اليوم التاسع عشر
الله يحبّ أن نؤاسي الأنفس المطهريّة ويرغب بذلك
1. في المطهر
يسود بين التيولوجيّين رأي أنّ الأنفس المعذّبة في المطهر تتدخّل في مساعدة المحسنين إليها، حيث أنّ صلواتها لا تفيدها بشيء أمام العدالة الإلهيّة عندما تطلب إنهاء عذاباتها. غير أنّ صلواتها وطلباتها تجاه المحسنين إليها من الأحياء فهي مقبولة عند الله. فهي تدخل قلبه لأنّها نقيّة لا يشوبها خطأ كالتي نتلوها نحن أحيانًا فتكون غير مثمرة. الأنفس المطهريّة طيّبة، طاهرة ومقدّسة ومحبوبة من الله. فهي متحّدة به. تصلّي بانسجام وحرارة وإيمان عميق. فنحن نؤمن بمكانتها العظيمة لدى الله تجاه الأحياء وإن لم يكن هناك اختبار يومي لهذه المكانة.
لنا ربح كبير في تبادلنا الصلاة، بإيمان صادق، مع أخوتنا الأموات. فتلك آداة صالحة لنيل نعم الله وطلباتنا وذلك من خلال تقديم الذبيحة الإلهيّة والقيام بالأعمال الحسنة من أجلهم.
لنصلِّ كثيرًا وبحرارة من أجل الأنفس المطهريّة المباركة والحافظة للجميل.
من أجلنا يقدّمون لله عذاباتهم التي تفوق الوصف. فلنصلِّ من أجلهم لأنّ ذلك عمل حسن في عين الله مقدّس كما جاء في الكتب المقدّسة.
2. في السماء
السماء هي المكان الأعظم للعرفان بالجميل، إذ انتقلت الأنفس المطهريّة إليها بواسطة صلواتنا وأعمال المحبّة والحسنة التي قدّمناها إلى الله من أجلها. نحن مرتبطون بها إلى الأبد برابط عرفان الجميل. أتنسانا يومَ جعلنا، بعون الله، الكنوز الأبديّة في متناولها. فارتدت ثوب المجد والحياة الأبديّة؟
أتنسانا يوم جعلنا لها مكانًا، بعون الله، على مائدة الحمل، لتنعم بخبز الملائكة التي طالما تاقت إليه؟
طبعًا لا! لن تنسانا أبدًا! سنكون محور اهتمامها وتحرسنا كباقي الملائكة حرّاسنا. إنّهم ينظرون إلى خطايانا بعيون المحبّة ويطلبون إلى الله، بلا ملل، أن يجنّبنا الخطيئة ويبعد عنّا التجربة والأخطار.
فهم يوحّدون طلباتنا مع طلباتهم لتؤثّر تأثيرًا قويًّا ومقدّسًا في قلب الله. يا لهم من علاج لآلامنا! يا لهم من مساعدين ثمينين لنا! في ساعة نزاعنا يعزّوننا ويدعموننا عند الله! يا لهم من محامين قديرين يومَ نلتقي مع الله! وفي مطهرنا سيأتون بدورهم لزيارتنا فيعزّونا لكي ننتقل إلى جانبهم في بهاء القداسة الأبديّة.
يا ربّ كم من الكرامات والعزاء تهبنا من خلال التقوى التي نمارسها لأجل الموتى المؤمنين! طوبى للذين يصلّون من أجل الأموات.
يقول القدّيس أمبرواز: “كلّ ما نعطيهم إيّاه بالمحبّة يُعاد إلينا نِعَمًا. وفي مماتنا نحصل على النِّعم أضعافًا”.
مثال
أحدُ الأشخاص الأتقياء المؤمنين كتب السطور التالية التي تبرهن عن فعاليّة صلوات الأنفس المطهريّة.
“كنت أرغب في استعادة صحّتي المنهارة، فتوجّهت بالطلب إلى العذراء سيّدة لورد، إلى الطفل يسوع، إلى القدّيس يوسف. فلم يستجب طلبي، من ثمّ طلبت إلى الأنفس المطهريّة المقدّسة أن تصلّي من أجلي فاستجاب الله إلى طلبي.
كنت قد استمهلتهم حتّى عيد الميلاد واعدًا إيّاهم بالصلوات والقداديس، إذا ما تمكّنت من إتمام واجباتي الدينيّة في تلك الفترة. مباركة هذه الأنفس العزيزة التي حمتني ومشكورة أيضًا. لقد برئت تمامًا من مرضي. فاستعجلت إيفاء وعدي لهم.
أنظروا كم هي عظيمة رغبة الله في تحرير هؤلاء الأسرى من المطهر. لقد صنع على أيديهم الكرامات لكي نلجأ إليهم فنصلّي من أجلهم، أنا مقتنع اقتناعًا كاملاً بهذه الحقيقة. وأؤكّد أنّ كلّ النِّعَم التي وهبني إيّاها الله أدين بها للصلوات التي قدّمتها إلى هؤلاء الأصدقاء الطيّبين في المطهر، معهم لا أفقد الأمل إنّما لي كلّ الرجاء”.
تذخّروا بهذا المثال واقتنعوا أنّكم تحصلون على مبتغاكم بواسطة أخوتكم الأموات.
لنصلِّ:
أيّتها الأرواح المطهريّة المقدّسة. أسأل سيّدنا يسوع المسيح الذي مات من أجلكم، أن يشفق على آلامكم. ليكن دمه الطاهر بردًا عليكم وسط عذاباتكم. وأسألكم أيّها المطهريّون الأحباء أن تكونوا عونًا لأنّكم تحيون في النعمة.
أطلبوا منه النِّعم الروحيّة والجسديّة من أجلي والتي أنا بحاجة إليها واطلبوا إلى الله أن يميتني ميتة صالحة فأكون إلى جانبكم في السماء.
من كتاب :
شهر مع أصدقائنا الأنفس المطهريّة
Discussion about this post