شخصيات من الكتاب المقدس
دانيال
دانيال
وهو اسم عبري معناه ((الله قضى)) وهو اسم: (1) أحد الأنبياء الأربعة الكبار وكان من عائلة شريفة ويظن أنه ولد في أورشليم (دا 1: 3 قابل يوسيفوس) وأُتي بأمر نبوخذ نصر “إلى بابل مع ثلاثة فتيان من الأشراف: هم حننيا وميشائيل وعزريا سنة 605 ق.م. فتعلم هناك لغة الكلدانيين ورشح مع رفقائه الثلاثة للخدمة في القصر الملكي (دا 1: 1-4 و ار 25: 1) فغير رئيس الخصيان أسمائهم فسمى دانيال بلطشاصر ورفقاءه شدرخ وميشخ وعبدنغو. وأبى هؤلاء الأربعة أن يأكلوا من طعام الملك وأن يشربوا من خمره واختاروا القطاني والماء. ومع بساطة هذا المأكل والمشرب فإن مناظرهم ظهرت أحسن من بقية الفتيان الذين تناولوا من أطايب الملك وخمره. ثم بعد ما تعلم دانيال ثلاث سنين أعطاه الله فرصة لإظهار علمه وحكمته ففسر حلماً لنبوخذ نصر كان قد أزعجه (دا ص 2) ومكافأة له على هذه الخدمة نصبه حاكماً على بابل ورئيساً على جميع حكمائها. وفي هذا المنصب اشتهر بين أهل جيله (حز 14: 14 و 20 و 28: 3). مع أن بعض العلماء يظنون أن في هذه الكلمات إشارة إلى شخص آخر اسمه دانيال عاش في عصر مبكر قبل دانيال صاحب السفر. ثم أبان للملك في وقت آخر ما كان الله قد قصد أن يقاصه به لأجل عنفوانه وكبريائه (دا ص 4). ووقع له أيضاً مثل ذلك مع بيلشاصر ابن ابنة نبوخذ نصر وابن نيونيدس والذي حكم في بابل نيابة عنه، وقد قرأ دانيال الكتابة على الحائط (دا ص 5). وفي أيام داريوس المادي جعل دانيال أول الوزراء الثلاثة في دولة مادي وفارس، فدسّ أعداء دانيال له وحملوا داريوس على أن يصدر أمراً بأن لا تقدم صلاة إلا للملك مدة 30 يوماً، أما دانيال فلم ينقطع عن الصلاة ولذلك طرح في جب الأسود حسب أمر الملك (ص 6: 3-23 ثم انظر 1 مكابيين 2: 60) وفي السنة الأولى لداريوس كان السبي يقرب من نهايته (ارميا 25: 11 و 12 و 29: 10 و دانيال 9: 1 و 2). وقد تذلّل دانيال أمام الرب واعترف بخطايا شعبه واتجه إلى الله في الصلاة ونتيجة لهذه كلها أعلنت له نبوة السبعين أسبوعاً (ص 9: 24). وفي السنة الثالثة لملك كورش ملك الفرس رأى دانيال في رؤيا النزاع الأخير بين قوات العالم وملكوت الله (ص 10-12). وقد أشار العهد الجديد إلى دانيال في مت 24: 15 و مرقس 13: 14 و عبرانيين 11: 33. وقد ورد ذكره في الابوكريفا في 2 اسدراس 12: 11 و 1 مكابيين 2: 60. سفر دانيال: يوضع سفر دانيال في الكتاب المقدس باللغة العربية وكذلك في اللغات الحديثة كالإنكليزية والفرنسية والألمانية، ضمن الأنبياء الكبار فيأتي في الترتيب بعد حزقيال. وفي هذا تتبع هذه الترجمات الترتيب الذي سارت عليه الترجمة السبعينية ومن بعدها ترجمة الفلجات اللاتينية. أما موضع السفر بحسب ترتيب الأسفار في العهد القديم كما جاء في الأصل العبري فيقع في القسم الذي يسمى يسمى ((الكتوبيم))س أي ((الكتب)). وهو القسم الثالث من العهد القديم في اللغة الأصلية. وينقسم السفر بالنسبة إلى محتوياته إلى قسمين رئيسين وهما: أولاً: الأجزاء التاريخية. ثانياً: الأجزاء الرؤوية أو النبوية. وفي القسم الأول نجد: (1) مقدمة السفر كله-وفيها نرى صورة لدانيال ورفاقه الثلاثة وكلهم من أبناء الأشراف في يهوذا الذين أخذوا في السبي إلى بابل وكيف أنهم رفضوا أن يتنجسوا بأطايب