سادساً: مَثَلٌ يحتاج زماننا إلى الاقتداء به
لدى التأمل في حياة القدّيس بيريغران نستنتج أنّ شفيعنا هذا لا يزال، حتّى بعد انقضاء، عدّة قرون على عهده، مثلاً يحتاج زماننا إلى أن يقتدي به، وكلّ واحد منّا يحتاج إلى هذا الاقتداء.
1. قدوة في الألم
مثل الربّ يسوع، كان الأخ بيريغران يبدي شفقة كبيرة أمام الألم البشريّ. وما أن يصادف أحدًا يتألّم حتّى يتأثّر لألمه، ويبذل كلّ ما في وسعه ليفرّج عنه.
عاجلاً أو آجلاً سنوضع جميعنا في مواجهة مع واقع الألم: ألمنا نحن أو ألم الآخرين الذين هم، بين بين، قريبون منّا. إنها مواجهة في كلّ حال، لأنّ الألم لا يزول لوحده. إنها تطرح علينا سؤالاً، وهي، بصورة خاصّة، تدعونا لاتخاذ موقف: ماذا نستطيع عمله كي نخفّف ثقل ألم البشر؟ هل سنغضّ النظر عن واقع يؤلم جدًّا؟
إنّ القدّيس بيريغران يدعونا إلى متابعة السير بحسب إرشاده، مردّدًا علينا قوله عن الأعجوبة الحقيقيّة ليست بالضرورة شفاء فوريًّا بل هو شفقتنا وحنوّنا، هو حضورنا الدافئ، الأخوي، والهامّ جدًّا وسط المحنة. هناك كثير من الآلام!
2. قدوة في الأمل والرجاء
كان الأخ بيريغران يحبّ كثيرًا التأمل في نبوءة أشعيا الملقّب غالبًا بالانجيليّ الخامس. ومن بين ما كان يتوقّف عنده من هذه النبوءة، الفكرة التالية: «الذين يضعون رجاءهم في الرب يجدون قوى جديدة».
وآلام كبيرة جسديّة ومعنوية من مِثْل:
– إرهاق ناجم عن بعض الأعمال،
– أو انقطاع صداقة عزيزة جدًّا،
– أو مرض أو عجز يجعلاننا وقفًا على غيرنا،
– أو عدم فهم محيطنا،
– أو ابتعاد ابن لنا عن الممارسة الدينية.
ويضيف القديّس بيريغران على ذلك: «ستتعلّم من خلال آلامك ما لن تستطيع، لا الكتب ولا الجامعات، أن يعلّموك إيّاه. إنك بفضل محنك وتجاربك، ستتمكّن من الاستجابة، بشكل أكبر، إلى حبّ الرب يسوع، والدخول إلى مدى أعمق، في صداقته الحميمة.
3. قدوة في الصلاة
على مثال معلّمه يسوع، كان الأخ بيريغران راهب صلاة، كان يعرف أنّ الربّ يحبّ أن يصلّي في العزلة، أو على انفراد، أو على الجبل. فصلّى في الأوقات الهامّة من رسالته: لدى العماد، لدى اختياره رسله، لدى التجلّي، في الجسمانية… وبالضبط، بعد أن رآه أحد تلاميذه يصلّي، إلتمس منه أن يعلّمهم أن يصلّوا. فسلّمهم عندئذٍ سرّ صلاته الشخصيّة: «أبانا الذي…»، وهي الصلاة النموذجيّة التي يجب أن تنتظم معها كلّ صلاة مسيحيّة. وأراهم أيضًا يسوع كيف يجب أن يصلّوا، وتعليمه كان واضحًا: فهو يؤكّد لنا أنه يستجيب دومًا للذين يتضرّعون إليه بثقة ومثابرة.
كان الأخ بيريغران يعرف أنّ الصلاة يجب ألاّ تكون طريقة للتخلّص أو وسيلة لكي نحيل عن نفسنا، بكلفة بسيطة، مسؤوليتنا. فحرارة صلاتنا يجب أن تتبارى مع توفّر الوقت والإمكانيّات لنا بشكل واقعي، ملموس، إذا أردنا في صلاتنا ما يشاؤه الله فإنّنا نكون دائمًا مهيّئين لأن نصبح شركاؤه لمساعدة المحتاجين.
