تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والمثقلين وأنا أريحكم (متّى 11: 28)
عائلة قلب يسوع الأقدس
2005
الطبعة الثامنة
طُبع بإذن الرؤساء
«عائلة قلب يسوع الأقدس والمشيئة الإلهيّة»
في لبنان سنّ الفيل
بالتعاون مع جمعيّة «جنود مريم»
علم وخبر 167/ أ د – لبنان
يوزّع مجّانًا
علم وخبر
الأب القدّيس بيار جندرون مؤسّس عائلة قلب يسوع الأقدس المنتشرة في جميع أنحاء العالم
يّهدى “كتيّبُ الصلوات” هذا إلى سيّدة الانتقال شفيعة عائلتنا الروحيّة
ذات مساءٍ، وهي في حجرتها، رأت الأخت فوستين الربّ متّشحًا بالبياض، يده مرفوعةٌ كأنّما ليبارك، والأخرى مضمومةٌ إلى صدره. ومن ردائه المنفتح، عند القلب، كان يَخرج فَيْضَانِ من الشعاعات، الواحد أحمرٌ والآخر أبيض. وقال لها الربّ: “إرسمي صورة” مطابقة لهذا المثال، ووقّعيها بهذه العبارة: “يا يسوع، فيك أضع رجائي” “إنّي أرغب أن تكرَّم هذه الصورة في العالم كلّه”.
هذه الشعاعات تشير إلى الماء والدم: الماء الذي يبرّر النفوس، والدم الذي هو حياة النفس.
مقتطف من “أيقونة المسيح الرحيم”
مقدّمــة
إلى جميع أعضاء عائلة قلب يسوع الأقدس.
أيّها الأحبّاء، يُسعدني جدًّا أن أقدّم لكم كتيّب صلواتنا الجديد الذي وصلنا من المركز الرئيسي في مونتريال (كندا) عن يد الأب بيار جندرون، مؤسّس عائلة قلب يسوع التي انتشرت في أربعة أقطار المسكونة دون أن تنسى لبنان.
ولهذه المناسبة نتوجّه بالشكر الأخويّ لكلّ من ساهم بطريقة ما في طبع ونشر هذا الكتيّب كما أنّنا نتوجّه إلى كلّ عضو من أعضاء عائلة قلب يسوع في لبنان لنحثّهم على الأمانة السخيّة لهذه العبادة، واضعين نصب أعينهم خلاص أنفسهم وأنفس أبناء وطنهم وخلاص لبنان برمّته، إذ ليس هناك من خلاص حقيقي، خارج عن قلب يسوع الأقدس، الأمل الوحيد والوطيد لكلّ مسيحي على الأرض. وكم من أصوات ارتفعت في أيّامنا من كندا إلى فرنسا فإلى إيطاليا خاصّة تصرخ طالبة: “كرّسوا لبنان لقلب يسوع الأقدس فتخرجون من محنتكم ويخلص لبنان”.
ولقد ترك لنا البابا “يوحنّا الثالث والعشرون”، الطيّب الذكر، مثالاً رائعًا ومشجّعًا لنسير على خطاه، إذ قال في مذكّراته “يوميّات نفس”: عليّ أن ألتجئ إلى قلب يسوع لكي أجد حلاًّ لكلّ ما يشوّش حياتي. وإنّي مستعدّ بكلّ ثقة لسفك دمي في خدمة قلب يسوع.
كما أنّ قداسة البابا “بولس السادس” السعيد الذكر، كرّر على غرار أسلافه التركيز على عظمة وضرورة عبادة القلب الأقدس في منشوره الرسوليّ: “كنوز المسيح التي لا تستقصى”. وفي رسالة البابا “يوحنّا بولس الثاني” وعنوانها: “لنتعلّم أن نقرأ سرّ قلب يسوع قال سيّدنا البابا المالك سعيدًا: “أرغب أن أوجّه نظري معكم أيّها المؤمنون ليلة عيد قلب يسوع، إلى سرّ هذا القلب الذي حدّثني منذ طفولتي والذي إليه أعود كلّ سنة لأتجدّد في العبادة”. ومن ثمّ أضاف قائلاً في خطبة الظهيرة للجموع المحتشدة في ساحة مار بطرس: “إنّ قلب يسوع يُحيي كلّ الكنيسة ويجذب إليه كلّ المؤمنين لا بل كلّ البشر الذين فتحوا قلوبهم لهذا القلب الفريد في الغنى الذي لا يستطاع سبرَ غوره العميق”.
