مار سركيس وباخوس
الخوري يوحنّا يشوع الخوري
تُعنى بطبعه ونشره جمعيّة «جنود مريم»
يوزّع مجانًا
(حصلت الجمعيّة على حقوق الطبع من الخوري يوحنّا يشوع الخوري في 15 آب 2002)
مقدّمة
مار سركيس وباخوس ماتا شهيدَين في سبيل المسيح. لم يكتب أحد من المؤرّخين في عصرهما تاريخ حياتهما، فكتباه بدمائهما. خبر استشهادهما سمعته الكنيسة من شهود عيان، فحفظته في صدرها وديعة ثمينة وتناقلته على أفواه أبنائها جيلاً بعد جيل.
ولا ندري من هو أوّل من سطّر خبر استشهادهما في كتاب. ولكن بما أنّ مار سركيس وباخوس استشهدا في سوريا، على الفرات، في قلب الكنيسة السريانيّة، نرى أنّ آباء الكنيسة السريانيّة وشعراءها كانوا في طليعة الذين تغنّوا بمدائحهما، وكتبوا قصّة استشهادهما. ولنا من مار يعقوب السروجي أحد آباء الكنيسة السريانيّة وأشهر شعرائها المتوفّي سنة 521م قصيدة باللغة السريانيّة، بثلاثمائة بيت ونيّف في مديحهما
وهناك مخطوطة سريانيّة محفوظة في المكتبة الفاتيكانيّة في روما تعود إلى القرن الثاني عشر، تروي قصّة استشهادهما كما تناقلتها الكنيسة السريانيّة في الشرق
إلى هذه المخطوطة السريانيّة القديمة، بالمقارنة مع قصيدة مار يعقوب السروجي، نستند في كتابة سيرة هذين القدّيسين الشهيدَين مار سركيس وباخوس. ونقدّمهما مثالاً وقدوة لشبابنا في المحافظة على الإيمان في لبنان.
الإطار التاريخي والجغرافي
نحن في أوائل القرن الرابع للمسيح. روما لا تزال مسيطرة على العالم. وأباطرتها الوثنيّون لا يزالون يضطهدون كنيسة المسيح.
فعلى مثال نيرون (54 – 68) الذي شنّ الاضطهاد على المسيحيّين في روما، والذي في عهده استشهد مار بطرس وبولس في القرن الأوّل، تابع الأباطرة الظالمون في القرنين الثاني والثالث اضطهاد المسيحيّين.
وفي أوائل القرن الرابع كان ديوكلسيانوس (284 – 305) يواصل حملات الاضطهاد ضدّ المسيحيّين.
وخلفه في الحكم غاليريوس (293 – 311) فأثار الاضطهاد عليهم في الشرق كلّه. وجاء بعده ابن أخته مكسيميانوس دايا (308 – 313)، وهو مثل خاله وسائر أسلافه يحمل في قلبه بغضًا شديدًا للمسيحيّين، فشنّ عليهم اضطهادًا واسعًا في الشرق والغرب. وكانت نيقوميديا آنذاك عاصمة الامبراطوريّة الرومانيّة في الشرق، وقد أرادها ديوكلسيانوس روما ثانية على البوسفور، وكانت غير بعيدة عن المكان الذي ستبنى فيه فيما بعد القسطنطينيّة.
جمعيّة “جنود مريم”
No Result
View All Result
Discussion about this post