مختارات من “كرّاس المطهر”
منشورات “جماعة سيّدة الميتة الصالحة” في بلدة تانشبري (أورن فرنسا)
مجموعة تعليمات وإرشادات من إحدى الراهبات في المطهر إلى أمّ المتبدئات على الأرض. لمساعدتها على الخروج سريعًا من هذا المطهر الرهيب.
“آه كم أرغب في الذهاب إلى السماء! إنّنا نستشهد في آلامنا منذ عرفنا الله!”
“لا! نحن لا نرى الله في المطهر! بل سيكون ذلك في السماء”.
“نعم، نرى أحيانًا القدّيس يوسف ولكن ليس بقدر مشاهدتنا مريم العذراء…!”
“نعم، أحبّ الله حبًّا عظيمًا، وكلّما تطهّرت النفس غدت قريبة من السماء وحبّه (الله) ينمو…”.
“صلاة صغيرة تُحسِنُ إلينا… فهي تنعشنا مثلما ينعش كوب ماء بارد يُعطى إلى ظمآن…”
“إذا رغبت بإرضاء الله، لا تقومي بأيّ عمل نهار الأحد! بل صلّي إلى الله ما استطعتِ ذلك… هذا كلّ شيء”.
“عندما أتحرّر من المطهر سأعيد إليك أضعاف ما قدّمته لي. فأنا أصلّي كثيرًا من أجلك”.
“إنّنا نشاهد مريم العذراء بجسدها. فهي تأتي إلى المطهر في أعيادها وتعود إلى السماء برفقة أنفس كثيرة. وعندما تكون معنا لا نشعر بالألم…”
“الأشخاص الذين نسَوا الأنفس المطهريّة، سيُنسون هم بدورهم وهذا عدل. ولكنّ إذا أوحينا لهم بالصلاة من أجل الموتى أو أوضحنا لهم ما هو المطهر، لا شكّ أنّهم سيتصرّفون بطريقة مختلفة…”.
“هناك أنفس لا تقيم في المطهر بكلّ ما للكلمة من معنى، فأنا مثلاً أرافقك طوال النهار وحيث تذهبين. ولكن في المساء، عندما تنامين أتألّم أكثر لأنّني أكون في المطهر”.
“تقديرًا لاندفاعهم من أجل السرّ المقدّس ولاحترامهم الأماكن المقدّسة بعض الأنفس تقضي زمن مطهرها عند المذابح المقدّسة”.
“عند الموت تضيع النفس في الله، فهي ترى بوضوح وبلمح البصر حياتها كاملة على الأرض ومن ثمّ تنال جزاؤها…”.
“القدّيس ميخائيل (الملاك) يكون حاضرًا عندما تغادر النفس الجسد. إنّه منفّذ العدالة الإلهيّة… لقد شاهدت أيضًا ملاكي الحارس”.
“في ذكرى الموتى (الثاني من تشرين الثاني) العديد من الأنفس تغادر المطهر إلى السماء.
في هذا اليوم فقط تنال جميع الأنفس المطهريّة حصّة من الصلوات العامّة للكنيسة المجاهدة… وحتّى في المطهر الكبير… ولكن في ليلة الميلاد يصعد العدد الأكبر من الأنفس إلى السماء”.
“إنّها أعياد متلاحقة من دون انقطاع وسعادة متجدّدة دائمًا كما لم نشعر بمثلها من قبل”.
“كلّما أحبّت النفس الله على الأرض، كلّما توصّلت إلى قمّة الكمال فأحبّته أكثر وفهمته أعمق من السماء”.
“يسوع هو الفرح الحقيقيّ على الأرض والفرح الأبديّ في السماء!”
لا جدوى الدموع
يخبرنا توماس دي كاتمبري أنّ امرأة عجوزًا فقدت ابنها التي اعتمدت على مساعدته في شيخوختها: فبكته ليلاً ونهارًا معرّضة نظرها للعمى ولم يكن يواسيها شيء.
حاول توماس دي كاتمبري مؤاساتها وإرشادها فلم يفلح إلى أن قرّر مع الجيران أن ينذروا صلاة تساعية يطلبون من الله تعالى مساعدتها.