وكان الأخ بيريغران يصلّي بقلب المساكين. وكان ينطلق، وسط الحرّ المرهق، للاهتمام بالفقراء، والمرضى، والأشخاص العائشين لوحدهم. وعندما يعود إلى الدير، يكون قد أصبح خائر القوى، فاقد كلّ عزم وهمّة. وها هو يخرّ ساجدًا على ركبتيه أمام القربان المقدّس، دون أن يعرف كيف يبدأ صلاته: فيحدّث الربّ عن هؤلاء، الفقراء والمساكين، عن هؤلاء الناس المسحوقين تحت ثقل عملهم، عن تلك الأمّهات اللواتي لهنّ عدد كبير من الأولاد، عن هؤلاء الفلاّحين المرغمين على العمل اثنتي عشرة ساعة في اليوم تحت الشمس المحرقة.
وهنا بالضبط، في هذه الحالة من مسكنة القلب الحقيقية، تمّ له أهمّ اكتشاف في عيشه الصلاة: إنّ عناءه الكبير يؤدّي به إلى الصلاة الحقيقيّة.
ويريد القدّيس بيريغران تذكيرنا أنّ الصلاة هي وقت مفضّل لحياة داخليّة، لحضور الذات أمام الله، للاقتباس من نظر الله إلى الأشخاص والأحداث، للصمت داخل قلبنا كي ننصت إلى الله، للانتباه إلى مشيئته المقدّسة.
بالنسبة للقدّيس بيريغران، كما بالنسبة لنا، إنّ الاحتفال القرباني هو مصدر ومركز وقمّة لقائنا الشخصيّ والجماعي مع الله الآب والابن والروح القدس. القدّاس هو في آن واحد حضور البشر لدى الله، وحضور الله لدى البشر.
أيّها الربّ يسوع، بشفاعة أمّنا مريم والقدّيس بيريغران، علّمنا أن نصلّي!
4. قدوة في الثقة
كان الأخ بيريغران يعيش بين ذراعي الربّ يسوع. ينطلق من جديد في كلّ صباح متّجهًا أيضًا إلى الربّ. فلنتّبع نحن مثاله: عوضًا عن أن نشدّ حزامنا إلى الخوف من المرض والشيخوخة، فلنأخذ صليبنا ونتبع الربّ يسوع.
لم يكن الأخ بيريغران يقلع عن اتّخاذ الربّ مركزًا ومحورًا لالتزامه. وعلى غراره، وبالثقة، فلندع نحن أنفسنا تهتدي في كلّ يوم، ولنجعل يومنا محتلاًّ من حضوره.
وكانت ثقته بالرب مطلقة: فنجاحاته وإخفاقاته، بكاؤه وضحكه، بؤسه وعظمته، كانت كلّها سببًا يجعله يشعر بأنّه بين ذراعي الربّ يسوع، من حسن إلى أحسن.
وكان يمتلئ حماسًا يعيشه وسط ثقة تامّة بالذي قال: «أنا معكم كلّ الأيّام».
5. قدوة سلام
الأخ بيريغران هو هذه القدوة للسلام التي تنبع من الرب يسوع بالذات وهو الذي سلّم حياته لكي يستتبّ السلام بين الذين يفصل فيما بينهم جدار من البغض أو الحقد.وكما كان هو يقول، يجب ألاّ نقع في الوهم: إنّ السلام الذي يصدر عن الربّ يسوع متأتٍّ من الصليب. فهو قد كلّف حياة وهبت هبة، وأُخصب في الحب. لقد نجم عن معركة طويلة، ضارية، ضدّ الأنانية والبغض والعنف.
في مجتمعنا، كما في مجتمع الأخ بيريغران، يغرينا أن نعيش قيم السلام بعبارات تنمّ عن تفتّح ذاتنا. فيأخذ الفرد، هكذا، أهميّة تبلغ درجة أنّه يحتلّ المكان بأسره: نتكلّم عن «التعبير عن الذات»، عن «عيش الفرد تأثراته وانفعالاته، والتعبير عنها»، عن «العيش برغد»…
فنحن، إذًا، بتناقض مع قيم السلام المسيحيّة التي تبجّل روح التضحيّة، وبذل الذات، والخدمة المتواضعة المحبّة.
