ساعة سجود
✞ تأمل :
أن نجتمع حول أمنا مريم ،ليس عجبا
فها هي تطل علينا ، ترحب بنا …
تحت جناح حنانها ،
تريد أن تضمنا جميعا
وها هي تعيد على مسامعنا قولها :
“ سوف تطوبني سائر الأجيال ”.
وقلوبنا مليئة سرورا
نعم .. لقد جئناك أبناء
فهذا موعدنا معك ،
تشيد بك وتقول : “ طوبى لك “
مع بنت الناصرة ، مع بنت بلادنا ، فنحن أحق من يفخر
بالعذراء ويتخذها سلطانة وملكة وشفيعة .
لقد جئنا إلى أمنا فإنها لا تؤل أكثر التي لو جمعت قلوب الأمهات جميعــا
من قطعة من الجليد متى قورنت بحرارة قلب أمنا العذراء مريم .
سوف نطلب أمنا … سوف نكرمها إلى الأبد .
ترتيلة : إنا نحييك
إنَّا نحييكِ من عُمقِ ماضينا
يا زهرة الدُنيا يا أمَّ فادينا
تُبدينَ لي وِدّا في منتهى الحب
وهذا يكفيني إن كنتِ بقُربي
صلّي لفادينا في الضَعف كي يرحم
من كان لنا أمّا إلاّكِ يا مريم
إن مسني شيءٌ في وحشةِ المنفى
أظهرت إيماني فالحب لا يخفى
يا من ولدّتيني من قبل أن أولد
في العمر خليني حباً لكي أوجد
صلي لفادينا في الضَّعفِ كي يرحم
من ذا لنا أماً إلاكِ يا مريم
لازمة: إنّا نُحَيِّيكِ مِنْ عُمْقِ ماضينا
يا بَهْجَةَ الدُّنْيا يا أُمَّ فادينا
يا مَنْ أُناجيها مِنْ عُمْقِ أعْماقي
ألحاني أُهديها حُبّي وَأَشْواقي
إنْ مَسَّني شَيْءٌ في وَحْشَةِ المَنْفى
أَظْهَرْتُ إيماني فَالْحُبُّ لا يَخْفى
يا مَنْ وَلَدْتَني مِنْ قَبْلِ أنْ أُوْجَدْ
في العُسْرِ لا تَنْسَيْ ابْناً بِكِ اسْتَنْجَدْ
صَلّي لِفادينا في الضَّعْفِ كَيْ يَرْحَمْ
مَنْ ذا لَنا أُمّاً إلاّكِ يا مَرْيَمْ
____________________
* كلمات وألحان: الأب ميشيل سابا.
✞ تأمل :
لقد قضت العذراء حياتها وسط العالم , ورغم ذلك لم ولن يتواجد مخلوقاً أكثر منها اتحاداً بالله , لانه ما من أحد قبَل عطية الخالق وخضع كلياً لمشيئته كما العذراء … هي التي مجَّدت الله إذ قبلت إرادته فجلبت على الرض ما هو إلهي , لتكون لنا الحياة
غنية هي ورائعة في صمتها اللمتناهي … يقول لنا الإنجيل “ وكانت أمه تحفظ كل شيء في قلبها“,تحفظ كل شيء , حتى لو
لم تعرف أو تكتشف أي شيء …
فعند صمتها : تأملت وصلت … وعند كلامها : أعطتنا يسوع ….
صمت …
ومريم عابدة شغوفة بابنها الحبيب لأنه حياتها … رافقته في كل خطوات حياته , وعندما لم يكن بوسعنا أن نشعر بوجودها بين الجموع الهاتفة : مبارك الآتي باسم الرب , فقد كانت هي أول من وقف عند أقدامه على الصليب , يجمعهما شركة الأم … لا يفهمها سواهما … ورغم حزنها على وحيدها , إلا أنها لم تفقد التأمل بسبب هذه العزلة أبداً , وواظبت مع الرسل على الصلاة بنفس واحدة توّاقة إلى الإتحاد الروحي بالمخلص …
صمت …
وحتى بعد اتحادها بابنها في السماء , فإنها لا تزال تنظر بعينيها نحونا , تعانق البشرية وتغمرنا بمحبة فائقة الطبيعة , ترقب
مصاعبنا , تصلي معنا ولاجلنا …
لقد علمتنا العذراء كيف نحب الله وكيف نحافظ على تلك الشركة معه, فكشفت لنا سر الكمال والقداسة .
