صلاة إلى يسوع الحبر الأبديّ
يا يسوع، الحبر الأبدي، يا من بدافع محبّتك لإخوتك البشر، التي تفوق الوصف،
فجّرت من قلبك الأقدس الكهنوت المسيحيّ، أفض اللهمّ بلا انقطاع في قلوب كهنتك سيول محبّتك المحيية اللامحدودة.
أسكن فيهم وحوّلهم إليك، إجعلهم بنعتمك رسل مراحمك لتكمُل مشيئتك فيهم وبهم واجعلهم بعد أن يكونوا قد لبسوك بالاقتداء الأمين بفضائلك الإلهيّة، يتمّمون باسمك وبقدرة حبّك، الأعمال التي عملتها أنت لأجل خلاص العالم.
أيّها الفادي الإلهيّ، أنظر إلى ما أكثر الذين ما زالوا يهيمون في ظلمات الجهل، أنظر إلى الخراف الضالّة التي تترك الإيمان وتسيرعلى شفير الهاوية، أنظر إلى الفقراء والجائعين والجهلة الضعفاء الذين يئنّون مهمَلين.
إرجع إلينا بواسطة كهنتك، أسكن فيهم حقًّا، واعمل بواسطتهم في العالم، معلّمًا وغافرًا ومعزّيًا، ومضحّيًا، ومعيدًا روابط الحبّ المقدّسة بين قلب الله وقلب الإنسان.
(مقتطفة من كتاب “في ضياء الحبّ اللامتناهي”، ش.ﭪ. هيريس)
إنّ الربّ سيّدنا يسوع المسيح تشكّى يومًا إلى القدّيسة مريم المجدليّة دي ياتزي وقال لها:
إنّي أرى أنفسًا ترغب في الحصول على روحي ولكنّها لا ترغب إلاّ على حسب هواها فلا أسكبُه عليها.
ومن ثمّ يجب أن نحبّ الله ولكن أن نحبّه حسبما يشتهي ولا حسبما نشتهي نحن والحال أنّه تعالى يرغب النفس عاريةً من كلّ شيء ويمكنه أن يوثقها برباط حبّه وأن يتّحد معها ويملأها من الغرام والوداد،
قالت القدّيسة تريزيا في هذا المعنى: إنّ الصلاة المدعوّة صلاة الاتحاد لا أظنّها شيئًا آخر سوى موتًا تامًّا عن الأشياء العالميّة لكيلا نذوق ولا نستعذب إلاّ الخالق عزّ وجلّ وما لا شكّ فيه ولا ريب البتّة هو أنّه على قدر انفصالنا من الخلائق حبًّا بالله يتّحد هو بنا ويملأ قلوبنا من حبّه.
فإنّ أنفسًا لا عدد لها تودّ أن تحصل ولو على الاتحاد الكامل بالله سبحانه وتعالى لكنّها لا تطيق أدنى العذابات والشدائد النازلة بها ولا الأمراض ولا الفقر ولا الأزمات
ومع ذلك فطالما لا تخضع لمشيئة الله لا تصل أبدًا إلى هذا الاتحاد المشتهى ولا أمل بالتقدّم وبالحصول على الاتحاد بالربّ.
جمعيّة “جنود مريم”
No Result
View All Result
Discussion about this post