بالاضافة إلى ذلك، وكما كان الحال في أيّام الأخ بيريغران، نحن نريد أحيانًا أن يكون الشخص المسالم «حياديًّا». إنّنا نصنع معادلة بين السلام وانعدام النـزاعات. لدينا انطباع أنّه إذا نحن أنكرنا النـزاعات وخبّأناها فإنها لا تعود موجودة. إنّنا نخشى كثيرًا المجادلة والخلافات، نخشى أن نكون ملزمين على اتخاذ موقف. نفهم الشخص المسالم أنّه ذاك الإنسان الذي لا يزعج أحدًا، ذلك الإنسان الوديع، الذي لا يغضب أبدًا، ويسعى دائمًا إلى الوفاق بين جميع الناس، ولا يحتجّ، يقف عند الحدود، «ولا يبدي أيّة مقاومة… ولا معارضة». كان الأخ بيريغران يقول: «إنّ مهمّة المسيحيّ ليست أن يوفّق بين الخير والشرّ. عندما يتعلّق الأمر بالسلام لا وجود للحياد».
بالنسبة للقدّيس بيريغران، إنّ إقامة السلام في محيطنا يعني أن يكون الإنسان مصلّيًا، ذكيًّا وبعيد النظر، أن يتّخذ موقفًا، أن يكون ديناميكيًّا (كلّه نشاط)، يستطيع إقناع الغير لأنّه مقتنع؛ أن يكون شاهدًا لإنجيل الربّ يسوع.
6. يكتشف الربّ يسوع
عندما نقرأ سيرة القدّيس بيريغران نستنتج أنّه كان يعيش بالرغبة الشديدة في أن يكتشف كلّ يوم، وأكثر فأكثر، الربّ يسوع.
فلنحاول، مثله، أن نتعرّف، بشكل أفضل، بيسوع الذي هو الطريق. هناك طرقات باطلة، مزيّفة، كثيرة وكثيرة أيضًا هي العروض والاقتراحات الهيّنة، بينما الربّ يسوع، بإنجيله، بقدوته، بتطويباته، إنما هو الطريق الأمينة، الأكيدة، التي توصل إلى السعادة.
فلنكتشف أيضًا، مع القدّيس بيريغران، يسوع الذي هو الحياة؛ الحياة الكائنة في يسوع الذي مات ثمّ قام من أجلنا. هو وحده يقدر أن يعطينا القوة وفرح العيش كمعمّدين، وذلك بالرغم من حدودنا.
مع أمّنا مريم والقدّيس بيريغران فلنعش هذه المغامرة الجميلة، مغامرة أن نكتشف أكثر فأكثر، الرب يسوع في الصلاة، وفي سِرَّي المصالحة والافخارستيّا، وفي التأمّل في كلامه، وفي الخدمة المتواضعة والمُحبّة.
7. عاش التطويبات
كان الأخ بيريغران يعلم أن عيش التطويبات هو مسألة صبر طويل وجهود متواصلة. لقد بلغ ممارسة هذا العيش وسط تقدّمات وتراجعات، ونجاحات وإخفاقات. كان يمرّ في أوقات من الحماس، ولكنّه كان يمرّ أيضًا في أوقات من الاضطراب والبلبلة. واعيًا حدوده، مسكين في شخصه، انفتح كليًّا للربّ يسوع، وسلّم أمره إليه هو الذي اختار أن يصير فقيرًا. هل هناك أفقر من طفل بيت لحم؟ ومِن المصلوب على الجلجلة؟ ومع ذلك فهو خلّصنا بذلك الضعف وتلك المسكنة وذلك الفقر.
إنّ القدّيس بيريغران، بعيشه التطويبات، يعلّمنا أنّها لم تكن كلامًا في زمان مضى، بل كلام من الحاضر. بالرغم من مجتمعنا الاستهلاكي وسهولة عيشنا فإنّنا، وبمساعدة الربّ يسوع، نبلغ مسكنة الروح، ونتعلّم الحريّة الداخليّة، والمشاركة، وبساطة العيش.
وكما كان يذكّر أهل زمانه، إنّه يذكّرنا بأنّنا مدعوّون، بالرغم من البذخ، والسهولة، وتساهل محيطنا، إلى نقاوة القلب، إلى الحبّ الذي يغيّر وجه الرغبة والتّوق فيحوّلهما إلى مناولة.
