الشذوذ الجنسي – المثلية
سؤال: ما هي نظرة المسيحية لموضوع الشذوذ الجنسي (الجنسية المثلية)؟ وهل يصح رسامة كهنة أو أساقفة منهم؟!
الإجابة:
اجتمع رؤساء وممثلو الكنائس المسيحية في مصر بكافة طوائفها، برئاسة صاحب القداسة البابا شنودة الثالث بالمقر البابوي في دير الأنبا رويس بالقاهرة مساء الاثنين 8-9-2003م، وأصدروا البيان التالي:
بعد أن تدارس الحاضرون محاولات بعض الكنائس في الغرب، تقنين الجنسية المثلية (الشذوذ الجنسي)، وزواج اثنين من نفس الجنس، وسيامة هؤلاء في الرتب الرعوية المتنوعة، رجالًا ونساءً في كنائسهم، والسعي في سيامة أسقف من هذا النوع، بالكنيسة الأسقفية في نيوهامبشاير New Hampshire بالولايات المتحدة الأمريكية، قرر الحاضرون -بالإجماع- رفض وإدانة الشذوذ الجنسي وسياماته، استنادا إلى تعاليم السيد المسيح، ونصوص الكتاب المقدس بعهديه: القديم والجديد، وذلك انطلاقا من مسئولياتهم في الشهادة لحق الإنجيل:
1- فالسيد المسيح أدان هذا الأمر بوضوح، حينما تحدث عن هلاك سدوم وعمورة في (إنجيل لوقا10: 12) (ستجد النص الكامل للكتاب المقدس هنا في موقع الأنبا تكلا) انظر أيضا (تكوين 24:19)، (رسالة يهوذا 7). وكذلك الكتاب المقدس يحذر قائلا: “لا تضلوا، لا زناة، ولا عبدة أوثان، ولا فاسقون، ولا مأبونون، ولا مضاجعو ذكور…. يرثون ملكوت الله” (كورنثوس الأولى 10،9:6). انظر أيضا (رومية 1: 26-32)، وما ورد في توراة موسى: “لا تضاجع ذكرا مضاجعة امرأة، إنه رجس” (اللاويين 18: 22)، (لا 20: 13).
2- إن زواج الشذوذ هو ضد الخطة الإلهية في الزواج والخلقة، إذ يقول السيد المسيح: “مِنْ بَدْءِ الْخَلِيقَةِ، ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمَا اللهُ. مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ” (أنجيل مرقس 7،6:10). وكما ورد أيضا في (إنجيل متى 19: 4-6)، (أفسس 5: 31)، (التكوين 1: 27)، (تكوين 2: 24).
3- إن من يختارون لرتب الرعاية الكنسية، يجب أن يلتزموا بتعاليم الكتاب المقدس، وأن يكون “الأسقف بلا لوم… صاحيًا، عاقلًا، محتشمًا… صالحًا للتعليم” (رسالة تيموثاوس الأولى 2:3).
وعليه… فنحن ندين ونعارض بشدة زواج الشذوذ جنسيًّا بصفة عامة، وبصفة أخص وأخطر سيامتهم في رتب الكهنوت والرعاية.
كما يعلن الحاضرون:
1- أن هذه البدع والانحرافات تتعارض مع تعاليم الكتاب المقدس، كما أنها تهدد استقرار الزواج الطبيعي، وطبيعة تكوين الأسرة، وأخلاقيات المجتمع وكرامة الإنسان، ونقاء الكنيسة، ومستقبل محاولات الوحدة الكنسية، والحركات المسكونية.
2- وأن من يستندون إلى دعاوى حقوق الإنسان في تشجيع الشذوذ الجنسي، يتجاهلون أنه ليس من حقوق الإنسان أن يفسد نفسه، أو أن يفسد غيره، فالحرية الحقيقية لا تدمر طبيعة الإنسان، ولا تتعارض مع الوصايا الإلهية، والأخلاقيات، والآداب العامة.
3- كما نؤيد ونساند الأصوات الجريئة داخل وخارج هذه الكنائس، التي تعارض خطيئة زواج الشواذ أو ممارسته خارج الزواج، أو سيامة الشواذ في رتب الكهنوت أو الرعاية، داعين مثل هذه الكنائس إلى الالتزام بكل تعاليم الكتاب المقدس دون تغيير أو تنازلات، فليس مقبولًا أن تخضع الوصايا الإلهية الموحى بها من الله للتصويب البشري.
4- هذه الممارسة الشاذة تعتبر عثرة للآخرين، وقدوة سيئة، وسوء سمعة، وهي خطرة على مستقبل هذه الكنائس نفسها، وتعرضها للانقسام والتفكك.
5- ونحن إذ ندين الشذوذ الجنسي ندعو هؤلاء أن يتوبوا عن هذه الخطيئة، حرصًا على مصيرهم الأبدي. كما نطالب الكنائس المعنية خارج مصر باتخاذ موقف حاسم ومعلن ضد هذه الانحرافات.
6- وقد رحب الحاضرون بما أعلنته الكنسية الأسقفية المصرية برفضها القاطع للشذوذ الجنسي، واعتباره خطيئة وشنيعة ورفضها لسيامة مثل هؤلاء في الرتب الكهنوتية.
وقد قرر المجتمعون إعلان هذا البيان في كافة وسائل الإعلام المتاحة داخل مصر وخارجها، وإرساله إلى كل المجالس المسكونية مثل مجلس الكنائس العالمي، ومجلس كنائس الشرق الأوسط، ومجالس كنائس كلٍ من: أمريكا وأوربا وأستراليا وكندا وأفريقيا، مع أهمية الإشارة إلى موقف الكنيسة المصرية.
_____
الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:
(1) مراجعة لغوية: سامي فانوس.
No Result
View All Result
Discussion about this post