وفي الواقع أيّها الأحبّاء، علينا ألاّ ننسى أنّ قلب يسوع الأقدس، نار المحبّة المتأجّجة، هو رمز وصورة بالغة التعبير للحبّ الأزليّ الذي به أحبّ الله العالم حتّى أنّه بذل ابنه الوحيد (يوحنّا: 3-16) ولذلك وجب علينا نحن أيضًا أيّها الإخوة الأحبّاء أن نبذل قصارى جهدنا لنجدّد دومًا في حياتنا الحبّ الذي نكنّه لقلب يسوع لأنّه يجعلنا نحسّ بحبّ الله لنا وبواجب حبّنا لقريبنا على مثال الحبّ الإلهيّ.
حقّق الله أمنيتنا ليكون هذا التجديد لمجد قلب يسوع الأعظم وأن يزيد فينا حبّه لخلاص نفوس عديدة ولخلاص وطننا العزيز لبنان. آمين.
عائلة قلب يسوع الأقدس في لبنان
«لقد خلقتنا لأجلك يا ربّ وقلبنا لن يرتاح حتّى يستقرّ فيك» القدّيس أغسطينوس
صلاة التقدمة
أيّها الآب الذي لا حدَّ لرأفته، إنّي أقدّم لك بواسطة قلب مريم، الوجيع والطاهر، مع القدّيس يوسف وطغماتِ الملائكة التسع وجميع القدّيسين، عبادات وتمجيدات إبنك الحبيب، ربّنا يسوع المسيح وحبّه وقداسته اللامتناهيين، وقلبه المطعون والملتهب حبًّا، ودمَه المهراق كلّه لأجلنا، وجراحاته المقدّسة، وعَبْرَ هذه الجراحات، أقدّم لك حياتي وحياة البشر أجمعين وآلامي وآلامهم، لأجل خلاصي وخلاص العالم أجمع، ولأجل خلاص جميع أنفس المطهر، ولأجل تمجيد حبّك الرحيم،
أيّها الآب الجزيل الرحمة، أقدّم لك جراحات سيّدنا يسوع المسيح لأجل المنازعين في هذا اليوم.
لماذا تتّجه صلاتنا اليوميّة أوّلاً إلى مريم؟
قد يبدو غريبًا أن نبدأ تساعية الصلاة لقلب يسوع، بصلاةٍ توجّه إلى العذراء مريم.
إنّ لذلك أسبابًا عديدة. لنقرأ في هذا الموضوع هذه التعاليم:
القدّيس “لويس غرينيون دي مونفورت”: “مريم هي أقصر طريق للوصول إلى يسوع”.
القدّيس “ماكسيميليان كولب”: “لو لم تكن عذراء الحبل بلا دنس، وسيطة كلّ النِّعَم، لما كان هناك ما يبرّر السعي لاكتساب العالم كلّه، وكلّ نفس بمفردها لقلب يسوع الأقدس بواسطة عذراء الحبل بلا دنس. إذ إنّ النفوس، في تلك الحال، كانت ستحاول بلوغ الفردوس الأبديّ عن غير طريق”.
بيوس الثاني عشر (8/12/1953 R.M.): “لا يغب عن بالنا أنّ مريم هي أمّ حقيقيّة لنا، لأنّنا بها نلنا الحياة الإلهيّة. لقد أعطتنا يسوع، ومع يسوع، ينبوع النعمة بالذات. مريم هي وسيطة كلّ النِّعم وموزّعتها”.
بيوس الثاني عشر خطبته 17/7/1954: “القدرة العظيمة على الشفاعة التي تحظى بها مريم لدى يسوع، والتي تستمدّها من صنعتها أمًّا، إنّما تخصّصها كلّها، لتخلّص الذين أوكلها بهم يسوع من علياء سمائه قائلاً لها مجدّدًا: يا امرأة هؤلاء أولادك”.
جمعيّة “جنود مريم”
No Result
View All Result
Discussion about this post