طوال اليوم تنادي الدعوة التي تجتاحنا أن «أعمل مثل كلّ الناس، فكّر مثل كلّ الناس، اشترِ مثل كلّ الناس، تسلَّ مثل كلّ الناس، اغرف من ملذات الحياة مثل كلّ الناس…».
قال القدّيس بيريغران ذات يوم إلى رهبانه: «هناك شرط يجب أن نوفّره لكي نتقدّم في تطبيق التطويبات. يجب أن ندع الرب يسوع يستولي علينا، وأن نقبل بأن نعيش على نحو مختلف عن الشكل الذي يعيش فيه محيطنا. ولكنّنا نخشى كثيرًا من ذلك».
8. كان يحبّ أمّه مريم العذراء
كان الأخ بيريغران يعتقد أنّ يسوع هو في المركز: فيسوع هو مصدر كلّ شيء وغاية كلّ شيء. وأمّه مريم هي الوسيط. فلم يكن يعمل شيئًا من أجل يسوع دون أن يمرّ بمريم، وكان ينتظر كلّ شيء من يسوع عن طريق مريم.
كان يعتقد أنه لا يوجد تعبّد حقيقيّ لمريم بدون التمثّل بفضائلها. فكان، مثلها، يتلقّى، بحبّ، مشيئة الله، وكان يعيش هذه الإرادة بالثقة والتواضع. كان يعيش الانجيل في صعوباته وضيقاته وآلامه ومشاريعه على غرار مريم، وكان يستشيرها.
ونحن، في معبد القدّيس بيريغران، نحاول، على مثال شفيعنا، أن نعيش انتماء وتبعيّة تامّة ليسوع بواسطة مريم. إنّنا نعيش حالة الطفولة الروحيّة. إنّنا بين ذراعيّ الربّ يسوع.
إنّ تسليمنا بمحدوديّتنا تجعلنا واثقين كليًّا بالربّ الذي يكوّن فينا تلاميذ أسخياء وجاهزين لخدمته المُحبّة.
تواريخ هامّة
1265: ولادته
1265 – 1282: سنوات حداثته وشبابه في فورلي
1283: لقاؤه الحاسم بالقدّيس فيليب بينيزي
1285: أخذه الثوب لدى الرهبان خدّام مريم
1295: رسامته الكهنوتيّة
1295 – 1345: خمسين سنة من الحياة الرهبانيّة في فورلي
1325: مرضه وشفاؤه
1345: وفاته السعيدة
1609: بتاريخ 15 نيسان أعطاه البابا “بولس الخامس” لقب طوباويّ
1726: بتاريخ 27 كانون الأول أعلنه البابا “بنديكتوس الثالث عشر” قدّيسًا
1958: بتاريخ 16 نيسان جرى آخر تثبّت من جثمان القدّيس بيريغران
1987: بتاريخ 11 تشرين الأول جرى افتتاح معبد القدّيس بيريغران في مونريال
صلاة
أيّها الربّ يسوع، لقد أعطيتنا القدّيس بيريغران كأخ لنا، مستعدّ دائمًا لأن يغيثنا. نتضرّع إليك أن تهبنا، كما وهبت القدّيس بيريغران، أن نكون عبّادًا حقيقيّين «لسرّك البالغ القداسة» (القربان المقدّس)، وأن نتغذّى من كلامك الهادي، وأن نتلقّى بورع على الدوام سرَّيْ المصالحة والافخارستيّا، وأن نعيش بين ذراعيك في خدمة متواضعة ومُحبّة لمحيطنا وللمرضى وللأكبر سنًّا.
يا أمّنا العطوفة، مريم، أعطينا ابنك، واذهبي بنا إليه بواسطة القدّيس بيريغران. آمين.
تساعيّة للقدّيس بيريغران
من هو القدّيس بيريغران ؟
وُلد هذا القدّيس العظيم في مدينة فورلي Forli (إيطاليا) في النصف الثاني من القرن الثالث عشر. تربّى بتقوى، وسط ممارسة الفضائل المسيحيّة. وعلى الرغم من ذلك لقد شارك خلال شبابه في الصراعات الحزبيّة التي عرفها زمانه.
