغسل الأحشاء والأكارع بماء، ويوقد الكاهن الجميع على المذبح محرقة وقود رائحة سرور للرب.
أما إذا كانت المحرقة من الطير، فمن اليمام أو من أفراخ الحمام، يقدمه الكاهن إلى المذبح ويحز رأسه ويعصر دمه على حائط المذبح، وينزع حوصلته بفرثها ويطرحها إلى جانب المذبح شرقًا إلى مكان الرماد، ويشقه بين جناحيه ولا يفصله، ويوقده الكاهن على المذبح، إنه محرقة وقود رائحة سرور للرب (لا1: 1 – 17).
(2) شريعة المحرقة: كان يجب أن تقدم محرقة كل صباح وكل مساء (خر 38: 29 و39، عدد3: 28 8)، وتكون المحرقة على الموقدة فوق المذبح كل الليل حتى الصباح. ثم يلبس الكاهن ثوبًا من كتان وسراويل من كتان ويرفع رماد الذبيحة ويضعه بجانب المذبح، ثم يخلع ثيابه ويلبس ثيابًا أخرى ويخرج الرماد إلى خارج المحلة إلى مكان طاهر. والنار تتقد على المذبح على الدوام لا تطفأ (لا 8: 6 – 13).
وكان يجب على النذير أن يقدم محرقة إذا تنجس (عدد9: 6 و10)، وكذلك عند إكمال أيام انتذاره (عد13: 6 – 16). كما كان يجب أن يقدم كل سبت خروفان حوليان صحيحان فضلًا عن المحرقة الدائمة (عد 9: 28). ويقدم في أول كل شهر ثوران وكبش واحد وسبعة خراف حولية صحيحة (عد 11: 28)، ومثل ذلك في يوم الباكورة (عد 27: 28). وفي اليوم الأول من الشهر السابع يُقدم ثور واحد وكبش واحد وسبعة خراف حولية صحيحة (عد 2: 29) ومثل ذلك في اليوم العاشر (عد8: 29). وفي اليوم الخامس عشر من نفس الشهر، يقربون ثلاثة عشر ثورًا وكبشين وأربعة عشر خروفًا حوليًا، ثم يتناقص عدد الثيران يوميًا حتى اليوم السابع فيصبح عدد الثيران سبعة مع كبشين وأربعة عشر خروفًا حوليًا صحيحًا (عد 12: 29 34). وفي اليوم الثامن (أي في اليوم الثاني والعشرين من الشهر) يقربون ثورًا واحدًا وكبشًا واحدًا وسبعة خراف حولية صحيحة (عدد 35: 29 36).
وكان مسموحًا للغرباء النازلين وسط بني إسرائيل أن يقدموا محرقة (لا 8: 17، 18: 22).
(3) ما ترمز إليه المحرقة: يرى الكثير من المفسرين أن ذبيحة المحرقة التي كانت تحرق بتمامها، تشير إلى تقديم الرب يسوع نفسه بروح أزلي لله بلا عيب (عب 14: 9). وكانت المحرقة هي أساس كل الذبائح، حتى ليسمى المذبح النحاسي “مذبح المحرقة” (خر16: 35، 1: 38، 6: 40.. الخ، التي كانت نارها تتقد على الدوام ليلًا ونهارًا، فالمسيح “بعد ما صنع بنفسه تطهيرًا لخطايانا جلس في يمين العظمة الأعالي” (عب3: 1). “ليظهر الآن أمام وجه الله لأجلنا” (عب24: 9). ونحن مقبولون أمام الله الآن فيه على أساس قيمة عمل الرب يسوع على الصليب.
تقدمة الدقيق: كانت تقدم من دقيق يُسكب عليه زيت ويوضع عليه لبان، ويأخذ الكاهن منها تذكارها ملء قبضته مع كل اللبان ويوقده الكاهن على المذبح وقود رائحة سرور للرب. وكان يمكن أن تكون أقراصًا من فطير ملتوتة بزيت أو رقاقًا فطيرًا مدهونة بزيت، أو تقدمة على الصاج أو في طاجن، ويأخذ الكاهن من التقدمة تذكارها ويوقده على المذبح وقود رائحة سرور للرب. كما كان يمكن أن تكون فريكًا مشويًا بالنار جريشًا سويقًا تقدمة باكورات. وكان يجب أن تكون مملحة خالية من كل خمير وكل عسل (لا 1: 2 16، 14: 6 18).
ويرى البعض أن التقدمة كانت مكملة لذبيحة المحرقة إذ كثيرًا ما تذكر “المحرقة وتقدمتها” (لا37: 7، 18: 23، عد28: 28 و31، دانيال 7: 9). وكانت تقدمة الدقيق خالية من الدم، وفيها نرى المسيح المتجسد في طهارة ناسوته ونقاء حياته على الأرض التي وجد الله الآب فيها سروره، وأخيرًا قدم نفسه كذبيحة محرقة لله رائحة طيبة. كما أن الأقراص الملتوتة بالزيت فيها إشارة إلى أن المسيح قد حبل به في بطن مريم العذراء بالروح القدس (لو35: 1) كما كان الزيت يسكب على التقدمة إشارة إلى مسح الرب يسوع بالروح القدس عند معموديته (مت 16: 3، لو1: 4 و18، أع38: 10، عب9: 1). أما اللبان الذي كان يوضع على التقدمة ويحرق كله، فيشير إلى تكريس المسيح الكامل ورائحة حياته الذكية.
وكانت التقدمة تقرب أيضًا مع ذبيحة السلامة (لا 12: 7، 4: 9)، ومع ذبيحة الخطية والاثم (لا 9: 7 و10، 24: 15، عد4: 15 9، 9: 18)، وعند تكريس هرون (لا 4: 9 و17)، وعند تطهير الأبرص (لا 10: 14 و20 و21 و31)، وفي المواسم والأعياد (لا 13: 23 و16 و37)، وعند اكتمال أيام النذير (عد15: 6). وكانت مسئولية التقدمة منوطة بألعازار بن هرون الكاهن (عد16: 4).
وكان “خبز الوجوه” تقدمة من اثني عشر رغيفًا توضع على المائدة الطاهرة أمام الرب كل يوم سبت (لا 5: 24 – 9).
ذبيحة السلامة
وكانت تقدم شكرًا لله واعترافًا بفضله وتعبيرًا عن الشركة. وكان صدر الترديد وساق الرفيعة جزءين من ذبيحة السلامة، وكانا لهرون وبنيه (لا 29: 7 34). وكان يرش دم ذبيحة السلامة على المذبح مستديرًا، أما الشحم كله والكبد والكليتان والإلية فيوقدها الكاهن على المذبح “طعام وقود للرب”. وكان يمكن أن تقدم أنثى البقر أو الغنم ذبيحة سلامة (لا1: 3 – 17). أما باقي الذبيحة فكان على مقدمها ومن معه أن يأكلوها في يوم تقديمها، لا يبق منه شيئا إلى الصباح. أما إذا كانت نذرًا أو نافلة فكان يمكن أن يؤكل ما فضل منها في اليوم التالي. أما ما يبقى إلى اليوم الثالث فيحرق بنار.
وكان يقدِّم معها أقراص فطير ملتوتة بزيت ورقاق فطير مدهونة بزيت ودقيقًا مربوكًا أقراصًا ملتوتة بزيت مع أقراص خبز خمير، يأخذ الكاهن واحدًا من كل قربان رفيعة للرب تعطي للكاهن الذي يرش دم ذبيحة السلامة (لا 11: 7 21).
ويرى بعض المفسرين أن الخمير في الخبز هنا يشير إلى وجود الخطية في مقدم الذبيحة (1يو 8: 1)، ولكن حيث أن الخبز دخل النار فقد بطل مفعول الخميرة، كما فقدت الخطية سلطانها على المؤمن (رو14: 6).
وكان على هرون وبنيه وبناته أن يأكلوا ساق الرفيعة وصدر الترديد في مكان طاهر (لا 14: 10). كما كان يلزم أن “يأتي بنو إسرائيل بذبائحهم التي يذبحونها على وجه الصحراء ويقدمونها للرب إلى باب الخيمة الاجتماع إلى الكاهن ويذبحونها ذبائح سلامة للرب” (لا 5: 17).
وكان يجب أن تكون ذبيحة السلامة صحيحة أي خالية من كل عيب (لا 1: 3، 21: 22)، ولكن كان مسموحًا بتقديم الثور أو الشاة الزوائدي أو القزم نافلة (لا 23: 22).
وكانت ذبيحة السلامة في عيد الخمسين تتكون من خروفين حوليين (لا 19: 23). أما النذير فكان عليه يوم أن يكمل انتذاره أن يقدم كبشًا واحدًا صحيحًا ذبيحة سلامة مع سل فطير، ويحلق شعر رأس انتذاره ويجعله على النار التي تحت ذبيحة السلامة (لا 14: 6 – 18). وفي الأعياد ورؤوس الشهور كانوا يضربون بالأبواق على محرقاتهم وذبائح سلامتهم.
ذبيحة الخطية
(1) أحوال تقديمها: كانت هذه الذبيحة تقدم للتكفير عن خطايا السهو أو الجهل، عند اكتشاف الخطأ. وكذلك إذا سمع أحد حلفا ولم يخبر به، أو إذا مس شيئًا نجسًا من غير وعي، أو إذا حلف مفترطًا بشفتيه (لا 1: 5 – 4). وكانت تختلف باختلاف من صدرت منه، فقد تصدر من كاهن مسموح (لا 3: 4 – 12)، أو من كل الجماعة (لا 13: 4 – 21)، أو من أحد الرؤساء (لا 22: 4 – 26)، أو من أحد من عامة الشعب (لا 27: 4 – 35).
(2) واجب مقدمها: في حالة الكاهن المخطئ، كان عليه أن يقرب ثورًا صحيحًا يأتي به إلى باب خيمة الاجتماع ويضع يده على رأس الثور ويذبح الثور أمام الرب. وكذلك عندما تخطيء كل الجماعة، كانوا يقربون ثورًا صحيحًا إلى قدام خيمة الاجتماع، ويضع شيوخ الجماعة أيديهم على رأس الثور ويذبح الثور أمام الرب (لا 3: 4 – 21، انظر أيضًا عدد 24: 15 و25).