الملك وبخمر مشروبه (ص 1). (2) دانيال يفسر حلم نبوخذ نصر عن التمثال الهائل العجيب (ص 2). (3) رفض رفاق دانيال أن يسجدوا لتمثال الملك، وإلقاؤهم في اتون النار المتقدة، ونجاتهم العجيبة من الاحتراق بنيرانه الملتهبة (ص 3). (4) دانيال يفسر حلم الملك عن الشجرة العظيمة التي قطعت (ص 4). (5) دانيال يفسر الكتابة على الحائط في الوليمة التي أقامها بيلشاصر (ص 5). (6) داريوس الماديّ يرفع دانيال إلى أسمى المناصب في المملكة فيثير هذا حسد أعدائه فيكيدون له ويلقى في جب الأسود. ولكن الرب ينجيه من جب الأسود (ص 6). ونجد في القسم الثاني أربع رؤى عظيمة يراها دانيال وهي: (1) رؤيا تمثل قوى العالم الأربع العظمى في شكل أربعة حيوانات ثم تزول هذه القوى ومن بعدها تثبت مملكة شعب قدسي العلي وهي ملكوت أبدي (ص 7). (2) الرؤيا التي فيها يرى القوة التي يمثلها تيس المعز تتغلب على قوة أخرى هائلة يمثلها كبش، والقوة التي يمثلها تيس المعز تنقسم إلى أربعة أقسام، ملك أحد هذه الأقسام ينجس الهيكل (ص 8). (3) أما الرؤيا الثالثة فقد جاءت استجابة لصلاة التوبة التي قدمها دانيال. وهي عبارة عن رسالة حملها إليه الملاك جبرائيل تتعلق بمملكة المسيح العتيدة التي تأتي بعد سبعين أسبوعاً (ص 9). (4) في الرؤيا الرابعة تأتيه رسائل من الله تؤكد له محبة الله للمؤمنين الأمناء في شعبه. وفيها يرى صورة للمظالم التي يرتكبها ملك الشمال (ص 10-12). لغة السفر: ويجدر بنا أن نلاحظ أن سفر دانيال مكتوب في لغتين في الأصل، فقد كتب جزء منه باللغة الآرامية وهو يشمل ص 2: 4-ص 7: 28 أما بقية السفر فقد كتبت باللغة العبرانية. تاريخية السفر: كان من أثر الكشوف الحديثة أنها ساعدت على إثبات تاريخية السفر. فلقد زعم كثير من العلماء في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين بأنه من المشكوك فيه إن كان هناك ملك باسم بيلشاصر، ولكن اكتشاف سجلات معاصرة لغزو بابل أثبت أنه كان شخصية تاريخية. وقد فسرت لنا هذه السجلات السبب الذي لأجله جعل بيلشاصر دانيال ثالثاً في المملكة بدلاً من أن يكون ثانياً فيها وذلك لأن بيلشاصر وأباه الملك نبونيدس كانا يشغلان المكانيين الأولين في المملكة. ثم أظهرت لنا هذه السجلات السبب الذي لأجله ذكر أن ملك بابل في الليلة التي غزاها فيها الميديون كان بيلشاصر وليس نبونيدس. الملك كان قد ترك بابل وبنى لنفسه في تيماء في شمال الصحراء العربية قصوراًتشبه قصور بابل،وإنه عهد بالملك إلى ابنه وشريكه في الملك في الملك بيلشاصر الذي كان يحمل لقب ملك بابل. وقد كان الملك الفعلي في غيبة أبيه نبوبيدس. وكذلك أظهرت لنا هذه الكشوف أن كورش لما عين نائباً للملك في بابل كان يسير وفق سياسته التي عرفت عنه. ثم أظهرت لنا الإشارة إلى بيلشاصر كابن نبوخذ نصر تتمشى مع العرف المألوف حينئذ. ويقتبس السيد المسيح نبوة دانيال وذلك في مت 24: 15. ويتحدث يوسيفوس عن دانيال بأنه نبي عظيم (يوسيفوس، آثار-الكتاب العاشر والفقرة 11) وقد ذكر يوسيفوس أن نبوات دانيال كانت موجودة قبل عصر الاسكندر الأكبر أي قبل عام 330 ق.