تميّز اهتداؤه بزهده في الاهتمامات الدنيويّة، وتطوّعه لخدمة أفقر الناس.
انتمى إلى «رهبنة خدّام مريم»، واتّخذ مثالاً له القدّيس فيليب بينيزي، لا سيّما في تواضعه وتوبته، وغيرته وحماسه.
أُصيب بداء السرطان في سن الستّين، ولكن يسوع المصلوب شفاه بأعجوبة. عاد إلى «الآب» في سن الثمانين.
أعلن طوباويًّا سنة 1609، وقدّيسًا سنة 1726 من قبل البابا “بنديكتس الثالث عشر” الذي أعلنه شفيع المرضى بالسرطان.
عيده يقع في 4 أيّار.
إنّ القدّيس بيريغران هو الوسيط والشفيع الكبير لدى الربّ يسوع،
– … للذين يعانون من داء السرطان.
– … وللذين يودّون أن يكونوا محميّين من هذا الداء.
– … ولكلّ واحد منّا، نحن «المصابين بالسرطان، في حياتنا المسيحيّة المبتلية بالروتين أي الرتابة والجمود، وباللامبالاة، وبالعجرفة، والأنانية.
أيّها القدّيس بيريغران، صلِّ لأجلنا.
أصل هذه التساعية وهدفها
بعد أن كرّس البابا بينيدكتوس الثالث عشر الطوباوي بيريغران قدّيسًا، سنة 1726، أعلنه شفيع المصابين بالسرطان.
في كلّ عام تنفق الملايين على الأبحاث الطبيّة، ولكن الاكتشافات لا تصيب سوى نجاح نسبيّ. فلا يوجد حاليًّا علاج لصدّ هذا الداء، داء السرطان. إنّ خدمتنا للمصابين قد حملتنا على أن نحيي التعبّد إلى القدّيس بيريغران.
نسأل الله تعالى أن يجعل هذه التساعية، المؤلّفة من صلاة وتأمّل، والتي تباشرون بها، أيّام اندفاع وورع بالنسبة لكم.
صلاة مريض مصاب السرطان
أيّها الربّ يسوع، إني، بثقة، أبدأ هذه التساعية معك ومع مريم، أمّنا، وذلك لكي أحصل بشفاعة القدّيس بيريغران، على شفائي إذا كانت هذه مشيئتك المقدّسة… احفظني في حبّك. آمين.
صلاة من أجل أصدقاء مصابين بالسرطان
أيّها الربّ يسوع، إني، بثقة، أبدأ هذه التساعية معك ومع مريم، أمّنا، وذلك لكي أحصل، بشفاعة القدّيس بيريغران ، على شفاء …. المصاب / بة / بين / بالسرطان.
أيّها الربّ يسوع، احمني من هذا المرض الرهيب، واحفظني، بصورة خاصّة، في حبّك. آمين.
كيفية تلاوة تساعيّة القديس بيريغران
في كلّ يوم من التساعية الدائمة:
1.إشارة الصليب.
2.إني أضع نفسي في حضرة الربّ يسوع… (سكوت)
أيّها الرب يسوع، اجعلني في هذه اللحظة أعيش حضورك… صلّ، تعبّد، اشكر، اطلب المغفرة معي ومن أجلي.
أيّتها الأم الحنون، مريم، رافقيني في صلاتي.
3.سكوت… لكي يستولي عليّ حضور الرب يسوع ومريم والقدّيس بيريغران.
4.ترتيلة: تعال أيّها الروح الخالق/ قم بزيارة نفوس المؤمنين بك/ املأ بالنعمة السماويّة/ قلوب من خلقتهم/ أشعلنا بنورك/ املأ قلوبنا بحبّك/ قوِّ دائمًا بقوّتك ضعف جسدنا/ اجعلنا نعرف الله الآب/ وأظهر لنا الابن/وأنت، روحهما المشترك/ اجعلنا نؤمن بك على الدوام/آمين.
5.تأمّل إنجيلي، وصلاة إلى القدّيس بيريغران : إنكم ستدخلون أيّام التساعية المتنوّعة.
6.اتلوا بيتًا من المسبحة.
7.صلّوا التساعية الدائمة.