القراءة الإنجيلية/ قراءة من رؤيا 12
وانفتح هيكل الله في السماء ، وبدأ تابوت عهده في هيكله ،
ثم ظهرت آية عظيمة في السماء : امرأة ملتحفة بالشمس والقمر تحت قدميها ، وعلى رأسها إكليل من إثني عشر كوكبا ُحبلى تصرخ من ألم المخاض . وظهرت في السماء آية أخرى :تنين عظيم أشقر، له سبعة رؤوس وعشرة قرون ، وعلى رؤوسه سبعة تيجان ، وذنبه يجر ثلث كواكب السماء ،ً وهو الذي سوف يرعى الأمم بعصا من حديد . ورفع الولد إلى حضرة الله إلى عرشه وهربت المرأة إلى البرية ، حيث أعد الله لها ملجأ .ثم سمعت صوتا جهيراً في السماء يقول : “ اليوم تم النصر والقدرة والملك لإلهنا ، والسلطان لمسيحه ! ”
صمت …
كلمات ترنيمة يا أمنا.. يا أمنا يا مريم العذراء*
يا أمنا، يا أمنا، يا مريم العذراء
شريكةٌ، شريكةٌ، أنت في الفداء
شفيعة لنا، يا أمنا باليسر والصعاب
يا أمنا
جبريل ناداك في السر ناجاك
هيّا الى الدنيا التي سمعت
همسًا بلقياك
أعطي حنانكِ لا تضُنّي
لَكَمْ طلبناكِ وتُقنا للقياكِ، يا أمنا
سلامنا بسلامكِ، وحياتنا بحياتكِ
كم قد غرقنا ببعدنا عنك
وكادَ الموجُ يجرِفُنا
لولا استغاثَتُنا بكِ، يا أُمنا
✞ تأمل :
يا مريم العذراء القديسة ، لقد صنع القدير بك عظائم ، فهيأك أما لكلمته الأزلي ووضع فيكي قدرته المبررة كلها فكنت أماً ،وبتولاً طاهرة ،نقية، جميلة ،لا عيب فيكي وولدت وأرضعت الإله المتأنس ،وحققت على الأرض اتحادك الكامل بالله بممارسة جميع الفضائل. فالطوبى لك في ايمانك، يوم البشارة ،ويوم ولادة يسوع ،ويوم موته على الصليب ،والطوبى لك في محبتك عندما كيفت ارادتك يوم البشارة ،وعندما تجرعتي كأس الإستشهاد ،والحب عند أقدام صليب يسوع ،والطوبى لك في محبتك للقريب ، إذ جعلت من حياتك كلها خدمة متواضعة وصامتة ليسوع ، وليوسف وللرسل . لتفرح بك أجواق العذارى ، فأنت مثالهن الساطع !! ليفرح بك الكهنة ، فأنت أم الكاهن الأزلي والذبيحة الدائمة !!
ليفرح بك الآباء والأمهات فأنت أم ومثال لكل البشر !! ليفرح بك الشباب والشابات ، فأنت لهم قدوة الطهر والمحبة والتواضع !! ً ، لتمتلئ نفسي حبورا سماوياً فأنا ابنك ، فخور بك يا أمي …
ً إن أغلى أمنية في حياتي : أن تكوني أنت فخورة بي .
✞ تأمل :
كانت العذراء تستند في كل مراحل حياتها إلى إيمانها ومنه تستمد طاعتها : في
الناصرة ، وفي بيت لحم ، وفي القدس ، وخلال حياة يسوع العلنية ولدى آلامه
وصعوده إلى السماء . ففي كل هذه الفترات عندما يثقل الحزن نفسها كانت تقدم
إرادتها مع حياتها وتقدمها بإيمان وحب كامل وبثقة وخضوع للإرادة الإلهية . فقد
آثرت مريم حمل الصليب الثقيل مع إبنها ( من أراد أن يكون لي تلميذا فليكفر
بنفسه ويحمل صليبه ويتبعني ، متى 16:4 ) ، وهكذا كانت العذراء تلميذة ابنها
واستحقت أن يطبق عليها قول الكتاب المقدس ( طوبى للإنسان الذي وجد بغير
عيب … الذي قدر أن يتعدى مشيئة االله ولم يتعد ، وأن يصنع الشر ولم يصنع ؟
يشوع بن سيراخ 31 10-8: ) ، فهذه الطوبى إستحقتها العذراء في حياتها، هي التي
وجدت بغير عيب وتممت إرادة خالقها بكل طواعية .
نقلاً عن موقع الأمانة العامة للشبيبة المسيحية في فلسطين
Discussion about this post