أما إذا أخطأ أحد الرؤساء، فكان عليه أن يأتي بتيس من المعز ذكرًا صحيحًا ويضع يده على رأس التيس ويذبحه أمام الرب (لا 22: 4 – 26). أما إن أخطأ أحد من عامة الشعب، فكان يمكنه أن يأتي بأنثى من المعز أو الضأن صحيحة، ويضع يده على رأسها ويذبحها أمام الرب. أما إذا كان أفقر من أن يقدم ذلك، فكان يمكنه أن يقدم يمامتين أو فرخي حمام، أحدهما ذبيحة خطية والآخر محرقة (لا 7: 5 و8، انظر أيضًا عدد 27: 15). وإن لم تنل يده ذلك فكان يمكنه أن يقرب عشر الإيفة من دقيق قربان خطية لا يضع عليه زيتًا ولا يجعل عليه لبانًا، لأنه قربان خطية (لا 11: 5).
(3) واجبات الكاهن:
(أ) في حالتي خطأ الكاهن الممسوح أو كل الجماعة (لا 5: 4 – 11 و16 – 21): كان عليه أن يأخذ من دم الثور ويدخل به إلى خيمة الاجتماع ويغمس إصبعه في الدم وينضح منه سبع مرات لدى حجاب القدس، ويجعل منه على قرون المذبح البخور العطر الذي في القدس. أما سائر دم الثور فيصبه إلى أسفل مذبح المحرقة، وجميع شحم الثور والكليتين والكبد مع الكليتين، فكان يوقده على مذبح المحرقة. ويخرج باقي الثور مع جلده ورأسه وأكارعه وأحشائه وفرثه إلى خارج المحلة إلى مكان طاهر إلى مرمى الرماد ويحرقها على حطب النار.
(ب) في حالة خطأ أحد الرؤساء أو أحد عامة الشعب، كان الدم يوضع منه على قرون مذبح المحرقة (وليس على قرون مذبح البخور) ثم يصب الدم إلى أسفل مذبحة المحرقة، وجميع الشحم يوقده على المذبح. وفي هاتين الحالتين كان الكاهن الذي يعمل الذبيحة يأكل الذبيحة في مكان مقدس (لا 6: 26).
(ج) في حالة الفقير الذي لا يستطيع أن يقدم ذبيحة حيوانية، كان يقدم عشر الإيفة من دقيق قربان خطية، يأخذ الكاهن ملء قبضته منها ويوقده على المذبح على وقائد الرب، والباقي يكون له (لا 5: 11 – 13). وواضح أن استخدام الدقيق في قربان للتكفير عن الخطية كان أمرًا استثنائيًا، ولكن رغم أنه قربان خالي من الدم، ولم تقدم فيه حياة، إلا أنه يمثل قوام الحياة، كما أنه كان يوقد تذكاره على وقائد الرب وبخاصة المحرقة الدائمة.
(4) مكان ذبحها: كان يجب أن تذبح ذبيحة الخطية في المكان الذي تذبح فيه المحرقة أمام الرب، فهي قدس أقداس، كما كان يجب أن تؤكل في مكان مقدس في دار خيمة الاجتماع، وكل من مس لحمها يتقدس. وإذا انتثر من دمها على ثوب يغسل في مكان مقدس. وإذا طبخ في إناء خزفي، يكسر الإناء. أما إناء النحاس فيُجلى ويُشطف. وكل ذبيحة يُدخل من دمها إلى خيمة الاجتماع للتكفير في القدس لا تؤكل بل تحرق بالنار (لا 24: 6 – 30، عب 11: 13).
(5) مناسبات أخرى لتقديهما:
(أ) كان يجب تقديم ذبيحة خطية عند تكريس هرون وأولاده (لا 2: 8 و14 و15) وكان موسى في تلك الحالة هو الذي يقوم بذبح الذبيحة ورش الدم على قرون المذبح. كما قدم هرون في اليوم الثامن عجلًا ذبيحة خطية، وقدمت الجماعة تيسًا (لا 2: 9 و3).
(ب) في حالة التطهر بعد الولادة، حيث كان يجب تقديم فرخ حمامة أو يمامة ذبيحة خطية (لا 6: 12 – 8).
(ج) عند تطهير الأبرص، كان يجب أن يقدم في اليوم الثامن لطهره يمامتين أو فرخي حمام، فيكون الواحد ذبيحة خطية والآخر محرقة (لا 22: 14 و30)، وكذلك عند التطهر من نجاسة سيل (لا 14: 15 و15 و30).
(د) إذا تنجس النذير، كان عليه أن يقدم يمامتين أو فرخي حمام، أحدهما ذبيحة خطية والآخر محرقة للتكفير عنه (عد10: 6 و11). ومتى تم أيام انتذاره، كان عليه أن يقرب نعجة واحدة حولية صحيحة ذبيحة خطية (عد 14: 6).
(ه) كما قدم كل سبط من أسباط إسرائيل الاثنى عشر كل في يومه عند تدشين الخيمة تيسًا واحدًا ذبيحة خطية (عد16: 7… إلخ.).
(و) كذلك عند تكريس اللاويين لخدمة الرب، كان يجب تقديم ثور لذبيحة خطية (عد8: 8 و12).
(ز) في أول كل شهر كان يقدم تيس واحد ذبيحة خطية (عد 15: 28).
(ح) كذلك في عيد الفصح وفي يوم الخمسين (عد 22: 28 و30) كان يُقدم تيس واحد.
(ي) وفي اليوم الأول من الشهر السابع، وفي اليوم العاشر والخامس عشر إلى الثاني والعشرين، كان يُقدم تيس واحد ذبيحة خطية (عد 5: 29 و11 و16 – 38).
(6) في يوم الكفارة: كان على هرون أن يأخذ ثورًا لذبيحة خطية يقدمه عن نفسه وعن بيته، ويأخذ تيسين عن الشعب، يقدم أحدهما ذبيحة خطية، و “يضع هرون يديه على رأس التيس الحي ويقر بكل ذنوب بني إسرائيل… ويرسله بيد من يلاقيه إلى البرية، ليحمل التيس عليه كل ذنوبهم إلى أرض مقفرة فيطلق التيس في البرية” وكان هرون “يأخذ ملء المجمرة جمر نار عن المذبح من أمام الرب وملء راحتيه بخورًا عطرًا دقيقًا ويدخل بهما إلى داخل الحجاب، ويجعل البخور على النار أمام الرب فتغشي سحابة البخور الغطاء على الشهادة فلا يموت. ثم يأخذ من دم الثور وينضح بأصبعه على وجه الغطاء إلى الشرق. وقدام الغطاء ينضح سبع مرات” وكذلك كان يفعل بتيس الخطية، “فيكفر عن القدس”، وعن نفسه وبيته وعن كل جماعة إسرائيل، وكذلك عن المذبح “(لا 1: 16 – 28).
(7) البقرة الحمراء: كانت ذبيحة البقرة الحمراء نوعًا من ذبيحة الخطية للتطهير من النجاسة (عدد 1: 19 – 10 و17) فكان يستخدم رمادها للتطهير في حالات معينة. وكانت عبارة عن عجلة ثلاثية، تذبح خارج المحلة أمام ألعازار الكاهن، فيأخذ من دمها بإصبعه وينضح من دمها إلى جهة وجه خيمة الاجتماع سبع مرات. ثم تحرق البقرة أمام عينيه بتمامها مع خشب أرز وزوفا وقرمز، ويجمع رماد البقرة، ويحفظ في مكان طاهر خارج المحلة، ليستخدم في ماء النجاسة للتطهير في بعض الحالات (عدد 1: 19 – 22، انظر تك 9: 15، إش5: 15، إرميا 38: 48).
وفي حالة وجود قتيل لا يعلم من قتله، كان على شيوخ المدينة القريبة من القتيل، أن يأخذوا “عجلة من البقر لم يحرث عليها ولم تجر بالنير” إلى “واد دائم السيلان لم يحرث فيه ولم يزرع ويكسرون عنق العجلة في الوادي… ويغسل جميع شيوخ تلك المدينة.. أيديهم على العجلة المكسورة العنق… ويصرخون ويقولون:” أيدينا لم تسفك هذا الدم وأعيننا لم تبصر “ويطلبون من الله الغفران” فيغفر لهم “(تث 1: 21 – 9).
ذبيحة الإثم
كانت ذبيحة الإثم تقدم للتكفير عن الإثم باعتباره ضد أحكام الله، وكان يلزم أن يصاحبها التعويض، إذ كان على المذنب أن يرد المسلوب ويزيد عليه خمسه، فهي للتكفير والتعويض. والمسيح هو ذبيحة الإثم الحقيقية (إش10: 53 و12)، فقد كفًّر بموته على الصليب عن خطية الإنسان، ورد لله مجده بأكثر مما سلبه الإنسان، كما يقول بروح النبوة “رددت الذي لم أخطفه” (مز4: 69).
(أ) حالات تقديمها:
(1) إذا خان أحد خيانة وأخطأ سهوًا في أقداس الرب، كان عليه أن يقدم للرب كبشًا صحيحًا ذبيحة إثم، يذبح في المكان الذي تذبح فيه المحرقة، ويرش الدم على المذبح مستديرًا، ويوقد الكاهن كل الشحم على المذبح، أما لحم الذبيحة فيأكله كل ذكر من الكهنة في مكان مقدس، فهي قدس أقداس كذبيحة الخطية، ولهما شريعة واحد. كما كان على المخطئ أن يعوض عما أخطأ به ويزيد عليه خمسه (لا 14: 4 16، 1: 5 – 8).
(2) إذا أخطأ أحد وعمل واحدة من جميع مناهي الرب، كان عليه أن يقدم أيضًا كبشًا ذبيحة إثم كما سبق (لا 17: 5 – 19).
(3) إذا جحد صاحبه وديعة أو أمانة أو مسلوبًا، أو اغتصب من صاحبه، أو وجد لقطة وجحدها، كان عليه أن يقرب كبشًا ذبيحة إثم ويرد المسلوب ويزيد عليه خمسه (لا 1: 6 – 4).
(4) إذا حلف على شيء كاذبًا، كان يقرب كبشًا ذبيحة إثم ويعوض عنه ويزيد عليه خمسه (لا 5: 6 – 7).
(5) إذا اغتصب رجل أمة مخطوبة، كان عليه أن يقرب كبشًا ذبيحة إثم (لا 20: 19 – 22، انظر أيضًا تث 29: 22).