8.طلب البركة: فليحفظ سلام الله أفكاري في المسيح يسوع. آمين.
9.أيّها القدّيس بيريغران، صلّ لأجلنا.
اليوم الأول:
«أحبّوا بعضكم بعضًا كما أحببتكم أنا» (يو 13، 34).
هل أنا مقتنع تمامًا بالحبّ الذي يكنّه يسوع لي؟ هذا الاقتناع هو القداسة التي تبنى في خدمة صادرة عن محبّة للّذين يحيطون بي، مغدقًا عليهم ما أكون سعيدًا لو أغدقه على الربّ.
المسيح يسوع يحبّ الذي يستطيع أن يهب ذاته بقدر أكبر، والذين يأملون الكثير منه، والذين يعتمدون عليه في كلّ شيءابتسامة بسيطة، كلمة مشجّعة، زيارة إلى شخص وحيد… وإظهارات حُبّي ليسوع.
فلتكن حياتي، بمساعدة الربّ يسوع، تفجّرًا حقيقيًّا، حيًّا للحبّ الذي أتى ليجلبه إلينا على الأرض.
صلاة: أيّها الربّ يسوع، أنت من في حنوّك العظيم قد أنعمت على خادمك القدّيس بيريغران بحبّ كبير لمحيطه، أعطنا هذه النعمة نفسها. أنشر حبّك بواسطتي. يا أمّي، مريم، أعطني ابنك. آمين.
اليوم الثاني:
«فإذا كنت أنا الرب، قد غسلت أرجلكم، فيجب عليكم أن تغسلوا، أنتم أيضًا، أرجل بعضكم البعض» (يوحنّا 13، 4)
محيطي هو عطيّة من الرب يسوع. هو موضوع حبّي. يسوع لا يسألني كم من الأعمال أنا أفعل، بل كم من الحبّ أنا أضعه في أفعالي.
حياتي المسيحيّة هي حياة ارتهان للربّ يسوع، وثمرتها هي، بالضبط، خدمة محيطي بمحبّة.وهذه الخدمة المحبّة هي، بالوقت نفسه، صلاة لأني أقوم بها بمساعدة يسوع، ومع يسوع وفي يسوع.
صلاة: أيّها الربّ يسوع، أنت، يا من في حنوّك العظيم قد وهبتَ خادمك القدّيس بيريغران أن يعيش خدمة محبّ لمحيطه، هبني هذه النعمة نفسها، واجعلني أستقبل محيطي كعطيّة تهبني إيّاها. أيّتها الأم الحنون، مريم أعطني ابنك. آمين.
اليوم الثالث:
«ورجع يسوع من الأردن وهو ممتلئ من الروح القدس فاقتاده الروح في البرية…» (لوقا 4، 1)
يصعب عليّ أن أصلّي إذا لم أكن أعرف كيف يجب أن أفعل ذلك. إنّ الشيء الأهمّ هو السكوت. فالنفوس التي تصلّي هي نفوس صمت عميق. أنا لا أقدر أن أدخل في حضرة الربّ يسوع إذا لم أدخل في صمت من الداخل والخارج. يجب أن أعتاد تدريجيًّا على صمت الفكر، والعينين، واللّسان. إنّ المسيح يسوع هو صديق للصمت. فهو لا يتواجد في الضجيج ولا في البلبلة أو الهيجان.
صلاة: أيّها الرب يسوع، أنت الذي في طيبتك الكبيرة قد وهبت خادمك، القدّيس بيريغران، أن يكون روح صلاة وصمت، هبني أنا النعمة ذاتها. كوّن فيّ المصلّى الحقيقيّ. أيّتها الأمّ الحنون، مريم، أعطني ابنك. آمين.
اليوم الرابع:
«بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي، إذا كنتم تحبّون بعضكم بعضًا» (يوحنا 13، 35)
إنّ مهمّتي هي أن أعطي الربّ يسوع إلى الآخرين. أنا أقدر أن أعطي في حياتي الفعّالة بقدر ما أكون اقتبست من الصلاة الصامتة.
إنّ الشيء الأساسي الجوهري، ليس هو ما أستطيع أن أقوله جيدًا، ولكن هو ما يقوله لي الربّ يسوع، وما يقوله للناس بواسطتي أنا.
