شخصيات من الكتاب المقدس
مرقس الانجيلي
مرقس :
اسم لاتيني معناه ((مطرقة)) وهو لقب ليوحنا (اع 12: و 25 و 15: 37). ويرّجح نه ولد في اورشليم لأن أمه سكنت هناك وكانت ذات اعتبار بين المسيححين الأولين فإن بطرس لما اطلق من السجن ذهب إلى بيتها. ويرَّجح ان مرقس اتبع الرب بواسطة بطرس لأنه يدعوه ابنه (1 بط 5: 13). ويظن أن مرقس هو الشاب الذي تبع المسيح ليلة تسليمه (مر 14: 51 و 52). وتوجه مرقس مع بولس وبرنابا نسيبته (كو 4: 10). في رحلتهم التبشيرية الأولى (اع 12: 25) غير أنه فارقهما في برجة (اع 13: 13). فصار علة مشاجرة قوية بين بولس وبرنابا (اع 15: 36 – 40). وبعد ذلك تصالح مع بولس فرافقه إلى رومية (كو 4: 10 وفل 24). وكان مع بطرس لما كتب رسالته الأولى (ابط 5: 13)، ثم مع تيموثاوس فس افسس (2 تي 4: 11). ولا يعرف شيء حقيقي عن حياته بعد ذلك غلا أن الآباء قد اتفقوا على أنه مترجم بطرس وربما كان يترجم له في بعض المواضع أو أنه كتب انجيله تحت ارشاد الرسول كما يستدل من بعض الآيات فظن بعضهم أن بطرس كتب بعض الآيات فظن بعضهم أن بطرس كتب بعض الحوادث التي شاهدها وأن مرقس كتب انجليه بعد مطالعة هذه الكتابات. قال البعض أن خطاب بطرس لكرنيليوس (اع ص 10) هو ملخص انجيل مرقس. وإذا قابلنا ما في (مت 16: 13 – 23 مع مر 8: 27- 33) رأينا أن مدح بطرس محذوف من إنجيل مرقس مع حفظ الانتهار ويرَّجح أن لبطرس دخلاً في ذلك نظراً لتوبته الشديدة وأيضاً ذكر مرقس صياح الديك مرتين (مر 14: 72)، خلافاً لمتى الذي لا يذكر غير صياح (مت 26: 74). وفي ذلك نظر إلى حاسيات بطرس القلبية ولوم ذاته على انكاره ربه. وقد ذكر المؤرخ يوسيبيوس بأن مرقس كان أول من نادى برسالة الانجيل في مدينة الاسكندرية في البلاد المصرية وأنه استشهد فيها. ويرمز إلى البشير مرقس في الفن المسيحي بصورة الاسد.
انجيل مرقس :
وإنجيل مرقس هو الثاني في ترتيب الأناجيل الأربعة مع أن هذا لا يعني بالضرورة أنه كتب بعد إنجيل متى. وهو أقصر الأناجيل الأربعة والمادة التي يقدمها في تفصيل كثير. فتقدم قصة حياة المسيح وأعماله وصلبه وقيامته بسرعة وفي تصوير رائع وفي مناظر تصويرية قوية متعاقبة الواحد تلو الاآخر. وتسير هذه المناظر في ترتيب تاريخي متسلسل. ويوجه مرقس عناية خاصة إلى ما عمله المسيح أكثر مما يوجهه إلى تعليم المسيح فيذكر لنا لأربعة فقط من أمثال المسيح ويسجل لنا خطاباً واحداً طويلاً من خطابات المسيح ابن الله القدير (مر 1: 11 و 5: 7 و 9: 7 و 14: 61 وكذلك مر 8: 38 و 12: 1 – 11 و 13: 32 و 14: 36)، والمخلص الظافر المنتصر. ويسرد مرقس الحوادث تحت عنوانين: مناداة المسيح وخدمته في الجليل (مر 1: 14 – 509) والأسبوع الأخير في اورشليم (مر 11: 1 – 16: 8). ويصل بين هذين الموضوعين الرئيسيين بذكر الحوادث التي تمّت في المدة المتوسطة بين هذين الزمنيين (مر 10: 1 – 52) وتسري فكرة الألم والصليب خلال الإنجيل كله فيذكرها البشير ويعيد على الأذهان مرة بعد الأخرى وقد استعوب ذكر آلام ثلث الإنجيل تقريباًُ ويظهر ظل الصليب في الصفحات الأولى من البشارة (مر 2: 20 و 3: 6). فإن طريق التتلمذ للمسيح هي طريق حمل الصليب (مر 8: 34 وما يليه). وتتضمن معمودية الألم وتجرع الكأس (مر 10: 38 وما يليه). ولا توجد كلمات تصدق على مادة الإنجيل وروحه أكثر من كلمات المسيح الواردة في مر 10: 45 وفي كلمات قائد المئة في مر 15: 39
محتويات انجيل مرقس
يمكن أن تقسم محتويات هذه البشارة إلى:
1 – بدء الإنجيل 1: 13
(أ) مناداة يوحنا المعمدان 1: 2- 8
(ب) معمودية يسوع وتجربته 1: 9 -13
2- خدمة المسيح في الجليل ومناداته هناك وقيام السلطات الدينية عليه (1: 14 – 8: 26)
(أ) في الأماكن الواقعة حول بحر الجليل (1: 14 – 5: 43).