والحالتان الأولى والثانية من خطايا السهو، أما باقي الحالات فكان يجب التعويض الكامل عنها مع زيادة الخمس، فكانت الذبيحة كفارة أمام الله، والتعويض للإنسان متى وُجد، وإلا فيكون للرب لأجل الكاهن (عد 5: 5 13).
(ب) حالات أخرى لتقديم ذبيحة الإثم:
(1) في اليوم الثامن لتطهير الأبرص، كان عليه أن يقدم خروفًا محرقة وآخر ذبيحة إثم، يذبحه الكاهن في الموضع الذي تذبح فيه ذبيحة الخطية والمحرقة في المكان المقدس، ويأخذ الكاهن من دم ذبيحة الإثم ويجعل منه على شحم أذن المتطهر اليمنى وعلى إبهام يده اليمنى وعلى إبهام رجله اليمنى. كما يأخذ من لج الزيت في كفه اليسرى. ويغمس إصبعه اليمنى في الزيت وينضح منه سبع مرات أمام الرب، ثم يضع من الفاضل على شحمة أذن المتطهر اليمنى، وعلى إبهام يده اليمنى، وعلى إبهام رجله اليمنى فوق دم ذبيحة الإثم، والباقي يصب على رأس المتطهر (لا 12: 14 18).
أما إذا كان المتطهر أفقر من أن يقدم خروفين، فكان يكفي خروف واحد ذبيحة إثم مع تقدمة دقيق، أو يمامتان أو فرخا حمام أحدهما ذبيحة إثم والثاني محرقة (لا 21: 14 و22).
(2) كما كان على النذير إذا تنجس في أيام انتذاره، أن يأتي بخروف حولي ذبيحة إثم، وتسقط عنه الأيام الأولى لأنه نجس انتذاره (عد 12: 6).
الذبائح في العهد الجديد
أولًا: الفكرة الأساسية في أسفار العهد الجديد هي أن ذبيحة المسيح على الصليب هي الذبيحة النهائية الكاملة للتكفير عن خطية الإنسان وخلاصه، فالذبائح جميعها لم تكن إلا رموزًا لذبيحة المسيح، فلم يكن الناموس بكل ذبائحه وفرائضه وأحكامه “بقادر أن يحيي”، بل كان الناموس “مؤدبنا إلى المسيح لكي نتبرر بالإيمان” (غل21: 3 و24). “لأنه لا يمكن أن دم ثيران وتيوس يرفع خطايا… نحن مقدسون بتقديم جسد يسوع المسيح مرة واحدة. وكل كاهن يقوم كل يوم يخدم ويقدم مرارًا كثيرة تلك الذبائح عينها التي لا تستطيع البتة أن تنزع الخطية، أما هذا فبعد ما قدم عن الخطايا ذبيحة واحدة جلس إلى الأبد عن يمين الله… لأنه بقربان واحد قد أكمل إلى الأبد المقدسين” (عب 4: 10 14)، ومن ثم فقد أبطلت ذبيحة المسيح كل الذبائح. وقد تعددت الذبائح في العهد القديم لأن ذبيحة واحدة لم تكن بكافية للتعبير عن الجوانب المختلفة لذبيحة المسيح.
وجميع أسفار العهد الجديد (ما عدا يعقوب ويهوذا) تشير إلى موت المسيح كالذبيحة الكاملة عن الخطية، وقد أشار المسيح نفسه ثم الرسل إلى ذلك، فإليه ترمز:
(1) ذبيحة العهد (مرقس 24: 14، مت 28: 26، لو20: 22، عب 15: 9 – 22).
(2) المحرقة (أف 2: 5، عب 4: 10 – 9).
(3) ذبيحة الخطية (رو 3: 8، 2 كو21: 5، عب 11: 13، 1بط 18: 3).
(4) خروف الفصح (1 كو7: 5، انظر أيضًا يوحنا 29: 1 و36).
(5) ذبيحة يوم الكفارة (عب 17: 2، 12: 9 – 14).
ثانيًا: علاقة ذبيحة المسيح بخلاص الإنسان: هناك نتائج هامة لموت المسيح الكفاري:
(1) الفداء أو الخلاص من لعنة الخطية: وهو ما تضمنته كلمات الرب يسوع: “لأن ابن الإنسان أيضًا لم يأت ليُخدم بل ليَخدُم وليبذل نفسه فدية كثيرين” (مرقس 45: 10، مت 28: 20)، فالإنسان عبد للخطية، وقد أرسل الله الآب ابنه ليدفع الفدية ليخلصنا من العبودية، وكان موته هو الثمن الذي دفعه لتحريرنا. ويؤكد الرسول بولس ذلك بالقول: “متبررين مجانًا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح، الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه” (رو24: 3 و25). فالرسول يبني التبرير على أساس الفداء، والفداء بالدم. أي أن موت المسيح هو الذي تمم الفداء، والفداء أتى لنا بالتبرير. كما يقول أيضًا في غلاطية (13: 3) إن “المسيح افتدانا من لعنة الناموس”، لأن الناموس وضع الإنسان تحت اللعنة لأنه لم يستطع أن يحفظه، فاللعنة هي نتيجة الناموس المكسور، والتي يجب على الخاطئ أن يتحملها، وقد حمل المسيح هذه اللعنة نيابة عنا (انظر أيضًا غل 5: 4). كما يقول أيضًا: “الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا” (أف 7: 1، كو14: 1)، “لأنه يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله والناس، الإنسان يسوع المسيح الذي بذل نفسه فدية لأجل الجميع” (1تي 6: 2). ويؤكد كاتب الرسالة إلى العبرانيين أن المسيح “بدم نفسه دخل مرة واحدة إلى الأقداس فوجد فداء أبديًا” (عب 12: 9)، ويقول الرسول يوحنا: “الذي أحبنا وقد غسلنا (أو حررنا) من خطايانا بدمه” (رؤ 5: 1). ويقول الرسول بطرس: “عالمين أنكم افتديتم… بدم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح” (1بط 18: 1 و19)، فذبيحة المسيح هي أساس الفداء.
(2) المصالحة: تتضمن المصالحة وجود طرفين. لقد حدث انفصال بين الإنسان والله، والمصالحة هي استعادة العلاقة بين الطرفين، “لأنه إن كنا ونحن أعداء قد صولحنا مع الله بموت ابنه” (رو10: 5)، وهكذا يؤكد الرسول بولس أن موت المسيح هو أساس المصالحة (انظر أف 13: 2 و14 و18، 10: 1). كما يعلمنا الرسول يوحنا أن المسيح هو شفيعنا الذي يصالحنا مع الله (1يو 1: 2 و2).
(3) غفران الخطايا: المصالحة تعني الغفران، غفران الله للإنسان الخاطئ. وأساس الغفران هو دم المسيح، أي موت المسيح على الصليب. ويقول الرب نفسه: “لأن هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا” (مت 28: 26). ويربط الرسول بولس تمامًا بين غفران الله للإنسان وذبيحة المسيح (رو21: 3 21: 5 وبخاصة 7: 4، أف 7: 1، كو 14: 1)، وكذلك الرسول يوحنا (1يو 7: 1 9).
(4) محو الذنب: تتضمن المصالحة والغفران محو الذنب، فيختم الرسول بولس كلامه عن شمول الخطية لكل البشر، بتأكيده: “لكي يستد كل فم ويصير كل العالم تحت قصاص من الله” (رو19: 3)، ولكنه يقول أيضًا: “إذًا لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع… فالله إذ أرسل ابنه في شبه جسد الخطية ولأجل الخطية (أي ليقدم نفسه ذبيحة عن الخطية) دان الخطية في الجسد” (رو1: 8 و3)، فالذنب الذي جعل الإنسان عرضة لغضب الله، ومن ثم لدينونته، قد انمحى بموت المسيح إذ “محا الصك الذي علينا… الذي كان ضدًا لنا وقد رفعه من الوسط مسمرًا إياه بالصليب” (كو14: 2).
(5) التبرير: أو الوضع الصحيح من نحو الله. فغفران الخطايا ومحو الذنب هما الجانب السلبي من القضية. أما وضعنا في الوضع الصحيح من نحو الله، أي وضع القبول أمامه، فهو الجانب الإيجابي “لأنه جعل الذي لا يعرف خطية، خطية (أو ذبيحة خطية) لأجلنا لنصير نحن بر الله فيه” (2كو 21: 5)، فكأن تبريرنا كان هو القصد الإلهي من موت المسيح الكفاري وقيامته: “لأنه أسلم من أجل خطايانا وأقيم من لأجل تبريرنا” (رو 25: 4).
(6) التطهير أو التقديس: نتعلم من الأصحاحات السادس والسابع والثامن من الرسالة إلى رومية، أن التقديس هو نتيجة منطقية للتبرير الذي تحقق بموت المسيح. ويؤكد لنا الرسول أيضًا في الرسالة إلى فيلبي، أن موت المسيح وقيامته هما القوة الفعَّالة في تغيير الحياة: “لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشبهًا بموته، لعلي أبلغ إلى قيامة الأموات” (في 10: 3 و11)، كما يستخدم كاتب الرسالة إلى العبرانيين صور التطهير في العهد القديم رموزًا لعملية محو الخطايا، من الكفارة إلى التقديس، فدم المسيح، أي موته، هو وسيلة التطهير (عب 3: 1، 14: 9 23، 2: 10)، كما يؤكد الرسول يوحنا ذلك أيضًا إذ يقول: “دم يسوع المسيح ابنه (ابن الله) يطهرنا من كل خطية” (1 يو7: 1، انظر أيضًا رؤ 14: 7).
(7) البنوية: يرجع أيضًا الرسول بولس ببنوية المؤمن لله، إلى موت المسيح الكفاري، فيقول: “أخذتم روح التبني الذي به نصرخ يا أبا الآب. الروح نفسه يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله” (رو 15: 8 و16 و19)، كما يقول: “أرسل الله ابنه… ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبني. ثم بما أنكم أبناء أرسل الله روح ابنه إلى قلوبكم صارخًا يا أبا الآب. إذا لست بعد عبدًا بل ابنًا…” (غل 4: 4 7).
وهكذا نرى عملية الخلاص ابتداء من الفداء والمصالحة مع الله إلى تبني الخاطئ المخلَّص ليكون واحدًا من أهل بيت الله (أف19: 2) ترجع كلها إلى موت المسيح الكفاري. وكما يقول “هولتزمان” (E. Holtzmann): “إن على موت المسيح يرتكز كل عمل الخلاص”.
