ملحق 1
مخاطر “الهاردروك”
لم يعد ضروريًّا في أيامنا التعريف بموسيقى “الروك” (Rock). هذا إذ إنّ أخصّائيّين بارزين عندهم القناعة بأنّ بعض الفرق، وبخاصّة في “الهارد روك” (Hard Rock)، لهم أثرٌ سيّئ على المُعجبين بهم. إنّ هدف “الهارد روك” هو إغراق الحضور في بحر من الغضب والفساد والثورة. بالإضافة إلى أنّه أصل قضايا اجتماعيّة عديدة: المخدرات، العنف، الجنس، إنكارِ الله، والتكريس للشيطان.
لقد انتشرت المخدّرات في زمن “الروك أند رول” (Rock and Roll) مع نجوم فرقة “البيتلز” الذين كتبوا أغنية “يللو سَبْمارين” (Yellow Submarine) وهي بمثابة هلوسة نفسيّة؛ وقد تبعتها في هذا المضمار فرقة “الرولينغ ستونز” (Rolling Stones) بأغانيها المعروفة بـ “السُكَّر الأسمر” (Brown Sugar) (كوكايين) و”الأخت مورفين” (Sister Morphin).
لقد أوقِف كلّ من “ميك جاغِرْ”(Mick Jagger) و”كيث ريتشاردس”(Keith Richards) وهما نجمان مُنتميان إلى هذه الفرقة، لحيازتهما على مخدّرات. كما توفّي نجمان يدعيان “بريان جونز(Biran Jones) و”جيمي هندريكس”(Jimmi Hendrix) بسبب إفراطهما في تعاطي المخدِّرات.
وفي سنة 1978، إتُّهم “جون سايمُنْ ريتشي”(John Simon Richie) وهو لاعب غيتار في فرقة “السكس بيستولز”
(Sex Pistols) بقتل صديقته “نانسي سبونجنْ”(Nancy Spungen) وتوفّي سنة 1979، وهو في الحادية والعشرين من عمره، وذلك أيضًا بسبب كثرة تعاطيه الهيرويين.
ولكن، في إطار “الهارْد روك”، تطوّرت المشكلة حتّى بلغت أبعادًا مخيفة. لقد أصبح “الهارْد روك” طريقة حياة، وبالأكثر، دعوةً إلى الحياة مع المخدّرات. في الحفلات، يُعلّم الفنّانون مُعجَبيهم طريقة حقن أنفسهم بالمخدّرات تحت الجلد. كما أنّ أحد النجوم جَذبَ أعدادًا كبيرة من المُستمعين وذلك لأنّه وعد بإعطائهم الكوكايين إذا حضروا حفلته الموسيقيّة.
ولكن المخدّرات لم تكن إلاّ بدءًا؛ أتى العنف لاحقًا. أعلن أخصائي فرنسي يُدعى الدكتور “فرنسوا ريبن”(François Rieben) أنّ إحصاءاتٍ وأبحاثًا طبيّة أثبتتْ أنّ سماع موسيقى “الهارْد روك” يُغيّر من الشخصيّة ويسبّب الغضب والعصبيّة والعنف. إذ إنّها تضع المستمعين في حالة عداء حيث لا يكون للعداء داعٍ أو سبب، وهذا العداء يقودهم إلى الانفراد والعزلة.
وقد كشف “أوزي أسبورْن”(Ozzy Osbourne) أحد نجوم هذه الموسيقى، أنّهم يسعون جاهدين من أجل السيطرة على عقول مستمعيهم. والبراهين على ذلك متوفّرة وواضحة: إذْ أقدم صبيّ على الانتحار بعد سماعه إحدى أغاني “أوزي أسبورن” المعروفة باسم “التخلّص بالانتحار” (Suicide Solution).
وأعلنت أيضًا فرقة “الـﭭينوم”(Venom group) ، وهي إحدى فرق موسيقى “الهارد روك”، أنّ شعارها هو “إعمل ما تشاء وحيثما تشاء”.
إن انعكاسات هذا الأسلوب الرخيص على النّشء واضحة جدًا، إذْ في سنة 1969، أثناء تأدية فرقة(Rolling Stones) العرض المعروف باسم “التعاطف مع الشيطان” ، قُتل شابٌّ من السود أمام أعين الحاضرين. والأفظع من ذلك هو عدم اكتراث الناس بهذه الجريمة: استمرّ العرض وكأنّ شيئًا لم يكن.
وفي سنة 1979 وخلال إحدى الحفلات الصاخبة لفرقة “هو”(Who) في بلدة “سِنسِناتي”(Cincinatti) في أميركا، تسبّب هرعٌ هستيري لمجموعة كبيرة من الناس بقتل أحد عشر شخصًا.
إنّ إدخال رسائل تدعو إلى إنكار الله والتكريس للشيطان في أغاني نجومٍ عديدين من “الهارد روك” هو من أخطر الممارسات،
فهم يتبعون طريقتين:
– الطريقة الأولى هي تسجيل رسائل خفيّة. والمقصود منها نقل رسالة خفيّة غايتها أن تَبلُغ إلى السامع “تحت عتبة وعيه تمامًا”. وهذه الرسالة لا تستوعبها الحواس الخارجيّة، بل تدخل في عمق لاوعي السامع الذي يبدو أعزل تمامًا أمام هذا التأثير.
