شخصيات من الكتاب المقدس
استير
إِسْتِير
يغلب على الظن أن هذا الاسم من أصل هندي قديم ومعناه ((سيدة صغيرة)) ، ثم انتقل إلى الفارسية وأصبح معناه ((كوكب)) ويظن بعض العلماء أنه يرجع إلى أصل أكادي لفظة ((أشتار)) ويقابل في العبرية ((عشتاروت)) . وكانت استير فتاة جميلة، وهي ابنة أبيجائل الذي يرجّح أنه من سبط بنيامين(اس 2 : 15 وقارن عدد 5 مع عدد 7) أما اسمها في العبرية فهو هدَّسة أي ((شجرة الآس)) وقد تركت يتيمة وهي بعد صغيرة فأحضرها ابن عمها مردخاي الذي تبناها، إلى شوشن العاصمة الفارسية. وقد أقام الملك أحشويروش( وهو المعروف باسم زركسيس عند اليونان) وليمة لعظمائه وإذ كانوا يحتسون الخمر لعبت الخمر برأسه فأمر أن يحضر امرأته الملكة وشتي كي يرىعظماؤه جمالها الرائع. ولكن وشتي رفضت أن تمتهن كرامتها. وأهاج رفضها ثائرة الملك فأصدر وفقاً لنصيحة مشيريه قراراً بحرمان الملكة وشتي من المثول لديه. وأصدر أمراً بأن تعطي مكانتها لأخرى. كذلك أمر بأن يبحثوا بين الفتيات في كل مملكته عن فتاة جميلة لتأخذ مكانة وشتي . فاختيرت استير في السنة السابعة لملك أحشويروش ونصبت ملكة في القصر. ولم يكن معروفاً حينئذ أنها يهودية الجنس. ولقد اعتلت استير العرش في ظروف دقيقة ومتحرجة أيضاً . فقد كان ((هامان)) أقرب المقربين من الملك أحشويروش، وحدث بعد أن اعتلت استير العرش بخمس سنوات(اس 2: 16و3: 7) أن ثار غضب هامان على مردخاي لأنه رفض أن يقدم له الخضوع والاجلال. وقصد هامان أن ينتقم لنفسه لا بقتله مردخاي فحسب بل بابادة كل اليهود في كل أنحاء الامبراطورية. وقد تمكن هامان من أن يحوز رضا الملك ويأخذ موافقته ، فقد قدم رشوة باهظة وشكا اليهود بأنهم قوم صلاب عنيدون يتمسكون أين كانوا بشرائعهم وعاداتهم . ولكي يعضده الرعاع في فعلته بابادة اليهود زيَّن لهم النهب وإشباع أطماعهم(ص 2: 5و3: 15) وقد حثَّ مردخاي استير أن تتدخل في الأمر لحماية بني جنسها. ولكنها خافت ولم تجرؤ على الإقدام على مثل هذا الأمر فخاطبها مردخاي في عزم وقوة، فما كان منها إلا أن صامت وصلت وخاطرت بحياتها إذ مثلت في حضرة الملك دون ان يصدر لها أمر بذلك. وفي فطنة فائقة وحكمة نادرة انتهزت الفرصة لتوجيه التفات الملك إلى أن مؤامرة هامان غزت قصر الملك وامتدت إلى شخصها هي وبما أنه لم يكن من الممكن إلغاء أمر الإبادة فقد أمكنها أن تحصل لليهود على إذن بأن يدافعوا عن أنفسهم وأن يردوا كيد أعدائهم إلى نحورهم إن أرادوا. ولا يعرف شيء عن موت استير أو كيفية موتها أو تاريخه ومتى كان ذلك ، فإذا كان أحشويروش هو زركسيس كما هو الاعتقاد السائد تكون استير إذاً واحدة من زوجاته. وأول زوجة لزركسيس ذكرها التاريخ على وجه التحقيق هي ((أمسترس)) حفيدة ((أوثانوس)) . فيذكر هيرودتس أنها كانت زوجته في سنة 479 ق. م. وهي السنة السابعة والثامنة من ملكه، وكانت وشتي زوجة لزركسيس في السنة الثالثة من ملكه، وكانت هي الملكة(اس 1: 3و9) وقد حلت استير محلها في الشهر العاشر من السنة السابعة لملكه(اس 2: 16و17) وفي السنة الثانية عشرة من ملكه كانت لا تزال استير ملكة(اس 3: 7و5: 3). سِفْرُ إِسْتِير: هذا آخر الأسفار التاريخية بحسب ترتيب الأسفار في الكتاب