ثالثًا: أساس كفاية ذبيحة المسيح:
(أ) أكد المسيح أنه جاء طوعًا، “ليبذل نفسه فدية عن كثيرين” (مت 28: 20، مرقس 45: 10)، فلم يجبره أحد ولا الآب على أن يبذل نفسه، فقد قال: “أما أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل” (يو 11: 10)، “لهذا يحبني الآب لأني أضع نفسي لآخذها أيضًا. ليس أحد يأخذها مني بل أضعها أنا من ذاتي. لي سلطان أن أضعها، ولي سلطان أن آخذها أيضًا” (يو 17: 10 و18).
(ب) ويؤكد لنا الرسول بولس أن المسيح قد أسلم نفسه طوعًا: “ابن الله الذي أحبني وأسلم نفسه من أجلي” (غل 20: 2)، فالذي أسلم نفسه هو “ابن الله” مما يسمو إلى أبعد حد بقيمة الذبيحة، وقد تبرهن ذلك بقيامته من الأموات (رو4: 1)، فهو لم يكن مجرد إنسان بل “الابن الكامل القدوس”، وبموته وقيامته ضمن “تبريرنا” (رو25: 4، 1كو 3: 15 و4 و17). كما يؤكد لنا أيضًا أن الذي مات وقام “لم يعرف خطية” (2كو 21: 5).
(ج) أما كاتب الرسالة إلى العبرانيين، فيوضح أسس كفاية ذبيحة المسيح:
(1) إنها لم تكن ذبيحة حيوانية، بل “بدم نفسه” (عب 12: 9 14 و26، 4: 10 و12).
(2) إنها ذبيحة “ابن الله” (عب 5: 3) الذي هو “بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته” (عب 3: 1).
(3) الذي بذل نفسه هو ملك وكاهن على رتبة ملكي صادق ملك ساليم (عب 20: 6، 1: 7).
(4) وهو “قدوس بلا شر ولا دنس” (عب26: 7 و27، 14: 9، 10: 10 و12).
(5) وهو “السرمدي، الأزلي الأبدي، بحسب قوة حياة لا تزول… إلى الأبد” (عب 20: 6، 16: 7 و17).
(6) كما يبلغ كاتب الرسالة إلى العبرانيين الذروة في بيان كفاية ذبيحة المسيح، عندما يتكلم عنه داخلًا إلى قدس الأقداس السماوية، إلى حضرة الله بعد أن أكمل عمل الفداء (عب1: 8 و2، 11: 9 و12 و24).
(د) يؤكد كل من الرسولين بطرس ويوحنا عظمة المسيح ومجده (1بط 19: 1، 22: 2 و23، يو1: 1 4، 1يو 7: 1، 2: 2).
رابعًا: كيف يستفيد منها البشر:
(1) ذبيحة المسيح هي للجميع، فقد مات المسيح عن كل العالم: “هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية” (يو16: 3). وقد أمر الرب تلاميذه أن يكرزوا بالإنجيل “لجميع الأمم” (مت19: 28، لو47: 24)، و “للعالم أجمع… والخليقة كلها” (مر15: 16، انظر أيضًا رومية 5: 1، 18: 5، 32: 11، 2كو 14: 5 و15، غل14: 3). ويقول كاتب الرسالة للعبرانيين: “لكي يذوق بنعمة الله الموت لأجل كل واحد” (عب9: 2)، كما يقول يوحنا الرسول: “وهو كفارة لخطايانا… بل لخطايا كل العالم أيضًا” (1يو 2: 2).
(2) يجب أن يقرر كل فرد موقفه منها: إن دم المسيح هو العلاج الوحيد الناجح الكافي لجميع الخطاة، ولكن على كل إنسان أن يطبقه على نفسه وذلك بالتوبة والإيمان والطاعة:
(أ) التوبة: لقد نادى يوحنا المعمدان والرب يسوع نفسه بضرورة التوبة للدخول إلى الملكوت (مت 2: 3، 17: 4، مرقس15: 1). كما كرز الرسول بطرس بالتوبة في يوم الخمسين وما بعده (أع 28: 2، 19: 3… إلخ.). كما نادى الرسول بولس بالتوبة إلى الله والإيمان بربنا يسوع المسيح (أع 21: 20، رو 4: 2… إلخ.).
(ب) الإيمان: لقد جمع الرب يسوع بين التوبة والإيمان: “توبوا وآمنوا بالإنجيل” (مرقس15: 1). كما أن الرسول بولس يجعل الإيمان الوسيلة الجامعة المانعة لنوال الخلاص، فالإنجيل هو “قوة الله للخلاص لكل من يؤمن” (رو16: 1). ويقول عن المسيح: “الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه” (رو25: 3)، وأن كل من “يؤمن بالذي يبرر الفاجر فإيمانه يحسب له برًا” (رو5: 4)، “إذ قد تبررنا بالإيمان” (رو1: 5). ويؤكد نفس الشيء في رسالته إلى غلاطية كما في سائر رسائله، فالإيمان هو الشرط الوحيد لنوال الخلاص، ليس الإيمان التاريخي أو العقلي، بل الإيمان القلبي “لأن القلب يؤمن به للبر” (رو 10: 10)، الإيمان هو أن يسلم الإنسان نفسه تمامًا للمسيح مخلصًا وربًَّا (2كو 15: 5). كما يؤكد كاتب الرسالة إلى العبرانيين أن الإيمان هو القوة الغالبة وطريق الدخول للراحة والشركة (عب 3، 4). كما يؤكد الرسولان بطرس ويوحنا أن الإيمان هو وسيلة لنوال الخلاص والتمتع بسائر بركات موت المسيح (1بط 8: 1 و9، 1يو23: 3، 15: 4 و16، 1: 5 و5… إلخ.).
(ج) الطاعة في خدمة مضحية: فقد قال الرب يسوع: “من أراد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني” (مرقس34: 8، انظر أيضًا مت 38: 10، 24: 16، لو23: 9)، وهو يضع هنا شرطين للتلمذة: إنكار الذات وحمل الصليب. وإنكار الذات معناه أن لا تكون الذات هي مركز الفكر والإيمان والرجاء والحياة. أما حمل الصليب فمعناه حياة التضحية. وكان الرب يسوع يؤكد على هذا المعنى في قوله: “لأن ابن الإنسان لم يأتي ليخدَم بل ليخدُم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين” (مرقس45: 10، مت28: 20). ويؤكد الرسول بولس هذه المسئولية من جانب الإنسان، بقوله إن ما ينفع إنما هو “الإيمان العامل بالمحبة” (غل 6: 5). كما يؤكد ذلك كاتب الرسالة إلى العبرانيين: “صار لجميع الذين يطيعونه سبب خلاص أبدي” (عب 9: 5). إن الخلاص في لحظة حقيقة من جانب الله، ولكنه عملية مستمرة في حياة الإنسان، حياة الطاعة والخدمة حيث يظهر التطبيق العملي لقوة ذبيحة المسيح.
وحيث أن ذبيحة المسيح هي للجميع، أصبح من الواجب على المؤمنين أن يكرزوا بالإنجيل للجميع تنفيذًا لوصية الرب: “اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها” (مرقس 15: 16).
خامسًا – الخلاصة: وهي أن:
(1) الرب يسوع المسيح وكتبة أسفار العهد الجديد يعتبرون أن ذبائح العهد القديم كانت مجرد رموز للذبيحة العظمى الوحيدة التي قدمها الرب يسوع بموته على صليب العار.
(2) إن ذبيحة المسيح هي الذبيحة الواحدة الوحيدة التي تكفر عن خطايا العالم.
(3) إن ذبيحة المسيح هي الوسيلة الوحيدة لخلاص الإنسان.
(4) إن الإنسان صار تحت لعنة الله وغضبه، وأن ذبيحة المسيح هي الوسيلة الوحيدة لمصالحة الإنسان مع الله الذي أظهر بره في إدانة الخطية على الصليب، كما أظهر محبته ونعمته في خلاص الخاطئ.
(5) إن كفاية ذبيحة المسيح تقوم على أساس أنه ابن الله الأزلي، وملك الدهور الأبدي، وأنه الطاهر القدوس الذي بلا عيب ولا شر ولا دنس، لم يعرف خطية ولم تكن فيه خطية.
(6) للاستفادة من ذبيحة المسيح، تلزم التوبة والإيمان الذي يظهر ويثمر طاعة وحياة مضحية.
(7) إن موت المسيح هو السبب والدافع والقوة العاملة في حياة المؤمن للتضحية، كما أن المسيح هو المثال الكامل الذي يجب أن نتمثل به.
ذبيحة بشرية
كانت الذبائح البشرية وسيلة للتعبير عن العبادة، وذلك في مراحل معينة من تاريخ الجنس البشري. وقد كانت هذه عادة منتشرة بين قبائل غربي أسيا قبل استيطان العبرانيين فلسطين، واستمرت حتى القرن الخامس قبل الميلاد. وفي أوقات الكوارث والخطر كان الآباء يقدمون أبناءهم ذبائح للآلهة، باعتبارهم أغلى وأعز تقدمة لاسترضاء الآلهة وتسكين غضبهم، ومن ثم لضمان رضاهم معونتهم. ولم ترد أي إشارة في الكتاب المقدس إلى تقديم الأعداء أو الأسرى ذبائح، بل كان الآباء يقدمون أبناءهم، ويبدو من نبوة ميخا أنهم كانوا يعتقدون أن هذه أثمن ما يقدمون، فقد ذكرها في نهاية سلسلة من الذبائح والتقدمات مرتبة ترتيبًا تصاعديًا حسب قيمتها: “هل أتقدم بمحرقات بعجول أبناء سنة؟ هل يسر الرب بألوف الكباش، بربوات أنهار زيت؟ هلى أعطي بكري عن معصيتي، ثمرة جسدي عن خطية نفسي؟” (ميخا 6: 6 و7). ونجد في الكتاب مثالًا صارخًا لتقديم الابن البكر ذبيحة، فإن ميشع ملك موآب، حين وقع تحت الحصار الشديد في قيرحارسة، “أخذ ابنه البكر الذي كان عوضًا عنه وأصعده محرقة على السور” (2مل 25: 3 27).