فإذا أخذنا مثلاً أغنية “الطريق إلى الجنّة”(Stairway to Heaven) لفرقة “لِدْ زيبلينْ”(Led Zeppelin) ، نجد أنّ المقطع الثالث من هذه الأغنية يتضمّن رسالة خفيّة لا يستطيع الوعيُ أن يلتقطها إلاّ إذا أدار الأسطوانة بالطريقة العكسيّة عند هذا المقطع،
وعندئذٍ نسمع بوضوح:
“يجب أن أعيش من أجل الشيطان”(I?ve got to live for Satan) .
أمّا أغنية “الثورة رقم 9″(Revolution Number 9) لفرقة “البيتِلز” (Beatles) سنة 1968، فهي تحتوي على رسالة خفيّة، إذ إنّ المغنّي “جون لينون”(John Lennon) يردّد في آخر الكلمات التالية “نمبر نين، نمبر نين…”(Number Nine, Number Nine?) . فعندما ندير الأسطوانة بالطريقة العكسيّة، عند هذا المقطع، نسمع هذه الكلمات:
هيّجني، أيّها الرجل الميت (Turn me on, dead man) (والرجل الميت في الأغنية هو المسيح).
أمّا أغنية “شخص آخر يلحس التراب”(Anohter on Bites the Dust) لفرقة “الكوين” (Queen) فهي تحتوي على رسالة خفيّة يمكن أن نسمعها في موضع جملة عنوان الأسطوانة. عندما ندير الأسطوانة بالطريقة العكسيّة،
نسمع الرسالة تقول:
إبدأوا بتدخين الماريجوانا”(Start to smoke Marijuana) .
ويؤكّد الدكتور فرنسوا ريبنْ أنّ هذه الرسائل حتّى ولو لم تُدرك تمامًا، فإنّها تصل إلى لاوعي السامع. ورويدًا رويدًا يقتنع بها.
ومن المهمّ أن نشير إلى أنّ السامع يجهل تمامًا أنّه يخضع لغزو وعيه ولاوعيه العميق.
– الطريقة الثانية هي:
اختيار أسماء ذات مغزى للفرق وللأغاني تهدف إلى إنكار الله والتكريس للشيطان. فمثلاً حروف اسم فريق الـ(AC/DC)
تعني:(Anti Christ/Death to Christ) أي “المسيح الدجّال/ الموت للمسيح”. وأمّا اسم فرقة (Kiss)
فيعني: (Knignts in Satans Service) أيّ “فرسان في خدمة الشيطان”. وهناك أسماء لفرق غيرها كـ “إبن الشيطان”(Son of Satan) و”كاهن يهوذا”(Judas Priest) و”جواكر الشيطان”(Satan Jokers) .
إنّ أغاني الفريق(AC/DC) تحمل أسماء مثل: طريق واسع إلى جهنّم”(Highway to Hell) و”أجراس جهنّم”(Hells Bells) و”أطلق لتقتل”(Shout to Kill) وأغنية فريق (Kiss) تدعى “خلائق الليل”. أمّا فريق “آيرون مايدن”(Iron Maiden) فقد غنى “رقم الوحش (666)(The Number of the Beast « 666 ») (إنّ الرقم 666 هو وسمُ الشيطان على الذين يكرّسون أنفسهم له، راجع رؤيا يوحنّا فصل 13 عدد 18).
هكذا نرى أنّ لكلّ أغنية هدفها الخبيث المبطّن؛ فأغنية(Hell Bells) أي “أجراس جهنّم” تمدح عظمة الشيطان. وأغنية “الطريق إلى الجنّة”(Stairway to Heaven) هي دعوة للاستسلام للشيطان إذ تقول: “قلْ نعم للشيطان، لا تخف من الشيطان، أنا أريد الإله أن يجثو على ركبتيه أمام الشيطان”.
إنّهم يذهبون أبعد من ذلك؛ فمثلاً أعلن النجم المعروف باسم “أليس كوبر”(Alice Cooper) أنّه في أثناء جلسة تحضير أرواح (Spiritism Sitting) قدّمت له روح من الأرواح الشريرة العظمة والمال وذلك مقابل بيع جسده وروحه إليها وهكذا فعل.
إنّ إلهامات نجوم عديدين من “الهارد روك” تعني الكثير أيضًا؛ فيقولون إنّهم لا يستطيعون التأليف إلاّ في الليل ويمارسون جلسات التنجيم للقيام بهذا التأليف.
لقد أصبح واضحًا أنّ المواضيع الأكثر إلفة لهم هي: الجنس، الموت، العنف والمخدّرات، إنكار الله والتكريس للشيطان؛ وإنهم يفرضون دائمًا وجود ساحر في جلساتهم، وأنّ الموسيقى التي يقدّمونها هي نتيجة كلّ هذه الممارسات.
أمّا الأخطر في كلّ هذا فهو تأثير نجوم هذه الموسيقى على المعجبين بهم. إنّهم يعملون للسيطرة عليهم، ولا يحاولون حتّى أن يكتموا ذلك عنهم؛ أمّا الوقائع فكلّها تشير إلى أنّهم تمكّنوا من النجاح حتّى الآن. لذلك فلقد آن للمجتمع أن يباشر بإزالة هذا الوباء الخطر.
ملاحظة:
للمزيد من المعلومات، يمكنكم أن تجدوا أشرطة مسجّلة وأشرطة فيديو، عن “خطر الروك”، وكذلك في الكتاب “الروك أند رول: اغتصاب الوعي بالرسائل الخفيّة”، للمؤلّف
(Jean-Paul Régimbal) وفريق من المعاونين، “طبعة كروازاد”
(Ed. Croisade) التي تعالج الموضوع ذاته.
من كتاب : حقيقة الشيطان
وظاهرة عبادته في المجتمع المعاصر
Discussion about this post