كيفيّة القيام بالدورة في المشيئة الإلهيّة
من كتاب : العيش في ملكوت المشيئة الإلهيّة
يسوع يتحدّث إلى لويزا بيكاريتا (1865-1947)
يا يسوعي، دعني أسكب مشيئتي في مشيئتك، وأنشر مشيئتي في مشيئتك الإلهيّة، وأبلغُ اتساعَها، وأكثّر من الأعمال إلى ما لا نهاية في عملك الأزليّ.
أعطِ المجد الكامل لأبيك وروحك القدّوس عن المخلوقات الماضية والحاضرة والمستقبلة من اجل كلّ لحظة من وجودها، وأفكارها وأقوالها وأعمالها.
لننطلق إلى القديسين الذين عاشوا على هذه الأرض وأودعوا المشيئة الإلهيّة أعمالهم وأفكارهم وأقوالهم.
ثمّ، فلنتّحد بالملائكة بفعل مشيئتك الإلهيّة كي نقدّم إلى الآب مديحًا كاملاً، وعبادة كاملة، ومجدًا كاملاً وعرفانًا كاملاً وذلك منذ لحظة خلقهم وإلى الأبد.
لنودع مشيئتك الإلهيّة كل لحظة من وجود الملائكة الأشرار ولنقدّمهم إلى الآب تكفيرًا كاملاً، واتّضاعًا ومحبّة، وطاعة، ومجدًا وتبجيلاً.
لننطلق إلى جنبات السماء، وجهنم، والمطهر، والأرض، وجنّة آدم وحواء وإلى أي مكان آخر فيه مخلوقات عاقلة أو يشهد وجود مثل هذه المخلوقات. لندخل في كلّ من أفكارهم وأقوالهم وأعمالهم في كلّ لحظة من وجودهم ونقدّم إلى الله الآب، بفعل مشيئتك الإلهيّة، كلّ المحبّة والتبجيل والعرفان.
لننطلق الآن إلى الخليقة وندخل في كلّ مخلوق موجود في الكون، في كلّ ما هو موجود داخل وخارج هذه المجرّات الرائعة بما في ذلك النجوم والكواكب وكلّ ما هو في الفضاء وصولاً إلى أصغر جزء من الذرّة.
لندخل الآن إلى داخل كلّ شيء: الماضي والحاضر والمستقبل، ولنقل لله بصوت متواصل متناغم: أحبّك، أعبدك، أسبّحك، أقدّم إليك كلّ مجد تستحقّه عظمتك.
نحن ممتنّون لوجودنا ونتوخّى شيئًا واحدًا وهو العمل بمشيئتك الإلهيّة.
لننطلق إلى الشمس التي أوجدتها مشيئتك، إلى كلّ من أشعّتها، إلى حرارتها، إلى فوائدها المذهلة الماضية والحاضرة والمستقبلة.
لننطلق إلى الكواكب، والنجوم والمذنبات وإلى ما في الفضاء من نيّرات، من أجل ما هي عليه، وما تصنعه بفعل مشيئتك الإلهيّة، فنقول لله بصوت متناغم:
أحبّك، أعبدك، أسبّحك وأنا ممتنّ لك، يا إلهي، من أجل وجودنا”.
لننطلق، بصورة خاصّة، إلى الأرض ولندخل في صميم كائنات الفضاء، وفي جميع المخلوقات في المياه وعلى اليابسة في كلّ بلد وفي جميع نشاطاتها الماضية والحاضرة والمستقبلة، ولنقدّم إلى الربّ، في كلّ لحظة، كلّ المحبّة والتبجيل والمجد والشكر.
لندخل الآن، بانتباه لافت وبكلّ محبّة في وجود آدم وحواء وجميع الناس: وجودهم، أفكارهم، أقوالهم، أعمالهم الماضية والحاضرة والمستقبلة على مثال ما فعلته خلال حياتك الخفية ضمن المشيئة الإلهيّة ولنوحّد مشيئتنا بمشيئتك، وبهذه القدرة اللامتناهية، وبطريقة مستمرّة وكاملة فلنقدّم إلى الثالوث الأقدس:
كلّ المحبّة، والتسبيح، والسجود، والشكر، والمجد الذي يتوجّب على جميع الناس أن يرفعوه إلى الآب.
نودّ أن نعبّر عن كامل ارتضانا من أجل جميع أوصافك المعبودة، ونجعلك تُسرّ بالخلق في كلّ لحظة ونندهش حين نراك تعمل في جميع مخلوقاتك.
لتكن مشيئتك! إنّنا نعبدك.
الأمثلة السابقة، في ما خصّ الدورة حول الخليقة، جرى التعبير عنها بصورة عامّة، خلافًا للدورات المفصلة كما يحلو للبعض أن يقوموا به. مثلاً: حين تدخل في مخلوقات الفضاء، يودّ البعض تحديد كلّ نقطة ماء، وكلّ نديفة ثلج، وكلّ غيمة، وكلّ حشرة، وكلّ طير الخ…
مع ذلك، ليست دورات الخليقة هي كلّ ما نستطيع القيام به. فهناك أيضًا دورة الفداء وتقديس الإنسان ذاته، وهي تمثّل المشيئة الثالثة لله. فلكي نقوم بدورة الفداء، بإمكاننا تتبّع أعمال ربّنا، وأمّنا، والرسل، بإضافة كلّ ما أنجزوه طيلة حياتهم، كما لو أنّهم عاشوا بمقتضى ما أراده الله لدى خلقه البشريّة. يمكننا أيضًا القيام بالشيء نفسه في ما خصّ البابوات، والقدّيسين، والمسيحيّين كلّ مرة نتناول القربان المقدّس، أو نقتبل الأسرار،
أو نأخذ من الماء المبارك لدى دخولنا إلى الكنيسة، أو نركع أمام القربان المقدّس، أو نصلّي أو نقوم بإماتات الخ…
مثالاً على دورة المرحلة الثالثة، يمكننا تتبّع حياة لويزا بيكاريتا وسواها من روّاد هذا العهد الجديد من القداسة أمثال بيلانجيه التي طوّبها يوحنّا بولس الثاني.
هذا العهد الجديد من التقديس تشهده الأرض؛ إنّه يعيد إلى الله التمجيد الذي قامت به هذه النفوس بالذات من خلال نشاطاتها في الدورة ضمن نطاق المشيئة الإلهيّة.
فلنتحدّ دائمًا وأبدًا بالمشيئة الإلهيّة. لنقم بكلّ شيء مع المشيئة الإلهيّة، فإنّنا بذلك نفرح أبانا في السماء، رافعين إليه أعظم تمجيد ممكن باسم الجميع وكلّ فرد ماضيًا وحاضرًا ومستقبلاً.
لتكن مشيئتك على الأرض كما في السماء.
جمعيّة “جنود مريم”
No Result
View All Result
Discussion about this post