ويبدو أنها كانت تمارس كثيرًا بين القبائل الكنعانية، حتى إن الرب نهى شعبه عنها: “لا تعمل هكذا للرب إلهك، لأنهم قد عملوا لآلهتهم كل رجس لدى الرب مما يكرهه إذ أحرقوا حتى بنيهم وبناتهم بالنار لآلهتهم” (تث 31: 12). ولكن اقتدى الإسرائيليون بجيرانهم الكنعانيين، فقيل عن الملك آحاز إنه “أوقد في وادي ابن هنوم وأحرق بنيه بالنار حسب رجاسات الأمم” (2مل 3: 16، 2أخ 3: 28). ولم تقدم الذبائح البشرية أبدًا للرب، بل كانت تقدم للأوثان، وكانت أكثر الأوثان ارتباطًا بتقديم الذبائح البشرية له هو “مولك” إله العمونيين (2مل 10: 23، لا 21: 8، 2: 20). إلا أننا نعرف من نبوة إرميا أن “بعل” إله الفينيقيين، كان يشترك مع “مولك” إله العمونيين في هذه العبادة في الفترة اللاحقة من التاريخ على الأقل: “وبنوا مرتفعات للبعل ليحرقوا أولادهم بالنار محرقات للبعل” (إرميا 5: 19، 35: 32).
ولا يذكر الكتاب حوادث قدم فيها ملوك إسرائيل ذبائح بشرية إلا عن آحاز ومنسي ملكي يهوذا، حيث قدما أبناءهما محرقات، مقتدين في ذلك بالأمم الوثنية المجاورة (2مل 3: 16، 2أخ 3: 28، 2مل 6: 21، 2أخ 6: 33). ولكن يبدو من أقوال أخرى عديدة أن هذه العادة كانت منتشرة بين عامة الشعب، رغم النهي الصريح عنها في الشريعة (لا 21: 18، 2: 20 5، تث 10: 18). ولهذا غضب الرب عليهم، وسبيت المملكة الشمالية (2مل 17: 17 و18)، كما وجه النبي إرميا الاتهام للملكة الجنوبية بارتكاب نفس الشر (إرميا 31: 7، 5: 19، 5: 32 انظر أيضًا إش 5: 57، حز 31: 20، 37: 23، مز 37: 106 و38).
وبدراسة هذه الفصول نعلم أنه في الفترة السابقة لسبي يهوذا مباشرة، لم يقتصر تقديم الذبائح البشرية على البيت الملكي، ولكنها كانت شائعة بين عامة الشعب، وكانت هناك عدة أماكن لتقديم هذه الذبائح وممارسة هذا الطقس الدموي (إرميا 5: 19)، ولكن يبدو أن المرتفعة التي بنيت خصيصًا لهذا الغرض، كانت في وادي توفة أو وادي ابن هنوم بالقرب من أورشليم (2أخ 3: 28، 6: 33. وقد قام الملك الصالح يوشيا بهدم هذه المرتفعة للقضاء على هذه الممارسات الوحشية (2مل 10: 23).
وكل أسفار العهد القديم تشجب هذه الممارسات باعتبارها غاية الارتداد الديني والقومي، والسبب الرئيسي في الكوارث القومية. وقد استخدمت كلمة “عبًّر” و “أجاز” في النار، وليس “قدم ذبيحة” عند الإشارة إلى هذه الممارسات البشعة. ولا توجد أي إشارة إلى ممارسة هذه العادة في أيام السبي أو بعد العودة منه. إلا أن السفروايميين الذين أسكنهم ملك أشور في المناطق التي سبي أهلها “كانوا يحرقون بنيهم بالنار لأدرملك وعنمًّلك إلهي سفروايم” (2مل 31: 17)، ولكن لم يتأثر بذلك الإسرائيليين الذين عادوا من السبي.
ويشير البعض إلى أن الله طلب من إبراهيم أن يقدم ابنه إسحق محرقة، ولكن علينا أن نذكر أن الله إنما أراد أن يمتحن إيمان إبراهيم وأن يعلِّمه أيضًا أنه لا يريد ذبيحة بشرية. وبينما آمن إبراهيم أن الله قادر أن يقيم ابنه من الأموات لأن إسحق هو ابن الموعد (عب 17: 11 19 مع تك 19: 17)، فإنه آمن أيضًا أن الله سيهيئ له ذبيحة عوضًا عن ابنه، وهو ما يتضح من إجابته على سؤال ابنه إسحق: “أين الخروف للمحرقة؟” فقال إبراهيم: “الله يرى له الخروف للمحرقة” (تك7: 22 و8)، أي أن الله سيدبر لنفسه خروفًا للمحرقة. وأما أن الله لم يتدخل إلا عندما رفع إبراهيم السكين ليذبح ابنه، فلم يكن ذلك إلا ليبلغ الامتحان غايته، ولإثبات كمال طاعة إبراهيم. وعلى أي شيء استقر إيمان إبراهيم؟ لقد استقر إيمان إبراهيم على إعلان الله الواضح (تك 1: 12 3 و7، 15: 1 6 و18، 4: 17 8، 10: 18 14)، وأمانة الله لمواعيده التي سبق أن اختبرها إبراهيم. فالإيمان يستند إلى حقائق (انظر يوحنا 30: 20 و31، 1يو1: 1 و2) وليس على خرافات وأساطير ومتناقضات.
ذبيحة روحية
كانت الذبائح في العهد القديم ترمز جميعها إلى ذبيحة المسيح، وبعد أن قدم المسيح نفسه على الصليب، لم تعد هناك حاجة إلى أي ذبيحة للتكفير عن نفوسنا، إذ “نحن مقدسون بتقديم جسد يسوع المسيح مرة واحدة… وأما هذا فبعد ما قدم عن الخطايا ذبيحة واحدة إلى الأبد عن يمين الله… لأنه بقربان واحد قد أكمل إلى الأبد المقدسين” لذلك “لا يكون بعد قربان عن الخطية (عب 10: 10 18)، فالآن فقد أظهر (المسيح) مرة واحدة عند انقضاء الدهور لبطل الخطية بذبيحة نفسه” (عب 26: 9)، أي أن المسيح بموته قد أبطل كل الذبائح التي لم تكن في حقيقتها إلا رمزًا له.
وقد قال الرب يسوع: “الله روح… والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا” (يو 24: 4)، فالمؤمنون الآن لا يتقربون إلى الله بمثل تلك الذبائح، بل بعبادة قلبية بالروح القدس: “لأنه به (بالمسيح) لنا كلينا (يهود وأمم) قدومًا في روح واحد إلى الآب” (أف 18: 2). ويقول لنا الرسول بطرس: “كونوا أنتم أيضًا مبنيين كحجارة حية بيتًا روحيًا كهنوتًا مقدسًا لتقديم ذبائح روحية مقبولة عند الله بيسوع المسيح” (1 بط 5: 2).
فعلى المؤمن الآن تقديم الذبائح الروحية الآتية:
(1) أن يكرس نفسه بجملته لله (رو 16: 15)، وقد مدح الرسول بولس المقدونيين لأنهم “أعطوا أنفسهم أولًا للرب” (2 كو5: 8).
(1) أن يقدم جسده “ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله” (رو 1: 12). وقد كانت الحيوانات في العهد القديم تقدم بعد ذبحها، أي وهي ميتة، أما المؤمنون فعليهم تقديم أجسادهم أي كل أعضائهم وطاقاتهم ذبيحة حية، أي أن تكون حياتهم حياة القداسة والتكريس المستمر لله (انظر أيضًا رومية 13: 6 و19).
(2) أن يقدموا أموالهم وما يمتلكون لله. وقد قبل الرسول بولس العطية التي أرسلتها إليه الكنيسة في فيلبي: “نسيم رائحة طيبة مقبولة مرضية عند الله” (في 18: 4)، فقد كانت تعبيرًا عن روح التكريس للمسيح، إذ كان فيهم “الفكر الذي في المسيح” الذي “أخلى نفسه… وأطاع حتى الموت موت الصليب” (في 5: 2 – 8). ويحرض كاتب الرسالة إلى العبرانيين المؤمنين قائلًا: “لا تنسوا فعل الخير والتوزيع لأنه بذبائح مثل هذه يسر الله” (عب 16: 13).
(4) كما يجب أن “نقدم به (بالمسيح) في كل حين لله ذبيحة التسبيح أي ثمر شفاه معترفة باسمه” (عب 15: 13، انظر أيضًا عب 28: 12).
مذبح البخور
الإنجليزية: Altar of Incense -.
1 – وصف مذبح البخور:
كان مذبح البخور من القطع التي أمر الرب موسي أن يصنعها عند إقامة خيمة الشهادة في البرية. وأمره أن يصنعه من خشب السنط وأن يغشيه بذهب، “وطوله ذراع وعرضه ذراع. مربعًا يكون. وارتفاعه ذراعان. منه تكون قرونه” وتصنع له إكليلًا من ذهب حواليه. وتصنع له حلقتين من ذهب تحت إكليله علي جانبيه.. لتكونا بيتين لعصوين لحمله بهما. وتصنع العصوين من خشب السنط وتغشيهما بذهب. وتجعله قدام الحجاب الذي أمام تابوت الشهادة. قدام الغطاء الذي علي الشهادة حيث أجتمع بك. فيوقد عليه هرون بخورًا عطرًا كل صباح. حين يصلح السرج يوقده، وحين يصعد هرون السرج في العشية يوقده. بخورًا دائمًا أمام الرب في أجيالكم. لا تصعدوا عليه بخورًا غريبا ولا محرقة أو تقدمة، ولا تسكبوا عليه سكيبًا. يصنع هرون كفارة علي قرونه مرة في السنة. من دم ذبيحة الخطية التي للكفارة مرة في السنة يصنع كفارة عليه في أجيالكم. قدس أقداس هو للرب (خر 30: 1 10)، وهو المشار إليه بمذبح الذهب (خر 39: 38) تمييزًا له عن مذبح النحاس (مذبح المحرقة) الذي كان موضوعًا في فناء خيمة الشهادة.
2 – المذبح في رأي بعض النقاد:
يري بعض النقاد أن البخور ادخل إلي ديانة إسرائيل في زمن متأخر، وأن مذبح البخور المذكور في سفر الخروج (30: 1) هو من اختراع عصر ما بعد السبي، لأنه لم يذكر في الأوامر الأولي التي أعطاها الرب لموسي بخصوص الخيمة (خر 25: 1 27: 19)، ولكن هذا الزعم لا يقوم علي أساس ويتعارض مع الأقوال الواضحة عن مذبح البخور في سفر الخروج (30: 1 10، 39: 38، 40: 5، 26)، وفي الملوك الأول (6: 20، 22، 7: 48)، وفي أخبار الأيام الثاني (4: 19)، وكذلك مع ذكر “إيقاد البخور” في صموئيل الأول (2: 28) في معرض اللوم الموجه إلي عالي الكاهن.