(ب) في الأماكن البعيدة عن بحر الجليل (6: 1 – 8: 26).
3 – المسيا والآلام العتيدة (8: 27 – 10: 45).
(أ) اقرار بطرس (8: 27 – 33).
(ب) التنبؤ باآلام (8: 31 و 32 و 9: 3 – 32 و 10 : 32 – 34).
(جـ) التعليم عن التلمذة الحقيقية للمسيح (8: 34 – 38 و 9: 23 – 37 و 10: 13 و 35 – 45).
(د) التجلي (9: 2 – 13).
4 – سرد حوادث الآلام (10: 46 – 52).
(أ) في الطريق إلى اورشليم (10: 46 – 52).
(ب) الدخول إلى اورشليم (11: -11).
(جـ) خدمة المسيح ومناداته في اورشليم (11: 12 – 13: 2).
(د) خطاب نبوي عن خراب اورشليم والمجيء الثاني (13: 3 – 37).
(هـ) موت المسيح (14: 1 – 15: 47).
5 – قيامة المسيح والقبر الفارغ (16: 1 – 8).
6 – خاتمة عن ظهور المسيح بعد قيامته (16: 9 – 20).
المصدر الذي اشتقت منه مادة هذا الانجيل :
كان الاعتقاد السائد في أواخر القرن الأول الميلادي أن هذا الإنجيل كتب في روما ووجه إلى المسيحيين الرومانيين. وكتب بابيوس مستنداً إلى ما استقاه من يوحنا الشيخ لهذه العبارة التي اقتبسها يوسيبيوس في تاريخه الكنسي: ((هذا أيضاً ما قاله لآرائه، سجل جميع الاشياء التي تذكرها من أقوال المسيح وأعماله وذلك لأنه لم يسمع الرب ولا كان من اتباعه ولكنه اتبع بطرس فيما بعد كما ذكرت آنفاً)). وهذا الدليل الذي يأتينا من نهاية القرن الأول أو فاتحة القرن الثاني يربط بين كاتب هذا الإنجيل وبطرس. ثم أننا نجد ذكراً لمرقس فس رسالة بطرس الأول غذ يقول: ((تسلم عليكم المختارة مثلكم، التي في بابل ومرقس ابني)) (ابط 5: 13). وبابل هنا اسم رمزي لروما وهذا القول لا يربط بين بطرس ومرقس فحسب بل يشير إلى أنهما يخدمان معاً، وفي الغالب أنهما كانا يخدمان في روما.
ومن المحقق أن مرقس انتهز الفرص الكثيرة التي أتيحت له ليتعرف على أقوال المسيح وأعماله من كثير من اللذين سمعوا هذه الأقوال وكانوا شهود عيان لهذه الأعمال إلى جانب بطرس وكذلك عرف الكثير منها عن طريق أفراد الكنيسة الأولى وقريبه برنابا والرسول بولس والتلاميذ الذين ترددوا على منزل أمه مريم (أعمال 12: 12 و 17).
ومن الواضح أن مرقس كتب بشارته للامم ويظهر هذا من شرحه وتفسيره بعض العبارات الواردة عن اماكن في فلسطين وبعض العادات اليهودية وبعض التعبيرات غير المألوفة لدى الأمم (مر 3: 17 و 5: 41 و 4 و 11 و 34 و 12: 42 و 14: 12 و 15: 22 و 42 وغيرها).
ثم إن استخدام البشير لكلمات لاتينية كثيرة في صورتها اليونانية يرّجح الراي القائل بأن البشارة كتبت في روما.
تاريخ كتابة الإنجيل:
وقد ذكر ايرينيوس أحد آباء الكنيسة الأولين أن مرقس كتب البشارة التي تحمل اسمه قائلاً: ((بعد أن نادى بطرس وبولس بالإنجيل في روما وبعد انتقالهما (أو خروجهما) سلم لنا مرقس كتابة مضمون ما نادى به بطرس)) . وإذا كان الأمر كذلك فربما كتب هذا الإنجيل بين عام 65 وعام 68 م.
ويلاحظ أن الجزء الأخير من الإنجيل وهو (ص 16: 9 – 20) وجد في بعض المخطوطات القديمة ولم يوجد في البعض الآخر مثل المخطوطة السينائية ومخطوطة الفاتيكان. ولكن يجب أن لا يغرب عن بالنا أن حوادث الظهور الواردة في هذه الأعداد وكذلك أقوال المسيح المقام المذكورة فيها حقائق دامغة يؤيدها ورودها في الأناجيل الأخرى.
Discussion about this post