شخصيات من الكتاب المقدس
عزرا
عَزْرا
اسم عبري معناه ((عون)) والاسم نشأ كاختصار لأسم عزريا وهو: (1) كاهن عاد من بابل إلى القدس مع زربابل (نح 12: 1 و 3). (2) كاهن معاصر لنحميا (نح 12: 33). (3) كاهن ابن سرايا لقب بالكاتب، إذ أنه كان موظفاً في بلاط امبراطور الفرس (ارتحتشستا) ومستشاراً له في شؤون الطائفة اليهودية التي كانت تقيم في ما بين النهرين منذ أيام السبي. وقد تمكن عزرا، لثقة الامبراطور به وتلبية لطلباته، من أن ينال غفو الامبراطور عن اليهود وسماحه لهم بالعودة إلى القدس وإقامة حكم ذاتي لهم في فلسطين، بحيث يقيمون مجتمعهم على التقاليد العبرانية. أما في علاقاتهم الخارجية السياسية فيوالون الفرس ويخضعون لهم. ولما كان عزرا قد عاصر نحميا في القدس نستطيع أن نؤرخ عودته إلى القدس حوالي سنة 458 أو 457 قبل الميلاد، أي في حكم ارتحتشستا الأول، أو سنة 398 قبل الميلاد، أي في حكم ارتحتشستا الثاني. وقد قاد عزرا معه إلى فلسطين جماعة من اليهود. وصحب معهم عدداَ من الكهنة للقيام بالواجبات المقدسة في الهيكل في القدس. وحمل عزرا معه مالاً وكنوزاً وفيرة ومجوهرات، من اليهود الباقين في بابل ومن البلاط الامبراطوري نفسه، لتأثيث الهيكل وشراء الزينات له. وربما عاد عزرا إلى بابل مرة أخرى ثم رجع ثانية إلى القدس، عندما أصبح نحميا والياً. وعُرف عزرا في القدس بإخلاصه ونشاطه في سبيل طائفته التي كان كاهناً عليها. فحاز ثقة واعجاب وولاء اليهود المعاصرين له، من نبلاء وكهنة، حتى لم يعارضوه في اعماله واصلاحاته. وقد قام عزرا، بمجرد عودته إلى القدس، بقراءة ناموس موسى أمام اليهود، وتفسيره لهم بمعونة اللاويين، مستعيناً أيضاً بالترجمة الارامية للاصل العبراني. وكان اليهود يقبلون على الاستماع لشريعتهم ويعلنون ولاءهم لها. وهذا ما جعل اليهود المتأخرين عنه عدة أعصر يعتبرونه زعيماً لهم، بعد موسى الذي أخرجهم من مصر، ويعتبرونه أيضاً مؤسس نظم اليهودية المتأخرة (أي التي وضعت في القرن الخامس قبل الميلاد). ولقبوه بالكاهن وبالكاتب، لأنه كان دارساً مجتهداً، ومفسراً عميقاً لوصايا الله وعهده لبني اسرائيل (عز 7: 11). وكان عزرا أول ((كاتب)) بهذا المعنى. وقد تعاقب الكتاب من بعده، الذين كانوا يشكلون جهاز المجمع الكبير الذي وضع عزرا اسسه، والذي يقوم فيه الربائيون اليوم مقام الكتبة في تلك العصور. ويعتقد اليهود أنه هو الذي جمع اسفار الكتاب المقدس ونظمها. كما يزعمون أنه هو الذي حمل إلى فلسطين الاحرف الارامية المربعة الشكل، المعروفة بالخط الاشوري، التي مهدت لنشوء الابجدية العبرانية الحالية. وقد قام عزرا، على لجنة من علماء اليهود، بدراسة اوضاع ايهود الزوجية، وتحقيق في الذين تزوجوا من اجنبيات، وهي المشكلة التي واجهها نحميا وعجز عن حلها. وقد أوصى عزرا بتنقية الدم اليهودي، وفصل الزيجات المختلفة وابعاد الزوجات الاجنبيات مع ابنائهن. ووافق الشعب على هذه التواصي. أما تاريخ عزرا فيجده القارئ في سفر عزرا. وجزء من اخباره موجود في سفر نحميا. وهذا هو التسلسل التاريخي لقصة حياته في سفري عزرا ونحميا: عزرا 7: 1-8: 36، ثم نحميا 7: 73-8: 18، ثم عزرا 9: 1-10: 44، ثم نحميا 9: 1-5. سفر عزرا: هو السفر الخامس عشر من اسفار العهد القديم حسب ترتيب الاسفار الحاضرة. وكان في الاصل جزءاً من عمل يتألف من اسفار اخبار الايام الاول والثاني وعزرا ونحميا. وقد كتب هذا الكتاب الشامل بقلم رجل واحد، في وقت واحد. وسفر عزرا يتمم اخبار سفري الايام، والاسلوب فيها كلها اسلوب واحد. ويعتبر عزرا ونحميا سفراً واحدأً في عدد الاسفار العبرية في العهد القديم. ولغة السفر في الاصل خليط بين الارامية (من عز 4: 8-6: 18 و 7: 12-26) والعبرانية (1: 1-4: 7 و 7: 1-11 و 7: 27-10: 44). وكان القسم الارامي في اللغة من السفر شبه جزء مستقل عن باقي الكتاب الشامل في الاصل. ومعظمه يور حول المباحثات التي جرت بين قصر امبراطور الفرس واعداء اليهود حول قضية اعادة بناء الهيكل في القدس. وكان الأمر الملكي الذي صدر إلى عزرا نفسها فهي خليط بين ما كتبه عزرا بنفسه (عزر 7: 27-9: 15) وما كتب عنه فيما بعد (7: 1-26 و ص 10) إلا أن اسلوب ما كتبه عزرا لا يختلف عن اسلوب من كتب عن عزرا، مما يحمل بعضهم على الاعتقاد بأن عزرا كتب سفري اخبار الايام وسفره. وتتناول مادة السفر فترة الحكم الفارسي في فلسطين في حوالي ثمانين عاماً، وهي فترة مهمة في التاريخ اليهودي إلا أنها لا تزال غامضة بعض الغموض من الوجهة التاريخية. وهي تبدأ بقصة عودة الخمسين ألف يهودي من بابل إلى القدس، تحت قيادة زربابل في السنة الاولى من ملك كورش، وبناء الهيكل من جديد، وتعرض السامريين لذلك (ص 1-6). ثم تروي قصة رجوع الاف من اليهود من السبي في بابل مع عزرا نفسه، الاعمال التي قام بها عزرا (ص 7-10).
No Result
View All Result
Discussion about this post