الأخت فوستين رسولة الرحمة الإلهيّة
في 24 شباط سنة 1947، ولدى بثّ إذاعة الفاتيكان حلقة خاصّة بعنوان: “الأخت فوستين، رسولة الرحمة الإلهيّة”،
سمعنا هذه الكلمات:
“لقد دعا المسيح إحدى بنات شعبنا وهي الأخت فوستين هيلانة كوفالسكا لكي تكون رسولة الرحمة الإلهيّة. وقد غدت كذلك لأجل الشعب البولونيّ أوّلاً ثمّ لأجل البشريّة جمعاء. ف
قد وُجد لدى ربّنا تحبيذ لهذه النفس التي اختارها كرسولة لرحمته، موصيًا إيّاها بأن تدعو الخطأة إلى التوبة والثقة برحمته…
وكتبت الأخت فوستين: لا يريد ربّنا معاقبة البشريّة فهو يشتهي شفاءها بضمِّها إلى صدره الحنون”.
ويحدّثنا البثّ بوضوح عن التساعية والابتهالات والورديّة للمسيح الرحوم كما تذكر إذاعة الفاتيكان أيضًا اللوحة الجديدة للمسيح الرحوم مشيرة إلى أنّه الربّ نفسه هو الذي أمر بأن ترسم وقد وعد جميع الذين يكرّموها بإنعامات خاصّة.
ويبلّغ يسوع إلى الأخت فوستين رغبة أخرى: وهي أن يُقام عيد الرحمة الإلهيّة في الأحد الأوّل بعد الفصح.
وتختم إذاعة الفاتيكان بقولها: “إن المسيح يحذّر العالم من أنّه واقف على شفير الهاوية والكارثة وما من خلاص إلاّ في الاستلقاء بين أذرع الله الرحوم حيث تجد البشريّة الحياة والسعادة والسلام الدائم”.
ولدت الأخت ماري فوستين، المسمّاة في العالم باسم هيلانة كوفالسكا، في قرية غلوغوفيشا في مقاطعة توريك البولونيّة، يوم 25 آب سنة 1905.
وفي العشرين من عمرها، دخلت في كنف راهبات سيّدة الرحمة اللواتي يهدفن إلى المساعدة الأخلاقيّة والماديّة للفتيات المهمَلات. فقبلت كأخت عاملة وأمضت الأخت فوستين فترة طالبيّتها عند الجماعة في مركز فرصوفيا ثمّ مدّة ابتدائها في لاجيافينبي بالقرب من كراكوفيا. هناك، أبرزت نذورها الأولى في30 نيسان سنة 1928 ثمّ نذورها الدائمة بعد مضيّ خمس سنوات.
وقد قامت في مختلف المراكز التي دعتها إليها الطاعة بمهام متواضعة فعملت كطاهية وبستانيّة وبوّابة. وأدّت عملها بضمير حيّ وبِصمْت عميق.
إنّ حياتها مليئة بالعمل والصلوات والتقشّفات والآلام العظام. فالقدّيسة العذراء نفسها علّمتها طريق الفضائل.
لقد كتبت الأخت فوستين:
“في يوم من أيّام عيد الحبل المنزّه من الدنس رأيت القديسة العذراء في بهاء لا يوصف؛ فقالت لي وهي تبتسم: ينبغي عليَّ،
يا ابنتي، بناءً على أمر من الله، أن أكون لك أمًّا بنوع خاصّ، ولكنّي أشتهي أيضًا أن تكوني لي ابنة مميّزة. إنني أودّ أن تتمرّني على ممارسة الفضائل الثلاث التي هي أعزّ شيء لديّ: الأولى فضيلة التواضع، ثمّ التواضع، ثمّ التواضع؛ والثانية فضيلة الطهارة؛ والثالثة هي محبّة الله”.
بعد ذلك ضمّتني إلى قلبها ثمّ توارت. وعندما عدتُ إلى رشدي، شعرت بقلبي وقد انجذب بطريقة فريدة نحو هذه الفضائل، ولا أزال أتمرّن عليها.
إنها تبدو وكأنها حفرت في قلبي”.
كان للأخت فوستين 33 سنة من العمر عندما دعاها الله إليه في 5 تشرين الأول سنة 1938 ليمنحها المكافأة الأبديّة.
جمعيّة “جنود مريم”
Discussion about this post