م. أو بالحري قبل عصر ارتزركسيس. وقد ذكر أمر نجاة شدرخ وميشخ وعبدنغو من اتون النار المتقدة، وكذلك أمر نجاة دانيال من جب الأسود في مكا 2: 59 و 60 وكذلك في ص 1: 54 بمقارنته بدانيال 9: 27 و 11: 31. تفسير دانيال في الكنيسة المسيحية: يتفق تفسير السفر مع ما حدث في التاريخ فمثلاً قرار ارتزركسيس الذي أعلنه في السنة السابعة من ملكه أي في سنة 458 وبعد مضي سبعة أسابيع من السنين أو 49 عاماً أي عام 408 ق.م. ويتفق هذا مع الإصلاح الذي تمّ على يد عزرا و نحميا الذي قاما به في أثناء هذا الزمن. ولا يعرف متى توقف هذا الإصلاح ولكننا نعلم أن الحاكم الذي حل محل نحميا سنة 411 كان فارسياً وقد جاء قبل ختام الأسبوع السابع. ثم من بعد ذلك جاء 62 أسبوعاً أو 434 سنة وتصل هذه من ذلك الحين إلى عام 26 ميلادي أي إلى الزمن الذي بدأ فيه يسوع مناداته الجهارية بالإنجيل أو ربما في أوائل عام 27 ميلادي بعد هذه الأسابيع الاثنين والستين ((يقطع المسيح)) (دانيال 9: 26) متمماً. كفّارة الإثم وآتياً بالبر الأبدي الذي يتحدث عنه في دانيال 9: 24. وفي وسط هذا الأسبوع الأخير يأتي واحد يبطل الذبيحة ويضع حداً للفرائض الطقسية لا عن طريق منعها بل بتقديمه نفسه ذبيحة على صليب الجلجثة وبذلك جعل كل الذبائح الأخرى والطقوس الموسوية غير ذات موضوع. ويرى بعض المفسرين أنه مع أن الحوادث التاريخية التي حدثت في تاريخ ملكوت الله تتفق وما جاء في السفر عن هذا الملكوت الأبدي ومع ما لهذا الاتفاق من أهمية عظمى إلاّ أنهم يقولون أنه يرّجح أن هذه السبعين أسبوعاً، يضاف إليها السبعة الأسابيع الأخرى التي تجيء في الاتبداء على حدتها وكذلك الأسبوع الأخير الذي يجيء على حدته، كل هذه أن هي إلا أمور رمزية وتعبر تعبيراً رمزياً لا حسابياً عن آماد طويلة شاسعة في تاريخ ملكوت الله على الأرض. ومما هو جدير بالذكر أن الرب يسوع المسيح اتخذ لقب ((ابن الإنسان)) المذكور في دانيال 7: 13 و 14 لقباً، وتحدث عن مجيئه للدينونة محققاً في نفسه وشخصه ما تحدّث به دانيال عن عمل ابن الإنسان في الدينونة (مت 24: 30 و 26: 64). ثم أن رؤى دانيال والوحوش الصاعدة من البحر المذكورة في ص 7: 3-7 نجد صداها في صورة الوحش الذي رآه يوحنا صاعداً من البحر (رؤيا 13: 1). وكذلك يجدر بأن نذكر أن الغرض النهائي من نبوات السفر يتركز في ملكوت الله، فهف النبوات تأسيس هذا الملكوت وغايتها انتشار عمل هذا الملكوت وذيوعه، والنهاية المجيدة التي تهدف إليها هي مجيء هذا الملكوت في كماله. فالسفر والحالة هذه شبيه بسفر الرؤيا في أغراضه وأهدافه وغاياته. (2) كاهن من عائلة ايثامار رجع من عزرا وناب عن بيت أبيه وكان من ضمن الذين ختموا العهد في ومن نحميا (عزرا 8: 2 و نحم 10: 6). (3) دانيال المذكور في سفر حزقيال 14: 14 و 20 و 28: 3 يرّجح كثير من العلماء أنه شخصية تختلف عن دانيال صاحب السفر والذي كان معاصراً لحزقيال. فإنه يذكر في هذه النصوص مع نوح ومع أيوب مما يدل على أن دانيال هذا عاش في زمن مبكر جداً سابق لعصر حزقيال. ثم يلاحظ أن اسم دانيال هذا في كتابته تنقصه في الأصل ((ياء)) أما دانيال صاحب السفر فتوجد ((الياء)) في كتابة اسمه في الأصل. ويظن بعض العلماء أن دانيال هذا كان بطلاً عاش في القديم، وكان معروفاً بتقواه وإنصافه للأرامل والأيتام. وقد ورد ذكره في نصوص ((أوجريت)) من رأس الشمرا في نحو القرن الخامس عشر أو الرابع عشر قبل الميلاد.
No Result
View All Result
Discussion about this post