المقدس باللغة العربية وفي بعض اللغات الأخرى. أما في العهد القديم باللغة العبرية فيقع في القسم الذي يسمى كتوبيم أي ((الكتب)) وكان هو وأربعة أدراج أخرى أو ((مجلوث)) تقرأ في المناسبات الهامة. كان يقرأ كل واحد من هذه الأدراج أو المجلات في واحدة من هذه المناسبات. وآخر هذه المناسبات هو عيد ((البوريم)) . ولذا فمكان استير في التوراة العبرية في آخر الأدراج المعروفة في العبرية باسم ((مجلوث)) . ولسفر استير مكانة خاصة ممتازة عند اليهود. أما مكانه ضمن أسفار الوحي القانونية فقد كان موضع نقاش كثير. فقد حذفه مليتو الساردسي وجرجوري النزيانزي من سجلات الأسفار القانونية ورفض لوثر اعتباره ضمن الأسفار الموحى بها. وقد اتخذ هؤلاء هذا الموقف من ناحية هذا السفر العظيم لأن اسم الله لم يذكر فيه، صراحة ولا مرة واحدة. ولكن روح السفر كله ينم عن اعتقاد راسخ بوجود الله وإيمان قوي فيه وفي قدرته وعنايته(ص 4: 14) وتأمل مكانة الصوم كعمل ديني معترف به(ص 4: 16) وكذلك الصراخ والابتهال والتضرّع في الصلاة مع الصوم وكلها يعتبرها السفر أموراً لازمة واجبة حتمية ولها قوتها وفاعليتها(ص 9: 31) والدرس الرئيسي الذي يعلمه هذا الكتاب هو حقيقة العناية الربانية التي تسود في الكون وتحوّل اعمال البشر بحيث تتمم قصد السماء. أما أسماء بعض الشخصيات الرئيسة المذكورة في السفر فهي أسماء بابلية أو عيلامية. فاسم استير بطلة القصة شبيه باسم ((أشتار)) إِلهة البابليين واسم ((هدَّسة)) قريب من الكلمة البابلية ((حدشتو)) أي عروس وكان أصلاً يطلق على شجرة الآس، ومردخاي اسم الإله البابلي الرئيسي ((مردوخ)) و ((هامان)) عدو مردخاي هو نفس ((هِمان)) أو ((هُمَّان)) (هميان) احد الآلهة الرئيسية في عيلام. و ((شوش)) عاصمة عيلام هي المكان الذي جرت فيه حوادث هذه القصة. واسم وشتي كان اسماً لأحد الآلهة في عيلام. ولهذا فقد ظنّ بعض النقاد أن السفر لا يستند إلى أساس تاريخي. ولكن الرأي المعقول في هذا السفر والذي يسهل تصديقه أنه سفر تاريخي بكل معنى الكلمة. فالسفر يشير إلى تاريخية الحوادث التي يتحدث عنها ويؤيدها بتواريخ واضحة بحسب التقويم الفارسي(ص 2: 23و6: 1و10: 2) وهو يعطينا التفسير المعقول الطبيعي لنشأة عيد البوريم الذي كان يمارس في عصر يوسيفوس في كل أنحاء العالم المعروف حينئذ. وعلاقة السفر بهذا العيد تدل دلالة واضحة على تاريخيته. ويقدِّم السفر وصفاً دقيقاً حياً للعوائد الفارسية والأحوال السائدة حينئذ وبخاصة كما كانت في شوشن(ص 1: 5و10و14و2: 9و21و23و3: 7و12و13و4: 6و11و5: 4و8: 8). ثم أن الوصف الذي يصوره الكتاب للأخلاق التي اتصف بها أحشويروش ينطبق تماماً على ما نعرفه من التاريخ عن أخلاق زركسيس. ويظهر أن زركسيس عقد مجلساً حربياً في السنة الثالثة من حكمه قبل أن يقوم بحملته على اليونان وأنه عاد إلى شوشن في ربيع السنة السابعة كما نفهم ذلك من تاريخ هيرودتس. وهذه التواريخ تتفق تماماً مع تاريخ الوليمة العظيمة التي أقامها ، وتاريخ اختيار من خلفت وشتي على العرش (ص 1: 3و2: 16). وقد اكتشفت حديثاً نقوش فارسية ذكرت اسم مردخاي كواحد من رجال البلاط الفارسي أثناء حكم أحشويروش وهذا ما يؤيد تاريخية السفر. ويسرد