إن يسوع ينتظرني وسط السكوت. هو ينصت إليّ وسط الصمت، وإنما وسط السكوت هو يتكلّم إلى قلبي.
ليس السكوت أمرًا سهلاً، ولكن عليّ أن أبذل كلّ جهدي لكي أستطيع أن أصلّي. سأجد في الصلاة طاقات جديدة وعزمًا جديدًا، واتحادًا حقيقيًّا: اتحاد أفكاري بالربّ يسوع، اتحاد صلواتي بصلاته، وأفعالي بعمله، وحياتي بحياته.
صلاة: أيّها الرب يسوع، أنت الذي، في عطفك الكبير، قد وهبت القدّيس بيريغران نعمة أن يقوم تمامًا برسالته، أن يعطيك إلى الآخرين، هبني هذه النعمة ذاتها. كوّن فيّ المصلّى الذي يخدم بمحبّة. أيّتها الأم الحنون، مريم، أعطني ابنك. آمين.
اليوم الخامس:
«لا تضطرب قلوبكم» (يوحنّا 14، 1)
كيف كانت تصبح حياتي لو لم أكن أشعّ فرحًا؟ – لكانت مجرّد عبء أو استعباد.يجب أن يتلألأ فرحي في عينيّ ونظرتي، وفي ارتدادي، وفي خدمتي الصادرة عن محبّة. وعندما يرى أبناء محيطي هذه السعادة تشعّ منّي فإنّهم سيعون ويعرفون كرامتهم كأبناء لله.
هذا لا يحول دون إصابتي أحيانًا بتجارب داخليّة كبيرة، ودخولي في العتمات.
إذا كنت أريد أن يلاحظ الآخرون حضور يسوع، فعليّ أوّلاً أن أكون أنا مقتنعًا بهذا الحضور، وذلك بأن أشعّ بالفرح. وبما أنّ الفرح هو في كلّ مرّة أذهب فيها إلى الآخرين.
صلاة: أيّها الربّ يسوع، أنت الذي بعطفك قد وهبت خادمك، القديس بيريغران، أن يعيش بالفرح، هبني أنا هذه النعمة ذاتها. اجعلني أكون فرحك أنت. أيّتها الأم الحنون مريم، أعطني ابنك. آمين.
اليوم السادس:
« إن أراد أحد أن يكون الأول فليكن آخر الكلّ…» (مرقس 9، 34)
الربّ يحتاج إلى بساطة قلبي وليس إلى فيضي أو طلاقتي، إني أريد أن أكون متواضعًا: فعليّ أن أتحدّث، أقلّ ما يمكن عن نفسي.
أن أتقبّل المعارضة بروح الفكاهة.
أن لا أتوقّف عند عيوب الآخرين.
أن أتقبّل الملاحظات، ولو كانت غير محقّة.
أن أخضع لإرادة الآخرين.
أن أتقبّل أن أوضع في الظلّ.
أن أبقى مهذّبًا، مرهف الشعور ولطيفًا، حتى إذا استفزّني البعض.
أن لا أسعى لأن أكون محبوبًا، وحاصلاً على إعجاب الناس.
أن لا أسعى لأن تكون لي الكلمة الفصل في المناقشات، ولو كان الحقّ إلى جانبي.
وبصورة خاصّة أن أنشد التواضع.
صلاة: أيّها الربّ يسوع، أنت الذي، بحنوّك الكبير، قد وهبت خادمك، القدّيس بيريغران، فضيلة التواضع الجميلة، هبني أنا هذه النعمة عينها. كوّن فيّ قلب إنسان مسكين، مملوءًا بالتواضع. أيتها الأم الحنون، مريم، أعطني ابنك. آمين.
اليوم السابع:
«أنا نور العالم. من يتبعني فلا يمشي في الظلام بل يكون له نور الحياة» (يوحنّا 8، 12).
أنا، متى كان الربّ يسوع معي، أستطيع أن أفعل كلّ شيء، لأنّ يسوع هو قوّتي. ووسط هذا التأكّد أستطيع أن أنهل ثقة عميقة بأني سأنال نتيجة سعيدة سينتهي إليها عملي الذي هو عمل يسوع.
