كان هو فارسها وهي سيّدته
في أيّار عام 1843، شارف الراعي على الموت، فقال أحد أبناء رعيّته: “راعينا القدّيس مريض جدًّا، ها إكليله يبدو معدًّا والسماء منفتحة لاستقباله.
هو ذا راقد في السرير منذ ثلاثة أيّام، وسلام السماء مرسوم على معالم وجهه. وقد أخبرني بأنّه على وشك البدء بالتحضير لوفاته”.
فجاء معرّف الراعي، الأنبا فالنتين وقدّم له الأسرار الأخيرة بُعيد منتصف الليل.
وصلّى الأنبا القدّاس إكرامًا للقدّيسة فيلومينا بناء على طلب الراعي وذلك على مذبح القدّيسة وقد حضر القدّاس معظم أهالي مدينة آرس والمدن المجاورة. بينما كانوا يحتفلون بالقدّاس، دخل الراعي في سبات هادئ. كان هذا بداية شفائه.
يبدو أنّ القدّيسة فيلومينا ظهرت للقدّيس يوحنّا فيانّي وأوحت إليه أنّ أمورًا ستحدث قبل نهاية حياته، فكان هذا سبب عزاء وفرح عظيمين للراعي.
وسرعان ما استعاد قوّته وعافيته. وقد وصف الأطباء شفاءه بأنّه رائع ومدهش،
أمّا الراعي فقال بأنّهّ شفاء عجائبي. حال استعادته لعافيته، مضى الراعي بعد بضعة أيّام ليقدّم ذبيحة شكر لشفيعته المحبوبة فيلومينا.
وعاش الراعي بعد ذلك 16 عامًا من الحياة المثمرة يقدّم الخدمة لآلاف الحجّاج الذين جاؤوا للزيارة، يغفر لهم خطاياهم من خلال سرّ الاعتراف، ويبارك المرضى والمحتاجين ويسأل القدّيسة فيلومينا لتشفع في مئات الأشفية التي كانت تحدث.
بالإضافة إلى راعي آرس، كان هناك عدد من القدّيسين الذين يكرّمون القدّيسة فيلومينا. القدّيسة مادلين سوفيا باريت، مؤسّسة جمعيّة القلب الأقدس؛ القدّيس بيتر تشانل، أوّل شهيد في أوقيانيا؛ القدّيس جوليان إيمارد، مؤسّس رهبانيّة آباء السرّ الأقدس؛ الطوباوي ليو دوبونت، قدّيس تورز؛ القدّيس أنطوان ماري كلاريت، الذي أسماه البابا بيوس الثاني عشر “رسول الصحافة”؛ القدّيسة أوفريزيا بيليتر، والقدّيسة فرانسيس كزافيي كابريني التي أسّست عدّة رهبانيّات للعمل بين الفقراء، القدّيس جون نيومان، والطوباويّة آنّا ماريّا تايجي، والطوباويّة بولين جاريكو.
من كتاب : حياة القدّيسة فيلومينا
نور جديد في عصر من الظلمات
العذراء والشهيدة، وصانعة المعجزات
جمعيّة “جنود مريم”
Discussion about this post