استجاب الله طلبهم حيث أنّ تلك المرأة العجوز رأت حلمًا جميلاً. لقد شاهدت عددًا من الشبّان ذوي مظهر جميل يسيرون على طريق ما. وبما أنّها كانت تجهد لملاقاة ابنها تراءى لها في مؤخّرتهم جرّاء ثيابه المثقلة بالمياه. ارتبكت الأمّ عند مرآه وصرخت: “لماذا يا بني تسير بعيدًا عن هذه الجماعة البرّاقة؟”. فأجابها ابنها: “آه يا أمّاه ها أنا متأخّر في طريقي بسبب دموعك العقيمة التي بلّلت ثيابي فأثقلتها.
كفّي عن البكاء رحماك! فبكاؤك لا جدوى منه! فإذا أردت أن أسرع على درب السماء هذه، صلّي كثيرًا وقدّمي الحسنات من أجلي. هكذا فقط تحرّرينني من عذاباتي المطهريّة حيث الأنين وتدخليني في حياة السعادة الأبديّة”.
عند ذلك انتهت الرؤيا وكفّت الأم، مسرعة، عن البكاء وقرّرت أن تقوم بما تطلب منها حياتها المسيحيّة من ممارسات لإخراج ابنها الحبيب من مسكن عذاباته”.
قدّموا القداديس من أجل الأنفس المطهريّة
في مدينة كولونيا، اجتمع اثنان من الكهنة الدومينيكان الأتقياء، والمندفعين في الصلاة لأجل الموتى والأنفس المطهريّة. واتّفقا على أن يقدّم من يبقى على قيد الحياة بعد الآخر، قدّاسين كلّ أسبوع من أجل راحة نفس الميت وذلك طوال سنة كاملة.
عرف أحدُهما وهو الطوباوي “سوزو” أنّ صديقه انتقل إلى رحمة الله. فأسرع إلى الصلاة من أجله بكثرة ومارس التقشّف والإماتات لكنّه نسي ما تواعد به مع صديق، من قداديس يقدّمها.
في صباح أحد الأيّام بينما كان سوزو يصلّي في الكنيسة ظهر له صديقه العزيز يلومه على قلّة وفائه. حاول سوزو الاعتذار له مذكّرًا إيّاه بالصلوات الكثيرة والأعمال الحسنة التي كان يقوم بها من أجله. ولكن الميت صرخ قائلاً: “لا! لا! لا! كلّ ذلك لا يوازي الذبيحة المقدّسة لإطفاء اللهيب الذي يحرقني!” واختفى فجأة.
فتأثّر بهذا الحدث وقرّر سوزو إصلاح هذا النسيان سريعًا. وطلب إلى العديد من الكهنة مساعدته على إراحة صديق الميت في تقديم الكثير من القداديس من أجله.
بعد أيّام قدّمت فيها هذه المساعدة الجميلة، ظهر الميت ثانية لسوزو محاطًا بنور عظيم، وروحه يضيء سعادة، وقال له: “أشكرك يا صديقي الأمين على الحريّة التي قدّمتها لي وذلك بشفاعة القداديس التي قدّمت من أجلي. لقد خرجت من المطهر وها أنا أصعد إلى السماء حيث أشاهد الله وجهًا لوجه، الله الذي عبدناه معًا مدّة طويلة”. ثمّ اختفى.
بسبب هذا الحدث، كان الطوباوي سوزو، وحتّى مماته، يقدّم الذبيحة الإلهيّة في القدّاس بحرارة متجدّدة، لصالح الأنفس المطهريّة.
لنقم بالذبيحة الإلهيّة دائمًا! لنقدّم إلى الله الآب دم ابنه الطاهر يسوع المسيح.
كان يوحنّا فم الذهب يصف ممارسة هذه التقيّة فيقول: “ضعوا في منازلكم علبة صغيرة حيث كلّ واحد يستطيع أن يقدّم حسنة الموتى وقدّموا هذه العطايا لتلاوة القدّاس من أجل موتاكم…”
من كتاب :
شهر مع أصدقائنا الأنفس المطهريّة
جمعيّة “جنود مريم”
No Result
View All Result
Discussion about this post