دفاع سركيس
وفي اليوم التالي خرج أنطيوخس من مدينة بالس وذهب إلى مدينة شورا وأخذ معه سركيس. وكان يتوسّل إليه في الطريق حتّى يسجد للآلهة ويترك المسيح.
لكن سركيس لم يُذعن لكلامه بل كان يردّد هذا القول: «إني أسبّح وأسجد فقط ليسوع المسيح ملك العالمين أجمعين»
ولمّا وصل أنطيوخس إلى مدينة شورا عقد مجلسًا لمحاكمة سركيس وحاول أوّلاً أن يسترضيه بلطيف الكلام ليتخلّى عن إيمانه المسيحيّ ويعبد الآلهة فقال له:
«لقد رأيتَ ذلك الشقيّ باخوس، كيف تمسّك برأيه الصلب، ولم يشأ أن يُذعن ويقدّم الذبيحة لساداتنا الآلهة، بل خسر حياته من هذا العالم الجميل اللذيذ، وصار إلى موت غامض وظلام كئيب.
لماذا أنتَ يا سيّدي سركيس، رضيتَ أن تتبع بدعة المسيحيّين الشريرة،
وتصل إلى هذا الذلّ والعذاب، فإنّي عندما أتذكّر مجدك العظيم، وامتيازاتك الرفيعة، لدى سيّدنا الملك، أخجل عنك.
فأنا أعلم أن المقام الرفيع الذي أنعمُ به، ما حصلتُ عليه إلاّ بواسطتك»
فأجابه سركيس بتواضع وبشاشة وقال له:
«يا أنطيوخس، هذا الججل الذي نعانيه من البشر وقتًا قليلاً، نأخذ عوضه من المسيح دالة كبيرة ومجدًا عظيمًا. هو بذاته بشّرنا وقال: من يُهلك نفسه لأجلي يجدها.
يا ليتك يا أنطيوخس، توافقني، وتتعرّف إلى يسوع المسيح، ملك المجد، وتكفر بالملك الأرضيّ، الذي يَسقط تاجُه ويزول حكمُه، وتُؤهّل للميراث المحفوظ للمؤمنين، وتُدعى أخًا ووريثًا في مدينة القدّيسين. وتُقبَل لدى الملك السماويّ الذي يدوم ملكه إلى الأبد، وتفوز بالحياة التي لا تنتهي»[16].
حينئذٍ أجابه أنطيوخس بغضب وقال له:
«إنّ ما رددتَه أمامي ما هو إلاّ كلام سخيف وخرافات فارغة. فاترك الآن هذا الكلام الباطل، واقتنع بكلامي وقدّم الذبيحة للآلهة. وإلاّ فإنّي أعاملك بأحكام مرّة وعذابات قاسية»
فأجابه سركيس قائلاً:
«اصنع ما تشاء. فأنا متّكل على يسوع المسيح سيّدي، فهو يساعدني.
فقد قال لنا: لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد، ولا يستطيعون أن يقتلوا النفس. خافوا خاصّة من الذي يمكنه أن يقتل النفس والجسد، ويلقيَهما في جهنّم.
أنت مسلّط على جسدي، فتعذّبه كما تشاء، ولكن اعلم يا أنطيوخس، أنك وإن قتلت جسدي، فنفسي لا يمكنك أن تقتلها، لا أنت ولا ملكك مكسيميانوس»
جمعيّة “جنود مريم”
No Result
View All Result
Discussion about this post