3 – موضع مذبح البخور:
يري البعض أن مذبح البخور كان موضعه في الخيمة داخل قدس الأقداس أمام تابوت العهد (خر 40: 5) حيث كان رئيس الكهنة يرشه بالدم مرة واحدة في السنة (خر 30: 10).
ولكن واضح من أمر الرب لموسي أن موضعه كان “قدام الحجاب الذي أمام تابوت الشهادة.. في العشية يوقده. بخورًا دائمًا أمام الرب في أجيالكم” فهو كان قدام الحجاب كما كان الحجاب قدام أو أمام تابوت الشهادة، أي إلي الجهة الشرقية (الأمامية بالنسبة للخيمة) منه، كما أن رئيس الكهنة لم يكن مسموحًا له بالدخول إلي داخل الحجاب (إلي ما وراء الحجاب) إلا في يوم الكفارة العظيم “مرة في السنة” (لا 16: 2، 29 34)، وكان علي هرون أن يأخذ ملء المجمرة جمر نار عن المذبح أمام الرب، وملء راحتيه بخورًا عطرًا دقيقًا، ويدخل بهما إلي داخل الحجاب ويجعل البخور علي النار (التي في المجمرة) أمام الرب فتغشي سحابة البخور الغطاء الذي علي الشهادة فلا يموت (لا 16: 12، 13)، ونري من هذا أن ما كان يدخل به هرون إلي داخل الحجاب هو المجمرة (وليس مذبح البخور) مملوءة نارًا، من فوق المذبح (مذبح المحرقة) في يوم الكفارة العظيم (وهذه المجمرة هي “المبخرة من ذهب” المذكورة في الرسالة إلي العبرانيين 9: 4، كما أن هرون كان يوقد عليه بخورًا كل صباح وكل عشية، من كل هذا نري أن مذبح البخور كان في القدس قدام الحجاب، وليس في قدس الأقداس (داخل الحجاب) وهو الأمر الذي يؤكده أيضًا ما جاء في الخروج (40: 25).
4 – مذبح الذهب في هيكل سليمان:
صنع سليمان مذبحًا من خشب الأرز (بدلًا من السنط) وغشاه بذهب (1مل 6: 20، 22، 7: 48)، ولذلك سمي “مذبح الذهب” (2 أخ 4: 19) وكان هذا المذبح بين “جميع آنية بيت الله الكبيرة والصغيرة” التي أخذها بنوخذنصر إلي بابل (2 أخ 36: 18).
5 – مذبح البخور في الهيكل الثاني بعد العودة من السبي:
كان في هذا الهيكل الثاني فيما بعد السبي مذبح للبخور مغشي بالذهب، أخذه أنطيوكس إبيفانس عندما اقتحم طريقه في الهيكل (1 مك 1: 23)، فصنع يهوذا المكابي آنية مقدسة جديدة بما فيها مذبح البخور (1 مك 4: 49).
6 – مذبح البخور في هيكل هيرورس:
نعلم أيضًا أن الهيكل الذي بناه هيرودس الكبير – والذي كان قائمًا في حياة الرب يسوع علي الأرض – كان به مذبح بخور حيث نقرأ في إنجيل لوقا عن زكريا الكاهن: “ظهر له ملاك واقفا عن يمين مذبح البخور” (لو 1: 11)، ولكن لا يوجر رسم مذبح البخور علي قوس النصر الذي أقامه تيطس تخليدًا لذكري انتصاره، وإن كان يوسيفوس قد ذكر ذلك في تاريخه، ويحتمل أنه كان قد انصهر في الحريق في أثناء الحصار.
7 – الوجه الرمزي لمذبح البخور:
لم ير يوحنا الرائي هيكلا في السماء الجديدة والأرض الجديدة (رؤ 21: 22)، ولكن في الأصحاحات السابقة من الرؤيا، يذكر الهيكل (14: 17، 15: 6) والمذبح والمبخرة (8: 3، 5). ويوصف مذبح البخور بأنه “مذبح الذهب الذي أمام العرش”، فكان دخان البخور يصعد أمام الله مع صلوات القديسين، ويذكر صراحة أن “البخور هي صلوات القديسين” (رؤ 5: 8). وهذه الصورة المجازية تتفق مع ما جاء في إنجيل لوقا: “وكان كل جمهور الشعب يصلون خارجًا وقت البخور” (لوقا 1: 10). فالتاريخ والنبوة كلاهما يؤكدان هذه الحقيقة الناصعة الراسخة: أن الخلاص إنما هو بدم المسيح الكفاري، فليس بأحد غيره الخلاص، وما يدل علي الإنسان إلا أن يمد يده بالإِيمان ليأخذ من يد الرب هبة الحياة الأبدية، ويستطيع المؤمنون أن يرفعوا صلواتهم – بخورهم – بثقة لأن “لنا رئيس كهنة عظيم قد اجتاز السموات يسوع ابن الله.. لأن ليس لنا رئيس كهنة غير قادر أن يرثي لضعفاتنا بل مجرب في كل شيء مثلنا بلا خطية، فلنتقدم بثقة إلي عرش النعمة لكي ننال رحمة نجد نعمة عونًا في حينه” (عب 4: 14 – 16).
مذبحة الأطفال الأبرياء
يطلق هذا الاسم على المذبحة التي أمر بها هيرودس الكبير للأطفال سنتين فما دون في بيت لحم وتخومها حيث ولد يسوع (مت 16: 2 – 18). ولعل كبريانوس هو أول من أطلق عليها هذا الاسم وأخذه عنه أوغسطينوس. ويعتبر إيريناوس (نحو 202م) أولئك الأطفال “شهداء”، ويصف في عبارات رائعة المأساة التي أنهت حياة أولئك الشهداء القصيرة وكيف أن الرب بنفسه أدخلهم – في رحمته – مقدمًا إلى ملكوت الله.
أما كبريانوس (حوالي 258م) فيقول: “من الواضح أن من ذُبحوا لأجل المسيح كانوا أطفالًا أبرياء قُتلوا لأجل اسمه. أما أوغسطينوس (نحو 354م) فيقتبس كلمات كبريانوس ويتحدث عن أولئك الأطفال” الأبرياء “.
إن المعالجة الكنسية لهذا الحادث جديرة بالملاحظة بسبب المغالاة في تقدير عدد ضحايا المذبحة, ففي وقت مبكر جدًا ذكرت الكنيسة اليونانية أن عدد الضحايا كان أربعة عشر ألفًا, ولكن بسبب تفسير خاطئ، لما جاء في سفر الرؤيا (14: 1 و32) زيد العدد – فيما بعد – إلى مئة وأربعة وأربعون ألفًا. وما زالت كنيسة إنجلترا تحتفظ بصدى هذا الاعتقاد، وذلك بقراءة الأصحاح الرابع عشر من سفر الرؤيا في عيد القديسين الأبرياء “. وهذه مبالغة – التي لا أساس لها في العهد الجديد – تستلفت النظر، لأن أخطر حجة ضد تاريخية هذا الحادث، تستمد قوتها من صمت يوسيفوس عنها، لو أنها كانت بهذه الضخامة، مع أن المرجح جدًا أن المذبحة لم تتناول أكثر من عشرين طفلًا, ولا تعد شيئًا إزاء سلسلة الأحداث التي خطط لها ونفذها هيرودوس في آخر أيام حياته حيث يذكر يوسيفوس أن هيرودس قتل الكثيرين من أفراد أسرته” وكل من انتابته الهواجس بأنهم يتآمرون على عرشه “.
ويقول متى البشير: “حينئذ تم ما قيل بإرميا النبي القائل: صوت سمع في الرامة Rama, نوح وبكاء وعويل كثير. راحيل تبكي على أولادها ولا تريد أن تتعزى لأنهم ليسوا بموجودين” (مت 2: 18، انظر إرميا31: 15). والعلاقة بين الرامة وبيت لحم غير واضحة تمامًا، ولكن يبدو أن ذلك لأن راحيل ماتت في الطريق إلى بيت لحم ودفنت هناك (تك 35: 19). كما أن الرامة كانت في نصيب سبط بنيامين، بينما كانت بيت لحم في نصيب سبط يهوذا، وهو ليس من أبناء راحيل، ولكن لأن سبطي يهوذا وبنيامين كانا مندمجين في المملكة الجنوبية التي بقيت لنسل داود، فكان يعتبران شعبًا واحدًا بل وأسرة واحدة وبخاصة بعد العودة من السبي.
ذخيرة
ذخر الشيء يذخره ذخرًا جمعه وحفظه وخبأه لوقت الحاجة إليه، بمعنى كنزه، ويقول يوسف لفرعون: “يجمعون جميع طعام هذه السنين… ويخزنون قمحًا… فيكون الطعام ذخيرة للأرض لسبع سني الجوع” (تك36: 41). كما يقول موسى في بركته لسبطي زبولون ويساكر: “لأنهما يرتضعان من فيض البحار وذخائر مطمورة في الرمل” (تث18: 33) في إشارة إلى ما في البحار والمناجم من كنوز. وعندما جاء رسل برودخ بلادان لتهنئة حزقيا ملك يهوذا لشفائه: “أراهم كل بيت ذخائره” (2 مل 13: 20، إش2: 39)، وقد شمل ذلك ما عنده من فضة وذهب وأطياب وأسلحة وكل ما وجد في خزائنه.
ذريرة | قصب الذريرة
قصب الذريرة نبات عشبي من العائلة النجيلية، يعرف علميًا باسم “كلامس أروماتكس” (Calamus Aromaticus)، كما يسمى أيضًا “قصب الطيب” لطيب رائحته فهو أشبه بالزنجبيل رائحة وطعمًا.
وكان قصب الذريرة يدخل في تركيب “الدهن المقدس” الذي كان يستخدم في مسح خيمة الاجتماع وآنيتها ومسح الكهنة (خر 23: 30)، وكان غالي الثمن: “قصب الذريرة… مع كل أنفس الأطياب” (نش 14: 4)، كما نقرأ في نبوة إشعياء: “لم تشترِ لي بفضة قصبًا” (إش24: 43)، فلم يكن من النباتات التي تنمو في فلسطين، بل كان يجلب من بلاد بعيدة: “لماذا يأتي لي اللبان من شبا، وقصب الذريرة من أرض بعيدة؟” (إرميا 20: 6). ويقول حزقيال النبي في وصفه لعظمة صور واتساع تجارتها مع مختلف البلدان: “دان وياوان قدموا غزلًا في أسواقك. حديد مشغول وسليخة وقصب الذريرة كانت في سوقك” (حز 19: 27). وقد ذكر بليني المؤرخ الروماني الذي عاش في القرن الأول الميلادي، أن قصب الذريرة كان ينمو في بعض نواحي بلاد العرب والهند.