السفر حوادث القصة بدقة فائقة مبيناً كل الظروف المحيطة بها ذاكراً أسماء رجال البلاط الفارسي وأمرائه (ص 1: 10و14). فمن يتصفح سفر استير يجد ذكراً مفصلاً لهامان. فهو ابن همداثا الأجاجي (ص 3: 1و10و8: 5و9: 24) وأسماء أبنائه العشرة(ص 9: 7- 10). أما العبرانيون الذين ورد ذكرهم في هذا السفر فهم استير ابنة أبيجائل والملكة زوجة أحشويروش، ومردخاي ويحتمل أن الاسم نسبة إلى ((مردوخ)) . أما الاسم في صيغته هذه فيدل على أنه اسم إنسان لا اسم اله. ولم تكن مثل هذه الأسماء ممنوعة عند العبرانيين أو محرمة لديهم(قارن أسماء يهود مثل ((أبولس)) و ((هناداد)) و ((شنآصر)) وغيرها). وكان أحد الرجال الذين رجعوا من السبي يدعى مردخاي (عزرا 2: 2) ويعطينا سفر استير سلسلة نسب مردخاي الذي ينتمي إلى سبط بنيامين(اس ص 2: 5). وقد كتب سفر استير في اللغة العبرية المتأخرة وتتخلله كلمات فارسية ويظهر من ص 10: 2 ان زركسيس كان قد مات لما كتب السفر. ويعتقد بعض العلماء أن السفر كتب أثناء حكم أرتزركسيس لونجمانوس(465- 425 ق. م.) ولا توجد لدينا المعلومات الكافية لتقدير تاريخ كتابة السفر على وجه التحقيق. ويميل معظم النقاد إلى القول بأنه كتب في العصر الإغريقي الذي بدأ بفتوح الإسكندر عام 332 ق. م. ،فيظنون أنه كتب حوالي عام 300 ق. م. ولا يوجد اقتباس واحد من هذا السفر في العهد الجديد ولا يشير إليه كتاب العهد الجديد. تقسيم السفر: (1) الملكة وشتي تتحدى أحشويروش الملك ص1 (2) استير تصبح ملكة ص 2: 1- 18. (3) مردخاي يظهر مؤامرة ضد الملك ص2: 19- 23. (4) مكيدة هامان لإهلاك اليهود ص3: 1- 15. (5) استير تعد بأن تتوسط لدى الملك لأجل شعبها ص4: 1- 17. (6) استير تدعو الملك و هامان إلى وليمة ص 5: 1- 14. (7) هامان يدعم الملك على تكريم مردخاي ص 6: 1- 14. (8) صلب هامان ص 7: 1- 10. (9) اليهود يدافعون عن أنفسهم ص8: 2- 9: 15. (10) عيد الفوريم ص5: 16- 32. (11) تكريم مردخاي ص 10. وقد زيدت إضافات إلى سفر استير كما جاء في الترجمة السبعينية. وقد فصل أرنيموس(جيروم) هذه الزيادات من السفر ووضعها في آخره وقد أعطيت هذه الزيادات مكاناً في الأبو كريفا (أي الأسفار غير القانونية). الإضافات الأبوكريفية (غير القانونية) لسفر استير ورد في الترجمة اليونانية السبعينية لسفر استير خمسة أجزاء تبلغ في مجموعها 107 من الأعداد ولا يوجد لهذه نصوص في الأصل العبري فوضعت في نهاية السفر في الترجمة اللاتينية(الفولجاتا) وكذلك في ترجمة اليسوعيين العربية للكتاب المقدس. وقد كتبت هذه الإضافات اليونانية في عام 114 ق. م. كما نقرأ هذا في ص 11: 10 وهي تحتوي وصفاً لبعض النواحي القومية والدينية عند اليهود، وبعض الرسائل التي تدعى أنها للملك أرتزركسيس. ولا يوجد تناسق أو انسجام بين السفر في العبرية وبين هذه الزيادات. بل أن هناك تناقضاً بينهما. فتذكر هذه الإضافات أن ملك الفرس في ذلك الحين هو أرتزركسيس بدلاً من زركسيس . وتذكر أن هامان كان مقدونياً بدلاً من كونه فارسياً. فلهذه الأسباب، ولأن هذه الإضافات لم ترد في الأصل العبري، فلا تعتبرها المذاهب الإنجيلية ضمن الأسفار القانونية.
No Result
View All Result
Discussion about this post