غاية كتاب الوردية
أردنا من خلال هذا الكتاب، أن نساهم بنشر صلاة الورديّة أكثر وتعميمها بين الناس، بعدما بدأت صلاتها تُهمل وتتلاشى شيئًا فشيئًا من بيوتنا وتقاليدنا الروحيّة.
وذلك نظرًا لأهميّتها في الحياة الروحيّة، ونظرًا للفوائد الكبيرة والإنعامات التي يحصل عليها المؤمنون بتلاوتها. ونسير بذلك على خطى الكثيرين ممّن عمل وشجّع على نشرها بين الناس.
بدءًا بالقدّيس عبد الأحد المنشئ لهذه الصلاة وصاحب الفضل الأكبر في تعميمها بين الشعوب. مرورًا بجميع البابوات الذين تعاقبوا على الكرسي الرسولي، ونخصّ بالذكر البابا لاوون الثالث عشر الذي عمل بجهد كبير في نشر الورديّة المقدّسة بين جميع المؤمنين في العالم كلّه،
فاستحقّ بذلك لقب “بابا الورديّة”. إلى الكثير من الآباء والمسؤولين الروحيّين الذين حملوا راية الورديّة بكلّ فخر ونشروها بين المؤمنين عبر الأجيال، مدركين أهميّتها كغذاء للنفس وواثقين من وقعها الطيّب على قلب العذراء المجيدة.
وكلّ من هؤلاء قد نوّه بما يحفّ بالكنيسة المقدّسة من المخاطر، وما يساور أولادها من المعاثر، وما يلمّ بالمجتمع البشريّ عمومًا من الآفات. بحيث أيقنوا أن العلاج لإصلاح الحال إنّما هو تجديد صلاة الورديّة عند المؤمنين وتحريضهم عليها. وإنّ تخصيص شهر كامل لها من شهور السنة، أقوى ما يكون لحمل الجميع على التقيّد بسلاسل هذه الصلاة المقدّسة، نظرًا لمنافعها سواء كان في الكنائس أو في البيوت، لأنّ صلوات الجمهور أفضل من صلوات الأفراد.
وإذا كانت المسبحة الورديّة في عصر هؤلاء، علاجًا للفساد والآفات، وتخفيفًا لوطئة الحروب والنـزاعات، وسلاحًا ضدّ البدع والعناصر الغريبة التي تضرب الكنيسة، فكم نحن اليوم بحاجة إلى هذه الصلاة لردّ البدع المضلّلة عن أبناء رعايانا لا سيّما في الفترة الأخيرة، ووقف التيارات المُفسِدة التي تجرف معها كلّ القيم والتقاليد والروحانيّات.
خصوصًا وأن نسبة الفساد في عصرنا اليوم أكثر بكثير وحتّى بأضعاف ممّا كان في العصور السابقة. وكم واجب علينا بالحري أن نجدّد اليوم بكلّ غيرة وإيمان صلاة الورديّة وبأسرع وقت قبل استحالة العلاجات الممكنة، عندما يصبح العالم كلّه بؤرة فساد وضلال. فنحذو بهذا التجديد حذو أسلافنا من اهتمّ بنشر هذه الصلاة وشجّع على ممارستها عبر الأجيال.
من كتاب :
الورديّـــة نشأتها وتاريخها
دورُها وأهميّتها في الحياةِ الرّوحيّة
جمعيّة “جنود مريم”
Discussion about this post