قصب الذريرة نبات كالقش عقدي أبيض من داخل وياقوتي من خارج وضارب إلى الصفرة، وكلمة قصب تعنى غاب وكلمة ذريرة تعنى دواء عطري، أي أن قصب الذريرة يعنى الغاب العطري، طعمه قابض مع حراقة يسيره وفيه لزوجة إذا مُضغ، كما أن فيه رائحة عطرية، اسمه بالعبري (كنَّة): وهو:
1. نوع من العطريات ذي رائحة عطرة، ويسمى في علم النبات قصب الطيب أو عود الوج وهو يُشير إلى نبات. وقد كان نباتًا هامًا وكان سلعة رائجة في آسيا.
2. يُعتقد أنه هو (Acorus calamus L) المذكور في سفر الخروج (30: 23) ضمن الدهن المقدَّس الذي مُسح به الكهنة وأدوات خيمة الاجتماع وقد وُجِدَ هذا النوع في قبور بعض الفراعنة. وهو يُستخدم الآن في الطب وأدوات التجميل.
3. الاسم العلمي Acorus aromaticus – Calamus.
4. الاسم الإنجليزي لهذا النبات واحد من ثلاثة: Myrtle sedge Sweet – flage, Sweet sedge ,.
5. الاسم الفرنسي: Roseau odorant , Acore adorant , Calamus.
6. هذا الطيب يدخل في تركيب الدهن المقدس لمسح خيمة الاجتماع وآنيتها والكهنة كما هو مدون في سفر الخروج:
7. “وأنت تأخذ لك أفخر الأطياب مرًا خمسمائة شاقل، وقرفة عطرة نصف ذلك مائتين وخمسين، وقصب الذريرة مائتين وخمسين” (خر 30: 23). كما ذكر هذا الطيب أيضًا في سفر النشيد “ناردين وكركم. قصب الذريرة وقرفة، مع كل عود اللبان مر وعود مع كل أنفس الأطياب” (نش 4: 14، إش 43: 24، إر 6: 20).
8. كان القدماء يستخدمونه لعلاج مرض السعال المزمن وكمزيل لآلام الصدر والمعدة والكبد، والاستسقاء، والخفقان وضعف القلب كما كان يستخدم في أشياء أخرى كثيرة.
9. ينمو هذا النبات في بلاد الهند وبعض البلاد العربية ماعدا سوريا وفلسطين، حيث أن أرميا النبي يذكر في سفره أنه يأتي من أرض بعيدة عن بلاده (أر 6: 20) ويذكر الكتاب المقدس أنه يأتي من دان وباوان (خر 27: 19).
ومن الجدير بالذِّكر أن هذا النبات يُسْتَخْدَم في عمل زيت الميرون المقدس في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
أذرة
جمع “ذرور” وهو ما يذر في العين وعلى الجرح من دواء يابس، وعلى الطعام من ملح مسحوق، “فالأذرة” هي المساحيق. ويقول عريس النشيد: “من هذه الطالعة من البرية كأعمدة من دخان معطرة بالمر واللبان وبكل أذرة التاجر؟” (نش 6: 3)، فأذرة التاجر هي الأطياب المسحوقة والتي منها “المر واللبان”. وربما كانت هذه الأذرة أو الذرور عبارة عن مسحوق أخشاب طيبة الرائحة أو نوع من البخور.
ذراع – قياس الأطوال
الذراع هي الوحدة الأساسية في قياس الأطوال في العهد القديم، ويرجع استخدام بني إسرائيل للذراع إلى النظام المصري، فقد استخدم قدماء المصريين طول “ساعد” الإنسان من المرفق حتى طرف الأصبع الوسطى وحدة للقياس. ولاختلاف طول ذراع الإنسان، كان طول الذراع يتراوح بين سبع عشرة بوصة وثماني عشرة بوصة، ويطلق على هذه الذراع “ذراع رجل” (تث11: 3). وقد استخدمت الذراع في قياس طول الإنسان (1صم 4: 17)، وعمق مياه الطوفان (تك20: 7)، والمسافات (يو8: 21). كما استخدمت في قياس أبعاد الفلك (تك15: 6 و16)، وأبعاد خيمة الشهادة (خر26، 27)، والهيكل وأثاثاته (1مل6، 7، حز30 – 43)، وأسوار أورشليم (نح13: 3).
وكان هناك ذراعان للقياس واحدة قصيرة، والثانية طويلة، وذلك في مصر وبابل. وفي بلاد ما بين النهرين كان طول ذراع خورزباد نحو أربعة أخماس “الذراع الملكية” التي كانت تعادل تسع عشرة بوصة وأربعة أخماس البوصة. أما الذراعان المستخدمان في مصر، فطول إحداهما 20,65 بوصة، وهي الذراع المعمارية، وطول الأخرى 6، 17, بوصة, وذكر حزقيال ذراع قياس يبلغ طولها “ذراعًا وشبرًا” (حز 5: 40). وتقدم لنا نقوش سلوم دليلًا موضوعيًا على طول الذراع, حيث تقرر أن طول النفق بلغ ألفا ومئتيّ ذراع, وهو بالقياس الفعلي 533 مترًا وعشر سنتيمترات (أو 1749 قدمًا) , مما يجعل الذراع معادلة لنحو 17,49 بوصة. كما أن هناك دليلًا آخر يؤكد أن الذراع كانت تعادل نحو 17,50 بوصة نستمده من حساب أبعاد البحر المسبوك في هيكل سليمان (1مل 7: 23 26 ,2أخ2: 4 5) بالمقارنة بين أبعاده بالذراع وسعته بالبث. وهناك تقليد لدى معلمي اليهود بأنه كانت تحفظ وحدات عيارية لمختلف المقاييس والمكاييل والموازين في الهيكل.
وكما سبق القول, استخدم العهد القديم الذراع في قياس أبعاد فلك نوح (تك15: 6 و16) , وخيمة الاجتماع وأثاثاتها (خر 2527) , وطول سرير عوج ملك باشان (تث11: 3) , وطول جليات الفلسطيني (1صم 4: 17) , وأبعاد هيكل سليمان وأثاثاته (1مل2: 6 إلى 9: 7) , وأبعاد المدينة والهيكل في رؤى حزقيال النبي (حز 40: 5 إلى17: 43) , وارتفاع تمثال الذهب الذي أقامه نبوخذنصر ملك بابل في “بقعة دورا في ولاية بابل (دانيال 1: 3) , وطول الدرج الطائر في رؤيا زكريا (زك 2: 5).
ذرق
ذُكِرَت الكلمة مرة واحدة في الكتاب المقدس، وذلك في سفر طوبيا، حينما كان طوبيا الأب يرتاح من دفن جثث الموتى الذين كان يقتلهم الملك، ونام بجانب حائط، “فَوَقَعَ ذَرْقٌ مِنْ عُشِّ خُطَّافٍ فِي عَيْنَيْهِ وَهُوَ سُخْنٌ فَعَمِيَ” (طو 2: 10 – 11). والذرق أو الذراق هو خرء الطائر (براز أو مخرجات أو بواقي الطائر).
ذرة | مذراة
وردت في اش 30: 24 ومت 12: 3 وهي آلة زراعية تسميها العامة “مذراية” وهي ذات اصابع يُرمى بها خليط التين والحنطة في الهواء فيطير التبن إلى جانب وتقع الحنطة وحدها على الارض، والرفش والمنسف الآت الزراعية اخرى تستعمل في تنقية القمح.
ذمر | تذمَّر
تشير الكلمة العبرية المترجمة عنها كلمة “تذمر” ومشتقاتها إلى الغمغمة المبهمة التي تصدر عن شخص ساخط، وكل ما يعبر عن الغضب والسخط وعدم الرضى بالقول أو بالإشارة. ويرتبط استخدام الكلمة في العهد القديم بشكوى بني إسرائيل وتذمرهم على الرب (خر 16: 7 و8 و9 و12، عد 14: 27، 17: 10) وعلى موسى وهرون (خر 15: 24، 16: 2 و7، 17: 3، عد 16: 11 و41). كما تذمر اليهود على يشوع والرؤساء (يش 9: 18).
ونقرأ في العهد الجديد عن تذمر اليهود ورؤسائهم على الرب يسوع وتلاميذه (لو 5: 30، 19: 7، يو 6: 41). كما تذمر المؤمنون من اليهود اليونانيين على العبرانيين في أيام الرسل مما أدى إلى تعيين الشمامسة السبعة (أع 6: 1).
وتنهانا كلمة الله عن التذمر: “ولا تتذمروا كما تذمر أيضًا أناس منهم فهلكوا” (1كو 10: 10، انظر أيضًا يو 6: 43).
ذَمَّ | ذُمُوم
ذَمَّ فلانًا ذمَّا ومذمةَّ عابه ولامه، فهو مذموم وذميم، ضد مدحه. وقد أشاع عشرة من الجواسيس “مذمة الأرض” (عدد 13: 32، 14: 37). ويقول الحكيم: “مشيع المذمة هو جاهل” (أم 10: 18).
ويكتب الرسول بولس إلى الكنيسة في كورنثوس: “لأني أخاف إذا جئت أن لا أجدكم كما أريد.. أن توجد خصومات… ومذمات ونميمات…” (2كو 12: 20). ويوصي الرسول يعقوب المؤمنين قائلًا: “لا يذم بعضكم بعضًا أيها الإخوة. الذي يذم أخاه ويدين أخاه، يذم الناموس ويدين الناموس” (يع 4: 11). كما يقول لنا الرسول بطرس: “فاطرحوا كل خبث وكل مكر والرياء والحسد وكل مذمة” (1بط 2: 1).
والذموم هي العيوب والنقائص، ويقول داود في صلاته: “جربت قلبي تعهدته ليلًا. محصتني. لا تجد فَّي ذمومّا” (مز 17: 3).