أمّا إذا كنت وحدي فأنا لن أتمكّن من أن أفعل شيئًا إلاّ الخطيئة. إنّ كلّ مواهب الطبيعة والنعمة التي أملكها، إنّما الربّ يسوع من يمدّني بها.
يجب ألاّ يتخلّل عملي: لا عجرفة ولا غرور. أنا أضع نفسي كليًّا تحت تأثير يسوع لكي أتمكّن من أن أفكّر عبر تفكيره، وأعمل بيديه هو، لأنّني، إذا كانت قوّته فيّ، فأنا أستطيع عمل كلّ شيء.
صلاة: أيّها الربّ يسوع، أنت من، بحنانك العظيم، قد وهبت خادمك، القدّيس بيريغران، أن يراهن عليك في كلّ شيء، هبني هذه النعمة بالذات. اجعلني أكون على الدوام تحت تأثيرك. أيتها الأم الحنون، مريم، أعطني ابنك. آمين.
اليوم الثامن:
«أنا خبز الحياة» (يوحنا 6، 48)
إنّ الإيمان المتجسّد في الأفعال هو خدمة تسدى بروح المحبّة. يجب أن أقبل عرض الربّ يسوع حالاً، وأؤمن به. ولكي أتمكّن من تحقيق ذلك، أنا أحتاج إلى القربان المقدّس لأنّ يسوع قد جعل من نفسه «خبز الحياة» لكي يلبّي رغباتي، وتطلّعاتي، وحبّي له.لذلك يجب أن تكون حياتي مشدودة جدًّا إلى القربان الأقدس. يجب أن أعيش القدّاس كلّ يوم إذا أمكنني ذلك، وأن أمارس ساعة عبادة تجعلني قريبًا منه، وتتيح لي أن أخدم محيطي بشكل أفضل.
صلاة: أيّها الربّ يسوع، أنت من، بعطفك الكبير، قد وهبت خادمك، القدّيس بيريغران، أن يكون نفسًا إفخارستيّة (قربانيّة)، هبني هذه النعمة ذاتها. اجعل حياتي مربوطة جدًّا بك، أنت يسوع، القربان. أيّتها الأم الحنون، مريم، أعطني ابنك. آمين.
اليوم التاسع:
«هذه أمّك» (يوحنا 19، 27)
أحبب مريم لكي: تحبّ مثلما يحبّ الرب يسوع. تكون مثله، مصدر فرح.
تشارك مريم في كلّ شيء، حتى في الصليب.
لي صليبي الذي عليّ أن أحمله: إنّه علامة لانتمائي. أنا أحتاج إلى مساعدة مريم على ذلك… فالقداسة ليست ترفًا بل واجب هي. القداسة الكبيرة تصبح دائمًا بسيطة إذا كنت منتميًا، حقًّا، إلى مريم.
إني أعطي أمي مريم الحريّة التامّة لكي تتمكّن من أن تستعملني.
صلاة: أيّها الربّ يسوع، أنت من بحنانك العظيم، قد وهبت خادمك، القدّيس بيريغران، تعبّدًا كبيرًا للقدّيسة مريم العذراء، هبني هذه النعمة ذاتها. كوّن منّي ولدًا لمريم. يا يسوع العطوف. أعطني أمّك. آمين.
صلاة التساعية الدائمة
أيّها الربّ يسوع الذي قد صُلب، يا من كنت، أنت بالذات، طبيب القدّيس بيريغران، إذ شفيته من جرح سرطاني، امنحنا بشفاعته نعمة أن نحبّك بممارسة خدمة لمحيطنا صادرة عن محبّة.
احمنا من هذا الداء، بشفاعة هذا القدّيس العظيم، شفيع المصابين بالسرطان. امنح العافية للمرضى المصابين بهذا الداء إذا كان ذلك لخيرهم، وموافقًا لمشيئتك العطوفة.
يا مريم، يا أمًّا رؤوفة، أعطينا ابنك لكي يحمينا من السرطان الذي ينخر حياتنا المسيحيّة. آمين.
إكرامًا لله، مرّة أبانا ومرّة السلام عليكِ، والمجد. على نيّة من ساهم بترجمة وطبع هذا الكتيّب لخير النفوس وللشفاء.
جمعيّة “جنود مريم”
No Result
View All Result
Discussion about this post