أ – الوسائل التي تخيف الشيطان
ثمّ أفصح الشيطان بلسان النفس التي يعتريها عن الأشياء التي تخيفه وترعبه فقال:
1. سرّ الاعتراف: “سرّ الاعتراف… يا له من اختراع بليد، سخيف… ما أكثر ما يزعجني ويؤلمني… بل يضرّني… يعذبني… وهذا الدمّ ، دم إلهكم الكاذب… هذا الدم يطردني من نفوس الذين أسكنهم… يدمّرني… يغسل نفوسكم، ويدفعني إلى الهرب… (يُسمَع بكاء الشيطان… وَلْولَته…) يا له من دم… يا له من دم… إنّه عذابي الأكثر هولاً…”
“لكنّي وجدت كهنةً ما عادوا يؤمنون بسرّ الاعتراف، وينصحون المسيحيّين بالتقدّم إلى تناول هذا الإله الكاذب، وهم في حالة الخطيئة…
“حسنًا… حسنًا… أيّها الكهنة الأبطال… وكم من مناولات نفاقيّة يعمل المسيحيّون بتشجيع كهنتي هؤلاء…”
2. سرّ القربان: “المائدة (المناولة) التي تأكلون فيها وتشربون جسد ودم هذا المصلوب الذي أنا قتلته… بواسطة عملائي… هنا في هذه المائدة، أنا أخسر معركتي… وأمام هذه المائدة، أجد نفسي مجرّدًا من كلّ سلاح… ولا أعود أجد القوّة لمواصلة الكفاح…
لأنّ الذين يتغذّون من هذا الجسد، ويشربون من هذا الدم، يصبحون أقوياء جدًّا ضدّي… ويستحيل عليّ التغلّب عليهم بواسطة حِيَلي البارعة وأساليب إغوائي…
يبدو أنّهم يصبحون مختلفين عن الذين لا يتناولون… كأنّ عندهم أنوارًا خاصّة، و ذكاء خارقًا، فيشعرون حالاً بوجودي، ويشتمّون رائحتي… ويبتعدون عني.. ويطردونني كأنّي أحدُ الكلاب…
يا لحزني.. وآلامي… في معاطاتي مع مثل هذه النفوس (هنا يُسمَع زعيق الشيطان… وعويله…). ولهذا السبب أنا أحاربهم بضراوة… حتّى أنّ بعضًا منهم يتقدّم إلى المناولة وضميره مثقلٌ بالخطيئة (ها ها ها… قهقهة الشيطان). ما أعظم سروري بهذه المناولات النفاقيّة… يا لغبطتي… إنّهم يبغضون ربّهم بارتكابهم الخطيئة، ويتناولون بنفاق. النصر لي… النصر لي… مرحى لهذه النفوس… مرحى”.
3. السجود أمام القربان: “ما أشدّ غباوة هؤلاء الذين يضيّعون الساعة تلو الساعة في الليل والنهار، وهم يعبدون قطعة من الخبز (القربان) مخبّأة في علبة على هيكل هذا الإله الكاذب (يتكلّم الشيطان عن ساعات السجود أمام القربان التي يمارسها المسيحيّون في المزارات العالميّة، أو تمارسها النفوس المكرّسة في الأديار، والمؤمنون في الكنائس).
مثل هؤلاء الأشخاص يجعلونني أتمزّق غيظًا وحنقًا… إنّهم يدمّرون كلّ الأعمال التي أحصل عليها من المسيحيّين المنافقين، وبعض الكهنة والرهبان والراهبات والأساقفة… ما أكثر الأعمال النفاقيّة التي أحصدها باستمرار… وهذا هو انتصاري المتواصل… آه… آه… كم تؤلمني ساعات السجود هذه الخرقاء… وتجعلني أتحرّق غيظًا وكمدًا…”
4. المسبحة الورديّة: “إنّي أبغض المسبحة الورديّة… هذه السخافة العفنة الفاسدة… التي يتلونها لهذه “المرأة” (لا يجرؤ الشيطان على لفظ اسم العذراء) المسبحة هي بمثابة مطرقة تحطّم رأسي… (أخ … أخ…) إنّها اختراع مسيحيّين منافقين لا يطيعونني، لأنّهم يتبعون هذه “النُسيّة” .
“إنّهم منافقون، كـذّابون… فبدل أن يسمعوا منّي، أنا الذي أسيطر على العالم كلّه، يذهب هؤلاء المسيحيّون الكّذابون ليصلّوا إلى تلك “النُسيّة”، أكبر عدوّة لي… وكم يوجعونني بهذه السخافة (المسبحة)، أنا الذي يدعونني شيطانًا … أخ… أخ…”
5. ظهورات العذراء في العالم: “وأكبر الشرور بالنسبة إليّ في هذا الزمن، كما يُعلن الشيطان، هي ظهورات هذه “النُسيّة”… في أنحاء العالم… تتراءى في كلّ البلدان، وتحاربني… وتنتزع من يدي نفوسًا كثيرة… مئات وألوفًا… لكي يسمعوا رسائلها الكاذبة… لكن ومن حسن حظّي أنّ هناك أساقفة يدافعون عني… وكهنتي الذين لا يؤمنون بظهورات هذه “السيدة البغيضة”…
مرحى لهؤلاء الذين لا يؤمنون… إنّهم رسلي إلى الهراطقة… لكن أهمّ ما يدمّرني، هي تلك الطاعة، طاعة الحمير، لذلك الرجل المتّشح بثوب الأبيض (البابا)، الذي يعطي الأوامر باسم الفادي المزيّف، والمخلّص الكاذب…
يا لهم من حمير… أغنام… أرانب… يطيعون إنسانًا يحبّ هذه “النسيّة” (العذراء)… التي تضطهدني دائمًا… يا لخجلي…
لكني نفحتُ روح الثورة في مئات الكهنة وأرباب اللاهوت والأساقفة، وكلّ الذين يحاربونه حربًا بلا هدنة، ضدّ هذا “المبلبل” المتّشح بالبياض… أنا سأغلب… نعم… سأغلب… ها ها ها… سوف أميته، وأدافع عمَّن يغتاله، وأهيّئ له نهاية مظلمة فظّة… إنّه بغيض لأتباعي الذين يأتمرون بأوامري،
هذا “البولندي” (البابا)، الذي يحبّ تلك النُسيّة (العذراء)… إنّه ينشر تلاوة المسبحة، مسبحة تلك المرأة البغيضة (العذراء)، على اعتبار أنها صلاتها المميّزة المفضّلة… يا له من جبان… حمار… يطردني… يطاردني… أوّاه… أخ (ولولة وعويل)”.
ويتابع الشيطان حديثه فيتكلّم عن الأمور التي ترضيه…
من كتاب : حقيقة الشيطان
وظاهرة عبادته في المجتمع المعاصر
جمعيّة “جنود مريم”
No Result
View All Result
Discussion about this post