ذنب | أذناب
الذَنب هو ذيل الحيوان. والذنب من كل شيء آخره. ويقال: “هو ذنب فلان” أي تابعه. وتطلق كلمة “ذَنَب” في الكتاب على ذيل الحية (خر 4: 4)، وبنات آوي، عندما أمسك شمشون “ثلاث مئة ابن آوي وأخذ مشاعل وجعل ذنبَّا إلى ذنب ووضع مشعلًا بين كل ذنبين في الوسط. ثم أضرم المشاعل وأطلقها بين زروع الفلسطينيين” فأحرقها (قض 15: 4 و5)، ويبدو أن ما جاء في رسالة الرب على فم إشعياء النبي لآحاز ملك يهوذا: “لا تخف ولا يضعف قلبك من أجل ذَنَبْي هاتين الشعلتين” (إش 7: 4) فيه إشارة إلى ما فعله شمشون.
ويقول الرب لأيوب للتدليل على عظمته البادية في الخليقة إن بهيموث “يخفض ذنبه كأرزة” (أيوب 40: 17).
وتستخدم كلمة ذنب مجازيّا بمعنى الوضاعة مقابل الرأس الذي يحمل معنى القيادة والسيادة: “ويجعلك الرب رأسًا لا ذنبًا، وتكون في الارتفاع فقط ولا تكون في الانحطاط إذا سمعت لوصايا الرب إلهك” (تت 28: 13). و “الغريب الذي في وسطك يستعلى عليك متصاعدًا وأنت تنحط متنازلًا.. هو يكون رأسًا وأنت تكون ذنبًا” (تت 28: 44).
مَذْهَب
تطلق كلمة مذهب على المبادئ الدينية أو المدارس الفلسفية المختلفة، مثل الفريسيين والصدوقيين، فنقرأ عن “مذهب الفريسيين” (أع 5: 15، انظر أيضًا أع 5: 26)، ومذهب المسيحيين (أع 22: 28). كما ترجمت نفس الكلمة اليونانية إلى “شيعة” فنقرأ عن “شيعة الصدوقيين” (أع 17: 5) و “شيعة الناصريين” (أع 5: 24)، ويقول الرسول بولس: “إنني حسب الطريق الذي يقولون له شيعة، هكذا أعبد إله آبائي” (أع 14: 24). كما ترجمت نفس الكلمة اليونانية “هيرسيس” (hairesis) بمعنى “بِدعة” (1كو 19: 11، غل 20: 5، 2بط 1: 2).
ذي ذهب
اسم عبري معناه “من لديه ذهب” وهو اسم مكان على مقربة منه كلم موسى بني اسرائيل بشأن معاملة الرب لهم (تث 1: 1).
ذهن | أذهان
الذهن هو الفهم والعقل والنفس والقلب والفطنة، وقوة النفس التي تشمل الحواس الظاهرة والباطنة لاكتساب العلوم وإدراك المعارف بالفكر. ولا نجد كلمة “ذهن” أو “أذهان” في العهد القديم في العربية، ولكننا نجد العقل والفهم والقلب والنفس وغيرها عن المعنى المقصود.
وترد كلمى “ذهن” أو “أذهان” في العهد الجديد ترجمة لثلاث كلمات يونانية:
(1) “نوس” (Nous) كما في (لو 45: 24، رو 28: 1، 23: 7 و25، 2: 12، 1كو 14: 14 و15 و19، أف 17: 4 و23، كو 18: 2، 2تس 2: 2، 1تي 5: 6، 2تي 8: 3، تي 15: 1، رؤ 9: 17). وتترجم نفس الكلمة إلى “فكر” (رو 24: 11، 1كو 10: 1، 16: 2)، وإلى “عقل” (رو 5: 14، في 7: 4)، وإلى “فهم” (رؤ 18: 13).
(2) “ديانويا” (Dianoia) (كما في أف 18: 1، عب 10: 8، 16: 10، 1بط 13: 1، 2بط 1: 3). وتترجم نفس الكلمة إلى “فكر” (مت 37: 22، مرقس 30: 12، لو 27: 10، أف 3: 2، 18: 4، كو 21: 1)، وإلى “بصيرة” (1يو 20: 5).
“نوما” (noema) كما في (2كو 14: 3، 4: 4، 3: 11). وقد ترجمت إلي “فكر” (لو 17: 11، 2كو 11: 2، في 7: 4).
مذود
المذود هو معلف الدابة، وكان عادة عبارة عن حوض محفور في قطعة من الصخر، أو قد يكون مصنوعًا على شكل صندوق من الخشب أو المعدن أو البناء. والكلمة اليونانية “فاتنيه” (phatne) المترجمة “بمذود” في إنجيل لوقا (7: 2 و12 و16، 15: 13)، استخدمتها الترجمة السبعينية للتعبير عن بضع كلمات عبرية، ترجمت في العربية إلى “معلف” (أيوب 9: 39، أم 4: 14، إش 3: 1)، وإلى “مذاود” (حب 17: 3)، “أواري” (2أخ 28: 32 – أي مرابط أو حظائر حيث تُوارى الماشية).
ونقرأ في الأصحاح الثاني من إنجيل لوقا كيف أن العذراء مريم بعد أن ولدت ابنها الرب يسوع المسيح، “قمطته وأضجعته في المذود إذ لم يكن لهما موضع في المنزل” (لو 7: 2).
ويقول تقليد مسيحي قديم أن ولادة الرب يسوع حدثت في “كهف” بالقرب من بيت لحم، وهناك مواقع كثيرة يفترضونها لهذا الكهف. أما “كنيسة المهد” الموجودة حاليًا فقد بنيت في أحد هذه المواقع على سفح تل في بيت لحم. وربما أتى هذا الرأي عن إنجيل يعقوب الطفولي الأبوكريفي.. ولا تذكر قصة ولادة المسيح، أي نوع من المذاود كان ذلك المذود، لأن الأمر الهام الذي تبرزه القصة هو أن الرب يسوع ولد في أكثر الأمكنة تواضعًا، وأقلها شأنًا، وظل طيلة حياته على الأرض “ليس له أين يسند رأسه” (مت 20: 8، لو 58: 9).
أما “المزود” بحرف “ز” وليس “ذ”، فهو وعاء الزاد، ويُترجم بكلمات مثل: haversack – knapsack – provisions bag. وقد ذُكِرَت الكلمة في الكتاب المقدس في أكثر من موضِع: (سفر يهوديت 13: 11؛ 13: 19؛ إنجيل متى 10: 10؛ إنجيل مرقس 6: 8؛ إنجيل لوقا 9: 3؛ 10: 4؛ 22: 35، 36).
يذوق
ذاق الطعام ذوقًا وذوقانًا ومذاقًا أي اختبر طعمه، وذاق الشيء جرَّبه واختبره.
(1) تستخدم الكلمة حرفيًا للدلالة على الذوق باللسان فهو عضو الذوق، كما ذاق بنو إسرائيل المن فوجدوا “طعمه كرقاق بعسل” (خر 31: 16). ويقول أيوب: “لأن الأذان تمتحن الأقوال كما أن الحنك يذوق طعامًا” (أيوب 3: 34، انظر أيضًا 11: 12). ويقول يوناثان لشاول أبيه: “ذقت ذوقًا بطرف النشابة التي بيدي قليل عسل” (1صم 43: 14). ونقرأ عن بيلشاصر ملك بابل، أنه إذ كان “يذوق الخمر أمر بإحضار آنية الذهب والفضة التي أخرجها نبوخذنصر أبوه من الهيكل الذي في أورشليم ليشرب بها الملك وعظماؤه وزوجاته وسراريه” (دانيال 2: 5).
وفي عرس قانا الجليل حيث حول الرب يسوع الماء إلى خمر: “فلما ذاق رئيس المتكأ الماء المتحول خمرًا..” (يو 9: 2).
(2) تستخدم الكلمة مجازيًا للتعبير عن الاختبار والمعرفة الروحية، كما في قول المرنم “ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب!” (مز 8: 34، انظر أيضًا 1بط 3: 2). ويقول المرنم: “ذوقًا صالحًا ومعرفة علمني” (مز 66: 119). ويقول الرب: “إن كان أحد يحفظ كلامي فلن يذوق الموت إلى الأبد” (يو 52: 8). ويقول كاتب الرسالة إلى العبرانيين عن اتضاع الرب: “ولكي يذوق بنعمة الله الموت لأجل كل واحد” (عب 9: 2).
ذيل
الذيل هو آخر كل شيء، وأسفل الثوب، وقد ترجمت كلمت “ذيل” أو أذيال “في العهد القديم عن كلمتين عبريتين:
(1) “كَنَف” وهي نفس الكلمة في العربية لفظًا ومعنى. والكنف هو جانب الشيء، وكنف الطائر جناحه، وكنف الله رحمته وستره (انظر تث 30: 22، 20: 27، راعوث 9: 3، 1صم 27: 15، إرميا 34: 2، حز 3: 5، 8: 16، زك 23: 8) وقد ترجمت “بطرف” أيضًا (انظر 1صم 4: 24 و5 و11، حجي 12: 2).
(2) “شول” أي “الأطراف السائبة” (انظر إش 1: 6 إرميا 22: 13 و26، مراثي 9: 1، حز 34: 28، 24: 39 و25 و26، ناحوم 5: 3). وقد ترجمت أيضًا “بطرف” (حز 23: 28).
وتُسْتَخْدَم في العهد الجديد الكلمة اليونانية “كراسبيدون” (Kraspedon) للدلالة على نفس المعنى وتترجم بـ “هدب” (مت 20: 9، 36: 14، 5: 23، مرقس 56: 6، لو 44: 8).
المحتويات
-
ذِئب – أمير المديانيين
-
ذبَاب | ذُبان ذبابة
-
ذبيحة المحرقة
-
ذبيحة السلامة
-
ذبيحة الخطية
-
ذبيحة الإثم
-
الذبائح في العهد الجديد
-
ذبيحة بشرية
-
ذبيحة روحية
-
مذبح البخور
-
مذبحة الأطفال الأبرياء
-
ذخيرة
-
ذريرة | قصب الذريرة
-
أذرة
-
ذراع – قياس الأطوال
-
ذرق
-
ذرة | مذراة
-
ذمر | تذمَّر
-
ذَمَّ | ذُمُوم
-
ذنب | أذناب
-
مَذْهَب
-
ذي ذهب
-
ذهن | أذهان
-
مذود
-
يذوق
-
ذيل
No Result
View All Result
Discussion about this post