ثالثًا: المعتقدات الشيطانيّة
إنّ المعتقدات الشيطانيّة قد تتغيَّر بين جماعة وأخرى. فقد يَرون مثلاً، في الشيطان كائنًا رمزيًّا بنوع من الأنواع، وهو تعبير عن مُخالفة العقلانيّة، كما هو أيضًا، في إطار الطقوس، نوع من التمثيل النفساني العنيف (Psychodrame Brutal) يهدف إلى تحرير المؤمن من التكيّفات الدينيّة والأخلاقيّة والثقافيّة المتأتّية إليه من تراثه.
وهناك بعض أتباع الشيطان الذين يجدون نفوسهم في هذا الاتجاه فيؤكّدون أنّ “عبادة الشيطان هي ديانة الجسد، بمعنى أنّ السعادة بالنسبة إلى تابعها ينبغي أن يُفتّش عنها الآن وهنا. فلا سماء موجودة يذهب إليها بعد الممات، ولا جهنّم نار كقصاص للخاطئ”.
وهناك أيضًا أولئك الذين يرون في الشيطان، بعكس ذلك، كائنًا حقيقيًّا هو رئيس الظلمات ويمكن اللجوء إليه من خلال طقوس سحريّة إبتغاء للنعم على أنواعها. وبالإضافة إلى هؤلاء كلّهم، هناك الذين يرون في الشيطان، وخصوصًا لوسيفورس، وجهًا إيجابيًّا يعاكس عمل الله المتبّع في التقليد اليهودي المسيح، والمنظور إليه من وجهة سلبية.
فبالعموم، يصعب إعطاء تحديد موحّد للمعتقدات التي تلجأ إليها شيعة شيطانيّة معيّنة. فعلى سبيل المثل، إنّ عبادة الشيطان التي أنشأها (La Vey)، تعتبر في بعض مظاهرها، أنّ الشرّ قوّة حيويّة مألوفة يمكننا السيطرة على قدرتها الهدّامة بواسطة طقوس معيّنة.
وفي بعض المظاهر الأخرى، يتّضح أنّ (La Vey) يتّجه نحو الشيطان كما إلى كائن شخصيّ، حتّى وإن كان ذلك بصورة تشبيهيّة؛ الأمر الذي يخلق هذا الغموض الأساسيّ الذي هو نموذجيّ في أوساط عُبّاد الشيطان.
وهناك تناقض آخر يظهر عند أولئك الذين يلجأون إلى كتب الطقوس العبثيّة المستعملة في “كنيسة الشيطان”، والمتميّزة بتناقض منهجيّ وحادّ مع الإنجيل والكنيسة وليتورجيّتها: فلسنا نعرف لماذا ينبغي أن ينصَبّ على ممارسة القدّاسات السوداء بصورة تعصّبيّة، ذاك الذي لا يؤمن بالشيطان، ولا بالله، ولا بالكنيسة ولا بذبيحة القربان المقدّس.
من كتاب : حقيقة الشيطان
وظاهرة عبادته في المجتمع المعاصر
جمعيّة “جنود مريم”
No Result
View All Result
Discussion about this post